عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 10-12-2008, 04:23 AM
أم هارون السلفية أم هارون السلفية غير متواجد حالياً
مالي إلا أنت يا خالق الورى
 




افتراضي

* أنواع المال , ونظرة الإسلام إلى المال *
* أنواع المال* : فالمال بالنسبة للعبد نوعان : نوع يحتاج إليه , والثاني لا يحتاج إليه .
= النوع الأول : فهذا النوع الأول وهو يحتاج إليه الإنسان يدخل فيه ما يحتاج إليه لجلب طعام أو شراب أو نكاح أو لباس ونحو ذلك , فهذا يطلبه من الله ويسعى فى تحصيله بالأسباب المباحة .
فإذا حصل له هذا المال فإن إفادته منه تكون فى طاعة الله وتقرباً به إليه سبحانه وتعالى , حتى فى المباحات وليس فى الصدقات فحسب .
لكن المهم ألا يتعلق قلبه به , فهذا الأمر هو أهم شئ فى تعامل المؤمن مع المال , ولنضرب لذلك أمثلة .
- ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى - فى الرجل يكون المال عنده , قال : (( فيستعمله فى حاجته بمنـزلة حماره الذى يركبه وبساطه الذي يجلس عليه وبيت الخلاء الذي يقضى فيه حاجته )).
والحال من كالحال الآن , فالكل محتاج إلى مركب ,وفى القديم كانوا يحتاجون إلى الدواب من حمير وبغال وبعير , والكل محتاج إلى بساط يجلس عليه , والكل محتاج إلى بيت يخلو فيه لقضاء حاجته .
لكن السؤال الآن : هل كل من يحتاج إلى حمارٍ يركبه يتعلق قلبه به بحيث لا يصبر على مفارقته ؟؟؟
* فهذه النقطة التى من أدركها فقد أدرك نظرة الإسلام إلى المال : (( كيف نكون عباداً نسعى لتحصيل المال وإنفاقه فى طاعة الله دون تعلق به )) .
فإذا كان المال عندك مثل الحمار الذى تركبه ولا تستغنى عنه وتسعى فى شراء الجيد منه , لكنك لا تعشقه ولا يميل قلبك إليه , فأنت بهذا قد بلغت مقصود الشارع فى التعامل مع المال , ونافيت أن تكون ممن دخل فى هذا الحديث من عبودية الدنيار والدرهم وما إلى ذلك .
= النوع الثانى : أما النوع الثاني من الأموال , وهو ما لا نحتاج إليه من الأموال , وهو الزائد عن حاجتك , فالواجب عليك ألا تتبعها نفسك , فإذا حصل لك منها شئ فلتكن نفقتها فى سبيل الله , وإذا ما حصل لك منها شئ , فأنت غير محتاج لها أصلاً , وينبغى ألا يتعلق القلب منها بشئ ؛
لئلا يصير مستعبداً لها معتمداً على غير الله فيها , فالـمتعلق بمثل هذا النوع لا نجد فى قلبه شئياً من التوكل ولا شعبة منه .
= وخلاصة القول فى نظرة الإسلام إلى المال أن نأخذ من حلاله ونبعد عن حرامه , وأن ننفق فى الحلال منه , فلا نسخط إذا حُرمنا , ونرضى إذا أعطينا , وما نحتاج إليه نسعى إليه , وما لا نحتاج إليه لا نتعلق به , فلا يكون حبنا ورضانا من أجله ولا يكون كرهنا وسخطنا له , ولا يكون معطينا محبوباً وحارمنا مكروهاً , وأن نؤدى حق الله تعالى فيه من الصدقات والزكوات , وأن نصل به أرحامنا وأن نجعله وسيلة للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ,
(( نِعم المال الصالح للرجل الصالح )) فإذا كانت هذه هى العلاقة بالمال , فنحن بفضل الله وكرمه ومنّه على خير عظيم .
ثم إن النبى صلى الله عليه وسلم لمـّا ذكر هذه الصورة لهذا الشخص السئ من باب التبيان , فقد ذكر لنا نموذجاً مختلفاً تمام الاختلاف , وصدق قول القائل : (( وبضدها تتبين الأشياء )) ففى الجزء الثانى من الحديث نموذج مغاير ومناقض ومباين لهذا النموذج الأول .
يُـــــتبـــــــع
التوقيع

أما جاءكم عن ربكم: (وَتَزَوَّدُوْا) .. فما عُذر من وافاهُ غيرَ مُزَوِّدِ ..!!
رد مع اقتباس