عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-24-2010, 07:21 PM
أم حماد أم حماد غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




I15 خفايا في التاريخ وانتصارات ستعود!!

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين والصلاة والسلام على أفضل المرسلين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه أجمعين
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً)70(يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)71 الأحزاب .
أما بعد فإننا سنتناول في هذا الموضوع بإذن الله قصة صلاح الدين الأيوبي وجهوده ضد الدولة الفاطمية الشيعية والقضاء عليها وعلى التشيع في مصر وما بذله من جهد لتحرير بيت المقدس من أيدي الصليبيين وكسر شوكتهم وجمع كلمة المسلمين ووحدتهم ورفع راية التوحيد عالية .
فان معرفتنا للتاريخ والأمم السابقة تضيف لنا وللعلماء والدعاة والملوك والرؤساء كيفية التصرف في تغيير الواقع والتقدم والنصر بحيث نبدأ من حيث ما انتهى إليه الآخرون وليس من حيث بدأوا فان من المستحيل التقدم والنهضة بدون التعرف على تاريخ الأمم السابقة وأسباب هزيمتها وأسباب انتصارها وازدهارها فقد قال تعالى : (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)111 يوسف
فلابد إذا من التعرف والاستفادة من قوانين الله وعبره وعظاته من خلال تاريخ الأمم السابقة وربطه بالواقع لان التاريخ يكرر نفسه كما قال تعالى : (إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)140 (آل عمران)
إذا فلنتعرف على أمجادنا نحن المسلمين ولا نقف منها موقف المعرفة والاطلاع فقط والتباهي بما سبق وبما قام به العظماء من تغيير وتقدم ومجد بل لابد أن نسير على نهجهم ونستعين بالله على الوصول لما وصلوا إليه ونستفيد من خبراتهم ونقتدي بمن سار منهم على نهج القرءان والسنة فان الله ينصر الأمة المؤمنة العادلة التي تأخذ بأسباب النصر وترجع إلى الله في كل مجالات الحياة فالدين مرتبط بكل مجالات الحياة ولا ينفصل عن أي شيء منها فمتى انفصل الدين عن أي مجال من مجالات الحياة اعلم أن هذه الأمة سوف تبدأ في التأخر والهزيمة والذل فلا عزة إلا بالعودة لدين الله لأن عين التخلف والرجعية هو البعد عن التمسك بدين الله وليس كما يزعم البعض أن اقامة الدين وحدود شرع الله وفصل الدين عن حياتنا والمجالات السياسية والاجتماعية والتربوية هي مظاهر للتقدم بل لم تتأخر الأمة إلا بعد فصلها للدين عن حياتها ولكن الأمة الإسلامية مهما تمرض فلن تموت وذلك لان دين الله قائم ولأن الشريعة الإسلامية هي الشريعة التي ارتضاها لنا والتي تناسب كل العصور والأزمان وليس كما يزعم البعض أنها لا تناسب هذا العصر فكيف لنا بالرقي والكرامة ونحن لم نرضى ولم نتبع شرع الله الذي فيه عزة للمسلمين ولكن الله سوف يحمي دينه والتابعين له وسيأتي من يوحد الأمة على كلمة التوحيد والإسلام مرة أخرى فبارك الله لنا في علماؤنا الذين يجتهدون في الدعوة ونشر الدين وساعدوا على إيقاظ الصحوة الدينية بعد الغفلة وبإذن الله ستعيد الأمة مجدها وانتصاراتها وكرامتها بعد أن يتمكن الدين بين الناس فنصر الله قادم لا محالة.
والآن هيا بنا إذن نتعرف على بدايات الحملات الصليبية وأهدافها في الاستيلاء على المشرق الإسلامي وكيفية قضاء صلاح الدين الأيوبي على الدولة الفاطمية الشيعية بمصر ثم تحريره لبيت المقدس وكسر شوكة الصليبيين .
أولاً بدايات الحملات الصليبية : إن الحركة الصليبية تمتد جذورها إلى بداية ظهور الإسلام , فهي تعتبر رد الفعل المسيحي تجاه الإسلام فقد يرجع التحرك الصليبي إلى عصر الرسالة منذ أوائل ظهورها على يد رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم- فقد شعر البيزنطيون بمدى الخطر الإسلامي الجديد على عقيدتهم وبلادهم فمنذ العام الخامس للهجرة والهجوم الصليبي بدأ في التحرك من غزوة مؤتة وتبوك وغيرها من تجاه الفرس والروم ثم تطورت حركة الصليبين وعدائهم على شكل حملات وهجوم مسلح على المشرق الإسلامي في القرن الحادي عشر الميلادي وكان من أهداف هذه الحملات الصليبية التي بدأت شن حملاتها على المشرق الإسلامي أهداف دينية ، وأهداف سياسية ، وأهداف اجتماعية ، وأهداف اقتصادية.
أولاً الأهداف الدينية : وهو بالفعل الدافع الأساسي لشن حملاتهم من اجل استعادة قبر المسيح على حد زعمهم والأراضي المقدسة من أيدي المسلمين واسترجاع بيت المقدس من أيدي المسلمين.

ثانياً الأهداف السياسية : وهو ميلهم إلى تأسيس ممالك جديدة في المشرق.
ثالثا الأهداف الاجتماعية : فقد كانت طبقة الفلاحين في المجتمع الأوروبي في القرن الحادي العشر الميلادي هي الطبقة الأكثر مغلوبة على أمرها فقد كان هناك تمييز طبقي بين فئات المجتمع الأوروبي فقد وجدت هذه الطبقة الفقيرة هذه الحملات نجدة لها من حالة البؤس والتعاسة فكانت فكرتهم انه اذا ماتوا في هذه الحروب فهو خلاص لهم من حياة الذل التي يعيشونها وان نجحوا فسوف تتغير حياتهم إلى الأفضل.
رابعاُ الأهداف الاقتصادية : وهو الحصول على الثروات الطائلة الموجودة في المشرق الإسلامي فقد كانت أوروبا تعاني في تلك الفترة من فقر ومجاعات بالأخص فرنسا فقد لجأت إلى أكل الحشائش والأعشاب.
وبالفعل نجحت الحملة الصليبية الأولى في تأسيس إمارات صليبية في المشرق الإسلامي استمرت قرنين من الزمان فقد أسست الحملة الصليبية أربع إمارات في البلاد الإسلامية الأولى في أعالي الفرات وهي (الرها) ،والثانية في أعالي الشام وهي (أنطاكية) , والثالثة على الساحل الشامي وهي (طرابلس) ، أما الرابعة وهي الأهم فهي في قلب فلسطين وهي (بيت المقدس) , بالإضافة إلى عدة مناطق أخرى هي صيدا ويافا وعسقلان والخليل بالإضافة إلى عدة اقطاعات مثل نابلس وحيفا وبيروت وارسوف ,, وقد يرجع هذا النجاح الذي حققته الحملة الصليبية إلى عدة أسباب ساهمت في هذا الاحتلال منها :-
1- انعدام الوحدة السياسية في العالم الإسلامي.
2- الصراع على السلطة بين الأمراء المسلمين.
3- سقوط الخلافة الأموية بالأندلس.
4- دور النصارى الذين كانوا يعيشون في بلاد الشام.
5- الإمدادات الأوربية المتواصلة للحملة الصليبية.
6- انشغال بعض فقهاء الأمة في الاختلافات في المسائل الفقهية وتركوا الأصول والعقيدة والحث على الجهاد .
7- انتشار الفكر الشيعي ووجود الدولة الفاطمية الشيعية بمصر ودورهم في عرقلة الجهاد ضد الصليبيين لبغضهم لأهل السنة وفكرهم ونشر عقائدهم الفاسدة بسهولة بدون تدخل أهل السنة .
وكان من خطة الحملات الصليبية :-
1- المحافظة على أهم أسباب نجاحها وهو العمل على إبقاء المحيط الإسلامي مشتتاً بقدر الإمكان حتى لا تصبح الأمة الإسلامية موحدة وقوية فتتصدى لهم.
2- عالجت المشكلة السكانية الإسلامية بإتباع سياسة التقتيل والتهجير للمسلمين من المناطق التي احتلها الصليبيين .
3- لجأت القوى الصليبية لعقد الهدن مع بعض الأطراف الإسلامية في سبيل التفرغ لقوة إسلامية أخرى والذي ساعدهم على ذلك هو تفكك القوى الإسلامية .
4- ركزت القوى الصليبية على احتلال مناطق سواحل الشام أولاً حتى تؤمن الاتصال بمركز انطلاقها فلم تبدأ بالمناطق الداخلية حتى لا يتحد المسلمون في الأطراف ويحيطوا بهم .
5- عملت القوى الصليبية على التحالف مع قوى أخرى تكون معادية للمحيط الإسلامي تمدها بالمساعدات في حروبها.
ثم جاءت الحملة الصليبية الثانية بعد سنوات من جهاد المسلمين ضد الحركة الصليبية فكان من أبرز المجاهدين في تلك الفترة هوعماد الدين زنكي الذي استولى على منطقة الرها من الصليبيين فكان ذلك من أسباب إرسال الحملة الصليبية الثانية التي واجهت كثير من الدفاع والقتال وبالفعل انكسرت هيبة الصليبيين في نفوس المسلمين فقد انتصرت دمشق على هذه الحملة بوصول جيش الموصل وحلب وتعاون نور الدين وإخوته في التصدي لهم وبالفعل كانت النتائج مبشرة فقد بدأ نور الدين محمود زنكي في إحياء مشروع أبيه عماد الدين زنكي في توحيد الجبهة الإسلامية ضد الصليبيين وهو المشروع الذي سيكمله صلاح الدين الأيوبي تلميذ نور الدين فكان كل واحد من هؤلاء العظماء الثلاثة يبدأ من حيث انتهى الذي قبله ويكمل المسيرة لذلك كان في النهاية النصر وتحرير بيت المقدس ولنا قي ذلك عبرة يا أولى الألباب .
ثم كان أول مشوار الجهاد ضد الصليبيين وتحرير بيت المقدس , هو القضاء على الدولة الفاطمية الشيعية والفكر الباطني أولاً لوقف سمومه التي تعطل مسيرة الجهاد بصفة عامة وللتفرغ بعد ذلك للقضاء على الصليبيين وتحرير بيت المقدس .


يتبع بإذن الله
رد مع اقتباس