عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 09-23-2023, 12:41 AM
اللهم لا تمتني إلا شهيداً اللهم لا تمتني إلا شهيداً غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي

إخوتي أحبتي
نسمع من آن لآخر عن زلزال مدمر هنا وفيضانات شديدة هناك وحوادث كثيرة في كل مكان وفي وكل وقت
كل يوم يموت أناس كثيرة نعرفهم أو لا نعرفهم
كل ساعة يقبض أحدهم سواء كان مريض أو سليم كبير أو صغير ولد أو بنت رضيع أو شيخ كبير
يكاد الموت يقول لنا أنت القادم ستدفن في التراب وينقطع عملك إلا من ثلاث وستحاسب على كل كبيرة وصغيرة دة غير توقعات كثيرة ومتنوعة عن حدوث زلزال مدمر في أي وقت في منطقتنا وخاصة مصر (وللأسف الموضوع ممكن مش يكون مجرد توقعات بل تخطيطات وهناك شواهد كثيرة تستحق الاهتمام لكن مش موضوعنا)
فلا تؤجل توبتك ولا تنتظر شيئا لتغير حياتك للأفضل وطريقك للمستقيم حتى تصل للجنة بإذن الله
نحن في زمن صعب وظروف سيئة ولكن الأصعب والأسوأ أن نموت على معصية أو بدون توبة من معاصي كثيرة وكبيرة أو مديونين أو في طريق المغضوب عليهم أو الضالين!
كثير منا يعرف كل هذا ويقتنع به ولكن لا يتحرك هناك قيد أو قيود لابد أن يتخلص منها حتى يتحرك ولا ينتظر الموت يأتيه بغتة فيندم أشد الندم
من أهم هذه القيود هي موضوعنا اليوم
الخوف!
خوف من التحرك وخوف من نتائجه وخوف من خسارة ما هو فيه من حياة آمنة ومستقرة (من وجهة نظره المتخلفة!)
الخوف الذي يجعل الكثيرين يرضون بالذل وعيشة البهائم بل أقل من البهائم بمراحل!
فأنت بشر خلقك الله تعالى لعبادته وحده لا تشر به أحد ولا تخشى غيره وستموت حتماً وستحاسب حتماً وسيكون مصيرك حتماً إلى جنة أو نار لا ثالث لهما(حتى أصحاب الأعراف لن يظلوا بين الجنة والنار!)
تعالوا نشوف مقصدي إيه؟
تعالوا نعرف إزاي الخوف حاجز كبير بينا وبين تغيير حياتنا؟
تعالوا نعرف إزاي الخوف دليل على نقص إيمانا؟
تعالوا نعرف لفين هيودينا الخوف وإيه علاقته بموضوعنا أصلا؟
تعالوا بينا نغير حياتنا!
في واحد ممكن يكون شغال شغلانة فيها شبهات لكن مستقر فيها وأخذ وضعه فيها خلاص دة غير إن عليه التزامات كتير من زوجة وأولاد وأقساط ومصاريف وديون ومش عنده استعداد (رغم اقتناعه) بترك هذا العمل والبحث عن آخر حتى لا ترتبك حياته ويتأثر دخله ولا يضمن خاصة في زماننا هذا وجود شغل آخر بنفس الراتب وبنفس الظروف والوضع الاجتماعي ليواصل مسيرة حياته في القيام بمسئولياته تجاه أسرته
دة خوف آه
في واحد تاني نفس صاحبنا الي فات بس عمله حلال ومش فيه شبهات لكنه عايش حياة عادية تماماً وعايش دور الرازق الي من غيره مراته وعياله هيتشردوا وكل هدفه في الحياة السعي في شغله والاستمرار فيه مهما واجه فيه من مشكلات ومهما عطل بسببه فروض وخايف يفكر مجرد تفكير في موته ومحاسبته حتى التفكير في الموت يكون من خلال أن يضمن أن له تأمين ومعاش يعيش أولاده عليه من بعده لا أكثر! المشكلة إنه عارف ومقتنع إن أول ما يحاسب عليه الصلاة وإنه مش مطالب برزق نفسه فضلا عن يرزق غيره من زوجة وأولاد وغيرهم وأنه مجرد سبب وإنه سيقرأ كتابه ويجد أنه لا يغادر صغيرة أو كبيرة إلا أحصاها لكنه مش فاضي للكلام دة ومش فاضي يتوب أو يؤدي فروضه كما يجب أو يقوم بدوره الأساسي الذي خلق من أجله وهو العبادة وللهدف الذي يرجوه وهو الجنة!
خايف ينفذ ما اقتنع به أو علمه حتى لا تتغير حياته للأسوأ ويعيش بمبدأ عصفور في اليد ولا عشرة على الشجرة(وهو تفكير متخلف أيضاً)
في ناس مش بتركعها وخايفة تبدأ تلتزم وتصلي لا تموت لأنهم بيسمعوا إن في ناس أول ما تبدأ تلتزم بتموت!!(هو حد طايل لكن دة برضه خلل في تفكير والهدف وللأسف تمسك شديد بالدنيا!)
واحد له نشاط ما ومعروف في منطقته أو مكان عمله وشغال شغلانة عادية أو مميزة أيا كانت لكن ربنا مديله حب وقبول ومواهب في الاقناع أو الخطابة لكنه لا يقوم بدور دعوي أو بدوره الدعوي المطلوب منه(لو كان إمام أو داعية أو رجل دين) خوفاً من مضايقات أمنية أو إنقلاب حاله زي فلان وعلان وترتانة أو حتى خوفاً من طرده من الاستقرار والأمن الذي يعيش فيهم هو وأهله(برضه من وجهة نظره المتخلفة!)
الخوف أنواع كثيرة جدا لكن هنتكلم بشكل عام وعلاقته بتغيير حياتك
والخوف الي علاقته بتغيير حياتك دة هنتكلم عنه من ناحيتين
ردا على الأمثلة الي ضربناها من شوية دي وإن دة كله نقص إيمان وفكر متخلف غير سليم وحجة عليك عند حسابك على كل ما انبنى على خوفك دة لأنه مش مجرد خوف والسلام
ومن ناحية تانية الخوف بشكل عام
طيب الخوف بشكل عام دة أمر ربنا خلقه في البشر ويمكن في كل المخلوقات والحرص عالحياة والخوف من المخاطر دة أمر طبيعي جداً لا جدال فيه لكن الفيصل أو الزيتونة أو أيا ما كنت تسميها هو ربطه بموضوعنا الي هو سبب خلقك وهدفك من هذه الحياة الجنة
زمان واحنا صغيرين كان علينا حديث صحيح منذ تعلمته وهو في بالي لا ينفك عني أبداً في أي موقف وأي مكان وزمان وهو ما رواه بن عباس أنه قال" كنتُ خلفَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومًا قال يا غلامُ ، إني أعلِّمُك كلماتٍ : احفَظِ اللهَ يحفَظْك ، احفَظِ اللهَ تجِدْه تُجاهَك ، إذا سألتَ فاسألِ اللهَ ، وإذا استعنْتَ فاستعِنْ باللهِ ، واعلمْ أنَّ الأمةَ لو اجتمعتْ على أن ينفعوك بشيءٍ ، لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه اللهُ لك ، وإنِ اجتمعوا على أن يضُرُّوك بشيءٍ لم يضُروك إلا بشيءٍ قد كتبه اللهُ عليك ، رُفِعَتِ الأقلامُ وجَفَّتِ الصُّحُفَ "
حديث عظيم ومهم جداً وواضح وصريح ولا يحتاج لشرح ولكن تعالوا بنظرة إجمالية عليه نتحدث عنه
احفظ الله يحفظك يعني احفظ حدود ربك وأأتمر بما أمر وانتهي عما نهاك عنه يحفظك والحفظ هنا محتاج شرح كبير ليس هذا وقته ولا موضوعنا لكن الحفظ بشكل عام سواء من شرور النفس والمعاصي أو بتوكيل ملائكة بحفظك ورعايتك ومش بس كدة دة انت هتلاقي ربنا أمامك هتستشعر وجود ربنا في كل شيء وأي شيء ولا تسأل إلا ربك ولا تستعين إلا به عز وجل(قد نعود لشرح الحديث في مناسبات أخرى أو بمقالة منفردة) الكلمات واضحة جلية ونأتي للكلمات التي هي من أعظم الكلمات التي قد تقرأها ولكن لمن يعي ويفهم ويؤمن ويقتنع ومآل كل هذا أن يعمل بها!
واعلم أن الأمة لو اجتمعت عن أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك!!
أيا كانت هذه الأمة أسرتك زمايلك ومديريك في العمل الشارع بتاعك مدينتك بلدك العالم كله لو اجتمع على أن يعطيك أي منفعة ولو قطعة ذهب ولو رئاسة عمارة ولو قطعة خبز حتى(أنا بتكلم عن العالم واخد بالك؟!!!) فدة مش هيحصل لو ربنا مش كاتبه وهيحصل لو ربنا كاتبه وهيكونوا هما مجرد سبب لا أكثر فلا تقول طبيب أو صيدلي أو معالج بالقرآن أو أبوك أو أمك هما الي عالجوك دول مجرد سبب لا أكتر ومن غيرهم كنت هتتعالج برضه بسبب آخر أو حتى بدون سبب إن أراد الله
والعكس!
ولو اجتمع الناس دي كلها على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك!
يااااه لو تفهم معنى الجملة دي؟!
ياه لو تؤمن يقينا بهذه الكلمات البسيطة الواضحة العظيمة !
يابني انت خايف من إيه؟!
يا بنتي إنتي خايفة من إيه؟!
لما نقولك(ودة رداً عالأمثلة السابقة ودي الزيتونة!)غير حياتك للأفضل وصلي وتب واترك عملك الذي به شبهة تقولي خايف الاستقرار الي أنا فيه دة يضيع يبقى انت مش فاهم حاجة في أي حاجة!
أولاً يغور الاستقرار الي انت فيه لو مآله للنار!
ثانياً إنت لا مطالب برزق ولا بأمان لحد !
ثالثاً آه اسعى للعمل والكسب الحلال وتأمين مستقبل أولادك(إن جاز التعبير) لكن على حساب آخرتك لأ وألف لأ!
رابعاً يعني خايف من عدم الاستقرار وعدم الأمان ومش خايف من حساب الملكين ووقوفك أمام الله عز وجل؟!
خامساً هل في حد هينفعك بشيء ربنا مش كاتبه لك؟ هل في حد هيضرك بشيء ربنا مش كاتبه لك؟!
الي عاوز أقوله إننا بننظر للمواضيع من جانب واحد ودة برضه لغياب هدفنا وسبب خلقنا (سنظل حولها)عن بالنا في معظم إن لم يكن كل الأحيان
يعني إيه؟!
يعني خايف من كذا وكذا وكذا لكن عشان مش رابطين دة كله بهدفنا الي هو دخول الجنة هنظل خايفين من الجهة دي بس رغم المفروض وبإيمان ويقين نخاف فعلا من كل ما يقربنا من النار ويبعدنا عن الجنة ونسعى ورا هذا الخوف أيا كانت نتائجه المادية والجسدية لأن أي نتائج تغور طالما نبتعد عن النار ونقترب من الجنة حتى لو قتلنا في سبيل ذلك!
الحديث بدأ بإيه؟ احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك!
لا تنسى هذا أبداً المطلوب منك أن ترعى حدود الله وهو عز وجل متكفل بحفظك عاوز إيه تاني؟!
ومش تسأل غيره ولا تستعين بسواه! ثم وصل إلى لو اجتمعت الأمة على أن يضرك بشيء مش هيعمله فيك أدنى أذى أيا كان طالما ربنا مش كاتبه!!
الأمة دي فسرها زي ما انت عاوز أهل بيت شارع مدينة دولة العالم كله الإنس والجن مجتمعين أي كان محدش هيضرك بشيء ربنا مش كاتبه ولذلك احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك!
امشي في طريق الله لا تهتم بأي نتائج في سبيل ذلك فلن يصيبك إلا ما كتبه الله ولا تسعى وراء منفعة لن تأتيك ولو اجتمعت الأمة على أن يعطوك إياها فلن تأتيك إن لم يكتبها الله!
استقرار إيه بقى الي جاي تقول عليه وخوف من قطع رزق أو قلته أو مكانة اجتماعية أو تأمين أو مرتب ثابت أو أي بتنجان خايف منه بتاع إيه؟!
رفعت الأقلام وجفت الصحف!
يعني دة أمر انتهى خلاص لا تغيير فيه!
العالم أو الداعية الي خايف من دعوة الخلق إلى الله رغم قدرته وما حاباه الله به من مواهب وعلم إمال انت لازمتك إيه؟!
هو انت ربنا خلقك عشان تبقى ماسك زاوية أو جامع أو منصب ديني عشان تتكلم عن الصوم والمولد والكذب والجيران والوالدين وتترك ما نحن فيه من بعد عن لا إله إلا الله محمد رسول الله وما يعانيه الناس من ظلم وغلاء وأسباب كل هذا؟!
خايف تتكلم؟! هيصيبك شيء ربنا مش كاتبه لو اتكلمت؟!
هتنتفع بشيء ربنا مش كاتبه لو سكت؟!
ألن تحاسب على كل ما يحدث أمامك ليلاً نهاراً وجهاراً على قدر ما أعطاك الله من علم ولسان وحب الناس وقدرة إقناع؟!
هل تخشى مصير فلان الي اتكلم وعلان الي جهر بالحق وكأنهم لو سكتوا ما عانوا ما يعانونه ولو سكتوا لسألهم الله(كما سيسألك) عن سكوتهم؟!
ممن تخاف والله أحق أن تخشاه؟!
ستموت وستسأل وأنت تعلم هذا جيداً ولكنك تتحجج بالمصالح والمفاسد والفتنة وبيتك العورة وما هي بعورة إن أردت إلا فرارا!!
لم ترد أن ينهدم الاستقرار المزعوم الذي تعيشه وأنت وأسرتك وأحبابك وفي الحقيقة ماهو إلا استقرار مؤقت ستدفع ثمنه غاليا يوم الحساب إن لم تتب وهذا الاستقرار المزعوم ليس مطلوباً بل إقامة شرع الله والدعوة لدينه بحق هو المطلوب
احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك!
الخوف عموما موجود في كل واحد فينا لكن تبقى آيات محكمات تزلزل كيان كل من له قلب بجد وبيخاف بجد من مصيره في الآخرة فتهون عليه كل مخاطر الدنيا في سبيل ذلك!
إقرأ معي هذه الآية الكريمة
"أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ أَتَخْشَوْنَهُمْ ۚ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ "
نعم الله أحق أن تخشاه! خدها قاعدة معاك في أي موقف وأي مكان وأي زمان وأي ظروف!
على فكرة أنا مش بقولك متخافشي لأ خاف بس لما تلاقي حاجة في سبيل جنتك وحاجة أخرى فخاف في سبيل جنتك!
سيبك من العالم والداعية ورجل الدين
انت كفرد عادي خاف عادي من أي شيء يستحق الخوف لكن أبداً ولو للحظة لا تخرج من بالك هدفك في الحياة فأي شيء هتخاف منه هيبعدك عن الجنة لأ متخافشي منه وتجرأ عليه مهما كان فلن يصيبك إلا ما كتبه الله وطالما تحفظ الله (بإقبالك على هذا الذي تخاف منه لأن الخوف منه يقربك من النار) فسيحفظك يقينا! ولو قتلت في سبيل ذلك(مش بس أصابك ضرر أو أصاب أهلك أو اترفدت من شغلك أو ضيقوا عليك المال والأمن وأي شيء مهما كان) فذلك من حفظ الله لك وسيحفظك مهما خططوا ودبروا ونفذوا!
رفعت الأقلام وجفت الصحف!
انت خايف تغير حياتك بسبب حرصك على الدنيا وعدم سعيك بحق للجنة مهما ادعيت فقد يحلف الطالب بكل الأيمانات أنه يريد النجاح وهو مقصر في المذاكرة والدروس والمراجعة والحفظ فهل هذا سعي للنجاح؟!
للحديث بقية إن شاء الله!
ولكن اعلم أن كل ما نتحدث عنه عشان إيه؟
نقرب للجنة نبتعد عن النار
نغير حياتنا!
كتبه محمد وحيد الجمعة 22-9-2023م
رد مع اقتباس