عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 07-17-2012, 01:33 AM
أبو عائشة السوري أبو عائشة السوري غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي

ننتقل الآن إلى شخصية أخرى ، ألا و هو الكاتب المصري المعروف " سيد قطب" ...
يقول سيد في خاتمة كتابه المعروف باسم "التصوير الفني في القرآن":"
وأنا أجهر بهذه الحقيقة الأخيرة وأجهر معها بأنني لم أخضع في هذا لعقيدة دينية تغل فكري عن الفهم”. التصوير الفني ص (255)بكل بساطة يتحرر من كل ما أسماه بالقيود! وأين سنذهب بمقولة أبي بكر الصديق رضي الله عنه و أرضاه التي تقول:"أي سماء تظلني،وأي أرض تقلني،إن قلت على الله ورسوله صلى الله عليه و سلم بغير علم".
نأخذ عليه جمعه بين الدين والفن من اسم كتابه"التصوير الفني في القرآن"،بل وبقوله:" فالفن والدين صنوان" ص(143-144):من" كتاب التصوير الفني" وص(231-232) من”كتاب مشاهد القيامة في القرآن"،وذلك ببساطة لأن رسول الله صلى الله عليه و سلم له الكثير من الأحاديث التي تغلظ في تحريم التصوير المتمثل في عهده بنحت التماثيل،والذي يدخل فيه الرسم اليدوي للأرواح من إنسان وحيوان،والجدير بالذكر أن التصوير الفوتوغرافي لا يدخل في هذا التحريم فله شأن وتفصيل آخر،لعلة أن التصوير المذموم يدخل فيه عمل اليد البشرية،أما الفوتوغرافي فهو كالمرآة أو الماء تعكس الأصل ولا تتدخل فيه يد الإنسان ولا فعله المقصود،وحده كما ذكر أهل العلم هو الرأس ،فإذا رسم الإنسان أو نحت شيئاً له روح بدون رأس فلا إثم عليه،للحديث الذي ذكره الألباني رحمه الله في سلسلته الصحيحة برقم 1921 :" الصورة الرأس فإذا قطع الرأس فلا صورة" ونذكر لكم منها حديثه في صحيح البخاري وغيره عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها و أرضاها:" أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير فلما رآها رسول الله صلى الله عليه و سلم قام على الباب فلم يدخله فعرفت في وجهه الكراهية فقلت يا رسول الله أتوب إلى الله وإلى رسوله ماذا أذنبت ؟ . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ما بال هذه النمرقة ) . قلت اشتريتها لك لتقعد عليها وتوسدها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إن أصحاب هذه الصور يوم القيامة يعذبون فيقال لهم أحيو ما خلقتم ) . وقال ( إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة"،ثم إن أهل العلم حرموا مجرد إدخال المقامات الموسيقية إلى تجويد القرآن أو حتى الأذان،فكيف بإدخال الفن بشتى صنوفه وألوانه على كتاب الله! وليته اكتفى بمجرد ادخال الفن والموسيقى على القرآن،بل قدم كتابه المسمى"التصوير الفني" إلى مفتش الرسم بوزارة المعارف وقتها المدعو ضياء الدين محمد ليقوم بـ"تحقيقه"وصرح بذلك في كتابه التصوير الفني في القرآن ص(114)،وكتابه المذكور،من أوله إلى نهايته ،مليء بالمصطلحات الفنية من 1-المشهد، 2- الصورة، 3- التي يرسمها، 4- لوحة، 5- المشاهد 6- القصص، 7- الحوار، 8- النظارة، 9- المسرح،10- الأداة التي تصور،11- الحادث المروي، وألحق بها: 12- الجرس، 13- الموسيقى، 14- السينما، 15- الإيقاع، 16- والجرس، 17- والنغمات، 18- والريشة المبدعة ، 19- وعدسة التصوير .
ومن النصائح التي أسداها له الأستاذ ضياء الدين كما صرح سيد:" تفضل الأستاذ الفنان” ضياء الدين محمد” مفتش الرسم بوزارة المعارف بمراجعة هذا القسم الخاص بتناسق التصوير، ثم قال:”خذ سورة من السور الصغيرة التي ربما يحسب البعض أنها شبيهة بسجع الكهان أو حكمة السجاع"والكهانة لا تذكرنا إلا بالشعوذة، والدجل ،والسحر، والوثنية ،و الماسونية كما سنرى في مبحث لاحق إن شاء الله،و الفرعونية،فضلاً عن قوله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه و سلم:" فَذَكِّر فَمَآ أَنتَ بِنِعمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلاَ مَجنُونٍ".
نأتي إلى طعنه في نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام،فلقد نال سيد من هذا النبي الكريم نيلاً شنيعاً في كتابه التصوير الفني في القرآن ص (200-205):" لنأخذ موسى ؛ إنه نموذج للزعيم المندفع العصبي المزاج "سبحان الله،كيف يوصف نبي من أولي العزم من الرسل،كيف تفهم يا صاحب الظلال صبره على بني إسرائيل في سورة البقرة،لمجرد أنه أمرهم بذبح بقرة جلسوا يجادلون في تفاصيل أسخف من السخافة إمعاناً في التكبر والعناد والعتو والتمرد على شرع الله ،قالوا"أتتخذنا هزواً"قالوا"ادع لنا ربك يبين لنا ما هي"إلى آخر القصة،وكان يكفيهم أن يأخذوا بقرة لا على التعيين ويذبحوها وتنتهي المشكلة،هل يصبر كل هذا الصبر إنسان عصبي المزاج يا سيد؟!هل يصبر إنسان عصبي المزاج 10 سنوات لقاء زيجته في مدين وعفة نفسه؟!
ثم قال في المصدر نفسه:" فها هو ذا قد رُبي في قصر فرعون، وتحت سمعه وبصره، وأصبح فتى قويا"قال تحت سمع فرعون وبصره،ورب العزة يقول:" ولتصنع على عيني وأنا اخترتك يا موسى"فمن نصدق إذا؟!ثم قال في تعليقه على الآية:" ودَخَلَ المَدينَةَ على حين غَفْلَةٍ مِنْ أهْلِها فَوَجَدَ فيها رَجُلَيْنِ يقْتَتِلانِ هذا مِنْ شيعَتِهِ وهذا مِنْ عَدُوِّهِ فاسْتغاثَهُ الّذي مِنْ شِيعَتِهِ على الّذي مِنْ عَدُوِّهِ فوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عليهِ [ (سورة القصص :15)
وهنا يبدو التعصب القومي، كما يبدو الانفعال العصبي .
وسرعان ما تذهب هذه الدفعة العصبية، فيثوب إلى نفسه ؛ شأن العصبيين"ثم قال:" فَأَصْبَحَ في المَدينَةِ خائِفاً يَتَرَقَّبُ
وهو تعبير مصوِّر لهيئة معروفة : هيئة المتفزع المتلفت المتوقع للشر في كل حركة، وتلك سمة العصبيين أيضاً .
ومع هذا، ومع أنه قد وعد بأنه لن يكون ظهيراً للمجرمين ؛ فلننظر ما يصنع .... إنه ينظر :" فإذا الذي استَنْصَرَهُ بالأمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ" مرة أخرى على رجل آخر
"قالَ لهُ موسى إِنَّكَ لَغَوِيٌ مُبينٌ" ولكنه يهم بالرجل الآخر كما همَّ بالأمس، وينسيه التعصب والاندفاع استغفاره وندمه وخوفه وترقُّبه، لولا أن يذكره من يهم به بفعلته فيتذكر ويخشى"وهذا ليس إلا إمعاناً في التهكم والاستهزاء والسخرية من ذلك النبي الكريم ،مع العلم بأنه أكثر نبي ذُكرت قصصه في القرآن ،وربما يقول قائل:"إنما كان ذلك قبل نبوة موسى عليه الصلاة والسلام،لكن سيد توقف عند هذا الحد لما صار موسى نبياً رسولاَ ،ونجيب بقول سيد في المصدر نفسه:" :] قالَ رَبِّ أَرِني أَنْظُرْ إِليكَ قالَ لَنْ تَراني ولكِنِ انْظُرْ إِلى الجَبَلِ فإِنِ اسْتَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوْفَ تَراني [ (سورة الأعراف: 143) .
ثم حدث ما لا تحتمله أيَّة أعصاب إنسانية، بَلَهُ أعصاب موسى :] فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ للجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وخَرَّ موسى صَعِقاً فَلَمَّا أَفاقَ قالَ سُبْحانَكَ تُبْتُ إِليكَ وأَنا أَوَّلُ المُؤْمِنينَ [ (سورة الأعراف) . عودة العصبي في سرعة واندفاع !"وتدبروا قوله"بله أعصاب موسى"لكنه فن ومسرح وتمثيل،ولا نستطيع أن نصف هذه المشاهد إلا بالكوميديا .
ثم قال في المصدر نفسه:" تقابل شخصية موسى شخصية إبراهيم ،إنه نموذج الهدوء والتسامح والحلم :" إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَليمٌ أَوَّاهٌ مُنيبٌ"أريد من كل من يقرأ هذه الكلمات أن يضع نفسه في موقع هذا التهكم والاستهزاء والسخرية القبيحة،وأن يضع مكان سيد قطب شخصاً لا على التعيين،وأن يستشعر الألم الناجم عن هذه السخرية على نفسه فضلاً عن نبي من أولي العزم من الرسل وكليم الله عليه الصلاة والسلام، وأقولها بصراحة،لو أن سيد في تفسيره المعروف بالظلال ،وقف على هذه الآية لما تجرأ على هذه السخرية المشينة،هذه الآية تقول مخاطبة رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم:" وَلَقَدِ استُهزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَستَهزِءُونَ" وتذكروا أن سيد حرر نفسه من كل القيود الشرعية التي تحد من "حريته الفكرية والعقلية".
و لا بد لنا في هذا السياق من التعرف على شخصية أخرى نالت من نبي الله موسى عليه الصلاة و السلام، إنها الكاتبة الروائية أحلام مستغانمي،المفكرة الشهيرة التي تعتبر من رائدات الفكر المعاصر ويتهافت شبابنا وبناتنا على رواياتها بشكل كبير،تقول هذه التي توصف برائدة الأدب والفكر المعاصر في روايتها ذاكرة الجسد: "وهل أنساك ذلك النبي المفلس الذي سرقوا منه الوصايا العشر وهو في طريقه إليك.. فجاءك بالوصية الحادية عشرة فقط"وصاحب الوصايا العشر هو نبينا العظيم موسى عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين أفضل الصلاة وأتم التسليم.
نعود إلى سيد ،من مصائبه أيضاً وصفه وفي أكثر من موضع من كتابه المذكور للقرآن بالسحر ونذكر مثلاً:" في ص(11) من كتابه التصوير الفني قال معنوناً:” سحر القرآن”". - وفي ص (13) قال:” ولكن هذه العوامل لا تنفي أنه كان لسحر القرآن"وهذا لا يجوز شرعاً بحال من الأحوال،فلم يتجرأ أحد على وصف القرآن بالسحر إلى المشركين، واصفاً حال الوليد بن المغيرة كما نعلم:{ إنه فكر وقدر ، فقتل كيف قدر ، ثم قتل كيف قدر ، ثم نظر ، ثم عبس وبسر ، ثم أدبر واستكبر، فقال إن هذا إلا سحر يؤثر} بل قال المشركون بعامتهم عن رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم :
{وَقَالَ الكاَفِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّاب} وتذكروا جيداً أن سيد حرر عقله وفكره من كل القيود.
وقد يقول قائل:"إن هذا ليس أمراً مشيناً بالضرورة،فإن رسول الله صح عنه الحديث القائل(إن من البيان لسحراً)"نقول،لو تدبرنا سياق الحديث لوجدنا أنه على سبيل الذم أيضاً،ونصه كالتالي،قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحديث الذي صححه الألباني رحمه الله برقم: 2100 في صحيح الجامع:" إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه فأطيلوا الصلاة وأقصروا الخطبة وإن من البيان لسحرا " ‌ومعنى قوله:"مئنة فقهه"أي دليل على فقهه،أي أنه أمره بأن يقصر الخطبة حتى لا يفتن ويسحر الناس عن المضمون.
وبعد أن تناولنا طعونه في القرآن ،ثم في النبوة ،بعلم أو بغير علم،نأتي الآن إلى طعونه في أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم .
وقبل أن نبدأ في تبيان موقف سيد من هذا الجيل الرباني العظيم،أحببت أن أذكر لكم حديثاً عظيماً لرسول الله صلى الله عليه و سلم من جملة الأحاديث التي زكت وأثنت على الصحابة رضوان الله عليهم،وهو في السنن بسند حسن ولفظه للإمام أحمد رحمه الله:" إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه"،وطعونه كثيرة في الصحابة رضوان الله عليهم و نكتفي بما يخص الخليفة عثمان بن عفان وأرضاه.
قال سيد عن الخليفة الراشدي عثمان بن عفان جامع القرآن ذي النورين زوج ابنتي رسول الله صلى الله عليه و سلم وأحد العشرة المبشرين بالجنة رضي الله عنه و أرضاه:" مضى عثمان إلى رحمة ربِّه وقد خلّف الدولة الأموية قائمة بالفعل بفضل ما مكّن لها في الأرض وبخاصة في الشام ، وبفضل ما مكّن للمبادئ الأموية المجافية لروح الإسلام من إقامة الملك الوراثي والاستئثار بالمغانم والأموال"في كتابه المسمى بالعدالة الاجتماعية وهو ليس بعدالة على الإطلاق ص : 161
وقال :" هذا التصوّر لحقيقة الحكم قد تغيّر شيئـًا ما بدون شك على عهد عثمان ، ولقد كان من سوء الطالع : أن تدرك الخلافة عثمان وهو شيخٌ كبير ، ضعفت عزيمته عن عزائم الإسلام ، وضعفت إرادته عن الصمود لكيد مروان وكيد أمية من ورائه "العدالة الاجتماعية،الطبعة الخامسة ص : 186.
وقال:" منح عثمان من بيت المال زوج ابنته الحارث بن الحكم يوم عرسه مئتي ألف درهم ، فلما أصبح الصباح جاءه زيد بن أرقم خازن مال المسلمين وقد بدا في وجهه الحزن وترقرقت في عينيه الدموع ، فسأله أن يعفيه من عمله ، ولما علم منه السبب وعرف أنه عطيته لصهره من مال المسلمين قال مستغربـًا : (أتبكي يا ابن أرقم أن وصلتُ رحمي ؟) ، فرد الرجل الذي يستشعر روح الإسلام المرهف : (لا يا أمير المؤمنين ، ولكن أبكي لأني أظنك أخذت هذا المال عوضـًا عما كنت أنفقته في سبيل الله في حياة رسول الله ، والله لو أعطيته مائة درهم لكان كثيرًا ، فغضب عثمان على الرجل الذي لا يطيقُ ضميره هذه التوسعة من مال المسلمين على أقارب خليفة المسلمين ، وقال له : (ألق بالمفاتيح يا ابن أرقم فإنا سنجد غيرك)"العدالة الاجتماعية ص : 159.
كان يجدر بكاتب مثل سيد وثق فيه الشباب والمثقفون أن يحافظ على التراث والتاريخ ويدفع شبهات المستشرقين لا أن يفعل العكس
ثم يثني على الثورة التي قادها الخنزير المدعو بعبد الله بن سبأ تماشياً مع اتجاهه الثوري الانقلابي الاشتراكي الخارجي التكفيري بقوله:" وأخيرًا ثارت الثائرة على عثمان ، واختلط فيها الحقُّ بالباطل ، والخير بالشر ، ولكن لا بدّ لمن ينظر إلى الأمور بعين الإسلام ويستشعر الأمور بروح الإسلام أن يقرّر أن تلك الثورة في عمومها كانت أقربَ إلى روح الإسلام واتجاهه من موقف عثمان ، أو بالأدق من موقف مروان ومِن ورائه بنو أمية"العدالة الاجتماعية ص : 189 طبعة خامسة، ص : 160 ـ 161 الطبعة12،لأن أتباعه حرفوا النص في طبعات أخرى إلى ذم لابن سبأ .
ولقد بقيت متحيراً في أمر سيد،فيما إذا كان مدفوعاً مأجوراً من أعداء الأمة أياً كانوا،أو فيما إذا كان قد فعل ذلك عن جهل واندفاع أحمق أهوج في نفق يعج في ظلمات بعضها فوق بعض،إلى أن قرأت كتاباً يدون سيرته من أولها وحتى مماته بعنوان "سيد قطب"وهو من تأليف عبد الله عزام أول الأفغان العرب وأستاذ أسامة بن لادن
وعبد الله عزام يعتبر من أشد المغرمين بسيد قطب ،ودافع عنه دفاعاً مستميتاً ،يقول وهو يروي سيرة سيد قطب،في حديثه عن سبب تحول سيد إلى جماعة الأخوان المسلمين :" وأما الحادثة الثانية: فقد حصلت في بيت مدير المخابرات البريطاني في أمريكا ، إذ كانت السفارات الغربية تتسابق في رمي شباكها لاصطياد الطلاب الشرقيين وإيقاعهم بحبائلها ليكرسوا في محافلها المختلفة ، ويقسموا العهد على خدمتها وإنذار الحياة خالصة لخدمتها ، وأي صيد أثمن من الكاتب المعروف سيد? فدعاه مدير المخابرات البريطاني إلى بيته"
والسؤال والقضية التي شغلتني إلى اليوم،ماذا كان يفعل سيد عند رئيس المخابرات البريطانية حتى عاد وقلمه ينفث هذه السموم ويتهافت الشباب المسلم على كتبه بهذا الشكل المريب؟!وما أدراك ما المخابرات البريطانية وما بريطانيا .
نعود الآن بعد حديثنا عن هذا التيار الذي تسمى بالعقلانية و الغزو الثقافي لأمتنا إلى موضوعنا المتعلق بعقدة المظلومية و الشعور بالاضطهاد،قلنا بأن أشهر من اشتهر بها هم الرافضة و من انتهج نهجهم من الباطنيين الاسماعيلية و النصيرية و الدروز،إذ تتجلى مادية الرافضة في أنهم جعلوا الأمامة شغلهم الشاغل حتى تسموا بالإمامية،مع أن الإمارة مسؤولية وندامة يوم القيامة،بالإضافة إلى قضية أرض فدك التي نفصلها في مبحث آخر إن شاء الله،مروراً بنهب خمس أموال الناس بالباطل،ثم بالمتعة وفضائحها التي نكتفي بهذه الوثيقة عنها و هي من كتاب منهج الصادقين لعلامتهم الكاشاني الذي يلقبونه بالفيض الكاشاني لسعة علمه على حد زعمهم:



ونلفت النظر إلى أمر هام عند الإمامية،وهو أنهم كلما رأوا أمراً يخص المادة والحياة الدنيا والملذات وسعوه على أوسع نطاق ممكن لهم،لكن عندما يتعلق الأمر بالعبادات والروحانيات فإنهم يضيقونه بشكل ملحوظ،ونذكر مثالاً على ذلك ،هم يصلون الصلوات الخمس في ثلاثة أوقات،وصلاة الجمعة ليست واجباً عندهم مع أن في القرآن سورة باسم "الجمعة"لكن الفاحشة _للأسف الشديد_أفضل من المتعة بكثير،ففاعل الفاحشة يعلم في قرارة نفسه_ولو كان كافراً_بأنه يفعل أمراً منافياً للإنسانية والفطرة السوية،لكن المتمتع يفعل الفاحشة وهو على يقين بأنه يأخذ من الثواب ما لا يحصل له لا في الحج ولا في الجهاد ولا في الصلاة ولا حتى في الزواج الشرعي المتعارف عليه في كل الدنيا والذي هو عندنا يشكل نصف الدين كما رأينا في الفتوى السابقة وغيرها.
نضيف إلى فضائح الرافضة التكفير وسفك الدماء التي يطول الحديث عنها،ونضيف أيضاً أمراً غاية في الأهمية وهو موجود عند أهل المظلومية ألا وهو الوقاحة،فهم يحدثون المصيبة ثم يرمون بها على الطرف الآخر وهم أصحاب المنهج القويم،ونذكر مثالاً عليها ألا وهو ما سنشاهده في هذه الوثيقة وهي لوليهم الفقيه الخميني





والمضحك أن الرافضة هم أكثر الناس إثارة للفتن والمشاكل في بلدان المسلمين!ونشير إلى أن الخميني قد درس الفلسفة والقانون ،وبحسب عقليته كفيلسوف،وإنصافه كحقوقي،بحث في كتب التاريخ والسير عن شخص يعلق عليه المصائب التي أثارها في بلدان المسلمين إلى يومنا هذا،وفي نهاية المطاف،عثر على محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم!!
ومن وقاحاتهم أيضاً أنهم رغم نشر الإباحية باسم المتعة،بحثوا عن امرأة يتهمونها بعرضها فلم يجدوا سوى أم المؤمنين عائشة روحي ،والجديد ما سنشاهده معاً على هذا الرابط :




الأجمل من هذا ما سنشاهده على هذا الرابط،سيرشدكم الأخوة الأفاضل الذين قاموا بهذا العمل الطيب إلى رابط على محرك غوغل أنصحكم بعدم الدخول :



وممن تميز بالوقاحة أيضاً أئمة العلمانيين ومنهم نوال السعداوي فهي التي وصفت الحجاب بأنه عادة جاهلية،والرد عليها أمر سهل للغاية،فالناس في الجاهلية كانوا يحجون حول الكعبة عراة كما هو مذكور في كتب التاريخ،وسبب حجهم هو أن إبليس قبحه الله لبّس عليهم بقوله:"أتحجون بالملابس التي عصيتم الله بها؟!"واليوم اختلف التلبيس والنتيجة واحدة،وأما قول نوال وغيرها بأن الحجاب أو حتى النقاب من مظاهر الفقر فالرد سهل أيضاً،قال الله تعالى:" الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ"ولأي شخص لديه أدنى ذرة عقل أن يتخيل مجتمعاً يخلع نساؤه الحجاب،ومجتمعاً آخر يلتزم شرع الله،ولينظر أي المجتمعين سيندفع إلى الفواحش اندفاعاً بهيمياً والواقع يشهد بذلك وانحلال الغرب شاهد أمامنا،وكل ما أردنا قوله هو أن نوال وأمثالها غرقوا في الجاهلية وعبادة الشيطان ولا يسعنا إلا أن نسأل الله الهداية لنا ولهم
بل وكل امرأة مسكينة صدقت دعاوي العلمانيين فدافعها هو المظلومية أيضاً،فنجدها على الدوام تقول بينها وبين نفسها:"أبي ظالم،أخي يريد أن يتحكم بي،زوجي لا تغادره عقدة واضربوهن،كلهم يظنون بأنهم صناديد وأقوياء ويستضعفونني لأنني من ضلع مكسور،لكنني لست كذلك ولن أرضى بهذا الواقع وسيعلم الرجل من هي المرأة وسيدرك حجمه وسيحترم وجود المرأة وكيانها في المجتمع"والمسلسلات تروج لهذا الكذب وتشجع عليه ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم،ولا بأس
بالرد على هذه الشبهة السخيفة حول قوله تبارك و تعالى :{ و اضربوهن}:
طبعاً ليس هنالك أمر أسهل على أعداء الإسلام والطهارة والعقيدة الصافية والشريعة الخالصة من كل شائبة من رمي الأكاذيب والشبهات،ولله الحمد فإن الذي تكفل بحفظ الدين ليس من يكتب أو يقرأ هذه الكلمات،بل الذي تكفل بحفظها هو رب الأرض والسماوات،لكن السؤال الذي ينبغي أن نسأله لهم،لماذا تنظرون إلى القمر المكتمل في ليلة البدر بقصد التفتيش عن البقع المظلمة ؟!عندما نتدبر هذه القضية بالذات ندرك تماماً أن هؤلاء أتباع زيغ وأهل أهواء وليسوا طلاب حق على الإطلاق،نبقى مع هذه الشبهة التي سنكتشف أنها في منتهى السخف وأن أصحابها ما أرادوا إلا السوء و نشر الفتن والمشاكل الاجتماعية والنفسية بين أفراد أمتنا التي تبقى رغم أمراضها ورغم عقبات نهضتها ورغم أنوف أعدائها خير أمة أخرجت للناس،ولا شك أن الكثير ممن سيقرأها يدرك حجم سخافتها ولكن للأسف الشديد فما زلت أنا شخصياً أسمعها كثيراً و إلى هذه اللحظة ولا يسعنا إلا أن نسأل الله الهداية والصلاح لهذه الأمة،نأتي إلى الشبهة،طيب لماذا أخذوا كلمة"واضربوهن" وتركوا باقي الآية ما قبلها وما بعدها؟!الآية تقول:" واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجعو اضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان علياً كبيراً"الآية تشخص أمراً يحدث في كل بيت مسلم،ألا وهو النشوز،والنشوز كما عرفه ابن كثير رحمه الله في تفسيره :" هو الارتفاع فالمرأة الناشز هي المرتفعة على زوجها التاركة لأمره المعرضة عنه المبغضة له"وعندما يصدر هذا الأمر من المرأة فإن له تأثيراً على البيت المسلم بل وعلى نفسية الأبناء والبنات ولا مجال لتجاهل هذا الأمر وترك المرأة على هذه الحالة،يعني يجب أن نفهم جميعاً أن المرأة هنا على خطأ،فتوجيهات هذه الآية ليست لامرأة مظلومة أو مجني عليها أو صالحة قائمة بأمر الله ورسوله صلى الله عليه و سلم حريصة على راحة زوجها التي هي جزء من راحتها وراحة البيت أصلاً،بل وجهها إلى امرأة ناشز،ومع ذلك لم يبدأ الأمر بالضرب،بل وجه الله الأمر لكل رجل في هذه الحالة بقوله:"فعظوهن"أي بالكلمة الطيبة والتذكير بالأثر السيء لهذا الأمر في الدنيا أو حتى في الآخرة،وعندما يقول الله للعبد "افعل الشيء الفلاني"إنما يأمره بأن يسمع القول فيتبع أحسنه ،أي يبذل الجهد في الموعظة الحسنة والكلمة الطيبة للمرأة الناشز،فإن لم ينفع التذكير ولا الكلمة الطيبة ولا الموعظة الحسنة بعد بذل الجهد في ذلك يأتي التوجيه الإلهي الثاني ألا وهو:" واهجروهن في المضاجع"والهجر في البيت حصراً وليس خارجه كما سيأتي في الحديث بعد قليل،وذلك لحكمة والله أعلم،أن الهجر في نفس البيت يساعد على تقريب القلوب شيئاً فشيئاً أكثر مما لو كان خارج البيت ،وكما يقول المثل:"البعيد عن العين بعيد عن القلب"فإن أصرت المرأة على النشوز بعد كل هذا حتى استيفاء حقه يأتي الضرب،وقبل أن نتكلم عن الضرب ينبغي علينا أن نتنبه لأمر هام،إن المرأة عندما تفهم هذه الآية وتدرك أنها معرضة للضرب إن استمرت على نشوزها فإنها ستحجم عن الخطأ ولا ضرب بعدها ولا من يحزنون،يعني عندما يقول مرضى القلوب ضعاف العقول والفهم بأن "الضرب ذل للمرأة الناشز"هذا كما لو أنهم قالوا بأن الرجم للزاني المحصن ظلم،وكأنهم يقولون بأن القتل للقاتل بغير حق ظلم،وكأنهم يقولون بأن قطع اليد للسارق ظلم،فكما أن الرجم والجلد لفاعل الفاحشة جاء لحفظ أعراض الموحدين،وكما أن القتل للقاتل بغير حق جاء لحفظ دماء الموحدين،وكما أن قطع اليد جاء لحفظ أموال الموحدين،جاء الضرب هنا لمنع المرأة من هذا المنكر وهي بشر مثلها مثل الرجل وليست معصومة،والضرب كماجاء في الحديث الذي صححه الألباني رحمه الله في السنن واللفظ لأبي داود رحمه الله وهو عن حكيم بن معاوية القشيري عن أبيه قال قلت : يارسول الله ما حق زوجة أحدنا عليه ؟ قال " أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت " أو " اكسبت " " ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت "
قال أبو داود " ولا تقبح " أن تقول قبحك الله ،سبحان الله،فالضرب سواءاً كان للزوجة الناشزة أو حتى للأبناء أو لغيرهم له ضابطان،الأول :ألا يكون مبرحاً،يعني لا يترك آثاراً على الجسم بأي شكل من الأشكال،والثاني :أن يبتعد عن الوجه نهائياً،بل وكما جاء في الحديث لقد نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم
حتى عن كلام السوء للمرأة ولو استمرت على هذا النشوز،ثم إن الكثير من النساء ترى الابن يخطئ خطأً صغيراً وربما يصفعه الأب على وجهه ولا تتكلم المرأة لأنها في قرارة نفسها تعلم أنه يريد تربيته،فكيف سيذل الله المرأة على يدي زوجها بعد أن قيده بكل هذه الضوابط رغم استمرارها على النشوز؟!نقول لهؤلاء المساكين الذين لم يعرفوا قدر هذه الشريعة الغراء،هذه الآية ليست إهانة للمرأة،بل هي دليل على اهتمام رب البرية سبحانه وتعالى وحرصه على الأسرة المسلمة التي هي الوحدة الأساس في المجتمع بأكمله.
http://www.sosfemmes.com/violences/v...s_chiffres.htm
ترجمة المقدمة:
جولييت ميشيل: {لا يقل عن 2 مليون من النساء ضحايا العنف المنزلي في فرنسا
400 يموت على يد شركائهم في كل عام، أكثر من امرأة واحدة في اليوم ...
(الحق في المعرفة، مارس 99، TF1)
سوف تجد أدناه بعض أرقام إضافية، مع الهتمل. من الصعب تحديد حجم العنف المنزلي ... خارج استطلاعات الرأي والدراسات القائمة على حد سواء على بيانات الشرطة وهؤلاء من العدالة، على مقابلات مع النساء المعنفات والجمعيات التي تستضيفهم}انتهت ترجمة المقدمة
وأما قول بعضهم _ ونستغفر الله _ بأن الحجاب أو النقاب يؤدي إلى التفكير بالنصف الأسفل فقط ،فنقول لهم:"ونحن أيضاً نعتقد بأن البنطال ونحوه يؤدي إلى التفكير بالنصف الأعلى فقط،فيتساوى النصفان الأعلى والأسفل،فيحدث التكافؤ الكيماوي الفيزيولوجي في جسم المرأة!!!
وأما قولهم بأن أصل الشريعة رجوع إلى الوراء وتخلف وانحطاط لأنه من الماضي،فنحن أيضاً نعتقد بأن استعمال الكهرباء والحاسوب وزيارة الإهرامات وسور الصين العظيم تخلف ورجعية لأنها حدثت في الماضي .
يتبع إن شاء الله

التوقيع

من عجائب الشمعة أنها تحترق لتضيء للآخرين ... ومن عجائب الإبرة أنها تكسو الناس وهي عارية ... ومن عجائب القلم أنه يشرب ظلمة ويلفظ نوراً
لئن تغدو فتشعل شمعة واحدة ، خير لك من أن تلعن الظلام مليون مرة
الإيجابي : يفكر في غيره
السلبي : يفكر في نفسه
الإيجابي : يصنع الظروف
السلبي : تصنعه الظروف
لا يستطيع أحد ركوب ظهرك إلا إذا كان منحنياً
قال ابن القيم رحمه الله :{ كما أنه ليس للمصلي من صلاته إلا ما عقل منها ، كذلك فإنه ليس للإنسان من حياته إلا ما كان لله }
رد مع اقتباس