عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-04-2009, 12:38 PM
أمّ مُصْعب الخير أمّ مُصْعب الخير غير متواجد حالياً
"لا تنسونا من صالح دعائكم"
 




I15 كيف أخذ الله الميثاق من بني آدم؟

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى:"وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173) وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (174) الأعراف

--
أي:أخرج من أصلابهم ذريتهم وجعلهم يتناسلون ويتوالدون قرناً بعد قرن ،وحين أخرجهم من بطون أمهاتهم وأصلاب أبائهم {أشهدهم على أنفسهم ألستُ بربكم}
أي:قررهم بإثبات ربوبيته بما أودعه الله في فطرهم من الإقرار بأنه ربهم وخالقهم ومليكهم
قالوا:بلى قد أقررنا بذلك ،فإن الله تعالى فطر عباده على الدين الحنيف
فكل أحد مفطور على ذلك لكن الفطرة قد تُغيَّر وتُبدَّل لما يطرأ عليها من العقائد الفاسدة

فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه ) متفق عليه .
وهذا هو الصحيح لتفسير المراد من الأية(1)

من كلام الشيخ السعدي -رحمه الله-باختصار وتصرف






__________
(1)قيل :أن هذا يوم أخذ الله الميثاق على ذرية آدم حين استخرجهم من ظهره ،وأشهدهم هلى أنفسهم فشهدوا بذلك ،فاحتج بما أقروا به على أنفسهم في ذلك الوقت على ظلمهم وكفرهم
ولكن ليس في الأية ما يدل على هذا ،ولا له مناسبة،ولا تقتضيه حكمة الله تعالى والواقع شاهد بذلك
فإن هذا العهد والميثاق الذي ذكروا أنه حين أخرج الله ذرية آدم من ظهره حين كانوا في عالم كالذر
لا يذكره أحد ولا يخطر ببال آدمي ،فكيف يجتج الله عليهم بأمر ليس عندهم به خبر ولا له عين ولا أثر؟
ولهذا لما كان أمر جلياً قال تعالى:"وكذلك نفصل الأيات "أي نبينها
"ولعلهم يرجعون"إلى ما أودع الله في فطرهم ،وإلى ما عاهدوا الله عليه فيرتدعون عن القبائح


---
رد مع اقتباس