04-10-2016, 10:52 PM
|
" مزجت مرارة العذاب بحلاوة الإيمان فطغت حلاوة الإيمان "
|
|
|
|
أقسام الفعل من حيث التوكيد .
أقسام الفعل من حيث التوكيد
تنقسم الأفعال من حيث التوكيد وعدمُه إلى ثلاثة أقسامٍ:
الأوَّل: ما لا يجوز توكيده أصلًا: وهو الفعل الماضي فلا يؤكَّد أبدًا، لأنَّ معناه الماضيَ لا يتَّفق مع ما تدلُّ عليه النون من الاستقبال، وأمَّا قول القائل:
دَامَنَّ سَعْدُكِ لَوْ رَحِمْتِ مُتَيَّمًا * لَوْلَاكِ لَمْ يُكُ لِلصَّبَابَةِ جَانِحَا
فضرورةٌ شاذَّةٌ، سهَّلها ما في الفعل من معنى الطلب، فعومل معاملةَ الأمر، كما شذَّ توكيد الاسم في قول رؤبة بن العجَّاج: أقائلنَّ أحضِروا الشهودا
فيمتنع إذًا أن تقول: كتبَنَّ، وذهبَنَّ...
الثاني: ما يجوز توكيده دائمًا: وهو فعل الأمر، وذلك لأنه للاستقبال دائمًا، فيجوز توكيده مطلقًا وبدون شروطٍ نحو: اكتبَنَّ، اجتهدَنَّ...
الثالث: ما يجوز توكيده أحيانًا ولا يجوز توكيده أحيانًا أخرى: وهو الفعل المضارع وله أحكامٌ يفصِّلها الصرفيون على النحو الآتي:
١ـ أن يكون توكيده واجبًا: بشروطٍ هي:
ـ كونه مثبتًا.
ـ كونه دالًّا على الاستقبال.
ـ كونه جوابًا لقسمٍ.
ـ كونه غير مفصولٍ من لام القسم بفاصلٍ.
مثاله: قول الله تعالى: ﴿وَتَاللهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ﴾ [الأنبياء: ٥٧]، فإذا فُقد شرطٌ من هذه الشروط امتنع توكيدُه.
٢ـ أن يكون توكيده ممتنعًا: إذا فقد شرطًا من الشروط المبيَّنة في الحالة السابقة أي: إذا انتفت شروط الواجب ولم يكن من الحالات الآتية. وذلك فيما يلي:
ـ كونه منفيًّا في جواب قسمٍ كقوله تعالى: ﴿تَاللهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ﴾ [يوسف: ٨٥]، ولو كان النفي مقدَّرًا.
ـ كونه دالًّا على الزمن الحاضر (الحال) نحو قولك: والله لأقرأ الآن.
ـ كونه مفصولًا من لام جواب القسم بفاصلٍ ﺑ: «قد، والسين، وسوف» نحو: والله لقد يسهو العالم.
ـ كونه مفصولًا من لام جواب القسم بمعمول الفعل نحو: والله لَلنجاحَ تبلغ بالعمل الجادِّ.
٣ـ أن يكون توكيده قريبًا من الواجب: وذلك إذا كان شرطا ﻟ«إنْ» المؤكَّدة ﺑ«ما» الزائدة أي: يقع فعلُ الشرط في جملةٍ تكون كلمةُ الشرط فيها هي الحرف «إنْ» ومعه «ما» الزائدة المدغمة فيها نحو قوله تعالى: ﴿وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً﴾ [الأنفال: ٥٨].
٤ـ أن يكون كثيرًا: إذا وقع بعد أداة طلبٍ: أمرٍ أو نهيٍ أو دعاءٍ أو عرضٍ أو تمنٍّ أو استفهامٍ نحو:
ـ الأمر: ليقومنَّ زيدٌ.
ـ النهي: لا تهملنَّ واجبك.
ـ الدعاء: قول خرنق بنت هفان:
لَا يَبْعُدَنْ قَوْمِي الَّذِينَ هُمُ * سُمُّ العُدَاةِ وَآفَةُ الجزرِ
ـ العرض:
هَلَّا تَمُنِّنْ بِوَعْدٍ غَيْرَ مُخْلِفَةٍ * كَمَا عَهِدْتُكِ فِي أَيَّامِ ذِي سلمِ
ـ التمنِّي:
فَلَيْتَكِ يَوْمَ المُلْتَقَى تَرَيِنَّنِي * لِكَيْ تَعْلَمِي أَنِّي امْرُؤٌ بِكِ هَائِمُ
ـ الاستفهام:
أَفَبَعْدَ كِنْدَةَ تَمْدَحَنَّ قَبِيلَا...
٥ـ أن يكون قليلًا: إذا وقع بعد «لا» النافية، أو «ما» الزائدة التي لم تُسبق ﺑ«إن» الشرطية كقوله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ [الأنفال: ٢٥].
٦ـ أن يكون أقلَّ: أي: أن يكون توكيده جائزًا ولكنَّه قليل الاستعمال ونادرٌ، وذلك إذا كان الفعل بعد «لم»، وبعد أداة جزاءٍ غير «إمَّا» أو «إن» شرطًا كان المؤكَّد أو جزاءً كقول القائل في وصف جبلٍ:
يَحْسَبُهُ الجَاهِلُ ـ مَا لَمْ يَعْلَمَا ـ * شَيْخًا عَلَى كُرْسِيِّهِ مُعَمَّمَا
أي: يعلمنَّ، وتقول: لم يحضرنَّ عليَّ، والأحسن أن تقول: يحضر.
ملاحظة: هناك من أدرج بعض الأقسام في بعضٍ، والخطب سهلٌ إن شاء الله تعالى.
[«الجمع اللطيف في فنِّ التصريف» لأبي معاذ عبد الله (٢٢٠)، وراجع «أوضح المسالك» لابن هشام
التوقيع |
ياليتني سحابة تمر فوق بيتك أمطرك بالورود والرياحين ياليتني كنت يمامة تحلق حولك ولاتتركك أبدا
هجرة
|
|