[أم حفصة السلفية]

 

" اصحب من إن صحبته زانك , وإن خدمته صانك , وإن أصابتك خصاصة مأنك ,
وإن رأى منك حسنة عدها , وإن رأى منك سقطة سترها , وإن قلت صدَّق قولك ,
وإن صُلت سدد صولك . " الصمت / 44 ) .

* " احملوا إخوانكم على ما كان فيهم كما تحبون أن يحملوكم على ما كان فيكم ,
فليس كل من رأيت منه سقطة أو زلة وقع من عينيك , فأنت أولى من يُرى ذاك منه ,
فإن كان فيك صلاة فلا تعجبن بها فلعل صاحب المعصفرة وينال من النبيذ أحياناً أوفى للعهد منك ,
وإن كان فيك وفاء للعهد فلا تعجبن به فلعل الذي تمقته في بعض حالاته أوصل للرحم منك ,
وإن كان فيك صلة للرحم فلا تعجبن به فلعل الذي تمقته في بعض حالاته أكثر صوماً منك .
" التوبيخ لأبي الشيخ / 54 )


* " أنصح الناس لك من خاف الله فيك
( جامع العلوم / 77 ) .


تأملت فيما سبق من تلك الدرر الغالية التي تحدث بها من سبقونا وحرصهم على الرابطة
الأخوية وقارنتها بالواقع الذي نعيشه فرأيت أن كثير منا - إلا من رحم ربي - نقول
بالقول مثل الذي قال به السلف ونخالف بالفعل ما كان يحرص عليه السلف
من بقاء وثبات الرابطة الأخوية
فالسقطة يجعلونها سقطات والزلة يجعلونها زلات والخطأ خطيئات
وهيهات هيهات لعذر أن يُقبل عند هؤلاء بل هجر وقطيعة وتدابر وتنافر وللأسف أن كل ذلك يخرج
من مفهوم الولاء والبراء !! ولاء وبراء بين من ومن ؟؟ بين أبناء المنهج الواحد
والعقيدة الواحدة لا أقول بين مبتدع ومتبع ولا أقول بين مسلم وكافر !!
بل بين من تنفست عروقهم عقيدة التوحيد أصبحوا يتخاصمون ويتهاجرون ويرمي بعضهم بعضا بما ألقى الشيطان على ألسنتهم
من قبيح القول همز ولمز وطعن حتى في النوايا وكل يدعي وصلا بليلى وليلى لا تقر لهم بذاك
فيا لله ما أشد هذا الزمان على أهله ويا لله ما أشد غربتنا بين أحبتنا وإخوتنا
فإلى الله نشكو غربتنا ....
الله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله
رحم الله الأولين والآخرين من عباده المخلصين