عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-27-2008, 04:35 AM
الشافعى الصغير الشافعى الصغير غير متواجد حالياً
لا تهاجم الناجح وتمتدح الضعيف .. لا تنتقد المجتهد الذي يعمل وتربت علي كتف الكسول
 




Icon64 مليار جنيه والنتيجة مائة وثمانون سريراً فقط!!

مليار جنيه

بقلم جمال الشاعر ٢٦/٢/٢٠٠٨ جريدة المصرى اليوم


في تصورك مليار جنيه.. تبني كام مستشفي؟ الخبراء والأطباء يقولون: مائة مليون جنيه كافية جدا لبناء مستشفي حضاري وآدمي ومجهز، يكفي ربما لعلاج ألف شخص.. إذن مليار جنيه يمكننا أن نبني بها عشرة مستشفيات علي الأقل.. علي سبيل المثال في أسيوط، يوجد مستشفي «القصر» ويضم عدة مستشفيات بداخله وميزانيته السنوية ٣٥ مليون جنيه فقط.. وتكلفة بنائه لم تتجاوز خمسين مليون جنيه.. ويخدم عشرات الآف من أبناء الصعيد..

أما مستشفي ٥٧ أو مستشفي سرطان الأطفال بالقاهرة، فهو يتلقي سنويا ١٥٠ مليون جنيه تبرعات، ولا يوجد به سوي مائة وثمانين سريرا فقط.. مع أن حجم التبرعات التي حصل عليها حتي الآن من بداية الحملة، يقال إنها تصل إلي مليار جنيه.. مليار جنيه ولا يوجد سرير لطفل مصري في العاشرة من عمره، مريض بسرطان الدم، اسمه عبدالرحمن.. قالوا له لا توجد أسرة خالية ولا نقبل إلا مريضا جديدا!! مليار جنيه ولا توجد أماكن لعلاج مريض قديم!! أو لعلاج ثمانية آلاف طفل مصري يدخلون إلي مرض السرطان سنويا؟! لماذا يريد هؤلاء الأطفال دخول مستشفي ٥٧ تحديدا دون غيره؟! الأسباب كثيرة.. لقد سمعوا أن المريض هناك يطلب «المنيو» أي قائمة الطعام التي هي علي كيفه كل يوم، وكأنه في فنادق النجوم السبعة..

ويحكي أيضا أن ممرضات مستشفي ٥٧ تدربن عند أشهر خبيرة للإتيكيت في مصر.. في مدينة نصر.. كما أن الأطباء هناك متفرغون لأنهم يتقاضون رواتب يشاع أنها تصل إلي ثلاثين وأربعين ألفا شهريا، خاصة من هم في المناصب الإدارية العليا، هذا بالإضافة إلي أنه تم إيداع ٣٥٠- ثلاثمائة وخمسين- مليون جنيه وديعة تصرف علي الصيانة والجودة والتطوير..

كل ذلك كلام رائع.. وأنا شخصيا علمت أن هناك نية لعمل أكاديمية للتدريب علي إدارة المستشفيات، تتكلف عشرات الملايين هي الأخري.. رائع رائع رائع.. ولكن أين سرير الغلابة.. أين سرير المريض الغلبان من كل هذا.. مليار جنيه ولا يوجد إلا مائة وثمانون سريرا فقط؟! كيف ذلك؟!.. نحن في بلد فقير ومشروع مستشفي سرطان الأطفال بدأ بحملة تقول: «تعاطفك وحده لا يكفي.. تبرع ولو بجنيه»..

طبيب «شريف» بدأ الحملة عندما مات أمامه ١٣ طفلاً من ١٥ طفلاً من مرض سرطان الأطفال بمعهد الأورام القومي.. يومها خرج من المستشفي في حالة انهيار، وظل يبكي علي الرصيف.. إلي أن هداه تفكيره ليذهب للشيخ الشعراوي- رحمه الله- وكان في مطعم أبوشقرة المجاور للمعهد، فقرر الشيخ التبرع بشهرية «مائة وخمسين جنيها» وأولاده من بعده للمشاركة في علاج الأطفال الغلابة.. المشروع بدأ إنسانيا جدا جدا جدا وبسيطا جدا جدا.. فلماذا تحول إلي فكر استثماري علي طريقة الخواجة، وإلي إنفاق تبرعات الناس علي السيراميك القادم من إسبانيا وعلي الأبهة والفخفخة والإبهار والإتيكيت؟

مليار جنيه والنتيجة مائة وثمانون سريراً فقط!! كيف!! كيف!! كيف!! هل من إجابة؟!
 
رد مع اقتباس