عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 03-22-2012, 03:42 PM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي تكملة

قال ابن سعد : { وبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد بن مسلمة : أن " اخرجوا من بلدي فلا تساكنوني بها ، وقد هممتم بما هممتم به من الغدر ، وقد أجلتكم عشرًا فمن رؤى بعد ذلك ضربت عنقه } .
فمكثوا على ذلك أيامًا يتجهزون ، فأرسل إليهم ابن أبي : لا تخرجوا من دياركم وأقيموا في حصنكم ، فإن معي ألفين من قومي وغيرهم من العرب ،يدخلون معكم حصنكم فيموتون عن آخرهم ، وتمدكم قريظة وحلفاؤكم من غطفان .
فطمع حيي بن أخطب فيما قال ابن أبي ، فأرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنا لا نخرج من ديارنا فاصنع ما بدالك .
فأظهر صلى الله عليه وسلم التكبير وكبر المسلمون لتكبيره ، وقال : " حاربت يهود " ، فسار إليهم في أصحابه فصلى العصر بفضاء بني النضير ، وعلى رضي الله عنه يحمل رايته ، واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم .
فلما رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاموا على حصونهم معهم النبل والحجارة ، واعتزلتهم بنو قريظة فلم تُعينهم ، وخذلهم ابن ابي وحلفائهم من غطفان ، فأيسوا من نصرهم .
فحاصرهم رسول الله وقطع نخلهم ، فقالوا : نحن نخرج من بلادك .
فقال : " لا أقبله اليوم ، ولكن اخرجوا منها ولكم دماؤكم وما حملت الإبل من أموالكم ، إلا الحلقة " أي : السلاح .
فنزلت يهود على ذلك .
قال صاحب الإمتاع : ( فلما غنم رسول الله صلى الله عليه وسلم بني النضير ، بعث ثابت بن قيس فدعا الأنصار كلها ، فحمد الله وأثنى عليه ، وذكر الأنصار وما صنعوا بالمهاجرين ، وإنزالهم إياهم في منازلهم ،وأثرتهم على أنفسهم ثم قال : " إن أحببتم قسمت بينكم وبين المهاجرين ما أفاء الله علىّ من بني النضير ، وكان المهاجرون على ما هم عليه من السكنى في مساكنكم وأموالكم ، وإن أحببتم أعطيتهم وخرجوا من دوركم " .
فقال سعد بن عبادة ،وسعد بن معاذ : بل نقسمه للمهاجرين ويكونون في دورنا كما كانوا .
ونادت الأنصار : رضينا وسلمنا يارسول الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار " .
وقسم ما أفاء الله عليه على المهاجرين دون الأنصار ، إلا رجلين كانا محتاجين - سهل بن حنيف وأبا دجانة - فأعطاهما .
ووسع صلى الله عليه وسلم في الناس من أموال بني النضير ، وأسلم من بني النضير رجلان على أموالهما فأحرزاها .
وكانت غزورة بني النضير في ربيع الأول من السنة الرابعة ( يونيه 625 ) ،وفي شأنها أنزل الله تعالى سورة الحشر .
فبرر ما فعل المؤمنون من تقطيع النخيل وحصر العدو حتى أخرجوه من ديارهم بإذن الله ، وتوعد المنافقين الذين ناصروا الكافرين وحرضوا على الله وعلى رسوله وعلى المؤمنين ، وأصفى الله لرسوله ما أفاء عليه من أموالهم ( فكانت خالصة له ، فأعطى منها ماأعطى وحبس ما حبس ، وكان يزرع تخت النخل في أرضهم ويدخر منها قوت أهله سنة من الشعير والتمر .
وما فضل جعله في الكُراع ( أي الخيل ) والسلاح وعُدة الحرب في سبيل الله وكانت صدقاته منها ومن أموال مُخَيْرِيق ) .



يُتبع إن شاء الله
رحلة الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأوصيكم بكثرة الصلاة عليه و بنصرته وأتباع سنته

أسألكم الدعاء بأن يجمعنى بالحبيب المصطفى فى الفردوس الأعلى


رد مع اقتباس