[أم عمر]

 

وصية لطالب العلم


قال العلامة ابن عبد البر رحمه الله تعالى:
((فعليك ياأخى! بحفظ الأصول والعناية بها ، واعلم أن من عنى بحفظ السنن والأحكام المنصوصة فى القرآن ، ونظر فى أقاويل الفقهاء- فجعله عوناً له على اجتهاده، ومفتاحاً لطرائق النظر ، وتفسيراً لجمل السنن المحتملة للمعانى - ولم يقلد أحداً منهم تقليدا السنن التى يجب الانقياد إليها على كل حال دون نظر ، ولم يرح نفسه مما أخذ العلماء به أنفسهم من حفظ السنن وتدبرها، واقتدى بهم فى البحث والتفهم والنظر ، وشكر لهم سعيهم فيما أفادوه ونبهوا عليه ، وحمدهم على صوابهم الذى هو أكثر أقوالهم ، ولم يبرئهم من الزلل كما لم يبرؤؤا أنفسهم منه ،فهذا هو اللطالب المتمسكبما عليه السلف الصالح، وهو المصيب لحظه ، والمعاين لرشده ، والمتبع لسنة نبيه (صلى الله عليه وسلم) وهدى صحابته رضى الله عنهم.
ومن أعف نفسه عن النظر ، وأضرب عما ذكرنا ، وعارض السنن برأيه ، ورام أن يردها إلى مبلغ نظره ، فهو ضال مضل ، ومن جهل ذلك كله أيضاً ، وتقحم فى الفتوى بلا علم ، فهو أشد عمى ،وأضل سبيل)).


مقدمة كتاب صفة الصلاة للشيخ الألبانى.
منقول