خلاصة القول فى سقوط الولاية الشرعية، وهل يجب عندها الخروج؟ ولمن يُرجع فى هذه الأمور؟
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين ، وعلى آلِ بيته الطاهرينَ وصحابته الغُرِّ الميامين ، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ،،
أما بعد...
مما كَثُرَ فيه النقاش فى الفترة الفائتة -مع سعيِ الطرفين للوصول إلى الحق- النقاش حول التكفير ، وما يترتب عليه من خروجٍ وفساد .
ومما وجدنا فى ذاك عدم المنفعة ، لما يوجد فيه من الإطالة المجردة من أي شئ إلا المشاحنة ، نُلَخِّص الأمر فى أسطر معدودات ، بكليماتٍ بديعات .. فإن ما قلّ وكفى ، خيرٌ مما كَثُرَ وألهى ..
وبعد ..
فإن أمة الإسلامِ أمة مجيدة ، لا يكاد يخلو فترة إلا ويصعد إلى نور الحياة إبداعات تخدم دين رب البريات .
ومما طلّ علينا بنفعه ، وفوائده ودرره ، الشيخ الفاضل محمد يسري -حفظه الله- ، حيث أخرج لأمة الإسلام درة متينة ، طيبة جليلة ، وسماها " متن درة البيان فى أصول الإيمان " ، وقد تلقاها العلماء المعاصرين بالقبول والثناء ، لما فيها من اختصار واحتواء لما عليه عقيدة أهل السنة النبلاء .
وقد تعرض فى درته إلى فصلٍ باسم " الإمامة " .
وسوف أكتفي بنقل الشاهد الذي به نجني الثمرة المطلوبة، ونزكي أنفسنا عن الشحناء والجدالات المبغوضة .
فقال - حفظه الله -
" ويَنتَقِض عقدُ الإمامةِ بانتقاضِ أحدِ أركانِه ، كفقدِ الإمامِ أو باختلالِ أحدِ شروطِه كجنونِه أو رِدَّته ، ولا يَلزَمُ من انتقاضِ العقدِ كفرُ الأئمةِ ، وإنما انعدامُ الشرعيَّةِ ، وهذا لا يعنى المُنابَذةَ العملِيَّة ، فإن لذلك شروطاً لا بدَّ من توافرها ، وإلا كانت تغريراً بالأنفسِ والأموالِ ، فلابدّ من استيفاءِ الشرعيةِ ، وعدم الإضرارِ بالأمةِ ، وحصرِ المواجهةِ مع أعدائِها فحسب ، مع ترتيبِ الأولويّاتِ ، ووضوحِ الراياتِ ، وسلامة الولاءاتِ ، وتحقُّقِ المصلحةِ بإعزازِ الدين ، والدفعِ عن المستضعفين ، وتقديرُ هذا كلُّه مما يُسلم إلى العلماءِ الراسخين ، ومَن دخلَ فى طاعتِهم من أصحابِ الشَّوكةِ القادرين " اهـ.
فخلاصة القول ، أن الإمامة تسقط بالوقوع فى الكفر ، ولكن مع حذر الخروج والإتيان بالشَرِّ ، ومربط هذا كلّه الرجوع للعلماء الراسخين ،
هذا وفيما قيل الكفاية ، والحمد لله على نعمة الهداية .
وآن الأوان أن نرجع للنهج النبويّ ، بالنظر فى الأهم ثم ما دونه ، فعندما بعث النبي -عليه الصلاة والسلام- معاذ -رضي الله عنه- إلى اليمن ، أوصاه أن يعلمهم الأهم فالأهم...
فالله أسأل أن يوفقنا إلى ما فيه الخير ، وأن يرزقنا السداد فى أفهامنا وأفعالنا ، فهو بكل شئٍ كفيل ، وهو حسبنا ونعم الوكيل .
والحمد لله رب العالمين .
وبما أن هذا الموضوع لغلق النقاش فى ذاك الموضوع لِعِظَم ضرره عن نفعه ، فسيُغلق هذا الموضوع أيضاً .
كفانا الله طُرُق الفتن ، وجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر .
والحمد لله
..
التوقيع |
قال الشاطبي في "الموافقات":
المقصد الشرعي من وضع الشريعة إخراج المُكَلَّف عن داعية هواه, حتى يكون عبداً لله اختيارًا, كما هو عبد لله اضطراراً . اللـــه !! .. كلام يعجز اللسان من التعقيب عليه ويُكتفى بنقله وحسب . === الذي لا شك فيه: أن محاولة مزاوجة الإسلام بالديموقراطية هى معركة يحارب الغرب من أجلها بلا هوادة، بعد أن تبين له أن النصر على الجهاديين أمر بعيد المنال. د/ أحمد خضر === الطريقان مختلفان بلا شك، إسلام يسمونه بالمعتدل: يرضى عنه الغرب، محوره ديموقراطيته الليبرالية، ويُكتفى فيه بالشعائر التعبدية، والأخلاق الفاضلة، وإسلام حقيقي: محوره كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأساسه شريعة الله عز وجل، وسنامه الجهاد في سبيل الله. فأي الطريقين تختاره مصر بعد مبارك؟! د/أحمد خضر
من مقال |
التعديل الأخير تم بواسطة أبو مصعب السلفي ; 05-08-2010 الساعة 04:52 AM
|