عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 02-04-2008, 06:33 AM
أبو عمر الأزهري أبو عمر الأزهري غير متواجد حالياً
الأزهر حارس الدين في بلاد المسلمين
 




Islam

الباب الثانى : بذور بنى عـلـمان



تــمـهـــيـد


لا يشك مسلم متمسك بفطرته فى حاجة الإنسان للعقيدة والدين لتسيير أمور معايشه فى الدنيا وللظفر بالفوز فى الحياة الآخرة .
وكما نعلم جميعنا فقد أكرم الله المسلمين بخير دين ، وقبض نبيه ( صلى الله عليه وسلم ) بعدما تمت النعمة وكمل الدين .
وقد عاش المسلمون فى العصور بعد النبوة وهم مستمسكون بعقيدتهم الصافية النقية ، بل وقد كان حفظ هذه العقيدة هو مايشغل بال علماء المسلمين جيلا بعد جيل ، مما يدل على أهمية هذه العقيدة من حيث كونها تتضمن بين ماتتضمنه هوية الفرد المسلم .
كل هذا والعداوة قائمة مازالت ، والحقد مستمر فى قلوب أعداء هذه الأمة ، وقد أدرك هؤلاء الأعداء فيما بعد أهمية العبث فى العقائد وتهميشها لإضعاف هذه الكتلة المسلمة ، فلا شك أن مضمار المواجهة سيكون مختلفا كثيرا حينما يواجهون عدوا مغيبا عن هويته ومضمونه ، لاشك أن هذا سيسهل الطريق كثيرا .
ولذلك قد كان طبيعيا جدا فى العقود الماضية أن نرى الهجمات الحربية التى تستهدف الأمة ، تتزامن بصورة ملحوظة مع الهجمات الفكرية .
واليوم صارت المعركة الفكرية تجرى على قدم وساق بشكل متعارف عليه بين الأمم والشعوب ، فالكل لايرتضى شيئا غير أن يسود بفكره وهويته لتشمل سيادته بقاع الأرض قاصيها قبل دانيها .

فصار من الطبيعى أن تصطدم الآذان كل يوم بعبارات ومصطلحات على شاكلة " القومية ، الوطنية ، العلمانية ، الشيوعية ، ...... إلى آخر هذه القائمة العفنة " ، وكل هذا يجرى خلف كواليس حرب العقائد وتحطيم الأفكار والفهوم .






وقديما حينما فرّط نصارى أوروبا فى دينهم واستمرأوا التحريف والتبديل ، غزاهم اليهود أحفاد القردة ، فاحتلوهم من جانب الأفكار والعقائد ، حتى أبعدوهم عن دينهم بأكمله ، وصار الغرب بأسره مملوكا فكريا فى أيدى اليهود إلى اليوم الذى نحياه .
حقا فالمدقق نظره فيما يجرى حوله من أحداث يعلم علم اليقين أن الغرب قد تمثل فى صورة دمية مطموسة هويتها متصلة بأصابع اليهود يحركونها كيف شاؤوا .
والحقيقة التى ليس بالمستطاع لأى أحد أن يغفل عنها ، هى أن كل دعوة فكرية مسمومة تتخذ لنفسها ستارا اصطلاحيا وتتخفى فى التجديد والإصلاح .. لاشك فى أن أصلها يهودى بالدرجة الأولى .

ومادمنا قد تحدثنا عن سيادة اليهود على نصارى العالم ، فالواجب على كل مسلم أن يدرك حقيقتين مرتبطتين ببعضهما البعض :
فالأولى أن اليهود والنصارى فيما بينهم متناحرون بالفعل ، يناصبون بعضهم العداء .
والثانية أنهما ومعهما كل قوى الفكر الكافر ، متحالفون فى حروب موحدة ضد الإسلام .

ولا شك أننا نحيا اليوم وسط صحوة إسلامية عظيمة ، كانت غائبة عن هذه الأمة منذ عقود وقرون مضت ، ولله الحمد على بداية عودتها . وأيضا لاشك أن وسط هذه الصحـوة المباركة يتواجد الوعى فى عقول الشباب المسلم بألاعيب الغرب وبمضامين حروبهم الكفرية ضد العقيدة الإسلامية التى عاد إليها عدد كبير من شباب الإسلام .
ولكن ؛ كان لابد مع ذلك أن يقترن هذا الحذر بعلم مسبق بتاريخ هذه المؤامرات التى تستهدف فى مجموعها محـو العقيدة الإسلامية واجتثاثها من تربة المسلمين ، وزرع بذور العلمانية والإلحاد فى نفس التربة .. حتى تشيع الميوعة والإنحلال فى أوساط الشباب المسلم والأسرة المسلمة بوجه عام ... إلى أن يتحقق الهدف البعيد وهو طمس معالم الإسلام بصورة عامة من أرجاء المجتمعات التى تنتمى إلى الإسلام .



وقد تتساءل الأخت المسلمة عن فائدة كلام مثل هذا الكلام ، بعد أن مر عليه أزمان وأزمان وطواه الدهر بين صفحات مضت .
ولهذا نقول مستعينين بالله ، أن من لم يعرف الماضى ، لابد أن يتوه فى خضم أحداث الحاضر ثم يتعامى فى أحداث المستقبل .
فإذا كانت المسلمة هى جزءا من الأجزاء المستهدفة فى الإسلام منذ القدم ، وإذا كانت المسلمة قد عانت مرارة المؤامرات التى تحاك لها فى الظلماء ؛ إذن فلابد أن تكون المسلمة على دراية كاملة بأحداث الماضى ليشتد عودها فى مواجهة أى فكر مستحدث وتستطيع بثقة أن تتصدى لأى فكر هدام يحاول أن يتسلق على أكتافها .
حتى ولو كانت هذه الدراية قليلة ، ولكنها بالفعل هامة ، ولابد من الحديث عنها قبل التطرق للإهتمامات المباشرة فى حياة المسلمة ، فقبل الحديث عن الحجاب والعفة وغيرهما من الواجبات والفضائل المرغوبة من المرأة المسلمة ، لابد أن تكون المسلمة على علم بما يواجه هذه الفضائل ويحاول طمسها .



وقد نكون فى الباب الماضى أطلنا الحديث عن أشياء تعد فى ظاهرها تاريخية لاتهم الكثير ولاتجذب الأسماع كغيرها ، وقد نطيل الحديث فى هذا الباب أيضا عن أشياء مشابهة . ولكن سنحاول قدر المستطاع اختصار الكلام فى هذا الباب لنخرج بالفائدة المرجوة منه فى كلام قليل موجز لايحمل على الملل والسأم .
ثم نتدرج فى الأبواب القادمة إن شاء الله فيما يهم المسلمات من أمور حياتية فطرية كالزواج وغيره ، وأمور تربوية وغيرها .

وحيث أن أكثر الدعوات التى تحاول الوقوف فى طريق استمساك المسلمة بشريعتها ، هى فى الأصل قد خرجت من فوهة مدفع العلمانية ، وحيث أن أكثر من ينادى بهذه الأفكار اليوم وسط أمتنا لايعدو أن يكون طلقة من طلقات نفس المدفع ؛ فسيكون حديثنا فى هذا الباب بأكلمه يدور حول العلمانية ودعاتها وأفكارها بشكل مختصر قدر المستطاع .
والله المستعان .


يتبع بأول فصول الباب إن شاء الله .







التعديل الأخير تم بواسطة أبو عمر الأزهري ; 02-05-2008 الساعة 03:13 AM
رد مع اقتباس