الشاهد هو ما نتحدث عنه دائما أن هدفنا الأساسي الذي لا يجب بأي حال من الأحوال أن نحيد عنه مهنا كانت الظروف والمبررات هو الجنة وتحقيق مراد الله فينا من العبادة والتوحيد بكل مقتضياته
وأي أهداف فرعية تتعارض مع هذا الهدف الأساسي فبالتأكيد شبهة أو حرام لابد من تركه وإعادة ترتيب أولوياتنا
وأي أهداف فرعية تتوافق معه فهو المطلوب
ولو حدنا عن هدفنا الأساسي لفترة أيا كانت هذه الفترة ثانية دقيقة ساعة يوم سنة أو حتى سنوات فلابد أن نعود فورا ونتوب ونتدارك قبل أن يدركنا الموت ونحاسب على كل كبيرة وصغيرة
ابن تيمية رحمه الله كان يقول جنتي وبستاني في صدري ماذا يفعل أعدائي بي قتلي شهادة ونفيي سياحة وسجني خلوة فليفعلوا بي ما يشائون!!
على أي حال طالما في سبيل الله فهو في متعة حتى لو كان سجن أو تعذيب أو قتل!
كذلك بلال كان الصخر على صدره في الصحراء الحارقة كان رغم ذلك يبتسم من حلاوة الإيمان التي تذوقها!!
طالما كنت في طريق الحق فلن يضيرك اي شيء مهما كان
سيد قطب وهم يقودونه لغرفة الإعدام عرضوا عليه أن يتم العفو عنه أو يخفف عنه الحكم وينقذ رقبته من الإعدام أن يكتب مجرد استسماح واعتذار وطلب العفو من جمال عبد الناصر فرد ب إن إصبع السبابة الذي يشهد لله بالوحدانية في الصلاة ليرفض أن يكتب حرفا واحدا يقر به حكم طاغية
هؤلاء وغيرهم تحقق فيهم الايمان واستقر في قلوبهم وعاشوا على هدف نصرة دين الله وماتوا في سبيل ذلك(نحسبهم كذلك والله حسيبهم) فلم تعطلهم أشغال ولا تجارة ولا أموال ولا زوجة ولا أولاد وقدموا أنفسهم رخيصة لدين الحق ونصرة للحق
عاوز أمثلة تانية؟
الأمثلة كثيرة جدا جدا جدا لكن تعالوا نتحدث عمل نعيشه هذه الأيام ومنذ أكثر من مائة يوم
نعم تعالوا نتحدث عن طوفان الأقصى المبارك
انظر إلى تعليقات الأمهات والآباء الذين فقدوا أولادهم كلهم أو بعضهم ومدى صبرهم واحتسابهم شهداء في سبيل الله
ستجد أحدهم يقول اننا كلنا مشاريع شهداء وتجد الآخر يحتسب ويصبر وبعضهم يفرح لأن له شفيع يوم القيامة وأم تستعوض وأخت تبكي وتستبشر وتدعوا أن تلحق بأخيها وأب يفقد بعض عائلته ثم يفقد البعض الأخر ويواصل عمله
كل دول إيه؟!
بشر لحم ودم وذوي احاسيس أمثالنا وضناهم وأهاليهم غالين عليهم زينا برضه لكن الفرق في رؤيتهم للدنيا وإيمانهم الحقيقي وتربيتهم لأولادهم على حب الشهادة والدفاع عن الأقصى والأهم من كل هذا هو ما نتحدث وندور حوله هنا منذ بداية الموضوع
أيوة بالضبط
الجنة!
ابنه الصغير مات في غارة صهيونية؟ يبقى سبقه للجنة وسيكون له شفيع بإذن الله
من مات له ابن أو أخ أو أخت أو ام أو أب أو أهل فشهداء بإذن الله ومصيرهم الجنة بإذن الله
أليست الجنة هدفنا؟
ألم يموتوا في سبيل أقصانا؟!
ألم يموتوا عالتوحيد؟!
ألم يموتوا تحت الأنقاض بالهدم وبيد أعدائهم قتلة الأنبياء ناقضي العهود ؟
أليست الجنة غايتهم أصلا؟!
المفروض تكون غاية الكل وهو ما ندورحوله وأي أهداف أخري فهي مرحلية فرعية
دراسة عمل زواج سفر علاقات أي شيء فهو مجرد طريق فرعي للجنة
أليست هذه أمثلة حية نراها كل يوم وليلة مباشرة على الشاشات؟!
ايه الفرق بينك وبينهم؟
عاوز تعرف؟
شوف اهتماماتك بإيه واهدافك إيه وقارنها بين اهتماماتهم وأهدافهم
هتلاقي شرق وغرب
ومش هدخل في تفاصيل
شوف هما بيربوا عيالهم على إيه وانت بتربي عيالك على إيه ؟!
الجنة هدفنا جميعا لكن من يسعى لها ويحقق مراد الله من خلقه؟!
نعم هم في رباط فعلا إلى يوم الدين فعلى الأقل نتشبه بهم ونتعلم منهم ونتذكر بأفعالهم أن هدفنا فعلا هو الجنة ولا شيء غيرها فنراجع أعمالنا وأفكارنا وأولوياتنا واهتماماتنا وتربيتنا لأولادنا نراجع كل هذا وكل ما يتعلق بحياتنا هل يتوافق مع الجنة ويؤدي لها؟!
طوفان الأقصى بالفعل هو طوفان يفوقنا من الغيبوبة الإيمانية التي طالت بنا ولا يكفي مجرد الدعاء لهم أبدا
ادعو تعلم تشبه إبدأ بتغيير حياتك
أحمد ياسين رحمه الله أصيب بالشلل في صباه ورغم شلله كان من مؤسسي حماس (الاسم اختصار لحركة المقاومة الإسلامية) التي تؤرق الصهاينة إلى يومنا هذا وكل ذلك في ميزان حسناته وعاش حياته مقاوما للاحتلال ومدافعا عن الأقصى رغم شلله بخطئه ومواقفه التي أدت به إلى السجن والتعذيب أكثر من مرة فكان يخرج مكررا لما سجن من أجله بل وأشد نشاطا وإصرارا حتى استشهد (نحسبه كذلك) في سبيل ذلك بعد خروجه من صلاة الفجر!!
وكذلك الرنتيسي وعياش وغيرهم كثيرين من أهل الرباط عاشوا وماتوا في سبيل الله ودفاعا عن الأقصى ودين الله عز وجل وفعلا صدقوا ما عاهدوا الله عليهم فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا!! فمن غيرهم تنطبق عليه الآية حاليا؟!
حد غير حياته؟!
حد أعاد ترتيب أولوياته ؟
حد عمل كنافة باللبن طيب؟!!
حد هييجي معانا
تعالوا نغير حياتنا
كتبه محمد وحيد يوم الجمعة ١٩-١-٢٠٢٤م
|