11-20-2013, 04:37 PM
|
|
أغراض الخبر : الشيخ زيد البحري
البلاغة
أغراض الخبر
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ قلنا إن الكلام عند البلاغين ينقسم إلى قسمين :
خبر
والخبر مضى تعريفه وكذلك الإنشاء مضى تعريفه وأنواعه
قد يرد الخبر موضع الإنشاء
وقد يرد الإنشاء موضع الخبر فورود الخبر موضع الإنشاء يراد منه أغراض شتى تفهم حسب السياق
فقد تأتي الجملة خبرية والمراد منها الإنشاء
لكن لماذا لم تأت بصيغة الإنشاء وإنما أتت بصيغة الخبر ؟
لفائدة :
أولا :
ـــــــــــ
التفاؤل : جملة:
هذه لو نزلت على ما سبق من معرفة الإنشاء من معرفة الخبر لقيل إنها ظاهرها خبر :
هل فيها نوع من أنواع الإنشاء ؟
فتعتبر هذه الجملة جملة خبرية حلت محل قولك :
لماذا أتي بها ؟
كأن التوفيق قد حصل ووقع تفاؤلا بأن يوفق الله هذا الرجل
فأتت هذه الجملة بصيغة:
والمراد منها :
والمراد منها :
التفاؤل بأن الله قد وفق هذا الرجل أيضا من فوائد ورود الخبر موضع الإنشاء :
الاحتراز من صورة أمر المخاطب : ينظر مولاي في حاجتي:
هنا جملة خبرية فبدل أن يقول :
فأحب ألا تأتي صورة الأمر لهذا الملك المخاطب أتى بها في صورة الخبر، حذرا من أن يأمر هذا الملك
أيضا قد يرد الخبر موضع الإنشاء :
للتنبيه على تيسير المطلوب بقوة سببه كأن يقول القائل في المعركة :
(( تضربون وجوههم ))
هنا :خبر ، والمراد : الطلب فهو ينبه هؤلاء الجنود على أن الإحاطة والإحداق بهؤلاء يسير
أيضا من الأغراض :
المبالغة في الطلب للتنبيه على سرعة الامتثال : يعني :
الاهتمام بالشيء مبالغة في طلب هذا الشيء
قال تعالى :
((وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً))
هنا :
جملة خبرية يراد منها : أمنوا من دخل
لماذا قلنا إنها جملة خبرية والمقصود منها هو الطلب ؟
لأنه قد يقع فزع وخوف من بعض الناس على بعض في داخل الحرم
فكأنه يشير إلى أن هذا الأمر يجب أن يبالغ في تحقيقه وفي الاهتمام به كأنهم أمروا فامتثلوا
أيضا قد يرد الخبر موضع الإنشاء :
لإظهار الرغبة والشوق : كأن يقول شخص في حق قائل اشتاق إليه ورغب في رؤياه :
فهنا : المقصود منها الطلب
والمراد:
فأتت بصورة الخبر لإظهار ، وتأكيد الرغبة في لقيا هذا الفقيد أو هذا الغائب
وقد يكون العكس :
ــــــــــــــــــــــــ
وذلك أن يأتي الإنشاء في موضع الخبر :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
لأغراض منها :
إظهار العناية بالشيء والاهتمام به : قال تعالى :
((قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ))
لم يقل :
قل أمر ربي بالقسط وإقامة وجوهكم
((قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ))
هنا خبرية لا نتحدث عنها
فلماذا اختلف السياق ؟ فمن الخبر عطف عليه جملة إنشائية قال :
((وَأَقِيمُواْ))
ولو كانت الجملتان خبريتين لكانت في غير القرآن :
قل أمر ربي بالقسط وإقامة وجوهكم لكن هنا اختلف قال :
((وَأَقِيمُواْ ))
وهذا أمر والأمر من الإنشاء
لماذا ؟
للاهتمام بأمر الصلاة وإقامتها أيضا :
الله يأمر النبي عليه الصلاة والسلام أن يخبر بأن الله قد أمر بالقسط
أيضا من الأغراض التي من أجلها ورد الإنشاء مكان الخبر :
الاحتراز من مساواة اللاحق بالسابق :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ قال تعالى عن هود :
((قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللّهِ وَاشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ{54} مِن دُونِهِ))
هنا :
((قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللّهِ ))
ثم قال :
((وَاشْهَدُواْ))
وهو أمر والأمر إنشاء
ولم يقل :
إني أشهد الله وأشهدكم
إنما قال :
((إِنِّي أُشْهِدُ اللّهِ وَاشْهَدُواْ ))
احترازا من مساواة شهادتهم بشهادة الله عز وجل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|