عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 06-02-2013, 05:43 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي

أسبـاب زيادة الإيمان الآن :
نستعد لرمضان بالإيمان، الاحتساب ناتج الإيمان، أن تحتسب وقلبك يرقب رضا الله هذا مبني على إيمانك، قوة الإيمان تيسر الاحتساب، فأنت تدخل على هذا الشهر العظيم وعلى كل مواسم الطاعات مستعداً بالإيمان، لكن قررنا ونحن نتناقش أن الاهتمام بالإيمان ليس حكراً على الاستعداد لرمضان أو للحج أو للمواسم المباركة إنما هو حياة يجب أن تعيشها دائماً، يجب أن تكون فقيه، ترى أنت جاهل لو كنت تعيش الحياة ولا تعرف ما أنت من الإيمان زائد أو ناقص. المفروض خطة الحياة هذه فيها بذل جهد أن تأتي بأسباب زيادة الإيمان.

نرى الآن الكلام حول أسباب زيادة الإيمان: المتكلمين من أهل العلم-جزاهم الله خيراً-في أسباب زيادة الإيمان بعضهم أجملوا وبعضهم فصلوا، من أجمل في أسباب زيادة الإيمان حوى كلامه كلام من فصل، ومن فصل ستجدي أن تفصيله سيعود على كلام من أجمل.

نبدأ أولاً، نحدد أسباب زيادة الإيمان بثلاث أمور :
· أولاً: تعلّم العلم النافع ـ وهذا رأس كل سبب ـ
· ثانيًا: التأمُّل في آيات الله الكونية.
الثاني مبني على الأول، حتى في الإجمال الأسباب مبنية بعضها على بعض.
· ثالثًا: الاجتهاد في الأعمال الصالحة والمداومة عليها.

هذا كلام إجمالي، اتفقنا أن هناك أسباب تسبب زيادة الإيمان، وأنت تأخذها وقائم في قلبك أنك تريد زيادة إيمانك، وسترى أثر ذلك، ونلاحظ أن الأسباب مبني بعضها على بعض، فالسبب الرئيس هو تعلم العلم النافع ومنه يخرج السببين: التأمل في آيات الله الكونية والاجتهاد في الأعمال الصالحة. بدون العلم ما تعرف تتأمل في الآيات الكونية ولا تستطيع أن تترجمها وبدون العلم لا تهتدي ما هو العمل الصالح الذي يحبه ربنا.

أهم شي نهتم به في مثل هذه اللقاءات العامة أن نهتم بالسبب الأول.
[ تعلُّم العِلْم النافع ]: تعلم العلم نافع مبني على ماذا؟ على أي مصدر؟ تقوية الصلة بقال الله وقال رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما عندنا مخرج آخر، وعلى ذلك المفروض أننا سننكب على كتاب الله ـ عز وجل ـ؛
لكن المشكلة أن الانكباب والعناية بكتاب الله أخذت وجهات نظر؛كل واحد ذهب إلى موطن في الانكباب، نتفق على طريقة توصلنا إلى المراد. اليوم نفصل في العلم النافع وماذا يكون في قلبك حال تحصيله؟ وتهتم بماذا؟ لأن هناك أشياء كثيرة تدخل تحت العلم وما هي أولوياته؟ فمَن وُفِّق لهذا العلم، فقد وُفِّق لأعظم أسباب زيادة الإيمان: قال الله تعالى:{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}[1]

{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ} هذه الكلمة التي نسأل الله أن نعيش عليها وعليها أن نموت! شهد الله لنفسه هذه الشهادة وشهدت أيضاً الملائكة، وشهد أهل العلم بلا إله إلا الله، لكن شهادة حق تثقّل الميزان، هل يمكن أن يشهد شهادة لا تثقل الميزان ؟ نعم. الشهادة هذه تخرج مَنْ المؤمن ومَنْ المنافق، ما الفاصل بينهما ؟ إيمانه الواقع في قلبه. ما الذي يأتي بإيمانه الواقع بقلبه ؟ أن يكون عنده علم ويقين. إذاً ماذا نقول؟ أن شهادة أولوا العلم بلا إله إلا الله شهادة ذكرها الله مع شهادة الملائكة إشارة إلى قوة إيمانهم؛ أولوا العلم فيهم قوة إيمان بلا إله إلا الله، وهي سبب لأن يذكروا مع الملائكة.

نقول: الذي وفق للعلم وفق لأهم أسباب زيادة الإيمان، نأتي بشواهد على ذلك:
الله لما شهد لنفسه سبحانه وتعالى باستحقاقه أن يكون إله وشهدت الملائكة على ذلك ذكر في هذه الآية أن أولوا العلم شهدوا أيضاً بذلك، شهدوا من رؤية أم شهدوا من علم، ما نوع العلم؟ هل هو علم طارئ سطحي أم علم ما وصفه ؟ علم يقيني. ولهذا تعال لهؤلاء في قبورهم وانظر يُسأل العبد في قبره من ربك؟ واحد يجيب: ربي الله، الثاني يقول: ها ها، كنت أسمعهم يقولون !! في رواية لابن ماجه وهي صحيحة: أن الملائكة تسأل هذا الرجل الذي كان ثابتاً في جوابه وقال: ربي الله، هل رأيت ربك؟ فيجيب: لا ينبغي أن يرى في الدنيا!! فأيّ علمٍ هذا ؟!! هذه الشهادة التي وجدت في قلبه وثبتت ليست مبنية على رؤيا إنما على علم يقيني، فإذا وجد العلم أصبح أهل هؤلاء العلم ممن حقاً شهد الله لهم أنهم شهدوا شهادة حق وأنهم شهدوا بالحق.

لو سألتك: كيف شهد الله لنفسه أنه لا إله إلا هو؟
هذا من معاني اسمه المؤمن كما ورد في سورة الحشر، ما معنى أنه مؤمن؟ أنه مصدق لنفسه سبحانه، وبعد ذلك مصدق لخلقه وأنبيائه ورسوله. مصدق لنفسه، ما معناها؟ أن الله-عز وجل-أشهد الخلق على أنه لا يستحق المحبة ولا التعظيم إلا إياه. عاشوا مواقف وأحداث وأحوال ومرت عليهم من التدابير التي تنزع من قلوبهم غير الله، لكن هذا الكلام لمن؟
· كم من الناس؛ بل كل الناس الله عز وجل أراهم أن عظيماً لا يبقى؛ أي عظيم تعظمه تدور عليه الأحوال يموت ويفقد عظمته تتغير أحواله.
· كل العظماء يذهبون من أهل الدنيا.
· وأصحاب الأموال كلهم إما يذهبوا أو تذهب أموالهم عنهم، ويتفرق هذا المال على الناس.
· أصحاب الأراضي يورثوا.
· أصحاب الحضارات يهدموا؛ تهد حضارتهم ويذهبون.

إشهادات دائمة؛ طبعاً إشهادات عامة، وهناك إشهادات خاصة بحياتك، هناك واحد كنت تراه مهيبًا مخوفًا إلى آخره ومن ثم تقف عليه وقد فقد عقله أو خرّف أو حصل له كذا وكذا، سبحان الله! كان يخاف من أن يُقبل أصبح ما يستطيع أن يتحرك!! أو بالعكس بدل من أن نتكلم على المعظمين، نتكلم عن المحبوبين كم من الخلق صرفت لهم محاب وصرفت لهم أشياء من التعلق وظن الإنسان فيهم كمال الصفات، وفترة طويلة وهو يظن أن هؤلاء كُمّل من الخلق، لا صحبة له ولا أهل ولا أحباب وبعد ذلك مرة واحدة تنفرط؛ كأن عقداً انفرط من سوء الخلق والصفات الناقصة ومن الضعف، كل هذا إشهادات من أجل يا بصير ماذا تفهم؟ عندما عظماء يصبحون لا شيء وعندما أناس نحبهم غاية المحبة وبعد ذلك تذهب محابهم، تشهد على ماذا في النهاية؟ أشهدك الله على ماذا يا بصير؟ أشهدك على أنه لا أحد يستحق التعلق والتعظيم إلا إياه سبحانه وتعالى، مزيل للخلق عن أماكنهم سواء في قلوب الخلق أو في عظائمهم، يموتون وهو حي لا يموت، يفقدون القدرة على القيام على أنفسهم وهو سبحانه وتعالى قائم على كل شيء، قائم على كل نفس بما كسبت.


[1] سورة آل عمران:18.
التوقيع


تجميع مواضيع أمنا/ هجرة إلى الله "أم شهاب هالة يحيى" رحمها الله, وألحقنا بها على خير.
www.youtube.com/embed/3u1dFjzMU_U?rel=0


التعديل الأخير تم بواسطة أم عبد الله ; 06-02-2013 الساعة 05:46 PM
رد مع اقتباس