بَدَأْتُ الشَّدْوَ مِنْ صِغَرِي
أَنَا وَجَمِيعُ خِلاَّنِي
شَدَوْنَا مِنْ جَوَارِحِنَا
وَمِنْ أَعْمَاقِ وِجْدَانِ
بِلادُ العُرْبِ أَوْطَانِي
جَمِيعُ النَّاسِ فِي الإسْلامِ إخْوَاني
وَلا أحدٌ يُفرِّقُنَا ولا نسَبٌ يُباعِدُنا
وَلاَ يَزْهُو هُنَا أَحَدٌ علَى أحَدٍ
بلادُ العُرْبِ مِنْ شَامٍ إِلَى يَمَنٍ
إِلَى لِيبيَا، إِلَى عَدَنٍ
هِيَ الأَرْضُ الَّتِي حَضَنَتْ
هِيَ الأمُّ الَّتِي ضَمَّتْهُمُ دَوْمًا
وقد عُلِّمْتُ مِنْ صِغَرِي
بأَنَّ الأَرْضَ ما ضَمَّتْهُ
هِيَ الأمُّ التي أَعْطَتْ
ولم تَبخَلْ على وَلَدٍ ولا بِنْتٍ
وأنَّ السَّهْمَ نَرْمِيهِ
بصَدْرِ الغادِرِ الجَانِي
بصَدْرِ يَهُودَ إِذْ غَصَبُوا
وقُدْسِي الشَّامِخَ العَانِي
ودارَتْ بَعْدَها الأيَّامُ دَوْرَتها
تَغيَّرَ نَبعِيَ الصَّافِي
بِلادُ العُرْبِ أَوْطَانِي
جَمِيعُ النَّاسِ في الإِسْلامِ إخْوانِي
في صَدْرٍ لأَعْمامِي، وأَخْوالِي، وجِيرَانِي
تُرَى مَنْ يُضرِمُ النِّيرانَ
فِي أرضِي، وفِي دِينِي، وقُرْآنِي؟
تُرَى مَنْ غيَّرَ التَّارِيخَ؟
لاَ أَرضِي التي قَدْ كُنتُ أَعرِفُها
وَلاَ دارِي التي قد كُنتُ أسْكُنُها
ولا لُغَتِي التي قد كُنتُ أسمَعُها
وَلا الأَلْوانُ أَلْوانِي
تُرَى مَن زوَّر التَّارِيخَ؟
تَشتَّتَ ذَلِكَ الشَّمْلُ
تَفرَّق فِي الدُّنَا الأحْبَابُ وَالآلُ
يُرِيدُ يَزُورُنِي الخَالُ
ويَأتِي مِن بني صِهْيَوْنَ
وغاصِبُ أَرضِيَ الأَفَّاكُ يَخْتالُ
فيَلْقَاهُ سَراةُ القَوْمِ.. يَا خَجَلِي!
تُزَيِّنُ دَرْبَهُ الأزْهَارُ
ويَدخُل غُرفةَ الأَسْرَارِ
يَقُولُ الشَّامِتُون بِنَا:
لَقَدْ تُلِيَتْ ببَعْضِ الدَّارِ
وقَدْ خَفقَتْ ببَعْضِ الدَّارِ
رَايَاتٌ لـ(بِيرِيزٍ) و(شَارُونَ)
بَدِيلاً عَنْ فِلَسْطِينَ
فَهَلْ ما زَالَ شَدْوُ اليَوْمِ
أَنَا مَا زِلتُ حتَّى اليَوْمِ
بِلادُ العُرْبِ أَوْطَانِي
جَمِيعُ النَّاسِ فِي الإِسْلاَمِ إِخْوَانِي
غَدًا يَهوي جِدارُ الوَهْمِ
ويَرجِعُ جِيلُ أبنائِي وأَحْفادِي
ويُنْشِدُ عَذْبَ أَلْحَانِ
بِلادُ العُرْبِ أَوْطَانِي
جَمِيعُ النَّاسِ فِي الإِسْلاَمِ إِخْوَانِي