أخي الكريم " أبو عيسى "
لا يمكن الاستمرار بالحوار إن كنت تتهمني بالكفر أصلا .
نحن افترضنا أنك تدخل الحوار تسأل أحد الإخوان عن منهجهم , لا أن تكفره .
عامة :
ما هي مهمة السلطة التشريعية عند الإخوان المسلمين :
- أولا : بالنسبة للأحكام قطعية الدلالة : لا مجال للاجتهاد فيها , و إنما مهمة المجالس التشريعية تنحصر في صياغتها بشكل مواد قانونية ليستطيع القاضي الحكم بها , و وضع بعض الضوابط فيما تركته لنا , كعقوبة المرابي و شاهد الزور مثلا , الشرعية حرمتهما لكن لم تحدد لهما عقوبة , فمهمة المجلس تحديد بعض العقوبات ( عن طريق اختيار الأغلبية ) .
ثانيا : بالنسبة للأحكام ظنية الدلالة التي فيها عدة اجتهادات معتبرة مختلف فيها اختلافا معتبر - كأغلب الأحكام الشرعية - مهمة المجلس اختيار أحد الاجتهادات ( المعتبرة ) ( عن طريق الأغلبية ) و ليس اختراع أحكام وضعية لها .
ثالثا : ما لا نص فيه , يعمل المجلس فيه بالمصالح المرسلة شرط ألا تعارض نصوصا شرعية أخرى .
و أنقل النصوص التي جئت بها من البرنامج :
( تطبق مرجعية الشريعة الإسلا مية بالرؤية التي تتوافق عليها الأمة مـن خـلال الأغلبيـة
البرلمانية في السلطة التشريعية المنتخبة ً انتخابا حراً بنزاهة وشفافية حقيقية دون تـدليس ولا
تزوير ولا إكراه بالتدخل الأمني المباشر أو المستتر، والتي تتم تحت رقابة المؤسسات المدنية
داخلية وخارجية وبعيداً عن هيمنة السلطة التنفيذية . )
لا أدري أين هنا من يقول بأن الشعب مصدر التشريع , الكلام واضح , الشريعة الإسلامية هي التي تطبق , كيف تطبق ؟ كيف تسن القوانين الموافقة للشريعة ؟ الإجابة هي عن طريق الأغلبية البرلمانية المنتخبة انتخابا حرا نزيها , كما بينت لك سابقا في الأنواع الثلاثة للقوانين .
لا مشكلة هناك و لا حكم للشعب و إنما للشريعة .
لنص الآخر :
( السلطة التشريعية والتى تشكل من نواب منتخبين من الشعب بالاقتراع السرى المباشـر ،
ويتولون سن القوانين والرقابة على السلطة التنفيذية ." ) .
نفس الكلام السابق و لا أدري أين المشكلة ؟
تقول الشخص الذي لا يقبل حكم الله كافر , أوافقك , فماذا أفعل معه و أنا لست في السلطة ؟ أدعوه إلى قبل حكم الله , و هذا ما نقوله .
تدعي أني نسبت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الكفر و أنه كان يعرض الأحكام التشريعية على الصحابة , و أنا لم أقل هذا , و إنما قلت كما في المشاركة السابقة أن الأمة التي آمنت بالله و انقادت لحكمه ملزمة بجميع الأحكام , و الذي يخالف حكما يعاقب على تركه و مخالفته , إنما أنا كنت أتحدث عن عرض الإسلام نفسه على الناس , فمن أسلم فهو ملزم بجميع الأحكام و ليس مخيرا فيها , قال تعالى :
( و ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله و رسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ) فالكلام هنا عن المؤمنين .
فنحن لا نقول للناس اكفروا برب الناس ثم نطعن على أحكامكم أمام القضاء كما تزعم , بل نقول للناس آمنوا وسلموا لحكم الله , فإن أخطأتم في الشريعة فهناك مرجعية نحتكم إليها - ألا و هي الشريعة , و لابد من حكم يحكم بيننا ألا و هو القضاء .
نسألني : ماذا لو رفض الشعب حكم الله ؟ هل توافقون ؟
و الجواب : إذا رفض الشعب حكم الله فقد خرج من الإسلام وارتد و كفر , و علينا أن ندعوه للإسلام و لا نملك غير هذا .
تقول :
هل تترك الجاهل العامي الأمي والنصراني الكافر والعلماني الملحد يأخذون تشريعات ربك بالقبول أو بالرفض
أو يتشاورن بها
هذا شرك وكفر
و الجواب : ارجع لما قلته لك , الأحكام القطعية لا تقبل التصويت , و الأحكام الظنية تقبل التصويت على الاجتهادات المعتبرة فقط , و ما لا نص فيه يقبل التصويت شرط عدم مخالفة النصوص .
فافهم هداك الله .
|