الموضوع: مدرسة الصيام
عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 08-07-2011, 08:15 PM
صابر عباس حسن صابر عباس حسن غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم


نستكمل بعون الله تعالى الحديث عن مدرسة الصيام..

شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيۤ أُنْزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ ٱلْهُدَىٰ وَٱلْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ - 185

*******

إن جميع فرائض الإسلام تنشيئ الهمة الروحية التي تنعكس على الهمة البدنية , فكان تاريخ الإسلام يسجل أعظم الإنتصارات في شهر رمضان .

******

غزوة بدر الكبرى

هي معركة وقعت في 17 رمضان 2 للهجرة،13 مارسعام [COLOR=window****]624 بين المسلمين بقيادة [COLOR=window****]النبي[/COLOR] ) صلى الله عليه وسلم ) وبين [COLOR=window****]قريش[/COLOR] بقيادة [COLOR=window****]عمرو بن هشام بن المغيرة المخزومي[/COLOR] المعروف [COLOR=window****]بأبي جهل[/COLOR] عند آبار بدر في جنوب المدينة [/COLOR]

كان عدد المشركين الف مقاتل , في مقابل 314 من المسلمين , 170 من الخزرج , و73 من المهاجرين , و71 من الأوس ..

وانتهت بانتصار المسلمين ومقتل ( أبي جهل ) [COLOR=window****]عمرو بن هشام بن المغيرة المخزوميٍ[/COLOR]...

******

مبدأ الشورى

قام النبي محمد باستشارة من معه، فتكلم كل من أبو بكر وعمر بن الخطاب، ثم قام المقداد بن الأسود فقال:
يا رسول الله امض لما أراك الله فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى : " اذهب أنت وربك فقاتلا، إنا ههنا قاعدون المائدة : 24 " ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه...

ثم وجه النبي ( صلى الله عليه وسلم ) كلامه إلى الأنصار قائلا :أشيروا علي أيها الناس، فقال له سعد بن معاذ : والله لكأنك تريدنا يا رسول الله ؟
فقال النبي محمد : أجل .
فقال سعد:
فقد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا، على السمع والطاعة فأمض يا رسول الله لما أردت فنحن معك، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا، إنا لصبر في الحرب صدق في اللقاء. لعل الله يريك منا ما تقر به عينك، فسر بنا على بركة الله.

فقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : سيروا وأبشروا، فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين والله لكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم..

حديث صحيح رواه عبد الله بن عباس
المصدر: [COLOR=window****]عمدة التفسير[/COLOR]

******

اعترض المسلمون [COLOR=window****]قافلة أبي سفيان القادمة من الشام، وكان السبب الذي دفع المسلمين لاعتراض القافلة هو استرجاع اموالهم التي نهبتها منهم قريش قبل وأثناء هجرتهم إلى المدينة، لان أغلب المهاجرين تركوا اموالهم في مكة أو اخذتها منهم قريش بالقوة.[/COLOR]

ولكن أبو سفيان نجح بالهروب بالقافلة,

أرسل أبو سفيان إلى قريش أن القافلة قد نجت، ولا حاجة لهم في قتال أهل يثرب، لكن أبا جهل أبى إلا القتال، وقال قولته المشهورة: "لا نرجع حتى نرد بدرا فنقيم ثلاثا ننحر الجُزر، ونطعم الطعام، ونشرب الخمر، وتعزف القيان علينا، فلن تزال العرب تهابنا أبدا.


*******

روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه : أشيروا علي في المنزل ، فقال الحباب بن المنذر لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أرأيت هذا المنزل أمنزل أنزلكه الله فليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخره ؟ أم هو الرأي والحرب والمكيدة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بل هو الرأي والحرب والمكيدة . قال : فإن هذا ليس بمنزل ، انطلق بنا إلى أدنى ماء القوم . . .
المصدر: أحكام القرآن - الصفحة أو الرقم: 1/391

شرب المسلمون من الآبار حتى ارتوا ثم غطوه ليعطش الكفار عند مجيئهم للقتال .
خرج ثلاثة من كبار قريش هم عتبة بن ربيعة و شيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة فقال عتبة ( يا محمد اخرج الينا نظراؤنا من قومنا ) فخرج حمزة بن عبدالمطلب وعبيدة بن الحارث وعلي بن ابي طالب.
بارز حمزة عتبة فقتله, وبارز علي الوليد فقتله, وبارز عبيدة شيبة فجرحا انفسهما.
ثم بدأت المعركة

قال تعالى في سورة ال عمران :
قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ - 13

﴿ قد كان لكم آيةأي: عبرة عظيمة﴿ في فئتين التقتاوهذا يوم بدر﴿ فئة تقاتل في سبيل اللهوهم الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه﴿ وأخرى كافرةأي: كفار قريش الذين خرجوا من ديارهم بطرا وفخرا ورئاء الناس، ويصدون عن سبيل الله، فجمع الله بين الطائفتين في بدر، وكان المشركون أضعاف المؤمنين، فلهذا قال﴿ يرونهم مثليهم رأي العينأي: يرى المؤمنون الكافرين يزيدون عليها زيادة كثيرة، تبلغ المضاعفة وتزيد عليها، وأكد هذا بقوله ﴿ رأي العينفنصر الله المؤمنين وأيدهم بنصره فهزموهم، وقتلوا صناديدهم، وأسروا كثيرا منهم، وما ذاك إلا لأن الله ناصر من نصره، وخاذل من كفر به، ففي هذا عبرة لأولي الأبصار، أي: أصحاب البصائر النافذة والعقول الكاملة، على أن الطائفة المنصورة معها الحق، والأخرى مبطلة، وإلا فلو نظر الناظر إلى مجرد الأسباب الظاهرة والعدد والعدد لجزم بأن غلبة هذه الفئة القليلة لتلك الفئة الكثيرة من أنواع المحالات، ولكن وراء هذا السبب المشاهد بالأبصار سبب أعظم منه لا يدركه إلا أهل البصائر والإيمان بالله والتوكل على الله والثقة بكفايته، وهو نصره وإعزازه لعباده المؤمنين على أعدائه الكافرين.

قتل عمرو بن هشام ( أبو جهل ) على يد معاذ بن عمرو بن الجموح .. وقتل بلال بن رباح ( أمية بن خلف ) .
وارسل الله 10,000 من الملائكة ليقاتلوا في صف المسلمين ..
وفي النهاية انتصر المسلمون في المعركة بقتل 70 واسر 70 من الكفار بينما قتل من المسلمين 14 شهيدا ..
وتم فداء الاسرى ب4000 درهم مقابل إطلاق سراحه الواحد منهم.. بينما من لايملك يعلم 10 من المسلمين الكتابة والقراءة.

*****

وهكذا كانت أعظم الإنتصارات في شهر رمضان...

*******

وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى
رد مع اقتباس