الموضوع: مدرسة الصيام
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-02-2011, 08:13 PM
صابر عباس حسن صابر عباس حسن غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


نستكمل بعون الله تعالى الحديث عن مدرسة الصيام..

فكلنا يعلم أن فرائض الإسلام جاءت لتحقق أهداف معينة أولها التقرب إلى الله تعالى وأخرها التزام مبادئ الأخلاق بين البشر..

فالصلاة فريضة , ومع كونها فريضة تقربك من خالقك خمس مرات في اليوم والليلة, إلإ أنها لها أهداف أخرى , منها ما جاء في سورة العنكبوت الآية45

اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ..

يأمر تعالى بتلاوة وحيه وتنزيله، وهو هذا الكتاب العظيم، ومعنى تلاوته اتباعه، بامتثال ما يأمر به، واجتناب ما ينهى عنه، والاهتداء بهداه، وتصديق أخباره، وتدبر معانيه، وتلاوة ألفاظه...

﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ﴾ من باب عطف الخاص على العام، لفضل الصلاة وشرفها، وآثارها الجميلة، وهي ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ

والفحشاء: كل ما استعظم واستفحش من المعاصي التي تشتهيها النفوس.

والمنكر: كل معصية تنكرها العقول والفطر.

ووجه كون الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، أن العبد المقيم لها، المتمم لأركانها وشروطها وخشوعها، يستنير قلبه، ويتطهر فؤاده، ويزداد إيمانه، وتقوى رغبته في الخير، وتقل أو تعدم رغبته في الشر، فبالضرورة، مداومتها والمحافظة عليها على هذا الوجه، تنهى عن الفحشاء والمنكر، فهذا من أعظم مقاصدها وثمراتها.

وهناك في الصلاة مقصود أعظم من هذا وأكبر، وهو ما اشتملت عليه من ذكر اللّه، بالقلب واللسان والبدن. فإن اللّه تعالى، إنما خلق الخلق لعبادته، وأفضل عبادة تقع منهم الصلاة، وفيها من عبوديات الجوارح كلها، ما ليس في غيرها، ولهذا قال: ﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ

هذه بعض الدروس المستفادة من فريضة الصلاة...

*****

وهناك بعض الدروس المستفادة من فريضة الزكاة , فقد جاء في سورة التوبة الآية 103 : خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا...

﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً ﴾ وهي الزكاة المفروضة، ﴿ تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾ أي: تطهرهم من الذنوب والأخلاق الرذيلة.

﴿ وَتُزَكِّيهِمْ ﴾ أي: تنميهم، وتزيد في أخلاقهم الحسنة، وأعمالهم الصالحة، وتزيد في ثوابهم الدنيوي والأخروي، وتنمي أموالهم.

********

وهكذا نجد أن لكل فرائض الإسلام دروس ومعاني مستفادة تهدف إلى رقي ذلك الإنسان والأخذ بيده إلى مراتب الأخلاق الرفيعة الراقية مع الهدف الأول وهو التقرب من الله تعالى..

*******

ومع القرآن العظيم نتعرف على فريضة الصيام وما تهدف إليه...


يبدأ التكليف بذلك النداء الحبيب إلى المؤمنين، المذكر لهم بحقيقتهم الأصيلة؛ ثم يقرر لهم - بعد ندائهم ذلك النداء - أن الصوم فريضة قديمة على المؤمنين بالله في كل دين، وأن الغاية الأولى هي إعداد قلوبهم للتقوى والشفافية والحساسية والخشية من الله:


وهكذا تبرز الغاية الكبيرة من الصوم.. إنها التقوى.. فالتقوى هي التي تستيقظ في القلوب وهي تؤدي هذه الفريضة، طاعة لله، وإيثاراً لرضاه. والتقوى هي التي تحرس هذه القلوب من إفساد الصوم بالمعصية، ولو تلك التي تهجس في البال، والمخاطبون بهذا القرآن يعلمون مقام التقوى عند الله، ووزنها في ميزانه. فهي غاية تتطلع إليها أرواحهم. وهذا الصوم أداة من أدواتها، وطريق موصل إليها. ومن ثم يرفعها السياق أمام عيونهم هدفاً وضيئاً يتجهون إليه عن طريق الصيام.. ( لعلكم تتقون )..

*******


وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى
رد مع اقتباس