07-14-2011, 07:30 PM
|
|
النوع الثاني من العشاق(من شذوا عن الفطرة).. للشيخ محمد العريفي
هذا هو النوع الأول من العاشقين والعاشقات..
الذين تعلق كل جنس منهم بالجنس الآخر..
أما النوع الثاني من العشاق..
فهم من شذوا عن الفطرة..
فعشق الشاب شاباً مثله..
والفتاةُ فتاةً مثلها..
وهؤلاء.. أعظم شذوذاً.. وأكثر ضلالاً..
وقد ذكر الله خبرهم في القرآن.. وأن لوطاً صاح بهم وقال
{ أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين } ..
وإذا وقعت هذه الفاحشة.. كادت الأرض تميد من جوانبها.. والجبال تزول عن أماكنها..
ولم يجمع الله على أمة من العذاب ما جمع على قوم لوط.. فإنه طمس أبصارهم.. وسوّد وجوههم..
وأمر جبريل بقلع قراهم من أصلها ثم قلبها عليهم.. ثم خسف بهم.. ثم أمطر عليهم حجارة من سجيل..
قال عز من قائل : { فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل }..
فجعلهم آية للعالمين.. وموعظة للمتقين.. ونكالا للمجرمين..
إن في ذلك لآيات للمتوسمين..
أخذهم على غرة وهم نائمون.. فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون..
نعم..
ذهبت اللذات.. وأعقبت الحسرات.. وانقضت الشهوات..
تمتعوا قليلاً.. وعذبوا طويلاً.. وأعقبهم عذابا أليماً..
ندموا والله ولا ينفع الندم.. وبكوا بدل الدموع الدم..
فلو رأيتهم والنار تشوي وجوههم..
وتخرج من أفواههم وأنوفهم..
وهم بين أطباق الجحيم.. يشربون كؤوس الحميم..
ويقال لهم وهم على وجوههم يسحبون.. ذوقوا ما كنتم تكسبون..
{ إصلوها فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم إنما تجزون ما كنتم تعملون }
وما هي من الظالمين ببعيد..
نعم.. هذا حال هؤلاء الفساق..
*******************************
وبعض الشباب قد يتساهل بمثل ذلك.. بل قد يظهر منه ما يدلّ على استدعائه لذلك..
فكم نرى من الشباب المائعين في حركاتهم.. وضحكاتهم..
بل وأسلوب الكلام.. وطريقة المشي..
إضافة إلى لبس الثوب الضيق المخصّر.. واستعمال العطورات المنوّعة.. والاعتناء الزائد بالمظهر.. وقصة الشعر..
نرى أحياناً هذه المظاهر في بعض المدارس.. وفي الشوارع..
فلماذا يفعل هذا الشاب ذلك..
أيا ناكح الذكران تهنيكم البشرى * فيوم معاد الناس إن لكم أجرا
كلوا واشربوا وازنو ولوطوا واكثروا * فان لكم زفا الى ناره الكبرى
فاخوانكم قد مهدوا الدار قبلكم * وقالوا الينا عجلوا لكم البشرى
وها نحن أسلاف لكم فى انتظاركم * سيجمعنا الجبار في ناره الكبرى
ولا تحسبوا أن الذين نكحتموا * يغيبون عنكم بل ترونهم جمرى
ويلعن كلٌ منهم لخليله * ويشقى به المحزون في الكرة الاخرى
يعذب كل منهم بشريكه * كما اشتركا في لذة توجب الوزرى
***************************************
أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد صح عنه فيما رواه الترمذي :
( إن أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط )..
وصح فيما رواه ابن حبان :
( لعن الله من عمل عمل قوم لوط.. لعن الله من عمل عمل قوم لوط.. لعن الله من عمل عمل قوم لوط )..
وصحّ في مسند أحمد أنه صلى الله عليه وسلم قال :
( من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به )..
أما الصحابة فكانوا يحرقون اللوطية بالنار..
وقال ابن عباس رضي الله عنهما : اللوطي إذا مات من غير توبة مسخ في قبره خنزيراً..
ومن كان قد أسرف على نفسه.. ووقع في شيء من ذلك.. فليسارع إلى التوبة والاستغفار.. والإنابة إلى العزيز الغفار..
****************************************8
{ قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله.. }..
وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم قال :
( لله عز وجل أفرح بتوبة أحدكم من رجل خرج بأرض دوية مهلكة
معه راحلته عليها طعامه وشرابه وزاده وما يصلحه
فأضلها فخرج في طلبها
حتى إذا أدركه الموت ولم يجدها
قال أرجع إلى مكاني الذي أضللتها فيه فأموت فيه
فأتى مكانه فغلبته عينه فاستيقظ
فإذا راحلته عند رأسه عليها طعامه وشرابه وزاده..
فأخذها ثم قال : اللهم أنت عبدي وأنا ربك..
أخطأ من شدة الفرح )..
والتوبة أمرها يسير.. ولا يلزم من وقع في الفاحشة أن يسلم نفسه.. ليقام عليه الحد.. بل يتوب بينه وبين ربه.. ويستتر بستر ربه..
وإن كانت الفتاة.. قد وقع لها صور أو تسجيل.. تهدد بها.. فلا يمنعها ذلك من التوبة.. بل تستعين بثقة من أهل العلم والدين.. ولا تستجيب للتهديد والوعيد.. وحتى لو وقعت الفضيحة.. فإن خزي الدنيا أهون من خزي الآخرة..
هذه أنواع المحبة..
ولا ننسى..
أقواماً من المحبين.. سمت نفوسهم عن التعلق بمحبة الخلق.. إلى التعلق بمحبة الخالق جل جلاله.. يحبهم ربهم ويحبونه..
ربهم أحبّ إليهم من أهلهم وأموالهم وأنفسهم.. طالما تملقوا إليه في الأسحار.. وبكوا من خشيته في النهار.. اشتاقوا إلى رؤيته.. وتقطعت قلوبهم من عظم محبته..
فليتـك تحلو والحياة مريرة * وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر * وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الودّ فالكل هين * وكل الذي فوق التراب تراب
وكيف لا تتعلق القلوب بمن حياتها بنعمه.. وطعامها وشرابها بكرمه.. ومرضها وشفاؤها بأمره.. وموتها بقضائه وقدره..
هؤلاء الصالحون لهم شهوات.. نعم.. لهم شهوات.. وفيهم غرائز..
لكنها سمت وارتفعت عن المعاصي..
قال محمد بن سيرين : ما غشيت امرأة في يقظة ولا منام غير أم عبد الله.. وإني أرى المرأة في المنام فتعجبني فأذكر أنها لا تحلّ لي فأصرف بصري عنها..
فكن من هؤلاء القوم تفلح.. وإنما الدنيا ساعة فاجعلها طاعة..
للشيخ محمد العريفي
من كتاب اعترافات عاشق
انشرووووووووووووه للفائدة
جزاكم الله خيرا
|