عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 12-11-2007, 09:00 PM
سمير السكندرى سمير السكندرى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

تابع باب النجاسات
( 5- رَوْث ما لا يؤكل لحمه)
أي: فضليات الحيوانات التي لا تؤكل.
أمثلة لذلك: الكلب لا يؤكل فروثه نجس، الحمار لا يؤكل فروثه نجس.
أمثلة مخالفة: روث الجمل ليس بنجس لأن الجمل حلال الأكل، روث البقر كذلك ليس بنجس لأن البقر يؤكل لحمه.
إذن النجس من روث الحيوانات هو ما لا يؤكل لحمه.
ثم ذكر الشيخ الدليل على ذلك فقال: (عن عبد الله -ابن مسعود- قال: أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يتبرَّز، فقال: (ائتني بثلاثة أحجار) فوجدتُ له حجرين وروثة حمار، فأمسك الحجرين وطرح الروثة، وقال: (هي رجس))
قول ابن مسعود رضي الله عنه (أراد النبي أن يتبرَّز) أي: يقضي حاجته.
ووجه الاستدلال بالحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم طرح روثة الحمار، وقال (هي رجس) أي: نجس.
فهذا يدل على نجاسة روث ما لا يؤكل لحمه.
فائدة: فإذا قال قائل: هذا الحديث فيه دلالة على نجاسة روث ما لا يؤكل لحمه، فأين الدليل على طهارة روث ما يؤكل لحمه؟ أو قل: أين الدليل على التفريق بين ما يؤكل وما لا يؤكل؟
الجواب: أن الأصل عندنا طهارة الأشياء كما مرَّ، فلماذا نلحق مأكول اللحم بغيره وليس هناك دليل؟!
ومع ذلك فقد ورد في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر العرنيين -وهم قوم قدموا على النبي فأصابهم مرض من المدينة- أن يلحقوا بإبل الصدقة فيشربوا من أبوالها وألبانها.
فدل ذلك على طهارة أبوال الإبل -وهي مأكولة اللحم- لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يأمرهم أن يشربوا النجاسات.
وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في مرابض الغنم، فقال: (صلوا فيها فإنها بركة) ومرابض الغنم كما لا يخفى لا تسلم من بول وروث سكانها.
(6- دمُ الحيض)
ويلحق به دم النفاس.
(عن أسماء بنت أبي بكر قالت: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إحدانا يصيبُ ثوبَها من دم الحيض كيف تصنع؟ فقال: (تحتّه ثم تقرصه بالماء ثم تنضحه ثم تصلي فيه))
لمَّا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بحتِّه، ثم قرصه أي: أخذه بأطراف الأصابع، ثم نضحه أي: غسله، عُلم أنه نجس.
فائدة: لا أعلم في نجاسة دم الحيض والنفاس خلافًا، بل نقل الاتفاق على نجاستها.
(7- لعاب الكلب)
أي: ريقه، أما سائر أعضاء الكلب فنجاسته محل خلاف، والشيخ حفظه الله رجَّح عدم نجاسة سائره.
قال الشيخ مستدلا على نجاسة لعاب الكلب: (عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب))
قوله صلى الله عليه وسلم (طهور إناء أحدكم) أي: طهارته، وقوله (إذا ولغ) أي: شرب، وقوله (أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب) دليل أيضًا على نجاسة لعابه.
(8- الميتة:
وهي ما مات حتف أنفه من غير ذكاة شرعية)
وكيف تكون الذكاة الشرعية ؟
الجواب: أن يذبحها مسلم أو كتابي ذاكرًا اسم الله عليها.
(لقوله صلى الله عليه وسلم (إذا دبغ الإهاب فقد طهر) والإهاب: جلد الميتة)
قوله صلى الله عليه وسلم (إذا دُبِغَ) أي: إذا نظّف، قوله (الإهاب) أي: جلد الميتة، أما غير جلد الميتة فلا يسمى إهابًا، قوله (فقد طهر) هو الشاهد من الحديث وهو أنه قبل أن يُنظف كان نجسًا.
ومعنى الحديث إجمالا: إذا نظف جلد الميتة فقد زالت عنه النجاسة.
فائدة: لا خلاف على نجاسة الميتة.
قال الشيخ: (ويستثنى من ذلك)
أي: من نجاسة الميتة.
(1- ميتة السمك والجراد، لحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحلتْ لنا ميْتـتان ودمان: أما الميتتان فالحوت والجراد، وأما الدمان فالكبد والطِحال))
دل الحديث على أن ميتة السمك والجراد طاهرتان وذلك أن الله تعالى أحلهما لنا، وكل حلال فهو طاهر.
(2- ميتة ما لا دم له سائل، كالذباب والنمل والنحل ونحو ذلك)
أي: كل شيء ليس له دم يسيل فهو طاهر، كالذباب والنمل والنحل كما ذكر الشيخ، فإذا صلى الرجل وهو حامل لنحلة ميتة مثلا فصلاته صحيحة وذلك لأنها ليس لها دم يسيل، والدليل:
(عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كله ثم ليطرحه، فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء))
إذن لو كانت ميتة الذباب نجسة لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بغمسه في الإناء، وقد استنبط العلماء أن العلة في ذلك كون الذباب ليس له دم سائل فعدوا رحمهم الله العلة لغير الذباب.
(3- عظم الميتة وقرنها وظفرها وشعرها وريشها، كل ذلك طاهر، وقوفًا على الأصل وهو الطهارة، ولما رواه البخاري تعليقًا قال:
وقال الزهري في عظام الموتى -نحو الفيل وغيره-: أدركتُ ناسًا من سلف العلماء يمتشطون بها ويدِّهِنون فيها، لا يرون به بأسًا.
وقال حماد: لا بأس بريش الميتة)
معنى هذا الكلام أن عظم الميتة وقرنها وظفرها وشعرها وقرنها ليس بنجس، وذلك لأن الأصل عندنا كما مر هو طهارة الأشياء، وهذه الأشياء لا دليل على نجاستها، بل قد ورد عن السلف كما نقل الشيخ ما يدل على طهارتها.
وبهذا يكون انتهى الشيخ من ذكر الأعيان النجسة، وهنا عدة فوائد:



نتبعها الحلقة القادمة

رد مع اقتباس