عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 06-11-2011, 03:36 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي

( 3 )

(( خير الزاد التقوي ... والرفق زينة الأمور ))


عن عائشة _ رضي الله عنها _ قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" يا عائشة عليك بتقوى الله عز وجل ، والرفق ، فإن الرفق لم يك في شيء قط إلا زانه ، ولم ينزع من شيء قط إلا شانه " .



أختي المسلمة ..

هذه الوصية الغالية أصل من الأصول التي يحيا بها المؤمن في الدنيا فأصل التقوى أن
تجعلي بينك وبين ما تخافين منه

وتحذرين وقاية تقيك منه فتقوى المسلمة لربها من غضبه ، وسخطه ، وعقابة وقاية تقيها من ذلك ، وهو فعل طاعة ربها ، واجتناب معاصيه .

ولأن التقوى لها أهمية عظمى في حياة المسلم والمسلمة فقد وصى ربنا _ تبارك وتعالى _ بها من قبلنا
وإيانا ، فقال جل شأنه :


( ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله ) ..


إذن فتقوى الله هي وصيته للأولين والآخرين .

ولقد بين ربنا _ عز وجل _ أن التقوى هي خير ما يأخذه المؤمن والمؤمنة من دنياه ، بل وحضنا على ذلك ،
فقال عز وجل :


( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولى الألباب ) ..

وقال الإمام الشافعي رحمه الله :

ولست أرى السعادة جمع مال .... ولكن التقى هو السعيد

وتقوى الله خير الزاد ذخرا .... وعند الله للأتقى مزيد


ولذا كانت التقوى وصية الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه ، ولم يزل السلف الصالح يتولصون بها .


أختي المسلمة ... المتقون هم أولياء الله وهم الذين يبشرهم ربهم بفوزهم عند الموت ، وهم الذين
ينجيهم من النار ، كما قال العلى الغفار :


( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين آمنوا وكانوا يتقون * لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) .


ولكن ما المراد بتقوى الله !!


سئل على _ رضي الله عنه _ ما التقوى ؟ ! قال :

التقوى هي الخوف من الجليل ، والعمل بالتنزيل ، والقناعة بالقليل ، والإستعداد ليوم الرحيل .

أختي المسلمة : هذه الكلمات التي يشع منها النور ، ويشعر المرء بالإيمان يخرج من بين ثناياها قيلت
في حق التقوى ، والآن لقد حان لنا

أن نتعرف ما هي صفات أهل التقوى ، حتى يستطيع المرء أن يقوم بفعلها .

1_ الإيمان بالله تبارك وتعالى .
2_ الإيمان بالملائكة عليهم السلام .
3_ الإيمان بالكتب السماوية المنزلة من عند الله .
4_ الإيمان برسل الله عليهم صلوات الله وسلامه .
5_ الإيمان باليوم الآخر .
6_ إقامة الصلاة .
7_ إيتاء الزكاة .
8_ إيتاء المال على حبه لذوى القربى ، واليتامى ، والمساكين ... إلخ .
9_ الوفاء بالعهد .
10_ الصبر في البأساء والضراء وحين البأس .
11_ الصدق مع الله .
12_ تعظيم شعائر الله ، كما في قوله : ( ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ) .
13_ الإنفاق في السراء والضراء .
14_ كظم الغيظ .
15_ العفو عن الناس .
16_ الإيمان بما ورد عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من أمور الغيب .


أختي المسلمة ... :

هذه هي صفات أهل التقوى فما ينبغي لك إلا التمسك بها ، والحرص عليها ، لأن بركة التقوى لا غنى لمسلم ولا مسلمة عنها ..

وبركة التقوى لا تخطئ صاحبها .

فلتنافس على هذا الزاد، ولنعمل على الحصول عليه ، خوف بغتة الموت .


قال الشـــــــاعر :

تزود من التقوى فإنك لا تدري ..... إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر
فكم من صحيح مات من غير علة ..... وكم من عليل عاش حينا من الدهر
وكم من صغار يرتجى طول عمرهم ..... وقد أدخلت أجسادهم ظلمة القبر
وكم من عروس زينوها لزوجها ..... وقد قبضت أرواحهم ليلة القدر
وكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكا ..... وقد نسجت أكفانه وهو لا يدري


أختي المسلمة :

إلى هنا ينتهي الشق الأول من وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لعائشة ، أما الشقالثاني هو حديث عن الرفق .


الرفق معناه لين الجانب ، وبشاشة الوجه ، وسعة الصدر ، وعندما تتصف المسلمة بهذه الصفات ، فإن في ذلك التآلف بين المسلمات بعضهن البعض .

والرفق قد فضل على كثير من الأخلاق ، لذلك كان ما يعطيه الله لصاحب الرفق من الثناء الحسن في الدنيا ،
والأجر الجزيل في الأخرة

أكثر مما يعطيه على غيره .

وإذا تخلى المرء بالرفق ، ومن المهم أن يتحلى به ، فإنه يزين المرء ، ويجمله في أعين الناس ، لأن
الله رفيق يحب الرفق .


وعندما تتأملين السيرة النبوية المعطرة ستجدين خير القدوة في الرفق هو محمد بن عبد الله النبي الأمى ، صلى الله عليه وسلم .

انظري أختي المسلمة ، وتفكري : لقد دخل إعرابي إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو يجلس مع
أصحابه ، فجاء إلى ركن

من أركان المسجد ، وبال فيه ، فقام المسلمون إليه ليضربوه ، ويقعوا فيه ، فقال لهم النبي صلى الله عليوسلم في رفق شديد :


" دعوه وأريقوا على بوله سجلا ، من ماء ، أو ذنوبا من ماء ، فإنما بعثتم ميسرين ، ولم تبعثوا معسرين ".



فهلمى أختي المسلمة ، اجعلي الرفق زينة لك ، تتحلين بها في معاملة أولادك ، وزوجك ، وجيرانك .

اجعلي الرفق هو طريقك في الحياة تصلى إلى ما تريدين .


قال الأصمعي :


لم أر مثل الرفق في لينه ..... أخرَجَ للعذراء من خدرها

من يستعن بالرفق في أمره ...... قد يخرج الحية من جحرها.






يتبع إن شاء الله .......

رد مع اقتباس