عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 05-23-2011, 02:32 PM
قطز متولي قطز متولي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي



المحاضرة السابعة ( تفسير فرقة 1 (2011) )
علوم القرآن (2) ( نزول القرآن )
القرآن الكريم نزل على قلب النبي صلى الله عليه وسلم وبين الله تعالى أنه نزل بلسان عربي مبين " وإنه لتنزيل رب العالمين ، بلسان عربي مبين " فهنا أن القرآن نزل من عند الله وهنا فائدة تدل على علو الله تعالى لأنه أنزل القرآن وهذا من باب الاعتقاد وأيضا عندما ندرس نزول القرآن نعلم أنه كلام الله حقيقة وهذا أيضا من باب الاعتقاد ، فعقيدتنا أن الله تعالى تكلم بالقرآن حقيقة وأن .
وندرس هنا هل القرآن منجما أم كان جملة ، وذكر أنس في الصحيح " أن الله تعالى تابع على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي وخاصة في آخر حياته ، وهذا يقتضي أن يكون قد نزل منجما على حسب الأحداث والمواقف .. ولذلك نقسم القرآن إلى قسمين الأول 1- نزول ابتدائي ( بلا سبب مباشر ) 2- نزول بسبب ( عندما يسأل أحد النبي صلى الله عليه وسلم أو تحدث حادثة مثل حادثة الإفك وسورة المجادلة ) لذلك هناك علم يسمى علم أسباب النزول .. كذلك نزول القرآن على فترات وأيضا منه ما كان مكي وما كان مدني .. كل هذا منصب على مسألة وهي نزول القرآن . لذلك علمنا أن علوم القرآن علوم كثيرة .
كيف كان نزول القرآن ؟ أنزل منجما أم جملة واحدة ؟
عند آيات تبين حقيقة المسألة 1- " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن " 2- " إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين " 3- " إنا أنزلناه في ليلة القدر " 4- " وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث " 5- " قالوا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة ، كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا " معنا هنا خمس آيات ندرسها في هذا الباب
ننظر إلى الآيات الثلاث الأولى ، ليس هناك تعارض بين الآيات الثلاثة حيث أن الليلة المباركة هي ليلة القدر وليلة القدر هي ليلة من ليالي شهر رمضان ، وهذا من ظاهر الآيات أن القرآن نزل كله في رمضان بالإجمال ، ولكننا قلنا أن القرآن نزل منجما ،، ومما يؤكد ذلك أنه في حادثة الإفك كان النبي صلى الله عليه وسلم ينتظر الجواب ، لذلك قال لأم المؤمنين عائشة " إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله ..." لو كان النبي صلى الله عليه وسلم معه القرآن هل كان ينتظر . ، ثم لو كان معه القرآن وسمع واحد قول الله تعالى " قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها " لقال قائل من هي هذه المجادلة قبل أن تأتي .
فكيف نفسر تلك الآيات التي توضح أن القرآن نزل جملة واحدة ؟ للعلماء في ذلك عدة توجهات أشهرها وجهان : الأول : أن هذه الآيات تتحدث عن نزول القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا وعلى هذا فنزوله مفرقا فكان إلى النبي صلى الله عليه وسلم ( والمستفاد من هذا الوجه أن القرآن له نزولا الأول جملة إلى السماء الدنيا إلى بيت العزة لبيان شرف القرآن وبيان مكانته لدى الملائكة والثاني على النبي صلى الله عليه وسلم نزلت على قلب النبي صلى الله عليه وسلم طيلة ثلاثة وعشرين سنة ) إذن أية البقرة والدخان والقدر تتحدث عن نزول القرآن جملة واحدة ، أما نزوله مفرق .. هذا يدل عليه قول الله تعالى " وقال الذين كفروا لو لا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا " فنزول الآيات مفرقة كان تثبيتا لقلب النبي صلى الله عليه وسلم .
الوجه الثاني قال بعض العلماء أن القرآن نزل مفرقا ، فوقعوا في أشكال وهي الآيات الثلاث التي تتكلم عن نزول القرآن جملة واحدة .. قالوا الجواب موجود وهو أنا المقصود بنزول القرآن في تكل الآيات هو أول ما نزل من القرآن ، شهر رمضان الذي فيه القرآن أي شهر رمضان الذي فيه أول ما نزل من القرآن .
الرأي الأول هو رأي جمهور العلماء .
نرجع ونقول أن القول الأول يحتاج إلى دليل ورد بذلك أثر عن عباس رضي الله عنه وهذا الأثر يقول : أن القرآن نزل جملة واحدة إلى بيت العزة ثم أنزله على النبي صلى الله عليه وسلم في عشرين سنة .. وفي رواية أن القرآن فصل من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا " وقوله عشرين سنة لا يخالف ثلاث وعشرين سنة والمرجح عند الكثيرين 23 سنة وهذا لمن لا يحسب الكسر ومنهم من قال أن الوحي انقطع فترة منهم من لا يحسبها وهي عامان ونصف وفترة الرؤيا كانت نصف سنة فهذه هي الثلاث سنوات ... المهم في هذه الرواية هو نزول القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا ثم نزوله مفرقا على النبي صلى الله عليه وسلم ،، وهذا الأثر من حيث الصحة إسناده صحيح رواه الطبري في التفسير والنسائي في الكبرى وهو مروي عن بن عباس من عدة طرق منها طريق سعيد بن جبير .
والإشكال الثاني في هذا الأثر أن ابن عباس لم يرفع السند إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقالوا هو موقوف على ابن عباس وهو مذهب بن عباس والأصل أن هذه أخبار غيبية لابد أن تقال عن النبي صلى الله عليه وسلم لذلك فهذا هو من الموقوف الذي يأخذ حكم الرفع ... فالمتوقع أنه سمع ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم .
الإشكال الثالث : أن ابن عباس كان يأخذ عن أهل الكتاب ,, فلعل هذا أخذه عن بني إسرائيل .. والرد أن هذا خبر إسلامي محض ما له وبني إسرائيل .. لذا أخذ بهذا الحديث جمهور أهل العلم .
أما القول الثالث فقد جمع بين الوجهين فقال بعضهم لا مانع من حمل الآيات على الوجهين أي أنه نزل جملة واحدة في شهر رمضان إلى السماء الدنيا ثم نزل في غير رمضان على النبي صلى الله عليه وسلم .
وقال بعضهم أنه في ليلة القدر ينزل القرآن وكل ما يكون في العام كله أو ما ينزل خلال السنة من القرآن الكريم .
وأخيرا أن بيت العزة في السماء كيف هو وأين هو ... الله أعلم فلا نعلم به خبرا ثابتا عن النبي صلى الله عليه وسلم .
*** القرآن الذي نزل على النبي صلى الله عليه وسلم ؟ كيف أخذه جبريل هل أخذه من اللوح المحفوظ أم من بيت العزة ..؟
الجواب أن الله تعالى تكلم به ثم سمعه جبريل ونزل به إلى النبي صلى الله عليه وسلم .. وهذا يدل عليه أثر ابن عباس " ثم تكلم به الله وسمعه جبريل ونزل به إلى النبي صلى الله عليه وسلم " وأيضا هناك نسخة مكتوبة منه في اللوح المحفوظ ونسخة في بيت العزة .. فحفظ مكتوبا وحفظ مسموعا " قال تعالى " حم والكتاب المبين إنا جعلناه قرآن عربيا لعلكم تعقلون وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم " ومنهم من يقول أنه هذا هو القرآن فحفظ مكتوبا وحفظ مسموعا ..
وقد قال الأشاعرة أن القرآن عبارة عن كلام الله وأن الله لم يتكلم به حقيقة وأنه كلام نفسي لم يتكلم به الله تعالى ... وهذا خطأ .
*** اختلف أهل العلم في أول من نزل من القرآن وآخر ما نزل من القرآن .. ومذهب الجمهور أن أول ما نزل صدر سورة العلق " اقرأ باسم ربك ... علم الإنسان ما لم يعلم " ودليل ذلك حديث عائشة رضي الله عنها المتفق عليه " أول ما بدء به النبي صلى الله عليه وسم من الوحي هو الرؤيا الصالحة ، فكان لا يرى رؤيا إلى جاءت كفلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء فكان يخلوا بغار حراء فيتحنث فيه (قال الزهري هو التعبد ) الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك أو يتزود لمثلها حتى جاءه الحق وفي رواية حتى فجئه الحق وهو في غار حراء فقال له الملك اقرأ قال ما أنا بقارئ قال فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ قال ما أنا بقارئ قال فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ قال ما أنا بقارئ فأخذني فغطني فقال اقرأ باسم ربك الذي خلق .. الآيات " الحديث معروف ومخرج في الصحيحين .. وهذا الحديث دليل على أول ما نزل من القرآن وهو صدر سورة العلق والدليل على ذلك 1- فجئه الحق 2- اقرأ ما أنا بقارئ .. فلو كان النبي صلى الله عليه وسلم لو نزل عليه الوحي سابقا ما قال ما أنا بقارئ ... وهذا هو مذهب الجمهور .
الثاني أن أول ما نزل من القرآن هو سورة المدثر .. سأل أبو سلمة بن عبد الرحمن قال أي القرآن نزل أولا قال جابر رضي الله عنه يا أيها المدثر .. قال أبو سلمة أنبئت أنه اقرأ باسم ربك الذي خلق فقال لا أخبرك إلا بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذكر جابر الحديث " أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول إني جاورت بحراء ثم هبطت فسمعت صوتا عن يميني وعن شمالي وعن أمامي وعن خلفي فإذا أنا بملك جالس على كرسي بين السماء والأرض فجئثت منه رعبا ورجعت إلى أهلي فقالت دثروني دثروني وصبوا علي ماء باردا فأنزل الله تعالى علي " يا أيها المدثر .. والرجز فاهجر " .وهنا قال بعض العلماء أن أول ما نزل من القرآن هو سورة المدثر
ويمكن الجمع بين الحديثين الأول : أن هذا هو ما علمه جابر والدليل على ذلك أنه في بعض روايات جابر فإذا " فإذا أنا بالملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض "
والثاني : وهنا إن نزول سورة العلق أول ما نزل من القرآن بإطلاق ، أما سورة المدثر أول ما نزل من القرآن بعد فترة الوحي ...
وهناك وجه ثالث قال : أن سورة العلق أول ما نزل ابتداء وأول ما نزل بسبب
والوجه الرابع : أن سورة المدثر أول ما نزل كاملا فقالت عائشة رضي الله عنها " أول ما نزل من القرآن سورة من المفصل فيها ذكر الجنة و النار ولو نزل أول ما نزل لا تشربوا الخمر ولا تزنوا لشربوا و زنو "
معرفة أول ما نزل وأخر ما نزل له فوائد منها 1- معرفة الناسخ و المنسوخ ، الآن لو عندنا آيات متعارضة لا يمكن الجمع بينها فهنا لو علمنا المتقدم والمتأخر منها نعرف أنه من الناسخ و المنسوخ ... النسخ معناه النقل ( نسخت الكتاب ) أو المحو والإزالة ( محت الشمس الظل )
والنسخ في الشرع يهدف منه رفع حكم شرعي بلفظه من نص من الكتاب والسنة ، ويقولون رفع حكم شرعي بحكم شرعي متراخي عنه أي متأخرا عنه "مثل رأي الجمهور أن الإنسان كان مخيرا أن يصوم وبين أن يفطر ومطعم ،، ثم نزلت فمن شهد منكم الشهر فليصمه " فهذا ناسخ لحكم التخيير .
إذن من خلال معرفة أول ما نزل وأخر ما نزل نعرف الناسخ والمنسوخ .
لذلك قالوا لا يتصدر للتفسير إلا من علم الناسخ والمنسوخ
( رفع حكم شرعي أو لفظه ) ممكن الذي يرفع الحكم أو اللفظ وليس الحكم وممكن أن يرفع الأمران " والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج " كانت عدة المتوى عنها زوجها سنة ثم نسخت "الذين يتوفون منكم ويذرون أزوجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشر " فهنا الحكم منسوخ ولكن اللفظ موجود في القرآن ،،، هل من الممكن أن ينسخ اللفظ دون الحكم مثل " و الشيخ و الشيخة إذا زنيا فارجمهما البتة نكالا من الله " قالوا هذه كانت آية وهنا الحكم موجود ولكن اللفظ منسوخ ,, وقد ينسخ اللفظ و الحكم .. كما في الحديث " أن أو ما نزل من القرآن عشر رضعات يحرمن ثم نسخت بخمس " فهذه كانت موجود حكما ولفظا ثم نسخ الحكم واللفظ .
لذلك يقسمون المنسوخ إلى ثلاثة أقسام 1- ما نسخ حكما وتلاوة( الرضاعة ) 2- ما نسخ تلاوة لا حكما ( الشيخ والشيخة ) 3- ما نسخ حكما دون التلاوة ( الصيام – وعدة المرأة المتوفى عنها زوجه ) .
*** آخر ما نزل من القرآن : ذهب أهل العلم إلى أن أخر ما نزل " واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون " وهذا من حديث بن عباس " آخر ما نزل من القرآن واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله " وروي عن ابن عباس " آخر ما نزل من القرآن آيات الربا "
فقال بعض أهل العلم أن أخر ما نزل آيات الربا
ولا تعارض بين الرأيين فآية اتقوا يوما ترجعون هي جزء في جملة آيات الربا هنا تعيين من مجموع آيات الربا .
قول ثالث : أن أخر ما نزل من القرآن آيات الدين " آيتان في سورة البقرة " وورد في ذلك عدة آثار منقطعة وغير ثابتة بعضهم قال أنا من أول آيات الربا إلى آخر آيات الدين نزل مرة واحدة .. والإشكال هنا عدم ثبوت الروايات .
هناك من قال أخر ما نزل " يستفتونك في سورة النساء " وهذا ثبت في البخاري من حديث البراء وأخر سورة نزلت براءة .
وكثير من أهل العلم قال إن الآخرية ليست مطلقة بل هي آخرية نسبية ( أي مقيدة بقيد )
فقالوا أن آية يستفتونك آخر ما نزل في المواريث فهذا نزول مقيد وآخر سورة نزلت براءة وهذه ليست آخر سورة نزلت بإطلاق .. فقد ثبت عن عباس سأل عبيد الله بن عبد الله بن عتبة وهو من الأئمة السبعة أتعرف أخر سورة نزلت على رسول الله جميعا قال : إذا جاء نصر الله والفتح قال ابن عباس صدقت " فهنا آخرية براءة آخرية نسبية .. والدليل على ذلك أن كثير منها يتحدث عن غزوة تبوك وهي في السنة التاسعة وأيضا أن النبي أمر علي بن أبي طالب أن يذهب إلى أبي بكر بصدر سورة براءة ليقرأها في الحج .فهنا هي آخر سورة نسبية
لذلك إذا جاء نصر الله والفتح مناسبة لنهاية السور .. فقال بن عباس في هذه السورة أنها أجل الله ينعاه إليه فقال عمر والله يا ابن عباس ما أعلم منها غير ذلك .
إذن في آخر آية نزلت 1- واتقوا يوما 2- آيات الربا 3- آيات الدين
وهناك قول مشهور على ألسنة الناس " اليوم أكملت لكم دينكم " وهذه الآية نزلت يوم عرفة وعاش النبي بعدها ما يقارب 90 يوما فهل هذه الأيام التسعون لم ينزل فيها قرآن ... فقال بعضهم " اليوم أكملت لكم دينكم " أي تمام النصر وظهور الإسلام وقال بعضهم أن معناها تمام الأحكام لهذا فهي ليس آخر ما نزل وخاصة مع تمام الحج .
والمرجح أن آخر ما نزل من القرآن " واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ومعه آيات الربا " وأما آخر سورة نزلت جميعا هي سورة النصر "
رد مع اقتباس