تعالوا نغيرما ما بأنفسنا ......................موضوع متجدد ان شاء الله الحلقة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد:
فالله سبحانه وتعالى هو مدبر الأمور وهو مصرف العباد كما يشاء سبحانه وتعالى، وله الحكمة البالغة والحجة الدامغة وهو سبحانه قد شرع لعباده الأسباب التي تقربهم منه وتسبب رحمته وإحسانه عليهم، ونهاهم عن الأسباب التي تسبب غضبه عليهم وبعدهم منه وحلول العقوبات فيهم.
الاخوة والاخوات السلام عليكم ورحمة الله
يقول المولى سبحانه وتعالى
إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ سورة الرعد اية (11).
هذه سلسلة جديدة بإسم
تعالوا نغير ما بأنفسنا
اخترت هذه السلسلة لنتتاقش فى كيفية تغير ما بأنفسنا عسى الله ان يغير ما فى قومنا
وهى سلسلة حوارية ستأخذ شكل حلقات منفصلة متصلة
الحلقة الاولى : لا للتشهير بالمفسدين قبل الحكم عليهم
الاخوة الاعزاء ينتشر هذه الايام وبشدة موضوع التشهير بالفاسدين قبل صدو حكم قضائى فهل يجوز ذلك
نبدأ بذكر قول الله سبحانه وتعالى فى سورة النساء
لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا (148)إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا (149)
نقرأ فى التفسير
يخبر تعالى ...أنه لا يحب الجهر بالسوء من القول، أي: يبغض ذلك ويمقته ويعاقب عليه، ويشمل ذلك جميع الأقوال السيئة التي تسوء وتحزن، كالشتم والقذف والسب ونحو ذلك فإن ذلك كله من المنهي عنه الذي يبغضه الله. ويدل مفهومها أنه يحب الحسن من القول كالذكر والكلام الطيب اللين.
وقوله: { إِلَّا مَن ظُلِمَ } أي: فإنه يجوز له أن يدعو على من ظلمه ويتشكى منه، ويجهر بالسوء لمن جهر له به، من غير أن يكذب عليه ولا يزيد على مظلمته، ولا يتعدى بشتمه غير ظالمه، ومع ذلك فعفوه وعـدم مقابلته أولى، كما قـال تعالى: { فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ }
{ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا } ولما كانت الآية قد اشتملت على الكلام السيئ والحسن والمباح، أخبر تعالى أنه { سميع } فيسمع أقوالكم، فاحذروا أن تتكلموا بما يغضب ربكم فيعاقبكم على ذلك. وفيه أيضا ترغيب على القول الحسن. { عَلِيمٌ } بنياتكم ومصدر أقوالكم.
ثم قال تعالى: { إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ } وهذا يشمل كل خير قوليّ وفعليّ، ظاهر وباطن، من واجب ومستحب.
ويرى عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية الدكتور قيس محمد المبارك
«الأصل في الإنسان براءة ذمته، فلا يجوز التشكيك في ماله، ولا السؤال عن مصدر حصوله عليها، ففي هذا أذية له وإساءة إلى سمعته، وحق المسلم ألا يساء به الظن، والله تعالى يقول (إِن بعض الظن إثم)، ثم هو مظنة إشاعة سوء الظن بين الناس، فوجود المال عنده، وكونه مسلما دلالتان جليتان على أن المال له، وقد دعا رجل فارسي النبي عليه الصلاة والسلام إلى طعام، فقرب إليه إهالة وهي اللحم السمين، فأجابه ولم يسأله من أين لك هذا، أما السؤال عن مال أحد من الناس من أين اكتسبه، فموضعه في مواقع الريبة، كوجود قرينة تشير إلى الفساد، وإلا فالأصل البراءة» .
مضيفا «لا يجوز القول بأن أحدا من الناس اعتدى على المال العام إلا إذا صدر في ذلك حكم قضائي، أما قبل ذلك فهي تهمة والأصل في المرء البراءة، أما إذا صدر الحكم فحينئذ يجوز تناقل الخبر».
وشدد المبارك على أن التشهيروالفضيحة ليست من خلق المسلم فالتشهير ليس من المروءة، وقال «وضع القانون مشروع، ووضع العقوبة الرادعة مطلوب، أما التشهير فخلق يجب ألا نشيعه في مجتمعنا».
عن المأمول من الإعلام لمكافحة الفساد قال الدكتور قيس«المأمول من وسائل الإعلام ألا تعمد إلى التشهير ولا إلى الإساءة إلى المسؤولين، بل عليها أن توجه تساؤلات، وأنا على يقين أن السؤال والاستفسار والنقد الهادف أبلغ في الإصلاح من سوء الظن، والقضايا كثيرة جدا، ولا أتردد في الإشارة إلى واحدة منها، فأنا لم أقرأ للإعلاميين تساؤلا حول مبرِّر وزارة الصحة حين تشترط شرطا يُفضي إلى فساد، كاشتراطها لترخيص المستوصفات أن يشارك المستوصف طبيب سعودي! وتشترط أن يكون هذا الطبيب غير موظف أي يكون عاطلا عن العمل، والوزارة تعلم يقينا أنه ليس بشريك، بل مستأجر بصورة من صور الإجارة المحرمة شرعا».
داعيا وسائل الإعلام بأن يسلط الضوء على قضية الفساد ويطالب بضرورة الإسراع في استصدار الأنظمة والقوانين التي تكافحه، فالإعلام له سطوته، وله تأثير كبير على المجتمع، ودوره مشهود في تحريك المعاملات الراكدة.
التعديل الأخير تم بواسطة د. حازم ; 05-11-2011 الساعة 02:21 PM
|