عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 12-09-2010, 11:56 AM
أبو عبد الله الأنصاري أبو عبد الله الأنصاري غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

غزوة رسول الله ذات الرقاع

ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات الرقاع في المحرم على رأس سبعة وأربعين شهرا من مهاجره قالوا قدم قادم المدينة بجلب له فأخبر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أنمارا وثعلبة قد جمعوا لهم الجموع فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستخلف على المدينة عثمان بن عفان وخرج ليلة السبت لعشر خلون من المحرم في أربعمائة من أصحابه ويقال سبعمائة فمضى حتى أتى محالهم بذات الرقاع وهو جبل فيه بقع حمرة وسواد وبياض قريب من النخيل بين السعد والشقرة فلم يجد في محالهم أحدا إلا نسوة فأخذهن وفيهن جارية وضيئة وهربت الأعراب إلى رؤوس الجبال وحضرت الصلاة فخاف المسلمون أن يغيروا عليهم فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف فكان ذلك أول ما صلاها وانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعا إلى المدينة فابتاع من جابر بن عبد الله في سفره ذلك جمله بأوقية وشرط له ظهره إلى المدينة وسأله عن دين أبيه وأخبره به فاستغفر له رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك الليلة خمسا وعشرين مرة وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جعال بن سراقة بشيرا إلى المدينة بسلامته وسلامة المسلمين وقدم صرارا يوم الأحد لخمس ليال بقين من المحرم وصرار على ثلاثة أميال من المدينة وهي بئر جاهلية على طريق العراق وغاب خمس عشرة ليلة أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا أبان بن يزيد وحدثني يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله قال أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بذات الرقاع كنا إذا أتينا على شجرة ظليلة تركناها لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال فجاء رجل من المشركين وسيف رسول الله صلى الله عليه وسلم معلق بشجرة فأخذه فاخترطه وقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أتخافني قال لا قال فمن يمنعك مني قال الله يمنعني منك قال فتهدده أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأغمد السيف وعلقه قال فنودي بالصلاة قال فصلى بطائفة ركعتين ثم تأخروا وصلى بالطائفة الأخرى ركعتين فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أربع ركعات وللقوم ركعتان ثم


غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم دومة الجندل
في شهر ربيع الأول على رأس تسعة وأربعين شهرا من مهاجره قالوا بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بدومة الجندل جمعا كثيرا وأنهم يظلمون من مر بهم من الضافطة وأنهم يريدون أن يدنوا من المدينة وهي طرف من أفواه الشام بينها وبين دمشق خمس ليال وبينها وبين المدينة خمس عشرة أو ست عشرة ليلة فندب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس واستخلف على المدينة سباع بن عرفطة الغفاري وخرج لخمس ليال بقين من شهر ربيع الأول في ألف من المسلمين فكان يسير الليل ويكمن النهار ومعه دليل له من بني عذرة يقال له مذكور فلما دنا منهم إذا هم مغربون وإذا آثار النعم والشاء فهجم على ماشيتهم ورعاتهم فأصاب من أصاب وهرب من هرب في كل وجه وجاء الخبر أهل دومة فتفرقوا ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بساحتهم فلم يجد بها أحدا فأقام بها أياما وبث السرايا وفرقها فرجعت ولم تصب منهم أحدا وأخذ منهم رجل فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم فقال هربوا حيث سمعوا أنك أخذت نعمهم فعرض عليه الإسلام فأسلم ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ولم يلق كيدا لعشر ليال بقين من شهر ربيع الآخر وفي هذه الغزاة وادع رسول الله صلى الله عليه وسلم عيينة بن حصن أن يرعى بتغلمين وما والاه إلى المراض وكان ما هناك قد أخصب وبلاد عيينة قد أجدبت وتغلمين من المراض على ميلين


غزوة رسول الله المريسيع
ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم المريسيع في شعبان سنة خمس من مهاجره قالوا إن بلمصطلق من خزاعة وهم من حلفاء بني مدلج وكانوا ينزلون على بئر لهم يقال لها المريسيع بينها وبين الفرع نحو من يوم وبين الفرع والمدينة ثمانية برد وكان رأسهم وسيدهم الحارث بن أبي ضرار فسار في قومه ومن قدر عليه من العرب فدعاهم إلى حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجابوه وتهيؤوا للمسير معه إليه فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث بريدة بن الحصيب الأسلمي يعلم علم ذلك فأتاهم ولقي الحارث بن أبي ضرار وكلمه ورجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره خبرهم فندب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إليهم فأسرعوا الخروج وقادوا الخيول وهي ثلاثون فرسا في المهاجرين منها عشرة وفي الأنصار عشرون وخرج معه بشر كثير من المنافقين ولم يخرجوا في غزاة قط مثلها واستخلف على المدينة زيد بن حارثة وكان معه فرسان لزاز والظرب وخرج يوم الإثنين لليلتين خلتا من شعبان وبلغ الحارث بن أبي ضرار ومن معه مسير رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه قد قتل عينه الذي كان وجهه ليأتيه بخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فسيء بذلك الحارث ومن معه وخافوا خوفا شديدا وتفرق من كان معهم من العرب وانتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المريسيع وهو الماء فاضطرب عليه قبته ومعه عائشة وأم سلمة فتهيؤوا للقتال وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه ودفع راية المهاجرين إلى أبي بكر الصديق وراية الأنصار إلى سعد بن عبادة فرموا بالنبل ساعة ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه فحملوا حملة رجل واحد فما أفلت منهم إنسان وقتل عشرة منهم وأسر سائرهم وسبى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجال والنساء والذرية والنعم والشاء ولم يقتل من المسلمين إلا رجل واحد وكان بن عمر يحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم أغار عليهم وهم غارون ونعمهم تسقى على الماء فقتل مقاتلتهم وسبى ذراريهم والأول أثبت وأمر بالأسارى فكتفوا واستعمل عليهم بريدة بن الحصيب وأمر بالغنائم فجمعت واستعمل عليها شقران مولاه وجمع الذرية ناحية واستعمل على مقسم الخمس وسهمان المسلمين محمية بن جزء واقتسم السبي وفرق وصار في أيدي الرجال وقسم النعم والشاء فعدلت الجزور بعشر من الغنم وبيعت الرثة في من يزيد وأسهم للفرس سهمان ولصاحبه سهم وللراجل سهم وكانت الإبل ألفي بعير والشاء خمسة آلاف شاة وكان السبي مائتي أهل بيت وصارت جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار في سهم ثابت بن قيس بن شماس وابن عمر له فكاتباها على تسع أواقي ذهب فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتابتها وأداها عنها وتزوجها وكانت جارية حلوة ويقال جعل صداقها عتق كل أسير من بني المصطلق ويقال جعل صداقها عتق أربعين من قومها وكان السبي منهم من من عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير فداء ومنهم من افتدي فافتديت المرأة والذرية بست فرائض وقدموا المدينة ببعض السبي فقدم عليهم أهلوهم فافتدوهم فلم تبق امرأة من بني المصطلق إلا رجعت إلى قومها وهو الثبت عندنا وتنازع سنان بن وبر الجهني حليف بني سالم من الأنصار وجهجاه بن سعيد الغفاري على الماء فضرب جهجاه سنانا بيده فنادى سنان يا للأنصار ونادى جهجاه يا لقريش يا لكنانة فأقبلت قريش سراعا وأقبلت الأوس والخزرج وشهروا السلاح فتكلم في ذلك ناس من المهاجرين والأنصار حتى ترك سنان حقه وعفا عنه واصطلحوا فقال عبد الله بن أبي لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ثم أقبل على من حضر من قومه فقال هذا ما فعلتم بأنفسكم وسمع ذلك زيد بن أرقم فأبلغ النبي صلى الله عليه وسلم قوله فأمر بالرحيل وخرج من ساعته وتبعه الناس فقدم عبد الله بن عبد الله بن أبي الناس حتى وقف لأبيه على الطريق فلما رآه أناخ به وقال لا أفارقك حتى تزعم أنك الذليل ومحمد العزيز فمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال دعه فلعمري لنحسنن صحبته ما دام بين أظهرنا وفي هذه الغزاة سقط عقد لعائشة فاحتبسوا على طلبه فنزلت آية التيمم فقال أسيد بن الحضير ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر وفي هذه الغزاة كان حديث عائشة وقول أهل الإفك فيها قال وأنزل الله تبارك وتعالى براءتها وغاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاته هذه ثمانية وعشرين يوما وقدم المدينة لهلال شهر رمضان
رد مع اقتباس