في حوار على صفحات جدريدة الأهرام (السبت 28 من رجب 1431 هـ 10 يوليو 2010 السنة 134 العدد 45141) ، صرح د.الطيب بكلام مهم حول قناة أزهري . هذا المقال إبداء لرأيي في ما جاء في هذا التصريح أثناء ذاكَ الحوار ، وقد أُخالف فيه . * ألا تمثل قناة أزهري الأزهر؟! {{ الشيخ: هي تستخدم اسم الأزهر في غفلة منه, وقد اعترضنا علي ذلك لكن الإمام الراحل د.سيد طنطاوي قال: دعوها تحمل هذا الاسم لكنها لا تمثل الأزهر! * وما الذي تأخذه علي قناة أزهري؟! {{ الشيخ: المسئول عنها ليس عالما أزهريا والقناة قائمة بأموال غير مصرية وهناك شكوي حول مصالح خارجية لا تدعو إلي الاطمئنان ومن هنا رفض مجمع البحوث الإسلامية أن تمثل هذه القناة الأزهر. * لكن الشيوخ العاملين في القناة برغم إسرافهم الشديد في الأناقة والملبس واتباع آخر الموضات إلا أنهم استطاعوا الوصول إلي شريحة كبيرة من الشباب والسيدات؟! {{ الشيخ: هذا يؤكد لك أن المسألة ليست علما وليست دينا وليست لوجه الله, وإنما هي تجارة في تجارة ... فالدكتور الطيب ذكر عدة أمور في هذا الحديث : 1- قناة أزهري لا تمثل الأزهر ، وهذا يُسقط تلك التزكية التي نالتها القناة عند كثير من العوام ؛ ظنا أنها تمثل الأزهر لاسمها ( أزهري ) . بغض النظر عن كون انتساب قناة إلى مؤسسة الأزهر في الفترة الحالية يعتبر تزكية أم يعتبر ريبة ! 2- التصريح بأن رفض انتساب القناة للأزهر وتمثيلها له ليس قرارا فرديا من مسؤول في مؤسسة الأزهر ، بل هو رفض من مجمع البحوث الإسلامية . 3- شيخ الأزهر يشير إلى شبهات حول القناة ، من تمويلها بأموال غير مصرية ، وهذا أمر يدعو إلى الاستغراب فعلا ! 4- كذلك أشار إلى وجود مصالح خارجية ليست تدعو إلى الاطمئنان . 5- اعتبار د.الطيب قيام رجل غير عالم على القناة يُعد طعنًا فيها . 6- التصريح الواضح من د.الطيب بأن القناة ليست " علما " وليست " دينا " وليست " لوجه الله " ، ولكنها " تجارة " ! لا أطمئن لكل هذه الاتهامات ، فمسألة تمويل القناة لا يضر إن كان بمال غير مصري ، فليس هذا الأمر مجردا مطعنا إلا أن تكون قرائن أخرى ودلائل توضح سبب مريبا . وليس يُدرى المقصود بالمصالح الخارجية المريبة . وكون القائم بإدارة القناة ليس عالما لا يُعتبر مطعنا ألبتة من وجهة نظري ، ما دام الرجل صالحا في نفسه ، عارفا بأمور الإدارة ، يصحبه مستشاروه العلميون . إلا أن يكون الرئيس ليس ذاكم الرجل – كما هو رئيس قناة أزهري - ، حيث كان بطلا في برامج استضافة الفنانات والراقصات والإثارة الإعلامية ، وهو الآن لا يزال يعرض برامج ( التوك شو ) ، وكثير ما يتكلم في دين الله ، أو يبحث عن من يوافقه هواه من الناس ليفسح له المجال ... الخ . والمقصود أن كون " محمود سعد " رئيسا للقناة يُعد مطعنا واضحا . أما الجزم من شيخ الأزهر بأن القناة ليست لله وإنما هي متاجرة ، فلا أحسب أنا نطعن في مقاصد الناس بهذه الجرأة والسهولة . مع أنا نختلف مع قناة أزهر في أمور خطيرة ، لكنا لا نقول كما يقول شيخ الأزهر عنها ، وهو المتفق مع منهجها غالبا ! وكذا يكون أهل السنة في إنصافهم . مع أني أجزم أن قناة " الرسالة " وقناة " اقرأ" كذلك ، قناتان تجاريتان بالمقام الأول ؛ لما عندي من الأدلة والمشاهدات التي سمحت لي بهذا الجزم . أرجع إلى كلام شيخ الأزهر ، لأنتقي منه ما يصلح أن يكون طعنا في القناة ومنهجها ، وترك ما لا أراه عدلا ؛ إنصافا لهم وإن كانوا من المخالفين . فأقول : 1- قناة أزهري ليست تمثل الأزهر ، بل رفضها مجمع البحوث الإسلامية . 2- لا يقوم على إدارتها عالم أو إداري مسؤول بل رجل إعلامي له تاريخ سخيف سيء . وقد يُقال : إن د.الطيب طعن في أهل السنة في حواره ذاك طعنا كثيرا أيضا ، فكيف يُؤخذ بكلامه ؟! وإن كانت هذه الملاحظة لها حظها من النظر ، لكني أرى القلق منها يمكن إغفاله ، لسببين : الأول : إن كلامه حول أهل السنة يُحتمل فيه الجور لأنه يخالفهم ، وكلامه عن أهله وأبناء مدرسته مقبول لأنه يوافقهم في المنهج . مثال ذلك : لو أن زيدا شكى عَمرا إلى القاضي ، وزعم أنه أخذ ثوبه وعمامته ، فأقر عمرو بأخذه الثوب ، ولم يقر له بأخذ العمامة ، فإن القاضي يحكم لزيد بالثوب من عمرو لاتفاقهما ، ولا يحكم بأن له عند عمروِ عمامة ، إلا أن يأتيه بدليل . فكذا اتهم شيخُ الأزهر أصحابَ قناة أزهري ، واتهم دعاة السنة ، فاتهامه الأول مقبول ؛لأنه في حق ناس من موافقيه وأبناء مدرسته ، والثاني مردود إلا أن يأتي بدليل على دعواه لأنها في حق مخالفيه . الثاني : أن هذا الكلام يصلح مع العامة الذين فرحوا بهذه القناة ، من من في قلوبهم شيء على السنة ودعاتها أصلا ، فأخذوا ينعقون بأن قناة ظهرت للإسلام الحقيقي المعتدل ، فيأتي كلام شيخ الأزهر هذا ردا عليهم . ولا يضر كونه ذا موقف خاطئ من دعوة السنة ؛ لأن هذه الفئة من الناس لا يحبونها أصلا . والله أعلم ، وهو الموفق . عبد الملك السبيعي .