عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 03-04-2009, 08:00 PM
مع الله مع الله غير متواجد حالياً
مشرفة سابقة-جزاها الله خيرًا .
 




افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبومالك مشاهدة المشاركة

حديث أم زرع وما فيه من الفوائد

حديث أم زرع وما فيه من الفوائد

ويجلس عليه الصلاة والسلام مستمعاً الى أم المؤمنين عائشة وهي تقص عليه حديث النسوة اللاتي جلسن وتعاقدن على أن لا يكتمن من خير أزواجهن شيئاً ألا وهو حديث أم زرع , وهو حديث طويل ومع ذلك لا يمل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من عائشة وهي تَقُصُه عليه , والحديث قد أخرجه البخاري ومسلم (0) من حديث أم المؤمنين عائشة ونسوقه لما فيه من الفوائد .
قالت -رضي الله عنها- :



جلست إحدى عشرة امرأة فتعاهدن وتعاقدن ألا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئاً 0
قالت الأولى : زوجي لحم جمل غَثَّ (1) ، على رأس جَبَلٍ (2) ، لا سهل فَيُرْتَقَى (4) ، ولا سَمِينٍ (5) فيُنْتَقَلُ (6) .

وقالت الثانية : زوجي لا أَبُثُّ خَبَرهُ (7) ، إني أخاف ألا أَذَرَهُ (8) ، إن أذْكُرْهُ أذْكُرُ عُجَرَه وبُجَرَهُ (9) .

________________

(0) أخرجه البخاري (5189) , ومسلم (2448)
(1) الغَث : الهزيل النحيف الضعيف

(2) في رواية " على رأس جبل وعر "
(3) أي : الجبل ليس بسهل , والمعنى : أن صعوده شاق لوعورته
(4) يُرتقى أي : يُصعد عليه
(5) المراد : اللحم
(6) يُنتقل أي : يتحول
والمعنى الإجمالي لقوله -والله أعلم- : أنها شبَّهت زوجها بلحم الجمل الضعيف الهزيل , وهذا اللحم رغم أنه لحم جمل ضعيف هزيل فهو موضوع على قمة جبل وعرٍ يصعب الصعود اليه , فالجبل ليس بسهل للإرتقاء واللحم ليس بسمين يستحق مكابدة المشاق.
وتنزيل هذا على الزواج كالتالي : أنها تذم زوجها فتقول : إن لحمو كلحم الإبل ليس كلحم الضأن الطيب , والمعنى : أنها لا تستمتع بزوجها ذلك الإستمتاع المطلوب فهو رجل ضعيف لحمه غير جيد , وكأنها تصف مضاجعته لها , يعني : إنني إذا استمتعت منه بشئ فلا أحد يعرف كيف يتكلم معه ولا كيف يخاطب معه ولا يصل اليه لسوء خلقه , وحتى إذا وصلت اليه بعد مكابدتي المشاق فماذا عساي أن أحصل منه , لأنني بعد هذا الجهد للوصول اليه لا أجد شيئاً يستحق أن آخذه وأنتقل به وأستمتع به , والله أعلم
(7) أبث معناها : أنشر
(8) أذره : أتركه , والمعنى : أترك خبره
(9) عُجره وُجره : العُجر هي العروق والأعصاب التي تنتفخ وتظهر في الوجه والجسد عند الغضب أو عند الكبر , والبُجر : مثلها إلا أنها مختصه بالبطن .
والمعنى الإجمالي -والله أعلم- : أن المرأة تُشير الى أن زوجها ملئ بالعيوب فهي تقول : إنني إذا تكلمت فيه ونشرت أخباره أخشى أن أستمر في الحديث ولا أنتهي لكثرة ما فيه من شرور وانفعالات , وماذا أتذكر من زوجي , إن تذكرت منه شيئاً فالذي أذكره هو العُقد الموجودة في وجهه وانتفاخ أوداجه والنتوء الظاهرة في عروق البطن والجسد , هذا ما أذكره منه.
زمن العلماء من قال : إن معنى قولها إني أخاف أن لا أذره أي : أخاف أن لا أتحمل مفارقته فإنه إذا بلغه أنني تكلمت فيه طلقني فأخشى من مفارقته لوجود أولادي وعلاقتي به , والأول أولى , والله أعلم.

يُتبع




رد مع اقتباس