عرض مشاركة واحدة
  #116  
قديم 12-23-2008, 04:00 AM
أبو أنس الأنصاري أبو أنس الأنصاري غير متواجد حالياً
II كَانَ اللهُ لَهُ II
 




افتراضي ماتواضع أحد لله إلاَّ رفعه الله.

ماتواضع أحد لله إلاَّ رفعه الله.



وما تواضع أحد لله إلاَّ رفعه الله ، ما تواضع أحد لله يرجوا بهذا التواضع ثواب الله ـ جل وعلا ـ ما تواضع من أجل ثناء الناس عليه ، ولا تواضع للأغنياء كي يصِلوه بشيءٍ من أموالهم ، إنما يتواضع لله ـ جل وعلا ـ والمتواضِع والتَّواضع خضوع وقربٌ حِسِّيٌّ ، وإن كان من حيث الناحية المعنوية رِفعة عند الله ـ جل وعلا ـ وعند خلقه ، وهذا شيء مُجَرب ، بعض الناس لا يُطيق رُؤية المتكبِّر ، بل وُجد من يعتدي عليه ، متكبر في مِشيته ، في كلامه ، في تعامُلِه مع الناس ، هذا لايُطاق ، مثلُ هذا وإن رفع نفسه أذلَّه الله ـ جل وعلا ـ . يقول الشاعر :



تواضع تكُ كالنجم لاح لناظر **** على صفحات الماء وهو رفيع
ولا تكُ كالدُّخان يعلو بنفسه **** إلى طبقات الجوِّ وهو وضيع



لا شك أن المتكبر مثل الدخان رافعٌ نفسَه ، لكن لا شيء ، رؤيته تُزكِم الأُنوف مثل الدخان وتقضي على العيون ، وأمَّا بالنسبة للمتواضع المتحبِّب الأليف ، لا شك أن الناس يألَفونه ويحِبُّونه ، وشواهِد الأحوال على ذلك كثيرة ، والتواضع لا شك أنه قرينٌ للدين والعلم ، كلما زادت عبادة الشخص وقربِه من الله ـ جل وعلا ـ تواضع لله ، وخضع له ، وكلما زاد علم الإنسان بربه، وبأحكامه زادت معرفته بنفسه ، ثم دعاه ذلك للتواضع ، والله المستعان.
ــــــــــــــــ
من درر وفوائد العلامة عبد الكريم الخضير
ـ حفظه الله ـ
رد مع اقتباس