12-23-2008, 04:00 AM
|
|
ماتواضع أحد لله إلاَّ رفعه الله.
ماتواضع أحد لله إلاَّ رفعه الله.
وما تواضع أحد لله إلاَّ رفعه الله ، ما تواضع أحد لله يرجوا بهذا التواضع ثواب الله ـ جل وعلا ـ ما تواضع من أجل ثناء الناس عليه ، ولا تواضع للأغنياء كي يصِلوه بشيءٍ من أموالهم ، إنما يتواضع لله ـ جل وعلا ـ والمتواضِع والتَّواضع خضوع وقربٌ حِسِّيٌّ ، وإن كان من حيث الناحية المعنوية رِفعة عند الله ـ جل وعلا ـ وعند خلقه ، وهذا شيء مُجَرب ، بعض الناس لا يُطيق رُؤية المتكبِّر ، بل وُجد من يعتدي عليه ، متكبر في مِشيته ، في كلامه ، في تعامُلِه مع الناس ، هذا لايُطاق ، مثلُ هذا وإن رفع نفسه أذلَّه الله ـ جل وعلا ـ . يقول الشاعر :
تواضع تكُ كالنجم لاح لناظر **** على صفحات الماء وهو رفيع
ولا تكُ كالدُّخان يعلو بنفسه **** إلى طبقات الجوِّ وهو وضيع
لا شك أن المتكبر مثل الدخان رافعٌ نفسَه ، لكن لا شيء ، رؤيته تُزكِم الأُنوف مثل الدخان وتقضي على العيون ، وأمَّا بالنسبة للمتواضع المتحبِّب الأليف ، لا شك أن الناس يألَفونه ويحِبُّونه ، وشواهِد الأحوال على ذلك كثيرة ، والتواضع لا شك أنه قرينٌ للدين والعلم ، كلما زادت عبادة الشخص وقربِه من الله ـ جل وعلا ـ تواضع لله ، وخضع له ، وكلما زاد علم الإنسان بربه، وبأحكامه زادت معرفته بنفسه ، ثم دعاه ذلك للتواضع ، والله المستعان. ــــــــــــــــ
من درر وفوائد العلامة عبد الكريم الخضير
ـ حفظه الله ـ
|