( رفاعة الطهطاوى )
***************
أطلق على هذا الرجل : ( رائد التنوير فى العصر الحديث ) ، و ( صاحب التفكير المستنير ) ،،،
فهل ياترى كانت ريادته تنويرية بالفعل ؟؟ وهل كان فكره مستنيرا حقا ؟؟
أم كان بمثابة مخرج الناس من النور إلى الظلمات ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
سنعرف هذا الآن ،،،
************************************************
سافر الرجل كما نعلم جميعا ضمن البعثة التعليمية التى أرسلها ( محمد على ) إلى فرنسا ،، وكان يعرف قبل سفره بالتقوى والصلاح ،، فمكث هناك ماقدر الله له أن يمكث ،، ثم عاد النابغة لينير البلاد المظلمة ،، ويفتح العقول المغلقة ،،
هكذا قيل عنه ،، قيل أنه عائد ليصلح حال مصر ،، ليكون نقطة التحول الفاصلة فى نقل هذا الشعب الجاهل إلى آفاق الحضارة الرحبة والعلم ،،
وفى يوم عودته ،، بالطبع كما هو المتوقع أن يستقبله أهله وأحبابه بكل فرح وشوق ،، بعد غيبة السنين ،، وفعلا هذا الذى حدث ،،
ولكن ماذا كان موقفه هو ؟؟؟
ماكان منه إلا أن أعرض عنهم فى ازدراء ،، وقال أنهم أناس فلاحون ،، ولايستحقون شرف استقبال من بقدره ومكانته ،،
ثم ألف كتابه الذى تحدث فيه عن أخبار (( باريس )) ودعا فيه إلى (( تحرير المرأة )) أى إلى السفور، وإلى الإختلاط، وأزال عن الرقص المختلط وصمة الدنس، فقال إنه حركات رياضية موقعة على أنغام الموسيقى، فلا ينبغى النظر إليه على أنه عمل مذموم .
ثم وصفه بأنه فن من الفنون ، وقال أنه لايشم منه رائحة العهر أبدا ،، فكل رجل له أن يدعو امرأة لمراقصته ،، فإذا انتهت الرقصة دعاها آخر لرقصة أخرى ،،،، ((( هكذا كان يقول ))) .
ثم تحدث أيضا عن الإختلاط والسفور بشغف وحب ،، ونفى أن يكون التبرج والإختلاط داعيا إلى الفساد ،،أو دليلا على التساهل فى العرض .
كما امتدح القوانين العقلية والشرائع الوضعية فى المجتمع الفرنسى ،، وأعلن إعجابه بها ،، فقال :
(( القانون الذى يمشى عليه الفرنسيون الآن ويتخذونه أساسا لسياستهم ،، هو القانون الذى ألف لهم ملكهم _ لويس الُثامن عشر _ ومازال متبعا عندهم ومرضيا لهم ،، وفيه أمور لاينكر ذوو العقول أنها من باب العدل ،، وإن كان غالب مافيه ليس من كتاب الله تعالى ولا من سنة رسول الله )) ،،،
وكان أيضا من أوائل الذين نادوا بحق((( المواطنة ))) ،،، حيث كان ينادى فى دعوته بأن تتساوى حقوق الأخوة الوطنية مع حقوق الأخوة فى الدين سواء بسواء ،،، فقال :
(( جميع ما يجب على المؤمن لأخيه المؤمن ،، يجب على أعضاء الوطن من حقوق بعضهم على بعض ،، لـمـا بينهم من الأخوة الوطنية فضلا عن الأخوة الدينية )) ،،،
كما ظهر إعجابه بفكرة الحرية في مجتمع الثورة الفرنسية، حيث نجده عقد لها فصلاً في كتاب (( المرشد الأمين للبنات والبنين )) وتكلم فيه عن الحرية والمساواة ،، ومن هنا أتت أيضا نداءاته بتحرر المرأة مثله مثل من سبق من رموز باهتة ساقطة ،،
**** وعموما من يترك ديار المسلمين ليلتمس الأخلاق فى ديار أهل الكفر ،، لابد ألا يكتسب إلا الوضاعة ،،
ولا يغيب عن أذهاننا مثلا موقف ،، (( طه حسين )) ذلك الأزهرى الفاشل ،، الذى سقط سقوطا مروعا فى اختبارات الأزهر لشهادة العالمية ،، رغم بساطة ماسُــئل فيه كمبادىء وأساسيات لا أكثر ،،
ولما سافر فعل فعلا شنيعا مشينا وهو مازال على ظهر المركب بعد إبحارها بقليل ،، أول شىء فعله هو أن ألقى بعمامته فى البحر ،، وخلع قفطانه الذى يرتديه ليهديه إلى راقصة فرنسية كانت على ظهر المركب .
هؤلاء بالطبع لايصلحوا أئمة ولا رموزا ،، ولا يصح بهم إقتداء ،، ولا يُـشَرف أن يؤول إليهم إنتساب .
******** وبعد هذا هل مازال هذا الرجل بأذهاننا ( رائد التنوير ) ؟
************************************************** ************
|