أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ (16)
اى انهم اخذوا الضلالة وهو الكفر وتركوا الهدى وهو الايمان وما ربحت صفقتهم فى هذه البيعة وما كانوا راشدين فى صنيعهم ذلك
مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ (18)
والمعنى ان المنافق تكلم بلا اله الا الله فاضاءت له فى الدنيا فناكح المسلمين وغازاهم بها ووارثهم بها فلما كان عند الموت سلبها المنافق لانها لم يكن لها اصل فى قلبه ولا حقيقه فى عمله فهم " صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ " فهم خرس عمى لا يسمعون لا يسمعون الهدى ولا يعقلونه ولا يرجعون الى هدى وقيل لا يرجعون الى الاسلام وقيل لا يتوبون ولا هم يتذكرون
أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاء فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ (19)
هذا مثل اخر ضربه الله تعالى لصنف اخر من المنافقين فقلوبهم فى حال شكهم وكفرهم كالمطر نزل من السماء فى حال ظلمات وهى الشكوك والكفر والنفاق ورعد وهو ما يزعج القلوب من الخوف فإن من شأن المنافقين الخوف الشديد والفزع .. والبرق وهو ما يلمع فى قلوب هؤلاء المنافقين فى بعض الاحيان من نور الايمان ولهذا قالوا " يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ" اى ولا يجدي عنهم حذرهم شيئا لان الله محيط بقدرته وهم تحت مشيئته وإرادته
يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاء لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)
ثم قال"يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ" اى لشدته وقوته فى انفسهم وضعف بصائرهم او يكاد محكم القرأن يدل على عورات المنافقين كلما اصابهم من عز الاسلام اطمأنوا اليه واذا اصاب الاسلام نكبة قاموا ليرجعوا الى الكفر
"وَلَوْ شَاء اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ" لما تركوا من الحق بعد معرفته . "إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" اى ان الله على كل ما اراد بعبادة من نقمة او عفو قدير وذلك وذلك لانه حذر المنافقين بأسه وسطوته واخبرهم انه بهم محيط وعلى ذهاب اسماعهم وابصارهم قدير عليم عالم .
|