منتديات الحور العين - محاضرة الدكتور/ السيد العربي بن كمال

وهذا هو سرد المحاضرة
بسم الله الرحمن الرحيم
[center][center][b][font=&quot]العقيدة الإسلامية وأهميتها[/font][/b][/center][/center]
[center][center][b][font=&quot]د/ السيد العربى بن كمال
[/font][/b][/center][/center]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]الحمد لله وكفى وسلاماً على عباده الذين اصطفى .. أما بعد[/font]
[font=&quot]لابد من تقديم بين يدى هذا الموضوع العظيم وهو موضوع ( العقيدة الإسلامية وأهميتها ) هذا الموضوع يمكن أن نتناول مقدمات فى نقاط : [/font]
[font=&quot]أول هذه النقاط : لابد أن نعلم أن كل بناء – سواء كان بناء مادي أو معنوي – له أساس يقوم عليه ، والدين الإسلامي بناء متكامل يشمل جميع حياة المسلم منذ ولادته حتى مماته لأن ربنا سبحانه وتعالى جعله ( دين كامل ) وجعله شريعة خاتمة وأولاهُ أكبر عناية سواء من حيث ثبوت النصوص أو وضوحها أو من ترتيب آثارها فى نفوس معتقديها . ولذلك نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم مكث فى مكة عشر سنين ينزل عليه القرآن ، وكان غالب القرآن الذى ينزل ( القرآن المكي ) كان ينصب على البناء العقدي حتى إذا ما تمكنت العقيدة فى نفوس أصحابه رضوان الله عليهم وصاروا مؤهلين عقدياً وصاروا جبال عقيدة شامخة : نزلت التشريعات بعد الهجرة فى المدينة .[/font]
[font=&quot]فالعقيدة - أياً كانت هذه العقيدة – [ دي مقدمات تُهئ للموضوع ] تُعد ضرورة من ضرورات الإنسان ؛ لأن الإنسان له تركيب روحى متعلق بتكريمه عن سائر المخلوقات التى تتحرك وتتفاعل لقضاء حوائج حياتها بالغريزة: الحيوان يأكل بالغريزة ، ويترك بالغريزة ، ويأتى بالغريزة ، ويذهب بالغريزة ويتكاثر بالغريزة ، ويمتنع عن الطعام بالغريزة ، ويتصرف فى مرضه بالغريزة ، ويتصرف فى عافيته بالغريزة ، ويتصرف فى أخلاقياته أو يعنى تفاعله مع الآخرين بالغريزة ... كل هذه الأمور جعلت الحيوان مُتحَكَّم فيه ، مُبرمج برمجة غريزية ، هذه البرمجة الغريزية خارجة عن التكليف ..[/font]
[font=&quot]بينما البنى آدم بالرغم من وجود هذه الغرائز فيه إلا أنه لوجود التكليف كُرِّم بوجود الروح والوجدان بحيث أنه جُعل له عقل ؛ هذا العقل مع الوجدان مع الضمير مع القلب مع الفؤاد ... كل هذه الأُمور مع تفصيلات لمعانيها بتجعل من الإنسان إنه بيتكون من مُكونين :[/font]
1)[font=&quot] [/font][font=&quot]مُكوَّن غرائزي[/font]
2)[font=&quot] [/font][font=&quot]مُكوَّن تصوُّرى عقدي[/font]
[font=&quot]لابد له من عقيدة تملأ هذا الجزء لأنه لا غنى له عنها إطلاقاً لأنها صارت ضرورة ، وكما أن الغرائز لها احتياجات لا تقوم إلا بها ولا تتم إلا بها ؛ كذلك هذا الجزء العقدي ( اللى هو جزء الضمير أو جزء الوجدان أو جزء العقل مع الفؤاد مع القلب ) - سميه كما تسميه ، أنا أقول ألفاظ لتقريب المعانى – لابد ، لأنه مخلوق ، لأنه مخلوق مفطور على أن هناك قوةٌ عُظمى وقوةٌ عظيمة خارقة تقضى له الحاجات وتُفرِّج الكروب وتُجيبه فى الملمات ويفزع إليها عند الشدائد .. ، هو مفطور على ذلك وهو لابد من معتقدات أو لابد من عقيدة تملأ هذا الفراغ وتوجهه .[/font]
[font=&quot]ولذلك : نحن نرى أن الإنسان إذا لم تبلغه عقيدة المسلمين : عَبَدَ حجراً أو عَبَدَ شجراً أو عبَدَ إنساناً أو عَبَدَ حياً أو ميتاً ، لأنه مفطور على أن يملأ لك الجزء الذى يتميز به عن الحيوان. فجاء الإسلام وعُنى بالعقيدة إعتناءً عظيماً بحيث يملأ ذلك الفراغ الذى يتحكم فى العبد بحيث يجعله آمناً مُهتدياً مُطمئناً ، قال الله تعالى { الذين ءامنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ أولئك لهم الأمن وهُم مُهتدون } يعنى الناس الذين ملأوا التكوين العقدي أو الإناء العقدي ( سنُسميه هكذا : الإناء العقدي ) فى نفوسهم ؛ لمّا ملأوه بالعقيدة الحق كان لهم الأمن والإهتداء فى الدنيا والآخرة ، بينما الذين ملأوا ذلك الإناء العقدي بعقيدة أخرى نتيجة لأنه لابد أن يُملأ هذا الوعاء كانت النتيجة أنهم ضلوا ضلالاً بعيداً .[/font]
[font=&quot]ولمّا كان الإسلام بناء مُتكامل إعتقاداً وعبادةً وسلوكاً : لَزِمَ أن يكون هذا البناء متناسقاً ومنسجماً ، لذا نجد أن العنصر الأساسي فى هذا البناء هو العقيدة الإسلامية التى يقوم عليها لأنه كما قلت هو الجزء الذى يُملأ به ذلك الإناء العقدي الموجود فى تكوين الآدمي ، ولذلك عُنى الإسلام بأن يجعل هذه العقيدة لها معالم ولها مراسم بحيث تتوافق مع ذلك الإناء .[/font]
[font=&quot]كل إناء مُعد لِما يوضع فيه .. بمعنى إيه ؟[/font]
[font=&quot]بمعنى : المواد الكيماوية لها إناء ، المواد الحارة لها إناء ، المواد البترولية لها إناء ، المواد الحمضية لها إناء ( مثل مية النار وغيرها ..) لا تستطيع أن تضع أى مادة فى أى إناء ، لابد أن يكون الإناء مُهيأ لما يوضع فيه .[/font]
[font=&quot]والنفس البشرية والآدمية لها وعاء عقدي ، هذا الوعاء مُهيأ لقبول عقيدة الإسلام التى هى عقيدة التوحيد الخالص لله تعالى بحيث يُكسبها مركزاً مُهماً فى فَهْم الدين وبحيث يتوافق مع تركيب الإناء فينسجم بحيث يكون هذا الإناء قد وُضِعَ فيه المناسب له ، وبالتالي يترتب عليه توافق ما بين الإناء والمادة الموضوعة فيه فيحدث نوع من التفاهم ما بين الإناء والمادة التى وُضِعَت فيه وتوجيهه التوجيه أو تتفاعل معه وتُثمر من حيث وجودها فى ذلك الإناء الإثمار المرجو ، وهو.. [ يوجد تقطع فى الصوت .. ][/font]