كان خلقه القرآن
 

[FONT=Arial Narrow][SIZE=5][COLOR=#ff0000][B]كان خلقه القرآن[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[IMG]http://i106.photobucket.com/albums/m258/hany_3h/fwasel/3h079.gif[/IMG]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]في القرآن الكريم عظات وعبر بثها الله تعالى في آياته وسوره، ومن ذلك ما فرقه تعالى في سورة غافر بذكر بعض صفاته تعالى في فاتحتها، وذكر حال حملة العرش في تسبيحهم لربهم واستغفارهم للمؤمنين، وذكر حال الكافرين يوم القيامة، وذكر خبر مؤمن آل فرعون في وسطها. ومن ذلك ما ذكره تعالى في سورة الأعراف من الدعوة إلى العفو والصفح والإعراض عن الجاهلين، والبعد عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن. ومنه أيضاً ما ذكره تعالى في سورة طه من الأمر بسؤال الزيادة من العلم، وكل ذلك فيه زاد للمؤمنين.[/B][/SIZE][/FONT]
[LEFT][RIGHT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][COLOR=#ff0000][B]ذكر أوصاف خَلْق رسول الله صلى الله عليه وسلم[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[IMG]http://i106.photobucket.com/albums/m258/hany_3h/fwasel/3h079.gif[/IMG][/RIGHT]
[CENTER][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B][IMG]http://audio.islamweb.net/audio/parbotton.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][/CENTER]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خلق فسوى، وقدر فهدى وأخرج المرعى، فجعله غثاءً أحوى، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وعلى سائر من اقتفى أثره واتبع منهجه بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: فما عسى أن يقول عبد مثلي عن رسول الله وقد شرح الله له صدره ورفع له ذكره، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمره. أيها المسلم! نخاطبك في هذه الكلمات ونحن نحاول أن نعرج فيها على مفهوم بعض الآيات من كتاب الله الكريم الذي جعله الله جل وعلا حجةً على المعاندين، ورحمةً للعالمين، وهدى ونوراً لمن سلك الصراط المستقيم، أنزله الله جل وعلا على خير خلقه محمد صلى الله عليه وسلم، فهذا حديث عن النبي وحديث عن القرآن الذي أنزل على هذا النبي، حديث عن رسول الهدى ونبي الرحمة صلوات الله وسلامه عليه. أما هيئته الخلقية فقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم ربعةً من القوم، لا بالطويل البائن ولا بالقصير الممتهن، كما كان عليه الصلاة والسلام سبط الشعر، ليس شعره بالمسترسل ولا بالملتوي، في جبهته عرق يجره الغضب، فإذا غضب صلى الله عليه وسلم في ذات الله امتلأ هذا العرق دماً. أزج الحواجب في غير قرن، طويل أشفار العينين، أشم الأنف، كث اللحية، والشيب فيه ندرة، إلا في صدغيه الأيمن والأيسر، وأكثر شيبه في عنفقته أسفل شفته السفلى صلوات الله وسلامه عليه. كأن عنقه أبريق فضة، بعيد ما بين المنكبين، ومن بين كتفيه من الخلف شعيرات سود اجتمعن بعضهن إلى بعض فعرفن بخاتم النبوة كأنه بيضة حمامة. ومن وهبة صدره إلى أسفل سرته خيط ممتد، ليس في صدره ولا في بطنه شعر غيره؛ ولهذا عبر عنه أهل السير بأنه دقيق المشربة، سواء الصدر والبطن، إذا أشار أشار بيده كلها، وإذا تعجب من شيء قلب كفيه، وإذا تعجب -كما عند [/B][/SIZE][/FONT][URL="http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1203&ftp=alam&id=1000064&spid=1203"][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]البخاري[/B][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] في الأدب المفرد- عض على شفتيه صلوات الله وسلامه عليه. ......[/SIZE][/B][/FONT]
[/LEFT]

[SIZE=7]يتبع..[/SIZE]

[RIGHT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][COLOR=#ff0000][B]من الميلاد إلى البعثة[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[IMG]http://i106.photobucket.com/albums/m258/hany_3h/fwasel/3h079.gif[/IMG][/RIGHT]
[CENTER][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B][IMG]http://audio.islamweb.net/audio/parbotton.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][/CENTER]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]ولد عليه الصلاة والسلام بعد أن مات أبوه وهو حمل في بطن أمه، فتعلق بأمه، فما أن تعلق بتلك الأم وبلغ من العمر ست سنين حتى توفيت تلك الأم؛ ليتعلق صلى الله عليه وسلم -شأنه شأن أي يتيم الأبوين- بجده، لكن ذلك الجد لم يمكث راعياً إلا سنتين أخريين، فمات فكفله عمه [/B][/SIZE][/FONT][URL="http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1203&ftp=alam&id=1000564&spid=1203"][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]أبو طالب[/B][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] ، ثم من الله جل وعلا عليه على رأس الأربعين بأن ختم به النبوات، وأتم به الرسالات، فقال له جل وعلا: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][SIZE=5][FONT=Arial Narrow][B]اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ[/FONT][/B][/SIZE][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] * [/B][/SIZE][/FONT][SIZE=5][FONT=Arial Narrow][B]خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ[/FONT][/B][/SIZE][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] * [/B][/SIZE][/FONT][SIZE=5][FONT=Arial Narrow][B]اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ[/FONT][/B][/SIZE][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] * [/B][/SIZE][/FONT][SIZE=5][FONT=Arial Narrow][B]الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ[/FONT][/B][/SIZE][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] * [/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [/SIZE][/FONT][IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][العلق:1-5]. ولم يكلفه ببعثة ولا برسالة، ثم أنزل عليه بعد أن رجع إلى دار [/B][URL="http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1203&ftp=alam&id=1000046&spid=1203"][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]خديجة[/B][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] متزملاً في ثيابه يقول: ([/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]دثروني دثروني[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]) أنزل الله عليه: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][SIZE=5][FONT=Arial Narrow][B]يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ[/FONT][/B][/SIZE][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] * [/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]قُمْ فَأَنذِرْ[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [/SIZE][/FONT][IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][المدثر:1-2] وقال له: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [/SIZE][/FONT][IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][الشعراء:214] فأنذر عشيرته الأقربين، ثم توالى التكليف: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [/SIZE][/FONT][IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][الشورى:7] فأنذر أم القرى ومن حولها، فزاد التكليف: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا[/B][/SIZE][/FONT][SIZE=5][FONT=Arial Narrow][B] [/FONT][IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][سبأ:28] صلوات الله وسلامه عليه. الحديث عنه يجول ويحول وإن كان مكرراً، فيؤثر في النفوس وإن كان معروفاً، وليس المتحدث عنه يستطيع أن يقول شيئاً جديداً، ولكنه يستطيع أن يحيي قلوباً ميتة بسيرته العطرة وأيامه النضرة صلوات الله وسلامه عليه. والقرآن أعظم ما من الله به على نبينا صلى الله عليه وسلم. جاء النبيون بالآيات فانصرمت وجئتنا بحكيم غير منصرم آياته كلما طال المدى جدد يزينهن جلال العتق والقدم أخوك عيسى دعا ميتاً فقام له وأنت أحييت أجيالاً من الرمم صلوات الله وسلامه عليه. ......[/SIZE][/B]

[FONT=Arial Narrow][SIZE=5][COLOR=#008000][B]تدبر في فاتحة سورة غافر[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[IMG]http://i106.photobucket.com/albums/m258/hany_3h/fwasel/3h079.gif[/IMG]
[CENTER][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B][IMG]http://audio.islamweb.net/audio/parbotton.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][/CENTER]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]ولذلك نرى أن تدبر القرآن هو أعظم شيء، على معنى قول [/B][/SIZE][/FONT][URL="http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1203&ftp=alam&id=1000049&spid=1203"][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]عائشة[/B][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] رضي الله عنها وأرضاها: ([/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]كان خلقه القرآن[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]) صلوات الله وسلامه عليه. وما عمل أحد بالقرآن ولا فقه القرآن مثل نبينا صلوات الله وسلامه عليه، ولما تمثل القرآن عليه الصلاة والسلام كان أشجع الناس قائداً وأفضلهم زوجاً وأكرمهم أباً ووالداً، كما كان صلى الله عليه وسلم أصدق الناس وفاءً وأحسنهم جيرة، وهو مع ذلك كله كان أحسن من يقف في المحراب بين يدي الله، وأفضل من يقف في فلق الأسحار يستغفر ربه ويدعوه ويرجوه، ويسأله جل وعلا، ويقف بين يدي ربه، يقيم الليل ويحييه بما أنزل الله عليه من القرآن. وهذه وقفات وعظات بما أنزل الله تبارك وتعالى على نبينا صلوات الله وسلامه عليه، فقد قال الله جل وعلا له في صدر سورة غافر -وهي أولى الحواميم، والحواميم سبع سور في القرآن متتابعات تبدأ بغافر وتنتهي بالأحقاف- قال الله له في تلك السورة الكريمة: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][SIZE=5][FONT=Arial Narrow][B]حم[/FONT][/B][/SIZE][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] * [/B][/SIZE][/FONT][SIZE=5][FONT=Arial Narrow][B]تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ[/FONT][/B][/SIZE][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] * [/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][غافر:1-3] . فالقرآن أعظم ما أنزله الله، والنزول في القرآن ورد مطلقاً وورد مقيداً، فورد مطلقاً فلا يذكر الله جل وعلا المصدر الذي أنزل منه، وأحياناً يرد مقيداً بأن الله يذكر المصدر الذي أنزل منه، ولم يورد الله نزولاً في القرآن منسوباً إلى ذاته العلية إلا كلامه، حيث قال تعالى: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][SIZE=5][FONT=Arial Narrow][B]حم[/FONT][/B][/SIZE][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] * [/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][غافر:1-2] .. [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][SIZE=5][FONT=Arial Narrow][B]وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ[/FONT][/B][/SIZE][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] * [/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][الشعراء:192-193]، [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]تَنزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][فصلت:2] . وليس في القرآن شيء أخبر الله عنه أنه منزل من عنده ونسبه إلى ذاته العلية إلا القرآن، أما غير ذلك فقد أنزل الله الماء من السماء والملائكة من السماء، وقال جل ذكره: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][البقرة:59]، أما القرآن فقد نزل به جبريل من عند الرب تبارك وتعالى على قلب محمد صلى الله عليه وسلم. يقول تعالى: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][SIZE=5][FONT=Arial Narrow][B]حم[/FONT][/B][/SIZE][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] * [/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][غافر:1-2]، ثم توالت الآيات تبين بعض صفات رب العزة والجلال سبحانه وتعالى: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][غافر:3] . قوله: (ذِي الطَّوْلِ) أي: ذي المنة و(غَافِرِ الذَّنْبِ) أي: يغفر الذنوب، وهاتان صفتا رحمة توسطتهما صفة شدة وانتقام للرب تبارك وتعالى، حيث قال سبحانه: (غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ). بهذه الآيات يخوف الله جل وعلا عباده، ويحيي تبارك وتعالى قلوب وأنفس المؤمنين، وقد فقه صلى الله عليه وسلم كل ذلك، فلما أنزل الله عليه جل وعلا قوله: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][SIZE=5][FONT=Arial Narrow][B]يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ[/FONT][/B][/SIZE][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] * [/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][المزمل:1-2] كان صلى الله عليه وسلم في حجرات أمهات المؤمنين الملاصقة لشرقي المسجد فيهن [/B][/SIZE][/FONT][URL="http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1203&ftp=alam&id=1000029&spid=1203"][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]أنس[/B][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] يغدو ويروح بحوائجه، وفيهن أمهات المؤمنين، كل واحدة منهن لها حجرة، تخل تلك الحجرات من موضع سجود له عليه الصلاة والسلام، فشهدت بسجوده وقيامه بين يدي ربه تبارك وتعالى. لما أتتك قم الليل استجبت لها تنام عينك أما القلب لم ينمِ الليل تسهره بالوحي تعمره وشيبتك بهود آية استقمِ يا ليتني كنت فرداً من صحابته أو خادماً عنده من أصغر الخدمِ [/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Arial Narrow][SIZE=5][COLOR=#008000][B]تدبر في إخباره تعالى عن تسبيح حملة العرش ومن حوله واستغفارهم للمؤمنين[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[IMG]http://i106.photobucket.com/albums/m258/hany_3h/fwasel/3h079.gif[/IMG]
[CENTER][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B][IMG]http://audio.islamweb.net/audio/parbotton.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][/CENTER]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]قال الله جل وعلا في سورة غافر: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][غافر:7]. العرش سقف المخلوقات، والله جل وعلا مستو عليه استواءً يليق بجلاله وعظمته، ومع استواء الله جل وعلا على العرش فإن للعرش حملة يحملونه، قال سبحانه: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ) فهذه طائفة، ثم قال: (وَمَنْ حَوْلَهُ) الواو للعطف، والعطف يقتضي المغايرة، أي أن من حول العرش غير حملة العرش، فحملة العرش يحملون العرش، ومن حول العرش يطوفون حول العرش، وكلهم مخلوقون عبيد مقهورون لرب العالمين جل جلاله يسبحون بحمده ويكثرون من ذكره، قال الله عنهم: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا) عظم علمهم بالله فعظم فرقهم من الرب تبارك وتعالى، وعظم إجلالهم له جل وعلا، عرفوا ربهم فخافوا منه. والعبد كلما كان بالله أعرف كان له أتقى ومنه أخوف، قال صلى الله عليه وسلم: ([/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]مررت ليلة أسري بي وجبريل كالحلس البالي من خشية الله[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]) وهو -صلى الله عليه وسلم- يقول: ([/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]أما إني أعلمكم بالله وأشدكم لله خشية[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]) فما دام عليه الصلاة والسلام أعلم الخلق بالله فهو -صلوات الله وسلامه عليه- أشد الخلق لله خشية. يقول سبحانه: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ). نقول كما قال الله: إن الله تعالى مستغن عن حملة العرش ومن حول العرش والعرش، وحملة العرش وسائر الخلق فقراء كل الفقر إلى الرب تبارك وتعالى، والله جل وعلا وحده له الكبرياء، فكتب على عباده أن يسجدوا له، والسجود أعظم ذلة من حيث الموطن والموقع، وكلما ذل الإنسان لربه وعرف أنه ما من نعمة إلا والله وليها، ولا من نقمة إلا والله قادر على أن يرفعها، كلما علم أن الله وحده، وأنه [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][الشورى:11]، وكلما تيقن أن الله يخلق ويرزق ويعطي ويمنع ويخفض ويرفع، وأنه لا يستحق أن يعبد أحد بحق إلا هو سبحانه، وأن الله جل وعلا وحده له رداء العزة والكبرياء، وأنه لا يطلب شيء إلا بالله، ولا تدفع نقمة إلا بالله، ولا ينال مرغوب إلا به سبحانه وتعالى، كلما تيقن بذلك دل ذلك على علمه بربه تبارك وتعالى. وهو الذي فيه وعليه قضى أنبياء الله حياتهم صلوات وسلامه عليهم أجمعين، قال نوح: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][SIZE=5][FONT=Arial Narrow][B]مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا[/FONT][/B][/SIZE][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] * [/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][نوح:13-14]، وقال الله تعالى لآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][الأنعام:15]، [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][SIZE=5][FONT=Arial Narrow][B]قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ[/FONT][/B][/SIZE][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] * [/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][الأنعام:162-163]. [/B][/SIZE][/FONT]
[LEFT][SIZE=5]
[FONT=Arial Narrow][/FONT][/SIZE][/LEFT]

[FONT=Arial Narrow][SIZE=5][COLOR=#008000][B]الملائكة وأعمالهم[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[IMG]http://i106.photobucket.com/albums/m258/hany_3h/fwasel/3h079.gif[/IMG]
[CENTER][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B][IMG]http://audio.islamweb.net/audio/parbotton.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][/CENTER]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]ثم بين جل وعلا في هذه الآية أن هؤلاء الملائكة يحملون العرش، وما حملة العرش إلا طائفة من الملائكة، والملائكة خلق من خلق الله، خلقهم الله جل وعلا من نور، ليسوا شركاء لله ولا أنداداً، ولا بنات لله ولا أولاداً، إنما هم عبيد من عباده وخلق من خلقه، يأتمرون بأمره ويقفون عند نهيه، [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][التحريم:6]. فمنهم من أوكل الله جل وعلا إليه إنزال الوحي، وهو جبريل، ومنهم من أوكل الله جل وعلا إليه جريان السحاب وتقسيم الأمطار على الأقطار، وهو ميكال، ومنهم من أوكل الله إليه النفخ في الصور، وهو إسرافيل، ومنهم من أوكل الله إليه قبض الأرواح، وهو ملك الموت، وغيرهم آخرون كثر، قال الله جل وعلا عنهم: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][المدثر:31]. ومنازلهم الأولى هي السماء، وعبادتهم التي لا يفترون عنها أنهم يقولون: سبحان وبحمده سبحان العظيم، وجاء في بعض الآثار أن منهم من هو ساجد لله منذ أن خلقه الله، ومنهم من هو راكع لله منذ أن خلقه الله، فإذا كان يوم القيامة يقبضون على هذه الهيئة ويحيون على هذه الهيئة، فإذا رفعوا رءوسهم رأوا وجه ربهم تبارك وتعالى فيقولون عند رؤية وجه العلي الأعلى: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك. [/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Arial Narrow][SIZE=5][COLOR=#008000][B]فضل الإيمان والفرق بينه وبين الكفر[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[IMG]http://i106.photobucket.com/albums/m258/hany_3h/fwasel/3h079.gif[/IMG]
[CENTER][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B][IMG]http://audio.islamweb.net/audio/parbotton.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][/CENTER]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]قال سبحانه يبين لنا فضل الإيمان: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][غافر:7]، فإذا كنت في بيت من بيوت الله؛ فقد أردت ما عند الله من الأجر، وعقدت أناملك بالتسبيح، ولهج لسانك بذكر الله، ودخل الإيمان في قلبك، وكل ذلك بفضل الله، فتستغفر لك ملائكة السماء، ويستغفر لك حملة العرش، فالإيمان جمع بينك وبين سكان السماوات العلى، والكفر يفرق بينك وبين أقرب الناس إليك، قال الله جل وعلا عن نوح في شأن ابنه: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][SIZE=5][FONT=Arial Narrow][B]فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ[/FONT][/B][/SIZE][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] * [/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][هود:45-46]. وقد كان الخليل على كرامة عظيمة من الله، فقال لأبيه: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][مريم:47] فالخليل إبراهيم له المنزلة العالية والاحتفاء العظيم في الملكوت الأعلى، ومع ذلك لما كان أبوه كافراً لم تنشأ علاقة نفع بينهما، بينما ينتفع صغار المسلمين الموتى إلى قيام الساعة بكفالة إبراهيم لهم، فنقول في دعائنا للأموات الصغار: اللهم ألحقهم بكفالة أبيهم إبراهيم في الصالحين، فينتفع هؤلاء الصغار بكفالة أبيهم إبراهيم ولا ينتفع به أبوه. فالإيمان جمع بيننا ونحن في الأرض مع ملائكة السماء وهم في السماوات العلى. والكفر -عياذاً بالله- يفرق بين المرء وأي كافر آخر، حتى يعلم أنه لا وشائج ولا صلة تربط بين الناس أعظم من رابطة الإيمان. [/B][/SIZE][/FONT]
[LEFT][SIZE=5]
[FONT=Arial Narrow][/FONT][/SIZE][/LEFT]

[FONT=Arial Narrow][SIZE=5][COLOR=#008000][B]ثقل الذنوب وفضل الاستغفار[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[IMG]http://i106.photobucket.com/albums/m258/hany_3h/fwasel/3h079.gif[/IMG]
[CENTER][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B][IMG]http://audio.islamweb.net/audio/parbotton.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][/CENTER]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]قال سبحانه: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][غافر:7]. إن الإنسان لا يحمل فوق ظهره شيئاً أنكأ ولا أعظم من حمل الذنوب، قال الله جل وعلا: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][نوح:25] وقال جل وعلا: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][العنكبوت:38]، [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][العنكبوت:40]. فما تقرب أحد إلى الله بشيء بعد توحيده أعظم من استغفاره جل وعلا، وملائكة السماء وحملة العرش على وجه الخصوص ومن حول العرش يستغفرون لكل مؤمن ومؤمنة، فأسأل الله جل وعلا أن نكون ممن تنالهم بركة ذلكم الاستغفار. [/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Arial Narrow][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=5][COLOR=#008000][B]تمام فرحة المؤمن وقراره وبهجته في الجنة[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[IMG]http://i106.photobucket.com/albums/m258/hany_3h/fwasel/3h079.gif[/IMG]
[CENTER][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B][IMG]http://audio.islamweb.net/audio/parbotton.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][/CENTER]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]قال تعالى: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][SIZE=5][FONT=Arial Narrow][B]رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ[/FONT][/B][/SIZE][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] * [/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُم وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][غافر:7-8] . إن عين المؤمن تقر إذا أمسى ثاوياً إلى أهله والتف حوله والداه وزوجته وبنوه وبناته، وحق له أن تقر عينه بهذا، ولهذا يجد المغتربون من الناس كمداً في صدروهم إذا أووا إلى منازلهم ولم يلتقوا بأهليهم، ويسألون الله أن يطوي عنهم أيام الغربة، ولكن القرار الحق، والفرح الكامل، والبهجة التامة يوم أن يلتقي المؤمن بوالديه وزوجته وأبنائه وبناته في جنات النعيم، قال الله تعالى عن الملائكة: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُم وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][غافر:8] ولن يقدم أحدنا لوالديه أو لولده من بعده شيئاً ذخراً أعظم من العمل الصالح؛ فإن العبد إذا كان صالحاً نفع الله بصلاحه والديه وذريته من بعده، وربما جعله الله جل وعلا ممن يشفعون في عرصات يوم القيامة. وهذا أمر مستقل شرعاً له أدلته الظاهرة في الكتاب الله والسنة، وإنما نذكره هنا إيماناً، فنسأل الله جل وعلا أن يجعلنا وإياكم من أهل ذلك النعيم. [/B][/SIZE][/FONT]
[LEFT][SIZE=5]
[FONT=Arial Narrow][/FONT][/SIZE][/LEFT]

[FONT=Arial Narrow][SIZE=5][COLOR=#008000][B]تدبر في حال أهل النار[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[IMG]http://i106.photobucket.com/albums/m258/hany_3h/fwasel/3h079.gif[/IMG]
[CENTER][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B][IMG]http://audio.islamweb.net/audio/parbotton.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][/CENTER]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]ثم قال الله جل وعلا في هذه السورة المباركة يحدث عن أهل النار، وهي الخزي الأعظم والخسران الأكبر: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][SIZE=5][FONT=Arial Narrow][B]قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ[/FONT][/B][/SIZE][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] * [/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][غافر:11-12]. قول أهل النار: (رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ) أي: موتة ونحن أجنة في بطون أمهاتنا، فنفخت فينا الروح، والموتة الثانية يوم قبض الأرواح، وهي الموتة المكتوبة على كل أحد. (وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ) الحياة الأولى عندما نفخت فينا الروح في بطون أمهاتنا، وهي حياة الدنيا، والحياة الأخرى: يوم بعثهم الله جل وعلا من مرقدهم، كما قال تعالى: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][SIZE=5][FONT=Arial Narrow][B]وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ[/FONT][/B][/SIZE][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] * [/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][يس:51-52] فإذا اعترفوا بهذا يقولون: (فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ) أي: خروج من النار وعودة إلى الدنيا علهم يتقون. قال الله جل وعلا: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][الأنعام:28] فإذا قالوا ذلك ذكرهم الله جل وعلا بأعظم معصية لهم، ألا وهي الإشراك بالله، وأن نفوسهم -والعياذ بالله- كانت تبتهج وتفرح إذا ذكر مع الله غيره، وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة، فمن أراد أن يعرف قربه من الله فلير كيف حاله إذا ذكر الله جل وعلا وحده، اللهم إنا نجأر إليك أن تعيذنا من أن تقر أعيننا أو تطمئن قلوبنا إلى أحد غيرك. قال الله: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][غافر:12]. [/B][/SIZE][/FONT]
[LEFT][SIZE=5]
[FONT=Arial Narrow][/FONT][/SIZE][/LEFT]

[FONT=Arial Narrow][SIZE=5][COLOR=#008000][B]تدبر في بعض آيات الله الدالة على صفات كبريائه[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[IMG]http://i106.photobucket.com/albums/m258/hany_3h/fwasel/3h079.gif[/IMG]
[CENTER][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B][IMG]http://audio.islamweb.net/audio/parbotton.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][/CENTER]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]ثم بين الله جل وعلا بعضاً من آياته الدالة على ما له جل وعلا من صفات الكبرياء، فقال سبحانه: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][SIZE=5][FONT=Arial Narrow][B]فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ[/FONT][/B][/SIZE][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] * [/B][/SIZE][/FONT][SIZE=5][FONT=Arial Narrow][B]هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ[/FONT][/B][/SIZE][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] * [/B][/SIZE][/FONT][SIZE=5][FONT=Arial Narrow][B]فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ[/FONT][/B][/SIZE][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] * [/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][غافر:12-15].[/B][/SIZE][/FONT]
[LEFT][SIZE=5]
[FONT=Arial Narrow][/FONT][/SIZE]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=5][COLOR=#008000][B]تدبر في قصة مؤمن آل فرعون وحياة يوسف عليه السلام[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[IMG]http://i106.photobucket.com/albums/m258/hany_3h/fwasel/3h079.gif[/IMG]
[CENTER][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B][IMG]http://audio.islamweb.net/audio/parbotton.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][/CENTER]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]وفي هذه السورة ذكر الله جل وعلا قول مؤمن آل فرعون، ومن ذلك: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][غافر:34]. فالحديث هنا عن مؤمن آل فرعون، وهو رجل من آل فرعون كما نص الله، وذهب بعض العلماء إلى أنه من بني إسرائيل، وهذا بعيد؛ لأنه مخالف لظاهر الآية. ولئن كانت الوقفتان السابقتان وقفتين إيمانيتين، فإن هذه وقفة تاريخية، فالله جل وعلا يخلق ما يشاء ويختار، ويحكم ويفعل في عباده ما يريد. فيوسف عليه الصلاة والسلام نشأ أخاً لأحد عشر أخاً غيره من أبناء يعقوب بن إسحاق بن الخليل إبراهيم. وحظي يوسف عليه الصلاة والسلام بالقرب من أبيه، فتآمر عليه إخوته، وأقنعوا أباهم بأن يذهبوا به ليلعب معهم ويرتع، ثم ألقي يوسف في غيابة الجب، فأوحى الله جل وعلا إليه: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][يوسف:15] . وعاد الأبناء إلى أبيهم يقولون: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][يوسف:17]، فأخذ الأب المكلوم ينظر في القميص فلم ير فيه تغيراً، فيقول: أي ذئب عاقل هذا أكل ابني وترك قميصه؟! لكن الله جل وعلا ألهم يعقوب الصبر فقال: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][يوسف:18]. ثم أخرج يوسف وبيع بدراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين، فآواه عزيز مصر، وأدخله داره، وقال لزوجته: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][يوسف:21]. وأراد الله بهذا التمكين ليوسف خلاف الذي أرداه له إخوته، فقد أراد له إخوته أن يعيش مشرداً ضائعاً في غيابة الجب، فأراد الله جل وعلا أن يحيا يوسف في القصور، ففتنت به امرأة العزيز، ولكن يوسف عليه السلام كان خائفاً من ربه، وفياً مع سيده زوج المرأة، قال الله جل وعلا: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][يوسف:25] أي: الزوج، فبادرت تقول: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][يوسف:25] فدافع عن نفسه، فأُغلقت القضية بقوله: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][يوسف:29]. فوضع يوسف في السجن، وتغيرت الأحداث، وتغير الأشخاص الذين ظهروا على مطلع الحياة آنذاك، ولكن الذي لم يتغير هو اعتقاد يوسف بربه جل وعلا، فصلاح يوسف لم يتغير، وإنما ازداد إيمانه، فيوسف التقي عند أبيه هو التقي في غيابة الجب، ويوسف التقي في غيابة الجب هو التقي في القصر، ويوسف التقي في القصر هو التقي في السجن. قال الله جل وعلا عن فتيين مبيناً تأثير هذا النبي الكريم على من حوله بخلقه وكريم صفاته: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][يوسف:36] فهو نبي ابن نبي ابن نبي ابن خليل الله، ولا يعرف الأنبياء شيئاً أعظم من توحيد الله، فأخذ يقرر عليهم التوحيد ويمليه عليهم، فقال: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][SIZE=5][FONT=Arial Narrow][B]يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ[/FONT][/B][/SIZE][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] * [/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][يوسف:39-40]. ويقدر الله أن يرى الملك الرؤيا، وتمر أحداث ليس هذا مقام تفصيلها، ويصير يوسف عزيز مصر يمكن في الأرض ويجعل على خزائن الأرض. وفي أرض كنعان أرض فلسطين يشعر يعقوب وأبناؤه بحاجة إلى القوت، ويسمعون عن ملك بأرض مصر، فيبعثون له العطايا، ويخرج الإخوة فيلتقون بيوسف، فيعرفهم ولا يعرفونه، ويعرض عليهم أن يأتوا إليه بأخ لهم من أبيهم، فتارة يرغبهم فيقول: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]أَلا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنزِلِينَ[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][يوسف:59] وتارة يرهبهم: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]فَلا كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلا تَقْرَبُونِ[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][يوسف:60] . ثم ينتج عن ذلك أن يأخذ أخاه، ويبقى الأخ الأكبر، ويرجع بقية الإخوة إلى أبيهم يخبرونه الخبر: بالأمس فجعناك بيوسف واليوم نفجعك بأخيه بنيامين، فيقول ذلك النبي الصالح والعبد المكلوم يقول كما علمه الله: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]إِنَّمَا أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][يوسف:86] والأخذ والتوكل على الملك الغلاب لا ينافي الأخذ بالأسباب، فقال: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]يَا بَنِيَ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][يوسف:87]، وفي آخر الأمر يدخل يعقوب أرض مصر ومعه أبناؤه، فيخرون سجداً ليوسف سجود تحية لا سجود عبادة. فهذا الذي أراده مؤمن آل فرعون عندما قال: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][غافر:34]، فدل هذا على أن يوسف كان رسولاً نبياً بنص القرآن إلى فرعون الذي كان يحكم آنذاك في أيام حياة يوسف عليه الصلاة والسلام في أرض مصر. وقد دخل يعقوب عليه السلام بأهله أرض مصر وما كان يتجاوز عددهم أربعة عشر رجلاً وامرأة، فبارك الله في هذه الذرية، فلما خرج موسى ببني إسرائيل من أرض مصر كان عددهم يزيد على ستمائة ألف، وكلهم مما وضعه الله جل وعلا من البركة لنبي الله جل وعلا يعقوب. فهذا المؤمن يخوف آل فرعون بقوله: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][غافر:34]. أثنى الله جل وعلا على هذا المؤمن بأنه ذكر الله جل وعلا في مجلس كله كفر، والعبد يعظم عند الله إذا كان يسعى إلى أن يحبب الله جل وعلا عند خلقه، ولم يأت الأنبياء برسالة أعظم من أن يعرفوا العباد بربهم تبارك وتعالى. فاحرص -يا أخي- على أن يكون أعظم همك أن تبين للناس ما لربهم جل وعلا من صفات الجلال ونعوت الكمال، وأنه وحده المستحق للعبادة الكبير المتعال. وهذا الأمر يتفاوت بحسب قدرة الخطيب على منبره، والإمام في محرابه، والمعلم في مدرسته، والمرأة في بيتها، والإداري في وظيفته، وكل بحسبه، ولكن علينا أن يكون همنا أن يعرف الله جل وعلا، وأن يعظم وأن يعبد تبارك وتعالى وحده، والطرائق في هذا تختلف؛ لأن الناس يختلفون من بيئة إلى بيئة ومن جيل إلى جيل، ومن مقام إلى مقام، والمقصود الأسمى من هذا كله أن يكون همنا الأعظم الدعوة إلى الرب تبارك وتعالى كما حكى الله عن هذا المؤمن الصالح. [/B][/SIZE][/FONT]
[/LEFT]

[FONT=Arial Narrow][SIZE=5][COLOR=#008000][B]تدبر في قوله تعالى: (هو الحي لا إله إلا هو فادعوه...)[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[IMG]http://i106.photobucket.com/albums/m258/hany_3h/fwasel/3h079.gif[/IMG]
[CENTER][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B][IMG]http://audio.islamweb.net/audio/parbotton.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][/CENTER]
[FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]قال الله جل وعلا في هذه السورة المباركة أيضاً: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][غافر:65]. الحياة صفة ذاتية لربنا جل وعلا، والحي اسم من أسمائه الحسنى، وهنا يقال: إن صفة الحياة لأي مخلوق يسبقها عدم ويلحقها زوال، أما ربنا تبارك وتعالى فلم يسبق حياته عدم ولا يلحقها زوال. وعلم أي أحد علم يسبقه جهل ويلحقه نسيان، وأما علم الرب تبارك وتعال فعلم لم يسبقه جهل ولا يلحقه نسيان، كما قال تعالى: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][SIZE=5][FONT=Arial Narrow][B]قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأُولَى[/FONT][/B][/SIZE][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] * [/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][طه:51-52] أي: لا يجهل ربي ولا ينسى. وهذا الثناء على الله جل وعلا بأنه الحي الذي لا إله إلا هو يجعل المؤمن يتوكل على الله جل وعلا حق التوكل؛ لأن كل من ألقيت متاعك أو رحلك عنده رجاء أن يعينك رجاءً تاماً كاملاً لا تخرمه فإنه قد يموت دون أن يقضي أمرك، أما الله جل وعلا فإنه حي لا يموت، ولهذا لا يصدق التوكل الحقيقي إلا على الرب تبارك وتعالى. ولكن ينبغي أن يفهم من القرآن أن الله جل وعلا كما أمرنا بأن نتوكل عليه وحده أمرنا جل وعلا بأن نأخذ بالأسباب، كما حكى الله جل وعلا عن نبيه يعقوب أنه قال لبنيه: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][يوسف:87]. وأوضح منها برهاناً أن الله جل وعلا ذكر قصة خبر أم موسى، وأن الله جل وعلا أوحى إليها: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][القصص:7] فهذا وعد من الله لها يوم أن ألقت ابنها في اليم. كأم موسى على اسم الله تحمله وباسمه أخذت في النيل تلقينا نقول: مع ذلك أخذت هذه المرأة الصالحة أم موسى بالأسباب، قال الله عنها: [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B]وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Narrow][SIZE=5][B] [IMG]http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[/IMG][القصص:11]، فبعثت أخت موسى تسأل عن موسى وتقتص أخباره حتى وصل بها الأمر إلى أن عرفت موضعه، فكانت سبباً بعون الله في أنه آب ورجع إلى أمه؛ ليتحقق بذلك وعد الله جل وعلا، وإذا أراد الله جل وعلا شيئاً هيأ أسبابه. [/B][/SIZE][/FONT]
[LEFT][SIZE=5]
[FONT=Arial Narrow][/FONT][/SIZE][/LEFT]