منتديات الحور العين

منتديات الحور العين (http://www.hor3en.com/vb/index.php)
-   كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! (http://www.hor3en.com/vb/forumdisplay.php?f=88)
-   -   الاهتداء والانتكاس (http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?t=108148)

أم حفصة السلفية 03-27-2012 10:45 AM

الاهتداء والانتكاس
 
[b][font=traditional arabic][size=5][color=black] [color=red]الاهتداء والانتكاس[/color]
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black] الكاتب : عبدالعزيز بن محمد آل عبداللطيف
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black]
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black] لا ينفك المرء عن جهل وظلم ..
{وَحَمَلَهَا الإنسَانُ إنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً} [الأحزاب: 72].
فالأصل في الإنسان الجهل وعدم العلم،
كما أن طبيعة الإنسان لا تفارق الظلم.
لذا لا بد من رفع الجهل ب[color=red]التفقه في دين الله،[/color] والتحلي بفضيلة العلم؛
ولا سيما إذا تكالب على المرء ركام الشبهات والشكوك والشهوات والحظوظ التي تحول دون الاهتداء والانتفاع؛
فالقلوب ضعيفة، والشبهات خطَّافة تجلب الحيرة، والشهوات مزالق تورث السكرة.
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black]
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black] كما أن علينا [color=red]المصابرة [/color]و[color=red]الإنابة إلى الله[/color] - تعالى - ومراقبته وخشيته؛
فهو الذي يدفع الظلم ويرفع البغي.
[color=red] فهما أمران[/color]: العلم بأحكام الله وشرائعه أمراً ونهياً، والعلم بالله وخشيته ومخافته، (وكفى بخشية الله علماً).
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black]
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black] فأعظم سبيل للاهتداء هو التفقه في العلم الشرعي،
وتحصيل المعارف الدينية،
وفي الحديث الصحيح عنه -صلى الله عليه و سلم- :
«من يُرِد الله به خيراً يفقهه في الدين» [رواه البخاري]؛
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black] "ولازم ذلك أن من لم يفقهه الله في الدين لم يرد الله به خيراً" [1].
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black]
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black] فالعلم الشرعي يقتضي الاهتداء،
ويستلزم أثره من الاستقامة والسداد، وإن كان قد يتخلَّف مقتضاه لفوات شرط أو قيام مانع [2].
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black]
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black] فإذا تعلم الشخص وتفقَّه في دين الله لكن فاتته الهداية ولم يحقق الاستقامة؛
فإن ذلك لعدم رسوخ العلم
وغياب التصور التام اليقيني لمسائل العلم؛ إذ التمكُّن في العلم يستلزم البصيرة والاهتداء.
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black]
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black] [color=red]يقرر ابن تيمية هذه المسألة قائل[/color]اً:
"كل عاصٍ فهو جاهل، وكل خائف منه فهو عالم مطيع لله؛
لأن تصوُّر المخوف يوجب الهرب منه،
وتصوُّر المحبوب يوجب طلبه، فإذا لم يهرب من هذا، ولم يطلب هذا، دلَّ على أنه لم يتصوَّره تصوراً تاماً" [3].
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black]
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black] و[color=red]آكد أسباب الاهتداء[/color]:
الدعاء والافتقار إلى الله -تعالى- فهو أقرب طريق إليه سبحانه؛
فاللجأ إلى الله -تعالى- بأن يسأله الهداية إلى الصراط المستقيم؛ فالعبد مفتقر إلى أن يسأل الله الهداية،
وبالسؤال والافتقار يهديه الله ويوفقه كما قال الله -تعالى- في الحديث القدسي:
«يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم» [رواه مسلم].
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black]
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black] و[color=red]أنفع الدعاء[/color] وآكده دعاء الفاتحة..
{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْـمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: 6]؛
ولذا شُرِع أن نقوله في الصلاة سبع عشرة مرة في كل يوم (بأقل الأحوال).
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black]
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black] «فلما كان العبد في كل حال مفتقراً إلى هداية التوفيق في جميع ما يأتيه ويذره من أمور
قد أتاها على غير الهداية فهو محتاج إلى التوبة منها، وأمورٌ هُدِي إلى أصلها دون تفصيلها،
أو هُدِي إليها من وجه دون وجه؛ فهو محتاج إلى تمام الهداية ليزداد هدى، وأمور هو محتاج إلى أن يحصل له من الهداية فيها في المستقبل مثل ما حصل له في الماضي،
وأمور هو خالٍ عن اعتقادٍ فيها فهو محتاج إلى الهداية فيها، وأمور لم يفعلها فهو محتاج إلى فعلها[4]».
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black]
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black] وقد يجد الشخص في نفسه تثاقلاً عن الدعاء وتباطؤاً عن المناجاة،
وسبيل الخلاص من ذلك أن يحاسب نفسه،
ويتفقد زلاَّته وعثراته، فهو طريق إلى الانكسار ودوام الافتقار.
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black]
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black] [color=red]قال ابن القيم[/color]_رحمه الله_:
"زكاة النفس وطهارتها موقوفة على محاسبتها؛ فبمحاسبة النفس يطَّلع على عيوبها ونقائصها، فيمكن السعي في إصلاحها" [5].
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black]
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black] و[color=red]قال أيضاً_رحمه الله_[/color]:
"وأضرُّ ما على المكلَّف:
الإهمال وترك المحاسبة والاسترسال وتسهيل الأمور وتمشيتها؛ فإن هذا يؤول به إلى الهلاك،
وهذه حال أهل الغرور؛ يغمض عينه عن العواقب، ويمشِّي الحال" [6].
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black]
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black] و[color=red]الناظر في أخبار المنتكسين يلحظ[/color] أن من أسباب ذلك هو الاعتداد بنفوسهم، والعُجْب بقدراتهم ومواهبهم،
والغرور بطاقاتهم. فقد أُوتوا ذكاءً وما أوتوا زكاءً، وأُعطُوا سمعاً وأبصاراً وأفئدة فما أغنى عنه سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء.
فالاعتماد والركون إلى غير الله لا يخلِّف إلا الحرمان والخذلان.
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black]
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black] و[color=red]لابن تيمية تحرير بديع الشأن[/color]؛
حيث قال:
"قد يكون الرجل من أذكياء الناس وأحدِّهم نظراً ويعميه عن أظهر الأشياء، وقد يكون من أبلد الناس وأضعفهم نظراً،
ويهديه الله لما اختُلِف فيه من الحق بإذنه، فلا حول ولا قوة إلا به؛ فمن اتكل على نظره واستدلاله، أو عقله ومعرفته، خُذِل" [7].
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black]
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black] ومن الموجع أن جملة من الثقافات المستجدَّة تقوم على تطبيع القدرات البشرية وتهويلها، وترسيخ الطاقات والاعتماد عليها والثقة بها.
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black]
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black] ثم إن [color=red]من أسباب الانتكاس والضلال[/color]:
أن في النفوس أهواءً وشهواتٍ تأبى لزوم السُّنة والشرع،
وتستروح الروغان والانفلات، فتُؤثِر هذه النفوس الجامحة المحدَثَ والجديدَ،
بل تنشط وتندفع في المحدَثات والضلالات ما لم يكن قبل ذلك، ولكن كما [color=red]قال ابن مسعود[/color]:
"اقتصاد في سُنة خير من اجتهاد في بدعة".
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black]
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black] ولما سئل سفيان بن عيينة:
ما بال أهل الأهواء يحبون أهوائهم محبة شديدة؟
[color=red] قال أنسيت قوله -تعالى-[/color]:
{وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ} [البقرة: 93]؟
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black]
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black] فالتسليم للشرع يوجب الانقياد والاستجابة للهدى، ومجافاة الهوى.
[color=red]قال -تعالى-[/color]:
{فَإن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ}
[القصص: 50]،
وقد أشار [color=red]ابن عقيل الحنبلي[/color] إلى هذه الآفة فقال:
"لما صعبت التكاليف على الجهال والطغام عدلوا عن أوضاع الشرع إلى تعظيم أوضاع وضعوها لأنفسهم،
فسهلت عليهم؛ إذ لم يدخلوا بها تحت أمر غيرهم" [8].
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black]
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black] د. عبدالعزيز العبداللطيف
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black]
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black] ــــــــــــــــــ
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black]
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black] [1] انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية:20/212.
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black] [2] انظر: مجموع الفتاوى: 13/246، والإيمان لابن تيمية ص22، ومفتاح دار السعادة لابن القيم: 1/315 - 334.
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black] [3] الإيمان، ص19.
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black] [4] انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية: 14/320، وانظر: جامع الرسائل: 1/99، وشفاء العليل لابن القيم، ص175
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black] [5] مدارج السالكين: 2/510.
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black] [6] إغاثة اللهفان: 1/136.
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black] [7] الدرء: 9/34.
[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=5][color=black] [8] تلبيس إبليس، ص455.[/color][/size][/font][/b]

*زهرة الفردوس* 03-28-2012 01:02 AM

جزاكِ الله خيرا ونفع بكِ

أم حفصة السلفية 03-29-2012 12:01 AM

[quote=*زهرة الفردوس*;493282]جزاكِ الله خيرا ونفع بكِ[/quote]


[center]شكر الله لكِ اخيه [/center]


الساعة الآن 02:59 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.