منتديات الحور العين

منتديات الحور العين (http://www.hor3en.com/vb/index.php)
-   القرآن الكريم (http://www.hor3en.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ ... الآية ) (http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?t=86614)

*أم مريم* 01-06-2011 10:08 AM

( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ ... الآية )
 
[center][b][font=traditional arabic][color=navy]تفسير قوله تعالى : ([color=green] وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ[/color] .. )[/color][/font][/b][/center]

[right][b][font=traditional arabic][color=red]السؤال: نسأل على تفسير الاية( ((ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص ‏من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين )) [البقرة:155] [/color][/font][/b][/right]


[right][b][font=traditional arabic][color=navy]الجواب :[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=navy]الحمد لله[/color][/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=navy]يقول الله تعالى في سورة البقرة : ( [color=green]وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ[/color] ) البقرة/ 155 – 157[/color][/font][/b][/right]



[right][b][font=traditional arabic][color=navy]فيخبر سبحانه أنه لا بد أن يبتلي عباده بالمحن ، ليتبين الصادق من الكاذب ، والجازع من الصابر ، وهذه سنته تعالى في عباده ، كما قال سبحانه : ( [color=green]وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ) محمد/ 31 ، وقال عز وجل : ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا[/color] ) [الملك/ 2[/color][/font][/b][color=navy]
[b][font=traditional arabic]فتارة بالسراء ، وتارة بالضراء من خوف وجوع ؛ فإن الجائع والخائف كل منهما يظهر ذلك عليه ، قال تعالى : ( [color=green]بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ[/color] ) أي : بقليل من ذلك ؛ لأنه لو ابتلاهم بالخوف كله ، أو الجوع ، لهلكوا ، والمحن تمحص لا تهلك . [/font][/b]
[b][font=traditional arabic]( [color=green]وَنَقْصٍ مِنَ الأمْوَالِ[/color] ) أي : ويبتليهم أيضا بذهاب بعض أموالهم ، وهذا يشمل جميع النقص المعتري للأموال من جوائح سماوية ، وغرق ، وضياع ، وأخذ الظلمة للأموال من الملوك الظلمة ، وقطاع الطريق وغير ذلك . [/font][/b]
[b][font=traditional arabic]( [color=green]وَالأنْفُسِ[/color] ) أي : ذهاب الأحباب من الأولاد ، والأقارب ، والأصحاب ، ومن أنواع الأمراض في بدن العبد ، أو بدن من يحبه ، ( [color=green]وَالثَّمَرَاتِ [/color]) أي : الحبوب وثمار النخيل والأشجار كلها والخضر ، ببرد ، أو حرق ، أو آفة سماوية من جراد ونحوه .[/font][/b]
[b][font=traditional arabic]فهذه الأمور، لا بد أن تقع ، لأن العليم الخبير أخبر بها ، [color=red]فإذا وقعت انقسم الناس قسمين : جازعين وصابرين[/color] ، [color=black][u]فالجازع[/u][/color] ، حصلت له المصيبتان ، فوات المحبوب بحصول هذه المصيبة ، وفوات ما هو أعظم منها ، وهو الأجر بامتثال أمر الله بالصبر ، فرجع بالخسارة والحرمان ، ونقص ما معه من الإيمان ، وفاته الصبر والرضا والشكران ، وحصل له السخط الدال على شدة النقصان .[/font][/b]
[b][font=traditional arabic][color=royalblue][u]وأما من وفقه الله للصبر عند وجود هذه المصائب[/u][/color] ، فحبس نفسه عن التسخط قولا وفعلا ، واحتسب أجرها عند الله ، وعلم أن ما يدركه من الأجر بصبره أعظم من المصيبة التي حصلت له ، فهذا قد صارت المصيبة نعمة في حقه ، فلهذا قال تعالى : ( [color=green]وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ[/color] ) أي : بشرهم بأنهم يوفون أجرهم بغير حساب .[/font][/b]
[b][font=traditional arabic]ثم وصف الله الصابرين بقوله : ( [color=green]الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ[/color] ) وهي كل ما يؤلم القلب أو البدن أو كليهما مما تقدم ذكره .[/font][/b]
[b][font=traditional arabic]( [color=green]قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ[/color] ) أي : مملوكون لله ، مدبرون تحت أمره وتصريفه ، فليس لنا من أنفسنا وأموالنا شيء ، فإذا ابتلانا بشيء منها فقد تصرف أرحم الراحمين بمماليكه وأموالهم ، فلا اعتراض عليه ، بل من كمال عبودية العبد علمه بأن وقوع البلية من المالك الحكيم ، الذي هو أرحم بعبده من نفسه ، فيوجب له ذلك الرضا عن الله ، والشكر له على تدبيره ، لما هو خير لعبده ، وإن لم يشعر بذلك .[/font][/b]
[b][font=traditional arabic]ومع أننا مملوكون لله : فإنا إليه راجعون يوم المعاد ، ليجازي كل عامل بعمله ، فإن صبرنا واحتسبنا وجدنا أجرنا موفورا عنده ، وإن جزعنا وسخطنا ، لم يكن حظنا إلا السخط وفوات الأجر ، فكون العبد لله ، وراجع إليه ، من أقوى أسباب الصبر .[/font][/b]
[b][font=traditional arabic]( [color=green]أُولَئِكَ [/color]) الموصوفون بالصبر المذكور ( [color=green]عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ[/color] ) أي : ثناء وتنويه بحالهم ( [color=green]وَرَحْمَةٌ[/color] ) عظيمة ، ومن رحمته إياهم ، أن وفقهم للصبر الذي ينالون به كمال الأجر ، [/font][/b]
[b][font=traditional arabic]( [color=green]وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ[/color] ) الذين عرفوا الحق : وهو في هذا الموضع علمهم بأنهم لله ، وأنهم إليه راجعون ، وعملوا به : وهو هنا صبرهم لله .[/font][/b]
[b][font=traditional arabic]ودلت هذه الآية على أن من لم يصبر فله ضد ما لهم ، فحصل له الذم من الله والعقوبة والضلال والخسار ، فما أعظم الفرق بين الفريقين وما أقل تعب الصابرين ، وأعظم عناء الجازعين ، فقد اشتملت هاتان الآيتان على توطين النفوس على المصائب قبل وقوعها ، لتخف وتسهل إذا وقعت ، وبيان ما تقابل به إذا وقعت ، وهو الصبر ، وبيان ما يعين على الصبر ، وما للصابر من الأجر ، ويعلم حال غير الصابر بضد حال الصابر .[/font][/b]
[b][font=traditional arabic]وأن هذا الابتلاء والامتحان سنة الله التي قد خلت ، ولن تجد لسنة الله تبديلا .[/font][/b][/right]
[/color]
[right][b][font=traditional arabic][color=navy]وقد هون الله على عباده شأن المصائب ، بما وعد من البشارة الصالحة والوعد الحسن في قوله : ( [color=green]إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ[/color] [الزمر: 10] ، قال الأوزاعي : ليس يوزن لهم ولا يكال ، إنما يغرف لهم غرفا . "تفسير ابن كثير" (7 /89) [/color][/font][/b][color=navy]
[b][font=traditional arabic]هذا في الآخرة ، وفي الدنيا : فروى مسلم (918) عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( [color=darkorange]مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ : إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا أَخْلَفَ اللَّهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا [/color])[/font][/b]
[b][font=traditional arabic]وقال تعالى : ( [color=green]مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ[/color]) الحديد/ 22، 23[/font][/b]
[b][font=traditional arabic]وهذا من أعظم السلوى ؛ فإن العبد إذا علم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه ، وأنه لو قدر شيء لكان ، استكانت نفسه .[/font][/b]
[b][font=traditional arabic]وقال عكرمة : " [color=darkorchid]ليس أحد إلا وهو يفرح ويحزن ، ولكن اجعلوا الفَرَح شكرًا والحزن صبرًا[/color] " [/font][/b]
[b][font=traditional arabic]انتهى من"تفسير ابن كثير" (8 /27)[/font][/b]
[b][font=traditional arabic]وراجع :[/font][/b]
[b][font=traditional arabic]"تفسير الطبري" (3 /219]) – "الجامع لأحكام القرآن" (2 /174) – "تفسير ابن كثير" (1 /467) – "تفسير السعدي" (ص 75)[/font][/b]
[b][font=traditional arabic]والله أعلم .[/font][/b][/color][/right]

[right][font=traditional arabic][color=red][b]الأسلام سؤال وجواب للشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله[/b][/color][/font][/right]

أبو عبد الله الأنصاري 01-06-2011 10:17 AM

بارك الله فى الشيخ

وبارك الله فيكم وجزاكم الله الجنة

نصرة مسلمة 02-04-2011 10:01 PM

[b][font=traditional arabic][size=5]إنَّا لله و إنَّا إليه راجعون .[/size][/font][/b]


الساعة الآن 02:16 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.