منتديات الحور العين

منتديات الحور العين (http://www.hor3en.com/vb/index.php)
-   علوم الحديث والمصطلح (http://www.hor3en.com/vb/forumdisplay.php?f=235)
-   -   وقفة مع حديث اتق الله حيثما كنت (http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?t=87545)

أبو عبد الله الأنصاري 01-19-2011 11:20 AM

وقفة مع حديث اتق الله حيثما كنت
 
[FONT=Arabic Transparent]عَنْ أَبِيْ ذَرٍّ جُنْدُبِ بنِ جُنَادَةَ وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُعَاذِ بِنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ)[URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-20.HTM#_ftn1"][U][COLOR=#0000ff][140][/COLOR][/U][/URL] رواه الترمذي وقال: حديث حسن. وفي بعض النسخ: حسنٌ صحيح.[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]الشرح[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]قوله: "اتَّقِ اللهَ" أي اتخذ وقاية من عذاب الله عز وجل، وذلك بفعل أوامره واجتناب نواهيه.[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]"[/FONT] [FONT=Arabic Transparent]حَيْثُمَا كُنْتَ" حيث: ظرف مكان، أي في أي مكان كنت سواء في العلانية أو في السر، وسواء في البيت أو في السوق، وسواء عندك أناس أو ليس عندك أناس.[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]"[/FONT] [FONT=Arabic Transparent]وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا" (أتبع) فعل أمر، و (السيئة) مفعول أول، و(الحسنة) مفعول ثان.[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]"[/FONT] [FONT=Arabic Transparent]تَمْحُهَا" جواب الأمر، ولهذا جزمت، لأن جواب الأمر يكون مجزوماً، ولو لم تكن مجزومة لقيل: تمحوها.[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]والمعنى: إذا فعلت سيئة فأتبعها بحسنة،فهذه الحسنة تمحو السيئة.[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]واختلف العلماء - رحمهم الله - هل المراد بالحسنة التي تتبع السيئة هي التوبة، فكأنه قال: إذا أسأت فتب، أو المراد العموم؟[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]الصواب: الثاني، أن الحسنة تمحو السيئة وإن لم تكن توبة، دليل هذا قوله تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَات)(هود: الآية114) ولما سأل النبي صلى الله عليه وسلم رجل وقال: إنه أصاب من امرأة ما يصيب الرجل من امرأته إلا الزنا، وكان قد صلى معهم الفجر، فقال: أصليت معنا صلاة الفجر؟ قال: نعم، فتلا عليه الآية:( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَات ) [هود:114][URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-20.HTM#_ftn2"][U][COLOR=#0000ff][141][/COLOR][/U][/URL] وهذا يدل على أن الحسنة تمحو السيئة وإن لم تكن هي التوبة.[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]"[/FONT] [FONT=Arabic Transparent]وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا" فبين النتيجة هي أنها تمحوها.[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]"[/FONT] [FONT=Arabic Transparent]وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ" أي عامل الناس بخلق حسن.[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]والخُلُق: هو الصفة الباطنة في الإنسان، والخَلْقُ: هو الصفة الظاهرة،والمعنى: عامل الناس بالأخلاق الحسنة بالقول وبالفعل.[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]فما هو الخلق الحسن؟[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]قال بعضهم: الخلق الحسن: كف الأذى، وبذل الندى، والصبر على الأذى - أي على أذى الغير - والوجه الطلق.[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]كف الأذى منك للناس.[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]بذل الندى أي العطاء.[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]الصبر على الأذى لأن الإنسان لايخلو من أذية من الناس.[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]الوجه الطلق: طلاقة الوجه.[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]وضابط ذلك ما ذكره الله عزّ وجل في قوله: (خُذِ الْعَفْوَ ) [الأعراف:199] أي خذ ما عفا وسهل من الناس، ولاترد من الناس أن يأتوك علىما تحب لأن هذا أمر مستحيل، لكن خذ ما تيسر(وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) [الأعراف:199] وهل الخلق الحسن جِبْلِيٌّ أو يحصل بالكسب؟[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]الجواب: بعضه جبلي، وبعضه يحصل بالكسب، قال النبي صلى الله عليه وسلم لأشجّ عبد قيس: "إِنَّ فِيْكَ لَخُلُقَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ: الحِلْمُ وَالأَنَاةُ" قال: يارسول الله أخلقين تخلّقت بهما أم جبلني الله عليهما؟ قال: "بَلْ جَبَلَكَ اللهُ عَلَيْهِمَا" قال: الحمد لله الذي جبلني على ما يحب[URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-20.HTM#_ftn3"][U][COLOR=#0000ff][142][/COLOR][/U][/URL].[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]فالخلق الحسن يكون طبيعياً بمعنى أن الإنسان يمنّ الله عليه من الأصل بخلق حسن. ويكون بالكسب بمعنى أن الإنسان يمرّن نفسه على الخلق الحسن حتى يكون ذا خلق حسن.[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]والعجيب أن الخلق الحسن يُكسِب الإنسان الراحة والطمأنينة وعدم القلق لأنه مطمئن من نفسه في معاملة غيره.[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]من فوائد هذا الحديث:[/FONT]
.1[FONT=Arabic Transparent]وجوب تقوى الله عزّ وجل حيثما كان الإنسان، لقوله: "اتَّقِ الله حَيْثُمَا كُنْتَ" وذلك بفعل أوامره واجتناب نواهيه سواء كنت في العلانية أو في السر.[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]وأيهما أفضل: أن يكون في السر أو في العلانية؟[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]وفي هذا تفصيل: إذا كان إظهارك للتقوى يحصل به التأسّي والاتباع لما أنت عليه فهنا إعلانها أحسن وأفضل، ولهذا مدح الله الذين ينفقون سرّاً وعلانية، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا إِلَى يَومِ القِيَامَةِ"[URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-20.HTM#_ftn4"][U][COLOR=#0000ff][143][/COLOR][/U][/URL][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]أما إذا كان لايحصل بالإظهار فائدة فالإسرار أفضل،لقول النبي صلى الله عليه وسلم فيمن يظلّهم الله في ظله: "رَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِيْنُهُ"[URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-20.HTM#_ftn5"][U][COLOR=#0000ff][144][/COLOR][/U][/URL].[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]وهل الأفضل في ترك المعاصي إعلانه أو إسراره؟[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]يقال فيه ما قيل في الأوامر، فمثلاً إذا كان الإنسان يريد أن يدخل في عمل فقيل له:إنه يشتمل على محرم كالأمور الربوية فتركه جهاراً، فذلك أفضل لأنه يُتأسّى به، وأما إذا كان الأمر لايتعدى إلى الغير ولا ينتفع به فالإسرار أفضل.[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]فإن قال قائل: قوله صلى الله عليه وسلم : "اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ" هل يشمل فعل الأوامر في أماكن غير لائقة كالمراحيض مثلاً؟[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]الجواب: لا تفعل الأوامر في هذه الأماكن، ولكن انوِ بقلبك أنك مطيع لله عزّ وجل ممتثل لأمره مجتنب لنهيه.[/FONT]
.2[FONT=Arabic Transparent]أن الحسنات يذهبن السيئات لقوله: أَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا.[/FONT]
.3 [FONT=Arabic Transparent]فضل الله عزّ وجل على العباد وذلك لأننا لو رجعنا إلى العدل لكانت الحسنة لاتمحو السيئة إلا بالموازنة، وظاهر الحديث العموم.[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]وهل يُشترط أن ينوي بهذه الحسنة أنه يمحو السيئة التي فعل؟[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]فالجواب: ظاهر الحديث: لا، وأن مجرد فعل الحسنات يذهب السيئات، وهذا من نعمة الله عزّ وجل على العباد ومن مقتضى كون رحمته سبقت غضبه.[/FONT]
.4-[FONT=Arabic Transparent]الحث على مخالقة الناس بالخلق الحسن، لقوله: "وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ".[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]فإن قيل: معاملة الناس بالحزم والقوة والجفاء أحياناً هل ينافي هذا الحديث أو لا؟[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]فالجواب: لا ينافيه، لأنه لكل مقام مقال، فإذا كانت المصلحة في الغلظة والشدة فعليك بها، وإذا كان الأمر بالعكس فعليك باللين والرفق، وإذا دار الأمر بين اللين والرفق أو الشدة والعنف فعليك باللين والرفق، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ اللهَ رَفِيْقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ"[URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-20.HTM#_ftn6"][U][COLOR=#0000ff][145][/COLOR][/U][/URL] ولقد جرت أشياء كثيرة تدل على فائدة الرفق ومن ذلك: مرّ يهودي بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال: السام عليك يامحمد - والسام يعني الموت - فقالت عائشة رضي الله عنها : عليك السام واللعنة - جزاءً وفاقاً وزيادة أيضاً - فنهاها النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "إِنَّ اللهَ رَفِيْقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ وَإِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ أَهْلُ الكَتَابِ فَقُولُوا وَعَلَيْكُمْ" . والله الموفّق.[/FONT]

منقول من شرح الاربعون نووية للشيخ ابن العثيمين
[RIGHT][URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-20.HTM#_ftnref1"][U][COLOR=#0000ff][140][/COLOR][/U][/URL] أخرجه الترمذي كتاب: البر والصلة، باب: ما جاء في معاشرة الناس، (1987). والإمام أحمد- في مسند الانصار عن أبي ذر الغفاري، ج5/ص153، (21681)

[URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-20.HTM#_ftnref2"][U][COLOR=#0000ff][141][/COLOR][/U][/URL] أخرجه البخاري كتاب: مواقيت الصلاة، باب: الصلاة كفارة، (526). ومسلم – كتاب: التوبة، باب: قوله تعالى ) إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ)(هود: من الآية114)، (2763)،(42)

[URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-20.HTM#_ftnref3"][U][COLOR=#0000ff][142][/COLOR][/U][/URL] أخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب الأمر بالإيمان بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وشرائع الدين (17) (25).

[URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-20.HTM#_ftnref4"][U][COLOR=#0000ff][143][/COLOR][/U][/URL] أخرجه مسلم كتاب الزكاة، باب: الحث على الصدقة ولو بشق تمرة أو كلمة طيبة وأنها حجاب من النار، (1017)،(69)

[URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-20.HTM#_ftnref5"][U][COLOR=#0000ff][144][/COLOR][/U][/URL] أخرجه البخاري كتاب: الأذان، باب: من جلس في المسجد ينتظر الصلاة وفضل المساجد،(660) ومسلم كتاب: الزكاة، باب: فضل إخفاء الصدقة، (1031)،(93)

[URL="http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-20.HTM#_ftnref6"][U][COLOR=#0000ff][145][/COLOR][/U][/URL] أخرجه البخاري كتاب: الادب، باب: الرفق في الأمر كله، (6024). ومسلم- كتاب: السلام، باب: النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام وكيف يرد عليهم، (2165)، (10)[/RIGHT]

أبو مصعب السلفي 01-19-2011 11:31 AM

[b][font=traditional arabic][size=5]جزاك الله خيرًا يارعاكَ الله.. وفقنا الله للخير وتوفانا عليه .[/size][/font][/b]

أم كريم 01-26-2011 12:25 AM

جزاكم الله خيرًا ونفع بكم

أم سُهَيْل 06-28-2011 08:44 PM

[font=traditional arabic][size=5][color=blue][b]بسم الله الرحمن الرحيم[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][color=blue][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][color=blue][b]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][color=blue][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][color=blue][b]بارك الله فيكم ونفع بكم[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][color=blue][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][color=blue][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=5][color=blue][/color][/size][/font]


الساعة الآن 11:27 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.