كيف نقيد الفوائد أثناء القراءة ..!
 

[center][font=traditional arabic][size=5][color=red][b][u]كيف تقيد الفوائد أثناء القراءة ؟ [/u][/b][/color][/size][/font]



[color=blue][b][font=traditional arabic][size=5]قال ابن منظور في لسان العرب : [/size][/font][/b][/color]
[color=blue][b][font=traditional arabic][size=5]" [color=darkred]الفائدة ما استفدته من علم أو مال وجمعها الفوائد وهما يتفاودان العلم أي يفيد كل واحد منهما الأخر[/color] " .[/size][/font][/b][/color]

[color=blue][b][font=traditional arabic][size=5]إن من ثمرات قراءة الكتب تقييد الفوائد ، حتى ذكر الكثير من أهل العلم أن قراءة الكتب قد لا يتحقق منها الفائدة المرجوه إلا بتقييد هذه الفوائد .[/size][/font][/b][/color]

[color=blue][b][size=5][font=traditional arabic]قال عبدالسلام هارون –رحمه الله - : " [/font][/size][size=5][font=traditional arabic][color=darkred]فإن الحكيم العربي كان يقول وقوله حق :[/color][/font][/size][/b][/color][color=blue]

[b][size=5][font=traditional arabic][color=darkred]( [color=teal]العلم صيد والكتابة قيد . وإذا ضاع القيد ذهب الصيد[/color] )[/color][/font][/size][/b]

[color=darkred][b][size=5][font=traditional arabic]وكثيراً ما يقرأ الإنسان شيئاً فيعجبه ، ويظن أنه قد علق بذاكرته ، فإذا هو في الغد قد ضاع منه العلم ، وضاع معه مفتاحه ، فانتهى إلى حيرة في استعادته واسترجاعه[/font][/size][/b][/color]
[b][size=5][font=traditional arabic]" . [/font][/size][/b]


[b][size=5][font=traditional arabic]ولكن يبقى السؤال المهم ألا وهو : [/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic]ما الفوائد التي ينبغي تقييدها عند قراءة الكتب ؟ [/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic]وكيف يتم تقييد هذه الفوائد ؟[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic]وأين تقيد هذه الفائدة ؟[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic]وما ذا بعد تقييد هذه الفوائد ؟[/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic]وسأحاول الإجابة على هذه الأسئلة المهمة حسب الوسع والطاقة .[/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic]ففيما يتعلق بماهية الفوائد ، فقد ذكر بعض أهل العلم ما ينبغي تقييده من الفوائد .[/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic]قال ابن جماعة –رحمه الله – فيما ينبغي لطالب العلم :[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic]" [color=darkred]إذا شرح محفوظات ، وضبط ما فيها من الإشكالات والفوائد المهمات ، انتقل إلى بحث المبسوطات ، مع المطالعة الدائمة ، وتعليق ما يمر به أو يسمعه من الفوائد النفيسة والمسائل الدقيقة والفروع الغريبة ، وحل المشكلات والفروق بين أحكام المتشابهات من جميع أنواع العلوم ، ولا يستقل بفائدة يسمعها ، أو يتهاون بقاعدة يضبطها ، بل يبادر إلى تعليقها وحفظها[/color] " . [/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic]وقال الشيخ محمد بن عثيمين –رحمه الله – في الفوائد التي ينبغي تقييدها :[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic]" [color=darkred]الفوائد التي لا تكاد تطرأ على الذهن ، أو التي يندر ذكرها والتعرض لها ، أو التي تكون مستجدة تحتاج إلى بيان الحكم فيها ، هذه اقتنصها ، قيدها بالكتابة لا تقول هذا أمر معلوم عندي ، ولا حاجة أن أقيدها ، فإنك سرعان ما تنسى ، وكم من فائدة تمر بالإنسان فيقول هذه سهلة ما تحتاج إلى قيد ، ثم بعد فترة وجيزة يتذكرها ولا يجدها ، لذلك احرص على اقتناص الفوائد التي يندر وقوعها أو يتجدد وقوعها وأحسن ما رأيت في مثل هذا كتاب " بدائع الفوائد " للعلامة ابن القيم ، فيه بدائع العلوم ، ما لا تكاد تجده في كتاب آخر ، فهو جامع في كل فن ، كلما طرأ على باله مسألة أو سمع فائدة قيد ذلك ، ولهذا تجد فيه من علم العقائد ، والفقه ، والحديث ، والتفسير ، والنحو ، والبلاغة[/color] " . [/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic]وقال الشيخ بكر أبوزيد في " حلية طالب العلم " :[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic]" [color=darkred]ابذل الجهد في حفظ العلم (حفظ كتاب) ، لأن تقييد العلم بالكتابة أمان من الضياع ، وقصر لمسافة البحث عند الاحتياج ، لا سيما في مسائل العلم التي تكون في غير مظانها ، ومن أجل فوائدها أنه عند كبر السن وضعف القوى يكون لديك مادة تستجر منها مادة تكتب فيها بلا عناء في البحث والتقصي[/color] " . [/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic]وبعد هذه النقول يمكن تلخيص كلام العلماء حول الفوائد التي يجدر بنا أن نُعنى بتقييدها فيما يلي :[/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic]1- المسائل التي تكون في غير مظانها ، فمن يطالع كتاباً مثل كتاب " الحيوان " للجاحظ يلاحظ أنه حوى الكثير من الفوائد في الكلام عن الكتب وفضائلها مما ليس له علاقة بموضوع الكتاب الأساس وهكذا في كثير من كتب الأعلام القدماء.[/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic]2-الفوائد التي يندر وقوعها ، أو يتجدد .[/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic]3-الضوابط العلمية والقواعد التي يبنى عليها العديد من المسائل الجزئية .[/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic]4-الطرائف والنوادر والقصص المعبرة .[/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic]5-المسائل المشكلة .[/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic]6-دقائق الاستنباطات .[/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic]7-الفروق الدقيقة والنظائر والأشباه .[/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic]8-الفائدة التي يتفرد بها عالم عن غيره ، ولم يسبق إليها ، ومثال ذلك : عند قراءة كتب التفسير ، أن يذكر ابن كثير تفسير لآية ، لا توجد عند غيره من المفسرين .[/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic]أما كيف يتم تقييد هذه الفوائد وأين ؟[/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic]فهناك كلام نفيس لبعض أهل العلم حول هذه المسألة المهمة .[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic]قال عبدالسلام هارون –رحمه الله - : [/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic]" [color=darkred]والباحثون ، ولا سيما في أيامنا هذه ، يقيدون هذه المعارف في جذاذات ، يرجعون إليها عند الحاجة ، ولكني سلكت طريقاً أوثق من طريق الجذاذات ، هو دفتر الفهرس ، وهو الذي سميته " كناشة النوادر " ،أقيد فيها رءوس المسائل مرتبة على حروف الهجاء ، مقرونة بمراجعها[/color] … " . [/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic]وقال الشيخ بكر أبوزيد :[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic]" [color=darkred]اجعل لك كناشاً أو مذكرة لتقييد الفوائد والفرائد والأبحاث المنثورة في غير مظانها ، وإن استعملت غلاف الكتاب لتقييد ما فيه من ذلك فحسن ، ثم تنقل ما يجتمع لك بعد في مذكرة ، مرتباً له على الموضوعات ، مقيداً رأس المسألة ، واسم الكتاب ، ورقم الصفحة والمجلد ، ثم اكتب على ما قيدته " نقل " ، حتى لا يختلط بما لم ينقل ، كما تكتب : " بلغ صفحة كذا " فيما وصلت إليه من قراءة الكتاب حتى لا يفوتك ما لم تبلغه قراءة[/color] " . [/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic]وقال الشيخ عبدالعزيز بن محمد السدحان : " [/font][/size][size=5][font=traditional arabic][color=darkred]تقييد الفوائد التي تسمعها : على الكتاب ، أو في دفتر خارجي ، وهذه الفوائد إذا حرص الإنسان على تقييدها ، وعلى مراجعتها مرة بعد مرة ، فإنها بإذن الله تعالى تكون عنده ملكة في الكلام ، وفي التحضير ، وفي إزالة الإشكال ، وقل مثل هذا في القراءة .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic]وقال :[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic]" [/font][/size][font=traditional arabic][size=5][color=darkred]فإذا قرأت كتاباً (سواء على شيخ أو قراءة حرة ) فاحرص كل الحرص على أن تقيد ما تسمع أو تقرأ من الفوائد ، أو ما يمر عليك من الشوارد والفرائد ، فإذا أتممت قراءة الكتب ثم تصفحت تلك الفوائد ، ستشعر أنك جمعت كنزاً عظيماً ، خاصة إذا جعلتها منظمة بحيث تحكم تبويبها .[/color][/size][/font][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic][color=darkred]فإذا قرأت كتابين أو ثلاثة ، ثم علقت على جنباتها ما قرأت من الفوائد ، ثم لخصتها ونظمتها وجعلتها في دفتر فيكون لديك كثير من الفوائد المنتوعة : في المعتقد ، وفي الأصول ، وفي الجرح والتعديل ، وفي النحو … وهلم جرا .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic][color=darkred]واجعل لك دفترأً شاملاً مقسماً ، بحيث يكون فيه : قسم للفوائد الأصولية ، وقسم للفوائد النحوية ، وقسم للجرح والتعديل … وهلم جرا ، فسترى أنك تستطيع أن تحضر دروساً ومحاضرات ، وتكتب بحوثاً في كل فن على حدة خاصة أن هذه الفوائد قل ما تكون موجودة في كتاب مجموع ، وأنت قد وجدتها في كتب متفرقة .[/color][/font][/size][/b]


[b][size=5][font=traditional arabic][color=darkred]وأزيدك أيضاً فائدة تجعل العلم لا يتفرق من ذهنك ، ويبقى ميسراً إذا أردت تَذَكَّرهً : فمثلاً إذا قرأت كتاباً في الرؤى والأحلام ، ثم قرأت كتباً أخرى متنوعة ، ومن هذه الكتب استخرجت فوائد تتعلق بالرؤى والأحلام ، فاحرص كل الحرص على أن تفرغ هذه الفوائد من جميع هذه الكتب بأرقام الصفحات فقط ، على الغلاف الداخلي لكتاب الرؤى والأحلام ، فتقول : انظر الاعتصام (1/121) انظر إعلام الموقعين (2/…) إلخ .[/color][/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic][color=darkred]ولن تعرف قيمة هذا الحصر إلا إذا أردت أن تقرا قراءة مستقلة في هذا الموضوع ، فترى أنك جمعت متفرقات ، وألفت بين مختلفات في موضوع واحد ، وإذا رتب الكلام في الموضوع فترى أنك أحطت بأوله وآخره . وهذا الكلام مجرب ومقروء ومشاهد ، كذلك إذا سمعت فائدة خارجية فاحرص على أن تضيفها للكتاب ، ومع كثرة الفوائد الخارجية يخرج لك كتاب آخر [/color]" .[/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic][color=red]وبعد هذه النقول يمكن أن ألخص الطرق التي تقيد بها الفوائد بما يلي :[/color][/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic]1- تسجيل الفوائد على الغلاف الداخلي للكتاب .[/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic]2- تقييد الفوائد على بطاقات ومن ثم يتم تصنيفها ، وهذه الطريقه أفضل ما تكون عندما يكون الهدف كتابة بحث أو رسالة علمية .[/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic]3- تخصيص كراساً أو كناشة لتقييد هذه الفوائد ومن ثم ترتيبها على الموضوعات .[/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic]4- تسجيل الفوائد على غلاف الكتاب ثم نقلها إلى كراسٍ مخصص لهذا الأمر ، وهذه طريقة جربتها ووجدت نفعها ولله الحمد .[/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic]5- تقييد الفوائد وحفظها في الحاسوب الذي يتولى فهرستها وترتيبها آلياً ، فتعم فائدتها ويسهل الرجوع لها .[/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic]ومن المهم هنا الإشارة إلى بعض الأخطاء التي قد يقع فيها كثير ممن يقرأ الكتب فيما يتعلق بتقييد الفوائد ، من هذه الأخطاء :[/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic]1-إهمال تقييد الفائدة بحجة أنه يعرفها قال الإمام النووي –رحمه الله – وهو يرشد الطلاب إلى تعليق الفوائد : " ولا يحتقرن فائدة يراها أو يسمعها في أي فن كانت ، بل يبادر إلى كتابتها ،ثم يواظب على مطالعة ما كتبه … " .[/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic]2-عدم عزو الفائدة لأهلها فقد قيل من بركة العلم أن يعزى إلى أهله . [/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic]إذا أفادك إنسان بفائدة من العلوم فأدمن شكره أبدا [/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic]وقل فلان جزاه الله صالحة أفادنيها وألق الكبر والحسدا .[/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic]3-الاشتغال بالفوائد أثناء البحث ، إذا كنت تبحث عن مسألة ما وأثناء تقليبك للكتاب وجدتَ فائدة فلا تنشغل بها لأن الفوائد كثيرة ، وقد يضيع عليك الوقت لانشغالك بهذه الفوائد ، وإن علَّمت على هذه الفوائد وأشرت إليها بالقلم فهذا حسن ، حتى تنتهي من بحثك ثم تعود إلى هذه الفوائد .[/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic]4-تأخير تقييد الفائدة ، قال الإمام النووي –رحمه الله - :[/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic]" [color=darkred]ولا يؤخر تحصيل فائدة –وإن قلت – إذا تمكن منها ، وإن أمن حصولها بعد ساعة ، لأن للتأخير آفات ، ولأنه في الزمن الثاني يحصل غيرها [/color]" . [/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic]5-التقليل من شأن الفوائد التي يأتي بها القرين .[/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic]وأخيراً أشير إلى أهم ثمرات تقييد الفوائد ، منها :[/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic]1-حفظ العلم .[/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic]2-إيجاد مادة تستفيد منها عند الكتابة أو تحضير موضوع أو خطبة أو كلمة وغير ذلك .[/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic]3-تقييد الفوائد يسهم في رسوخ المعلومات في ذهن القارىء .[/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic]4-تقييد الفوائد يعطي ملكة عند الحديث وإفادة الآخرين .[/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic]5-يسهل الرجوع إلى الكتاب الذي سبق قراءته وتكرار الاستفادة منه .[/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic]6-الفوائد ثمرة تجارب ومشاهدات فهي كالرحيق من الزهرة وكالشهد من العسل . وهي خلاصة الخلاصة ، والعرب تقول : [/font][/size][/b]
[b][size=5][font=traditional arabic]" [color=darkred]يكفيك من القلادة ما أحاط بالعنق[/color] " .[/font][/size][/b]

[b][size=5][font=traditional arabic]مما راق لى نقله[/font][/size][/b]

[/color][/center]

جزاكِ الله خيراً