منتديات الحور العين

منتديات الحور العين (http://www.hor3en.com/vb/index.php)
-   كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! (http://www.hor3en.com/vb/forumdisplay.php?f=88)
-   -   كيف يشكر العبد ربه على نعمه الكثيرة (http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?t=82393)

السيف الذهبي 11-08-2010 05:31 PM

كيف يشكر العبد ربه على نعمه الكثيرة
 
[center][center][b][color=#552c11][font=microsoft uighur][size=6]كيف يقوم العبد المسلم بشكر ربه تعالى على نعمِه الكثيرة ؟[/size][/font][/color][/b][/center][/center]
[b][color=#fe0607][font=microsoft uighur][size=6]السؤال : ما هو أفضل شيء يقوم به الإنسان لشكر الله على نعمه التي منّ بها علينا ؟ .[/size][/font][/color][/b][b][color=#2e5092][font=microsoft uighur]
[size=6]الشكر هو : المجازاة على الإحسان ، والثناء الجميل على من يقدم الخير والإحسان ، وأجل من يستحق الشكر والثناء على العباد هو الله جل جلاله ؛ لما له من عظيم النعَم والمنن على عباده في الدِّين والدنيا ، وقد أمرنا الله تعالى بشكره على تلك النعم ، وعدم جحودها ، فقال [/size][/font][/color][/b][b][color=#33cc33][font=microsoft uighur][size=6]: ( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ ) البقرة/ 152 .[/size][/font][/color][/b][size=6][b][color=#2e5092][font=microsoft uighur]
ثانياً:
أعظم من قام بهذا الأمر ، فشكر ربَّه ، حتى استحق وصف " الشاكر " و " الشكور " هم الأنبياء والمرسلون عليهم السلام :
قال تعالى [/font][/color][/b][b][color=#33cc33][font=microsoft uighur]: ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ . شَاكِراً لَأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ )[/font][/color][/b][/size][b][color=#2e5092][font=microsoft uighur][size=6] النحل/ 120 ، 121 .
وقال تعالى : [/size][/font][/color][/b][b][color=#33cc33][font=microsoft uighur][size=6]( ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً ) الإسراء:/ 3 .
[/size][/font][/color][/b][size=6][b][color=#2e5092][font=microsoft uighur]ثالثاً:
ذكر الله تعالى بعض نعمه على عباده ، وأمرهم بشكرها ، وأخبرنا تعالى أن القليل من عباده من قام بشكره عز وجل .
1. قال تعالى : [/font][/color][/b][b][color=#33cc33][font=microsoft uighur]( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ) البقرة/ 172[/font][/color][/b][/size][b][color=#2e5092][font=microsoft uighur][size=6] .
2. وقال تعالى : [/size][/font][/color][/b][size=6][b][color=#33cc33][font=microsoft uighur]( وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ ) الأعراف/ 10 .
[/font][/color][/b][b][color=#2e5092][font=microsoft uighur]3. وقال تعالى : [/font][/color][/b][b][color=#33cc33][font=microsoft uighur]( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ[/font][/color][/b][/size][size=6][b][color=#2e5092][font=microsoft uighur] تَشْكُرُونَ ) الروم/ 46 .
4. ومن النعم الدينية : قوله تعالى : [/font][/color][/b][b][color=#33cc33][font=microsoft uighur]( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) المائدة/ 6[/font][/color][/b][/size][size=6][b][color=#2e5092][font=microsoft uighur] .
وغير ذلك كثير ، وإنما ذكرنا هنا بعض تلك النِّعَم ، وأما حصرها : فيستحيل ، كما قال الله تعالى : [/font][/color][/b][b][color=#33cc33][font=microsoft uighur]( وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الْأِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ) [/font][/color][/b][b][color=#2e5092][font=microsoft uighur]إبراهيم/ 34 ، ثم منَّ الله علينا فغفر لنا تقصيرها في شكر تلك النعم ، فقال : [/font][/color][/b][/size][b][color=#33cc33][font=microsoft uighur][size=6]( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ) النحل/ 18 .
[/size][/font][/color][/b][size=6][b][color=#2e5092][font=microsoft uighur]والمسلم دائم الطلب من ربِّه تعالى أن يعينه على شكره تعالى ؛ إذ لولا توفيق الله لعبده ، وإعانته : لما حصل الشكر ، ولذا شرع في السنَّة الصحيحة طلب الإعانة من الله على شكره تعالى .
عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِهِ وَقَالَ : [/font][/color][/b][b][color=red][font=microsoft uighur]( يَا مُعَاذُ ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ ، فَقَالَ : أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ : اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ ، وَشُكْرِكَ ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ ) .[/font][/color][/b][/size][b][color=#2e5092][font=microsoft uighur]
[size=6]رواه أبو داود ( 1522 ) والنسائي ( 1303 ) ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .
وكان الشكر على النِّعَم سبباً في زيادتها ، كما قال تعالى [/size][/font][/color][/b][b][color=#33cc33][font=microsoft uighur][size=6]: ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ) إبراهيم/ 7 .
[/size][/font][/color][/b][size=6][b][color=#2e5092][font=microsoft uighur]رابعاً:
كيف يكون شكر العبد ربَّه على نعمه الجليلة ؟ يكون الشكر بتحقيق أركانه ، وهي شكر القلب ، وشكر اللسان ، وشكر الجوارح .
قال ابن القيم - رحمه الله - :
[/font][/color][/b][b][color=#cc0099][font=microsoft uighur]الشكر يكون : بالقلب : خضوعاً واستكانةً ، وباللسان : ثناءً واعترافاً ، وبالجوارح : طاعةً وانقياداً .[/font][/color][/b][/size][b][color=#2e5092][font=microsoft uighur]
[size=6]" مدارج السالكين " ( 2 / 246 ) .
وتفصيل ذلك :
[/size][/font][/color][/b][size=6][b][color=red][font=microsoft uighur]1. أما شكر القلب : [/font][/color][/b][b][color=#2e5092][font=microsoft uighur]فمعناه : أن يستشعر القلب قيمة النعم التي أنعمها الله على عبده ، وأن ينعقد على الاعتراف بأن المنعم بهذه النعَم الجليلة هو الله وحده لا شريك له ، قال تعالى : [/font][/color][/b][b][color=#33cc33][font=microsoft uighur]( وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ )[/font][/color][/b][/size][size=6][b][color=#2e5092][font=microsoft uighur] النحل/ 53 .
وليس هذا الاعتراف من باب الاستحباب ، بل هو واجب ، ومن نسب هذه النعم لغيره تعالى : كفر .
[/font][/color][/b][b][color=red][font=microsoft uighur]قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله - :[/font][/color][/b][/size][b][color=#2e5092][font=microsoft uighur]
[size=6]الواجب على الخلق إضافة النعم إلى الله قولاً ، واعترافاً ، وبذلك يتم التوحيد ، فمن أنكر نعَم الله بقلبه ، ولسانه : فذلك كافر ، ليس معه من الدين شيء.
ومَن أقر بقلبه أن النعَم كلها من الله وحده ، وهو بلسانه تارة يضيفها إلى الله ، وتارة يضيفها إلى نفسه ، وعمله ، وإلى سعي غيره - كما هو جارٍ على ألسنة كثير من الناس - : فهذا يجب على العبد أن يتوب منه ، وأن لا يضيف النعم إلا إلى موليها ، وأن يجاهد نفسه على ذلك ، ولا يتحقق الإيمان ، والتوحيد إلا بإضافة النعَم إلى الله ، قولاً ، واعترافاً .
فإن الشكر الذي هو رأس الإيمان مبني على ثلاثة أركان : اعتراف القلب بنعَم الله كلها عليه ، وعلى غيره ، والتحدث بها ، والثناء على الله بها ، والاستعانة بها على طاعة المنعم ، وعبادته .
" القول السديد في مقاصد التوحيد " ( ص 140 ) .
وقال تعالى مبيناً حال من يجحد نسبة النعم لله تعالى [/size][/font][/color][/b][b][color=#33cc33][font=microsoft uighur][size=6]: ( يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ ) النحل/ 83[/size][/font][/color][/b][size=6][b][color=#2e5092][font=microsoft uighur] .
قال ابن كثير - رحمه الله - :
أي : يعرفون أن الله تعالى هو المسدي إليهم ذلك ، وهو المتفضل به عليهم ، ومع هذا ينكرون ذلك ، ويعبدون معه غيره ، ويسندون النصر والرزق إلى غيره .
" تفسير ابن كثير " ( 4 / 592 ) .
2. وأما شكر اللسان : فهو الاعتراف لفظاً – بعد عقد القلب اعتقاداً – بأن المنعَم على الحقيقة هو الله تعالى ، واشتغال اللسان بالثناء على الله عز وجل .
قال تعالى في سياق بيان نعمه على عبد محمد صلى الله عليه وسلم : [/font][/color][/b][b][color=#33cc33][font=microsoft uighur]( وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى )[/font][/color][/b][/size][b][color=#2e5092][font=microsoft uighur][size=6] الضحى/ 8 ، ثم أمره في مقابل ذلك بقوله : ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) الضحى/ 11 .
قال ابن كثير – رحمه الله - :
أي : وكما كنت عائلا فقيراً فأغناك الله : فحدِّث بنعمة الله عليك .
" تفسير ابن كثير " ( 8 / 427 ) .
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : [/size][/font][/color][/b][b][color=#cc0099][font=microsoft uighur][size=6]( إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنْ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا ، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا ) .
[/size][/font][/color][/b][size=6][b][color=#2e5092][font=microsoft uighur]رواه مسلم ( 2734 ) .
[/font][/color][/b][b][color=red][font=microsoft uighur]قال أبو العباس القرطبي – رحمه الله - :[/font][/color][/b][/size][b][color=#2e5092][font=microsoft uighur]
[size=6]والحمد هنا بمعنى الشكر ، وقد قدمنا : أن الحمد يوضع موضع الشكر ، ولا يوضع الشكر موضع الحمد ، وفيه دلالة على أن [/size][/font][/color][/b][b][color=red][font=microsoft uighur][size=6]شكر النعمة - وإن قلَّت -[/size][/font][/color][/b][size=6][b][color=#2e5092][font=microsoft uighur] : سببُ نيل رضا الله تعالى ، الذي هو أشرف أحوال أهل الجنة ، وسيأتي قول الله عز وجل لأهل الجنة حين يقولون : " أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك ، فيقول : ( ألا أعطيكم أفضل من ذلك ؟ ) فيقولون : ما هو ؟ ألم تبيض وجوهنا ، وتدخلنا الجنة ، وتزحزحنا عن النار ؟ ، فيقول : ( أحلُّ عليكم رضواني ، فلا أسخط عليكم بعده أبداً ) .
وإنما كان الشكر سبباً لذلك الإكرام العظيم لأنَّه يتضمَّن معرفة المنْعِم ، وانفراده بخلق تلك النعمة ، وبإيصالها إلى المنعَم عليه ، تفضلاًّ من المنعِم ، وكرماً ، ومنَّة ، وأن المنعَم عليه فقيرٌ ، محتاجٌ إلى تلك النعَم ، ولا غنى به عنها ، فقد تضمَّن ذلك معرفة حق الله وفضله ، وحقّ العبد وفاقته ، وفقره ، فجعل الله تعالى جزاء تلك المعرفة : تلك الكرامة الشريفة .
" المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم " ( 7 / 60 ، 61 ) .
ومن هنا قال بعض السلف : " مَن كتم النعمة : فقد كفَرها ، ومن أظهرها ونشرها : فقد شكرها " .
قال ابن القيم – تعليقاً على هذا - :
وهذا مأخوذ من قوله : [/font][/color][/b][b][color=red][font=microsoft uighur]( إن الله إذا أنعم على عبد بنعمة : أحب أن يَرى أثر نعمته على عبده ) .[/font][/color][/b][/size][b][color=#2e5092][font=microsoft uighur]
[size=6]" مدارج السالكين " ( 2 / 246 ) .
ويروى عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله قوله : تذاكروا النِّعَم ، فإنَّ ذِكرها شكرٌ .
3. وأما شكر الجوارح : فهو أن يسخِّر جوارحه في طاعة الله ، ويجنبها ارتكاب ما نهى الله عنه من المعاصي والآثام .
وقد قال الله تعالى : [/size][/font][/color][/b][b][color=#33cc33][font=microsoft uighur][size=6]( اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْراً ) سـبأ/ من الآية 13 .[/size][/font][/color][/b][b][color=#2e5092][font=microsoft uighur]
[size=6]عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : [/size][/font][/color][/b][b][color=#cc0099][font=microsoft uighur][size=6]كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى قَامَ حَتَّى تَفَطَّرَ رِجْلَاهُ قَالَتْ عَائِشَةُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَصْنَعُ هَذَا وَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ؟ فَقَالَ : ( يَا عَائِشَةُ أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا ) .
[/size][/font][/color][/b][size=6][b][color=#2e5092][font=microsoft uighur]رواه البخاري ( 4557 ) ومسلم ( 2820 ) .
قال ابن بطَّال – رحمه الله - :
[/font][/color][/b][b][color=red][font=microsoft uighur]قال الطبري[/font][/color][/b][/size][size=6][b][color=#2e5092][font=microsoft uighur] : والصّواب في ذلك : أن شكر العبد هو : إقراره بأن ذلك من الله دون غيره ، وإقرار الحقيقة : الفعل ، ويصدقه العمل ، فأما الإقرار الذي يكذبه العمل ، فإن صاحبه لا يستحق اسم الشاكر بالإطلاق ، ولكنه يقال شكر باللسان ، والدليل على صحة ذلك : قوله تعالى : ( اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ) سبأ/ 13 ، ومعلوم أنه لم يأمرهم ، إذ قال لهم ذلك ، بالإقرار بنعمه ؛ لأنهم كانوا لا يجحدون أن يكون ذلك تفضلاًّ منه عليهم ، وإنما أمرهم بالشكر على نعمه بالطاعة له بالعمل ، وكذلك قال صلى الله عليه وسلم حين تفطرت قدماه في قيام الليل : ( أفلا أكون عبدًا شكوراً ) .
" شرح صحيح البخارى " ( 10 / 183 ، 184 ) .
وقال أبو هارون : دخلتُ على أبي حازم ، فقلت له : يرحمك الله ، ما شكرُ العينين ؟ قال : إذا رأيتَ بهما خيراً : ذكرته ، وإذا رأيتَ بهما شرّاً : سترته ، قلت : فما شكر الأذنين ؟ قال : إذا سمعتَ بهما خيراً : حفظته ، وإذا سمعتَ بهما شرّاً : نسيتَه .
[/font][/color][/b][b][color=red][font=microsoft uighur]قال ابن رجب الحنبلي – رحمه الله - :[/font][/color][/b][/size][b][color=#2e5092][font=microsoft uighur]
[size=6]الشكر على درجتين : إحداهما واجب ، وهو أن يأتي بالواجبات ، ويتجنب المحرمات ، فهذا لا بد منه ، ويكفي في شكر هذه النعم ، ... .
[/size][/font][/color][/b][b][color=red][font=microsoft uighur][size=6]ومن هنا قال بعض السلف :[/size][/font][/color][/b][size=6][b][color=#2e5092][font=microsoft uighur]
" الشكر : ترك المعاصي " .
وقال بعضهم : " الشكر أن لا يُستعان بشيءٍ من النعَم على معصيته " .
وذكر أبو حازم الزاهد شكرَ الجوارح كلها : " أن تكف عن المعاصي ، وتستعمل في الطاعات " ، ثم قال : " وأما مَن شكر بلسانه ولم يشكر بجميع أعضائه : فمثَلُه كمثل رجل له كساء فأخذ بطرفه ، فلم يلبسه ، فلم ينفعه ذلك من البرد ، والحر ، والثلج ، والمطر " .
الدرجة الثانية من الشكر : الشكر المستحب ، وهو أن يعمل العبد بعد أداء الفرائض ، واجتناب المحارم : بنوافل الطاعات ، وهذه درجة السابقين المقربين ... .
" جامع العلوم والحكم " ( ص 245 ، 246 ) .
[/font][/color][/b][b][color=red][font=microsoft uighur]والخلاصة :[/font][/color][/b][/size][b][color=#2e5092][font=microsoft uighur]
[size=6]أنه حتى تكون شاكراً لربك تعالى على ما أنعم عليك : فإنه يجب عليك الاعتراف بقلبك أن واهب هذه النعم ، ومسديها هو الله تعالى ، فتعظمه ، وتنسبها إليه ، وأن تعترف بذلك بلسانك ، فتشكره بعد الاستيقاظ من النوم أن وهب لك الحياة ، وبعد الطعام والشراب أن رزقك إياهما وتفضل بهما عليك ، وهكذا في كل نعمة تراها على نفسك .
وتشكره بجوارك بأن لا تجعلها ترى ، ولا تسمع ، معصية ، أو منكراً ، كغناء ، أو غيبة ، ولا تمش برجليك إلى أماكن محرَّمة ، ولا تستعمل يديك في منكر ، ككتابة محرمة في علاقة مع نساء أجنبيات ، أو كتابة عقود محرمة ، أو القيام بصنعة أو عمل محرَّم ،
ومن شكر النعم بالجوارح : تسخيرها في طاعة الله تعالى ، بقراءة القرآن ، وكتب العلم ، وسماع النافع والمفيد ، وهكذا باقي الجوارح تسخرها في الطاعات المختلفة .
واعلم أن شكر النعَم نعمة تحتاج لشكر ، وهكذا يبقى العبد متقلباً في نعَم ربِّه ، وهو يشكر ربه على تلك النعم ، ويحمده أن وفقه إلى أن يكون من الشاكرين .
نسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياك لما يحب ويرضى .
والله أعلم[/size][/font][/color][/b][b][color=#aeaeae][font=microsoft uighur][/font][/color][/b]
[center][center][color=red][font=decotype naskh special][size=6] [/size][/font][/color][/center]
[center][color=red][font=decotype naskh special][size=6]اللهم إن نسألك الفردوس الأعلى[/size][/font][/color][/center]
[center][color=red][font=decotype naskh special][size=6]وما قرب إليها من قول وعمل [/size][/font][/color][/center]
[center][color=red][font=decotype naskh special][size=6]اللهم احشرنا مع الرسول صلى عليه وسلم[/size][/font][/color][/center]
[center][color=red][font=decotype naskh special][size=6]مع آله وزوجاته وصحابته والتابعين من بعدهم والأئمة المهديين والدين يلونهم[/size][/font][/color][/center]
[center][color=red][font=decotype naskh special][size=6]ومن سار على نهجه وسنته [/size][/font][/color][/center]
[center][color=red][font=decotype naskh special][size=6]اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا وأنر لنا بالحق دربنا وثبتنا على الهدى
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
اللهم اهد شباب المسلمين وارزقهم الطهر والستر والعفاف وارزقهم الزوجات الصالحات
...والأزواج الصالحين يا أرحم الراحمين
اللهم إنا نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار يا عزيز يا قوي يا جبار
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .[/size][/font][/color][/center]
[center][color=red][font=decotype naskh special][size=6]وصلي اللهم على نبينا محمد ...والحمدلله رب العالمين[/size][/font][/color][/center]
[center][size=6][color=red][font=decotype naskh special]آمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــين[/font][/color][color=red][font=decotype naskh special][/font][/color][/size][/center][/center]
[size=6][/size]


الساعة الآن 06:09 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.