القوادح في العقيدة ووسائل السلامة منها
 

[CENTER][FONT=Simplified Arabic][B][FONT=Arial]الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على عبده ورسوله وخليله، وأمينه على وحيه، نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله، وعلى آله وأصحابه، ومن سلك سبيله، واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد:[/FONT][/B][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][B][FONT=Arial]فلا ريب أن سلامة العقيدة أهم الأمور، وأعظم الفرائض، ولهذا رأيت أن يكون عنوان هذه الكلمة: "القوادح في العقيدة ووسائل السلامة منها".[/FONT][/B][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][B][FONT=Arial]العقيدة: هي ما يعتقده الإنسان ويدين به من خير وشر، من فساد وصلاح. والمطلوب: هو التمسك بالعقيدة الصحيحة، وما يجب على العبد في ذلك؛ لأن في هذا العالم عقائد كثيرة، كلها فاسدة إلا العقيدة التي جاء بها كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهي العقيدة الإسلامية الصافية النقية من شوائب الشرك والبدع والمعاصي، هذه هي العقيدة التي جاء بها كتاب الله، ودلت عليها سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي الإسلام.[/FONT][/B][/FONT]
[B][FONT=Arial]قال الله تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ[/FONT][/B][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftn1"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][B][FONT=Arial][1][/FONT][/B][/U][/FONT][/COLOR][/URL][B][FONT=Arial]، وقال عز وجل: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا[/FONT][/B][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftn2"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][B][FONT=Arial][2][/FONT][/B][/U][/FONT][/COLOR][/URL][B][FONT=Arial]. فالإسلام هو دين الله لا يقبل من أحد سواه، قال الله عز وجل: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ[/FONT][/B][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftn3"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][B][FONT=Arial][3][/FONT][/B][/U][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Simplified Arabic][B][FONT=Arial]، وهو دين الأنبياء كلهم.[/FONT][/B][/FONT]
[B][FONT=Arial][FONT=Simplified Arabic]فهو دين آدم أبينا عليه الصلاة والسلام، وهو دين الأنبياء بعده نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، وداود، وسليمان، وإسحاق، ويعقوب، ويوسف، ودين غيرهم من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وهو دين نبينا محمد عليه الصلاة والسلام الذي بعثه الله به للناس عامة، قال النبي عليه الصلاة والسلام: [/FONT][COLOR=red][FONT=Simplified Arabic]((الأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد))[/FONT][/COLOR][/FONT][/B][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftn4"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][B][FONT=Arial][4][/FONT][/B][/U][/FONT][/COLOR][/URL][B][FONT=Arial][FONT=Simplified Arabic]، وفي لفظ: [/FONT][COLOR=red][FONT=Simplified Arabic]((أولاد علّات))[/FONT][/COLOR] والمعنى: أن دين الأنبياء واحد وهو توحيد الله، والإيمان بأنه رب العالمين، وأنه الخلاق العليم، وأنه المستحق للعبادة دون كل ما سواه، والإيمان بالآخرة والبعث والنشور، والجنة والنار والميزان، وغير هذا من أمور الآخرة، أما الشرائع فهي مختلفة، وهذا معنى "أولاد علّات" أولاد لضرّات، كنى بهذا عن الشرائع، كما قال سبحانه: لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا[/FONT][/B][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftn5"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][B][FONT=Arial][5][/FONT][/B][/U][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Simplified Arabic][B][FONT=Arial]. إخوة الأب: أبوهم واحد وأمهاتهم متفرقات، هكذا الأنبياء دينهم واحد وهو توحيد الله والإخلاص له. [/FONT][/B][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][B][FONT=Arial]وهو معنى "لا إله إلا الله"، وهو إفراد الله بالعبادة، والإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، وباليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره، وما يتفرع بعد ذلك من البعث والنشور، والجنة والنار، والميزان والحساب والصراط، وغير هذا.[/FONT][/B][/FONT]
[B][FONT=Arial]هكذا الأنبياء دينهم واحد، كلهم جاءوا بهذا الأمر - عليهم الصلاة والسلام - ولكن الشرائع تفرقت، بمثابة الأولاد لأمهات العلات، فشريعة التوراة فيها ما ليس في شريعة الإنجيل، وفي الشرائع التي قبلها أشياء ليست فيها، وفي شريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أشياء غير ما في التوراة والإنجيل، فقد يسر الله على هذه الأمة وخفف عنها الكثير، كما قال جل وعلا: وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ[/FONT][/B][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftn6"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][B][FONT=Arial][6][/FONT][/B][/U][/FONT][/COLOR][/URL][B][FONT=Arial][FONT=Simplified Arabic]، وقال عليه الصلاة والسلام: [/FONT][COLOR=red][FONT=Simplified Arabic]((بعثت بالحنيفية السمحة))[/FONT][/COLOR]، فالله بعثه بشريعة سمحة ليس فيها آصار، وليس فيها أغلال، وليس فيها حرج، كما قال سبحانه: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ[/FONT][/B][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftn7"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][B][FONT=Arial][7][/FONT][/B][/U][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Simplified Arabic][B][FONT=Arial]، كان أتباع الشرائع الماضية قبل شريعة نبينا صلى الله عليه وسلم لا يتيممون عند فقد الماء، بل يؤخرون الصلوات ويجمعونها حتى يجدوا الماء، ثم يتوضئون ويصلون، وجاء في هذه الشريعة المحمدية التيمم، فمن عدم الماء أو عجز عنه تيمم بالتراب وصلى، وجاء في ذلك أنواع كثيرة من التيسير والتسهيل.[/FONT][/B][/FONT]
[B][FONT=Arial][FONT=Simplified Arabic]وكان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى الناس عامة، إلى الجن والإنس، والعرب والعجم، وجعله الله خاتم الأنبياء. وكان من قبلنا لا يصلون إلا في بيعهم ومساجدهم ومحلات صلاتهم، أما في هذه الشريعة المحمدية فإنك تصلي حيث كنت، في أي أرض الله حضرت الصلاة صليت، في أي أرض الله من الصحاري والقفار، كما قال عليه الصلاة والسلام: [/FONT][COLOR=red][FONT=Simplified Arabic]((وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً))[/FONT][/COLOR][/FONT][/B][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftn8"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][B][FONT=Arial][8][/FONT][/B][/U][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Simplified Arabic][B][FONT=Arial].[/FONT][/B][/FONT]
[B][FONT=Arial]فالشريعة الإسلامية التي جاء بها نبينا صلى الله عليه وسلم شريعة واسعة ميسرة ليس فيها حرج ولا أغلال، ومن ذلك المريض لا يلزمه الصوم، بل له أن يفطر ويقضي، والمسافر يقصر الصلاة الرباعية، ويفطر في رمضان، ويقضي الصوم، كما قال الله عز وجل: وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ[/FONT][/B][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftn9"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][B][FONT=Arial][9][/FONT][/B][/U][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Simplified Arabic][B][FONT=Arial]، والمصلي إن عجز عن القيام صلى قاعداً، وإن عجز عن القعود صلى على جنبه، وإن عجز عن الصلاة على جنبه صلى مستلقياً، كما صحت بذلك السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. [/FONT][/B][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][B][FONT=Arial]وإذا لم يجد من الأكل ما يسد رمقه من الحلال جاز له أن يأكل من الميتة ونحوها ما يسد رمقه حتى لا يموت.[/FONT][/B][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][B][FONT=Arial]فالعقيدة الإسلامية هي توحيد الله والإخلاص له سبحانه، والإيمان به، وبرسله، وبكتبه، وبملائكته، وباليوم الآخر من البعث والنشور، ومن الجنة والنار وغير ذلك من أمور الآخرة، والإيمان بالقدر خيره وشره، وأنه سبحانه قدر الأشياء، وعلمها وأحاط بها، وكتبها عنده سبحانه وتعالى. ومن أركان الإسلام الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج. ومن واجباته وفرائضه الجهاد في سبيل الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، إلى غير ذلك.[/FONT][/B][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][B][FONT=Arial]فالإسلام: هو الاستسلام لله، والانقياد له سبحانه بتوحيده، والإخلاص له والتمسك بطاعته وطاعة رسوله عليه الصلاة والسلام، ولهذا سمي إسلاماً؛ لأن المسلم يسلم أمره لله، ويوحده سبحانه، ويعبده وحده دون ما سواه، وينقاد لأوامره ويدع نواهيه، ويقف عند حدوده، هكذا الإسلام. [/FONT][/B][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][B][FONT=Arial]وله أركان خمسة وهي: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً. [/FONT][/B][/FONT]
[B][FONT=Arial]والشهادتان معناهما: توحيد الله والإخلاص له، والإيمان بأن محمداً رسوله عليه الصلاة والسلام إلى جميع الثقلين الجن والإنس، وهاتان الشهادتان هما أصل الدين، وهما أساس الملة، فلا معبود بحق إلا الله وحده، وهذا هو معنى لا إله إلا الله، كما قال عز وجل: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ[/FONT][/B][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftn10"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][B][FONT=Arial][10][/FONT][/B][/U][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Simplified Arabic][B][FONT=Arial]. [/FONT][/B][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][B][FONT=Arial]وأما شهادة أن محمداً رسول الله فمعناها أن تشهد عن يقين وعلم أن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي المكي ثم المدني هو رسول الله حقاً، وهو أشرف عباد الله، وقرابته وأسرته هم أفضل العرب على الإطلاق، فهو خيار من خيار من خيار عليه الصلاة والسلام، وهو أشرف الخلق وسيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه. [/FONT][/B][/FONT]
[B][FONT=Arial][FONT=Simplified Arabic]فعليك أن تؤمن بأن الله بعثه للناس عامة إلى الجن والإنس، إلى الذكور والإناث، إلى العرب والعجم، إلى الأغنياء والفقراء، إلى الحاضرة والبادية، هو رسول الله إلى الجميع، من اتبعه فله الجنة، ومن خالف أمره فله النار، قال النبي صلى الله عليه وسلم: [/FONT][COLOR=red][FONT=Simplified Arabic]((كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قيل: يا رسول الله ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى))[/FONT][/COLOR][FONT=Simplified Arabic] خرجه البخاري في صحيحه[/FONT][/FONT][/B][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftn11"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][B][FONT=Arial][11][/FONT][/B][/U][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Simplified Arabic][B][FONT=Arial].[/FONT][/B][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][B][FONT=Arial]فهذه العقيدة الإسلامية العظيمة مضمونها توحيد الله، والإخلاص له، والإيمان برسوله محمد صلى الله عليه وسلم وأنه رسوله حقاً، والإيمان بجميع المرسلين، مع الإيمان بوجوب الصلاة والزكاة والصيام والحج، والإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، والإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله، هذه هي العقيدة الإسلامية المحمدية، وقد وقع من بعض الناس قوادح فيها، ونواقض تنقضها يجب أن نبينها في هذه الكلمة.[/FONT][/B][/FONT][/CENTER]

[CENTER][B][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial]والقوادح قسمان:[/FONT][/FONT][/COLOR][/B]
[FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial]قسم ينقض هذه العقيدة ويبطلها، فيكون صاحبه كافراً نعوذ بالله. وقسم ينقص هذه العقيدة ويضعفها.[/FONT][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial]فالأول: يسمى ناقضاً، وهو الذي يبطلها ويفسدها، ويكون صاحبه كافراً مرتداً عن الإسلام، وهذا النوع هو القوادح المكفرة، وهي نواقض الإسلام، وهي الموجبة للردة، هذه تسمى نواقض.[/FONT][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial]والناقض يكون قولاً، ويكون عملاً، ويكون اعتقاداً، ويكون شكاً، فقد يرتد الإنسان بقول يقوله أو بعمل يعمله، أو باعتقاد يعتقده، أو بشك يطرأ عليه، هذه الأمور الأربعة كلها يأتي منها الناقض الذي يقدح في العقيدة ويبطلها، وقد ذكرها أهل العلم في كتبهم وسموا بابها: "باب حكم المرتد".[/FONT][/FONT]
[FONT=Arial][FONT=Simplified Arabic]فكل مذهب من مذاهب العلماء، وكل فقيه من الفقهاء ألف كتباً في الغالب عندما يذكر الحدود يذكر "باب حكم المرتد"، وهو الذي يكفر بعد الإسلام، ويسمى هذا مرتداً، يعني أنه رجع عن دين الله وارتد عنه، قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: [/FONT][COLOR=red][FONT=Simplified Arabic]((من بدل دينه فاقتلوه))[/FONT][/COLOR][FONT=Simplified Arabic] خرجه البخاري في الصحيح[/FONT][/FONT][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftn12"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][FONT=Arial][12][/FONT][/U][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial].[/FONT][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial]وفي الصحيحين[/FONT][/FONT][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftn13"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][FONT=Arial][13][/FONT][/U][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Arial][FONT=Simplified Arabic]: [/FONT][COLOR=red][FONT=Simplified Arabic]((أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا موسى الأشعري إلى اليمن ثم أتبعه معاذ بن جبل رضي الله عنهما فلما قدم عليه قال: أنزل وألقي له وسادة، وإذا رجل عنده موثق قال: ما هذا؟ قال: هذا كان يهودياً فأسلم، ثم راجع دينه - دين السوء - فتهود، فقال معاذ: لا أنزل حتى يقتل قضاء الله ورسوله، فقال: انزل، قال: لا أنزل حتى يقتل قضاء الله ورسوله ثلاث مرات، فأمر به أبو موسى رضي الله عنه فقتل))[/FONT][/COLOR][FONT=Simplified Arabic]، فدل ذلك على أن المرتد عن الإسلام يقتل إذا لم يتب، يستتاب فإن تاب ورجع فالحمد لله، وإن لم يرجع وأصر على كفره وضلاله يقتل، ويعجل به إلى النار؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: [/FONT][COLOR=red][FONT=Simplified Arabic]((من بدل دينه فاقتلوه))[/FONT][/COLOR][/FONT][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftn14"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][FONT=Arial][14][/FONT][/U][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial].[/FONT][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial]فالنواقض التي تنقض الإسلام كثيرة منها:[/FONT][/FONT]
[B][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial]الردة بالقول:[/FONT][/FONT][/COLOR][/B]
[FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial]مثل سب الله، هذا قول ينقض الدين، وهكذا سب الرسول صلى الله عليه وسلم، يعني اللعن والسب لله ولرسوله، أو للعيب والتنقص، مثل أن يقول: إن الله ظالم، إن الله بخيل، إن الله فقير، إن الله جل وعلا لا يعلم بعض الأمور، أو لا يقدر على بعض الأمور، كل هذه الأقوال وأشباهها سب وردة عن الإسلام.[/FONT][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial]فمن انتقص الله أو سبه أو عابه بشيء فهو كافر مرتد عن الإسلام - نعوذ بالله من ذلك - وهذه ردة قولية، إذا سب الله أو استهزأ به أو تنقصه أو وصفه بأمر لا يليق، كما تقول اليهود إن الله بخيل، إن الله فقير ونحن أغنياء، وهكذا لو قال إن الله لا يعلم بعض الأمور، أو لا يقدر على بعض الأمور، أو نفى صفات الله ولم يؤمن بها، فهذا يكون مرتداً بأقواله السيئة.[/FONT][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial]أو قال مثلاً: إن الله لم يوجب علينا الصلاة فهذه ردة عن الإسلام، فمن قال: إن الله لم يوجب الصلاة فقد ارتد عن الإسلام بإجماع المسلمين، إلا إذا كان جاهلاً بعيداً عن المسلمين لا يعرف فيعلم، فإن أصر كفر، وأما إذا كان بين المسلمين، ويعرف أمور الدين، ثم قال: ليست الصلاة بواجبة فهذه ردة، يستتاب منها فإن تاب وإلا قتل.[/FONT][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial]أو قال: الزكاة غير واجبة على الناس، أو قال: صوم رمضان غير واجب على الناس، أو الحج مع الاستطاعة غير واجب على الناس، من قال هذه المقالات كفر إجماعاً، ويستتاب فإن تاب وإلا قتل نعوذ بالله من ذلك، وهذه الأمور ردة قولية.[/FONT][/FONT]
[B][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial]ومنها الردة بالفعل:[/FONT][/FONT][/COLOR][/B]
[FONT=Arial][FONT=Simplified Arabic]والردة الفعلية مثل ترك الصلاة، فكونه لا يصلي وإن قال: إنها واجبة، لكن لا يصلي هذه ردة على الأصح من أقوال العلماء؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: [/FONT][COLOR=red][FONT=Simplified Arabic]((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر))[/FONT][/COLOR][FONT=Simplified Arabic] رواه الإمام أحمد، والترمذي والنسائي وابن ماجه بإسناد صحيح[/FONT][/FONT][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftn15"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][FONT=Arial][15][/FONT][/U][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Arial][FONT=Simplified Arabic]، وقوله صلى الله عليه وسلم: [/FONT][COLOR=red][FONT=Simplified Arabic]((بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة))[/FONT][/COLOR][FONT=Simplified Arabic] أخرجه مسلم في صحيحه[/FONT][/FONT][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftn16"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][FONT=Arial][16][/FONT][/U][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial].[/FONT][/FONT]
[FONT=Arial][FONT=Simplified Arabic]وقال عبد الله بن شقيق العقيلي التابعي المتفق على جلالة قدره رحمه الله: [/FONT][COLOR=red][FONT=Simplified Arabic](كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة)[/FONT][/COLOR][FONT=Simplified Arabic] رواه الترمذي[/FONT][/FONT][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftn17"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][FONT=Arial][17][/FONT][/U][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial] وإسناده صحيح. وهذه ردة فعلية، وهي ترك الصلاة عمداً.[/FONT][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial]ومن ذلك لو استهان بالمصحف الشريف وقعد عليه مستهيناً به، أو لطخه بالنجاسة عمداً، أو وطأه بقدمه يستهين به، فإنه يرتد بذلك عن الإسلام.[/FONT][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial]ومن الردة الفعلية كونه يطوف بالقبور يتقرب لأهلها بذلك، أو يصلي لهم أو للجن، وهذه ردة فعلية، أما دعاؤه لهم والاستعانة بهم والنذر لهم فردة قولية.[/FONT][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial]أما من طاف بالقبور يقصد بذلك عبادة الله، فهو بدعة قادحة في الدين، ووسيلة من وسائل الشرك، ولا يكون ردة، إنما يكون بدعة قادحة في الدين إذا لم يقصد التقرب إليهم بذلك، وإنما فعل ذلك تقرباً إلى الله سبحانه جهلاً منه.[/FONT][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial]ومن الكفر الفعلي كونه يذبح لغير الله، ويتقرب لغيره سبحانه بالذبائح، يذبح البعير أو الشاة أو الدجاجة أو البقرة لأصحاب القبور تقرباً إليهم يعبدهم بها، أو للجن يعبدهم بها، أو للكواكب يتقرب إليها بذلك، وهذا مما أهل به لغير الله، فيكون ميتة، ويكون كفراً أكبر، نسأل الله العافية من ذلك، هذه كلها من أنواع الردة والنواقض عن الإسلام الفعلية.[/FONT][/FONT]
[B][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial]ومنها: الردة بالاعتقاد:[/FONT][/FONT][/COLOR][/B]
[FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial]ومن أنواع الردة العقدية التي يعتقدها بقلبه وإن لم يتكلم بها ولم يفعل، بل بقلبه يعتقد، إذا اعتقد بقلبه أن الله جل وعلا فقير، أو أنه بخيل، أو أنه ظالم، ولو أنه ما تكلم، ولو لم يفعل شيئاً، هذا كفر بمجرد هذه العقيدة بإجماع المسلمين. أو اعتقد بقلبه أنه لا يوجد بعث ولا نشور، وأن كل ما جاء في هذا ليس له حقيقة، أو اعتقد بقلبه أنه لا يوجد جنة أو نار، ولا حياة أخرى، إذا اعتقد ذلك بقلبه ولو لم يتكلم بشيء، هذا كفر وردة عن الإسلام نعوذ بالله من ذلك وتكون أعماله باطلة، ويكون مصيره إلى النار بسبب هذه العقيدة.[/FONT][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial]وهكذا لو اعتقد بقلبه ولو لم يتكلم أن محمداً صلى الله عليه وسلم ليس بصادق، أو أنه ليس بخاتم الأنبياء وأن بعده أنبياء، أو اعتقد أن مسيلمة الكذاب نبي صادق، فإنه يكون كافراً بهذه العقيدة.[/FONT][/FONT]
[FONT=Arial][FONT=Simplified Arabic]أو اعتقد بقلبه أن نوحاً أو موسى أو عيسى أو غيرهم من الأنبياء عليهم السلام أنهم كاذبون أو أحداً منهم هذا ردة عن الإسلام، أو اعتقد أنه لا بأس أن يدعي مع الله غيره كالأنبياء أو غيرهم من الناس، أو الشمس والكواكب أو غيرها، إذا اعتقد بقلبه ذلك صار مرتداً عن الإسلام؛ لأن الله تعالى يقول: [/FONT][B][COLOR=red][FONT=Simplified Arabic]ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ[/FONT][/COLOR][/B][/FONT][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftn18"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][FONT=Arial][18][/FONT][/U][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Arial][FONT=Simplified Arabic]، وقال سبحانه: [/FONT][B][COLOR=red][FONT=Simplified Arabic]وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ[/FONT][/COLOR][/B][/FONT][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftn19"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][FONT=Arial][19][/FONT][/U][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Arial][COLOR=window****][FONT=Simplified Arabic]، وقال:[/FONT][/COLOR][B][COLOR=red][FONT=Simplified Arabic] إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ[/FONT][/COLOR][/B][/FONT][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftn20"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][FONT=Arial][20][/FONT][/U][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Arial][FONT=Simplified Arabic]، وقال: [/FONT][B][COLOR=red][FONT=Simplified Arabic]وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ[/FONT][/COLOR][/B][/FONT][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftn21"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][FONT=Arial][21][/FONT][/U][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Arial][FONT=Simplified Arabic]، وقال: [/FONT][B][COLOR=red][FONT=Simplified Arabic]فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ[/FONT][/COLOR][/B][/FONT][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftn22"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][FONT=Arial][22][/FONT][/U][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Arial][FONT=Simplified Arabic]، وقال سبحانه: [/FONT][B][COLOR=red][FONT=Simplified Arabic]وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ[/FONT][/COLOR][/B][/FONT][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftn23"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][FONT=Arial][23][/FONT][/U][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial]، والآيات في هذا المعنى كثيرة.[/FONT][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial]فمن زعم أو اعتقد أنه يجوز أن يعبد مع الله غيره من ملك، أو نبي، أو شجر، أو جن، أو غير ذلك فهو كافر، وإذا نطق وقال بلسانه ذلك صار كافراً بالقول والعقيدة جميعاً، وإن فعل ذلك ودعا غير الله واستغاث بغير الله صار كافراً بالقول والعمل والعقيدة جميعاً، نسأل الله العافية من ذلك.[/FONT][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial]ومما يدخل في هذا ما يفعله عباد القبور اليوم في كثير من الأمصار من دعاء الأموات، والاستغاثة بهم، وطلب المدد منهم، فيقول بعضهم: يا سيدي المدد المدد، يا سيدي الغوث الغوث، أنا بجوارك اشف مريضي، ورد غائبي، وأصلح قلبي، يخاطبون الأموات الذين يسمونهم الأولياء، ويسألونهم هذا السؤال، نسوا الله وأشركوا معه غيره - تعالى الله عن ذلك - فهذا كفر قولي وعقدي وفعلي.[/FONT][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial]وبعضهم ينادي من مكان بعيد وفي أمصار متباعدة يا رسول الله انصرني ونحو هذا، وبعضهم يقول عند قبره: يا رسول الله اشف مريضي، يا رسول الله: المدد المدد، انصرنا على أعدائنا، أنت تعلم ما نحن فيه، انصرنا على أعدائنا. والرسول صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب، إذ لا يعلم الغيب إلا الله سبحانه، هذا من الشرك القولي والعملي، وإذا اعتقد مع ذلك أن هذا جائز وأنه لا بأس به صار شركاً قولياً وفعلياً وعقدياً نسأل الله العافية من ذلك. وهذا واقع في دول وبلدان كثيرة، وكان واقعاً في هذه البلاد، كان واقعاً في الرياض والدرعية قبل قيام دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، فقد كانت لهم آلهة في الرياض والدرعية وغيرهما، أشجار تعبد من دون الله، وأناس يقال: إنهم من الأولياء يعبدونهم مع الله، وقبور تعبد مع الله.[/FONT][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial]وكان قبر زيد بن الخطاب رضي الله عنه موجوداً في الجبيلة حيث قتل في حروب الردة أيام مسيلمة، كان قبره يعبد من دون الله حتى هدم ذلك القبر ونسي اليوم والحمد لله بأسباب دعوة الشيخ محمد قدس الله روحه وجزاه عنا وعن المسلمين أفضل الجزاء.[/FONT][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial]وقد كان في نجد والحجاز من الشرك العظيم والاعتقادات الباطلة، ودعوة غير الله ما لا يعد ولا يحصى، فلما جاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في النصف الثاني من القرن الثاني عشر، أي قبل ما يزيد عن مائتي سنة، دعا إلى الله، وأرشد الناس، فعاداه كثير من العلماء الجهلة وأهل الهوى، لكن الله أيده بعلماء الحق، وبآل سعود - رحم الله الجميع - فدعا إلى الله، وأرشد الناس إلى توحيد الله، وبين لهم أن عبادة الجن والأحجار والأولياء والصالحين وغيرهم شرك من عمل الجاهلية، وأنها أعمال أبي جهل وأمثاله من كفار قريش في عبادتهم اللات والعزى، ومناة، وعبادة القبور، هذه هي أعمالهم، فبين رحمه الله للناس، وهدى الله على يديه من هدى، ثم عمت الدعوة بلاد نجد والحجاز وبقية الجزيرة العربية، وانتشر فيها التوحيد والإيمان، وترك الناس الشرك بالله وعبادة القبور والأولياء بعد أن كانوا يعبدونها إلا من رحم الله، بل كان بعضهم يعبد أناساً مجانين لا عقول لهم ويسمونهم أولياء، وهذا من عظيم جهلهم الذي كانوا واقعين فيه.[/FONT][/FONT]
[B][COLOR=blue][FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial]ومنها الردة بالشك:[/FONT][/FONT][/COLOR][/B]
[FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial]عرضنا للردة التي تكون بالقول، والردة بالعمل، والردة بالعقيدة، أما الردة بالشك فمثل الذي يقول: أنا لا أدري هل الله حق أم لا؟ أنا شاك، هذا كافر كفر شك، أو قال: أنا لا أعلم هل البعث حق أم لا؟ أو قال: أنا لا أدري هل الجنة والنار حق أم لا؟ أنا لا أدري، أنا شاك.[/FONT][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial]فمثل هذا يستتاب، فإن تاب وإلا قتل كافراً لشكه فيما هو معلوم من الدين بالضرورة وبالنص والإجماع.[/FONT][/FONT]
[FONT=Arial][FONT=Simplified Arabic]فالذي يشك في دينه ويقول: أنا لا أدري هل الله حق؟ أو هل الرسول حق؟ وهل هو صادق أم كاذب؟ أو قال: لا أدري هل هو خاتم النبيين؟ أو قال: لا أدري مسيلمة كاذب أم لا؟ أو قال: ما أدري هل الأسود العنسي - الذي ادعى النبوة في اليمن - كاذب أم لا؟ هذه الشكوك كلها ردة عن الإسلام، يستتاب صاحبها ويبين له الحق، فإن تاب وإلا قتل. ومثل لو قال: أشك في الصلاة هل هي واجبة أم لا؟ أو الزكاة هل هي واجبة أم لا؟ وصيام رمضان هل هو واجب أم لا؟ أو شك في الحج مع الاستطاعة هل هو واجب في العمر مرة أم لا؟ فهذه الشكوك كلها كفر أكبر يستتاب صاحبها، فإن تاب وآمن وإلا قتل؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: [/FONT][COLOR=red][FONT=Simplified Arabic]((من بدل دينه فاقتلوه))[/FONT][/COLOR][FONT=Simplified Arabic] رواه البخاري في الصحيح[/FONT][/FONT][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftn24"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][FONT=Arial][24][/FONT][/U][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial].[/FONT][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial]فلا بد من الإيمان بأن هذه الأمور - أعني الصلاة والزكاة والصيام والحج - كلها حق وواجب على المسلمين بشروطها الشرعية، هذا الذي تقدم هو القسم الأول من القوادح، وهو القسم الذي ينقض الإسلام ويبطله، ويكون صاحبه مرتداً يستتاب، فإن تاب وإلا قتل.[/FONT][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial]أما النوع الثاني: فهو وجود القوادح دون الكفر، لكنها تضعف الإيمان وتنقصه، وتجعل صاحبها معرضاً للنار وغضب الله، لكن لا يكون صاحبها كافراً.[/FONT][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial]وأمثلة ذلك كثيرة منها: الزنا إذا آمن أنه حرام ولم يستحله، بل يزني ويعلم أنه عاص، هذا لا يكون كافراً وإنما يكون عاصياً، لكن إيمانه ناقص، وهذه المعصية قدحت في عقيدته لكن دون الكفر، فلو اعتقد أن الزنا حلال صار بذلك كافراً.[/FONT][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial]وهكذا لو قال: السرقة حلال، أو ما أشبه ذلك، يكون كافراً؛ لأنه استحل ما حرم الله، وكذلك الغيبة والنميمة وعقوق الوالدين وأكل الربا وأشباه ذلك، كل هذه من القوادح في العقيدة المضعفة للدين والإيمان.[/FONT][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial]وهكذا البدع، وهي أشد من المعاصي، فالبدع في الدين تضعف الإيمان، ولا تكون ردة ما لم يوجد فيها شرك.[/FONT][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial]ومن أمثلة ذلك: بدعة البناء على القبور، كأن يبني على القبر مسجداً أو قبة، فهذه بدعة تقدح في الدين وتضعف الإيمان، لكن إذا بناها وهو لا يعتقد جواز الكفر بالله، ولم يقترن بذلك دعاء الميتين والاستغاثة بهم والنذر لهم، بل ظن أنه بفعله هذا يحترمهم ويقدرهم، فهذا العمل حينئذ ليس كفراً، بل بدعة قادحة في الدين تضعف الإيمان وتنقصه، ووسيلة إلى الشرك.[/FONT][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial]ومن أمثلة البدع: بدعة الاحتفال بالمولد النبوي حيث يحتفل بعض الناس في الثاني عشر من ربيع الأول بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا العمل بدعة لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه ولا خلفاؤه الراشدون، ولم يفعلها أهل القرن الثاني ولا الثالث، بل هذه بدعة محدثة[/FONT][/FONT][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftn25"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][FONT=Arial][25][/FONT][/U][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial].[/FONT][/FONT]
[FONT=Arial][FONT=Simplified Arabic]أو الاحتفال بمولد البدوي، أو عبد القادر الجيلاني، أو غيرهما، فالاحتفال بالموالد بدعة من البدع، ومنكر من المنكرات التي تقدح في العقيدة؛ لأن الله ما أنزل بها من سلطان، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: [/FONT][COLOR=red][FONT=Simplified Arabic]((وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة))[/FONT][/COLOR][FONT=Simplified Arabic] رواه مسلم[/FONT][/FONT][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftn26"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][FONT=Arial][26][/FONT][/U][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Arial][FONT=Simplified Arabic]، وقال عليه الصلاة والسلام: [/FONT][COLOR=red][FONT=Simplified Arabic]((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))[/FONT][/COLOR][FONT=Simplified Arabic] متفق على صحته[/FONT][/FONT][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftn27"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][FONT=Arial][27][/FONT][/U][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Arial][FONT=Simplified Arabic]، أي فهو مردود عليه، وقال عليه الصلاة والسلام: [/FONT][COLOR=red][FONT=Simplified Arabic]((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))[/FONT][/COLOR][FONT=Simplified Arabic] خرجه مسلم في صحيحه[/FONT][/FONT][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftn28"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][FONT=Arial][28][/FONT][/U][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Arial][FONT=Simplified Arabic]، وقال: [/FONT][COLOR=red][FONT=Simplified Arabic]((إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة))[/FONT][/COLOR][/FONT][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftn29"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][FONT=Arial][29][/FONT][/U][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial]، فالبدع من القوادح في الدين التي دون الكفر، إذا لم يكن فيها كفر، أما إذا كان في الاحتفال بالمولد دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم والاستغاثة به وطلبه النصر صار شركاً بالله، وكذا دعاؤهم يا رسول الله انصرنا، المدد المدد يا رسول الله، الغوث الغوث، أو اعتقادهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب أو غيره، كاعتقاد بعض الشيعة في علي والحسن والحسين أنهم يعلمون الغيب، كل هذا شرك وردة عن الدين، سواء كان في المولد أو في غير المولد.[/FONT][/FONT]
[FONT=Arial][FONT=Simplified Arabic]ومثل هذا قول بعض الرافضة: إن أئمتهم الإثني عشر يعلمون الغيب، وهذا كفر وضلال وردة عن الإسلام؛ لقوله تعالى: [/FONT][B][COLOR=red][FONT=Simplified Arabic]قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ[/FONT][/COLOR][/B][/FONT][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftn30"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][FONT=Arial][30][/FONT][/U][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial]، أما إذا كان الاحتفال بمجرد قراءة السيرة النبوية، وذكر ما جرى في مولده وغزواته، فهذا بدعة في الدين تنقصه ولكن لا تنقضه.[/FONT][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial]ومن البدع: ما يعتقده بعض الجهال في شهر صفر من أنه لا يسافر فيه، فيتشاءمون به[/FONT][/FONT][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftn31"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][FONT=Arial][31][/FONT][/U][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Arial][FONT=Simplified Arabic]، وهذا جهل وضلال، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: [/FONT][COLOR=red][FONT=Simplified Arabic]((لا عدوى ولا طيرة ولا صفر ولا هامة))[/FONT][/COLOR][FONT=Simplified Arabic] متفق على صحته، وزاد مسلم: [/FONT][COLOR=red][FONT=Simplified Arabic]((ولا نوء ولا غول))[/FONT][/COLOR][/FONT][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftn32"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][FONT=Arial][32][/FONT][/U][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial]؛ لأن اعتقاد العدوى والطيرة والتعلق بالأنواء، أو الغول[/FONT][/FONT][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftn33"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][FONT=Arial][33][/FONT][/U][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial]، كل هذه من أمور الجاهلية التي تقدح في الدين.[/FONT][/FONT]
[FONT=Arial][FONT=Simplified Arabic]ومن زعم أن هناك عدوى فهذا باطل، ولكن الله جعل المخالطة لبعض المرضى قد تكون سبباً لوجود المرض في الصحيح، ولكن لا تعدي بطبعها، ولما سمع بعض العرب قول النبي صلى الله عليه وسلم: [/FONT][COLOR=red][FONT=Simplified Arabic]((لا عدوى..))[/FONT][/COLOR][FONT=Simplified Arabic] قال: يا رسول الله الإبل تكون في الرمال كأنها الظباء فإذا دخلها الأجرب أجربها، قال صلى الله عليه وسلم [/FONT][COLOR=red][FONT=Simplified Arabic]((فمن أعدى الأول))[/FONT][/COLOR][/FONT][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftn34"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][FONT=Arial][34][/FONT][/U][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial] أي: من الذي أنزل الجرب في الأول[/FONT][/FONT][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftn35"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][FONT=Arial][35][/FONT][/U][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Arial][FONT=Simplified Arabic]. فالأمر بيد الله سبحانه وتعالى إذا شاء أجربها بسبب هذا الجرب، وإن شاء لم يجربها. وقد قال صلى الله عليه وسلم: [/FONT][COLOR=red][FONT=Simplified Arabic]((لا يوردن ممرض على مصح))[/FONT][/COLOR][/FONT][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftn36"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][FONT=Arial][36][/FONT][/U][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Arial][FONT=Simplified Arabic] يعني لا توردوا الإبل المريضة على الصحيحة، بل تكون هذه على حدة وهذه على حدة، وذلك من باب اتقاء الشر والبعد عن أسبابه، وإلا فالأمور بيد الله، لا يعدي شيء بطبعه إنما هو بيد الله: [/FONT][B][COLOR=red][FONT=Simplified Arabic]قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا[/FONT][/COLOR][/B][/FONT][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftn37"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][FONT=Arial][37][/FONT][/U][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Arial][FONT=Simplified Arabic]، فالخلطة من أسباب وجود المرض فلا تنبغي الخلطة، فالأجرب لا يخالط الصحيح، هكذا أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم من باب الاتقاء والحذر من أسباب الشر، لكن ليس المعنى أنه إذا خالط فإنه سيعدي لا، قد يعدي وقد لا يعدي، والأمر بيد الله سبحانه وتعالى؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: [/FONT][COLOR=red][FONT=Simplified Arabic]((فمن أعدى الأول؟))[/FONT][/COLOR][FONT=Simplified Arabic].[/FONT][/FONT]
[FONT=Arial][FONT=Simplified Arabic]ومن هذا الباب قوله صلى الله عليه وسلم: [/FONT][COLOR=red][FONT=Simplified Arabic]((فر من المجذوم فرارك من الأسد))[/FONT][/COLOR][/FONT][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftn38"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][FONT=Arial][38][/FONT][/U][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial]، والمقصود: أن تشاؤم أهل الجاهلية بالعدوى وبالتطير أو الهامة وهي روح الميت، يقولون: إنها تكون كأنها طائر حول قبره يتشاءمون بها، وهذا باطل لا أصل له، وروح الميت مرتهنة بعمله إما في الجنة أو النار.[/FONT][/FONT]
[FONT=Arial][FONT=Simplified Arabic]والطيرة والتشاؤم بالمرئيات والسمعيات من عمل الجاهلية، حيث كانوا يتشاءمون إذا رأوا شيئاً لا يناسبهم مثل الغراب، أو الحمار الأسود، أو مقطوع الذنب، أو ما أشبه ذلك، فيتشاءمون به، هذا من جهلهم وضلالهم، قال الله جل وعلا في الرد عليهم: [/FONT][B][COLOR=red][FONT=Simplified Arabic]أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ[/FONT][/COLOR][/B][/FONT][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftn39"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][FONT=Arial][39][/FONT][/U][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Arial][FONT=Simplified Arabic]، فالله بيده الضر والنفع، وبيده العطاء والمنع، والطيرة لا أصل لها، ولكنه شيء يجدونه في صدورهم ولا حقيقة له، بل هو شيء باطل، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: [/FONT][COLOR=red][FONT=Simplified Arabic]((لا طيرة))[/FONT][/COLOR][FONT=Simplified Arabic]، ولذا يجب على المسلم إذا رأى ما يتشاءم به ألا يرجع عن حاجته، فلو خرج ليسافر وصادفه حمار غير مناسب، أو رجل غير مناسب أو ما أشبه ذلك، فلا يرجع، بل يمضي في حاجته ويتوكل على الله، فإن رجع فهذه هي الطيرة، والطيرة قادحة في العقيدة ولكنها دون الشرك الأكبر، بل هي من الشرك الأصغر.[/FONT][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial]وهكذا سائر البدع كلها من القوادح في العقيدة، لكنها دون الكفر، إن لم يصاحبها كفر. فهذه البدع مثل بدعة الموالد، والبناء على القبور، واتخاذ المساجد عليها، ومثل صلاة الرغائب هذه كلها بدع، والاحتفال بليلة الإسراء والمعراج التي يحددونها بسبع وعشرين من رجب، هذه بدعة ليس لها أصل، وبعض الناس يحتفل بليلة النصف من شعبان ويعمل فيها أعمالاً يتقرب بها، وربما أحيا ليلها أو صام نهارها يزعم أن هذا قربة، فهذا لا أصل له، والأحاديث فيه غير صحيحة، بل هو من البدع.[/FONT][/FONT]
[FONT=Arial][FONT=Simplified Arabic]والجامع في هذا أن كل شيء من العبادات يحدثه الناس ولم يأمر به الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يفعله ولم يقره فهو بدعة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [/FONT][COLOR=red][FONT=Simplified Arabic]((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))[/FONT][/COLOR][FONT=Simplified Arabic]، وقال: [/FONT][COLOR=red][FONT=Simplified Arabic]((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))[/FONT][/COLOR][FONT=Simplified Arabic]، وكان يقول في خطبة الجمعة: [/FONT][COLOR=red][FONT=Simplified Arabic]((وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة))[/FONT][/COLOR][/FONT][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftn40"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][FONT=Arial][40][/FONT][/U][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial] يحذر الناس من البدع ويدعوهم إلى لزوم السنة صلى الله عليه وسلم.[/FONT][/FONT]
[FONT=Arial][FONT=Simplified Arabic]فالواجب على أهل الإسلام أن يلزموا الإسلام ويستقيموا عليه، وفي هذا كفايتهم وكمالهم، فليسوا بحاجة إلي بدع، يقول الله تعالى: [/FONT][B][COLOR=red][FONT=Simplified Arabic]الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا[/FONT][/COLOR][/B][/FONT][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftn41"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][FONT=Arial][41][/FONT][/U][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Arial][FONT=Simplified Arabic]، فالله أكمل الدين وأتمه بحمده وفضله، فليس الناس بحاجة إلى بدع يأتون بها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: [/FONT][COLOR=red][FONT=Simplified Arabic]((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ))[/FONT][/COLOR][/FONT][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftn42"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][FONT=Arial][42][/FONT][/U][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial].[/FONT][/FONT]
[FONT=Arial][FONT=Simplified Arabic]فليس الناس بحاجة إلى بدع زيد وعمرو، بل يجب التمسك بما شرعه الله، والسير على منهج الله، والوقوف عند حدوده، وترك ما أحدثه الناس، كما قال الله سبحانه وتعالى ذماً للبدع وأهلها: [/FONT][B][COLOR=red][FONT=Simplified Arabic]أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ[/FONT][/COLOR][/B][/FONT][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftn43"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][FONT=Arial][43][/FONT][/U][/FONT][/COLOR][/URL][FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial].[/FONT][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial]وفق الله الجميع لما فيه الخير، وأصلح أحوال المسلمين، ووفقهم للفقه في دينه، وجنبهم أسباب الزيغ والضلال والانحراف، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه وأتباعهم بإحسان إلى يوم الدين.[/FONT][/FONT]
[FONT=Arial][/FONT]
[URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftnref1"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][FONT=Arial][1][/FONT][/U][/FONT][/COLOR][/URL][COLOR=gray][FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial] سورة آل عمران الآية 19.[/FONT][/FONT][/COLOR]
[URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftnref2"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][FONT=Arial][2][/FONT][/U][/FONT][/COLOR][/URL][COLOR=gray][FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial] سورة المائدة الآية 3.[/FONT][/FONT][/COLOR]
[URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftnref3"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][FONT=Arial][3][/FONT][/U][/FONT][/COLOR][/URL][COLOR=gray][FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial] سورة آل عمران الآية 58.[/FONT][/FONT][/COLOR]
[URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftnref4"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][FONT=Arial][4][/FONT][/U][/FONT][/COLOR][/URL][COLOR=gray][FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial] جزء من حديث رواه البخاري (3442، 3443)، ومسلم (2365) (143، 144، 145) وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال في (مختار الصحاح): بنو العلات: أولاد الرجل من نسوة شتى، سميت بذلك لأن الذي تزوج أخرى على أولى قد كانت قبلها ناهل، ثم علَّ من هذه، والعلل: الشرب الثاني، يقال عَلَلُ بعد نهل ا. هـ. قال الحفظ ابن حجر رحمه الله: (معنى الحديث: أن أصل دينهم واحد وهو التوحيد وإن اختلفت فروع الشرائع) انظر فتح الباري (6/ 489).[/FONT][/FONT][/COLOR]
[URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftnref5"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][FONT=Arial][5][/FONT][/U][/FONT][/COLOR][/URL][COLOR=gray][FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial] سورة المائدة الآية 48.[/FONT][/FONT][/COLOR]
[URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftnref6"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][FONT=Arial][6][/FONT][/U][/FONT][/COLOR][/URL][COLOR=gray][FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial] سورة الأعراف الآية 157.[/FONT][/FONT][/COLOR]
[URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftnref7"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][FONT=Arial][7][/FONT][/U][/FONT][/COLOR][/URL][COLOR=gray][FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial] سورة الحج الآية 78.[/FONT][/FONT][/COLOR]
[URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftnref8"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][FONT=Arial][8][/FONT][/U][/FONT][/COLOR][/URL][COLOR=gray][FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial] جزء من حديث رواه البخاري (335، 438، 3122)، ومسلم (521).[/FONT][/FONT][/COLOR]
[URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftnref9"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][FONT=Arial][9][/FONT][/U][/FONT][/COLOR][/URL][COLOR=gray][FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial] سورة البقرة الآية 185.[/FONT][/FONT][/COLOR]
[URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftnref10"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][FONT=Arial][10][/FONT][/U][/FONT][/COLOR][/URL][COLOR=gray][FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial] سورة الحج الآية 62.[/FONT][/FONT][/COLOR]
[URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftnref11"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][FONT=Arial][11][/FONT][/U][/FONT][/COLOR][/URL][COLOR=gray][FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial] صحيح البخاري (8/ 139).[/FONT][/FONT][/COLOR]
[URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftnref12"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][FONT=Arial][12][/FONT][/U][/FONT][/COLOR][/URL][COLOR=gray][FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial] صحيح البخاري (3017).[/FONT][/FONT][/COLOR]
[URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftnref13"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][FONT=Arial][13][/FONT][/U][/FONT][/COLOR][/URL][COLOR=gray][FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial] صحيح البخاري (6923)، صحيح مسلم (1733، 15)، واللفظ هنا لمسلم في (باب النهي عن طلب الإمارة والحرص عليها)، من كتاب الإمارة.[/FONT][/FONT][/COLOR]
[URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftnref14"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][FONT=Arial][14][/FONT][/U][/FONT][/COLOR][/URL][COLOR=gray][FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial] صحيح البخاري (3017).[/FONT][/FONT][/COLOR]
[URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftnref15"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][FONT=Arial][15][/FONT][/U][/FONT][/COLOR][/URL][COLOR=gray][FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial] المسند (5/ 346)، سنن الترمذي (2623)، سنن النسائي (1/ 231، 232)، سنن ابن ماجه (1079) من حديث بريدة رضي الله عنه. [/FONT][/FONT][/COLOR]
[URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftnref16"][COLOR=blue][FONT=Times New Roman][U][FONT=Arial][16][/FONT][/U][/FONT][/COLOR][/URL][COLOR=gray][FONT=Simplified Arabic][FONT=Arial] صحيح مسلم، كتاب الإيمان 35 ـ باب بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة برقم (86)، ورواه الإمام أحمد بلفظ)) بين الرجل وبين الشرك أو الكفر ترك الصلاة)) المسند (3/ 389) [/FONT][/FONT][/COLOR]
[FONT=Arial][/FONT]الشيخ عيدالعزيز بن باز[URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8604#_ftnref17"][/CENTER]
[/URL]