ما حكم قول الله يقرفك؟
[FONT=franklin gothic medium][SIZE=5]السلام عليكم ورحمة [URL="http://www.al-imama.net/vb/showthread.php?t=3341"][COLOR=#393570]الله [/COLOR][/URL]وبركاته
[/SIZE][/FONT][SIZE=5][FONT=franklin gothic medium][COLOR=blue][COLOR=red]لدي أحد الإسفسارات أتمنى أن أجد لها جواب عندكم أنتشر بيننا عامة وفي المنتديات خاصة إذا راينا أمراً نشمئز منه نقول (( [COLOR=#393570]الله [/COLOR]يقرفك )) فأود أن أستفسر عن حكم هذا القول وفقكم الباري[/COLOR][/COLOR] [/FONT][/SIZE][COLOR=magenta] [FONT=franklin gothic medium][SIZE=5]الجواب :[/SIZE][/FONT][/COLOR] [SIZE=5][FONT=franklin gothic medium][COLOR=black]وعليكم السلام ورحمة [COLOR=#393570]الله [/COLOR]وبركاته ووفَّقَك [COLOR=#393570]الله [/COLOR]لكل خير . هذا سوء أدب مع [COLOR=#393570]الله [/COLOR]عزّ وَجَلّ ، فإن مثل هذا اللفظ لا يجوز أن يُنسَب إلى [COLOR=#393570]الله [/COLOR]. وأما قول [COLOR=#393570]الله [/COLOR]يرجّك ، ونحوها ، فهذه كلمة مُنكَرة . وكنت سألت شيخنا الشيخ عبد الرحمن البرّاك – حفظه [COLOR=#393570]الله [/COLOR]– عن كلمة مُشابِهة ، وهي قول بعض الناس ( [COLOR=#393570]الله [/COLOR]يَكْنِسْك ) فقال وفّقه [COLOR=#393570]الله [/COLOR]: هذا منكر عظيم . ونَهى عن قول تلك الكلمة . وهنا يُقال : هل [COLOR=#393570]الله [/COLOR]يَرجّ ؟ أو يَكنِس ؟ حتى يُدْعى بهذا الدعاء ؟ ثم إن مثل هذا القول فيه سوء أدب مع رب العِزّة سبحانه وتعالى . وانْظَر إلى أدب الخليل مع رب العالمين حيث قال : (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) ، فَلَم يَنسب الْمرض إلى [COLOR=#393570]الله [/COLOR]تبارك وتعالى . قال القرطبي في تفسيره : فأضَاف الْمَرض إلى نَفسه والشِّفاء إلى [COLOR=#393570]الله [/COLOR]تعالى . وقال يوشع : (وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطَانُ) . وقال في تفسير سورة الكهف في قصة موسى مع الْخَضِر : قال في خرق السفينة : (فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا) فأضاف العَيب إلى نفسه ... وأضاف عَيب السفينة إلى نفسه رِعاية للأدب ، لأنها لفظة عَيب فتأدَّب بِأن لم يُسْند الإرادة فيها إلاَّ إلى نفسه ، كما تأدب إبراهيم عليه السلام في قوله : (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) ، فأسْنَد الفِعل قَبل وبَعد إلى [COLOR=#393570]الله [/COLOR]تعالى ، وأسند إلى نفسه المرض ، إذ هو معنى نَقص ومُصيبة ، فلا يُضاف إليه سبحانه وتعالى مِن الألفاظ إلاَّ ما يُستحسن منها دُون ما يُسْتَقبح ، وهذا كَما قال تعالى : (بِيَدِكَ الْخَيْرُ) ، واقْتَصر عليه ، فلم يَنسب الشرَّ إليه ، وإن كان بيده الخير والشر ، والضر والنفع ، إذ هو على كل شيء قدير ، وهو بكل شيء خبير . اهـ . وقال في قوله تعالى : (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) قال : مَرِضْت رِعاية للأدب وإلاَّ فالمرض والشفاء مِن [COLOR=#393570]الله [/COLOR]عَز وجل جَميعا . اهـ . ومثل ذلك أدب الجنّ في الخطاب مع ربّ العالمين . قال تعالى حِكاية عن الجن : (وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا) . قال ابن كثير : وهذا مِن أدبهم في العبارة ؛ حيث أسندوا الشرَّ إلى غير فاعل ، والخير أضافوه إلى [COLOR=#393570]الله [/COLOR]عز وجل ، وقد وَرَد في الصَّحيح : والشرّ ليس إليك . اهـ . وهذا الذي أشار إليه ابن كثير في صحيح مسلم ضِمن دُعاء طويل دعا به النبي صلى [COLOR=#393570]الله [/COLOR]عليه وسلم . فالتأدّب مع [COLOR=#393570]الله [/COLOR]مطلوب ومُراعى حتى في الألفاظ . والله تعالى أعلم . [/COLOR] [/FONT][/SIZE][COLOR=darkgreen][FONT=franklin gothic medium][SIZE=5]المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد[/SIZE][/FONT] [/COLOR] </B></I> |
جزاكِ الله خيراً
|
الساعة الآن 01:11 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.