ما هو أضيـق السّجـون ..؟
 

[center][b][size=6][font=traditional arabic][color=#000000]**[/color][color=#c00000]أضيـق السّجـون[color=#000000]**[/color][/color][/font][/size][/b]
[b][size=6][font=traditional arabic][color=#000000]فإنّ أضيق السّجن وأصعبه أن يعيش المرء في الحياة [/color][/font][/size][/b]
[b][size=6][font=traditional arabic][color=#c00000]أسير فكرة خائبة، [/color][/font][/size][/b]
[b][size=6][font=traditional arabic][color=#000000]لا هو بالمستطيع [color=#c00000]أن يحقّقها[/color]،[/color][/font][/size][/b]
[b][size=6][font=traditional arabic][color=#000000] ولا هو بالمستطيع [/color][color=#c00000]أن يتخلّى عنها[/color][/font][/size][/b]
[b][font=traditional arabic][size=6][color=#c00000][/color][/size][/font][/b]
[font=traditional arabic][size=6][color=#c00000][b]..ولا عجب ..[/b][/color][/size][/font]
[b][font=traditional arabic][size=6][color=#c00000][/color][/size][/font][/b]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]فإنّ حياة الإنسان إنّما هي من صنع أفكاره ، [/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#c00000][b]وأنّ الإنسان يحيى في حياته على حسب قناعاته [/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]وأنّ الأفكار الخائبة تتسلّل إلى واعية المرء حتّى يصير بها مقتنعا وعليها حدبا ،[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]ثمّ يحيى بها في الحياة كأنّها من اليقين .[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]لا غرو أنّ الحياة من صنع أفكار الحيّ الذي يتحرّك في هذه الحياة على حسب قناعاته ، [/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]وما مثال الأفكار التي يعتقدها الإنسان ويحيى مقتنعا بها [/b][/color][/size][/font]
[color=#000000][b][size=6][font=traditional arabic][color=#c00000]إلّا كمثل الرّجل الذي يضع على عينيه زجاجا ملوّنا[/color] [/font][/size][/b][/color]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]فلا يرى الوجود إلّا من خلال لون زجاجه، يصبغ الوجود بصبغة ليست فيه ولا هي له ،ولكنّه لا يستطيع أن يتخلّص من ذلك ما دام إلى الوجود ناظرا من خلال زجاجه [/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#c00000][b]فكذلك الأفكار الخائبة [/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]تُغَشِّي الفكر الحقّ واليقين الصدق بغبش لا ينجلي ،ويحيى الإنسان أسيرا لها متحرّكا بها في وهم واهم، ولكنّه لا يستطيع أن يعلم من ذلك شيئا إلّا أن يشاء الله ربّ العالمين .[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#c00000][b]ألا إنّ أضيق سجن وأصعبه يمكن أن يعاني منه الإنسان في الحياة[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#c00000][b]هو [/b][/color][/size][/font]
[color=#c00000][font=traditional arabic][size=6][color=#c00000][b]الفكرة الخائبة [/b][/color][/size][/font][/color]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]فكرة خائبة لا يستطيع أن يحقّقها فينعم بثمارها مع أنّها خائبة ، ولا هو يستطيع أن يتخلّى عنها لأنّها مركوزة في عقله، مستقرّة في وجدانه يدور كأنّها شيء في دمائه أو كأنّها شيء ملازم لعقله لا ينفكّ عنه ،ولا هو بالمستطيع أن يتخلّى عنها فيسعد وينعم .[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#c00000][b]وما أكثر القناعات التي يجعلها المرء دينا وليست بدين [/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]ويضطرّ أحيانا لجهله أو لقصور فهمه أو لِـمَا أشبه من تلك الأمور التي تَعْتَوِرُ الإنسان في حياته حتّى تصرفه عمّا ينبغي أن يصير إليه وأن يكون عليه .[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#c00000][b]ما أكثر الأفكار الخائبة التي يحيى بها الإنسان كأنّها دين وليست بدين[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]أرشدنا الله تبارك وتعالى في كتابه العظيم وأرشدنا رسوله الكريم – صلّى الله عليه وسلّم – في سنّته الثّابتة الصّحيحة إلى كثير من نصوص الوعد ،وأنّ من فعل كذا كان له كذا، وأنّ من قال كذا تحصّل على كذا ، وهذا إنّما هو في إطار المنظومة الكلّية لدين الله ربّ العالمين فإذا أُخِذ هذا من سياقه فصار قائما بذاته وقع خلل عظيم ، وأخبرنا النّبـيّ – صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم – عن أمور هي من الحقائق المسلّمة لا خلاف عليها ولا جدال فيها، ولكنّ لها شروط ينبغي أن تتوفّر ، وهناك موانع ينبغي أن تنتفي ، فإذا لم تتوفّر الشّروط ولم تنتف الموانع فإنّه لا يتحصّل المرء على شيء من ثمار ذلك الوعد الذي ذكره النّبـيّ – صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم –.[/b][/color][/size][/font]
[color=#000000][font=traditional arabic][size=6][b]ومن العجب أنّ النّبـيّ – صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم – قد ذكر تلك الشّروط وتلك الموانع ولكنّ النّاس عن ذلك يتغافلون[/b][/size][/font][/color]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]**********[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]فإذا آتى الله ربّ العالمين عبدا شيئا من خير ظاهر فلا يحسبّنّ أنّ ذلك إنّما [/b][/color][/size][/font]
[b][size=6][font=traditional arabic][color=#000000]لمقامه عند الله فقد يكون استدراجا ، حتّى ما يتأتّى من تلك الأمور [/color][color=#000000]التي يفتح [/color][/font][/size][/b]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]الله ربّ العالمين بها من الخير من الجهة المعنويّة لا من الجهة الماديّة ، [/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]كأن يؤتي الله ربّ العالمين بسطة في لسان أو إقبالا من النّاس عليه أو غير ذلك [/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]أو يؤتيه غير ذلك من تلك الأمور فلا يحسبنّ إنّما ذلك لشيء له عند الله [/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]وقد يكون استدراجا .....[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]فالصدّيق صديق الأمّة الأكبر – رضوان الله عليه – عندما أتته المنيّة تمنّى أن يكون شجرة تعطب وتمنّى أن يكون شعرة في جنب عبد مؤمن [/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]وهو من هو في دين الله ربّ العالمين[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]وعمر – رضوان الله عليه – لـمّا طُعِنَ- وغشيته غاشية الموت وكان راسه في حجر ولده عبد الله – رضي الله عنه وعن أبيه وعن الصّحابة أجمعين – ثمّ انتبه عمر فقـال: ( ضع خدّي على الأرض عساه أن يرى ذلّي فيرحمني) [/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]وهذا الإمام أحمد سائرا على قدم الأصحاب –رضوان الله عليهم – كانوا إذا كانوا في الغزو يضربون عن أحمد – رحمة الله عليه – ويأتيه من يأتيه من أقصى الشّمال من أجل أن يقف عليه مسلّما ثمّ ينصرف ويتبعه من يتبعه فيقول : يقول لك الإمام ما حاجتك؟ فيقول : والله ما أتيت وما بنيتي إلّا أن انظر في وجهه وأن أسلّم عليه ثمّ لا يستقرّ عنده وكذلك كانوا يفعلون ، فإنّ علجا من أولئك العلوج كان يسبّ النّبـيّ – صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم – وكان شديدا في الرّمي في المسلمين فرمى رجلا منهم بحجر قال: "هذه عن أحمد بن حنبل " فذهب برأس الرّجل[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]قال قائلهم وقد أتى من الغزو من الثّغور من الرّباط في سبيل الله ربّ العالمين إلى الإمام – عليه الرّحمة – يقول : ( إنّا إذا كنّا في السّحر الأعلى نتقرّب لله ربّ العالمين بالدّعاء لأبي عبد الله ) فيبكي الإمام – رحمة الله عليه – ويقول : ( بأيّ شيء هذا ؟ أخشى أن يكون استدراجا ) وكان من العرب صليبة[color=#7030a0](1)[/color] – رحمة الله عليه – فأتاه رجل يقول له : يا أبا عبد الله أنت من العرب ؟ فما زال يدافعه يقول : ( نحن قوم مساكين) حتّى مضى الرّجل، تواضعا لله ربّ العالمين .[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#c00000][b]عسى أن يكون استدراجا ومن أدراك ؟ [/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]ألا إنّ الرّجل لا يمكن أن يعرف مردود ما أتاه الله ربّ العالمين إيّاه من خير [/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]ظاهر أو خير باطن أن يكون ذلك مصروفا لله ربّ العالمين حتّى [/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]يفوز العقبة الكؤوب ، فإنّ الإنسان ربّما تخلّف عنه يقينه أحوج ما يكون إليه [/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]وهو ينازع السّكرات في سكرات الموت حتّى يخرج على غير الملّة أو يخرج مفتونا [/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]نسأل الله الثّبات عند الممات وأيضا قد يُختم له بِشرّ نسأل الله ربّ العالمين أن يرحمنا [/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]وقد يكون مغترّا في حال الحياة يحسب أنّه على شيء وليس على شيء ولا على سبيل [/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#c00000][b]فعلى المرء أن يراجع أفكاره [/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#c00000][b]وأن ينظر إلى ما تسلّل إلى مخيلته وعقيدته من الأفكار الفاشلة والخائبة [/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]وليعلم أنّ الله ربّ العالمين إذا أحبّ عبدا ابتلاه وأنّ الله ربّ العالمين كما أجرى على لسان رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم –إنّ أشدّ المؤمنين ابتلاء هو أحبّهم إلى الله ربّ العالمين كما أخبر النّبـيّ – صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم –: (( أشدّ النّاس بلاء)) يعني فيما يصبّ عليهم وينزل بساحتهم من الهموم والأحزان ومن الأذى الظّاهر من المجرمين والكافرين والمنافقين والمشركين ، وما يقع عليهم من ظلم وحيف في حال الحياة ، وما يجد أحيانا من تعسّر مسالك الحياة بل من سدّ مسالك الحياة في وجهه وما يعانيه من فقر وقلّة أو من عيلة وحاجة إلى غير ذلك من تلك الهموم والأحزان والكروب والأوجاع التي ما خُلِق المرء إلّا ليُبتلى بها[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]يقول النّبـيّ – صلّى الله عليه وسلّم –: (إنّ أشدّ النّاس بلاء الأنبياء ثمّ الصّالحون ثمّ الأمثل فالأمثل ) أي الأفضل فالأفضل ، يُبتلى الرّجل على قدر دينه فإذا كان في دينه صلابة زيد في ابتلائه فهذا كلام رسول الله – صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم – بل إنّ النّبـيّ– صلّى الله عليه وسلّم – أخبرنا في هذا الأمر الظّاهر الذي يعتوِر وينزل بالإنسان في جسده فيجد المرء المرض في نفسه بألمه وبوجعه وبتيقّظه في أجواف اللّيالي كأنّما يتقلّب على أمثال الجمر أو على مثل شوك الغضا فإنّ ذلك[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]لا يكون إلّا لمحبّة متى ما كان مؤمنا [/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]يقول النّبـيّ – صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم – : (( من يرد به الله خيرا يصب منه )) يعني يدركه من المرض ما ياتيه من فضل الله ربّ العالمين رفعة لقدره وإذهابا لما كان من ذنبه ... وذلك الأعرابـيّ الذي جاء النّبـيّ– صلّى الله عليه وسلّم – فسأله النّبـيّ – صلّى الله عليه وسلّم – عن الصّداع فلم يعرفه قـال: وما الصّداع ؟ فعلّمه معناه رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم –: (( أأصبت بشيء منه قطّ ؟)) قـال: ما صُدِعت قطّ في حياتي ، فقـال له النّبـيّ – صلّى الله عليه وسلّم – : (( فهل أصابتك أمّ مِلْدم ؟)) يعني الحمّى وهي كنيتها ، فلـمّا لم يعرفها بيّنها له نبيّنا – صلّى الله عليه وسلّم – فأعلمه ارتفاع درجة الحرارة وهي الحمّى في إطلاقها شرعا وطبّا قديما وحديثا فمطلق ارتفاع الحرارة حمّى ثمّ تصنّف على حسب ما كان سببا في ذلك فقـال النّبـيّ – صلّى الله عليه وسلّم –: (( أما أصابتك أمّ ملدم قطّ )) فقال : لا ، يارسول الله بعد أن عرف المعنى فمكث ما شاء الله أن يمكث ، ثمّ ذهب مولّيا ، فقـال النّبـيّ – صلّى الله عليه وسلّم – لأصحابه : (( من ينظر أن ينظر إلى رجل من أهل النّار فلينظر إلى هذا الرّجل ))[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]فإذا رأيت الرّجل طويلا عريضا ، مكينا متينا ، إذا مشى تقلقل كتقلقل الجمال ،[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]ثمّ لا حلم هنالك ولا عقل، ولا دين هنالك ولا ورع ، وأمّا إذا كان ذلك[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]في دين الله ربّ العالمين فأنعم به ، ولكن إذا رأيتهم تعجبك أجسامهم، [/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]هؤلاء إذا ما رأيتهم كذلك ثمّ هم مصروفون عن دين الله ربّ العالمين ، [/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]ورأيت الرّجل الصّالح متضعضعا بنيانه تحت وطأة المرض اللّازم الملازم الذي [/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]لا ينفد ،فأيّ شيء هنالك إنّما هي محبّة الله ربّ العالمين ظاهرا على حسب [/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]النّصّ فيما أخبر النّبـيّ – صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم – [/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]وأنّ الله ربّ العالمين إذا أحبّ العبد ابتلاه في ماله ، في ولده ،[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]ابتلاه الله ربّ العالمين في جسده ،وحفظ عليه دينه، لم يبتله في يقينه ،[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]وإنّما يحفظ عليه دينه ويقينه،[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#c00000][b]فصحّح هذه الأفكار الخائبة [/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]واستلّها من يقينك ومن مخيلتك وعقلك واعتقادك كما تُستلّ الشّعرة من العجين ،[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]اإِرْمِ بها بعيدا واجعلها تحت مواطئ الأقدام ، واخلص من يقين الحقّ [/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#c00000][b]وتأمّل في دين الله ربّ العالمين [/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#c00000][b]فإنّك لن تعرف الدّين حقيقة إلّا بالرّجوع إلى [/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#c00000][b]كتاب الله وسنّة رسول الله [/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]فعليهما فأقبل، أقبل على دين ربّك وتأمّل ، وانْفِ ما هنالك من ذلك الغبش الذي دخل لا تدري من أين ، وإنّما هو من مخلّفات القرون الأولى وربّما كان ضاربا في التّاريخ بماض سحيق ، إنّما كان من ماضي الفراعنة ، حقّا من تلك العادات التي [/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]يعتادها كثير من الخلق ، إنّما هي من مخلّفات الفراعنة الأقدمين أو من مخلّفات اليونانيين السّابقين أو الإغريق الهالكين من تلك التي أتت بها الحضارة الغربيّة الوافدة أو المدنيّة الغربيّة الفاسدة الفاجرة فأخذت تتسلّل بها حتّى صارت شيئا في نسيج حضارتنا الإسلاميّة التي لا تقبل مشاركة من فكر إنسانيّ فيما يتعلّق بالنظرة إلى هذا الكون وإلى واقع الحياة ،وإلى الإيمان واليقين ، لا تقبل في ذلك شيئا من مشاركة قطّ مهما صغر ، وما فسدت الحياة علينا إلّا لأنّنا نريد أن نعيش وقد اهترأت أنسجة حضارتنا بذلك الذي أتى فرُقّعت به مـمّا تهتّكت [/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]منه تلك النُّسج التي هي من نسيج حضارتنا، فأُتِيَ بذلك الوافد فصار هنالك [/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]غير متلائم معنا .[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]قلقنا وضنانا وألمنا وهمّنا وكربنا وعدم تلاؤمنا مع واقع الحياة ومع أنفسنا [/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]ومع إخواننا ومع الحياة بمفرداتها من حولنا يكمن في هذا السّرّ.[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]نحن لنا حضارة كاملة شاملة لا أقول بتصوّر كامل شامل وإنّما هي حضارة [/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]كاملة شاملة لها في كلّ أمر من أمور الحياة مقال بأمر أو نهي أو زجر أو ترغيب .[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]لنا حضارة كاملة ، ربّانيّة المصدر ، إلـهيّة نبويّة أتى بها محمّد [/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]– صلّى الله عليه وسلّم – فهي معصومة من الخلل والزّلل ، [/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]لا تقبل الزّيادة ، ولا يعتوِرها نقصان[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#c00000][b]مـن أخـذ بـها فتحرّك بـها في الحياة صار أسعد خلق الله في الحياة [/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b].. ولكن..[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]هي مركّبة الآن منذ الغزو الثّقافيّ الهاجم الذي استسلم له أسلافنا في الزّمان القريب [/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]عندما أتى المستعمرون فأفسدوا في العقليّة الإسلاميّة ما أفسدوا وفي الفكر الإسلاميّ[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]– هكذا تجوّزا [color=#7030a0](2)[/color]– ما أفسدوا ، واختلط الحابل بالنّابل، واضطربت الأمور بأَزِمَّتها في أيدي من يريد الإصلاح فصار الواقع المرّ الذي نحيى فيه مؤلما حقّا[/b][/color][/size][/font]
[color=#000000][font=traditional arabic][size=6][b]تريد أن تحيى بِمُثُلِك في مجتمع غزته تلك المظاهر التي أتت مبنيّة بثقافتها من واقع دين [/b][/size][/font][/color]
[color=#000000][b][font=traditional arabic][size=6]آخر لا يتلاءم مع دينك بل هو محارب له ، مضاد له ، فكيف يلتئمان ؟ !![/size][/font][/b][/color]
[color=#000000][b][font=traditional arabic][size=6]وكيف يتوافقان ؟ !! وكيف تحيى غير مشطور القلب؟ !!غير منفصل بعقلك وروحك عن واقع حياتك لجسدك وبدنك ؟ !![/size][/font][/b][/color]
[color=#000000][b][font=traditional arabic][size=6]كيف تحيى غير مضطرب غير متذبذب بين هاتين الغايتين المتنافرتين ؟ !![/size][/font][/b][/color]
[color=#000000][b][font=traditional arabic][size=6]كيف تحيى في الحياة سعيدا وأحوال الشّقاء بأسبابه قد أحاطت بك في كلّ ما ترى وتسمع ؟ !![/size][/font][/b][/color]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]لأنّ كلّ منتَج يُنتَج بمنتجات الثّقافة إنّما يصدر عن دين الآتي به واعتقاده ،سواء كان الدّين صحيحا أم كان فاسدا ، وفي النّهاية يأتيك ما يأتيك وأنت على دين وأنت على يقين ودينك دين كامل ، لأنّ وصف الإسلام يشمل المسلم في كلّ حين وحال وهو يأكل وهو يشرب وهو يقضي حاجته وهو يقضي حاجة أهله، وهو نائم وهو متيقّظ ، فضلا عن أن يكون متلبّسا بذلك، وهو مصلّ ، وهو مُزَكٍّ ، وهو صائم وهو حاجّ إلى غير ذلك من الأمور الظّاهرة ، وصف الإسلام يشملك بل وأنت ميّت كما قال النّبـيّ – صلّى الله عليه وسلّم –: (( إنّ المسلم لا ينجس حيّا ولا ميّتا)) فبعد أن مات هو مسلم أيضا ، وصفه هو وصفه ، فهذا الذي يشملك على هذا النّحو لا يخلّيك في لحظة من لحظاتك في حاجة إلى أحد ولا إلى شيء، يعطيك تصوّرا ، يعطيك فكرا ، يعطيك للحياة نظاما[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]ثمّ مع هذا الكمال لـمّا غفل عنه قومنا من أسلافنا الأدنَيِيـن دون السّابقين الأوّلين[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]ولـمّا تقاعسوا وهجم علينا من هجم على ثقافتنا ، على ديننا ، على ثراثنا فاستلبوه منّا وأخذوه فطوّروه وبنووا عليه[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]وانقطعنا ثمّ عادوا إلينا يروّجون ما يروّجون ، والتّناقض قائم ، والتّباين واقع ،[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]وأنت تجد التّمزّق فيما تريد أن تكون عليه وما أنت عليه كائن[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]تجد التّمزّق والتّنافر في روحك وجسدك وقلبك وعقلك وضميرك[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]بين قناعاتك التّي يدلّك عليها دينك وبين واقع الحياة من حولك[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]تحسّ إحساسا يدبّ في القلب دبيبا أنّ هنالك خللا ما قد لا تضع اليد عليه وقد لا تستطيع أن تنفد بأنوار المعرفة إليه فتُبدّد في كهوف الظّلمات ظلماته[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]وإنّما تجد ذلك بإحساس مبهم وإن كان حقيقيّا مستقرّا في القلب[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]ما هذا؟[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]شيء هنالك يجعلك متنافرا، قلقا غير مستقرّ، لا أنت إلى هؤلاء، ولا أنت إلى هؤلاء ، وإنّما يقع المرء منّا كالشّاة العائرة[color=#7030a0](3)[/color] بين الصّفّين ، لا هو على الجادّة التي ينبغي[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]أن يكون عليها بدينه ويقينه وفكره وما أتى به نبيّه – صلّى الله عليه وسلّم – [/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]ومن انحلّ به القوم انحلالهم[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]ويخطئ من يخطئ أنّهم لم يأتوا بما أتوا به محاربة للدّين وانتصارا لدينهم[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]يخطئ من يخطئ من يسطّح القضيّة ولا ينفد إلى أعماقها[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]هموم وهموم وقومي يا للأسف لا يعلمون، بل لا يريدون أن يعلموا شيئا[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]وإنّما هي الحياة لا أقول بحلوها ومرّها ،وإنّما هي الحياة بمرّها ومرّها ، فما فيها من شيء حلو[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]أفكار خائبة وأوهام فائلة [color=#7030a0](4)[/color] وحركة حياة مضطربة لا يستطيع الإنسان أن يضع [/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]قدمه فيها على الصّراط المستقيم[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=#000000][b]وأمّا القوم فقد عرفوا غايتهم وتملّكوا زمام وسيلتهم وهم إلى الغاية ماضون جادّون وأمّا نحن فكالأنعام كالشّياة التي التي تُسَمَّنُ من أجل أن تقدّم إلى الذّبح[/b][/color][/size][/font]
[font=traditional arabic][size=6][color=navy][b]من خطبة للشّيخ محمّد سعيد رسلان [/b][/color][/size][/font][/center]

الله المستعان
جزاكِ الله خيرا اختي الغالية
واحسن الله اليكِ