بليع الأرض - خبيب بن عدي
 

[font=courier new][size=4][color=olive] [center][b]بليع الأرض - خبيب بن عدي[/b][/center]
[/color][/size][/font]
[font=courier new][size=4][color=navy] [center][b]إنه الصحابي الجليل خبيب بن عدي -رضي الله عنه-، وأحد الأنصار الصادقين، من قبيلة الأوس، لازم النبي منذ أن هاجر إليهم، وكان عَذْبَ الروح، قوي الإيمان، [/b][/center]
[/color][/size][/font]
[font=courier new][size=4][color=navy][center] [b]شارك في غزوة بدر، فكان جنديًّا باسلاً، ومقاتلاً شجاعًا، قتل عددًا كبيرًا من المشركين من بينهم الحارث بن عامر بن نوفل.[/b][/center]
[/color][/size][/font]
[font=courier new][size=4][color=navy][center] [b]وذات يوم أراد النبي أن يعرف نوايا قريش، ومدى استعدادها لغزو جديد،
فاختار عشرة من أصحابه من بينهم خُبيب بن عدي، وجعل عاصم بن ثابت أميرًا عليهم، وانطلق الركب ناحية مكة حتى اقتربوا منها،
فوصل خبرهم إلى قوم من بني لحيان فأخذوا يتتبعونهم، وأحسَّ عاصم أنهم يطاردونهم، فدعا أصحابه إلى صعود قمة عالية على رأس جبل،[/b][/center]
[/color][/size][/font]
[font=courier new][size=4][color=navy][center][b] فاقترب منهم مائة رجل من المشركين وحاصروهم، ودعوهم إلى تسليم أنفسهم بعد أن أعطوهم الأمان، فنظر الصحابة إلى أميرهم عاصم فإذا هو يقول:
أما أنا فوالله لا أنزل في ذمة مشرك، اللهم أخبر عنا نبيك.[/b][/center]
[/color][/size][/font]
[font=courier new][size=4][color=navy][center] [b]فلما رأى المشركون أن المسلمين لا يريدون الاستسلام؛ رموهم بالنبال،
فاستشهد عاصم ومعه ستة آخرون، ولم يبق إلا خبيب واثنان معه،
هما زيد بن الدثنة ومرثد بن أبي مرثد، ولما رأى مرثد بداية الغدر حاول الهرب فقتله البغاة،
ثم ربطوا خبيبًا وزيدًا وساروا بهما إلى مكة ؛ حيث باعوهما هناك.[/b][/center]
[/color][/size][/font]
[font=courier new][size=4][color=navy][center] [b]وعندما سمع بنو حارث بوجود خبيب أسرعوا بشرائه ليأخذوا بثأر أبيهم الذي قتله خبيب يوم بدر،
وظل خبيب في بيت عقبة بن الحارث أسيرًا مقيدًا بالحديد.[/b][/center]
[/color][/size][/font]
[font=courier new][size=4][color=navy][center][b][b][/b][/b][b]وذات يوم دخلت عليه إحدى بنات الحارث فوجدت عنده شيئًا عجيبًا، فخرجت وهي تناديهم وتقول:
والله لقد رأيته يحمل قطفًا (عنقودًا) كبيرًا من عنب يأكل منه،
وإنه لموثق (مقيد) في الحديد، وما بمكة كلها ثمرة عنب واحدة، ما أظنه إلا رزقًا رزقه الله خبيبًا.[/b][/center]
[/color][/size][/font]
[font=courier new][size=4][color=navy][center] [b]ولما أجمع المشركون على قتل خبيب استعار موسيًا من إحدى بنات الحارث ليستحد بها (يزيل العانة) فأعارته؛[/b][/center]
[/color][/size][/font]
[font=courier new][size=4][color=navy][center][b] وكان لهذه المرأة صبي صغير، غفلت عنه قليلا، فذهب الصبي إلى خبيب فوضعه على فخذه، وفي يده الموسى، فلما رأته المرأة فزعت وخافت على صبيها،[/b][/center]
[/color][/size][/font]
[font=courier new][size=4][color=navy][center][b] فقال لها خبيب: أَتَخْشِينَ أَنْ أَقْتُلَهُ؟ ما كنت لأفعل إن شاء الله،[/b][/center]
[/color][/size][/font]
[font=courier new][size=4][color=navy][center][b] فقالت المرأة: ما رأيت أسيرًا خيرًا من خبيب.[/b][/center]
[/color][/size][/font]
[font=courier new][size=4][color=navy][center][b][b][/b][/b][b]وأراد المشركون أن يدخلوا الرعب في قلب خبيب، فحملوا إليه نبأ مقتل زيد بن الدثِنَّة،[/b][/center]
[/color][/size][/font]
[font=courier new][size=4][color=navy][center][b] وراحوا يساومونه على إيمانه، ويعدونه بالنجاة إن هو ترك دين محمد، وعاد إلى آلهتهم، ولكن خبيبًا ظل متمسكًا بدينه إلى آخر لحظة في حياته، فلما يئسوا منه أخرجوه إلى مكان يسمى التنعيم، وأرادوا صلبه (تعليقه)،[/b][/center]
[/color][/size][/font]
[font=courier new][size=4][color=navy][center][b] فاستأذن منهم أن يصلي ركعتين، فأذنوا له، فصلى خبيب ركعتين في خشوع، فكان بذلك أول من سنَّ صلاة ركعتين عند القتل.[/b][/center]
[/color][/size][/font]
[font=courier new][size=4][color=navy][center] [b]وبعد أن فرغ من صلاته نظر إليهم قائلاً: والله لولا أَنْ تَحْسَبُوا أَنَّ بي جزعًا (خوفًا) من الموت؛[/b][/center]
[/color][/size][/font]
[font=courier new][size=4][color=navy][center][b] لازْددت صلاة. ثم رفع يده إلى السماء ودعا عليهم:[/b][/center]
[/color][/size][/font]
[font=courier new][size=4][color=navy][center][b] (اللهم أحصهم عددًا، واقتلهم بددًا، ولا تبق منهم أحدًا)، ثم أنشد يقول: [/b][/center]
[/color][/size][/font]
[font=courier new][size=4][color=navy][center] [b] [center]وَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًــا[/center]
[/b][/center]
[/color][/size][/font]
[font=courier new][size=4][color=navy][center] [b][center]عَلَى أي جَنْبٍ كَانَ في اللهِ مَصْرَعِي[/center]
[/b][/center]
[/color][/size][/font]
[font=courier new][size=4][color=navy][center] [b][center]وَذَلِكَ في ذَاتِ الإلهِ وإنْ يَشَـــأ[/center]
[/b][/center]
[/color][/size][/font]
[font=courier new][size=4][color=navy][center] [b][center]يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شَلْوٍ ممَـــزَّعِ[/center]
[/b][/center]
[/color][/size][/font]
[font=courier new][size=4][color=navy][center] [b]ثم قاموا إلى صلبه، وقبل أن تقترب منه سيوفهم، قام إليه أحد زعماء قريش وقال له: أتحب أن محمدًا مكانك، وأنت سليم معافى في أهلك، فيصيح خبيب فيهم قائلاً: [/b][/center]
[/color][/size][/font]
[font=courier new][size=4][color=navy][center][b]والله ما أحب أني في أهلي وولدي، معي عافية الدنيا ونعيمها، ويصاب رسول الله بشوكة.[/b][/center]
[/color][/size][/font]
[font=courier new][size=4][color=navy][center] [b]إنها الكلمات التي قالها زيد بن الدثنة بالأمس يقولها خبيب اليوم، مما جعل أبا سفيان -ولم يكن قد أسلم- يضرب كفًا بكف ويقول: والله ما رأيت أحدًا يحب أحدًا كما يحب أصحاب محمدٍ محمدًا.[/b][/center]
[/color][/size][/font]
[font=courier new][size=4][color=navy][center] [b]وما كاد خبيب ينتهي من كلماته هذه حتى تقدم إليه أحد المشركين، وضربه بسيفه، فسقط شهيدًا، وكانوا كلما جعلوا وجهه إلى غير القبلة يجدوه مستقبلها، فلما عجزوا تركوه وعادوا إلى مكة.[/b][/center]
[/color][/size][/font]
[font=courier new][size=4][color=navy][center] [b]وبقى جثمان الشهيد على الخشب الذي صلب عليه حتى علم النبي بأمره، فأرسل الزبير بن العوام والمقداد بن عمرو فأنزلاه،[/b][/center]
[/color][/size][/font]
[font=courier new][size=4][color=navy][center][b] ثم حمله الزبير على فرسه، وهو رطب لم يتغير منه شيء، وسار به، فلما لحقهما المشركون قذفه الزبير، فابتلعته الأرض، فَسُمِّيَ بَلِيع الأرض..[/b][/center]
[/color][/size][/font]
[font=courier new][size=4][color=navy][center][b] رضي الله عن صحابة رسول الله أجمعين وجمعنا بهم مع النبي فى الفردوس الاعلى من الجنه..[/b][/center]
[/color][/size][/font]