ماتفسير قوله تعالى : إلا ما شاء ربك
 

[b][font=simplified arabic][size=6][color=green]أرجو شرح معنى هذه الآية وبيان القول الراجح في تفسيرها ، يقول الله تعالى : [color=red]{فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ} [/color][/color][/size][/font][/b]
[b][font=simplified arabic][size=6][color=#ff0000][/color][/size][/font][/b]
[size=6][b][font=simplified arabic][color=red]هل يفهم من هذا أن من دخل الجنة يخرج منها إذا شاء الله ؟[/color][/font][/b][/size]
[color=green][size=6][b][font=simplified arabic][color=red] وهل نسخت هاتان الآيتان بشيء من القرآن إذ أنهما وردتا في سورة مكية ؟[/color][/font][/b] [/size][/color]
[size=6][color=blue][b][u]الجواب [/u][/b][/color][/size]
[font=simplified arabic][size=6][color=green][b]الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه . أما بعد : [/b][/color][/size][/font]
[b][font=simplified arabic][size=6][color=green]فالآيتان ليستا منسوختين بل هما محكمتان ، وقوله جل وعلا : [/color][/size][/font][/b]
[b][font=simplified arabic][size=6][color=red]{إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ}[/color][/size][/font][/b]
[b][font=simplified arabic][size=6][color=green] اختلف أهل العلم في بيان معنى ذلك ، مع إجماعهم بأن نعيم أهل الجنة دائم أبدا لا ينقضي ولا يزول ولا يخرجون منها ، ولهذا قال بعده سبحانه : [/color][/size][/font][/b]
[b][font=simplified arabic][size=6][color=red]{عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ}[/color][/size][/font][/b]
[b][font=simplified arabic][size=6][color=green] لإزالة ما قد يتوهم بعض الناس أن هناك خروجا ، فهم خالدون فيها أبدا ، وأن هذا العطاء غير مجذوذ أي غير مقطوع ، ولهذا في الآيات الأخرى يبين هذا المعنى فيقول سبحانه :[/color][/size][/font][/b]
[b][font=simplified arabic][size=6][color=green][color=red] {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ}[/color] [/color][/size][/font][/b]
[b][font=simplified arabic][size=6][color=green]فبين سبحانه أنهم آمنون - أي آمنون من الموت وآمنون من الخروج وآمنون من الأمراض والأحزان وكل كدر -ثم قال سبحانه وتعالى : [/color][/size][/font][/b]
[b][font=simplified arabic][size=6][color=red]{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ لا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ فبين سبحانه أنهم فيها دائمون لا يخرجون}[/color][/size][/font][/b]
[b][font=simplified arabic][size=6][color=green] وقال عز وجل :[/color][/size][/font][/b]
[b][font=simplified arabic][size=6][color=green][color=red] {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}[/color] [/color][/size][/font][/b]
[b][font=simplified arabic][size=6][color=green]فأخبر سبحانه أن أهل الجنة في مقام أمين لا يعترضهم خوف ولا زوال نعمة وأنهم آمنون أيضا ، فلا خطر عليهم من موت ولا مرض ولا خروج منها ولا حزن ولا غير ذلك من المكدرات ، وأنهم لا يموتون أبدا ، ومعنى ذلك أن أهل الجنة يخلدون فيها أبد الآباد . [/color][/size][/font][/b]
[size=6][color=green][/color][/size]
[b][font=simplified arabic][size=6][color=green]وقوله : {إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ} قال بعض أهل العلم معناه : مدة بقائهم بالقبور وإن كان المؤمن في روضة من رياضها ونعيم من نعيمها ، لكن ذلك ليس هو الجنة ، ولكن هو شيء من الجنة ، فيفتح على المؤمن في قبره باب إلى الجنة يأتيه من ريحها وطيبها ونعيمها ولينه ليس المحل الجنة بل ينقل إليها بعد ذلك إلى الجنة فوق السموات في أعلى شيء ، وقال بعضهم معنى : إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ أي مدة مقامهم في موقف القيامة للحساب والجزاء بعد خروجهم من القبور ثم ينقلون بعد ذلك إلى الجنة . وقال بعضهم المراد جميع الأمرين مدة مقامهم في القبور ومدة مقامهم في الموقف ومرورهم على الصراط كل هذه الأوقات هم فيها ليسوا في الجنة لكن ينقلون منها إلى الجنة وقوله : إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ يعني إلا وقت مقامهم في القبور ، وإلا وقت مقامهم في الموقف وإلا وقت مرورهم على الصراط فهم في هذه الحالة ليسوا في الجنة ولكنهم منقولون إليها ، وسائرون إليها ، وبهذا يعلم أن الأمر واضح ليس فيه شبهة ولا شك ولا ريب فالحمد لله . [/color][/size][/font][/b]
[b][font=simplified arabic][size=6][color=green]فأهل الجنة ينعمون فيهل وخالدون أبد الآباد . لا موت ولا مرض ، ولا خروج ، ولا كدر ، ولا حزن ، ولا حيض ، ولا نفاس ، ولا شيء من الأذى أبدا ، بل في نعيم دائم وخير دائم . [/color][/size][/font][/b]
[b][font=simplified arabic][size=6][color=green]وهكذا أهل النار مخلدون فيها أبد الآباد ولا يخرجون منها ولا تخرب أيضا هي بل تبقى وهم باقون فيها وقوله : {إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ} قيل مدة مقامهم في المقابر ، أو مدة مقامهم في الموقف كما تقدم في أهل الجنة ، وهم بعد ذلك يساقون إلى النار ويخلدون فيها أبد الآباد ونسأل الله العافية ، وكما قال عز وجل في سورة البقرة :[/color][/size][/font][/b]
[b][font=simplified arabic][size=6][color=red] {كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ}[/color][/size][/font][/b]
[b][font=simplified arabic][size=6][color=green] وقال عز وجل في سورة المائدة في حق الكفرة : [/color][/size][/font][/b]
[b][font=simplified arabic][size=6][color=green][color=red]{يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ}[/color] [/color][/size][/font][/b]
[b][font=simplified arabic][size=6][color=green]وقال بعض السلف إن النار لها أمد ولها نهاية بعد ما يمضي عليها آلاف السنين والأحقاب الكثيرة وأنهم يموتون أو يخرجون منها وهذا قول ليس بشيء عند جمهور أهل السنة والجماعة بل هو باطل ترده الأدلة الكثيرة من الكتاب والسنة كما تقدم وقد استقر قول أهل السنة والجماعة إنها باقية أبد الآباد وأنهم لا يخرجون منها وأنها لا تخرب أيضا ، بل هي باقية أبد الآباد في ظاهر القرآن الكريم وظاهر السنة الثابتة عن النبي عليه الصلاة والسلام ، ومن الأدلة على ذلك مع ما تقدم قوله سبحانه في شأن النار : [/color][/size][/font][/b]
[b][font=simplified arabic][size=6][color=red]{كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا}[/color][/size][/font][/b]
[b][font=simplified arabic][size=6][color=green] وقوله سبحانه في سورة النبأ يخاطب أهل النار : [/color][/size][/font][/b]
[b][font=simplified arabic][size=6][color=red]{فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلا عَذَابًا}[/color][/size][/font][/b]
[b][font=simplified arabic][size=6][color=green] نسأل الله السلامة والعافية منها ومن حال أهلها .[/color][/size][/font][/b]
[size=6][color=green][/color][/size]
[size=6][color=blue]فضيلة الشيخ عبد العزيز ابن باز[/color][/size]

جزاكم الله خيرا
ورحم الله الشيخ

جزاكِ الله كل خير