منتديات الحور العين

منتديات الحور العين (http://www.hor3en.com/vb/index.php)
-   الفقه والأحكــام (http://www.hor3en.com/vb/forumdisplay.php?f=82)
-   -   ۩۞۩ فتاوى الشيخ علي ونيس ۩۞۩ متجدد إن شاء الله (http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?t=91862)

أم كريم 03-31-2011 02:33 AM

۩۞۩ فتاوى الشيخ علي ونيس ۩۞۩ متجدد إن شاء الله
 
[B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT][/B][B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][FONT=Times New Roman][SIZE=4][COLOR=Green][B][IMG]http://l.yimg.com/lo/api/res/1.2/jfOoVushadIr2T2CxU.Ong--/YXBwaWQ9bWtihttp://islamroses.com/zeenah_images/besm4.gif[/IMG][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=traditional arabic][SIZE=6][COLOR=Green]بسم الله ، والحمد لله والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين نبينا محمد عليه وعلى آله وصحبه أجمعين أفضل الصلاة وأزكى التسليم . أما بعـــد
هذا طرح لبعض فتاوى ( المكتوبة ، والمفرغة ) ، لفضيلة الشيخ :
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][COLOR=Red]علي ونيس [/COLOR][/SIZE][/FONT][SIZE=7]
[/SIZE][/COLOR][/SIZE][/FONT][/SIZE][/FONT][/B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][FONT=traditional arabic][SIZE=6][COLOR=Green][SIZE=7]حفظه الله [/SIZE][/COLOR][/SIZE][/FONT][/SIZE][/FONT][B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][FONT=traditional arabic][SIZE=6][COLOR=Green]
[/COLOR][/SIZE][/FONT][/SIZE][/FONT][/B][B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][COLOR=Red]الموضوع متجدد إن شاء الله[/COLOR][/SIZE][/FONT][/B]

[B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] [IMG]http://smiles.al-wed.com/smiles/13/i48555304_73921_4.gif[/IMG]

[/SIZE][/FONT][/B][/SIZE][/FONT][/B][/SIZE][/FONT][/B][B][B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=Red][B][FONT=Traditional Arabic][B][FONT=traditional arabic]أسأل الله أن ننتفع بها جميعًا ونسأل اللهَ تعالى أن يعيننا و يعينَكم وأن يُسَدِّدَكم وأن يرزقَنا وإياكم خشيتَه في السِّرِّ والعلن وأن يختمَ لنا ولكم بالصالحاتِ وبشهادةِ التوحيدِ [/FONT][/B][FONT=traditional arabic][B]ونسألكم ألا تنسونا مِن صالحِ دعائِكم بظهر الغيبِ.[/B][/FONT][/FONT][/B][/COLOR][/SIZE]
[B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img293.imageshack.us/img293/6649/89252502.gif[/IMG][/SIZE][/FONT][/B][/FONT][/B][/B]

أم كريم 03-31-2011 02:35 AM

[b][font=traditional arabic][size=6][color=red]السؤال:
أريد معلوماتٍ تخص هذا الموضوع: "تفسير القرآن في ضوء السياق، وعلاقته بالقيم الدينية"؟[/color][/size][/font][font=traditional arabic][color=red] [/color][/font][font=traditional arabic][size=6][color=red]

الجواب:[/color][/size][/font][font=traditional arabic][color=green] [/color][/font][font=traditional arabic][size=6][color=green]

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:[/color][/size][/font][font=traditional arabic][color=green] [/color][/font][font=traditional arabic][size=6][color=green]
فنسأل الله أن يرزقك العلم النافع، والعمل الصالح، وأن يهدي قلبك، ويشرح صدرك، ويلهمك رشدك.

إن فهم النص القرآني في ضوء السياق هو مِن أهم المرتكزات، التي لا يتم الفهم التام للقرآن إلا بها، والسياق الذي نعنيه هنا: هو ذلك السياق الداخلي الذي يُعنى بالنظم اللفظي للكلمة، وموقعها من ذلك النظم، آخذًا بعين الاعتبار ما قبلها وما بعدها في الجملة، وقد تتسع دائرتُه إذا دعَتِ الحاجة، فيشمل الجمل السابقة واللاحقة؛ بل والموضوع كله، أو الكتاب جملة.[/color][/size][/font][font=traditional arabic][color=green] [/color][/font][font=traditional arabic][size=6][color=green]

السياق بعامة يمتد نفوذه، ويؤثِّر في جوانبَ متعددةٍ في النص؛ إذ إنه يسهم في تحديد المعنى، ودفع اللبس؛ مثال ذلك: كلمة "السائل" مثلاً، يختلف المراد بها بحسب السياق، ففي قولنا: "الدواء السائل أسلمُ للأطفال"، تكون "السائل" اسم فاعل مِن "سال"، وفي قوله - تعالى -: {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} [المعارج: 24، 25]، تكون "السائل" اسم فاعل من "سأل"، وفي قولنا: "سائِلِ العلياءَ عنَّا"، يكون "سائل" فعل أمر، ويعود الفضل للسياق في ضبط هذه الدلالات للكلمة الواحدة، ودفع ما قد يُتَوَهَّمُ من لبسٍ.[/color][/size][/font][font=traditional arabic][color=green] [/color][/font][font=traditional arabic][size=6][color=green]

وتزداد هذه المسألة وضوحًا بما روي عن التابعي مسلم بن يسار البصري - وقد روى هذا التابعيُّ عن ابن عباس وتتلمذ عليه - حين قال: "إذا حدَّثتَ عن الله، فقف حتى تنظر ما قبله وما بعده".[/color][/size][/font][font=traditional arabic][color=green] [/color][/font][font=traditional arabic][size=6][color=green]
وفي قوله – تعالى -: {وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ} [ق: 21]، يقول طاوس بن كيسان: "إنما يراد بهذا الكافر، اقرأ ما بعدها يدلك على ذلك".

المناسبة في الأصل قائمة بين الآيات؛ لأن ترتيبها توقيفي، وهذا يحمل على الاطمئنان إلى النتائج التي تسفر عنها مراعاةُ السياق في نظمٍ معجز، تكلم به الحكيم الخبير.[/color][/size][/font][font=traditional arabic][color=green] [/color][/font][font=traditional arabic][size=6][color=green]

لقد عُني المفسرون منذ وقت مبكر بالسياق القرآني؛ لما له من أثر فاعل في الكشف عن مراد الله - تعالى - في كتابه، وكان له - السياق - حضورًا بارزًا إلى جانب القرائن الأخرى؛ كأسباب النزول، واللغة، والعموم، وربما قُدِّم على بعضها، أو تحكم بها؛ لتوقف المعنى العام عليه.[/color][/size][/font][font=traditional arabic][color=green] [/color][/font][font=traditional arabic][size=6][color=green]

وقد جعل الإمام الشاطبي مراعاةَ السياق مظهرًا من مظاهر الاستقامة في التفسير، المفضي إلى الفهم الثاقب السليم، حيث قال: "فلا محيصَ للمتفهِّم عن ردِّ آخر الكلام على أوله، وأوله على آخره، وإذ ذاك يحصل مقصود الشارع في فهم المكلف، فإن فرق النظر في أجزائه، فلا يتوصل به إلى مراده، ولا يصح الاقتصار في النظر على بعض أجزاء الكلام دون بعض". اهـ.[/color][/size][/font][font=traditional arabic][color=green] [/color][/font][font=traditional arabic][size=6][color=green]

ولا شك أن لكل كلمة في القرآن معنًى في ضوء سياقها، قد لا يصح هذا المعنى لسياق آخر؛ لأن مراعاة سياق الكلام ومنحى القول مُعينٌ على استقامة فهم النص؛ لهذا عدَّ كثير من العلماء السياقَ أفضلَ قرينة تكشف عن حقيقة معنى اللفظ. [/color][/size][/font][font=traditional arabic][color=green] [/color][/font][font=traditional arabic][size=6][color=green]

إن الكلمة الواحدة في القرآن لها دلالات متعددة، يعود للسياق الفضلُ في اكتسابها لهذه المعاني في ضوء الدلالة اللغوية؛ ذلك أن دلالة اللفظ في كل موضع بحسب سياقه، وما يحف به من القرائن اللفظية والحالية. [/color][/size][/font][font=traditional arabic][color=green] [/color][/font][font=traditional arabic][size=6][color=green]

إن لكلمة "أمـر" مثلاً في القرآن الكريم ستةَ عشرَ معنى، ولكلمة "الرحمة" أربعة عشر معنى، ولكلمة "فـتن" أحد عشر معنى، أدَّت كلُّ كلمة منها معنى غير الآخر، بحسب ما يفرضه السياق.[/color][/size][/font][font=traditional arabic][color=green] [/color][/font][font=traditional arabic][size=6][color=green]

وقد أفردنا هذا الموضوع ببحث مستقل على موقعنا، وذلك في مقالة: "السياق القرآني وأثره في الكشف عن المعاني".[/color][/size][/font][/b]

أم كريم 03-31-2011 02:36 AM

السؤال:

أسأل عن أقرب متن فقهي للسنة الصحيحة، بغض النظر عن المذهب، هل من يدلني عليه؟ وهل يوجد له شرح صوتي؟
وجُزيتم خيرًا.


الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فنسأل الله أن يفقِّهكَ في دينك، وأن يعلِّمك ما ينفعك، وأن ينفعك بما علَّمك.

ولتعلم أن أهل العلم يدرسون الفقه بعدة صور:
الأولى: فقه السنة، وهو دراسة الأحكام الشرعية عن طريق استنباطها من جملة الأحاديث الواردة من قول النبي - - وفعله، وتقريره، ويمثل هذا الاتجاه الكتب المؤلَّفة في ذلك مع شروحها، ومنها:
• "بلوغ المرام"؛ لابن حجر العسقلاني، مع شرحه "سبل السلام"؛ لمحمد بن الأمير الصنعاني.

• "منتقى الأخبار"؛ لمجد الدين بن تيمية، مع شرحه "نيل الأوطار"؛ لمحمد بن علي الشوكاني.

• "عمدة الأحكام"؛ لعبدالغني المقدسي، مع شرحه "أحكام الأحكام"؛ لابن دقيق العيد، ومَن حفِظَ كتاب "عمدة الأحكام"، وفهم معناه، وطالع بعض شروحه - فقد حصل على خير كثير؛ ولكن ذلك لا يغني عن قراءة بعض المتون الفقهية التي تتبع جزئيات الفقه، ومسائله في أبواب مرتبة.

• "سنن أبي داود"؛ لسليمان بن الأشعث السجستاني، جمَعَ أبو داود فيه السنن والأحكام، فلا يستغني عنه فقيه، مع شرحه "عون المعبود"؛ للمباركفوري، أو شرحه "معالم السنن"؛ للإمام الخطابي، وهو شرح تَلَقَّته الأمة بالقبول.

• أبواب الفقه في جميع دواوين السنة؛ كـ"صحيح البخاري" مع شرحه "فتح الباري"، و"صحيح مسلم" بشرح النووي، أو شرح القرطبي له في "المفهم لما أشكل من مختصر صحيح مسلم"، وكذا "سنن الترمذي"، و"سنن النسائي"، و"سنن ابن ماجه" مع شروحها المعروفة.

وممن سار على هذا من المعاصرين فضيلةُ الشيخ/ سيد سابق - رحمه الله - في كتابه "فقه السنة"، وغيره من العلماء الذين طرقوا هذا الباب.

الثاني: فقه الكتاب، وهو دراسة الأحكام الشرعية عن طريق استنباطها من جملة آيات الأحكام الواردة في كتاب الله – تعالى - وقد صنف العلماء في ذلك قديمًا وحديثًا، ومن ذلك:
• "أحكام القرآن"؛ للإمام الشافعي.
• "أحكام القرآن"؛ لابن العربي المالكي.
• "أحكام القرآن"؛ للجصاص الحنفي.
• "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي؛ إلا أن القرطبي قد أدخل جميع الآيات الأخرى، مع تَحَرِّيه لبيان الأحكام الشرعية في آيات الأحكام.
وغير ذلك من الكتب التي تدخل تحت هذا العنوان.

الثالث: الفقه المذهبي، ويمثل هذا الاتجاهَ المذاهبُ الأربعة المتبوعة، وهي على الترتيب الزمني: المذهب الحنفي، والمذهب المالكي، والمذهب الشافعي، والمذهب الحنبلي.

وهذه المذاهب متساوية في الجملة من حيث تَحَرِّيها لاتِّباع السنة؛ إذ لا يوجد إمام إلا وهو يصرِّح بذلك، وينفي عن نفسه خلافه.

وأولهم الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت - رحمه الله -: وقد روى عنه أصحابه أقوالاً شتَّى، وعباراتٍ متنوعةً، كلها تؤدي إلى شيء واحد، وهو وجوب الأخذ بالدليل الصحيح:
1- "إذا صح الحديث فهو مذهبي"؛ (ابن عابدين في "الحاشية" 1/ 63).

2- "لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا، ما لم يعلم من أين أخذناه"؛ (ابن عابدين في "حاشيته على البحر الرائق" 6/ 293).

وفي رواية: "حرام على من لم يعرف دليلي أن يُفْتي بكلامي"، زاد في رواية: "فإننا بشر، نقول القول اليوم، ونرجع عنه غدًا"، وفي أخرى: "ويحك يا يعقوب! - هو أبو يوسف - لا تكتب كل ما تسمع مني؛ فإني قد أرى الرأي اليوم وأتركه غدًا، وأرى الرأي غدًا وأتركه بعد غد".

3- "إذا قلتُ قولاً يخالف كتابَ الله - تعالى - وخبرَ الرسول - - فاتركوا قولي"؛ (الفلاني في "الإيقاظ" ص 50).

وثانيهم مالك بن أنس - رحمه الله -: فقد قال:
1- "إنما أنا بشر أخطئ وأصيب، فانظروا في رأيي، فكل ما وافق الكتابَ والسنة فخذوه، وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه"؛ (ابن عبدالبر في "الجامع" 2/ 32).

2- "ليس أحد بعد النبي - - إلا ويُؤخذ من قوله ويُترك؛ إلا النبي - –"؛ (ابن عبدالبر في "الجامع" 2/ 91).

3- قال ابن وهب: سمعت مالكًا سُئل عن تخليل أصابع الرجلين في الوضوء، فقال: ليس ذلك على الناس، قال: فتركته حتى خفَّ الناس، فقلت له: عندنا في ذلك سنة، فقال: وما هي؟! قلت: حدثنا الليث بن سعد، وابن لهيعة، وعمرو بن الحارث، عن يزيد بن عمرو المعافري، عن أبي عبدالرحمن الحنبلي، عن المستورد بن شداد القرشي، قال: "رأيت رسول الله - - يدلك بخنصره ما بين أصابع رجليه"، فقال: إن هذا الحديث حسن، وما سمعت به قطُّ إلا الساعة، ثم سمعته بعد ذلك يُسأل، فيَأمر بتخليل الأصابع"؛ ("مقدمة الجرح والتعديل"؛ لابن أبي حاتم، ص 31 - 32).

وثالثهم الإمام الشافعي - رحمه الله -:
والنقول عنه في ذلك أكثر، وأضيق عن الحصر، وأتباعه أكثر عملاً بها وأسعد، ومنها:
1- "ما من أحد إلا وتذهب عليه سنةٌ لرسول الله - - وتعزب عنه، فمهما قلتُ من قولٍ، أو أصَّلت من أصل، فيه عن رسول الله - - خلاف ما قلتُ - فالقول ما قال رسول الله - - وهو قولي"؛ ("تاريخ دمشق"؛ لابن عساكر 15/ 1/ 3).

2- "أجمع المسلمون على أن مَن استبان له سُنة عن رسول الله - - لم يحلَّ له أن يَدَعها لقول أحد"؛ (الفلاني ص 68).

3- "إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله - - فقولوا بسنة رسول الله - - ودَعُوا ما قلتُ"، وفي رواية: "فاتبعوها، ولا تلتفتوا إلى قول أحد"؛ (النووي في "المجموع" 1/ 63).

4- "إذا صح الحديث فهو مذهبي"؛ (النووي 1/ 63).

5- "أنتم أعلم بالحديث والرجال مني، فإذا كان الحديث الصحيح فأعلموني به، أي شيء يكون: كوفيًّا، أو بصريًّا، أو شاميًّا؛ حتى أذهب إليه إذا كان صحيحًا"؛ (الخطيب في "الاحتجاج بالشافعي" 8/ 1).

6- "كل مسألة صح فيها الخبر عن رسول الله - - عند أهل النقل بخلاف ما قلتُ، فأنا راجع عنها في حياتي وبعد موتي"؛ (أبو نعيم في "الحلية" 9/ 107).

7- "إذا رأيتموني أقول قولاً، وقد صح عن النبي - - خلافُه، فاعلموا أن عقلي قد ذهب"؛ (ابن عساكر بسند صحيح 15/ 10/ 1).

8- "كل ما قلت، فكان عن النبي - - خلاف قولي مما يصح، فحديث النبي أولى؛ فلا تُقَلِّدوني"؛ (ابن عساكر بسند صحيح 15/ 9/ 2).

9- "كل حديث عن النبي - - فهو قولي، وإن لم تسمعوه مني"؛ (ابن أبي حاتم 93، 94).

ولذلك قال الإمام الذهبي في "زغل العلم": "الفقهاء الشافعية أكيس الناس، وأعلم من غيرهم بالدين؛ فأسُّ مذهبهم مبني على اتباع الأحاديث المتصلة، وإمامُهم من رؤوس أصحاب الحديث، ومناقبه جمَّة، فإن حصلت - يا فلان - مذهبَه؛ لتدين الله به، وتدفع عن نفسك الجهل، فأنت بخير، وإن كانت همتك كهمَّة إخوانك من الفقهاء البطالين، الذين قصدهم المناصب والمدارس، والدنيا والرفاهية، والثياب الفاخرة، فما ذا بركة العلم، ولا هذه نية خالصة؛ بل ذا بيع للعلم بحسن عبارة، وتعجُّل للأجر، وتحمُّل للوزر، وغفلة عن الله".

ورابعهم الإمام أحمد، فهو من أكثر الأئمة جمعًا للسنة، وتمسكًا بها؛ ولذلك قال:
1- "لا تُقَلِّدني، ولا تُقَلِّد مالكًا، ولا الشافعي، ولا الأوزاعي، ولا الثوري، وخُذ من حيث أخذوا"؛ (ابن القيم في "إعلام الموقعين" 2/ 302).

وفي رواية: "لا تقلد دينك أحدًا من هؤلاء، ما جاء عن النبي - - وأصحابه فخُذ به، ثم التابعين بعدُ الرجل فيه مخيَّر".

وقال مرة: "الاتباع أن يتبع الرجل ما جاء عن النبي - - وعن أصحابه، ثم هو من بعد التابعين مخير"؛ (أبو داود في "مسائل الإمام أحمد" ص 276، 277).

2- "رأي الأوزاعي، ورأي مالك، ورأي أبي حنيفة، كله رأي، وهو عندي سواء، وإنما الحجة في الآثار"؛ (ابن عبدالبر في "الجامع" 2/ 149).

3- "من ردَّ حديث رسول الله - - فهو على شفا هلكة"؛ (ابن الجوزي في "المناقب" ص 182).

وإننا ندلُّك في النهاية على أشهر المتون العلمية، وأكثرها تداولاً، وأحظِّها اهتمامًا من العلماء بالشرح والتدريس، والتحقيق والتلخيص، وهو متن "زاد المستقنع"؛ لموسى بن أحمد بن موسى بن سالم الحجاوى المقدسي، ولهذا الكتاب عدة شروح وحواشٍ، منها:

• "الروض المربع شرح زاد المستقنع"؛ لمنصور بن يونس بن صلاح البُهُوتي.

• "حاشية ابن القاسم على الروض المربع"، وهي حاشية جامعة لكثير من أقوال الفقهاء، واختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - مع ذكر بعض أدلة المذهب.

• "السلسبيل في معرفة الدليل"؛ للبليهي، وفيه أكثر أدلة متن "زاد المستقنع".

• "الشرح الممتع"؛ للشيخ ابن العثيمين - رحمه الله - وقد حرر فيه المذهب، وذكر الراجح دليلاً، مع المناقشة والاستدلال.

وشَرَح "زاد المستقنع" غيرُ واحد من أهل العلم المعاصرين، ويمكن الوصول إلى شروحهم الصوتية والمكتوبة عبر الشبكة العنكبوتية.

لكل هذا؛ رجَّحنا هذا المتن؛ ففيه إحاطة بالمذهب، واهتداء للدليل، وهو أولى بالبدء من كتب فقه السنة؛ لاشتماله - كبقية كتب المذاهب - على نظم الأحكام بصورة مسلسلة سهلة، يضبط بها الطالب مسائل أبواب الفقه إجمالاً.

قال السيوطي في "ألفية الحديث":
وَكَتْبُهُ وَضَبْطُهُ حَيْثُ اسْتَعَدّْ وَإِنْ يُقَدَّمْ قَبْلَهُ الفِقْهُ أَسَدّْ

أي: كتابة وضبط الحديث النبوي يكون بعد تعلم الفقه، وهذا لا يعني الجهل بالحديث، ولكن يكون جلُّ اهتمامه بضبط مسائل الفقه إجمالاً، وقد استفاضت نصوص الأئمة في ذلك، ومنها:

ما في "أبجد العلوم" (3/ 89) قال: قال ابن حجي عن أبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي: ما اجتمعتُ به قط إلا استفدت منه، وقد لازمته ست سنين، وذكره الذهبي في معجمه المختص فقال: الإمام المحدث، المفتي البارع، ووصفه بحفظ المتون. اهـ.

وفي "جامع المقدمات العلمية لمهم المصنفات والكتب الشرعية" (1/ 52): والفقهاء الغالب عليهم حفظ المتون وأحكامها. اهـ.

وفي "البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع" (2/ 462) قال: السيد العلامة، المجتهد الفهامة، المقتصد شمس الدين ابن الإمام المهدى لدين الله، أحمد بن يحيى بن المرتضى الحسني اليمني، تربى في حجر والده نحو عشر سنين، وحفظ المتون. اهـ.

وفي "الضوء اللامع" (1/ 268) قال: فالتنوخي في معرفة القراءات وعلو سنده فيها، والعراقي في معرفة علوم الحديث ومتعلقاته، والهيثمي في حفظ المتون. اهـ.

وفي "تذكرة الحفاظ وذيوله" (1/ 225) قال: ويرى بعضهم أن كلاًّ من الثلاثة كان فردًا في فنِّه، مع المشاركة في غيره، فالسخاوي تفرَّد بمعرفة علل الحديث، والديمي بأسماء الرجال، والسيوطي بحفظ المتون. اهـ.

علمًا بأن طالب العلم لا يكتفي بهذا المتن؛ بل يداوم الاطلاع على كتب أهل العلم التي تشتمل على الفوائد العلمية، ولا يكتفي بعلم الفقه وحده؛ بل لا بد من علم الحديث؛ فقد قصدنا فقط ترتيب المراحل، ففي "معالم السنن" (1/ 3) للحافظ أبي سليمان الخطابي: "انقسم الناس إلى فرقتين: أصحاب حديث وأثر، وأهل فقه ونظر، وكل واحدة منهما لا تتميز عن أختها في الحاجة، ولا تستغني عنها في درك ما تنحوه من البغية والإرادة؛ لأن الحديث بمنزلة الأساس الذي هو الأصل، والفقه بمنزلة البناء الذي له كالفرع، وكل بناء لم يوضع على قعدة وأساس، فهو منهار، وكل أساس خلا من بناء و عمارة، فهو قفر وخراب" اهـ.

وقال التابعي الثقة إبراهيم النخعي - رحمه الله -: "لا يستقيم رأي إلا برواية، ولا رواية إلا برأي"؛ (رواه أبو نعيم في "الحلية" 4/ 225).

وقال الإمام أحمد - رحمه الله -: "إذا كان عند الرجل الكتب المصنفة، فيها قول رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - واختلاف الصحابة والتابعين، فلا يجوز أن يعمل بما شاء ويتخير، فيقضي به ويعمل به، حتى يسأل أهل العلم ما يؤخذ به، فيكون يعمل على أمر صحيح"؛ ("إعلام الموقعين"؛ لابن القيم 1/ 44).

وعليك أن تسير في طلب العلم بحسب المراحل التي بيَّنها أهلُه، فلا تُقَدِّم علمًا أخَّروه، ولا تؤخِّر علمًا قدَّموه، مع الأخذ بعين الاعتبار أن كل علم تبدأ فيه بالصغار ثم ترقى بعدها إلى الكبار.

أسال الله أن أكون قد وُفِّقت في بيان ما تريد، والله - تعالى - من وراء القصد، وفقك الله لما يحب ويرضى.

أم كريم 03-31-2011 02:37 AM

السؤال:

أسأل عن أقرب متن فقهي للسنة الصحيحة، بغض النظر عن المذهب، هل من يدلني عليه؟ وهل يوجد له شرح صوتي؟
وجُزيتم خيرًا.


الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فنسأل الله أن يفقِّهكَ في دينك، وأن يعلِّمك ما ينفعك، وأن ينفعك بما علَّمك.

ولتعلم أن أهل العلم يدرسون الفقه بعدة صور:
الأولى: فقه السنة، وهو دراسة الأحكام الشرعية عن طريق استنباطها من جملة الأحاديث الواردة من قول النبي - - وفعله، وتقريره، ويمثل هذا الاتجاه الكتب المؤلَّفة في ذلك مع شروحها، ومنها:
• "بلوغ المرام"؛ لابن حجر العسقلاني، مع شرحه "سبل السلام"؛ لمحمد بن الأمير الصنعاني.

• "منتقى الأخبار"؛ لمجد الدين بن تيمية، مع شرحه "نيل الأوطار"؛ لمحمد بن علي الشوكاني.

• "عمدة الأحكام"؛ لعبدالغني المقدسي، مع شرحه "أحكام الأحكام"؛ لابن دقيق العيد، ومَن حفِظَ كتاب "عمدة الأحكام"، وفهم معناه، وطالع بعض شروحه - فقد حصل على خير كثير؛ ولكن ذلك لا يغني عن قراءة بعض المتون الفقهية التي تتبع جزئيات الفقه، ومسائله في أبواب مرتبة.

• "سنن أبي داود"؛ لسليمان بن الأشعث السجستاني، جمَعَ أبو داود فيه السنن والأحكام، فلا يستغني عنه فقيه، مع شرحه "عون المعبود"؛ للمباركفوري، أو شرحه "معالم السنن"؛ للإمام الخطابي، وهو شرح تَلَقَّته الأمة بالقبول.

• أبواب الفقه في جميع دواوين السنة؛ كـ"صحيح البخاري" مع شرحه "فتح الباري"، و"صحيح مسلم" بشرح النووي، أو شرح القرطبي له في "المفهم لما أشكل من مختصر صحيح مسلم"، وكذا "سنن الترمذي"، و"سنن النسائي"، و"سنن ابن ماجه" مع شروحها المعروفة.

وممن سار على هذا من المعاصرين فضيلةُ الشيخ/ سيد سابق - رحمه الله - في كتابه "فقه السنة"، وغيره من العلماء الذين طرقوا هذا الباب.

الثاني: فقه الكتاب، وهو دراسة الأحكام الشرعية عن طريق استنباطها من جملة آيات الأحكام الواردة في كتاب الله – تعالى - وقد صنف العلماء في ذلك قديمًا وحديثًا، ومن ذلك:
• "أحكام القرآن"؛ للإمام الشافعي.
• "أحكام القرآن"؛ لابن العربي المالكي.
• "أحكام القرآن"؛ للجصاص الحنفي.
• "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي؛ إلا أن القرطبي قد أدخل جميع الآيات الأخرى، مع تَحَرِّيه لبيان الأحكام الشرعية في آيات الأحكام.
وغير ذلك من الكتب التي تدخل تحت هذا العنوان.

الثالث: الفقه المذهبي، ويمثل هذا الاتجاهَ المذاهبُ الأربعة المتبوعة، وهي على الترتيب الزمني: المذهب الحنفي، والمذهب المالكي، والمذهب الشافعي، والمذهب الحنبلي.

وهذه المذاهب متساوية في الجملة من حيث تَحَرِّيها لاتِّباع السنة؛ إذ لا يوجد إمام إلا وهو يصرِّح بذلك، وينفي عن نفسه خلافه.

وأولهم الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت - رحمه الله -: وقد روى عنه أصحابه أقوالاً شتَّى، وعباراتٍ متنوعةً، كلها تؤدي إلى شيء واحد، وهو وجوب الأخذ بالدليل الصحيح:
1- "إذا صح الحديث فهو مذهبي"؛ (ابن عابدين في "الحاشية" 1/ 63).

2- "لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا، ما لم يعلم من أين أخذناه"؛ (ابن عابدين في "حاشيته على البحر الرائق" 6/ 293).

وفي رواية: "حرام على من لم يعرف دليلي أن يُفْتي بكلامي"، زاد في رواية: "فإننا بشر، نقول القول اليوم، ونرجع عنه غدًا"، وفي أخرى: "ويحك يا يعقوب! - هو أبو يوسف - لا تكتب كل ما تسمع مني؛ فإني قد أرى الرأي اليوم وأتركه غدًا، وأرى الرأي غدًا وأتركه بعد غد".

3- "إذا قلتُ قولاً يخالف كتابَ الله - تعالى - وخبرَ الرسول - - فاتركوا قولي"؛ (الفلاني في "الإيقاظ" ص 50).

وثانيهم مالك بن أنس - رحمه الله -: فقد قال:
1- "إنما أنا بشر أخطئ وأصيب، فانظروا في رأيي، فكل ما وافق الكتابَ والسنة فخذوه، وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه"؛ (ابن عبدالبر في "الجامع" 2/ 32).

2- "ليس أحد بعد النبي - - إلا ويُؤخذ من قوله ويُترك؛ إلا النبي - –"؛ (ابن عبدالبر في "الجامع" 2/ 91).

3- قال ابن وهب: سمعت مالكًا سُئل عن تخليل أصابع الرجلين في الوضوء، فقال: ليس ذلك على الناس، قال: فتركته حتى خفَّ الناس، فقلت له: عندنا في ذلك سنة، فقال: وما هي؟! قلت: حدثنا الليث بن سعد، وابن لهيعة، وعمرو بن الحارث، عن يزيد بن عمرو المعافري، عن أبي عبدالرحمن الحنبلي، عن المستورد بن شداد القرشي، قال: "رأيت رسول الله - - يدلك بخنصره ما بين أصابع رجليه"، فقال: إن هذا الحديث حسن، وما سمعت به قطُّ إلا الساعة، ثم سمعته بعد ذلك يُسأل، فيَأمر بتخليل الأصابع"؛ ("مقدمة الجرح والتعديل"؛ لابن أبي حاتم، ص 31 - 32).

وثالثهم الإمام الشافعي - رحمه الله -:
والنقول عنه في ذلك أكثر، وأضيق عن الحصر، وأتباعه أكثر عملاً بها وأسعد، ومنها:
1- "ما من أحد إلا وتذهب عليه سنةٌ لرسول الله - - وتعزب عنه، فمهما قلتُ من قولٍ، أو أصَّلت من أصل، فيه عن رسول الله - - خلاف ما قلتُ - فالقول ما قال رسول الله - - وهو قولي"؛ ("تاريخ دمشق"؛ لابن عساكر 15/ 1/ 3).

2- "أجمع المسلمون على أن مَن استبان له سُنة عن رسول الله - - لم يحلَّ له أن يَدَعها لقول أحد"؛ (الفلاني ص 68).

3- "إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله - - فقولوا بسنة رسول الله - - ودَعُوا ما قلتُ"، وفي رواية: "فاتبعوها، ولا تلتفتوا إلى قول أحد"؛ (النووي في "المجموع" 1/ 63).

4- "إذا صح الحديث فهو مذهبي"؛ (النووي 1/ 63).

5- "أنتم أعلم بالحديث والرجال مني، فإذا كان الحديث الصحيح فأعلموني به، أي شيء يكون: كوفيًّا، أو بصريًّا، أو شاميًّا؛ حتى أذهب إليه إذا كان صحيحًا"؛ (الخطيب في "الاحتجاج بالشافعي" 8/ 1).

6- "كل مسألة صح فيها الخبر عن رسول الله - - عند أهل النقل بخلاف ما قلتُ، فأنا راجع عنها في حياتي وبعد موتي"؛ (أبو نعيم في "الحلية" 9/ 107).

7- "إذا رأيتموني أقول قولاً، وقد صح عن النبي - - خلافُه، فاعلموا أن عقلي قد ذهب"؛ (ابن عساكر بسند صحيح 15/ 10/ 1).

8- "كل ما قلت، فكان عن النبي - - خلاف قولي مما يصح، فحديث النبي أولى؛ فلا تُقَلِّدوني"؛ (ابن عساكر بسند صحيح 15/ 9/ 2).

9- "كل حديث عن النبي - - فهو قولي، وإن لم تسمعوه مني"؛ (ابن أبي حاتم 93، 94).

ولذلك قال الإمام الذهبي في "زغل العلم": "الفقهاء الشافعية أكيس الناس، وأعلم من غيرهم بالدين؛ فأسُّ مذهبهم مبني على اتباع الأحاديث المتصلة، وإمامُهم من رؤوس أصحاب الحديث، ومناقبه جمَّة، فإن حصلت - يا فلان - مذهبَه؛ لتدين الله به، وتدفع عن نفسك الجهل، فأنت بخير، وإن كانت همتك كهمَّة إخوانك من الفقهاء البطالين، الذين قصدهم المناصب والمدارس، والدنيا والرفاهية، والثياب الفاخرة، فما ذا بركة العلم، ولا هذه نية خالصة؛ بل ذا بيع للعلم بحسن عبارة، وتعجُّل للأجر، وتحمُّل للوزر، وغفلة عن الله".

ورابعهم الإمام أحمد، فهو من أكثر الأئمة جمعًا للسنة، وتمسكًا بها؛ ولذلك قال:
1- "لا تُقَلِّدني، ولا تُقَلِّد مالكًا، ولا الشافعي، ولا الأوزاعي، ولا الثوري، وخُذ من حيث أخذوا"؛ (ابن القيم في "إعلام الموقعين" 2/ 302).

وفي رواية: "لا تقلد دينك أحدًا من هؤلاء، ما جاء عن النبي - - وأصحابه فخُذ به، ثم التابعين بعدُ الرجل فيه مخيَّر".

وقال مرة: "الاتباع أن يتبع الرجل ما جاء عن النبي - - وعن أصحابه، ثم هو من بعد التابعين مخير"؛ (أبو داود في "مسائل الإمام أحمد" ص 276، 277).

2- "رأي الأوزاعي، ورأي مالك، ورأي أبي حنيفة، كله رأي، وهو عندي سواء، وإنما الحجة في الآثار"؛ (ابن عبدالبر في "الجامع" 2/ 149).

3- "من ردَّ حديث رسول الله - - فهو على شفا هلكة"؛ (ابن الجوزي في "المناقب" ص 182).

وإننا ندلُّك في النهاية على أشهر المتون العلمية، وأكثرها تداولاً، وأحظِّها اهتمامًا من العلماء بالشرح والتدريس، والتحقيق والتلخيص، وهو متن "زاد المستقنع"؛ لموسى بن أحمد بن موسى بن سالم الحجاوى المقدسي، ولهذا الكتاب عدة شروح وحواشٍ، منها:

• "الروض المربع شرح زاد المستقنع"؛ لمنصور بن يونس بن صلاح البُهُوتي.

• "حاشية ابن القاسم على الروض المربع"، وهي حاشية جامعة لكثير من أقوال الفقهاء، واختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - مع ذكر بعض أدلة المذهب.

• "السلسبيل في معرفة الدليل"؛ للبليهي، وفيه أكثر أدلة متن "زاد المستقنع".

• "الشرح الممتع"؛ للشيخ ابن العثيمين - رحمه الله - وقد حرر فيه المذهب، وذكر الراجح دليلاً، مع المناقشة والاستدلال.

وشَرَح "زاد المستقنع" غيرُ واحد من أهل العلم المعاصرين، ويمكن الوصول إلى شروحهم الصوتية والمكتوبة عبر الشبكة العنكبوتية.

لكل هذا؛ رجَّحنا هذا المتن؛ ففيه إحاطة بالمذهب، واهتداء للدليل، وهو أولى بالبدء من كتب فقه السنة؛ لاشتماله - كبقية كتب المذاهب - على نظم الأحكام بصورة مسلسلة سهلة، يضبط بها الطالب مسائل أبواب الفقه إجمالاً.

قال السيوطي في "ألفية الحديث":
وَكَتْبُهُ وَضَبْطُهُ حَيْثُ اسْتَعَدّْ وَإِنْ يُقَدَّمْ قَبْلَهُ الفِقْهُ أَسَدّْ

أي: كتابة وضبط الحديث النبوي يكون بعد تعلم الفقه، وهذا لا يعني الجهل بالحديث، ولكن يكون جلُّ اهتمامه بضبط مسائل الفقه إجمالاً، وقد استفاضت نصوص الأئمة في ذلك، ومنها:

ما في "أبجد العلوم" (3/ 89) قال: قال ابن حجي عن أبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي: ما اجتمعتُ به قط إلا استفدت منه، وقد لازمته ست سنين، وذكره الذهبي في معجمه المختص فقال: الإمام المحدث، المفتي البارع، ووصفه بحفظ المتون. اهـ.

وفي "جامع المقدمات العلمية لمهم المصنفات والكتب الشرعية" (1/ 52): والفقهاء الغالب عليهم حفظ المتون وأحكامها. اهـ.

وفي "البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع" (2/ 462) قال: السيد العلامة، المجتهد الفهامة، المقتصد شمس الدين ابن الإمام المهدى لدين الله، أحمد بن يحيى بن المرتضى الحسني اليمني، تربى في حجر والده نحو عشر سنين، وحفظ المتون. اهـ.

وفي "الضوء اللامع" (1/ 268) قال: فالتنوخي في معرفة القراءات وعلو سنده فيها، والعراقي في معرفة علوم الحديث ومتعلقاته، والهيثمي في حفظ المتون. اهـ.

وفي "تذكرة الحفاظ وذيوله" (1/ 225) قال: ويرى بعضهم أن كلاًّ من الثلاثة كان فردًا في فنِّه، مع المشاركة في غيره، فالسخاوي تفرَّد بمعرفة علل الحديث، والديمي بأسماء الرجال، والسيوطي بحفظ المتون. اهـ.

علمًا بأن طالب العلم لا يكتفي بهذا المتن؛ بل يداوم الاطلاع على كتب أهل العلم التي تشتمل على الفوائد العلمية، ولا يكتفي بعلم الفقه وحده؛ بل لا بد من علم الحديث؛ فقد قصدنا فقط ترتيب المراحل، ففي "معالم السنن" (1/ 3) للحافظ أبي سليمان الخطابي: "انقسم الناس إلى فرقتين: أصحاب حديث وأثر، وأهل فقه ونظر، وكل واحدة منهما لا تتميز عن أختها في الحاجة، ولا تستغني عنها في درك ما تنحوه من البغية والإرادة؛ لأن الحديث بمنزلة الأساس الذي هو الأصل، والفقه بمنزلة البناء الذي له كالفرع، وكل بناء لم يوضع على قعدة وأساس، فهو منهار، وكل أساس خلا من بناء و عمارة، فهو قفر وخراب" اهـ.

وقال التابعي الثقة إبراهيم النخعي - رحمه الله -: "لا يستقيم رأي إلا برواية، ولا رواية إلا برأي"؛ (رواه أبو نعيم في "الحلية" 4/ 225).

وقال الإمام أحمد - رحمه الله -: "إذا كان عند الرجل الكتب المصنفة، فيها قول رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - واختلاف الصحابة والتابعين، فلا يجوز أن يعمل بما شاء ويتخير، فيقضي به ويعمل به، حتى يسأل أهل العلم ما يؤخذ به، فيكون يعمل على أمر صحيح"؛ ("إعلام الموقعين"؛ لابن القيم 1/ 44).

وعليك أن تسير في طلب العلم بحسب المراحل التي بيَّنها أهلُه، فلا تُقَدِّم علمًا أخَّروه، ولا تؤخِّر علمًا قدَّموه، مع الأخذ بعين الاعتبار أن كل علم تبدأ فيه بالصغار ثم ترقى بعدها إلى الكبار.

أسال الله أن أكون قد وُفِّقت في بيان ما تريد، والله - تعالى - من وراء القصد، وفقك الله لما يحب ويرضى.

أم كريم 03-31-2011 02:39 AM

لمَ يوجَّه الخطاب الشرعي؟

السؤال:

ما المقصود بحُرمة العَيْن عند الأحناف؟ وكيف يُستنبَط هذا الحُكمُ من الأدلة؟ وما كُتب الأصول التي يمكن الرجوع إليها في هذه الجزئية؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فنسأل الله لكَ العون على ما تبذل في سبيل طلب العلم: اللهم علِّمه ما ينفعه، وانفعه بما علَّمته، وزِدْهُ علمًا.

تُطْلق العَيْن في اللغة، ويُراد بها عدةُ معانٍ، وذلك بحسب السياق الذي تَرِد فيه، ومنها: حاسة البصر والرؤية، والجاسوس الذي يُبْعث ليَتجسَّس الخبرَ، ويسمى ذا العَيْنَين، وعَيْنُ الماء، والعَيْنُ التي يخرج منها الماء، واليَنْبُوع الذي يَنْبُع من الأرض ويجري، والذَّهَبُ عامَّةً، والدينار، والمالُ العَتيدُ الحاضر الناضُّ، والنَّقْدُ، وخيار الشيء، وحقيقة الشيء، يقال: جاء بالأَمر من عَيْن صافِيةٍ؛ أَي من فَصِّه وحقيقته، وجاء بالحق بعَيْنه؛ أَي: خالصًا واضحًا.

والعين: ذات الشيء، ونفسه، وشخصه، وأصله، والجمع أعيان، وفي الحديث: ((أَوَّهْ عَيْنُ الربا))؛ أي: ذاتُه ونفسه، ويقال: هو هو عينًا، وهو هو بعينه، وهذه أعيان دراهمك، ودراهمك بأعيانها، ولا يقال فيها: أعين ولا عيون، ويقال: لا أَقبَل إلا درهمي بعينه، وقال الراغب: قال بعضهم العين إذا استُعمل في ذات الشيء، فيقال: كل مال عين، كاستعمال الرقبة في المماليك.

وهذا المعنى الأخير هو المقصود في سؤال السائل، والفقهاء من الحنفية وغيرهم يُطلِقون على ذوات الأشياء وماهيتها: العينَ.

ويقابل العينَ بهذا المعنى عند العلماء (العَرَضُ): وهو يطلق على الخارج عن ذات الشيء، المحمول على الشيء؛ لاتِّحاده معه في الخارج، وعلى هذا فالناطقُ عَرضٌ بالنسبة إلى الحيوان؛ لخروجه عن حقيقته، وصحَّة حمله عليه؛ لوحدتهما في الخارج في مورد الإنسان، والمنافع عَرَضٌ بالنسبة للأعيان التي تستوفى منها، وهكذا.

ويُطلِق المَناطِقةُ على ذات الشيء وعينه (الجَوْهَرَ): وهو الذي إذا وُجد في الخارج وجد لا في موضوع؛ كالكتاب يوجد في الخارج مستقلاًّ؛ أي قائمًا بنفسه، فوجوده غير وجود الحرارة للماء، أو البياض للورقة؛ فالحرارة موجودة بغيرها، بينما الكتاب موجود بنفسه.

ويقابل الجوهرَ عندهم العرضُ أيضًا، بنفس المعنى الذي ذَكَرناه، وقد دَرَج كثيرٌ من الفقهاء والأصوليين على استخدام هذه الألفاظ؛ للدلالة على ما ذكرنا.

قال عبدالعزيز البخاري في "كشف الأسرار شرح أصول البزدوي" (3/ 238): "وبين العين والمنافع تفاوتٌ في نفس الوجود؛ لأن العين جوهر يبقى ويقوم به العرض, والمنفعة عَرَض لا يبقى ويقوم بالجوهر، وبين ما يبقى ويقوم به غيره، وبين ما لا يبقى ويقوم بغيره - تفاوتٌ فاحش، فلا يمكن إثبات المعادلة بينهما معنًى، كما لا يمكن صورةً".اهـ.

وقال الغزالي في "المستصفى" (ص: 23): "وهذه الألفاظ - يعني الأحكام التكليفية الخمسة - لا شك أنها لا تُطلق على جوهر؛ بل على عَرَض, ولا على كل عَرَض؛ بل من جملتها على الأفعال فقط، ومن الأفعال على أفعال المكلَّفين، لا على أفعال البهائم".اهـ.

وقد اختلف الأصوليون في تعلُّق الأحكام بالأعيان، على ثلاثة أقوال:
الأول: ذهب الحنفية في المعتمَد - وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية - إلى أن الأحكام تتعلق بالأعيان، وأن الأعيان منشأ الحرمة، وذلك بطريق الحقيقة لا المجاز، كالتحريم والتحليل المضافَيْنِ إلى الفعل، فيوصف المحل أولاً بالحرمة، ثم تَثبُت حرمةُ الفعل بناءً عليه، فيثبت التحريم عامًّا، وهو ما ذهب إليه فخر الإسلام البزدوي، وصدر الشريعة، وغيرُهما، ونسب ابن عابدين هذا القولَ للمذهب، حيث قال في "رد المحتار": "قلتُ: وفيه أن إسناد الحرمة إلى العين حقيقةٌ عندنا، كما تقرَّر في كتب الأصول، على معنى إخراج العين عن محلِّيَّة الفعل، لينتفي الفعل بالأَوْلى".اهـ.

وقال السَّرَخْسِي - رحمه الله - في "أصوله": "وقالوا: امتنعَ ثبوتُ حكم العموم في هذه الصورة معنًى؛ لدلالة محل الكلام، وهو أن الحِلَّ والحرمة لا تكون وصفًا للمَحلِّ، وإنما تكون وصفًا لأفعالنا في المحل حقيقة، فإنما يصير المحل موصوفًا به مجازًا، وهذا غلط فاحش، فإن الحرمة بهذه النصوص ثابتة للأعيان الموصوفة بها حقيقة؛ لأن إضافة الحرمة إلى العين تنصيصٌ على لزومه، وتحقُّقه فيه، فلو جعلنا الحرمةَ صفةً للفعل لم تكن العين حرامًا، ألاَ ترى أن شربَ عصير الغير، وأكلَ مال الغير، فعلٌ حرام، ولم يكن ذلك دليلاً على حرمة العين، ولزوم هذا الوصف للعين، ولكن عمل هذه النصوص في إخراج هذه المَحالِّ من أن تكون قابلةً للفعل الحلال، وإثبات صفة الحرمة لازمة لأعيانها، فيكون ذلك بمنزلة النسخ، الذي هو رفع حكم، وإثبات حكم آخر مكانه، فبهذا الطريق تقوم العين مقامَ الفعل في إثبات صفة الحُرمة والحِلِّ له حقيقة، وهذا إذا تأملتَ في غاية التحقيق".اهـ.

وقال ابن تيمية في "العمدة": "التحريم والتحليل في مثل هذا إنما يُضاف إلى الأعيان، وإذا كان المراد أفعال المكلَّفين؛ كقوله: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ} [المائدة: 3]، و{أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ} [المائدة: 4]، و{أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ} [المائدة: 1]، و{وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} [الأعراف: 157]، وهذا كثير في القرآن والحديث".اهـ.

ففي الحرام لعينه: المحلُّ أصلٌ، والفعل تَبَعٌ؛ بمعنى أن المحل أُخرج أولاً من قَبول الفعل ومُنع، ثم صار الفعل ممنوعًا ومُخرَجًا عن الاعتبار، فحسن نسبة الحرمة، وإضافتها إلى المحل دلالة على أنه غير صالح للفعل شرعًا، حتى كأنه الحرام نفسه، ولا يكون ذلك من إطلاق المحل وإرادة الفعل الحال فيه، بأن يُراد بالميتة أكلُها؛ لما في ذلك من فوات الدلالة على خروج المحل عن صلاحية الفعل.

ويقابل المحرَّمَ لعينه المحرمُ لغيره، والفرق بينهما: أن المحرَّم لعينه (لذاته) تكون العين فيه ليست محلاًّ للفعل؛ كالميتة والخنزير وسائر النجاسات، والمحرَّم لغيره هو ما كان مباحًا في الأصل؛ كالخبز، لكن يَحرُم أكلُه على غير مالكه، والمحل قابل للأكل في الجملة، بأن يأكله مالكه، بخلاف الأول، فإذا أضيفتْ الحرمة فيه إلى المحل، يكون على حذف المضاف، أو على إطلاق المحل على الحالِّ.

ويُطلِق بعضُ الفقهاء على الأول: محرَّمًا بالأصل، وعلى الثاني: محرمًا بالوصف، ففي المحرم لغيره إذا قيل: هذا الخبز حرام، يكون مجازًا، بإطلاق اسم المحل على الحالِّ؛ أي أكله حرام، وإذا قيل: الميتة حرام، فمعناه أنها منشأ الحرمة، لا أنه ذكر المحلَّ وقصد به الحالَّ.

هذا تقرير الرأي الأول عند الحنفية ومَن وافقهم.

الثاني: ذهب بعض الحنفية إلى أن تعلُّق الأحكام بالأعيان على سبيل المجاز لا الحقيقة، ونسب هذا القولَ ابنُ أمير الحاج إلى الأكثر من الحنفية، قال في "التقرير والتحبير" (1/164): "ثم هنا بحث آخر، وهو أن هذا الاستعمال حقيقي أو مجازي، فإن كان ذاك الفعل حرامًا لغيره، وهو ما لا يكون منشأ حرمته عين ذلك المحل؛ كحرمة أكل مال الغير، فإنها ليست لنفس المال؛ بل لكونه مِلك الغير، فالأكل منه محرَّم، والمحل قابل له حلالاً، بأن يأكله مالكُه، أو يُؤكِله غيرَه، فهو استعمال مجازي، إما مِن إطلاق اسم المحل على الحال، أو من باب حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه، وإن كان ذاك الفعل حرامًا لعينه، وهو ما يكون منشأ حرمته عين ذلك المحل؛ كحرمة أكل الميتة، وشرب الخمر، فالأكثر أنه مجاز أيضًا كالأول، وقال شيخنا المصنف - رحمه الله تعالى -: وينبغي كونه على قولهم مجازًا عقليًّا؛ إذ لم يتجوز في لفظ "حُرِّمت"، ولا في لفظ "الخمر".اهـ.

وهذا ما ذهب إليه الجمهور من الشافعية والمالكية والحنابلة؛ لأن التكليف لا يتعلق بالأعيان، وإنما يتعلق بالأفعال؛ فالأعيان ليست محلاًّ للتكليف، بخلاف الأفعال، فيكون قوله - تعالى -: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ} [النساء: 23] من باب الحذف؛ بقرينة دلالة العقل: أن الأحكام إنما تتعلق بالأفعال دون الأعيان، والمعنى: حُرِّم عليكم نكاحُ أمهاتكم.

قال ابن رشيق المالكي في "لباب المحصول في علم الأصول" (1/248): "ذات المأمور لا يتعلق بها الخطاب، وإنما يتعلق الطلب بالفعل".اهـ.

وقد سبق نقلُ مثلِ هذا عن الغزالي - رحمه الله - كما في "المستصفى".

وقال الزركشي في "البحر المحيط": "تنبيه: [تعلق الأحكام] عُلِم من تعريف الحكم بالتعلُّق بفعل المكلَّف أن الأحكام لا تتعلق بالأعيان، وسيأتي - إن شاء الله تعالى - في باب المُجمَل أن نحو: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ}، أنه من باب الحذف؛ بقرينة دلالة العقل أن الأحكام إنما تتعلق بالأفعال دون الأعيان، ولكن هذا ليس متفقًا عليه، فقد ذهب جَمْعٌ من الحنفية إلى أن الحكم يتعلق بالعين كما يتعلق بالفعل، ومعنى حرمة العينِ خروجُها من أن تكون محلاًّ للفعل شرعًا، كما أن حرمة الفعل خروجٌ من الأعيان شرعًا".اهـ.

وقال ابن النجار في "شرح الكوكب المنير": "التحريم إنما يتعلق بفعل المكلف، فإذا أضيف إلى عين من الأعيان، يُقدَّر الفعلُ المقصود منه، ففي المأكولات: يقدر الأكل، وفي المشروبات: الشرب، وفي الملبوسات: اللبس، وفي الموطوءات: الوطء، فإذا أُطلِق أحدُ هذه الألفاظ سَبَقَ المعنى المراد إلى الفهم من غير توقُّف".اهـ.

الثالث: ذهب بعض الحنفية أيضًا - كما نقله التفتازاني في "التلويح" عن صاحب "الأسرار" وقال: "هو الأقرب" - إلى أن الحل والحرمة معًا، إذا كان لمعنًى في العين أُضيف إليها؛ لأنها نسبة، كما يقال: جرى الميزاب، فيقال: حرمت الميتة; لأن تحريمها لمعنًى فيها, ولا يُقال: حرمت شاة الغير; لأن حرمتها لاحترام المالك لا لمعنى فيها.

أما إذا كان الحل والحرمة ليسا لمعنًى في العين لم يُضف إليها، وإنما يُضاف إلى الفعل.

فتحصَّل في هذه المسألة ثلاثة أقوال، وقد ذكرها التَّفْتازاني برمَّتها في "التلويح على التوضيح"، كما نصَّ عليها غيرُه مفرقةً في مواضع.

والراجح - والله تعالى أعلم - هو قول الجمهور، الذين ذهبوا إلى امتناع تعلُّق الأحكام بالأعيان؛ لأن الأعيان ليست محلاًّ للتكليف، بخلاف الأفعال؛ ولأن الذين ذهبوا إلى أن الأحكام تتعلَّق بالأعيان، انتهى قولُهم إلى أن الممنوع هو الفعل، فاتَّفق الفريقان على أن العين لا تفعل واجبًا، ولا تترك محرمًا، وإنما يصدر الفعل والترك من المكلَّف، ولا يتحقق الامتثال للأمر إلا بذلك، وأن مجرد وجود العين المحرَّمة لا يفيد حكمًا شرعيًّا، فلا يستفاد الحكم الشرعي لها إلا بعد تكليف القادر على الامتثال من المكلفين.

كما أن تعريف الحكم الشرعي عند جمهور الأصوليين هو: خطاب الشارع المتعلِّق بأفعال المكلَّفين، اقتضاءً أو تخييرًا أو وضعًا.

ويمكنك الرجوع - لاستيفاء هذه المسألة بحثًا - إلى المراجع التالية:
• "كشف الأسرار، شرح أصول البزدوي"، لعلاء الدين عبدالعزيز بن أحمد البخاري (730هـ - 1330م).
• "التلويح على التوضيح"، لسعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني (792هـ).
• "المستصفى في علم الأصول"، لحجة الإسلام أبي حامد محمد بن محمد الغزالي الشافعي (505 - 1111م).
• "حاشية العطار على شرح المحلِّي على جمع الجوامع"؛ لحسن بن محمد بن محمود العطار.
• "البحر المحيط"، لبدر الدين محمد بن بهادر بن عبدالله الشافعي الزركشي (745هـ - 794هـ).
• "شرح الكوكب المنير"، لمحمد بن أحمد بن عبدالعزيز الفتوحي، المعروف بابن النجار الحنبلي (972هـ - 1564 م).

أم كريم 03-31-2011 02:42 AM

هل يُحَكَّم العُرف؟

السؤال:

الشيخ/ علي ونيس، والله ما سمعتُ باسمك قط، ولا رأيتُ لك صورةً في صحيفة، أو موقعًا على الشبكة العنكبوتية، إلاَّ من خلال هذا الموقع المبارك، ولكن أقول: سبحان مَن قَذَف حبَّك في قلبي! وأشهد الله أنِّي أحبك فيه.

السؤال: هل يُحكَّم العُرف في الشرع؟ ولتفصيلٍ أكثر أقول: هل الأصل هو العُرف أو الشرع؟

ألا ترون أن في الاحتكام للعرف نوعًا مِن تجميد الأعراف والثبات عليها؟ بل حتَّى إن الأعراف أُعْطيتْ صِبْغة إسلامية؛ بل حتَّى إن الأذهان - وللأسف - تتعامَل مع مُخَالَفة هذه الأعراف بسلبيَّة، ولتوضيح ما أقصد، لكَ أن تسأل أحدًا مِن بلد تحرم فيه قيادة السيارة للمرأة، ما توقُّعاتك للوضْع الاجتماعي، لو قادت المرأة السيارة؟

فالأغلبيَّة الغالبة ستقول لك: فساد، سيكثر الشر، ومن هذا القبيل.

شخصيًّا أَتَمَنَّى ألاَّ يَقُدْنَ السيارة، حتى يحسن مستوى الظن لدى الشعب تجاه هذا الموضوع.

باختصار، قل لي ما تظن تجاه أمرٍ معين، أَقُلْ لك ما هي النتائج المتوقعة، والنَّظْرة سلبية تجاه هذا الموضوع.

كثيرة هي الأعراف التي ثبتنا عليها، وأُعْطِيت صبغة إسلامية، فالسؤال: إلى أيِّ حدٍّ يُمكِن الاعتماد على العُرف كحُكْمٍ بين الناس؟ وهل للحاكم أوِ العالِم أن يُحرِّم أمرًا تحريمًا نهائيًّا، وليس مؤقَّتًا، ويتعامل معه على أنه أحد الثوابت التي يجب ألا يُحاد عنها، خصوصًا في أمر مباح كقيادة المرأة؟

أعلم أني تشعبت كثيرًا في سؤالي هذا، و لكن كلِّي ثقة أنك بالحكمة التي عهدتها عليك بأنك ستجمع شتات هذه الأفكار، وتصوغ لي الإجابة التي ترويني.

هذا السؤال طرحته؛ لأن لي نيَّة - إن شاء الله - لطرح موضوع في أحد المنتديات بخصوص هذا الشأن، و لأني لا أُريد أن أَكتب ما لم أفهمه أو يتضح لي؛ لأن هناك مُشكلة في فكرتين أراهما تتفشيان عند كثير من الناس:

- الفكرة الأولى: التحريم المطلق لكل ما هو مُعتاد عليه، حتى وإن كان حلالاً؛ بل اعتُبر من ضمن الثوابت للأسف!

- الفكرة الثانية: ضرب بالعادات والتقاليد عُرْض الحائط، والنظر إلى الأشياء على أنها مباحة، دون النظر إلى الآثار الاجتماعية المترتبة على مثل هذا الشيء.
رعاك الرحمن.


الجواب:

الحمد لله، والصلاة السلام على رسول الله، وبعد:
فجزاك الله خيرًا على هذا الثناء الذي لا أستحق شيئًا منه، وبارك الله فيك، وزادك حرصًا على الخير، وأحبَّك الله الذي أحببتنا له، وجمعنا بك يوم القيامة مع المتحابين فيه.

سؤالك - أخي الحبيب - يبلغ درجة كبيرة من الأهمية؛ إذ العرف غير ثابت بمرور الزمان وتعاقب الدهور والأيام، وقد تعلَّقت به كثير من الأحكام وجودًا وعدمًا، وحتى يتبين لك الأمر في كل ما سألتَ عنه؛ سأذكر لك ملخصَ قاعدة العرف، وبها يتضح لك المقام:

العُرْف – لغةً -: كلُّ ما تعرفه النَّفْس منَ الخير وتطمئن إليه، وهو ضِدُّ النُّكر، والعُرف والمعروف: الجود[1].

والعُرْف – اصطلاحًا -: ما استَقَرَّتِ النفوس عليه بشهادة العقول، وتَلَقَّتْه الطبائع بالقَبول[2].


والمعتبر هنا هو التعريف الاصطلاحي، فكل ما اعتاده الناس وألِفُوه، حتى صار جزءًا من حياتهم لا يمكنهم الاستغناء عنه، بحيث يتبادر إلى الفهم عند الإطلاق، فهو العرف الذي يجب اعتماده والتعويل عليه.

وقد دل على اعتبار العرف عدةُ أدلة، منها ما روته أمُّنا عائشةُ - رضي الله عنها -: "أن هند بنت عتبة، قالت: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجلٌ شحيح، وليس يعطيني ما يكفيني وولدي، إلاَّ ما أخذتُ منه وهو لا يعلم"، فقال: ((خُذِي ما يكفيكِ وولدكِ بالمعروف))[3].


قال ابن تيميَّة: "والصَّحيح الذي يدلُّ عليه أكثرُ نصوصِ أحمد، وعليه أكثرُ السلَفِ: أنَّ ما يوجبه العقد لكلِّ واحد منَ الزَّوجينِ على الآخر، كالنَّفَقَة والاستمتاع، والمثبت للمرأة، وكالاستمتاع للزوج - ليس بمُقَدَّر؛ بلِ المرجع في ذلك إلى العُرْف؛ كما دَلَّ عليه الكتاب في مثل قوله – تعالى -: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: 228]، وفي مثل قوله - - لهند: ((خُذي ما يكفيكِ وولدكِ بالمعروف))، فإذا تنازَعَ الزوجانِ فيه، فرَضَ الحاكمُ ذلك باجتهادِه، كما فرضتِ الصحابةُ مقدار الوَطْء للزوج بمرَّات متعدِّدة، ومن قدَّر من أصحاب أحمد الوطء المستَحَق، فهو كتقدير الشافعي النَّفقة؛ إذ كلاهما مما تحتاجُه المرأة، ويوجبه العقد، وتقدير ذلك ضعيفٌ عند عامة الفقهاء، بعيدٌ عن معاني الكتاب والسُّنَّة والاعتبار، والشافعي - رضي الله عنه - إنما قَدَّره طردًا للقاعدة التي ذَكَرْناها عنه مِن نَفْيِه للجَهَالة في جميع العقود؛ قياسًا على المنْع من بيع الغَرَر، فجَعَل النفقة المستحقة بِعَقْد النكاح مقدرة طردًا كذلك"[4] اهـ.


قال أبو بكر بن العربي: "إنَّ الإنفاق ليس له تقديرٌ شرعي، وإنما أحالَهُ الله - تعالى - على العادَةِ، وهي دليل أصوليٌّ، بَنَى الله - تعالى - عليه الأحكامَ، وربط به الحلال والحرام"[5]اهـ.


وقال ابن قُدَامة: "والصحيح: ردُّ الحقوق المطْلَقة في الشرع إلى العُرف فيما بين الناس في نفقاتِهم، في حقِّ المُوسِرِ والمُعْسِر والمتوَسِّط، كما رددناهُمْ في الكِسْوَةِ إلى ذلك"[6]. اهـ.

وقد درج الفقهاءُ قاطبةً على بناء كثيرٍ منَ الأحكام على العُرف، فضلاً عن ذِكرهم ذلك على سبيل القاعدة المُطَّرِدة.

قال ابن عابدين: "النَّصُّ معلول بالعُرْف، فيكون هو المعتبَر في أيِّ زمان كان"[7] اهـ.

وعن مالك: أنَّه خَصَّص قوله – تعالى -: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ} [البقرة: 233] بالعرف، قائلاً: "إنَّ المرأة الشريفة لا ترضع؛ بناءً على العرف، وهو يوجب الرضاع على غيرها"[8].


وقال الرَّافعي: "الشافعي يتبع مقتضى اللغة تارةً، وذلك عند ظُهُورها وشمولها، وهو الأصل، وتارةً يتبع العُرف إذا استمَرَّ واطرد، وقال ابن عبدالسلام: قاعدة الأَيْمان: البناء على العرف إذا لم يضطرب، فإن اضطرب فالرُّجُوع إلى اللغة"[9].


والإمام أحمد يرى أنَّ الجائحة تحدَّد بالعُرف؛ إذ ليس لها قدرٌ معلومٌ في الشرع، قال ابنُ قدامة: "الفصل الثالث: أنَّ ظاهر المذهب أنه لا فَرْق بين قليل الجائحة وكثيرها؛ إلاَّ أن ما جرتِ العادة بتلف مثله - كالشيء اليَسِير الذي لا ينضبط - فلا يُلتَفتُ إليه، قال أحمد: إنِّي لا أقول في عشر ثمرات ولا عشرين ثمرة، ولا أدري ما الثُّلث؛ ولكن إذا كانتْ جائحة تُعْرَف؛ الثُّلث، أو الربع، أو الخمس - تُوضَع"[10] اهـ.


ولهذه القاعدة أهمية بالغة، فهي من أعظم الدلائل على السَّعَة والمُرُونة في الشريعة الإسلامية، وقد عَقَد لها الإمامُ ابن القيِّم فصلاً بقوله: "فصل في تغيُّر الفتوى بحسب الأمكِنة والأزمنة والأحوال والنيَّات والعوائد"، ثم قال: "هذا فصل عظيمُ النفع جدًّا، وقع بسبب الجهل به غَلَطٌ عظيمٌ على الشريعة، أوجب منَ الحَرَج، والمشَقَّة، وتكليف ما لا سبيل إليه - ما يُعْلَم أنَّ الشريعة الباهِرَة التي في أعلى رُتَب المصالح لا تأتي به؛ فإنَّ الشريعةَ مبناها وأساسُها على الحِكَم ومصالح العِباد في المعاش والمعاد، وهي عدْلٌ كلُّها، ورحمةٌ كلُّها، ومصالحُ كلُّها، وحكمة كلها، فكلُّ مسألة خرجتْ عنِ العدل إلى الجَوْر، وعنِ الرحمة إلى ضِدِّها، وعنِ المصلحة إلى المفْسَدة، وعنِ الحكمة إلى العَبَث، فليستْ منَ الشريعة، وإنْ أُدخِلَتْ فيها بالتأويل، فالشريعةُ عَدْل الله بين عبادِه، ورحمته بين خلْقِه، وظِلُّه في أرْضِه، وحِكْمتُه الدَّالَّة عليه وعلى صِدق رسوله - "[11].

وليس كل عرف يعمُّ في الناس يجب العمل بمقتضاه؛ بل وضع العلماء للعمل بالعرف شروطًا، منها:
الأول: ألاَّ يكونَ في العرف تعطيلٌ لنصٍّ ثابت، أو لأصلٍ قطعي في الشريعة[12].


الثاني: أن يكونَ العُرف قائمًا وقت التَّصرُّف، ولا يُعتبر العُرف المتأخر في التَّصرُّفات السابقة، فإذا طرأ عرف جديدٌ بعد اعتبار العُرف السائد عند صدور الفعل أو القول، فلا يعتبر هذا العرف[13].
قال السيوطي: العُرف الذي تُحمَل عليه الألفاظ إنما هو المقارن السابق دون المتأخِّر"[14]. اهـ.


الثالث: ألاَّ يُعارَضَ العُرف بتصريح بخلافه، فلو استأجر شخصٌ أجيرًا للعمل منَ الظُّهر إلى العصر فقط، ليس له أن يلزمه بالعمل منَ الصباح إلى المساء؛ بحجَّة أنَّ عُرف البلدة هكذا؛ لأنَّ نص الاتِّفاق على خلاف العرف، فلا اعتبار بالعُرف.


الرابع: أن يكونَ العرفُ مطَّردًا غالبًا؛ أي: استمر العمل به من غير تخلُّف في الحوادث، ومعنى غلبته: أن يكونَ شائعًا بين أهله في أكثر الحوادث.
قال السيوطي: "إنما تعتبر العادةُ إذا اطَّردتْ، فإنِ اضطربتْ، فلا، وإنْ تعارضتِ الظنون في اعتبارها، فخلاف"[15].


وللعرف أقسام كثيرة باعتبارات متعددة، فمنه العرف الصحيح، والعرف الفاسد:
أما الصحيح، فهو ما تعارفه الناس، وليس فيه مخالَفة لنصٍّ شرعي، ولا تفويت لمصلحة، ولا جلب لمفسدة، كتعارُفِهم تقديمَ الهدايا منَ الخطيب لخطيبته، وعدم اعتبارها من المهر.

وأما الفاسد، ما خالف بعض أدِلَّة الشرع، أو بعض قواعده، كتعارُفِهم على بعض العقود الرِّبَوِية، ومنكرات الأفراح، ونحو ذلك[16].

هذا أحد أقسام العرف بهذا الاعتبار، ومن أقسامه أيضًا: العام والخاص، والقولي والعملي، والثابت والمتبدِّل.

ولتغير الأحكام بتغير العرف مجالات لا يتعداها، فما كان متبدِّلاً في العادة من حُسْنٍ إلى قُبح، وبالعكس، مثل: كشف الرأس للرجل، فإنه يختلف بحسب البقاع في الواقع، فهو لِذَوِي المروءات قبيحٌ في البلاد المشرقيَّة، وغير قبيح في البلاد المغربية، فالحكم الشرعي يختلف باختلاف ذلك، فيكون عند أهل المشرق قادِحًا في العدالة، وعند أهل المغرب غير قادحٍ.

وما كان ثابتًا أبدًا كسائر الأمور الشرعيَّة، كما قالوا في سلْب العبد أهليَّةَ الشهادة، وفي الأمر بإزالة النجاسات، وطهارة التأهُّب للمناجاة، وستر العورات، والنَّهْي عنِ الطواف بالبيت على العري، وما أشبه ذلك منَ العوائد الجارية في الناس، إمَّا حسنة عند الشارع، وإما قبيحة، فإنها من جملة الأمور الداخلة تحت أحكام الشرع، فلا تبديل لها، وإنِ اختلفتْ آراء المكلَّفينَ فيها.

ولتعلم أن الأصل في الأحكام هو الشرع، والعرفُ طارئ عليه، فيتغير الحكم عند تغير العرف لا باعتبار اختلاف الحكم في حقيقته؛ ولكن باعتبار اختلاف العادات والأعراف.

قال الشاطبي - رحمه الله -: واعلَم أنَّ ما جرى ذِكرُه هنا مِن اختلاف الأحكام عند اختلاف العوائد، فليس في الحقيقة باختلاف في أصل الخطاب؛ لأن الشَّرع موضوع على أنه دائم أبدي، لو فُرض بقاء الدُّنيا من غير نهاية، والتكليف كذلك لم يحتج في الشرع إلى مزيدٍ، وإنما معنى الاختلاف: أنَّ العوائد إذا اختلفتْ، رجعت كلُّ عادة إلى أصلٍ شرعي، يحكم به عليها، كما في البلوغ مثلاً، فإن الخطابَ التكليفيَّ مرتفع عنِ الصبي ما كان قبل البلوغ، فإذا بلغ وَقَع عليه التكليف، فسُقُوط التكليف قبل البلوغ، ثم ثبوته بعده، ليس باختلاف في الخطاب، وإنما وقع الاختلافُ في العوائد والشواهد"[17].


أما عن المثال الذي ضربتَه بالنسبة لقيادة المرأة السيارة، فالأصل أنه جائز، ومَنَع العلماء منه في هذا الزمان؛ لعلَّتين:
الأولى: أنه خلاف ما جرى عليه العرف.
الثانية: العمل بقاعدة سد الذرائع إلى الفساد؛ وذلك لما وجدوه من مفاسدَ كثيرةٍ تترتب على هذا الأمر.

فيوجد هذا الحكم حيث وُجدتْ علَّتُه، ويُفقَد حيث فقدتْ، وهذا يختلف باختلاف الأعراف والزمان والمكان.

وإذا بني حكم على عرف، ثم تغيَّر هذا العرف، فإن الحكم يتغير تبعًا لتغيره إلى ما يتناسب مع العرف الجديد، فكما عملنا بالعرف الأول عند وجوده، كذلك نعمل بالعرف الثاني عند وجوده، فليس أحدهما بأولى من الآخر.

وقد سبق ونقلنا عن ابن عابدين قوله: "النَّصُّ معلول بالعُرْف، فيكون هو المعتبَرَ في أيِّ زمان كان"[18]. اهـ.


وهذا يعني أن للعرف تصرفًا في النص، لكن بالضوابط والقيود التي ذكرناها آنفًا،، والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] "لسان العرب" (عرف)، و"المصباح المنير" (عرف).

[2] "التعريفات" (1/ 193).

[3] رواه البخاري برقم (5049)، باب: "إذا لم ينفقِ الرجل، فلِلمرأة أن تأخذَ بغير عِلْمه ما يكفيها وولدها من معروف".

[4] "الفتاوى الكبرى" (4/ 104).

[5] "أحكام القرآن"؛ لابن العربي (4/ 1830).

[6] "المغني" (7/ 567).

[7] "حاشية ابن عابدين" (4/ 112).

[8] "الجامع لأحكام القرآن" (3/ 161).

[9] "الأشباه والنظائر" (ص67).

[10] "المغني" (6/ 179).

[11] "إعلام الموقعين" (3/ 11).

[12] انظر: "المنثور في القواعد" (2/ 356).

[13] انظر: "الأشباه والنظائر"؛ لابن نجيم (ص 101).

[14] "الأشباه والنظائر" (1/ 96).

[15] "الأشباه والنظائر" (ص 56).

[16] انظر: "الموافقات" (2/ 283).

[17] "الموافَقَات في أُصُول الأحكام" (2/ 197، 198، 199)، بتصرُّف يسير.

[18] "حاشية ابن عابدين" (4/ 112).

أم كريم 03-31-2011 02:43 AM

هل يُحَكَّم العُرف؟

السؤال:

الشيخ/ علي ونيس، والله ما سمعتُ باسمك قط، ولا رأيتُ لك صورةً في صحيفة، أو موقعًا على الشبكة العنكبوتية، إلاَّ من خلال هذا الموقع المبارك، ولكن أقول: سبحان مَن قَذَف حبَّك في قلبي! وأشهد الله أنِّي أحبك فيه.

السؤال: هل يُحكَّم العُرف في الشرع؟ ولتفصيلٍ أكثر أقول: هل الأصل هو العُرف أو الشرع؟

ألا ترون أن في الاحتكام للعرف نوعًا مِن تجميد الأعراف والثبات عليها؟ بل حتَّى إن الأعراف أُعْطيتْ صِبْغة إسلامية؛ بل حتَّى إن الأذهان - وللأسف - تتعامَل مع مُخَالَفة هذه الأعراف بسلبيَّة، ولتوضيح ما أقصد، لكَ أن تسأل أحدًا مِن بلد تحرم فيه قيادة السيارة للمرأة، ما توقُّعاتك للوضْع الاجتماعي، لو قادت المرأة السيارة؟

فالأغلبيَّة الغالبة ستقول لك: فساد، سيكثر الشر، ومن هذا القبيل.

شخصيًّا أَتَمَنَّى ألاَّ يَقُدْنَ السيارة، حتى يحسن مستوى الظن لدى الشعب تجاه هذا الموضوع.

باختصار، قل لي ما تظن تجاه أمرٍ معين، أَقُلْ لك ما هي النتائج المتوقعة، والنَّظْرة سلبية تجاه هذا الموضوع.

كثيرة هي الأعراف التي ثبتنا عليها، وأُعْطِيت صبغة إسلامية، فالسؤال: إلى أيِّ حدٍّ يُمكِن الاعتماد على العُرف كحُكْمٍ بين الناس؟ وهل للحاكم أوِ العالِم أن يُحرِّم أمرًا تحريمًا نهائيًّا، وليس مؤقَّتًا، ويتعامل معه على أنه أحد الثوابت التي يجب ألا يُحاد عنها، خصوصًا في أمر مباح كقيادة المرأة؟

أعلم أني تشعبت كثيرًا في سؤالي هذا، و لكن كلِّي ثقة أنك بالحكمة التي عهدتها عليك بأنك ستجمع شتات هذه الأفكار، وتصوغ لي الإجابة التي ترويني.

هذا السؤال طرحته؛ لأن لي نيَّة - إن شاء الله - لطرح موضوع في أحد المنتديات بخصوص هذا الشأن، و لأني لا أُريد أن أَكتب ما لم أفهمه أو يتضح لي؛ لأن هناك مُشكلة في فكرتين أراهما تتفشيان عند كثير من الناس:

- الفكرة الأولى: التحريم المطلق لكل ما هو مُعتاد عليه، حتى وإن كان حلالاً؛ بل اعتُبر من ضمن الثوابت للأسف!

- الفكرة الثانية: ضرب بالعادات والتقاليد عُرْض الحائط، والنظر إلى الأشياء على أنها مباحة، دون النظر إلى الآثار الاجتماعية المترتبة على مثل هذا الشيء.
رعاك الرحمن.


الجواب:

الحمد لله، والصلاة السلام على رسول الله، وبعد:
فجزاك الله خيرًا على هذا الثناء الذي لا أستحق شيئًا منه، وبارك الله فيك، وزادك حرصًا على الخير، وأحبَّك الله الذي أحببتنا له، وجمعنا بك يوم القيامة مع المتحابين فيه.

سؤالك - أخي الحبيب - يبلغ درجة كبيرة من الأهمية؛ إذ العرف غير ثابت بمرور الزمان وتعاقب الدهور والأيام، وقد تعلَّقت به كثير من الأحكام وجودًا وعدمًا، وحتى يتبين لك الأمر في كل ما سألتَ عنه؛ سأذكر لك ملخصَ قاعدة العرف، وبها يتضح لك المقام:

العُرْف – لغةً -: كلُّ ما تعرفه النَّفْس منَ الخير وتطمئن إليه، وهو ضِدُّ النُّكر، والعُرف والمعروف: الجود[1].

والعُرْف – اصطلاحًا -: ما استَقَرَّتِ النفوس عليه بشهادة العقول، وتَلَقَّتْه الطبائع بالقَبول[2].


والمعتبر هنا هو التعريف الاصطلاحي، فكل ما اعتاده الناس وألِفُوه، حتى صار جزءًا من حياتهم لا يمكنهم الاستغناء عنه، بحيث يتبادر إلى الفهم عند الإطلاق، فهو العرف الذي يجب اعتماده والتعويل عليه.

وقد دل على اعتبار العرف عدةُ أدلة، منها ما روته أمُّنا عائشةُ - رضي الله عنها -: "أن هند بنت عتبة، قالت: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجلٌ شحيح، وليس يعطيني ما يكفيني وولدي، إلاَّ ما أخذتُ منه وهو لا يعلم"، فقال: ((خُذِي ما يكفيكِ وولدكِ بالمعروف))[3].


قال ابن تيميَّة: "والصَّحيح الذي يدلُّ عليه أكثرُ نصوصِ أحمد، وعليه أكثرُ السلَفِ: أنَّ ما يوجبه العقد لكلِّ واحد منَ الزَّوجينِ على الآخر، كالنَّفَقَة والاستمتاع، والمثبت للمرأة، وكالاستمتاع للزوج - ليس بمُقَدَّر؛ بلِ المرجع في ذلك إلى العُرْف؛ كما دَلَّ عليه الكتاب في مثل قوله – تعالى -: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: 228]، وفي مثل قوله - - لهند: ((خُذي ما يكفيكِ وولدكِ بالمعروف))، فإذا تنازَعَ الزوجانِ فيه، فرَضَ الحاكمُ ذلك باجتهادِه، كما فرضتِ الصحابةُ مقدار الوَطْء للزوج بمرَّات متعدِّدة، ومن قدَّر من أصحاب أحمد الوطء المستَحَق، فهو كتقدير الشافعي النَّفقة؛ إذ كلاهما مما تحتاجُه المرأة، ويوجبه العقد، وتقدير ذلك ضعيفٌ عند عامة الفقهاء، بعيدٌ عن معاني الكتاب والسُّنَّة والاعتبار، والشافعي - رضي الله عنه - إنما قَدَّره طردًا للقاعدة التي ذَكَرْناها عنه مِن نَفْيِه للجَهَالة في جميع العقود؛ قياسًا على المنْع من بيع الغَرَر، فجَعَل النفقة المستحقة بِعَقْد النكاح مقدرة طردًا كذلك"[4] اهـ.


قال أبو بكر بن العربي: "إنَّ الإنفاق ليس له تقديرٌ شرعي، وإنما أحالَهُ الله - تعالى - على العادَةِ، وهي دليل أصوليٌّ، بَنَى الله - تعالى - عليه الأحكامَ، وربط به الحلال والحرام"[5]اهـ.


وقال ابن قُدَامة: "والصحيح: ردُّ الحقوق المطْلَقة في الشرع إلى العُرف فيما بين الناس في نفقاتِهم، في حقِّ المُوسِرِ والمُعْسِر والمتوَسِّط، كما رددناهُمْ في الكِسْوَةِ إلى ذلك"[6]. اهـ.

وقد درج الفقهاءُ قاطبةً على بناء كثيرٍ منَ الأحكام على العُرف، فضلاً عن ذِكرهم ذلك على سبيل القاعدة المُطَّرِدة.

قال ابن عابدين: "النَّصُّ معلول بالعُرْف، فيكون هو المعتبَر في أيِّ زمان كان"[7] اهـ.

وعن مالك: أنَّه خَصَّص قوله – تعالى -: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ} [البقرة: 233] بالعرف، قائلاً: "إنَّ المرأة الشريفة لا ترضع؛ بناءً على العرف، وهو يوجب الرضاع على غيرها"[8].


وقال الرَّافعي: "الشافعي يتبع مقتضى اللغة تارةً، وذلك عند ظُهُورها وشمولها، وهو الأصل، وتارةً يتبع العُرف إذا استمَرَّ واطرد، وقال ابن عبدالسلام: قاعدة الأَيْمان: البناء على العرف إذا لم يضطرب، فإن اضطرب فالرُّجُوع إلى اللغة"[9].


والإمام أحمد يرى أنَّ الجائحة تحدَّد بالعُرف؛ إذ ليس لها قدرٌ معلومٌ في الشرع، قال ابنُ قدامة: "الفصل الثالث: أنَّ ظاهر المذهب أنه لا فَرْق بين قليل الجائحة وكثيرها؛ إلاَّ أن ما جرتِ العادة بتلف مثله - كالشيء اليَسِير الذي لا ينضبط - فلا يُلتَفتُ إليه، قال أحمد: إنِّي لا أقول في عشر ثمرات ولا عشرين ثمرة، ولا أدري ما الثُّلث؛ ولكن إذا كانتْ جائحة تُعْرَف؛ الثُّلث، أو الربع، أو الخمس - تُوضَع"[10] اهـ.


ولهذه القاعدة أهمية بالغة، فهي من أعظم الدلائل على السَّعَة والمُرُونة في الشريعة الإسلامية، وقد عَقَد لها الإمامُ ابن القيِّم فصلاً بقوله: "فصل في تغيُّر الفتوى بحسب الأمكِنة والأزمنة والأحوال والنيَّات والعوائد"، ثم قال: "هذا فصل عظيمُ النفع جدًّا، وقع بسبب الجهل به غَلَطٌ عظيمٌ على الشريعة، أوجب منَ الحَرَج، والمشَقَّة، وتكليف ما لا سبيل إليه - ما يُعْلَم أنَّ الشريعة الباهِرَة التي في أعلى رُتَب المصالح لا تأتي به؛ فإنَّ الشريعةَ مبناها وأساسُها على الحِكَم ومصالح العِباد في المعاش والمعاد، وهي عدْلٌ كلُّها، ورحمةٌ كلُّها، ومصالحُ كلُّها، وحكمة كلها، فكلُّ مسألة خرجتْ عنِ العدل إلى الجَوْر، وعنِ الرحمة إلى ضِدِّها، وعنِ المصلحة إلى المفْسَدة، وعنِ الحكمة إلى العَبَث، فليستْ منَ الشريعة، وإنْ أُدخِلَتْ فيها بالتأويل، فالشريعةُ عَدْل الله بين عبادِه، ورحمته بين خلْقِه، وظِلُّه في أرْضِه، وحِكْمتُه الدَّالَّة عليه وعلى صِدق رسوله - "[11].

وليس كل عرف يعمُّ في الناس يجب العمل بمقتضاه؛ بل وضع العلماء للعمل بالعرف شروطًا، منها:
الأول: ألاَّ يكونَ في العرف تعطيلٌ لنصٍّ ثابت، أو لأصلٍ قطعي في الشريعة[12].


الثاني: أن يكونَ العُرف قائمًا وقت التَّصرُّف، ولا يُعتبر العُرف المتأخر في التَّصرُّفات السابقة، فإذا طرأ عرف جديدٌ بعد اعتبار العُرف السائد عند صدور الفعل أو القول، فلا يعتبر هذا العرف[13].
قال السيوطي: العُرف الذي تُحمَل عليه الألفاظ إنما هو المقارن السابق دون المتأخِّر"[14]. اهـ.


الثالث: ألاَّ يُعارَضَ العُرف بتصريح بخلافه، فلو استأجر شخصٌ أجيرًا للعمل منَ الظُّهر إلى العصر فقط، ليس له أن يلزمه بالعمل منَ الصباح إلى المساء؛ بحجَّة أنَّ عُرف البلدة هكذا؛ لأنَّ نص الاتِّفاق على خلاف العرف، فلا اعتبار بالعُرف.


الرابع: أن يكونَ العرفُ مطَّردًا غالبًا؛ أي: استمر العمل به من غير تخلُّف في الحوادث، ومعنى غلبته: أن يكونَ شائعًا بين أهله في أكثر الحوادث.
قال السيوطي: "إنما تعتبر العادةُ إذا اطَّردتْ، فإنِ اضطربتْ، فلا، وإنْ تعارضتِ الظنون في اعتبارها، فخلاف"[15].


وللعرف أقسام كثيرة باعتبارات متعددة، فمنه العرف الصحيح، والعرف الفاسد:
أما الصحيح، فهو ما تعارفه الناس، وليس فيه مخالَفة لنصٍّ شرعي، ولا تفويت لمصلحة، ولا جلب لمفسدة، كتعارُفِهم تقديمَ الهدايا منَ الخطيب لخطيبته، وعدم اعتبارها من المهر.

وأما الفاسد، ما خالف بعض أدِلَّة الشرع، أو بعض قواعده، كتعارُفِهم على بعض العقود الرِّبَوِية، ومنكرات الأفراح، ونحو ذلك[16].

هذا أحد أقسام العرف بهذا الاعتبار، ومن أقسامه أيضًا: العام والخاص، والقولي والعملي، والثابت والمتبدِّل.

ولتغير الأحكام بتغير العرف مجالات لا يتعداها، فما كان متبدِّلاً في العادة من حُسْنٍ إلى قُبح، وبالعكس، مثل: كشف الرأس للرجل، فإنه يختلف بحسب البقاع في الواقع، فهو لِذَوِي المروءات قبيحٌ في البلاد المشرقيَّة، وغير قبيح في البلاد المغربية، فالحكم الشرعي يختلف باختلاف ذلك، فيكون عند أهل المشرق قادِحًا في العدالة، وعند أهل المغرب غير قادحٍ.

وما كان ثابتًا أبدًا كسائر الأمور الشرعيَّة، كما قالوا في سلْب العبد أهليَّةَ الشهادة، وفي الأمر بإزالة النجاسات، وطهارة التأهُّب للمناجاة، وستر العورات، والنَّهْي عنِ الطواف بالبيت على العري، وما أشبه ذلك منَ العوائد الجارية في الناس، إمَّا حسنة عند الشارع، وإما قبيحة، فإنها من جملة الأمور الداخلة تحت أحكام الشرع، فلا تبديل لها، وإنِ اختلفتْ آراء المكلَّفينَ فيها.

ولتعلم أن الأصل في الأحكام هو الشرع، والعرفُ طارئ عليه، فيتغير الحكم عند تغير العرف لا باعتبار اختلاف الحكم في حقيقته؛ ولكن باعتبار اختلاف العادات والأعراف.

قال الشاطبي - رحمه الله -: واعلَم أنَّ ما جرى ذِكرُه هنا مِن اختلاف الأحكام عند اختلاف العوائد، فليس في الحقيقة باختلاف في أصل الخطاب؛ لأن الشَّرع موضوع على أنه دائم أبدي، لو فُرض بقاء الدُّنيا من غير نهاية، والتكليف كذلك لم يحتج في الشرع إلى مزيدٍ، وإنما معنى الاختلاف: أنَّ العوائد إذا اختلفتْ، رجعت كلُّ عادة إلى أصلٍ شرعي، يحكم به عليها، كما في البلوغ مثلاً، فإن الخطابَ التكليفيَّ مرتفع عنِ الصبي ما كان قبل البلوغ، فإذا بلغ وَقَع عليه التكليف، فسُقُوط التكليف قبل البلوغ، ثم ثبوته بعده، ليس باختلاف في الخطاب، وإنما وقع الاختلافُ في العوائد والشواهد"[17].


أما عن المثال الذي ضربتَه بالنسبة لقيادة المرأة السيارة، فالأصل أنه جائز، ومَنَع العلماء منه في هذا الزمان؛ لعلَّتين:
الأولى: أنه خلاف ما جرى عليه العرف.
الثانية: العمل بقاعدة سد الذرائع إلى الفساد؛ وذلك لما وجدوه من مفاسدَ كثيرةٍ تترتب على هذا الأمر.

فيوجد هذا الحكم حيث وُجدتْ علَّتُه، ويُفقَد حيث فقدتْ، وهذا يختلف باختلاف الأعراف والزمان والمكان.

وإذا بني حكم على عرف، ثم تغيَّر هذا العرف، فإن الحكم يتغير تبعًا لتغيره إلى ما يتناسب مع العرف الجديد، فكما عملنا بالعرف الأول عند وجوده، كذلك نعمل بالعرف الثاني عند وجوده، فليس أحدهما بأولى من الآخر.

وقد سبق ونقلنا عن ابن عابدين قوله: "النَّصُّ معلول بالعُرْف، فيكون هو المعتبَرَ في أيِّ زمان كان"[18]. اهـ.


وهذا يعني أن للعرف تصرفًا في النص، لكن بالضوابط والقيود التي ذكرناها آنفًا،، والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] "لسان العرب" (عرف)، و"المصباح المنير" (عرف).

[2] "التعريفات" (1/ 193).

[3] رواه البخاري برقم (5049)، باب: "إذا لم ينفقِ الرجل، فلِلمرأة أن تأخذَ بغير عِلْمه ما يكفيها وولدها من معروف".

[4] "الفتاوى الكبرى" (4/ 104).

[5] "أحكام القرآن"؛ لابن العربي (4/ 1830).

[6] "المغني" (7/ 567).

[7] "حاشية ابن عابدين" (4/ 112).

[8] "الجامع لأحكام القرآن" (3/ 161).

[9] "الأشباه والنظائر" (ص67).

[10] "المغني" (6/ 179).

[11] "إعلام الموقعين" (3/ 11).

[12] انظر: "المنثور في القواعد" (2/ 356).

[13] انظر: "الأشباه والنظائر"؛ لابن نجيم (ص 101).

[14] "الأشباه والنظائر" (1/ 96).

[15] "الأشباه والنظائر" (ص 56).

[16] انظر: "الموافقات" (2/ 283).

[17] "الموافَقَات في أُصُول الأحكام" (2/ 197، 198، 199)، بتصرُّف يسير.

[18] "حاشية ابن عابدين" (4/ 112).

أم كريم 04-03-2012 07:48 PM

[b][font=traditional arabic][size=5][b][font=traditional arabic][size=6] [color=red]السؤال: [/color][/size][/font][/b][color=green][b][font=traditional arabic][size=6]

[color=red]السلام عليْكُم، ورحْمة الله، وبركاته.[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=6][color=red]
أمَّا بعدُ، فمنذُ فترةٍ عرَض أحدُ الشَّباب - ممَّن كان يَربطُني به علاقةٌ جيِّدة - الخِطبة على ابنةِ عمٍّ لي، وأنا يعِزُّ عليَّ عمي، وكذلك البنت التي أعتبِرُها مثلَ أُختي، وكنت أستاذَها لفترةٍ طويلة، ولأنَّني أعرِف الشَّخص جيِّدًا وبعْض الصِّفات التي لا تعجِبُني، ووضْع بيتِهم وأمِّه وأخواتِه، قلتُ لعمِّي ما أعرِفُه عنْه - وبكلِّ جرأة - ولَم أتردَّد، وظننْتُ أنَّ هذه الكلِمة لابدَّ من قولها، واعتبرتُها دَينًا في رقبتي؛ لأني أعرف عنه الكثيرَ، مثل عقلِه المتحجِّر، وكذِبه الدَّائم وكبره وإلى آخِره، فلا أعرِف هل لحِق بي إثْم؟
فلم أقُل إلاَّ ما وجدتُه فيهِ، وقناعتِي فيه، مع العِلم أنَّ عمِّي لم يتَّخذ القرار، أي: لم يعطِه حتَّى الآن، والأغلب أن لا يُعطيه، والسَّلام عليكم، ورحْمة الله، وبركاته.[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=6]

[color=red][u]الجواب:[/u][/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=6]

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبِه ومَن والاه، وبعد:[/size][/font][font=traditional arabic][size=6]
نسألُ الله أن يَجزيَك على ما نويْتَ خيرًا، وأن يَجعلَه خالصًا لوجهِه الكريم.
ولتعلَمْ: أنَّ الأصْل هو ستْر عيوب المسلِم، والاحتِراز عن ذِكْرها للنَّاس، وعدم نشْرِها بلا فائدة، بل هو غِيبة مُحرَّمة، وكبيرةٌ من الكبائر؛ ففي حديث عبدالله بن عُمر - رضِي الله عنهما -: أنَّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((.... ومَن ستَر مسلِمًا سترَهُ الله يومَ القِيامة))؛ رواه البخاريُّ وغيره.

وروى الإمام أحمدُ في مسنده، عن ثوبانَ - رضي الله عنْه - عنِ النَّبيِّ - صلى الله عليْه وسلَّم - قال: ((لا تؤْذوا عبادَ الله ولا تعيِّروهم، ولا تطلُبوا عوراتِهم؛ فإنَّه مَن طلب عورةَ أخيه المسلِم، طلب الله عورته، حتى يفضحَه في بيته)).[/size][/font][font=traditional arabic][size=6]

وروى الإمامُ أحمد في مُسندِه، وصحَّحه الألبانيُّ في "صحيح الجامع الصغير": أنَّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال: ((مَن ستر أخاهُ المسلمَ في الدُّنيا، سترهُ الله يوْمَ القِيامة)).[/size][/font][font=traditional arabic][size=6]

لكن قد يَرِدُ على هذا الحكم العامِّ من الأحوال ما يَجعله مباحًا أو واجبًا، ولا يعدُّ ذلك من الغِيبة المحرَّمة، ومن ذلك إبداء العيوب المؤثِّرة للخاطب أو المخطوبة؛ لأنَّ ذلك من النُّصح في الدِّين، الذي أمر به الرَّسولُ - صلى الله عليه وسلَّم - فعن تَميمٍ الدَّاري: أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليْه وسلَّم - قال: ((الدين النَّصيحة))، قُلْنا: لمن؟ قال: ((لله، ولكتابِه، ولأئمَّة المسلمين، وعامَّتِهم))؛ رواهُ مسلمٌ وغيرُه.[/size][/font][font=traditional arabic][size=6]

وقد فعل النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - هذا عندما قال لفاطمةَ بنت قيس، حينَ شاورتْه - عليه الصَّلاة والسَّلام - لمَّا خطبها معاويةُ بن أبي سفيان وأبو جهْم، قال: ((أمَّا معاويةُ، فرجُلٌ صعلوكٌ لا مالَ له، وأمَّا أبو جهْم، فلا يضَع العصا عن عاتِقِه))؛ متَّفق عليه.[/size][/font][font=traditional arabic][size=6]

كما أنَّ رعاية المصالح داعيةٌ إلى ذلك، ومعلوم أنَّ: جلْب المصالح ودرْءَ المفاسد أعظمُ مقصِدٍ من مقاصد الدين.[/size][/font][font=traditional arabic][size=6]

قال العز بن عبد السلام في "قواعد الأحكام في مصالح الأنام": "الغِيبة مفسدةٌ محرَّمة، لكنَّها جائزةٌ إذا تضمَّنت مصلحةً واجبة التحصيل، أو جائزةَ التحصيل". اهـ.[/size][/font][font=traditional arabic][size=6]

وقال زكريَّا الأنصاري في "شرحه للبهجة الوردية"، وهو من كتب الشافعية: "(وجاز) بل وجب (الذكر للقباح)؛ أي: ذكر القبح الكائن (من خاطبٍ) أو نحوه، للمستشير فيه بالصِّدْق ليحذرَ؛ بذلاً للنصيحة، وليس ذلك من الغيبة المحرَّمة، نعم، إنِ اندفع بمجرَّد قولِه: لا تفعل هذا، أو لا تصلُحُ لك مصاهرتُه، أو لا خيرَ لك فيه أو نحوه - لم يَجُز ذِكْرُ عيوبه، قاله النوويُّ في "أذكاره"، وقياسُه: أنَّه إذا اندفع بذكر البعْض لا يذكر الجميع.[/size][/font][font=traditional arabic][size=6]

(تنبيهان): أحدُهما: تقييدي وجوبَ ذلك بالاستِشارة، تبعًا "للمنهاج"، وأصله جرْيٌ على الغالب، وإلا فالظَّاهر ما اقتضاه كلامُ ابنِ الصَّلاح وجوبه ابتداءً، وهو قياس وجوبِه على من يعلم بالمبيع عيبًا، وما فرَّق به بعضهم من أنَّ الأعراض أشدُّ حرمةً من الأموال، ردَّه الأذرعي بأنَّ النَّصيحة هنا آكَد وأوجب". انتهى كلامُه مختصرًا.[/size][/font][font=traditional arabic][size=6]

وقال العلاَّمة ابن قاسم العباديُّ في "حاشيته" على الشرح المذكور: "قوله: (للمستشير) ليس بقيْد؛ بل يَجب ذِكْر ذلك وإن لم يُسْتَشَر، كما يَجب على مَن علم بالمبيع عيبًا أن يُخبر به مَن يُريد شراءَه مطلقًا". اهـ.[/size][/font][font=traditional arabic][size=6]

وقال الإمامُ ابنُ حجرٍ الهيتَمي في "الزَّواجر عن اقتِراف الكبائر": "الأصْل في الغِيبة الحُرْمة، وقد تَجِبُ أو تُباح لغرضٍ صحيحٍ شرْعي، لا يُتَوَصَّل إليْه إلاَّ بِها"، ثُمَّ ذكر الأبواب التي تَجوز فيها الغيبة، ومنها قوله: "الرابع: تَحذير المسلمين من الشرِّ ونصيحتُهم: كجرْح الرواة والشُّهود، والمصنِّفين، والمتصدِّين لإفتاء أو إقراء مع عدم أهليَّة، أو مع نحو فسْقٍ أو بدعة، وهم دعاة إليْها ولو سرًّا؛ فيجوز إجماعًا بل يَجب، وكأنْ يشير - وإن لم يُسْتَشَرْ - على مُريد تزوُّج أو مخالطة لغيره في أمر ديني أو دنيوي، وقد علِم في ذلك الغير قبيحًا منفِّرًا: كفسْقٍ، أو بدعةٍ، أو طمعٍ، أو غيرِ ذلك، كفقْرٍ في الزَّوج". اهـ.[/size][/font][font=traditional arabic][size=6]

وبناءً على ذلك؛ فإنَّه لا حرجَ عليْك في تنبيهِ عمِّك على العيوب التي علِمْتَها وتيقَّنت منها، ولا زال الخاطِبُ عليْها، بشرْطِ أن تكون هذه العيوب ممَّا يؤثِّر في الحياة الزوجيَّة، أمَّا إذا كانت تلك العيوب التي وصلتَ إليْها إنَّما هي مجرَّد ظنٍّ وتَخمين، دون دليلٍ عليْها، أو كانت لا تؤثِّر في الحياة الزوجيَّة، أو كانت به لكنَّه تاب منها وأقلَع عنْها - فلا يَجوز لك التحدُّث بِها؛ لأنَّ ذلك من الغِيبة المحرَّمة، وفيه مُخالفة صريحة للأحاديث التي صرَّحت بوجوب ستْر المسلمين، والحِفاظ على سُمْعتِهم.[/size][/font][/b][/color][/size][/font][/b]

أم كريم 04-03-2012 09:13 PM

[b][font=traditional arabic][size=6][color=green][color=red]هل يجوز للمسلم أن يهنىء غير المسلم بأعياده الدينية ؟ وهل يجوز أن يقول للكافر يا أخي ؟ [/color]
الجواب
أولًا : بالنسبة للكافر أو لغير الكافر فممكن أن تقول يا أخي ولا بأس ولكنها الأخوة العامة ، الإنسانية الآدمية لا بأس بهذا ( إلى عاد أخاهم هودًا ) كما ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه ، فأطلق الله عليهم أخًا بالرغم أنهم من الكفار ، ولكن من بلدتهم من عشيرتهم من جنسهم إلى آخر ذلك من الصلات التي جعلها الله سبحانه وتعالى من الخلق .
وأما تهنئتهم في المناسبات الدينية فهذا لا يجوز ، نعم هناك بعض العبارات في التهنئة ولكن ليست في التهنئة في الأعياد ، ولكن تهنئة في الزواج أو على سيارة أو بيت جديد أو مولود ، نحو هذه الأمور ذكروا أنه لا بأس بها من باب تأليف القلوب ومن باب الدعوة إلى الإسلام ، ومن باب رد المعروف بالمعروف لأنه يهنئك في مناسباتك الخاصة كالزواج وغير ذلك .
أما في المناسبات الدينية فلو أنهم هنئونا فلا يجوز أن نهنئهم .[/color][/size][/font][/b]
فتاوى الشيخ علي ونيس

أم كريم 04-07-2012 01:09 AM

[center][center][font=traditional arabic][size=6][color=green][color=red][b]هل السيئات يذهبن[/b][b] الحسنات؟[/b][b]"

[/b][b]السؤال[/b][b]:

[/b][b]من المعلوم نصًّا في القُرآن الكريم: أنَّ الحسنات [/b][b]يُذهبن السيئات، ولكِنْ ماذا عن السيِّئات؟ هل يذهبن[/b][b] الحسنات؟[/b][b]الجواب[/b][/color][b][color=red]:[/color]

[/b][b]الحمد لله، والصلاة والسَّلام على رسول الله،[/b][b]وبعد[/b][b]:
[/b][b]فالكفْر والشِّرك والردَّة تُذْهِب جميع الحسنات؛ قال الله تعالى: {وَلَوْ[/b][b]أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام: 88]، وقال الله[/b][b] – [/b][b]سبحانه -: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ[/b][b]الْخَاسِرِينَ} [الزمر: 65[/b][b]].

[/b][b]أمَّا الكبائر - غير الشرك والكفْر والردَّة[/b][b] - [/b][b]فإنَّها لا تُحْبِط جميع الحسنات، ولا تمنع قبولَها، ولكن قد تُحبط بعض الحسنات[/b][b]بقدْرها عند وزن الأعمال، فإن رجحت حسناتُه على سيِّئاته، كان من أهْل الثواب، وإنْ[/b][b]رجحت سيِّئاته على حسناتِه، كان من أهل العقاب؛ كما في الحديث الذي رواه البخاريُّ[/b][b]في "الأدب المفرد" عن عبدالله بن عمرو، عن النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال[/b][b]: (([/b][b]خلَّتان لا يُحصيهِما رجل مسلم إلا دخل الجنَّة، وهما يسير، ومَن يعمل بهما[/b][b]قليل)) قيل: وما هما يا رسول الله؟ قال: ((يُكبِّر أحدُكم في دُبُر كلِّ صلاةٍ[/b][b]عشْرًا، ويحمَد عشْرًا، ويسبِّح عشْرًا، فذلك خمسون ومائة على اللِّسان، وألفٌ[/b][b]وخمسمائة في الميزان))، فرأيت النَّبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يعدُّهنَّ[/b][b]بيده، ((وإذا أوى إلى فراشِه، سبَّحه وحمده وكبَّره، فتلك مائة على اللسان وألفٌ في[/b][b]الميزان، فأيُّكم يعمل في اليوم والليلة ألفَيْن وخمسمائة سيِّئة؟))، قيل: يا رسول[/b][b]الله، كيف لا يحصيهما، قال: ((يأتي أحدَكُم الشَّيطانُ في صلاته، فيذكِّره حاجة كذا[/b][b]وكذا، فلا يذكره))؛ قال الألباني: صحيح[/b][b].

[/b][b]فدلَّ هذا الحديث على أنَّ الحسنات[/b][b]والسيِّئات تُوزن وتَجري المقاصَّة بينهما[/b][b].

[/b][b]وسُئل شيخ الإسلام ابن تيمية[/b][b] - [/b][b]رحمه الله - عن رجل مسلم يعمل عملاً يستوجِب أن يُبْنَى له قصر في الجنَّة، ويُغرس[/b][b]له غِراس باسمه، ثم يعمل ذنوبًا يستوجب بها النَّار، فإذا دخل النَّار، فكيف يكون[/b][b]اسمه أنَّه في الجنَّة وهو في النَّار؟[/b][b]فأجاب: "وإن تاب عن ذنوبه توبة[/b][b]نصوحًا، فإنَّ الله يغفر له ولا يَحرمه ما كان وعَده؛ بل يعطيه ذلك، وإن لم يتُب،[/b][b]وُزِنَتْ حسناتُه وسيئاته، فإن رجحتْ حسناته على سيِّئاته، كان من أهل الثَّواب،[/b][b]وإن رجحت سيِّئاته على حسناته، كان من أهل العذاب، وما أعدَّ له من الثواب، يُحْبَط[/b][b]حينئذ بالسيئات التي زادت على حسناتِه، كما أنَّه إذا عمل سيئات استحقَّ بها النار،[/b][b]ثم عمل بعدها حسنات تذهب السيئات، والله أعلم[/b][b]".

[/b][b]ويجب أن يُعلم: أنَّ الإصرار[/b][b]على المعاصي - ولاسيَّما الكبائر - سببٌ لسوء الخاتمة[/b][b].

[/b][b]روى أحمد في مسنده عن[/b][b]أبي هُريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم[/b][b] -: (([/b][b]إنَّ المؤمن إذا أذنبَ، كانت نكتةٌ سوداء في قلبِه، فإن تاب ونزَع واستغفر، صُقِل[/b][b]قلبه، وإن زاد زادت حتَّى يعلو قلبَه ذاك الرَّين، الذي ذكر الله - عزَّ وجلَّ - في[/b][b]القرآن؛ {كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين[/b][b]: 14][/b][b]؛ قال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده قوي[/b][b].

[/b][b]وقال بعض السلف: المعاصي بريد[/b][b]الكفْر، كما أنَّ الحمَّى بريد الموت[/b][b].

[/b][b]وفي مسند أحْمد أيضًا عن عبدالله بن[/b][b]عمرو بن العاص - رضي الله عنْهما - عن النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه[/b][b]قال وهو على المنبر: ((ارْحموا تُرْحموا، واغفروا يَغْفِر الله لكم، ويْل لأقماع[/b][b]القول، ويْل للمصرِّين الذين يصرُّون على ما فعلوا وهم يعلمون))؛ قال الشيخ شعيب[/b][b]الأرناؤوط: إسناده حسن[/b][b].

[/b][b]قال المناوي في فيض القدير: "أي شدَّة هلكة لِمن لا[/b][b]يعي أوامر الشَّرع ولم يتأدَّب بآدابه، والأقْماع - بفتح الهمزة -: جمع قِمع - بكسر[/b][b]القاف، وفتح الميم وتسكَّن -: الإناء الذي يُجعل في رأس الظرف ليملأ بالمائع، شبَّه[/b][b]استماع الذين يستمعون القول ولا يعُونه ولا يعملون به بالأقماع التي لا تعي شيئا[/b][b]ممَّا يفرغ فيها، فكأنَّه يمرُّ عليْها مُجتازًا كما يمرُّ الشَّراب في القِمع،[/b][b]كذلك قال الزمخشري: من المجاز ويل لأقْماع القول، وهم الذين يستمعون ولا يعون[/b][b]". [/b][b]اهـ[/b][b]. [/b][/color][/size][/font][/center]
[/center]

أم كريم 04-07-2012 01:11 AM

[center][center][font=traditional arabic][color=green][size=6][color=red][b][font=&quot]السؤال[/font][/b][b][font=&quot]:

[/font][/b][b][font=&quot]السلام عليْكُم، ورحْمة الله، وبركاته[/font][/b][b][font=&quot].

[/font][/b][b][font=&quot]أمَّا بعدُ، فمنذُ فترةٍ[/font][/b][b][font=&quot]عرَض أحدُ الشَّباب - ممَّن كان يَربطُني به علاقةٌ جيِّدة - الخِطبة على ابنةِ[/font][/b][b][font=&quot]عمٍّ لي، وأنا يعِزُّ عليَّ عمي، وكذلك البنت التي أعتبِرُها مثلَ أُختي، وكنت [/font][/b][b][font=&quot]أستاذَها لفترةٍ طويلة، ولأنَّني أعرِف الشَّخص جيِّدًا وبعْض الصِّفات التي لا[/font][/b][b][font=&quot]تعجِبُني، ووضْع بيتِهم وأمِّه وأخواتِه، قلتُ لعمِّي ما أعرِفُه عنْه - وبكلِّ[/font][/b][b][font=&quot]جرأة - ولَم أتردَّد، وظننْتُ أنَّ هذه الكلِمة لابدَّ من قولها، واعتبرتُها دَينًا[/font][/b][b][font=&quot] في رقبتي؛ لأني أعرف عنه الكثيرَ، مثل عقلِه المتحجِّر، وكذِبه الدَّائم وكبره وإلى[/font][/b][b][font=&quot]آخِره، فلا أعرِف هل لحِق بي إثْم؟[/font][/b][b][font=&quot]

[/font][/b][b][font=&quot]فلم أقُل إلاَّ ما وجدتُه فيهِ، وقناعتِي [/font][/b][b][font=&quot]فيه، مع العِلم أنَّ عمِّي لم يتَّخذ القرار، أي: لم يعطِه حتَّى الآن، والأغلب أن[/font][/b][b][font=&quot]لا يُعطيه، والسَّلام عليكم، ورحْمة الله،[/font][/b][b][font=&quot]وبركاته[/font][/b][b][font=&quot].


[/font][/b][b][font=&quot]الجواب[/font][/b][/color][b][font=&quot][color=red]:[/color]

[/font][/b][b][font=&quot]الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله،[/font][/b][b][font=&quot]وعلى آله وصحبِه ومَن والاه، وبعد[/font][/b][b][font=&quot]:
[/font][/b][b][font=&quot]نسألُ الله أن يَجزيَك على ما نويْتَ خيرًا،[/font][/b][b][font=&quot]وأن يَجعلَه خالصًا لوجهِه الكريم[/font][/b][b][font=&quot].
[/font][/b][b][font=&quot]ولتعلَمْ: أنَّ الأصْل هو ستْر عيوب المسلِم،[/font][/b][b][font=&quot]والاحتِراز عن ذِكْرها للنَّاس، وعدم نشْرِها بلا فائدة، بل هو غِيبة مُحرَّمة،[/font][/b][b][font=&quot]وكبيرةٌ من الكبائر؛ ففي حديث عبدالله بن عُمر - رضِي الله عنهما -: أنَّ النَّبيَّ[/font][/b][b][font=&quot] - [/font][/b][b][font=&quot]صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((.... ومَن ستَر مسلِمًا سترَهُ الله يومَ[/font][/b][b][font=&quot]القِيامة))؛ رواه البخاريُّ وغيره[/font][/b][b][font=&quot].

[/font][/b][b][font=&quot]وروى الإمام أحمدُ في مسنده، عن ثوبانَ[/font][/b][b][font=&quot] - [/font][/b][b][font=&quot]رضي الله عنْه - عنِ النَّبيِّ - صلى الله عليْه وسلَّم - قال: ((لا تؤْذوا عبادَ[/font][/b][b][font=&quot]الله ولا تعيِّروهم، ولا تطلُبوا عوراتِهم؛ فإنَّه مَن طلب عورةَ أخيه المسلِم، طلب[/font][/b][b][font=&quot]الله عورته، حتى يفضحَه في بيته[/font][/b][b][font=&quot])).

[/font][/b][b][font=&quot]وروى الإمامُ أحمد في مُسندِه، وصحَّحه[/font][/b][b][font=&quot]الألبانيُّ في "صحيح الجامع الصغير": أنَّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم[/font][/b][b][font=&quot] - [/font][/b][b][font=&quot]قال: ((مَن ستر أخاهُ المسلمَ في الدُّنيا، سترهُ الله يوْمَ[/font][/b][b][font=&quot]القِيامة[/font][/b][b][font=&quot])).

[/font][/b][b][font=&quot]لكن قد يَرِدُ على هذا الحكم العامِّ من الأحوال ما يَجعله[/font][/b][b][font=&quot]مباحًا أو واجبًا، ولا يعدُّ ذلك من الغِيبة المحرَّمة، ومن ذلك إبداء العيوب[/font][/b][b][font=&quot]المؤثِّرة للخاطب أو المخطوبة؛ لأنَّ ذلك من النُّصح في الدِّين، الذي أمر به[/font][/b][b][font=&quot]الرَّسولُ - صلى الله عليه وسلَّم - فعن تَميمٍ الدَّاري: أنَّ النَّبيَّ - صلى[/font][/b][b][font=&quot]الله عليْه وسلَّم - قال: ((الدين النَّصيحة))، قُلْنا: لمن؟ قال: ((لله، ولكتابِه،[/font][/b][b][font=&quot]ولأئمَّة المسلمين، وعامَّتِهم))؛ رواهُ مسلمٌ وغيرُه[/font][/b][b][font=&quot].

[/font][/b][b][font=&quot]وقد فعل النَّبيُّ[/font][/b][b][font=&quot] - [/font][/b][b][font=&quot]صلَّى الله عليه وسلَّم - هذا عندما قال لفاطمةَ بنت قيس، حينَ شاورتْه - عليه[/font][/b][b][font=&quot]الصَّلاة والسَّلام - لمَّا خطبها معاويةُ بن أبي سفيان وأبو جهْم، قال: ((أمَّا [/font][/b][b][font=&quot]معاويةُ، فرجُلٌ صعلوكٌ لا مالَ له، وأمَّا أبو جهْم، فلا يضَع العصا عن عاتِقِه))؛[/font][/b][b][font=&quot]متَّفق عليه[/font][/b][b][font=&quot].

[/font][/b][b][font=&quot]كما أنَّ رعاية المصالح داعيةٌ إلى ذلك، ومعلوم أنَّ: جلْب[/font][/b][b][font=&quot]المصالح ودرْءَ المفاسد أعظمُ مقصِدٍ من مقاصد الدين[/font][/b][b][font=&quot].

[/font][/b][b][font=&quot]قال العز بن عبد[/font][/b][b][font=&quot]السلام في "قواعد الأحكام في مصالح الأنام": "الغِيبة مفسدةٌ محرَّمة، لكنَّها[/font][/b][b][font=&quot]جائزةٌ إذا تضمَّنت مصلحةً واجبة التحصيل، أو جائزةَ التحصيل". اهـ[/font][/b][b][font=&quot].

[/font][/b][b][font=&quot]وقال[/font][/b][b][font=&quot]زكريَّا الأنصاري في "شرحه للبهجة الوردية"، وهو من كتب الشافعية: "(وجاز) بل وجب[/font][/b][b][font=&quot] ([/font][/b][b][font=&quot]الذكر للقباح)؛ أي: ذكر القبح الكائن (من خاطبٍ) أو نحوه، للمستشير فيه بالصِّدْق[/font][/b][b][font=&quot]ليحذرَ؛ بذلاً للنصيحة، وليس ذلك من الغيبة المحرَّمة، نعم، إنِ اندفع بمجرَّد[/font][/b][b][font=&quot]قولِه: لا تفعل هذا، أو لا تصلُحُ لك مصاهرتُه، أو لا خيرَ لك فيه أو نحوه - لم[/font][/b][b][font=&quot]يَجُز ذِكْرُ عيوبه، قاله النوويُّ في "أذكاره"، وقياسُه: أنَّه إذا اندفع بذكر[/font][/b][b][font=&quot]البعْض لا يذكر الجميع[/font][/b][b][font=&quot].

([/font][/b][b][font=&quot]تنبيهان): أحدُهما: تقييدي وجوبَ ذلك بالاستِشارة،[/font][/b][b][font=&quot]تبعًا "للمنهاج"، وأصله جرْيٌ على الغالب، وإلا فالظَّاهر ما اقتضاه كلامُ ابنِ[/font][/b][b][font=&quot]الصَّلاح وجوبه ابتداءً، وهو قياس وجوبِه على من يعلم بالمبيع عيبًا، وما فرَّق به[/font][/b][b][font=&quot]بعضهم من أنَّ الأعراض أشدُّ حرمةً من الأموال، ردَّه الأذرعي بأنَّ النَّصيحة هنا[/font][/b][b][font=&quot]آكَد وأوجب". انتهى كلامُه مختصرًا[/font][/b][b][font=&quot].

[/font][/b][b][font=&quot]وقال العلاَّمة ابن قاسم العباديُّ في[/font][/b][b][font=&quot] "[/font][/b][b][font=&quot]حاشيته" على الشرح المذكور: "قوله: (للمستشير) ليس بقيْد؛ بل يَجب ذِكْر ذلك وإن[/font][/b][b][font=&quot]لم يُسْتَشَر، كما يَجب على مَن علم بالمبيع عيبًا أن يُخبر به مَن يُريد شراءَه[/font][/b][b][font=&quot]مطلقًا". اهـ[/font][/b][b][font=&quot].

[/font][/b][b][font=&quot]وقال الإمامُ ابنُ حجرٍ الهيتَمي في "الزَّواجر عن اقتِراف[/font][/b][b][font=&quot]الكبائر": "الأصْل في الغِيبة الحُرْمة، وقد تَجِبُ أو تُباح لغرضٍ صحيحٍ شرْعي، لا[/font][/b][b][font=&quot]يُتَوَصَّل إليْه إلاَّ بِها"، ثُمَّ ذكر الأبواب التي تَجوز فيها الغيبة، ومنها[/font][/b][b][font=&quot]قوله: "الرابع: تَحذير المسلمين من الشرِّ ونصيحتُهم: كجرْح الرواة والشُّهود،[/font][/b][b][font=&quot]والمصنِّفين، والمتصدِّين لإفتاء أو إقراء مع عدم أهليَّة، أو مع نحو فسْقٍ أو[/font][/b][b][font=&quot]بدعة، وهم دعاة إليْها ولو سرًّا؛ فيجوز إجماعًا بل يَجب، وكأنْ يشير - وإن لم[/font][/b][b][font=&quot]يُسْتَشَرْ - على مُريد تزوُّج أو مخالطة لغيره في أمر ديني أو دنيوي، وقد علِم في[/font][/b][b][font=&quot]ذلك الغير قبيحًا منفِّرًا: كفسْقٍ، أو بدعةٍ، أو طمعٍ، أو غيرِ ذلك، كفقْرٍ في[/font][/b][b][font=&quot]الزَّوج". اهـ[/font][/b][b][font=&quot].

[/font][/b][b][font=&quot]وبناءً على ذلك؛ فإنَّه لا حرجَ عليْك في تنبيهِ عمِّك على[/font][/b][b][font=&quot]العيوب التي علِمْتَها وتيقَّنت منها، ولا زال الخاطِبُ عليْها، بشرْطِ أن تكون هذه [/font][/b][b][font=&quot]العيوب ممَّا يؤثِّر في الحياة الزوجيَّة، أمَّا إذا كانت تلك العيوب التي وصلتَ [/font][/b][b][font=&quot]إليْها إنَّما هي مجرَّد ظنٍّ وتَخمين، دون دليلٍ عليْها، أو كانت لا تؤثِّر في[/font][/b][b][font=&quot]الحياة الزوجيَّة، أو كانت به لكنَّه تاب منها وأقلَع عنْها - فلا يَجوز لك[/font][/b][b][font=&quot] التحدُّث بِها؛ لأنَّ ذلك من الغِيبة المحرَّمة، وفيه مُخالفة صريحة للأحاديث التي [/font][/b][b][font=&quot]صرَّحت بوجوب ستْر المسلمين، والحِفاظ على سُمْعتِهم[/font][/b][b][font=&quot]. [/font][/b][/size][/color][/font][/center]
[/center]

أم كريم 04-07-2012 01:17 AM

[center][center][b][color=#3a4f6d][font=&quot]
[/font][/color][/b][font=traditional arabic][size=6][color=red][b]لمَ يوجَّه الخطاب الشرعي؟[/b][b]السؤال[/b][b]:

[/b][b]ما[/b][b]المقصود بحُرمة العَيْن عند الأحناف؟ وكيف يُستنبَط هذا الحُكمُ من الأدلة؟[/b][b]وما[/b][b]كُتب الأصول التي يمكن الرجوع إليها في هذه الجزئية؟ وجزاكم الله[/b][b]خيرًا[/b][b].

[/b][b]الجواب[/b][/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=6][color=green][b][color=red]:[/color]

[/b][b]الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله،[/b][b]وبعد[/b][b]:
[/b][b]فنسأل الله لكَ العون على ما تبذل في سبيل طلب العلم: اللهم علِّمه ما[/b][b]ينفعه، وانفعه بما علَّمته، وزِدْهُ علمًا[/b][b].

[/b][b]تُطْلق العَيْن في اللغة، ويُراد[/b][b]بها عدةُ معانٍ، وذلك بحسب السياق الذي تَرِد فيه، ومنها: حاسة البصر والرؤية،[/b][b]والجاسوس الذي يُبْعث ليَتجسَّس الخبرَ، ويسمى ذا العَيْنَين، وعَيْنُ الماء،[/b][b]والعَيْنُ التي يخرج منها الماء، واليَنْبُوع الذي يَنْبُع من الأرض ويجري،[/b][b]والذَّهَبُ عامَّةً، والدينار، والمالُ العَتيدُ الحاضر الناضُّ، والنَّقْدُ، وخيار[/b][b]الشيء، وحقيقة الشيء، يقال: جاء بالأَمر من عَيْن صافِيةٍ؛ أَي من فَصِّه وحقيقته،[/b][b]وجاء بالحق بعَيْنه؛ أَي: خالصًا واضحًا[/b][b].

[/b][b]والعين: ذات الشيء، ونفسه، وشخصه،[/b][b]وأصله، والجمع أعيان، وفي الحديث: ((أَوَّهْ عَيْنُ الربا))؛ أي: ذاتُه ونفسه،[/b][b]ويقال: هو هو عينًا، وهو هو بعينه، وهذه أعيان دراهمك، ودراهمك بأعيانها، ولا يقال[/b][b]فيها: أعين ولا عيون، ويقال: لا أَقبَل إلا درهمي بعينه، وقال الراغب: قال بعضهم[/b][b]العين إذا استُعمل في ذات الشيء، فيقال: كل مال عين، كاستعمال الرقبة في[/b][b]المماليك[/b][b].

[/b][b]وهذا المعنى الأخير هو المقصود في سؤال السائل، والفقهاء من[/b][b]الحنفية وغيرهم يُطلِقون على ذوات الأشياء وماهيتها: العينَ[/b][b].

[/b][b]ويقابل العينَ[/b][b]بهذا المعنى عند العلماء (العَرَضُ): وهو يطلق على الخارج عن ذات الشيء، المحمول[/b][b]على الشيء؛ لاتِّحاده معه في الخارج، وعلى هذا فالناطقُ عَرضٌ بالنسبة إلى الحيوان؛[/b][b]لخروجه عن حقيقته، وصحَّة حمله عليه؛ لوحدتهما في الخارج في مورد الإنسان، والمنافع[/b][b]عَرَضٌ بالنسبة للأعيان التي تستوفى منها، وهكذا[/b][b].

[/b][b]ويُطلِق المَناطِقةُ على[/b][b]ذات الشيء وعينه (الجَوْهَرَ): وهو الذي إذا وُجد في الخارج وجد لا في موضوع؛[/b][b]كالكتاب يوجد في الخارج مستقلاًّ؛ أي قائمًا بنفسه، فوجوده غير وجود الحرارة للماء،[/b][b]أو البياض للورقة؛ فالحرارة موجودة بغيرها، بينما الكتاب موجود[/b][b]بنفسه[/b][b].

[/b][b]ويقابل الجوهرَ عندهم العرضُ أيضًا، بنفس المعنى الذي ذَكَرناه، وقد[/b][b]دَرَج كثيرٌ من الفقهاء والأصوليين على استخدام هذه الألفاظ؛ للدلالة على ما[/b][b]ذكرنا[/b][b].

[/b][b]قال عبدالعزيز البخاري في "كشف الأسرار شرح أصول البزدوي" (3/ 238[/b][b]): "[/b][b]وبين العين والمنافع تفاوتٌ في نفس الوجود؛ لأن العين جوهر يبقى ويقوم به العرض[/b][b], [/b][b]والمنفعة عَرَض لا يبقى ويقوم بالجوهر، وبين ما يبقى ويقوم به غيره، وبين ما لا[/b][b]يبقى ويقوم بغيره - تفاوتٌ فاحش، فلا يمكن إثبات المعادلة بينهما معنًى، كما لا[/b][b]يمكن صورةً".اهـ[/b][b].

[/b][b]وقال الغزالي في "المستصفى" (ص: 23): "وهذه الألفاظ - يعني[/b][b]الأحكام التكليفية الخمسة - لا شك أنها لا تُطلق على جوهر؛ بل على عَرَض, ولا على[/b][b]كل عَرَض؛ بل من جملتها على الأفعال فقط، ومن الأفعال على أفعال المكلَّفين، لا على[/b][b]أفعال البهائم".اهـ[/b][b].

[/b][b]وقد اختلف الأصوليون في تعلُّق الأحكام بالأعيان، على[/b][b]ثلاثة أقوال[/b][b]:
[/b][b]الأول: ذهب الحنفية في المعتمَد - وهو اختيار شيخ الإسلام ابن[/b][b]تيمية - إلى أن الأحكام تتعلق بالأعيان، وأن الأعيان منشأ الحرمة، وذلك بطريق[/b][b]الحقيقة لا المجاز، كالتحريم والتحليل المضافَيْنِ إلى الفعل، فيوصف المحل أولاً[/b][b]بالحرمة، ثم تَثبُت حرمةُ الفعل بناءً عليه، فيثبت التحريم عامًّا، وهو ما ذهب إليه[/b][b]فخر الإسلام البزدوي، وصدر الشريعة، وغيرُهما، ونسب ابن عابدين هذا القولَ للمذهب،[/b][b]حيث قال في "رد المحتار": "قلتُ: وفيه أن إسناد الحرمة إلى العين حقيقةٌ عندنا، كما[/b][b]تقرَّر في كتب الأصول، على معنى إخراج العين عن محلِّيَّة الفعل، لينتفي الفعل[/b][b]بالأَوْلى".اهـ[/b][b].

[/b][b]وقال السَّرَخْسِي - رحمه الله - في "أصوله": "وقالوا[/b][b]: [/b][b]امتنعَ ثبوتُ حكم العموم في هذه الصورة معنًى؛ لدلالة محل الكلام، وهو أن الحِلَّ[/b][b]والحرمة لا تكون وصفًا للمَحلِّ، وإنما تكون وصفًا لأفعالنا في المحل حقيقة، فإنما[/b][b]يصير المحل موصوفًا به مجازًا، وهذا غلط فاحش، فإن الحرمة بهذه النصوص ثابتة[/b][b]للأعيان الموصوفة بها حقيقة؛ لأن إضافة الحرمة إلى العين تنصيصٌ على لزومه،[/b][b]وتحقُّقه فيه، فلو جعلنا الحرمةَ صفةً للفعل لم تكن العين حرامًا، ألاَ ترى أن شربَ[/b][b]عصير الغير، وأكلَ مال الغير، فعلٌ حرام، ولم يكن ذلك دليلاً على حرمة العين، ولزوم[/b][b]هذا الوصف للعين، ولكن عمل هذه النصوص في إخراج هذه المَحالِّ من أن تكون قابلةً[/b][b]للفعل الحلال، وإثبات صفة الحرمة لازمة لأعيانها، فيكون ذلك بمنزلة النسخ، الذي هو[/b][b]رفع حكم، وإثبات حكم آخر مكانه، فبهذا الطريق تقوم العين مقامَ الفعل في إثبات صفة[/b][b]الحُرمة والحِلِّ له حقيقة، وهذا إذا تأملتَ في غاية التحقيق".اهـ[/b][b].

[/b][b]وقال ابن[/b][b]تيمية في "العمدة": "التحريم والتحليل في مثل هذا إنما يُضاف إلى الأعيان، وإذا كان[/b][b]المراد أفعال المكلَّفين؛ كقوله: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ[/b][b]وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ} [المائدة: 3]، و{أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ} [المائدة[/b][b]: 4][/b][b]، و{أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ[/b][b]غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ} [المائدة: 1]، و{وَيُحِلُّ لَهُمُ[/b][b]الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} [الأعراف: 157]، وهذا كثير في[/b][b]القرآن والحديث".اهـ[/b][b].

[/b][b]ففي الحرام لعينه: المحلُّ أصلٌ، والفعل تَبَعٌ؛ بمعنى[/b][b]أن المحل أُخرج أولاً من قَبول الفعل ومُنع، ثم صار الفعل ممنوعًا ومُخرَجًا عن[/b][b]الاعتبار، فحسن نسبة الحرمة، وإضافتها إلى المحل دلالة على أنه غير صالح للفعل[/b][b]شرعًا، حتى كأنه الحرام نفسه، ولا يكون ذلك من إطلاق المحل وإرادة الفعل الحال فيه،[/b][b]بأن يُراد بالميتة أكلُها؛ لما في ذلك من فوات الدلالة على خروج المحل عن صلاحية[/b][b]الفعل[/b][b].

[/b][b]ويقابل المحرَّمَ لعينه المحرمُ لغيره، والفرق بينهما: أن المحرَّم[/b][b]لعينه (لذاته) تكون العين فيه ليست محلاًّ للفعل؛ كالميتة والخنزير وسائر النجاسات،[/b][b]والمحرَّم لغيره هو ما كان مباحًا في الأصل؛ كالخبز، لكن يَحرُم أكلُه على غير[/b][b]مالكه، والمحل قابل للأكل في الجملة، بأن يأكله مالكه، بخلاف الأول، فإذا أضيفتْ[/b][b]الحرمة فيه إلى المحل، يكون على حذف المضاف، أو على إطلاق المحل على[/b][b]الحالِّ[/b][b].

[/b][b]ويُطلِق بعضُ الفقهاء على الأول: محرَّمًا بالأصل، وعلى الثاني[/b][b]: [/b][b]محرمًا بالوصف، ففي المحرم لغيره إذا قيل: هذا الخبز حرام، يكون مجازًا، بإطلاق اسم[/b][b]المحل على الحالِّ؛ أي أكله حرام، وإذا قيل: الميتة حرام، فمعناه أنها منشأ الحرمة،[/b][b]لا أنه ذكر المحلَّ وقصد به الحالَّ[/b][b].

[/b][b]هذا تقرير الرأي الأول عند الحنفية[/b][b]ومَن وافقهم[/b][b].

[/b][b]الثاني: ذهب بعض الحنفية إلى أن تعلُّق الأحكام بالأعيان على[/b][b]سبيل المجاز لا الحقيقة، ونسب هذا القولَ ابنُ أمير الحاج إلى الأكثر من الحنفية،[/b][b]قال في "التقرير والتحبير" (1/164): "ثم هنا بحث آخر، وهو أن هذا الاستعمال حقيقي[/b][b]أو مجازي، فإن كان ذاك الفعل حرامًا لغيره، وهو ما لا يكون منشأ حرمته عين ذلك[/b][b]المحل؛ كحرمة أكل مال الغير، فإنها ليست لنفس المال؛ بل لكونه مِلك الغير، فالأكل[/b][b]منه محرَّم، والمحل قابل له حلالاً، بأن يأكله مالكُه، أو يُؤكِله غيرَه، فهو[/b][b]استعمال مجازي، إما مِن إطلاق اسم المحل على الحال، أو من باب حذف المضاف وإقامة[/b][b]المضاف إليه مقامه، وإن كان ذاك الفعل حرامًا لعينه، وهو ما يكون منشأ حرمته عين[/b][b]ذلك المحل؛ كحرمة أكل الميتة، وشرب الخمر، فالأكثر أنه مجاز أيضًا كالأول، وقال[/b][b]شيخنا المصنف - رحمه الله تعالى -: وينبغي كونه على قولهم مجازًا عقليًّا؛ إذ لم[/b][b]يتجوز في لفظ "حُرِّمت"، ولا في لفظ "الخمر".اهـ[/b][b].

[/b][b]وهذا ما ذهب إليه الجمهور[/b][b]من الشافعية والمالكية والحنابلة؛ لأن التكليف لا يتعلق بالأعيان، وإنما يتعلق[/b][b]بالأفعال؛ فالأعيان ليست محلاًّ للتكليف، بخلاف الأفعال، فيكون قوله - تعالى[/b][b] -: {[/b][b]حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ} [النساء: 23] من باب الحذف؛ بقرينة دلالة[/b][b]العقل: أن الأحكام إنما تتعلق بالأفعال دون الأعيان، والمعنى: حُرِّم عليكم نكاحُ[/b][b]أمهاتكم[/b][b].

[/b][b]قال ابن رشيق المالكي في "لباب المحصول في علم الأصول" (1/248[/b][b]): "[/b][b]ذات المأمور لا يتعلق بها الخطاب، وإنما يتعلق الطلب بالفعل".اهـ[/b][b].

[/b][b]وقد سبق[/b][b]نقلُ مثلِ هذا عن الغزالي - رحمه الله - كما في "المستصفى[/b][b]".

[/b][b]وقال الزركشي في[/b][b] "[/b][b]البحر المحيط": "تنبيه: [تعلق الأحكام] عُلِم من تعريف الحكم بالتعلُّق بفعل[/b][b]المكلَّف أن الأحكام لا تتعلق بالأعيان، وسيأتي - إن شاء الله تعالى - في باب[/b][b]المُجمَل أن نحو: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ}، أنه من باب الحذف؛ بقرينة[/b][b]دلالة العقل أن الأحكام إنما تتعلق بالأفعال دون الأعيان، ولكن هذا ليس متفقًا[/b][b]عليه، فقد ذهب جَمْعٌ من الحنفية إلى أن الحكم يتعلق بالعين كما يتعلق بالفعل،[/b][b]ومعنى حرمة العينِ خروجُها من أن تكون محلاًّ للفعل شرعًا، كما أن حرمة الفعل خروجٌ[/b][b]من الأعيان شرعًا".اهـ[/b][b].

[/b][b]وقال ابن النجار في "شرح الكوكب المنير": "التحريم[/b][b]إنما يتعلق بفعل المكلف، فإذا أضيف إلى عين من الأعيان، يُقدَّر الفعلُ المقصود[/b][b]منه، ففي المأكولات: يقدر الأكل، وفي المشروبات: الشرب، وفي الملبوسات: اللبس، وفي[/b][b]الموطوءات: الوطء، فإذا أُطلِق أحدُ هذه الألفاظ سَبَقَ المعنى المراد إلى الفهم من[/b][b]غير توقُّف".اهـ[/b][b].

[/b][b]الثالث: ذهب بعض الحنفية أيضًا - كما نقله التفتازاني في[/b][b] "[/b][b]التلويح" عن صاحب "الأسرار" وقال: "هو الأقرب" - إلى أن الحل والحرمة معًا، إذا[/b][b]كان لمعنًى في العين أُضيف إليها؛ لأنها نسبة، كما يقال: جرى الميزاب، فيقال: حرمت[/b][b]الميتة; لأن تحريمها لمعنًى فيها, ولا يُقال: حرمت شاة الغير; لأن حرمتها لاحترام[/b][b]المالك لا لمعنى فيها[/b][b].

[/b][b]أما إذا كان الحل والحرمة ليسا لمعنًى في العين لم[/b][b]يُضف إليها، وإنما يُضاف إلى الفعل[/b][b].

[/b][b]فتحصَّل في هذه المسألة ثلاثة أقوال،[/b][b]وقد ذكرها التَّفْتازاني برمَّتها في "التلويح على التوضيح"، كما نصَّ عليها غيرُه[/b][b]مفرقةً في مواضع[/b][b].

[/b][b]والراجح - والله تعالى أعلم - هو قول الجمهور، الذين ذهبوا[/b][b]إلى امتناع تعلُّق الأحكام بالأعيان؛ لأن الأعيان ليست محلاًّ للتكليف، بخلاف[/b][b]الأفعال؛ ولأن الذين ذهبوا إلى أن الأحكام تتعلَّق بالأعيان، انتهى قولُهم إلى أن[/b][b]الممنوع هو الفعل، فاتَّفق الفريقان على أن العين لا تفعل واجبًا، ولا تترك محرمًا،[/b][b]وإنما يصدر الفعل والترك من المكلَّف، ولا يتحقق الامتثال للأمر إلا بذلك، وأن مجرد[/b][b]وجود العين المحرَّمة لا يفيد حكمًا شرعيًّا، فلا يستفاد الحكم الشرعي لها إلا بعد[/b][b]تكليف القادر على الامتثال من المكلفين[/b][b].

[/b][b]كما أن تعريف الحكم الشرعي عند[/b][b]جمهور الأصوليين هو: خطاب الشارع المتعلِّق بأفعال المكلَّفين، اقتضاءً أو تخييرًا[/b][b]أو وضعًا[/b][b].

[/b][b]ويمكنك الرجوع - لاستيفاء هذه المسألة بحثًا - إلى المراجع[/b][b]التالية[/b][b]:
• "[/b][b]كشف الأسرار، شرح أصول البزدوي"، لعلاء الدين عبدالعزيز بن أحمد[/b][b]البخاري (730هـ - 1330م[/b][b]).
• "[/b][b]التلويح على التوضيح"، لسعد الدين مسعود بن عمر[/b][b]التفتازاني (792هـ[/b][b]).
• "[/b][b]المستصفى في علم الأصول"، لحجة الإسلام أبي حامد محمد بن[/b][b]محمد الغزالي الشافعي (505 - 1111م[/b][b]).
• "[/b][b]حاشية العطار على شرح المحلِّي على جمع[/b][b]الجوامع"؛ لحسن بن محمد بن محمود العطار[/b][b].
• "[/b][b]البحر المحيط"، لبدر الدين محمد بن[/b][b]بهادر بن عبدالله الشافعي الزركشي (745هـ - 794هـ[/b][b]).
• "[/b][b]شرح الكوكب المنير[/b][b]"[/b][b]،[/b][/color][/size][/font][b][color=#3a4f6d][font=&quot][font=traditional arabic][size=6][color=green]لمحمد بن أحمد بن عبدالعزيز الفتوحي، المعروف بابن النجار[/color][/size][/font] الحنبلي (972هـ - 1564[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]م[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]). [/font][/color][/b][/center]
[/center]

أم كريم 04-07-2012 01:26 AM

[center][center][font=traditional arabic][size=6][color=green][color=red][b][color=#3a4f6d][font=&quot]محتارة في اختيار التخصص[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]السؤال[/font][/color][/b][/color][color=red][b][color=#3a4f6d][font=&quot]:

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]بعد[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]انقِطاع طويلٍ عنِ الدراسة عُدتُ إليْها الآن، وقدِ اخترتُ مبدئيًّا تخصُّص[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]التفسير[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]إلاَّ أنَّ الجميع ينصحُني باختِيار الشَّريعة، وأنا محتارة أُريد أن أخْتار[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الأوْلى في حقِّي، خصوصًا أنِّي لنْ أتَمكَّن من دِراسة الشَّريعة إلاَّ عن طريق[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الجامعة، فهل أحوِّل من الآن إليْها أم أظلُّ في تخصُّصي الذي[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]اخترْتُه؟[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]فقطْ أُريد الأوْلى في حقي وأنا في هذه السِّن[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الشِّق[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الثَّاني منَ الاستِشارة: فقط هل هُناك من العُلماء مَن بدأ في طلَبِ العلم في سنٍّ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]متأخِّرة وتفوق؟ بوركْتُم[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].


[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الجواب[/font][/color][/b][/color][b][color=#3a4f6d][font=&quot][color=red]:[/color]

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الحمد لله، والصَّلاة[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]والسَّلام على رسولِ الله، وبعد[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]:
[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]فنسألُ الله أن يعلِّمك ما ينفَعُك، وأن ينفعَك[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]بِما علَّمك، وأن يَزيدَك علْمًا[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]إنَّ علم الشَّريعة له فروعٌ كثيرة، يَضيق[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]عُمر الطَّالب عن بلوغ نِهايتها؛ نظرًا لتشعُّب طُرُقِها وكثْرة موارِدِها، ولقد[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]كان العُلماء في الماضي يَسْعَون سعيًا حثيثًا للتمكُّن من جَميع علوم الشَّريعة[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]التي تُبلغهم درجة الاجتِهاد، بِحيث يكونون في جَميعها قريبًا من[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]السَّواء[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]أمَّا في عصْرِنا هذا، فقد كثرت الشَّواغل، وقلَّت منابع العلم،[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وكثرت الفتن، ممَّا أدَّى إلى عدم تمكُّن الكثير ممَّن يطلُبون العِلْم مِنْ إدْراك[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]فروعِه جميعًا؛ بل لا يتمكَّن أكثَرُهم من بلوغ الغاية في فنٍّ واحد[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]ولذلك[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]فإنَّ العلم بعد أن كان مَجموعًا بكامِلِه في صُدُور القُدماء صارَ تَخصُّصاتٍ،[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]بِحيثُ يقال: هذا متخصِّص في التَّفسير، وهذا متخصِّص في الحديث، وهذا متخصِّص في[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الفقه، وهكذا[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]أمَّا مسألة المفاضلة بين التَّخصُّصين المذكورين، فالأمرُ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]فيه شاقٌّ جدًّا؛ لأنَّ التَّفضيل سيكون بِحسب ميولِك وقُدُراتك، وبِحسب حاجة[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]النَّاس إلى أحَدِ هذيْن العِلْمين بصورةٍ أكْبر من حاجتِهم للآخر، وبحسب أهمِّيَّة[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]كلٍّ منهما[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]أمَّا أهمِّيَّة هذَيْن العِلْمين، فلا غَناءَ للأُمَّة عنْهما[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]جميعًا، فالعِلم ليس فيه صغيرٌ وكبيرٌ من حيثُ الأهمِّيَّةُ، بل كلُّ العلم مهمٌّ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وكبير من حيثُ إنَّه يُزِيل الجهْل عن النَّاس، وكونه خادمًا لبقاء الشَّريعة، وغير[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]ذلك[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]لكنَّنا نفضِّل في هذا الزَّمان تعلُّم الفِقْه؛ نظرًا لحاجة النَّاس[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الماسَّة إليْه في شتَّى جوانب حياتِهم، ولأنَّ الأعْرافَ والعاداتِ تتغيَّر،[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]والحوادث تزْداد يومًا بعد يوم، ممَّا يُوجِب على الأمَّة الاجتِهاد لإيجاد حلولٍ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]شرعيَّة لها[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]ولعلَّ هذا القولَ يؤنسُه حديث النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] -: (([/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]مَن يُرِد الله به خيرًا يُفقِّهه في الدِّين، وإنَّما أنا قاسمٌ والله[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]يُعْطي، ولن تزال هذه الأمَّة قائمةً على أمر الله لا يضرُّهم مَن خالَفهم حتَّى[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]يأتيَ أمرُ الله))؛ رواه البخاري ومسلم[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]قال المناوي في "فيض القدير": "أي[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]: [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]يُفَهِّمه علم الشَّريعة بالفِقْه؛ لأنَّه علم مستنْبَط بالقوانين والأدلَّة[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]والأقْيِسة والنَّظر الدَّقيق، بِخلاف علم اللُّغة والنَّحو والصَّرف[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]". [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]اهـ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وقال ابن الجوزي في "كشف المشكل": "الفِقْه: الفَهْم، وأوَّل مراتب[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الفقيه أن يفهم أصولَ الشَّريعة وموضوعها، فحينئذٍ يتهيَّأ له إلْحاق فرعٍ بأَصْل،[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وتشبيه شيْءٍ بِشَيْء، فتصحُّ له الفتوى، ثمَّ يرتقِي إلى فهْم المقصود بالعلم،[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]فيصير حينئذٍ من عمَّال الله - تعالى - وذلك الفِقْه النَّافع". اهـ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وقال[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]السيوطي في الألفية[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]:
[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وَكَتْبُهُ وَضَبْطُهُ حَيْثُ اسْتَعَدّْ وَإِنْ يُقَدِّمْ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]قَبْلَهُ الفِقْهَ أَسَدّْ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]أي: كتابة الحديث بصورة تخصُّصيَّة تكون عند[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]التهيُّؤ لها والقدرة عليْها، وتقديم الفِقْه عليْها أولى وأسدُّ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]ومع هذا،[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]فإنَّنا نوصيك بأن تُوازني بين جَميع الأمور لاختيار التخصُّص؛ فعلم الفِقْه يَحتاج[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]إلى همَّة عالية، وذِهْن متيقِّظ، وفراغ يمكن من طول الدراسة، كما يَحتاج إلى دراسة[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الكثير من العلوم المكمِّلة له، والمعينة عليْه، كالعلم بالأصول (أصول الفقه[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot])[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]،[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وأصولِ الحديث (المصطلح)، واللُّغة العربية، وفقْه الكتاب، وفقه السنَّة، والفقْه[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]المذهبي، والفقه المقارن، وأقْوال السَّلف؛ فقد قال بعضُ السلف: "مَن لَم يعرف[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الخلاف فلن يشمَّ للفِقْه رائحة". اهـ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]أمَّا عن العُلماء الذين طلبوا[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]العِلْمَ كبارًا، فيكفيكِ في هذا رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أعْلم[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الأمَّة ومعلم الخلق أجمعين، فقد نزل عليْه العِلْم بالوحْي عند سن الأربعين، ولئن[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]قيل: هو رسول الله، وقد قال الله له: {سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى} [الأعلى: 6[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]][/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]،[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]رُدَّ بأنَّ صاحبيْه أبا بكرٍ وعمر - رضِي الله عنْهما – كذلِك، بل أكثر الصحابة[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]كذلك[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وقد ورد عن بعْضِ مَن نظَم في حقِّ الحسن بن زياد صاحِب أبي[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]حنيفة[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]:
[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وَلَيْسَ لِلْعِلْمِ أَوَانٌ فِي الطَّلَبْ وَابْنُ زِيَادٍ بَعْدَ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]سَبْعِينَ طَلَبْ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]فقد رُوِيَ أنَّه بدأ في طلَب العلم بعد السَّبعين من[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]عمره[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وكان أكابر العُلماء يستمرُّون على حِفْظِهم إلى الموت، ولا يكْتفون[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]بِما حفِظوه في أوَّل عمرِهم[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]فهذا أحمدُ بن حنبلٍ كان النَّاس يقولون له[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]كما في "السير": يا أبا عبدالله، أنتَ قد بلغتَ هذا المبلغ، وأنت إمامُ المسلمين،[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]حتَّى متى مع المحبرة؟ فقال: "معَ المحْبرة إلى المقبرة[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]".

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وغير ذلك ممَّا[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]ورَدَ في سِيَر العلماء الربَّانيين[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وفَّقكِ الله لما يُحِبُّ ويرْضى، وأخذ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] بناصيَتِك إلى البر والتقوى[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]. [/font][/color][/b][/color][/size][/font][/center]
[/center]

أم كريم 04-07-2012 01:29 AM

[CENTER][CENTER][SIZE=5][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]معنى كلمة قِبْطي[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]السؤال[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]:
[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]هل معنى كلمة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]قِبْطي: مصريٌّ أو مسيحيٌّ؟[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وإن كان معناها: مصريًّا - كما قرأتُ - فهل[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]نقولُ على مسلمي مصر: أقباطًا، أو لا نقول؟[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]


[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الجواب[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]:

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الحمدُ لله،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]والصلاةُ والسلامُ على رسول الله[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]- [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وبعد[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]:
[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فكلمة "قِبط" صورةٌ مختَصَرةٌ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]من لفظة "إِيجِيبْتُوس[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]"Aegyptos[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]، وهى لَفْظةٌ أَطْلَقَها البِيزَنْطِيُّون على أهل[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]مصرَ، وهي مَأْخُوذة منَ العِبارة المِصْرِيَّة القديمة (حت - كا - بتاح[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]) (Het - Ke - Path)[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]، أو (ها - كا - بتاح)، أو (بيت - كا (روح) - بتاح)، وهو اسمٌ لِمَعْبد[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]مِصْرِيٍّ قَدِيمٍ في مدينة "منف"، أو "ممفيس"، التى كانتْ عاصمة مصر[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]القديمة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وقد حَوَّرَ الإغريقُ - ومِنْ بعدِهم البيزنطيون - نُطْقَ هذه[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]العبارة إلى "هي جي بنو"، ثم أضافوا حرف السِّين، وهو يُساوي الضَّمَّة في[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]لُغَتِهم، ويُضاف حرفُ السِّين دائمًا إلى نهاية الأسماء، وبِمُرُورِ الزَّمَن[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أَطْلَقُوا اسم "هيجبتس"، أو "إيجيبتوس"، ومنها جاءت كلمة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] EGYPT [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]في اللُّغة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الإنجليزيَّة، وفي باقي اللُّغات الأوربيَّة، مثل: اللُّغة الفَرَنْسيَّة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] L, EGYPTE[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]، وفي الإِيطَالِيَّة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]: L, EGITTO[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]، وفي الألمانية[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] AGYPTEN:
[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وكلمةُ قبطيٍّ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]شاعَتْ عندما كانتْ مصرُ تحت الحُكْم البِيزنطيِّ، وهذه الكلمةُ يُقْصَدُ بها[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]سُكَّان مصرَ مِن أهْلِها الأصليينَ، مهما اختلفتْ دِيانَتُهم[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وما يَسْعى[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]إليه البعضُ مِن تخصيص هذا الإطلاق على نصارى مصرَ، يُخالِف الحَقِيقةَ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]التَّاريخيَّة المُثْبَتة لِمَا ذَكَرْنا؛ وإنما كان هَدَفُهم من ذلكَ إثباتُ أنَّ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]المُسلِمينَ غزاةٌ مُحْتلُّونَ، اغْتَصَبُوا مصرَ منَ النَّصارى[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وحقيقةُ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]القولِ: أنَّه عندما فَتَح المُسلمونَ العربُ مصرَ، كان معظمُ المِصْريينَ نصارى؛[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]نتيجةً لأنها كانتِ الدِّيانة الرَّئيسة في مصر قبل دخول الإسلام فيها؛ وكنتيجةٍ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]للاحْتِلال الرُّومانيِّ، الذي كان يُجْبِرُ شَعْبَ مصرَ على اعْتِناق[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]النَّصْرانيَّة؛ حيث كانوا يَرْسُفُون في أغلالِ الاحتلال الرُّومانِي وضَرَائِبه[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وقَسْوَتِه[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ويُثْبِتُ الذي ذَكَرْناهُ ما تَنَاقَلَتْهُ كُتُب اللغة،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ومعاجمُها المُعْتَمَدة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]:
[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]قال الفَرَاهيدي في "العين": "القِبْط: أهلُ مِصْرَ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وبُنْكُها - أَي: أَصلُها وخَالِصُها - والنِّسبةُ إليهم: قِبْطيٌّ،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وقِبْطيَّة".اهـ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].
[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وقال ابن فارس في "معجم مقاييس اللغة": "القِبطُ: أهلُ مصر،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]والنِّسبة إليهم قِبطيٌّ".اهـ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].
[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وقال الصَّاحب بن عَبَّاد في "المحيط في[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]اللُّغة": "القِبْطُ: هم بُنْكُ مِصْرَ، والنّسْبَةُ إليهم قِبْطِي".اهـ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].
[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وقال[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ابن دُرَيد في "جمهرة اللُّغة": "والقِبْط: جيلٌ منَ الناس معروفٌ".اهـ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].
[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وقال[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الجوهري في "الصِّحاح": "القِبْطُ: أهل مصرَ".اهـ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].
[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وقال الأَزْهَرِي في "تهذيب[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]اللغة": "قال اللَّيث: القِبطُ: هم أهل مصرَ وبُنْكُها، والنِّسبة إليهم[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]: [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]قِبْطِيٌّ".اهـ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].
[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وفي "لسان العرب"؛ لابن منظور: "والقِبْطُ: جِيل بمصر، وقيل: هم[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أَهْلُ مصر وبُنْكُها، ورجل قِبْطِيٌّ".اهـ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]هذا هو معنى القبط، أما[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]نَسَبُهم، فكما قال الزَّبِيدي في "تاج العَرُوس": "واخْتُلِفَ في نَسَبِ القِبْط،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فقِيلَ: هو القِبْطُ بنُ حَام بن نُوح - عليه السلام - وذَكَر صاحبُ الشَّجَرَةِ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أنَّ مِصْرَايِم بن حام أَعْقَبَ من لوذيم، وأَنَّ لوذيم أَعْقَب قِبْطَ مِصْرَ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]بالصَّعِيدِ، وذَكَرَ أَبو هاشِم - أَحْمَد بنُ جَعْفَر العَبَّاسي الصَّالِحِيّ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]النَّسَّابَة - قِبْطَ مِصْرَ في كِتابِه، فقال: هم وَلَدُ قِبْط بن مِصْرَ بنِ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]قُوطِ بنِ حام، كذا حَقَّقَهُ ابنُ الجَوَّانِي النَّسَّابَةُ في "المُقَدِّمةِ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الفاضلِيَّةِ"، وإِليهم تُنْسَبُ الثِّيَابُ القُبْطِيَّة بالضَّمِّ، على غَيْرِ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]قِيَاسٍ".اهـ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]هذا هو معنى كلمة قبطي في الأصل، وهذا هو نسبهم، وإنما[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ذكرناه؛ لِتَبْيينِ لنا حقيقة تاريخيَّة، يُريدُ البعض أنْ يَطْمِسَها، أو[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]يُشَوِّهَها، أو يُغَالِط فيها؛ لِيَتَوَصَّلَ بذلك إلى إثبات أنَّ هُويَّة مصرَ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]نصرانيَّة في عقيدتِها وشريعتها، مع أنَّ الأدِلَّة تُنادِي بِخِلافِ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ذلكَ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ومع هذا فقد دَرَج عُرْف الناس في العُصُور المتأخرَّة على تخصيص[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]نَصَارَى مصرَ بهذه اللَّفْظة، بحيثُ إذا قيل: القبطي، فَهِمَ السَّامعُ أن[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]المُتَكَلِّمَ يَقْصُدُ بها النصراني من أهل مِصْرَ، واشْتُهرَ ذلك بين كثيرٍ منَ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الناس، حتى أصبح التَّفْريق فيها بين الصَّواب والخطأ عزيزًا، لا يعلمُه إلاَّ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]طائفةٌ محدودةٌ منَ الناس، وقد درج على هذا النَّقل العُرْفي لمعنى الكلمة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الفَيُّومِيُّ؛ حيث قال في "المصباح المنير": "القِبْطُ - بالكسر -: نصارى مصر،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الواحد: (قِبْطِيٌّ)، على القياس".اهـ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]لكن واضعي "المعجم الوسيط" أرادُوا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أن يَزْدَادَ الأمر وضوحًا، فَجَمَعُوا بين المعنيينِ: اللُّغويِّ والعُرْفِيِّ؛[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]لِيَتَنَبَّه الناسُ للحقيقة الثابتة، مع إحاطتهم بالمعنى العرفي[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]المشهور[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]جاء في "المعجم الوسيط": "القِبْطُ: كلمةٌ يونانيَّة الأصل، بمعنى[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]سُكَّان مصر، ويُقْصَد بهم اليوم المسيحِيُّون منَ المصريينَ، جمعها[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]: [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أقباط".اهـ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]بَقِيَ بعد ذلك أن نُبَيِّنَ حُكْمَ تخصيص النَّصارى من أهلِ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]مصرَ بهذا الاسم، وحُكْمَ إِطْلاق هذا الاسم على أهل مصرَ جميعًا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]والجوابُ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]: [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أنَّ هذه الكلمة: "القبطي"، صارَتْ كلمةً مُشتركةً، تُطْلَقُ على صِنْفَيْنِ مِن[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]بني آدم: المصريينَ جميعًا، ونصارى مصر خاصة، وذلك عند طائفةٍ من المُثَقَّفينَ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]والمُتَعَلِّمينَ، وصَارَتْ ذات معنًى واحدٍ عند عوامِّ الناس ودَهْمَائِهم، فلا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]يُفْهَمُ منها لدى العوام سِوى نصارى مصرَ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ولَمَّا كان اللَّفْظُ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]مُشتَرَكًا عند البعض، وموهِمًا عند البعض الآخر، كان الراجحُ مِن جهة النَّص[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]والعقلِ: أنَّ المسلمَ المصريَّ لا ينبغي له أن يقول عن نفسه: إنه قبطي، ويَقْتَصرُ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]على ذلك؛ إلاَّ إذا كان السامع يَفْهَمُ ما يَقْصُد مِن قوله، وهو أنه مسلم، ينتمِي[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]إلى أصول مصريَّة، أو يُتْبِع ذلك بقوله: مسلم، فيقول: قِبْطي مُسْلم؛ وذلك لِغلبةِ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]العُرف في استعمال هذه الكلمة عند العوام، بِخُصُوص النَّصرانيِّ المصري، والحقيقةُ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]العُرفيَّةُ إذا غَلَبتْ في الاستعمال، قُدِّمَت على غيرها منَ الحقائق[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الأخرى[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وقد نَهَى الله - تعالى - المُؤمنينَ عن مُشابَهَة الكافرين في[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]النُّطق بِبَعض الكلمات المشتَرَكة في المعنى، المُتَّحِدة في اللَّفظ؛ وذلك[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فِرارًا من هذا المعنى المُوهِم، وهذا مِن كمال الوَلاَء والبَرَاء، وما نحن[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]بِصَدَدهِ أَوْلَى من ذلك؛ لأنَّ اللَّفظة التي نَتَكَلَّم عنها صارَتْ عند جمهور[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الناس منَ الألفاظ الخاصَّة بِغَير المسلمين، وليستْ مشتركةً فحَسْب، كما[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]يَفْهَمُها كثيرٌ منَ المُثَقَّفينَ والمُتَعَلِّمينَ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]قال الله - تعالى[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] -: {[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [البقرة: 104]، قال الحافظ ابن كثير[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] (1/148): "[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]نَهَى الله - تعالى - عبادَه المؤمنينَ أن يَتَشَبَّهُوا بالكافرينَ في[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]مقالِهم وفعالِهم؛ وذلك أنَّ اليهودَ كانوا يعانونَ منَ الكلام ما فيه تورية؛ لِمَا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]يقصدونه منَ التَّنقيصِ - عليهم لَعَائنُ الله - فإذا أرادوا أن يقولوا: "اسمع[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]لنا"، قالوا: "راعنا"، ويورون بالرعونة؛ كما قال - تعالى -: {مِنَ الَّذِينَ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء: 46[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وقال شيخُ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الإسلام عند هذه الآية ما مُخْتَصَره (ص: 22[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]):
"[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]قال قتادة وغيره: كانتِ اليهود[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]تَقُوله استهزاءً، فَكَرِهَ اللهُ للمؤمنينَ أن يقولوا مثل قولِهم، وقال أيضًا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]: [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]كانتِ اليهودُ تقول للنبي[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]-: [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]راعنا سمعكَ، يستهزِئُون بذلك، وكانت[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]في اليهود قبيحة، فهذا يُبَيِّنُ أنَّ هذه الكلمة نُهِيَ المسلمونَ عن قولها؛ لأن[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]اليهود كانوا يقولونها، وإن كانت منَ اليهود قبيحة".اهـ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]. [/FONT][/COLOR][/B][/SIZE][/CENTER][/CENTER]

أم كريم 04-07-2012 01:32 AM

[center][center][b][color=#3a4f6d][font=&quot]ما هي السور التي تقرأ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]يوميًّا؟[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]السؤال[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]:

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]أنا أريد أن أصل إلى مرحلة الاطْمِئنان - إن شاءَ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الله – والقضاء على الخوف، وأريد معرِفة ما هي السُّور التي تقرأ يوميًّا، مع ذكر[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]فضائِلها؟[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الجواب[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]:

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله،[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وبعد[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]:
[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]إنَّ مثيراتِ القلَق لها أسبابٌ كثيرة، جامع القَوْل فيها: أنَّها غالبًا[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]ما تتعلَّق بالخوْف من المجهول أو المستقْبل، كخوْف الطَّالب وقلَقِه من الامتِحان،[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وخوْف الوالِدَين على أولادِهِما عند مرضِهم وغيره، والخوْف من الموت ونحو[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]ذلك[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وهذا القلق يكون محمودًا ومندوبًا إليْه إذا كان وسيلةً لدفْعِ الإنسان[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]إلى العمَل الصَّالح، ويكون مذمومًا إذا تعدَّى حدودَه، وعطَّل المرْء عن العمل[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]والاجتِهاد[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]ولعلاج القلَق سبُل كثيرة، ومن أهمِّها[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]:
1- [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]حسن التوكُّل على[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الله تعالى، واليقين بأنَّ المرء لا يُصيبُه إلا ما كتب الله له؛ قال تعالى: {قُل[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا} [التوبة: 51]، وقال - صلَّى الله[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]عليه وسلَّم - لابْنِ عبَّاس - رضي الله عنهما -: ((يا غلام، إنِّي أعلِّمك كلمات[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]: [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]احفظ الله يَحفظْك، احفَظِ الله تَجده تِجاهَك، إذا سألتَ فاسأَلِ الله، وإذا[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]استعنْتَ فاستَعِنْ بالله، واعلم أنَّ الأمَّة لوِ اجتمعتْ على أن ينفعوك بشَيْءٍ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]لَم ينفعوك إلا بشيْءٍ قد كتبه اللهُ لك، ولوِ اجتمعوا على أن يضرُّوك بشيْءٍ لَم[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]يضرُّوك إلا بشيءٍ قد كتبه الله عليْك، رفعت الأقلام وجفَّت الصحُف))؛ رواه الترمذي[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وغيره[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

2- [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الإحسان إلى النَّاس بالقوْل وبالفِعْل، فبهذا الإحسان يدْفع الله[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]عن المُحْسِن الهمَّ والغمَّ، وللمؤمن منْه أكمل الحظِّ والنَّصيب في الدُّنيا[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]والآخِرة؛ قال تعالى: {لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]} [[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]النساء: 114[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]].

3- [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الاشتِغال بعملٍ من الأعْمال أو بعِلْم من العلوم؛ لأنَّ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]إشْغال النَّفس بِما يُفيد يُجنِّبها الانشغال بما لا يفيد، وقد قال النَّبيُّ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] - [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا يزالُ لسانُك رطبًا بذِكْر الله - عزَّ وجلَّ))؛[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]رواه أحمد وغيره[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].
[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وهذا يعْني دوام الانشِغال بالذِّكْر، ممَّا يضيِّق الفُرصة[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]للتَّفكير في غيرِه ممَّا يعرِضُ لك[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

4- [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]المداومة على الأذْكار الشَّرعيَّة[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]المأْثورة من الكتاب والسُّنَّة؛ لأنَّ الذِّكْر سببٌ من أسْباب طُمأْنينة القَلْب؛[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]فقد قال - سبحانه وتعالى -: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ} [الرعد: 28[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وممَّا[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]لا ريْبَ فيه أنَّ قِراءة القرآن من أفْضل العِبادات، والأذْكارِ التي يحسُن[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]بالمسلم أن يتعاهَدَها، وأن يشغل نفْسَه بِها، قال الله - عزَّ وجلَّ -: {قُلْ هُوَ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ} [فصلت: 44]، وقال: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] * [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]لَكُمْ أَنْهَارًا} [نوح: 10 – 12[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]].
[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وراجعي في موقِعنا مقالة: (علاج الاكتئاب في[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الصيدلية الإسلامية[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]).

5- [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الاهتِمام بعمل اليوم، وقطْع القلْب عن الخوْف من[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]المستقبل، فقد روى البُخاريُّ ومسلم من حديث أنس بن مالك - رضِي الله عنه -: أنَّ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]النَّبيَّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - استعاذَ من الهمِّ والحَزن، فقال[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]: (([/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بكَ من الهمِّ والحزَن، والعجْز والكسَل، والبُخل[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]والجُبن، وضلَع الدَّين وغلبة الرِّجال))، فالحَزَن على الأمور الماضية التي لا[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]يُمكِن ردُّها، والهمُّ الَّذي يَحدُث بسبب الخوْف من المستقبل[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

6- [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الإكْثار[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]من الصَّلاة على النَّبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فعن الطُّفيْل بن أُبَيِّ بن[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]كعْبٍ عن أبيهِ قال: كان رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - إذا ذهب ثُلُثَا[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الليل قام فقال: ((يا أيُّها النَّاس، اذْكُروا الله، اذكروا الله، جاءَتِ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الرَّاجِفة، تتْبَعُها الرَّادفة، جاء الموْت بِما فيه))، قلت: يا رسول الله، إني[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]أُكْثِر الصَّلاة عليْك، فكم أجْعل لك من صلاتي؟ قال: ((ما شِئْت))، قُلْت: الربع،[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]قال: ((ما شئْتَ، فإن زدْتَ فهو خير))، قلت: فالنصف، قال: ((ما شِئْتَ، فإن زِدتَ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]فهو خير))، قلت: فالثُّلثين، قال: ((ما شئت، فإن زِدتَ فهو خيرٌ))، قلت: أجعل لك[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]صلاتي كلَّها؟ قال: ((إذًا؛ تُكْفَى همَّك، ويُغْفر لك ذنبُك))؛ رواه الترمذي[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وأحْمد وغيرُهُما[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]قال المباركفوري في "تحفة الأحْوذي": "فكم أجعل لك من[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]صلاتي؛ أي: بدَلَ دعائي الذي أدعو به لنفسي، قاله القاري، وقال المنذري في[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] "[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]التَّرغيب": معناه: أُكْثِر الدُّعاء، فكم أَجعل لك من دُعائي صلاةً عليْك؟[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]". [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]اهـ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]أمَّا عن السُّور التي تُقْرَأ من القُرآن بصورةٍ مُتتابِعة في[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الأيَّام واللَّيالي، فقد وردَ في كتاب الله - تعالى - وسنَّة نبيِّه - صلَّى الله[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]عليْه وسلَّم - الحثُّ على تِلاوة القُرآن الكريم كلِّه، والنَّهي عن هَجْرِه؛[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]كقوْلِه تعالى على لِسان نبيِّه - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: {وَأُمِرْتُ أَنْ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ * وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ} [النمل: 91 – 92[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]][/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]،[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وقوله تعالى: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]} [[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]العنكبوت: 45]، وقوله - عزَّ وجلَّ -: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} [الفرقان: 30[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]فهذه[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الآيات تأمُر بقراءة القُرآن كلِّه، وتحذِّر من هجره، وقد ورد الحثُّ على قراءة[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]سورٍ أُخرى أيضًا، مثْل قراءة الفاتِحة، والبقرة، وآل عمران، والكهْف، والكافِرون،[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]والإخْلاص، والمعوِّذتين، وغيرها[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]قال - صلَّى الله عليه وسلَّم[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] -: (([/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]اقْرؤُوا القُرآن؛ فإنَّه يأتي يوم القيامةِ شفيعًا لأصحابه يوم القيامة، اقرؤُوا[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الزَّهراويْن: البقرة وآل عمران، فإنَّهما تأتيانِ يوم القِيامة كأنَّهما غمامتانِ،[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]أو كأنَّهما غيايتان، أو كأنَّهما فرقانِ من طيْرٍ صوافَّ تُحاجَّان عن أصحابِهما،[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]اقْرؤوا سورةَ البَقرة؛ فإنَّ أخْذَها بركةٌ، وترْكَها حسرةٌ، ولا تستطيعُها[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]البطلة))، قال معاوية: بلَغني أنَّ البطلة: السحرة؛ رواه مسلم في[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]صحيحِه[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وقال - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((الآيتانِ مِن آخِر سورة[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]البقَرة، مَن قرأَ بِهما في ليلةٍ كفَتاه))؛ متَّفق عليْه من حديثِ ابن مسْعود[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] - [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]رضي الله عنْه[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن الفاتحة: ((والَّذي نفسي[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]بيدِه، ما أُنْزِلت في التَّوراة، ولا في الإنْجيل، ولا في الزَّبور، ولا في[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الفُرقان مثلها، وإنَّها سبعٌ من المثاني والقرآن العظيم الذي أُعْطِيته))؛ رواه[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الترمذي، وأصْله في البخاري من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وعن ابنِ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]مسعودٍ أيضًا قال: قال النَّبيُّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((مَن قرأَ حرفًا من[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]كتاب الله فلهُ به حسنة، والحسنةُ بعشْر أمثالِها، لا أقول "ألم" حرف، ولكنْ ألف[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]حرف، ولام حرف، وميم حرف))؛ صحيح رواه الترمذي[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وأخرج التِّرمذي عن ابْنِ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]عبَّاس: أنَّ النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال في سورة الملك: ((هي[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]المانِعة، هي المنْجِية تُنْجِيه من عذاب القَبْر))؛ صحَّحه الألْباني في[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]السِّلْسلة، وحديث: ((إنَّ سورةً من القُرآن ثلاثون آيةً شفَعَتْ لرَجُل حتَّى[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]غُفِر له، وهي تبارك الَّذي بيده الملك))؛ رواه أحمد وأبو داود، والتِّرمذي[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وحسَّنه، وحسَّنه الألباني[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وروى أحمدُ والتِّرْمذي عن جابرٍ: "أنَّ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]النَّبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان لا ينامُ حتَّى يقرأ (ألم تنزيل)، وتبارك[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الذي بيده الملك"؛ صحَّحه الألباني[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وقد روي حديثٌ في فضل قراءة سورة[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الواقعة كلَّ ليلة، ولم يصحَّ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]هذا؛ ويُسَنُّ المحافظة على قراءة السُّور[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]التي وردَ الحثُّ على قراءتِها كلَّ ليلة، ممَّا صحَّت به الأحاديثُ على النَّحو[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الذي أسلفناه، وإذا أردتِ أن تقرئي غيْرَها فالقُرآن كله مأمورٌ بقراءته، وكله[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]خير[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]ولمزيد فائدة، يرجى مراجعة الاستشارات التالية: "الخوف"، "الخوف من[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]علاج الخوف"، "الخوف والتردد مسيطران على حياتي"، "لماذا نخاف من[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الموت؟[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]".

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]واللهَ نسأل أن يوفِّقَنا وإيَّاكِ لما يُحبُّ ويرضى[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]. [/font][/color][/b][/center][/center]

أم كريم 04-07-2012 01:33 AM

[CENTER][CENTER][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]من أكبر الكبائر[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]"

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]السؤال[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]:

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أنا فتاة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]عمري 29 عامًا، تقدم لخطبتي ابن عمي، وهو شابٌّ هادئ وطيِّب، ولكن[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]المشكلة أنه يقضي[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]حكمًا بالسجن 25 عامًا في قضية قتل، لكن معروف للجميع أنه مظلوم في هذه[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]القضية[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ولكني أعلم أن هناك قضية أخرى قد ارتكبها فعلاً، فقد أقام علاقة غير[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]شرعية مع إحدى النساء عندما كان عمره حوالي 18 عامًا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فأنا حائرة: ماذا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أفعل؟ لقد أصبح سنِّي 29 عامًا، وكلما تقدَّم أحدٌ لى يخرج دون عودة؛ فهل هذا الحكم[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]رحمة من ربي به؟[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فهو قد تاب وندم على ما فعل، وهو قد أوشك على الخروج وإتمام[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الزواج، هل أوافق أو أنتظر من هو دون كبائر؟[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الجواب[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]:

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الحمد لله[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]
[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]نسأل الله أن ييسِّر لكِ الخير، وأن يرزقك[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الزوج الصالح الذي يعينك على الخير ويحضُّك عليه، وأن يفرِّج همَّكِ ويزيل[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]كربَكِ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ونذكِّرُكِ - أيتها الأخت الكريمة - بأن هذه الدنيا دار ابتلاء[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]واختبار، لابد أن يمرَّ فيها الإنسان بأنواع البلايا والاختبارات؛ فهذا يُبتلى[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]بالفقر، وهذا يُبتلى بالمرض، وهذا يُبتلى بموت القريب والحبيب، ومنهم مَنْ هو في[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]مثل حالِكِ؛ يُبتلى بتأخُّر الزَّواج وإعراض الخُطَّاب لأي سببٍ يُنفِذ الله به[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]قَدَرَه[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]والعاقل مَنْ عرف قيمة الدنيا، وأيقن أنها دار عبور وممرٍّ، ومهما[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]كثرت منغِّصاتها وعظمت مصائبها؛ فإنها مع ذلك لا تستحقُّ أن يتألَّم الإنسان من[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أجلها، وعلى العاقل أن ينظر إلى حال غيره ممَّن هو أشدُّ بلاءً منه، فإذا فعل ذلك؛[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فلا شكَّ أنه سيحمد الله على حاله[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وفي الحديث عن أبي هريرة - رضي الله عنه[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]قال: قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم -: ((انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]تنظروا إلى مَنْ هو فوقكم؛ فإنه أَجْدَرُ أَلاَّ تزدروا نعمة الله عليكم))؛ رواه[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ابن ماجه وغيره؛ وهو صحيحٌ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فإذا عملتِ بهذا الحديث؛ ستجدين نفسك - يقينًا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أحسن حالاً من غيرك، وأن كثيرًا من الناس أسوأ حالاً منكِ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ولذا؛ فإن وصيتنا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]لكِ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]:
[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أن تصبري وتحتسبي، وأن تعلمي أن الأمور بيد الله - عزَّ وجلَّ - وأنَّ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]تأخُّر الزواج كغيره من الابتلاءات، ربما يكون خيرًا أعدَّه الله لمَنِ ابتلاه به؛[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فإن العبد لا يدري أيُّ الأمور خيرٌ: ما يحبُّ، أم ما يكره؟ ولذلك قال الله تعالى[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]: {[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]} [[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]البقرة: 216[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فلربَّما أحبَّ المرءُ شيئًا وكان فيه هلاكه وعطبه، ولربَّما[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]كره شيئًا وكان فيه نجاته وفوزه؛ لأننا نحكم بمجرَّد علمنا القاصر، والله يقضي[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]بعلمه المحيط الواسع[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وإذا كان عندكِ همٌّ أو وساوس؛ فأكثري من ذكر الله[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]عزَّ وجلَّ - واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم، وأقبلي على العبادة والأعمال[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الصالحة الأخرى قدرَ وسعك وطاقتك؛ حتى يزيل الله همَّكِ بقدرته ورحمته[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ومما[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ورد في ذلك؛ الدعاء المشهور المزيل للهمِّ والغمِّ، وهو: ((اللهم إني أَمَتُكَ بنت[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]عبدكَ بنت أَمَتِكَ، ناصيتي بيدكَ، ماضٍ فيَّ حكمُكَ، عَدْلٌ فيَّ قضاؤكَ. أسألك[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]اللهم بكلِّ اسمٍ هو لك، سمَّيْتَ به نفسكَ، أو أنزلته في كتابكَ، أو علَّمته أحدًا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]من خلقكَ، أو استأثرت به في علم الغيب عندكَ - أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همِّي وغمِّي))؛ رواه أحمد وابن حبان والحاكم،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وصحَّحه الألباني في (السلسلة الصحيحة: 199[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]).

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وغير ذلك من الأدعية المأثورة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]المبثوثة في كثيرٍ من كتب الأذكار الصحيحة المطبوعة، فذلك يزيل عنكِ ما تجدين من[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الهموم والغموم - إن شاء الله[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أما بالنسبة للشخص الذي ذكرتِه؛ فلا نستطيع[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الحكم عليه إلا من خلال كلامكِ عنه، وأنت أدْرَى به منَّا، وإن كان ظاهر حاله لا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]يجعل القلب يطمئنُّ إليه[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]!!

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فقد وقع في جريمتين من أعظم الجرائم التي حرَّمها[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الله تعالى؛ فكلتاهما مما يتعلق به حقُّ الغَيْر، وعقوبتهما المقرَّرة شرعًا من[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أغلظ العقوبات[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أما الزِّنا؛ فقد نهى الله عن قرب أسبابه ودواعيه، فضلاً عن[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الوقوع فيه؛ فقال: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]سَبِيلاً} [الإسراء: 32[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]قال ابن كثير - رحمه الله -: "يقول تعالى ناهيًا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]عباده عن الزِّنا، وعن مقاربته ومخالطة أسبابه ودواعيه: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً}؛ أي: ذنبًا عظيمًا، {وَسَاءَ سَبِيلاً}؛ أي: وبئس طريقًا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ومسلكًا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]".

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وجاء القرآن الكريم بالوعيد الشديد لفاعلها؛ قال تعالى[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]: {[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]مُهَانًا} [الفرقان: 68 - 69[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وأوجب العقوبة في الدنيا على الزاني، فقال[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]: {[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنْ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الْمُؤْمِنِينَ}[النور: 2]، وجاء في الحديث عن النبي[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]-: (([/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]خذوا عنِّي، خذوا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]عنِّي؛ قد جعل الله لهنَّ سبيلاً: البِكْرُ بالبِكْر؛ جَلْدُ مائةٍ ونفيُ سنةٍ،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]والثَّيِّبُ بالثَّيِّب؛ جَلْدُ مائةٍ والرَّجْمُ))؛ رواه مسلم[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وحرم الله[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]عزَّ وجلَّ - زواج الزَّاني - سواء كان رجلاً أم امرأةً - على المؤمنين؛ فقال[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]تعالى: {الزَّانِي لا يَنكِحُ إلا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]يَنكِحُهَا إِلا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الْمُؤْمِنِينَ}[النور: 3[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وأما القتل؛ فيكفي فيه قول الله تعالى: {وَمَنْ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}[النساء[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]: 93].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]هذا إذا كان قد قَتَل فعلاً، أما إذا كان ذلك مما نُسِب إليه كذبًا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وزورًا؛ فالأمر يهون، ويجب عليه في هذه الحالة - إذا أردت أن تقبليه زوجًا - أن[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]يتوب إلى الله تعالى؛ فإن الزاني إذا تاب إلى الله توبةً نصوحًا صادقًة، فإن الله[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]عزَّ وجلَّ - يتوب عليه، ويتجاوز عنه؛ قال الله تعالى بعد ذكر الوعيد لأهل الزِّنا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]: {[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا وَمَنْ تَابَ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا}[الفرقان: 70[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - 71].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فإذا حصلت له التوبة الصادقة، وتيقَّنْتِ منها؛ جاز الزواج منه بعد[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الإقلاع عن هذه الكبيرة، والندم على ما فات منها، والعزم على عدم العودة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]إليها[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فمن المعلوم أن الله - جلَّ وعلا - قد شرع لعباده التوبة والإنابة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]إليه، وحثَّهم عليها، ورغَّبهم فيها، ووعد التائب بالرحمة والغفران، مهما بلغت[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ذنوبه؛ ومن جملة ذلك قوله - جلَّ وعلا -: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]تُنْصَرُونَ} [الزمر: 53 - 54]، وقال تعالى: {إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وإذا غفر الله للعبد، وقَبِلَ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]توبته، مع قدرته عليه وعلمه به - فينبغي علينا كذلك نحن - المكلَّفين - أن نعين[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]عباد الله على التوبة والتخلُّص من الذنوب والمعاصي؛ بفَتْح أبواب الخير أمام[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وجوههم، وتحفيزهم على العمل الصالح، وتثبيتهم على سبيل التوبة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]لكننا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ننبِّهُكِ إلى أن التأكُّد من توبته وحسن سلوكه أمرٌ لا بدَّ منه؛ وذلك بالسؤال[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]عنه، وتفقُّد أحواله، والاطِّلاع على سلوكه، ويمكن كل ذلك عن طريق قرنائه أو بعض[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أقاربه؛ لتتيقَّني من صدق توبته[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أما سؤالكِ عن كون انصراف الخطَّاب عنكِ من[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]رحمة الله بهذا الشخص الذي تحدِّثت عنه؛ فلا نستطيع أن نقول ذلك؛ بل مرجع الأمر إلى[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]علم الله تعالى - كما سبق وبيَّنا في صدر الجواب - والله الموفِّق والهادي إلى سواء[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]السبيل،، والله أعلم[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]. [/FONT][/COLOR][/B][/CENTER][/CENTER]

أم كريم 04-07-2012 01:34 AM

[CENTER][CENTER][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]طريقة التوجيه[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الصحيحة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]"

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]السؤال[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]:

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]السلام عليكم، لدي سؤال: ما طريقة التوجيه الصحيحة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]للأم لابنتها؛ لكي تحفظ القرآن؟[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وهل لو اكتفَتِ البنتُ بالقراءة فقط دون[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الحفظ، هل عليها ذنب؟ أو اكتفت فقط بالاستماع دون القراءة، هل عليها ذنب؟[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]هل قراءة القرآن دون الالتزام بالعمل به، هل نأخذ عليها ثوابًا؟[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]هل[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]عندما توجِّه الأم توجيهًا إلى الابنة في أسلوب من النقد، وليس بتحبيب في القرآن،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]هل هذا صحيح؟ أو لا بد أن يكون حب القراءة نابعًا من الفتاة نفسها، وليس لأن أمها[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وجَّهتْها؟[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]هل إذا لم تَجِدِ الأمُّ أيَّ تغيير من الابنة في الحفظ، تلجأ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]إلى أسلوب النقد؛ أي: أنتِ لا تعملين أيَّ شيء للدِّين، على سبيل المثال، هل هذا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الأسلوب صحيح، أو مهما لم تَجد الأمُّ أيَّ نتيجة، فلابد أن يكون التوجيه بتحبيب[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]القراءة، وبالهدوء، وبالحسنى؟[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]لأني من وجهة نظري - وأرجو الرد إذا كانت[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]صحيحة أم لا؟ - التوجيه في الناحية الدينية بالذات - حتى لو لم تستمع الابنة إلى[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]هذا التوجيه - أن يكون بالحسنى والتحبيب؛ لأن الفتاة لو فعلتْ وحفظت لأن أمَّها[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]تنقدها مثلاًً، أعتقد أن النية ليستْ صحيحةً في هذا الوقت؛ لأن حفظ القرآن لا بد أن[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]يكون خالصًا لله - تعالى - لكن عندما تتَّبع الأمُّ أسلوبَ الخلاف والنقد، وليس[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]بأسلوب يحبب القراءة، تكون نية الحفظ لأن الأم تتبع هذا الأسلوبَ، ولذلك أعتقد أن[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]التوجيه - حتى ولو لم يصل إلى نتيجة - لابد أن يكون بهدوء[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وتحبيب؟[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الجواب[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]:

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وبعد[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]:
[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فنسأل اللهَ أن يرزقكِ حفظَ كتابه وسُنة نبيِّه[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]- [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وأن يوفِّقك للعمل[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]بهما في حياتك كلها[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]لتعلمي أولاً - أختَنا السائلة - ولْتعلَم كلُّ أم وولي[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أمر: أن حفظ القرآن ليس بواجبٍ في ذاته، كما نص على ذلك علماؤنا - رحمهم الله[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وإنما يكون حفظه شرطًا لمن أراد طلب العلم الشرعي، الذي لا يمكن فهمه إلا به؛ قال[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ابن عبدالبر في "جامع بيان العلم": "أول العلم حفظُ كتاب الله - عز وجل - وتفهُّمه،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وكل ما يُعين على فهمه فواجبٌ طلبُه معه، ولا أقول: إن حفظه كله فرض؛ ولكني أقول إن[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ذلك شرط لازم على مَن أحبَّ أن يكون عالمًا فقيهًا، ناصبًا نفسَه للعلم، ليس من باب[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الفرض". اهـ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في "مجموع الفتاوى[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]": "[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وأما طلبُ حفظ القرآن، فهو مقدَّمٌ على كثير مما تسميه الناسُ علمًا، وهو إما[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]باطل، أو قليل النفع، وهو أيضًا مقدَّم في التعلم في حق مَن يريد أن يتعلَّم علم[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الدين من الأصول والفروع، فإن المشروع في حق مِثلِ هذا في هذه الأوقاتِ أن يبدأ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]بحفظ القرآن؛ فإنه أصل علوم الدين". اهـ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وعلى أولياء الأمور أن يحفِّزوا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أبناءهم على حفظِه وفهمِه، وتدبُّره والعمل به، بكل الوسائل، وشتى الطرق، محافظين[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]في ذلك على الأسلوب الأمثل في الدعوة إلى المعروف؛ من خلال قوله تعالى: {ادْعُ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [النحل: 125[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وهذا ينطبق على دعوتنا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]لأبنائنا وغيرهم من الناس؛ فهو أمر عام يشمل الجميع من المدعوين[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ولا شك أن[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الشرع قد أعطى للوالدين من أساليبِ التربية ما يمكِّنهما من تأنيب الأبناء وزجرهم،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]بالطرُق التي تؤدِّي إلى صلاحهم؛ فهذا رسول الله[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]- [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]يرى الْحَسَن بن عَلِىٍّ، وقد[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أَخَذَ تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، فَجَعَلَهَا في فِيهِ، فَقَالَ رَسُولُ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]اللَّهِ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]-: (([/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]كِخْ كِخْ! ارْمِ بِهَا؛ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّا لاَ نَأْكُلُ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الصَّدَقَةَ؟!))؛ متفق عليه[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]لكن ينبغي أن يكون ذلك بقدر الحاجة إليه؛ لأن[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الشدة في التربية كالدواء، لا يُستعمل إلا عند الحاجة، فمَن أفرط فيها دون حاجة،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]عاد ذلك بالضرر، كما أن التفريط فيها قد يؤدِّي إلى نفس النتيجة، كما يُراعى في ذلك[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]السنَّ الذي بلغه الصبي؛ فلكل مرحلة ما يناسبها، قال الشاعر[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]:


[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فَقَسَا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]لِيَزْدَجِرُوا وَمَنْ يَكُ رَاحِمًا فَلْيَقْسُ أَحْيَانًا عَلَى مَنْ يَرْحَمُ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]


[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وقال أبو عبدالله محمد بن مفلح المقدسي الحنبلي – رحمه الله – في[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] "[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الآداب الشرعية": "فَصْلٌ فِيمَا يَجُوزُ مِنْ ضَرْبِ الْأَوْلَادِ بِشَرْطِهِ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]: [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]قَالَ إسْمَاعِيلُ بْنُ سَعِيدٍ: سَأَلْت أَحْمَدَ عَمَّا يَجُوزُ فِيهِ ضَرْبُ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الْوَلَدِ، قَالَ: الْوَلَدُ يُضْرَبُ عَلَى الْأَدَبِ، قَالَ: وَسَأَلْت أَحْمَدَ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]: [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]هَلْ يُضْرَبُ الصَّبِيُّ عَلَى الصَّلَاةِ، قَالَ: إذَا بَلَغَ عَشْرًا، وَقَالَ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]حَنْبَلٌ: إنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: الْيَتِيمُ يُؤَدَّبُ وَيُضْرَبُ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ضَرْبًا خَفِيفًا، وَقَالَ الْأَثْرَمُ: سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَنْ ضَرْبِ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الْمُعَلِّمِ الصِّبْيَانَ، فَقَالَ: عَلَى قَدْرِ ذُنُوبِهِمْ، وَيَتَوَقَّى[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]بِجَهْدِهِ الضَّرْبَ، وَإِنْ كَانَ صَغِيرًا لَا يَعْقِلُ، فَلَا يَضْرِبُهُ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]". [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]اهـ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وبهذا يُعلَم أن المعاملة بين الأبوين في تعليم أبنائهم تختلف من شخص[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]لآخرَ؛ فواحدٌ تُصلحه الشدة، وآخرُ لا يصلحه ذلك، ويكون التقدير في هذه الحالة لمن[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]باشَرَ الأمرَ بنفسه من المعلمين والآباء وأولياء الأمور[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وراجعي في موقعنا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فتوى: "حكم ضرب الطلاب والطالبات للتأديب"، ومقالة: (ضرب الأطفال وسيلة بناء أو[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]هدم[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]).

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]واللهَ نسأل أن يهدي الجميع لما فيه الصلاح والهدى، والسداد والرشاد[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][/CENTER][/CENTER]

أم كريم 04-07-2012 01:35 AM

[CENTER][CENTER][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]البحث عن مراجع خاصة في[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]المواريث[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]"

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]السؤال[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]:

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]السلام عليكم و رحمة الله،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]
[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أقوم ببحث في (قسمة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]التَّرِكة قبل الموت)، لكن لم أهْتَدِ إلى مراجع علمية كافية، سواء قديمة أم حديثة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot], [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وكذلك أوَدُّ أن أُلِمَّ برسائل الماجستير أو الدكتوراه التي بحثت في الموضوع،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]بَحثْتُ في (الإنترنت)، لكن لم أحْظَ بما أريد، فكل ما أتحصَّل عليه من معلومات هو[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فتاوى لعلماء، لكن أنا أريد بحثًا علميًّا, فأرجو توجيهي لكتب قديمة أو حديثة، أو[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]طريقة نافعة للبحث، وجزاكم الله خيرًا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الجواب[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]:

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الحمد لله والصلاة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]والسلام على رسول الله، وبعد[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]:
[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فنسأل الله أن يُثيبَك خيرًا على ما تقوم به من[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]بحث يتصل بعلوم الشريعة، وأن يَكْتُبَ لك أجر طلاَّب العلم ومعلِّميه، وأن[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]يحْشُرَنا وإياك يوم القيامة بصحبة نبيِّنا محمد[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]- [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]في أعلى درجات[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الجِنان[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]إن الله - عزَّ وجلَّ - بيَّن قَسْم الميراث بنفسه؛ فقال[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]: {[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]} [[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]النساء: 11]، وهذا مما يدُلُّ على فضلها وخطَرِها[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]قال حافظ بن أحمد[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الحَكَمي - رحمه الله - في "المنظومة الميمية في الوصايا والآداب[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]العلميَّة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]":

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وَبِالْفَرَائِضِ نِصْفَ العِلْمِ فاعْنَ كَمَا أَوْصَى[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الإِلَهُ وَخَيْرُ الرُّسْلِ كُلِّهِمِ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]
[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]مِنْ فَضْلِهَا أَنْ تَوَلَّى اللهُ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]قِسْمَتَهَا وَلمَ ْيَكِلْهَا إلى عَرَبٍ ولا عَجَمِ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]


[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وتوَعَّدَ من خرج[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]عن هذه القسمة فقال: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ} [النساء: 13[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - 14].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وتوزيع المورث تركتَه على الورثة قبل وفاته يحتمل - بناء على سؤالك[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أحدَ معنيَيْن[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]:
[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الأول: أن يقوم المورِّث بكتابة تركته للوَرَثة على هيئة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وصيَّةٍ، لا تنفَّذ إلا بعد موته، فإذا كان ذلك دفعًا لما قد يحصل من نزاع بينهم في[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]اختصاص كلٍّ منهم بنصيبٍ معيَّن، فيخصِّص لكل منهم نصيبًا معيَّنًا قبل موته، غير[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]متعدٍّ فيه على المقرَّر له شرعًا - فلا مانع من ذلك مادام القصد حسنًا، مع تجنُّب[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الإضرار بنفسه[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أما إذا كانت كتابتها على خلاف أَنْصِبَة الميراث[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الشرْعِيَّة؛ فهي وصيَّةٌ باطلةٌ، يدُلُّ على بُطلانِها ما ورد عن أبي أُمَامَةَ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الباهلي - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسولَ اللَّه[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]- [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]يقول: ((إنَّ الله قد[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أعطى كلَّ ذي حقٍّ حقَّهُ؛ فلا وصيَّةَ لوارثٍ))؛ رواه أحمد وأبو داود والنَّسائي[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وابن ماجه وغيرهم[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الثاني: أن يقوم المورِّث بتوزيع ما يملكه على الوَرَثة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]حالَ حياته، ويُمَلِّكُهُ لهم مِلْكًا تامًّا على سبيل الهبة أو العطيَّة، ولعل هذا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]هو مراد السائل[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فإذا كان الحال كذلك؛ فلتعلم أن العلماء - رحمهم الله[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]اختلفوا في ذلك[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]:
[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فذهب الحنفية والمالكية والشافعية، ونقله ابن رجب في القواعد عن[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ابن عقيل من الحنابلة - إلى أنَّ التَّسوِيَة بينهم في العطايا مستحبَّةٌ، وليست[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]واجبة؛ لأن الصدِّيق - رضي الله عنه – فضَّل عائشة - رضي الله عنها - على غيرها من[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أولاده في هبةٍ، وفضَّل عمر - رضي الله عنه - ابنَه عاصمًا بشيءٍ من العطيَّة على[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]غيره من أولاده[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ولأن في قوله[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]- [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]في بعض روايات حديث النعمان بن بشير[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]رضي الله عنهما -: ((فأَشْهِدْ على هذا غيري)) ما يدُلُّ على الجواز[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وذهب[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الحنابلة، وأبو يوسف من الحنفية، وهو قول ابن المبارك، ومذهب الظاهرية، وذكَرَ ابن[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]حزم في "المُحَلَّى": أنه قول أبي بكر وعمر وعثمان وقيس بن سعد وعائشة ومجاهد[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وطاووس وعطاء وغيرهم، ورواية عن الإمام مالك - رحمه الله - إلى وجوب التسوية بين[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الأولاد في الهبة، فإن خصَّ بعضهم بعطيَّة، أو فاضَلَ بينهم فيها؛ أَثِمَ،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ووَجَبَتْ عليه التَّسوية بأحد أمرَيْن: إما برَدِّ ما فضَّل به البعض، وإما بإتمام[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]نصيب الآخر؛ لما في "الصحيحين" عن النعمان بن بشير - رضي الله عنهما - قال[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]: "[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وَهَبَني أبي هبةً؛ فقالت أمي عَمْرَة بنت رَواحة - رضي الله عنها -: لا أرضى حتى[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]تُشْهد رسول الله[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]- [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فأتى رسول الله[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]- [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فقال: يا رسول الله،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]إن أمَّ هذا أعجبها أن أُشْهِدَك على الذي وهبتُ لابنها؛ فقال[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]-: (([/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]يا بشير، أَلَكَ ولدٌ سوى هذا؟)). قال: نعم؛ قال: ((كلُّهم وَهَبْتَ له مثل[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]هذا؟)). قال: لا؛ قال: ((فأَرْجِعْهُ)). وفي روايةٍ قال: ((اتقوا الله، واعدلوا بين[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أولادكم)). وفي روايةٍ أخرى: ((لا تُشْهدني على جَوْر!! إن لِبَنِيكَ من الحقِّ أن[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]تعدل بينهم)). وفي روايةٍ: ((فأشْهِدْ على هذا غيري[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot])).

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ولأن في التَّسوية[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]تأليف القلوب، والتفضيل يُورِث الوَحْشَة بينهم؛ فكانت التَّسوية[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أوْلى[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وروي عن الإمام مالك - رحمه الله - تحريم التَّفضيل إذا لم يكن[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]للوالد مالٌ غيره[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]هذا هو حكم المسألة إجمالاً[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فإذا كان الورثة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ذكورًا وإناثًا؛ فقد اختلفوا في معنى التَّسوية بينهم؛ فذهب جمهور الفقهاء إلى أن[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]معنى التَّسوية بين الذكر والأنثى من الأولاد: العدل بينهم في العطيَّة، بدون[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]تفضيلٍ؛ كحالة انفراد الذكور; لأن الأحاديث الواردة في ذلك لم تفرِّق بين الذكر[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]والأنثى[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وذهب الحنابلة، والإمام محمد بن الحسن من الحنفية، وهو قول مرجوحٌ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]عند الشافعية - إلى أن المشروع في عطيَّة الأولاد القسمة بينهم على قدر ميراثهم؛[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أي: للذكر مثل حظِّ الأنثَيَيْن; لأن الله - سبحانه وتعالى - قَسَمَ لهم في الإرْثِ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]هكذا، وهو خَيْرُ الحاكمين، وهو العدل المطلوب بين الأولاد في الهبات[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]والعطايا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وإن سَوَّى بين الذكر والأنثى، أو فضَّلها عليه، أو فضَّل بعضَ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]البنين أو بعض البنات على بعض، أو خَصَّ بعضهم بالوَقْف دون بعض - فقال أحمد في[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]رواية محمد بن الحكم: "إن كان على طريق الأثرة فأكْرَهُه، وإن كان على أنَّ بعْضَهم[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]له عيالٌ وبه حاجة؛ فلا بأس به"، وهو المنقول عن المتأخِّرين من[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الحنفية[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]والذي نراه راجحًا من ذلك - والله أعلم[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] -:
[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أن يترك الأمر على ما[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]هو عليه، ويُبْقِي ماله معه، فإذا مات قُسِّم المال على الوَرَثَة الموجودين حين[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وفاته بحسب القسمة الشرعية، والإنسان لا يدري مَنِ الذي سيموت أولاً؛ حتى يقسم[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أمواله على ورثته، وقد يطول به العمر ويحتاج إلى هذا المال، لكن إذا دعت الحاجة إلى[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]تفضيل بعض الأبناء؛ فلا نرى مانعًا من القسمة مع التفضيل، وهي الرواية السابق[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]نقلُها عن أحمد، واختارها ابن تيمية وابن قدامة، والتفضيلُ دون قسمة المال كله[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أفضل؛ ليُبْقِي الوالدُ لنفسه شيئًا من المال يقيم به ضرورات حياته[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وراجع[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]لمعرفة أقوال الفقهاء في ذلك[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]:
[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]بدائع الصنائع (6/127)، ورد المحتار (4/444[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot])[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]والخرشي على مختصر خليل (7/82)، وحاشية العدوي (2/262)، وحاشيتا قليوبي وعميرة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] (3/114)[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]، والغرر البهية (3/393)، والمغني (5/388)، والفتاوى الكبرى (5/435[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot])[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]والفروع (4/644)، والقواعد لابن رجب (ص320)، والإنصاف (7/142)، والمحلى[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] (8/95).

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وبهذا يتبيَّن لك أن المسألة مبثوثة أحكامُها في ثنايا كتب الفقه،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]عند أهل المذاهب الأربعة وغيرهم[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]كما يمكنك الرجوع إلى كثير من الكتب[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]المصنفة في علم المواريث قديمًا وحديثًا ومنها[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]:
- "[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]متن الرَّحْبِيَّة"، للإمام[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الرَّحْبِي، مع شروحه وحواشيه[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].
- "[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الفوائد الجليَّة في المسائل الفرضيَّة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]"[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]للعلامة عبد العزيز بن باز - رحمه الله[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].
- "[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]تلخيص فقه الفرائض"، للشيخ ابن[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]عثيمين - رحمه الله[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].
- "[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]مباحث في علم المواريث"، للشيخ الدكتور مصطفى مسلم[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].
- " [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فقه المواريث وكتابه الفرائض"، للشيخ عبدالكريم اللاَّحم[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].
- [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]كتاب الشيخ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الفوزان - حفظه الله - وهو كتابٌ واسعٌ في هذا الباب[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].
- [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]بحث للدكتور أحمد محمد[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]السعد في "مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية"، في العدد الثالث والثلاثين، ديسمبر[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] 1997[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]م - 1418هـ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].
- [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]قراءة كتاب "الهبات والعطايا" في كتب الفقه المختلفة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].
- [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]آراء العلماء في حكم التسوية بين الأولاد (رسالة ماجستير)؛ لعبدالله بن محمد بن[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ناصر الحمُّود، جامعة الإمام، المعهد العالي للقضاء، الشريعة الإسلامية،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] 1397[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]هـ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].
- [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]مسئولية الأب المسلم في تربية الولد في مرحلة الطفولة (رسالة ماجستير[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]من جامعة أم القرى)، لعدنان بن حسن بَلْحارث[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].
- "[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الطفل في الإسلام"، محمود[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الشرقاوي، الناشر: دار المجتمع، جدة، ط1، 1410هـ، الناشر: قطاع الإعلام والثقافة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]برابطة العالم الإسلامي، مكة المكرمة، عام 1414هـ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].
- "[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أثر التربية الإسلامية في[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أمن المجتمع الإسلامي"؛ للدكتور عبدالله بن أحمد قادري، الناشر: دار المجتمع، جدة،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ط1، عام 1409هـ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]والله أعلم[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]. [/FONT][/COLOR][/B][/CENTER][/CENTER]

أم كريم 04-07-2012 01:36 AM

[CENTER][CENTER][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]محتارة في أمرها بالوعد من شاب[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]بالزواج[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]"

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]السؤال[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]:

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]
[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]سؤالي[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]باختصارٍ شديد[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]:
[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أنا أعرف شابًّا منذ فترةٍ ليستْ طويلة، قَرَّر أن يَتَقَدَّم[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]لِخِطْبتي في الفترة الأخيرة؛ لكن حاليًّا لا أعلم ما المشكلة بالضبط؟[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]
[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]علمتُ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]مِن إحدى أخواته أنهم سوف يتقدمون لي، المشكلة أنني لا أعرف ماذا أفعل؟ لأنَّه في[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الفترة الأخيرة لم يحدثني عن هذا الموضوع نهائيًّا، وأنا خائفة أن تكبرَ القصة،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ويزول ما بيننا، وكلي أمل أن يكونَ ما قاله حقيقة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أرجو إفادتي، ولكم جزيل[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الشُّكْر[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].


[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الجواب[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]:

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وبعدُ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]:
[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ابنتي الصغيرة، حياكِ الله، ومرحبًا بكِ في موقعنا "الألوكة"، وأسأل[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]اللهَ أن يشرحَ صدركِ، وييسرَ لكِ الخير حيث كان، ويهيئ لكِ مِن أمركِ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]رشدًا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]إنكِ - يا ابنتي - لا تزالينَ في مُقتبل عمركِ، ولا تزال فُرَص[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]النَّجاح في حياتكِ كثيرةً ووفيرةً؛ سواء كانتْ فُرصة الزَّواج أم غيرها، والمرءُ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]منَّا مُكَلَّفٌ بالسَّعي، بحسب ضوابط الشرع؛ ليحصلَ على ما يريد، فالآجالُ مضروبة،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]والأرزاق مقسومة، والآثار محصية ومعدودة؛ فعن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]قال: قالتْ أم حبيبة - رضيَ الله عنها - زَوْجُ النبي[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]-: "[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]اللهم أمتعني بزوجي[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]رسولِ الله، وبأبي أبي سفيان، وبأخي معاوية"، فقال: ((سألتِ الله لآجال مضروبة،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وأيام معدودة، وأرزاق مقسومة، لن يعجِّل شيئًا منها قبل أجله، ولا يؤخِّر، ولو كنتِ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]سألتِ الله أن يعيذكِ منَ النار وعذاب القبر، كان خيرًا وأفضل))؛ رواه[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]مسلم[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وفي الحديث: ((إنَّ رُوح القدس نَفَث في روعي: أنَّ نفسًا لن تموتَ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]حتى تستكملَ رزقها، فاتقوا الله، وأجملوا في الطَّلَب))؛ قال الألباني في تخريج[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] "[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]مشكلة الفقر": صحيح، أخرجه أبو عبيد في "غريب الحديث"، والقضاعي في "مسند الشهاب[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]" [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]بسند صحيح، وأخرجه الحاكم، وورد بلفظ: ((لا تستبطئوا الرِّزق، فإنَّه لن يموتَ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]العبد حتى يبلغه آخر رزق هو له، فأجملوا في الطلب، أخذ الحلال وترك الحرام))؛ أخرجه[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ابن حبان، والحاكم، وأبو عبدالرزاق، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافَقَه[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الذَّهَبي[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فلا تشغلي نفسكِ بما قضى الله وقَدَّر، وجدِّي سعيًا فيما طلب[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]منكِ وأمر، واجتنبي ما نهاكِ عنه وزَجَر، وسأُلَخِّص لكِ ذلك في[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أمور[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]:

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الأول: أنَّ من أهم أسباب تحصيل الزَّواج حَمْل النَّفس على العِفَّة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]والاستقامة، والإكثار منَ الدُّعاء في أوقات الإجابة؛ قال الله - تعالى -: {وَإِذَا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]دَعَانِ} [البقرة: 186]، وفي الحديث: ((ليسألَ أحدكم ربَّه حاجته كلها، حتى يسأله[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]شِسْعَ نعليه))؛ رواه أبو يعْلى، وقال مُحَقِّقه حسين أسد: إسنادُه صحيح على شرط[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]مسلم، وحَسَّنَهُ الألباني في "المشكاة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]".

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الثاني: أنَّ ما حصل بينكِ وبين[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]هذا الشابِّ من علاقة أمْرٌ مستَقْبَح طبعًا، ومُحَرَّم شرعًا، فإنه يُفْضي - في[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الغالب - إلى ما لا تُحمَد عقباه[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وراجعي لمعرفة هذا على موقعنا فتوى[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]: "[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الحديث مع الفتيات بكلام غير فاحش"، واستشارة: "إحساس بِوَعْد[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]".

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ولعلَّ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]تأخُّر هذا الشابِّ في التقدُّم لخطبتكِ؛ بسبب الذَّنب الذي أصبتماه قبل ذلك؛ فإنَّ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]القرآن الكريم والسنَّة النبويَّة قد دلاَّ على أنَّ الذُّنوب سبب من أسباب نزول[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]المصائب بالعبد، وحرمانه منَ الرِّزق؛ قال الله - تعالى -: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]][/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وروى ابن ماجَهْ، وصَحَّحه السيوطي: أنه[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]- [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]قال: ((إنَّ العبد ليُحرَمَ منَ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الرِّزْق؛ بالذنب يصيبُه[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot])).

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فتوبي إلى الله، وأنيبي إليه، وثِقِي بعاجل[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فَرَجِه؛ فالتائبُ منَ الذَّنب كَمَنْ لا ذنب له؛ قال الله - تعالى -: {فَقُلْتُ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} [نوح: 11، 12[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الثالث: نوصيكِ بأن تصبري على[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]تأخُّر خطبتكِ؛ فإنَّ الله - عز وجل - يبتلي العبدَ ليرى صبره، وربما كان الابتلاءُ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]بالإصابة بمكروه، وربما كان بفواتِ محبوب؛ ولقد قال النبي[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]-: (([/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وما أعطي أحد عطاء[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]خيرًا له وأوسع منَ الصَّبر))؛ رواه البخاري[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الرابع: لا نرى مانعًا مِن أن[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]تندبي مَن تثقين به مِن محارمكِ للحديث مع هذا الشاب بأمر الزواج، أوِ اطلبي ذلك من[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أختِه؛ ليَتَبَيَّنَ لكِ ما هو عازم عليه، ولا مانع من هذا شرعًا؛ فقد عرض عمر[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ابْنَتَه حفصة على أبي بكر وعثمان، وقد عرض بعض الصحابيات أنفسهنَّ على النبي[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]هذا إذا كان الشابُّ المذكور ممن يُرْتضى دينه وخلقه، أمَّا إذا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]كان بخلاف ذلك، فنصيحتُنا لكِ أن تُعْرِضي عنه، وسيبدلكِ الله خيرًا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]منه[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الخامس: إذا أعرض هذا الشابُّ عن خِطْبتكِ، فقد يكون إعراضُه خيرًا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]لكِ؛ ففي الحديث، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]-: (([/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]عجبتُ للمؤمن لا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]يقضي الله له شيئًا إلاَّ كان خيرًا له))؛ رواه ابن حبَّان في صحيحه، قال الشيخ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الألباني: صحيح؛ انظر: "صحيح الجامع" (3985[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]).

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]والصَّالحون غير هذا الرجل[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]كثيرٌ، فلا تُعَلِّقي نفسكِ به، وقد نَبَّه الله على ذلك المعنى؛ فقال: {وَعَسَى[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]السادس: لقد ذكرتِ لنا في استشارتكِ خوفكِ منَ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]التمادي في هذه العلاقة دون فائدة، وهذا الخوف في محلِّه، فإنَّ هذا الشابَّ قد[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]يطيل العلاقة معكِ، ثم في النِّهاية يتزوج بغيركِ، ونحن وأنتِ لا شأن لنا بذلك؛ بل[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الواجبُ عليكِ الأَخْذ بزمام نفسكِ، وكبح جماحها بلجام الدِّين والعقل، وذلك[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]بالمسارَعة بما نصحناكِ به في (الرابع[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]).

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]نسأل اللهَ أن ييسرَ لكِ أمركِ، وأن[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]يمنَّ عليكِ بالزوجِ الصالح، والحياة السعيدة المليئة بطاعة الله[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]. [/FONT][/COLOR][/B][/CENTER][/CENTER]
[B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]

[/FONT][/COLOR][/B]

أم كريم 04-07-2012 01:36 AM

[center][center][b][color=#3a4f6d][font=&quot]تعيش قصَّة حبٍّ مع قريب[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]لها[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]!"

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]السؤال[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]:

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]أنا طالبة جامعية أكمل دراستي هذه السنة، أعيش قصَّة[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]حبٍّ مع[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]قريب لي، وهو في الوقت الحالي عاطل عن العمل وبانتِظار تعْيِينه، كما أنَّه[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]في نفس عمري ولا نَعيش في نفس المنطقة[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]منذ بداية تعارُفِنا وأنا دائمة[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الاتِّصال به، لا يمرُّ يوم دون أن أكلِّمه، نحن نحبُّ بعضنا جدًّا، ولكن ما[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]يُقلقني هو أنَّه نادرًا ما يتَّصل بي، في بعض الأحيان أقوم بتجاهُله لعله يتَّصل[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]ولكنَّه لا يفعل، وحين أكلِّمه يسألُني أين اختفيت، ويقول: إنه اشتاق لي جدًّا،[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]صارحته بما يُقلقني فقال لي: أنت تعرفين أنِّي أحبك أكثر من نفسي، ولكن عليك أن[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]تقدري ظروفي[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]لا أعرف ماذا أفعل؟ هل أقلل من اتِّصالاتي؟ هل أتجاهلُه[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]ولكنِّي أخاف أن أظلِمه وأخسر حبَّ حياتي، أنا لا أشكُّ في حبِّه لي، ولكن أُريده[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]أن يظهره لي، ماذا أفعل؟ أرجوكم ساعدوني[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].


[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الجواب[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]:

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الحمد لله،[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]:
[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]ابنتنا "الحائرة[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]":

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]اعلمي - ابنتي[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] - [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]أنَّ الإسلام لا يعرِف علاقةً بين ذكر وأُنثى أجنبيَّين إلا بالزَّواج المستكمِل[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]لجميع شروطِه وأركانه، وما يسبق هذا الزَّواجَ من خِطبة ونحوها، ولكل مرحلة من هذه[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]المراحل المشروعة ضوابطُها وحدودُها، وقد بيَّنَّا ذلك في فتوى: "حكم مكالمة الخاطب[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]عبر الهاتف"، وفتوى: "حكم علاقة الشاب بفتاة بقصد الزواج[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]".

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]أمَّا الحب الذي[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وقع في نفسِك لقريبِك هذا، فلا يجوز التَّعبير عنْه بالصُّورة التي ذكرتِها؛ بل[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]يُمكنُك أن تُخبري بذلك من تثِقين به من أهلك أو الحميمات من صديقاتِك، أقارب هذا[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الشَّاب، بحيث يعرضون عليْه الأمر لاتِّخاذ خطوات إيجابيَّة نحو التقدُّم لخِطبتك[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]من أهلك[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]هذا الذي نعرِفه في ديننا، أمَّا ما يحصُل منك الآن، فأوهام في[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]أوهام، لا يعلم حقيقةَ نهايتها إلا الله وحده[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وقد علِمْنا من الواقع أنَّ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]مثل هذه القصص لا تنتهي غالبًا بالزَّواج، وإنَّما يكون مصيرها الفشل أو المشاكل[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]التي لا تُحمَد عقباها، فالسَّائر فيها إذًا على خطر عظيم[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]أشعر أنَّ كلامي[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]قد نزل عليْك كالصَّاعقة الحارقة، فقد كنت تأمُلين أن أسوِّغ لك الاتِّصال به، أو[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]أجد لك حلاًّ لا يُبْعدك عنه، لكن كل ذلك لم يكُن[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وما ذاك مني بقصْد[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]التَّضييق عليْك، أو إدخال الألَم على نفسك التي شُغِفَت بِهذا الشَّاب حبًّا، رغم[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]إعراضِه عنْك وانشغاله عن مبادرتِك بالاتِّصال، مع أنَّه لا عمل له كما ذكَرت، فكيف[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]لو كان لديْه عمل يشغله؟[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]!

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]ربَّما لم ينشغِل عنك، ولكنَّه يعلم أنَّ المحادثة[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]مع الأجنبيَّة لا تجوز إلا بحدود الحاجة أو الضَّرورة، وإذا كان الأمر كذلك[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]فلتعضِّي على مثل هذا بالنَّواجذ، فإنَّه في زمانِنا عزيز نادر، ولتتَّخذي الخطواتِ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]التي نصحْناك بها آنفًا[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]أمَّا إن كان إعراضُه عنك ليس من خشية الله وطاعته،[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]فاعلمي أنَّه فيك زاهد، وليس لك بِمُحبٍّ، وهذا دافع يقوِّي عزيمتك على ترْك[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]محادثته، بعد دافع الخوْف من الله - سبحانه وتعالى[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]ابنتَنا[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] "[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الحائرة[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]":
[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]لا داعي للحَيْرة؛ فقد انكشف لك الغطاء، واتَّضح الأمر، بحسب ما[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]تقتضيه قواعد الشَّرع والعُرْف والعقل، ولا خيار لنا بعد ذلك إلا أن نقول: سمعنا[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وأطعْنا غفرانك ربَّنا وإليك المصير[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]ندعوك - ابنتَنا "الحائرة" - إلى[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]التَّوبة ممَّا مضى بتَرْكِه في الحال، والنَّدم عليْه فيما مضى من الزَّمان،[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]والعزم على عدم العوْدة إليه في المستقبل؛ فإنَّ التَّائب من الذَّنب كمَن لا ذنب[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]له، وسيجعل اللهُ لك - إن أطعْتِ أمره – مخرجًا؛ قال تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2،[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] 3].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]واللهَ نسأل أن يقسم لك من ذلك الخير، وأن يهديَ قلبك، ويشرح صدرَك،[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]ويلهمك رشدَك[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]. [/font][/color][/b][/center][/center]

أم كريم 04-07-2012 01:37 AM

[CENTER][CENTER][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]محتاج أطمئن[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]"

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]السؤال[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]:

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]السلام عليكم[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ورحمه الله وبركاته، جزاكم الله خيرًا بما تفتوننا به، وجعله في ميزان حسناتكم،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]سؤالي كالتالي[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]:
[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أنا اليوم أعمل بدولة الكويت، حالي كحال أي شاب مصري بدولةٍ من[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]دول الخليج: أعملُ ليلَ نهارَ؛ لكي أحاول أن أكون مهيَّئًا للزواج، وأنا شاب خاطب،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وينتظر أهلُ خطيبتي أن أقدِّم لها الشقة، التي هي ليست موجودة، ومع ظاهرة ارتفاع[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الأسعار، كلَّما أحاول أن أحتفظ بمبلغ، وأبحث عن شقة بمقدَّم يناسب إمكانياتي،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أكتشف أن الأسعار ارتفعت، والمبلغ الذي أحتفظ به غير كافٍ، علمًا أن معاشي يعتبر[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]معقولاً، ولكني أرسل إلي أمي شهريًّا مبلغًا من المال، وبعدَ مصاريفي الشخصيةِ يكون[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]المبلغ المتبقي غيرَ كافٍ، والآن أنا تمر بي السنون والأيام وأنا حالي كحال أي[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]مغترب: غير مضمون عمله؛ فأنا أعمل في مشاريعَ مؤقتةٍ، ومن الممكن أن صاحب العمل في[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أي وقت يقول لي: غير محتاج إليك[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وأنا الآن لدي شقة تعتبر مناسِبة وفرصة،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وتحتاج هذه الشقة - لأكمل مقدَّمها - قرضًا من البنك، أو إعارة مبلغ عن طريق الفيزا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أو كروت الائتمان، علمًا بأن هذا المبلغ سيكون بالربا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]لا أعلم كيف أتصرف[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]: [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]هل أصبر سنة على سبيل المثال؛ لكي أكمل مقدَّم الشقة، وبعد سنة، عند وصولي لمبلغ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]معين، يكون هذا المبلغ غيرَ مناسب؛ لارتفاع الأسعار[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]هذه هي مشكلتي، الآن[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أسعار العقار تزيد في مصر بسرعة، ولكن دَخْل الموظفين لا يزيد، وإن زاد، فحركتُه[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]بطيئة لا تواكب حركة الزيادة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أرجو الإفادة على هذا الإميل للأهمية وبسرعة،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]جزاكم الله خيرًا، وزوَّدكم بالبركة والرضا، والسلام عليكم ورحمة الله[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وبركاته[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].


[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الجواب[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]:

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وبعد[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]:
[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فلا يجوز شراء منزل - شقة أو غيرها - عن طريق قرض رِبَوِيٍّ، ما دمتَ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]تستطيع الاستغناء عن ذلك بالسكن في منزل بالأجرة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وليس من حق الزوجة، ولا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أوليائها، أن يشترطوا عليكَ شراءَ شقة للسُّكنى؛ فإن هذا ليس في كتاب الله، ولا في[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]سُنة رسوله[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] – [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]- [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]: "[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]جاءتْني بَرِيرَةُ فقالت: كاتبتُ أهلي على تسعِ أواقٍ، في كل عام أوقيةٌ،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فأعينيني، فقلتُ: إنْ أحبَّ أهلُك أن أعُدَّها لهم، ويكون ولاؤك لي، فعلتُ، فذهبتْ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]بريرة إلى أهلها، فقالت لهم، فأبَوْا عليها، فجاءتْ من عندهم، ورسولُ الله[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]- [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]جالس، فقالت: إني قد عرضتُ ذلك عليهم فأبَوْا إلا أن يكون الولاءُ لهم، فسمع النبي[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]- [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فأخبرتْ عائشةُ النبيَّ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]- [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فقال: ((خذيها، واشترطي لهم الولاء؛[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فإنما الولاء لمن أعتق))، ففعلتْ عائشة، ثم قام رسول الله[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]- [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]في الناس، فحمِد الله[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وأثنى عليه، ثم قال: ((أما بعد، ما بالُ رجالٍ يشترطون شروطًا ليست في كتاب الله،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ما كان من شرطٍ ليس في كتاب الله، فهو باطل، وإن كان مائة شرط، قضاءُ الله أحق،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وشرط الله أوثق، وإنما الولاء لمن أعتق))؛ متفق عليه، وهذا لفظ البخاري[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وقد[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]حرَّم الله الاقتراض بالربا، وتوعَّد على فعله بالحرب؛ فقال - تعالى -: {يَا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ *فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]تَظْلِمُونَ وَلاتُظْلَمُونَ} [البقرة: 278 - 279[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ولعن النبيُّ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]- [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]آكلَ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الربا، ومُوكِله، وكاتبه، وشاهديه، وقال: ((هم سواء))؛ رواه مسلم[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فلا يجوز[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الاقتراض بفائدة؛ لشراء منزل، أو لغيره من الأسباب، ما لم تكن هناك ضرورة ملجئة؛[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فإن المحرَّمات لا تُستباح حالَ السَّعة والاختيار، وإنما تستباح حال الشدة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]والاضطرار؛ إذ من القواعد المقررة عند أهل العلم: أن المحرَّم لا يستباح إلا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]لضرورة؛ لقوله - تعالى -: {وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ} [الأنعام: 119]، وليس من الضرورة عدمُ قدرتك على[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الشراء النقدي، ما دمت تستطيع الاستئجار[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أما البديل الشرعي لمن يريد تملُّك[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]منزل وليس معه مال يكفيه، فيتحقق - إن شاء الله - بأحد أمور ثلاثة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]:
[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الأول[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]: [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الدخول في عقد مرابحة لشراء منزل، أو عقد استصناع لبنائه مع مصرف إسلامي، أو شركة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]استثمار إسلامية، يعمل كل منهما وَفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية في هذه المعاملات[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وغيرها[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الثاني: أن تبحث من بين إخوانك وأصدقائك على مَن يقرضك قرضًا حسنًا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]بلا ربا، ولعلَّ الله - تعالى - ييسر لك ذلك؛ بصحة قصدك، وصدق[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]توجُّهك[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الثالث: البناء بالتقسيط، وهو أمر ممكن ومتوفر في زماننا، وصورة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]هذا العقد: أنك تتعاقد مع جهة على أن تبنيَ لك منزلاً، تتفق معها على جميع الصفات[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]التي تريد أن يكون عليها، وتحدِّدان ثمنَه وأجَله، ومقدار كل قسط، وعلى ألاَّ تكون[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]هناك أيُّ زيادة عما اتفقتما عليه من الثمن، في حال ما إذا تأخرتَ في سداد بعض[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الأقساط عن أجَلها[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فإذا تمَّ العقد بهذه الصورة، كان بيعًا صحيحًا نافذًا،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ولا وجه حينئذ لمقارنته بالاقتراض من البنك بفائدة؛ لأن الاقتراض بالفائدة ربا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]صريح، وهذا بيع صحيح، وقد قال الله - تعالى -: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وَحَرَّمَ الرِّبَا} [البقرة: 275[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وأما إذا كان البائع بالتقسيط يشترط[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]عليك أن الأقساط إذا تأخَّر بعضُها عن موعده، كان عليك أن تجعل له زيادةً مقابل ذلك[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]التأخير، فذاك هو ربا الجاهلية المعروف، الذي كان يقول الواحد منهم فيه لمَدِينه[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]: [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]إما أن تقضي، وإما أن تُرْبِيَ،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وحينئذٍ يكون مثل القرض بالفائدة تمامًا،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ولا يباح أي منهما؛ لبناء منزل، ولا لغيره[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فإذا تيسر لك الأمر على ما[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ذكرنا، فالحمد لله، وإذا كانت الأخرى،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فاصبر حتى يسهل الله لك أمر بناء[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]المنزل: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2، 3[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]واجعل طريقَك لتحقيق مأمولك الحرصَ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]على الطاعات، وتركَ المحرَّمات والمنكرات، وأكثِرْ من الأدعية النبوية النافعة في[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]هذا الموطن؛ مثل قوله[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]- [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فيما رواه الإمام أحمد، عن أبي هريرة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]: [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أن النبي[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]- [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]كان يقول إذا أوى إلى فراشه: ((اللهمَّ ربَّ السموات السبع، ورب الأرض،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ورب كل شيء، فالقَ الحب والنوى، منزل التوراة والإنجيل والقرآن، أعوذ بك من شر كل[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ذي شر أنت آخذٌ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقضِ عني الدَّين، وأغنني من[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الفقر[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot])).

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ومثل دعائه[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]- [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فيما رواه النسائي، عن عبدالله بن عمرو[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]بن العاص: أن رسول الله[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]- [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]كان يدعو بهؤلاء الكلمات: ((اللهم إني[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أعوذ بك من غَلبة الدين، وغلبة العدو، وشماتة الأعداء[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot])).

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]واللهَ نسأل أن[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]يوفقك لما يحب ويرضى[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]. [/FONT][/COLOR][/B][/CENTER][/CENTER]

أم كريم 04-07-2012 01:38 AM

[CENTER][CENTER][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]لماذا لا يوقف تصنيع[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الدخان؟[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]"


[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]السؤال[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]:

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]السَّلام عليكم، أتساءلُ دائمًا: هل هُناك[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]مُبرر أن تقوم[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الدُّول بتصنيع الدُّخان؟ ولماذا لا يجرم تصنيعه؟ فأنا أرى أنَّه[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]البوَّابة الرئيسة للمخدرات؛ فالبعض يقفُ عند مُجرد التدخين، والبعض يتعدَّى ذلك[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]لدرجة أنَّه يصلُ للحشيش والمخدرات، ما الفائدة من حُكُومات تبني وتهدم بنفسها؟ تجد[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أنَّها تضع لوحات توْعية، ومراكز للإقلاع عن التَّدخين، بينما تجدها في نفس الوقت[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]تستورد السجائر، هل هناك مبررٌ واضح يجعلُ هذه الحكومات تستورد الدُّخان؟ لماذا لا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]يُجرَّم تصنيعه وتدخينه؟ أمْ أنَّ الأمر أصبح عاديًّا وطبيعيًّا فقط لمجرد تَفَشِّي[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]هذه الظاهرة؟ خوفي كلَّ خوفي أنْ يصل الأمر للحشيش فيما[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]بعد[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].


[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الجواب[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]:

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الحمد لله، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسول الله،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وبعد[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]:
[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فإنَّ شُرب الدُّخان مُحرم بنصوص الكتاب والسُّنة؛ لما يترتب عليه من[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]المَضار المؤكدة، والعواقب الوخيمة؛ قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ} [المائدة: 4]، وقال تعالى: {يَا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [البقرة: 172]، وقال في حقِّ رسولنا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم -: {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} [الأعراف: 157[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وصحَّ عنه[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]- [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أنَّه قال: ((لا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ضَرَرَ ولا ضِرار))؛ رواه ابن ماجه وغيره، وهو صحيح[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وقد ثَبَتَ بقول[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الأطباء الثِّقات المُختصين، الذين يُعتَدُّ بقولهم في هذا: أنَّ التَّدخين سبَبُ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]إصابة تسعة من بين كلِّ عشرة من المُصابين بسرطان الرِّئة، وكذلك يدخل التدخين ضمن[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]مُسببات أمراض القلب والجلطة الدماغيَّة، وانتفاخ الرِّئة والتهاب القصبة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الهوائيَّة، وكذا هو سببٌ للإصابة بالعُنَّة، أو الضعف الجنسي[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وقد نُقِلَ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]عن أطباءَ ثِقَات: "أنَّه يجبُ التعامل مع النيكوتين الموجود في التَّبغ كباقي[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]المُخدَّرات الخطيرة مِثل: الهيروين، والكوكايين"، وقد أعلن وليام دونالدسون، رئيس[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]مكتب الإشراف الصِّحِّي بالحُكُومة البريطانيَّة: أنَّ السجائر التي يتمُّ تسويقها[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]تحتوي على نسبة مُنخفضة من القطران، يُمكن أن تكون هي المسؤولة عن ازدياد حالات[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الإصابة بأحدِ الأنواع النَّادرة لسرطان الرِّئة، ووصْفُ بعض السجائر بأنها مُنخفضة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]القطران تعبيرٌ ينطوي على تضليل المستهلك؛ حيثُ إنَّ ذلك يوحي بأن هذه السجائر أقل[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ضررًا بالصحة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وفضلاً عن ضَرَر التدخين البالغ للبدن فإنَّه إضاعة للمال[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الذي أمرنا الله بالمحافظة عليه؛ ففي الحديث: ((إنَّ الله حرَّم عليكم عقوق[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الأمهات، ووأدَ البنات، ومَنْعًا وهات، وكره لكم قيلَ وقال، وكثرة السُّؤال، وإضاعة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]المال))؛ مُتَّفق عليه؛ ولذا فإنَّه يجبُ على المكلف ألاَّ يقربه، وعلى من وقع في[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]بَرَاثنه أنْ يتركه، ولْيبادر نفسه بالعلاج، قبل أن يفجأه الموتُ، وهو على هذه[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الحال الشنيعة، التي لا يحبها الله ولا يرضاها[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]والواجب على أولياء الأمور[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]في مُختلف البلاد: أنْ يُصدروا من القوانين المُلزمة ما يفيد تجريمَ تصنيع وترويج[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]هذه الأنواع المُختلفة من الأدخنة، وأنْ يقيموا من المحتسبين ما يكون كافيًا للقيام[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]بهذا الواجب المؤكد، الذي فيه رفع الفساد ودفعه[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]قالَ شيخ الإسلام ابن تيمية[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]رحمه الله -: "ووِليُّ الأمْرِ إذا تَرَك إنكارَ المنكَراتِ، وإِقامَةَ الحُدودِ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]عليها بمالٍ يأخُذُهُ؛ كانَ بمنزلةِ مُقَدِّمِ الحَرَامِيَّة، الذي يُقاسِم[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]المحاربينَ على الأَخِيذةِ، وبِمنزِلة القوَّادِ، الذي يأخذُ ما يأخذُه؛ لِيجمعَ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]بينَ اثْنينِ على فاحِشةٍ، وكانَ حالُهُ شَبيهًا بِحالِ عَجوزِ السُّوءِ امْرأةِ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]لوطٍ، التي كانتْ تدُّلُ الفجَّارَ على ضَيْفه؛ فعذَّبَ اللهُ عجوزَ السُّوءِ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]القوَّادةَ بِمثلِ ما عذَّبَ قومَ السُّوءِ، الذينَ كانوا يعملون الخبائث، ووليُّ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الأمرِ إنَّما نُصِّب؛ لِيأمُرَ بالمعروفِ وينْهى عنِ المنكَر، وهذا هو مقْصودُ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الولايةِ، فإذا كانَ الوالي يُمَكِّنُ مِنَ المنكر بمالٍ يَأخُذُهُ، كانَ قَدْ أَتى[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]بِضِدِّ المقصودِ، مثل مَنْ نَصبتَه لِيُعينَك على عدوِّكَ، فَأَعانَ عدوَّك عليكَ،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وبمنزلة مَن أَخذَ مالاً لِيجاهدَ به في سبيل الله، فقاتلَ به المسلمين؛ يُوضِّحُ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ذلك: أنَّ صلاحَ العبادِ بالأمرِ بالمعروفِ والنَّهي عنِ المنكَر". اهـ مُختصرًا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وقَد ورَدَ في فتاوى اللجنة الدَّائمةِ للبحوثِ العلميَّة والإفتاءِ: "يجبُ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]على المسلمينَ أنْ يكونَ منهم جماعةٌ يدعونَ إلى الخيرِ، ويأمُرونَ بالمعروفِ،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وينهَونَ عن المُنكَر؛ قالَ اللهُ – تعالى -: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: 104]، وفي تحقيق ذلك[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]صلاحُ النَّاس واستقامَةُ أحوالِهِم، وتكونُ هذه الأمَّةُ كما أثنى الله عليها[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]بقولِه: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران: 110]، وعلى[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]القائِمِ بذلكَ أنْ يَعِظ قُساةَ القلوب بما تَلينُ به أفئدَتُهم، وتطمئِنُّ به[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أنفسُهم، وتُقبِلُ على طاعةِ الله وعبادتهِ، وأنْ يُجادِلوا مَن لديْه شُبهةٌ بالتي[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]هي أحسنُ؛ حتى يتبَصَّرَ ويتبيَّنَ لهُ الحقُّ؛ فيهتدي إلى الصِّراط المستقيمِ؛[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]قالَ اللهُ - تعالى -: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]]".

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وراجع[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]في موقعنا فتوى: "حكم شرب الدخان"، و"حكم شرب الدخان وبيعه[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]". [/FONT][/COLOR][/B][/CENTER][/CENTER]
[B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]

[/FONT][/COLOR][/B]

أم كريم 04-07-2012 01:39 AM

[CENTER][CENTER][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ماذا ينبغي على مَن تَوَلَّى[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الإمامة؟[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]"

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]السؤال[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]:

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعدُ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]:
[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فَقَدْ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]مَنَّ الله عليَّ بتوليتي إمامة جامع، ومؤهلي العلمي ثانوي قسم شرعي،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وقد درسْتُ في كلية المعلمين سنتين، وكلية الشريعة سنتين، ولظروفي الخاصة لم[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أسْتَطِعِ الإكمال، وقدِ الْتَحَقْتُ مُؤَخَّرًا بكلية الدعوة انتسابًا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]مُطَوَّرًا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فهل من منهجيَّة علميَّة مُقتَرَحة؛ سواء أكانتْ كتبًا أم[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]دروسًا تكون خيرَ مَعِين لِمَن يَتَوَلَّى الإمامة، لا سيما وأنَّ دَوْر الإمامة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]عظيم؟[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أجزل الله لكم المثوبة، وَثَبَّتَنَا الله وإيَّاكم على[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]دِينه[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].


[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الجواب[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]:

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وبعدُ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]:
[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]نسأل الله أن يجعلَكَ خير عون للناس على الخير، وأن ينفعَ بك أينما كنتَ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وحَلَلْتَ، وأن يرزقكَ الإخلاصَ فيما تنوي وتفعل[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ولتعلمْ أنَّ التَّصَدُّر[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]لإمامة الناس في الصلاة مِن أعظم أمور الدِّين، التي يُمكن أن يَتَوَلاَّها[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]المُكَلَّف، وأنها درجة عاليةٌ، يربح منها مَن كان أهلاً لها، ويخسر فيها مَن[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]تَصَدَّرَها وليس لها بأهْل؛ فقد روى الترمذي وغيره - وهذا لَفْظ التِّرمذي - عن[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أبي هُريرة، قال: قال رسول الله[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]-: (([/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الإمام ضامن، والمؤذِّن مؤتَمَن،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]اللهمَّ أرشدِ الأئمَّة، واغفِر للمؤذِّنين[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]".

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ومعنى الإمام ضامن؛ أي: متكفل[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]لصلاة المُؤتمين بالإتمام، فالضمان هنا ليس بمعنى الغَرَامة؛ بل يرجع إلى الحِفظ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]والرعاية[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وفي سُنن ابن ماجَهْ، عن أبي حازم، قال: كان سهل بن سعد الساعدي[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]يقدِّم فتيان قومه يُصَلُّون بهم، فقيل له: تفعل، ولكَ منَ القدم ما لك؟ قال: إنِّي[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]سمعتُ رسول الله[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]- [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]يقول: ((الإمام ضامن، فإن أَحْسَنَ فله[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ولهم، وإن أساء فعليه، ولا عليهم))، فعليكَ أن تُقَدِّرَ تلك المهمة قدرها، وأن[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]تنزلها منزلتها، وأن تَتَهَيَّأَ لها بما يناسبُها من جميع الوُجُوه، وسنذكر لك[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]بعضًا منها[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]:

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الأول: أن تجتهدَ لتتمَّ حفظ القرآن، وهو ما ننصح به طَلَبة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]العلم دائمًا؛ لأنه الأساس الأول للإمامة في الصلاة، ثم تَعَلُّم العلوم الشرعيَّة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الثاني: أن تَتَعَلَّمَ أحكام الصلاة، وما يلزمها منَ الطهارة وغيرها، وأن[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]تستوعبَ مِن ذلك على وجه الخُصُوص ما في باب سجود السَّهو، وباب الإمامة، وصلاة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الجماعة من أحكام، وذلك في حقِّكَ الآن من باب فُرُوض الأعيان؛ إذ يجب على المكلَّف[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أن يتعلَّمَ من أمر دينه، في عباداته، ومعاملاته، والعلم بالله وصفاته، وما يجب له[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]منَ القيام بأمره ونهيه - ما يُصَحِّح به عقيدته وعبادته، وَطَلَب هذا النَّوع منَ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]العلم علاوة على أنه واجب عيني، فإنه من أفضل القُرُبات، فهو الطريق إلى الجنة،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وميراث الأنبياء، ومَن خَرَج فيه فهو في سبيل الله حتى يرجعَ؛ كما جاءت بكل ذلك[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]السُّنَن عن رسول الله[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وقد نَصَّ العلماء على ذلك؛ بل[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]نقل الإجماعَ فيه الإمامُ القَرَافِي - رحمَه الله - فقال: "حكى الغزالي الإجماع في[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] "[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]إحياء علوم الدِّين"، والشَّافعي في "رسالته"، حكاه أيضًا، في أنَّ المكلَّف لا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]يجوز له أن يُقْدِمَ على فعلٍ حتَّى يعلمَ حكم اللَّه فيه، فمَن باع وَجَب عليه أن[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]يتعلَّمَ ما عيَّنه الله وشرعه في البيع، ومَن آجر وجب عليه أن يتعلَّمَ ما شرعه[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الله - تعالى - في الإجارة، ومَن قارض وجب عليه أن يتعلَّم حكم الله - تعالى - في[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]القراض، ومَن صلَّى وجب عليه أن يتعلَّمَ حكم الله - تعالى - في تلك الصَّلاة،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وكذلك الطَّهارة، وجميع الأقوال والأعمال، فمَن تَعَلَّم وعمل بمقتضى ما علم أطاع[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الله - تعالى - طاعتين، ومَن لم يعلم ولم يعمل، فقد عصى الله معصيتين، ومَن علم ولم[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]يعمل بمقتضى علمِه، فقد أطاع الله - تعالى - طاعةً، وعصاه معصيةً"؛ انتهى[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وروى الترمذي، عن العلاء بن عبدالرحمن بن يعقوب، عن أبيه، عن جَدِّه، قال[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]: [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]قال عمر بن الخطاب: "لا يَبِع في سوقنا إلاَّ مَن تَفَقَّه في الدِّين[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]".

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وفي هذا دلالةٌ واضحة على وجوب تعلُّمكَ لتلك الأحكام، وتأييدٌ قويٌّ لما[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ذكرنا لكَ، وبيانٌ لِحِرْص الإسلام على تَعَلُّم الأحكام قبل التَّلَبُّس[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]بها[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وَثَمَّة آدابٌ يحتاجها مَن سَلَك هذا الطريق، لا بُدَّ منها لتحصيل[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]المقصود، مِن هذه الآداب[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]:
[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أولاً: الإخلاص في الطَّلَب: ففي حديث كعب بن مالك[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسول الله[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]- [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]يقول: ((مَن طلب العلم ليجاري به[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]العلماء، أو ليُماري به السفهاء، أو ليصرفَ به وجوه الناس إليه - أدْخله الله[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]النار))؛ رواه الترمذي[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وعن معاذ - رضي الله عنه -: أنه قال لِرسول الله[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]- [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]حين بعثَه إلى اليمن: "أوصني"، قال: ((أخلصْ دينكَ يَكْفِك القليل منَ العمل))؛[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]رواه الحاكم وصححه[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وبدون الإخلاص يكون العَمَل وَبَالاً على صاحبه، يضرُّه[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ولا ينفعه؛ فعن أبي هريرة - رضيَ الله عنه -: أنَّ رسول الله[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]- [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]قال[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]: (([/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]مَن تعلَّمَ علمًا مما يبتغى به وجه الله – تعالى - لا يتعلمه إلاَّ ليصيبَ به[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]عرَضًا في الدُّنيا - لم يجدْ عَرْفَ الجنة يوم القيامة))؛ يعني: ريحها؛ رواه أبو[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]داود، وابن ماجَهْ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ثانيًا: الصَّبر على الطَّلَب، وتحمُّل العناء فيه: فقد[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]عقد الدارمي في سننه باب: "الرحلة في طلب العلم، واحتمال العناء فيه"، وقال[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]البخاري: باب الخُرُوج في طَلَب العلم، ورَحَل جابر بن عبدالله مسيرة شهر إلى[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]عبدالله بن أنيس، في طلب حديث واحد، وغير ذلك مما مُلِئَتْ به كُتُب التَّراجِم[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]والسِّيَر[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ثالثًا: اختيار مَن تَتَعَلَّم على أيديهم: فقد قال الخطيب[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]البغدادي: ينبغي للمُتَعَلِّم أن يقصدَ منَ الفقهاء مَن اشتهر بالدِّيانة، وعُرِف[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]بالستر والصيانة، وروى بسنده عن محمد بن سيرين، قال: إنما هذا العلم دين، فانظروا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]عمن تأخذونه؛ ورواه مسلم في المُقَدِّمة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ومنَ الصفات التي ينبغي أن[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]تَتَوَفَّر في الشيخ، ما نقلَه الإمام الذهبي، عن الإمام مالك - رحمه الله - أنه[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]قال: "لا يُؤخذ العلم عن أربعةٍ: سفيه يُعلن السَّفَه وإن كان أروى الناس، وصاحب[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]بدعة يدعو إلى هواه، ومَن يكذب في حديث الناس وإن كنتُ لا أتهمه في الحديث، وصالح[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]عابد فاضل إذا كان لا يحفظ ما يُحَدِّث به"؛ ا. هـ من "سير أعلام[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]النبلاء[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]".

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وقال بعضهم: "مِن فضل الله على الحَدَث أن يوفق إلى صاحب[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]سنة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]".

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وهذا الإمام مالك - رحمه الله تعالى - يقول: "إنَّ هذا العلم دِين،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فانظروا عمَّن تأخذونه، ولقد أدركتُ في هذا المسجد - يعني مسجد رسول الله،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot][IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG][/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]- [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]سبعين ممن يقول: قال فلان، قال رسول الله[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]- [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وإن أحدهم لوِ اؤتُمِن على بيت مال،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]لكان به أمينًا، فما أخذتُ منهم شيئًا؛ لأنهم لم يكونوا من أهل هذه الشأن، فلمَّا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]قَدِم علينا محمد بن شهاب الزُّهْري، ازدحمنا على بابه وكان شابًّا"؛[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]انتهى[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ذكر ذلك عن مالك بن عبدالبر في "التمهيد"، والذهبي في "السِّيَر[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]" [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]بألفاظٍ مختلفة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فإذا كان طالب العلم يُريد العصمة لنفسه منَ الزَّلل[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]والخطأ، فعليه أن يلزم شيخاً تقيًّا عالمًا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]رابعاً: تجنُّب تلقِّي العلم[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]منَ الكُتُب فقط، فقد قال الخطيب: ويكون قد أخذ فقهه مِن أفواه العلماء، لا منَ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الصحف[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وأورد عن سليمان بن موسى قال: "لا تقرؤوا القرآن على المصْحَفِيّين،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ولا تأخذوا العلم من الصحَفِيين[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]".

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وقد قيل قديمًا: مَن كان شيخُه كتابَه،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]غَلَب خطؤه صوابه[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وقيل: مَن دخل في العلم وحده، خرج وحده؛ أي: مَن طَلَبَهُ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]بلا شيخ، خَرَجَ بلا علم، وقد نظم أحدُ العلماء في ذلك شعرًا فقال[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]:

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]يَظُنُّ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الغُمْرُ أَنَّ الكُتْبَ تَهْدِي أَخَا فَهْمٍ لِإِدْرَاكِ العُلُومِ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]
[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وَمَا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]يَدْرِي الجَهُولُ بِأَنَّ فِيهَا غَوَامِضَ حَيَّرَتْ عَقْلَ الفَهِيمِ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]
[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]إِذَا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]رُمْتَ العُلُومَ بِغَيْرِ شَيْخٍ ضَلَلْتَ عَنِ الصِّرَاطِ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]المُسْتَقِيمِ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]
[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وَتَلْتَبِسُ الأُمُورُ عَلَيْكَ حَتَّى تَصِيرَ أَضَلَّ مِنْ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]تُومَا الحَكِيمِ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]


[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]والسَّبب في رغبة السَّلَف لُزُوم الشُّيوخ لتَلَقِّي[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]العلم؛ أنَّ طالِب العلم يستفيد منَ الشيخ أمورًا كثيرة منها: العلم الصحيح[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الموثوق، ومنها: الأدب، وحُسن السمت، وجميل الأخلاق[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ولكن إذا وَجَدَ منَ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الصُّحف والكتب بأنواعها، والإنترنت وبرامج الكمبيوتر - ما هو نافع مفيد، وفيه علم[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]شرعي مُوَثَّق، صادر عن جهات نشر معروفة بالأمانة، وتحرِّي الدِّقَّة والصواب - فلا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]بأس منَ الانتفاع مما في هذه منَ العلوم النافعة؛ إذ إنَّ هذه الأشياء وسائل،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]والوسائل لها حكم المقاصد، فإنِ استطاع الإنسان أن يأخذ ما فيها من خير، ويتجنَّب[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ما فيها منَ الشر والفساد، فلا بأس بذلك[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]لكن لا يقتصر طالبُ العلم في[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]تحصيله عليها، دون الرُّجوع إلى العلماء والمشايخ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]خامسًا: التواضع: فقد روى[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الخطيب البغدادي بسنده إلى ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "مكثتُ سنة، وأنا أريد[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أن أسألَ عمر بن الخطاب عن آية، فلا أستطيع أن أسأله هيبةً[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]".

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]يمكن لطالب[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]العلم أن يحصلَ ما ذكرنا من الآداب وأضعافها، إذا انشغل بقراءة الكتب التي كتبها[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]العلماء في أدب الطَّلَب، وهي - ولله الحمد - كثيرة، منها المطول ومنها المختصر[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فمنها: "حلية طالب العلم"؛ للشيخ بكر بن عبدالله أبي زيد؛ بل وأغلب كتب الشيخ تهتم[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]اهتمامًا بالغًا بمعالجة قضايا العلم وطلبته، ومن كُتُب الأدب المهمَّة أيضًا: "أدب[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الطلب"؛ للإمام الشوكاني، و"الفقيه والمتفقه"؛ للخطيب البغدادي، و"تذكرة السامع[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]والمتكلم"؛ لابن جَماعة، وغيرها[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ولمعرفة بعض الكتب التي يمكن الاستفادة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]منها راجع استشارة: "سدِّدوني"، و"فقه المُعامَلات الماليَّة والبحث عن السَّلام[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الدَّاخلي[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]".

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وأما ما ننصحُك بتعليم الناس إياه في مسجدك - هذا بعد أن[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]تَتَعَلَّمَ أنت طبعًا - فهو كما يلي[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]:
[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أولاً: أن تؤكِّدَ لهم على فهم العقيدة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الصحيحة من خلال مختصرات كتب العقيدة، وبعض شروحها، وهي متوفرة بحمد الله - تعالى[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]في المملكة وغيرها[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ثانيًا: أن تربطهم بسنة النبي محمد[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]- [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وذلك[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]بقراءة المصنفات المختصرة في هذا العلم؛ مثل: "الأربعين النووية" وشروحها،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]و"الترغيب والترهيب"، مع تحقيقه للشيخ الألباني - رحمه الله - وكذلك "رياض[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الصالحين"؛ للإمام النووي مع شروحه الكثيرة المنتَشرة، ومختصر صحيحي البخاري ومسلم[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]رحمهما الله[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ثالثًا: أن تعلِّمهم الأحكام الشرعية، وهذا يشمل أحكام[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]العبادات والمعاملات والقضايا المعاصرة في شتى جوانب الحياة، التي تَطَوَّرَت بشكلٍ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أوقَعَ الناس في حَيْرة كبيرة، بِصَدد الكثير من الأحكام الشرعية[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]رابعًا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]: [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أن تربطَ بين العقيدة والعبادات من جهة، وبين الأخلاق التي يتعامل بها الناس من جهة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أخرى؛ لترأب الصدع الكبير، وتسدَّ الهُوَّة الواسعة، وتملأ البون الشاسع بين[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الأخلاق السلوكيَّة والأحكام العملية الشرعية، وبمعنى أوضح الموازنة بين حقوق الله،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وحقوق الناس[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ويمكن إدراك تعلُّم هذه الموازنة، من خلال كُتُب الآداب التي[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]حوتْها دواوين السُّنَّة، أو كتب الفقه، أو الزُّهد والرقائق، ومن أهمها "منظومة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الآداب"؛ لابن عبدالقوي الحنبلي مع شروحها المعروفة المطبوعة - بحمد الله[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]تعالى[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ولا يَسَعُنا في الختام إلاَّ الدُّعاء لك آخرًا، كما دَعَوْنا لك[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أولاً بالعلم النافع والعمل الصالح[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]. [/FONT][/COLOR][/B][/CENTER][/CENTER]

أم كريم 04-07-2012 01:40 AM

[CENTER][CENTER][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]زوجتي تلعنني وتَدْعو عليَّ، فماذا تنصحون؟ هل[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أُطَلِّق؟[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]"


[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]السؤال[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]:

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]
[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]مشكلتي[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]:
[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أنا مُتزوِّج منذ 8 سنوات، ولديَّ طفلٌ, المشكلة أنِّي عاطِل عنِ العمل، فكنتُ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أعملُ مع الوالِد بِجِدٍّ ونشاطٍ وطُمُوحٍ وصدقٍ، وكانتْ عثرتي هي أبناء زوجة أبي،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]تَسَبَّب ذلك في تركِي للعمل، عملتُ في شركةٍ أخرى بِجِدٍّ وتَمَيُّز غير معهود على[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]شخص جديد في العمل يُصبح منافسًا للأكْفاء في العمل، وجدتُ مُضايَقات، ونَقْلاً[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]للكلام لِمُدير العمل، وتشويهًا لقدراتي وإضعافها، كنتُ لا ألْتَفِتُ لكلِّ ذلك،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ظَننتُ أن شَخْصِيَّتي الطَّيبة والصادقة ومُثَابَرَتي ستُنصفني، ولكن لم تُحَرِّك[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]شيئًا عند صاحب العمل، طَلَبْتُ الاستقالة بعد العمل لمُدَّة سنة ونصف، أصبحتُ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]عاطلاً عنِ العمل، المشكلة هي أنَّ زوجتي أصْبَحَتْ تنظر لي باسْتِعلاء وكبرياء، لا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]تسمع كلامي، تُعاندني، تدعو عليَّ بالفشل في حياتي وبالذُّلِّ والهوان[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]هذه[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الدعوات سَبَّبَتْ لي أذًى كثيرًا في نفسي، أنا لسْتُ رَجُلاً ضعيفًا؛ بل أنا رجلٌ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]كريم شَهْم، مُرْهَف الحِسِّ، عميق النَّظَر، ذو فَرَاسَة، أنا حَيِيٌّ جدًّا لدرجة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أني أخْجَل من ظِلِّي، كلمةٌ طيبةٌ تُذْهِب سخيمة قلبي[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]في الحقيقة أبذل[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الغالي والنَّفيس من أجل زوجتي، أُكْرِمُها وأُقَدِّرها، حتى إنِّي ساهَمْتُ في[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]دَفْع مبلغٍ شهريٍّ لإخوانها وأبيها؛ لِقَضَاء دَيْن والِدها؛ ولكن ظُرُوفي لَمْ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]تُساعدني، فَتَزَعْزع مقود السفينة مِن يدي، نعم حَصَل بيني وبينها خِصام، وكنتُ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]معها قاسِيًا في الألفاظ، وقد تمَّ ضَرْبها ولكن ضَرْبًا غير مُبرِّح، وأُشْهد الله[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]على ذلك، فاسْتَدْعَتْ أباها، وأخْبَرَتْه أنه حَصَل منِّي كذا وكذا، فكان منه أن[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]عاتَبَ ابنته على نشوزها، فقَدَّرْتُ أباها على ذلك، ولكنِّي لَمَسْتُ في نفسه[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]شيئًا منِّي، وهذا كان قبل 4 سنوات، وما زال على غليان في نفسه[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]تجاهي[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]بصراحةٍ كثيرًا ما نكون أنا وزوجتي على أحْسَن حال، ونُحِب بعضنا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]جدًّا؛ ولكن ما أن تقومَ بزيارة أمِّها حتى تأتيني بِطِباعٍ غير الطباع التي كانتْ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]عليها قبل الزِّيارة، تشتم وتَلْعن على أتْفَه الأسباب، مثلاً: قومي حضري لي الشاي،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فتقول لي: لا، أحايلها، فَأَجدها تَتَأَجَّج منَ القهر والغيظ، فتزيد عنادًا؛ مما[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]يجعلني أكاد أفْقِد صوابي، وتعلمون ما في هذا منَ الأَلَم على صُدُور الرِّجال،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]حقيقة أنا لا أشكُّ في أمِّها، فأمُّها طيِّبة معي، ولا أعتقد منها أي شَرٍّ؛ ولكن[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ذلك غريب[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أنا مُنْكَسِر لِوَضْعي أنِّي بِغَيْر عمل، وأُقَدِّر حالها، ولكن[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]لا أقدر على تحمُّل دعائها عليَّ بالذُّل والهوان والموت، فماذا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أفعل؟[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]مُلاحَظة: علمًا بأنِّي أحمل دبل ماجستير، وسأكمل الدكتوراه، ولكني[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]مُرافِق لِزَوْجتي في البعثة، وأتوقَّع أن ذلك له حظه منَ النشوز، وأُفَكِّر أن[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أُغَيِّر رأْيي في الابتعاث[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].


[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الجواب[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]:

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الحمد لله، والصلاة والسلام[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]على رسول الله، وبعد[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]:
[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]نسأل الله أن يهديَ قلبكَ، ويشرح صدركَ، ويلهمكَ رشدكَ،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ويُذْهب همكَ وغمكَ، ويصلح لكَ زوجكَ وولدكَ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الأخ السائل الكريم، إنَّ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]السَّجايا الطَّيبة التي ذكرتَها في سؤالكَ لَتُشْعرني بأنَّك تَتَحَدَّث عن شخصٍ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ليس في أرض الواقع، بل هو مِن نسْج الخيال، فقد قَلَّ أن يُوجَد في الناس مَن[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]يَجْمَع بين هذه السَّجايا الحميدة - الكَرَم، والشَّهامة، ورِقَّة الشُّعور،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]والإحسان للزَّوجة، والفراسة... إلخ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وقد صدق الشاعر في قوله[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]:
[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ذَهَبَ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الَّذِينَ يُعَاشُ فِي أَكْنَافِهِمْ وَبَقِيتُ فِي خَلْفٍ كَجِلْدِ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الأَجْرَبِ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]والواجب على المسلم المُكَلَّف - إن كان ذا عقل راجِحٍ حقًّا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أن يمسكَ بِزِمَام نفسه، ويَتَحَكَّم في قياد أمره، بإلزام النفس مكارم الأخلاق،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وجميل الطِّباع، التي هي مِن معالي الأمور، فقد رَوَى الطَّبَراني، عنِ الحسين بن[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]علي - رضي الله عنه -: أن النبي[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]- [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]قال: ((إنَّ الله - تعالى - يُحِبُّ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]معالي الأمور وأشرافها، ويَكْرَه سَفْسَافها[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot])).

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وسَفْسَافها: الرَّدئ مِن[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]كلِّ شيء، والأمر الحقير[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فنسأل الله أن يأجركَ على هذه الأخلاق الطيبة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]خيرًا، وأن يزيدكَ مِنْ فَضْلِه[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وجوابنا على استشارتكَ يشتمل على[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أمور[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]:
[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الأول: الجَمْع بين هذا الخُلُق الحَسَن، وبين ضَرْب الزَّوجة، ألا ترى[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]معي أنَّ الضرب هو آخر الحلول؛ كما أن آخر الدواء الكي؟ فالأصل في المُعاشَرة بين[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الرَّجُل وزوجته: أنها تقوم على المعروف والإحسان بينهما، وأن يعامِل كلُّ واحد[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]صاحبه بما يحب أن يعامِلَه به، وأن يَتَقَرَّبَ كلُّ واحدٍ منهما إلى الله، بأن[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]يكونَ أفضل في ذلك منَ الآخر، ومع هذا فقد أباح الله للرجل الزَّجْر والتأديب[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]بالوعظ والهَجْر والضَّرْب؛ فقال - تعالى -: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} [النساء: 34]، فبَيَّن - سبحانه[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أنَّ القَوَامة حقٌّ للرجل، وَأَمَرَهُ بالإنفاق، وبَيَّنَ أنَّ الصالحات حافِظات[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]قانِتات، وبَيَّنَ أنَّ التي يخاف عصيانها يسلك معها ثلاث مراتب[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]:

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الأولى[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]: [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الموعظة والتذكير بما يجب عليها، الثانية: الهَجْر في المضجع، الثالثة: الضَّرب غير[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]المُبَرِّح، وقد حَرَّمَ العلماء أن يكونَ الضَّرب في الوجه، واشترطوا ألاَّ يُحدثَ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أثرًا في جلد أو عظم، وبَيَّنَ النبي[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]- [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أنَّ مَن يضرب النساء فليس من خيار[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الناس؛ فقال: ((ليس أولئك بخياركم))؛ رواه أبو داود[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وفي صحيح مسلم: ((ما[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ضرب رسول الله[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]- [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]شيئًا قط بيده، ولا امرأة، ولا خادمًا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]إلاَّ أن يُجاهدَ في سبيل الله))؛ قال النووي - رحمه الله -: "فيه أنَّ ضْرَب[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الزَّوجة والخادم والدابَّة، وإن كان مباحًا للأدب، فَتَرْكُه أفضل[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]".

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وأورد[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ابن كثير - رحمه الله - عند تفسير الآية السابقة حديثًا جليلا، قال أَحدُ الصحابة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]: [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]يا رسول الله: ما حقُّ امرأة أحدنا عليه؟ قال: ((أن تطعمها إذا طعمتَ، وتكسوها إذا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]اكتسيتَ، ولا تضرب الوجه، ولا تُقَبِّح ولا تهجر إلاَّ في البيت))، وقوله[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]: {[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وَاضْرِبُوهُنَّ}؛ أي: إذا لم يرتدعْنَ بالموعظة ولا بالهجران، فلَكُم أن[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]تضربوهنَّ ضَرْبًا غير مبرح؛ كما ثَبَتَ في صحيح مسلم، عن جابر، عن النبي[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]- [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أنه[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]قال في حجة الوداع: ((واتَّقوا الله في النِّساء، فإنَّهنَّ عندكم عوانٍ، ولكم[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]عليهنَّ ألاَّ يوطئن فرشكم أحدًا تكرهونه، فإن فعلْنَ فاضربوهنَّ ضربًا غير مبرح،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ولهنَّ رزقهنَّ وكسوتهن بالمعروف))؛ انتهى من تفسير ابن كثير[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فيا ليتك[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]تضُمُّ إلى ما ذكرتَ من أخلاق عالية، وسجايا كريمة تَرْك ضرب زوجتكَ، والقناعة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]بالوعظ والهجر، إذ لم يَتَعَدَّهُمَا رسول الله[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الثاني: كونكَ عاطلاً عنِ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]العمل فهذه مشكلة كبيرة، إذ المرء بدون عمل طاقة هائلة تُصْرَف في غير فائدة، قلتُ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]: [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]تُصْرف؛ لأنَّ كلَّ إنسانٍ له طاقة، فإن لم يحسنِ التَّصَرُّف فيها، ذهبتْ منه[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]هباءً منثورًا؛ وقد قال الله - تعالى -: {فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} [الملك: 15]، وقال النبي[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]-: (([/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ما أكل أحدٌ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]طعامًا خيرًا مِن أن يأكلَ مِن عَمَل يده، وإنَّ نبيَّ الله داود - عليه السلام[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]كان يأكُلُ من عمل يده))؛ رواه البخاري، فأكْلُ المرء مِن عمل يده له فضيلةٌ عظيمة،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وقد سُئِل النَّبي[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]- [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]عن أيِّ الكَسْب أطيب؟ فقال: ((عمل[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الرَّجُل بيده، وكل بيع مبرور))؛ رواه أحمد، والحاكم، وصَحَّحه[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الألباني[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وقال: ((لأن يَحْتَطِبَ أحدكم حزمة على ظهره خير له مِن أن يسألَ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أحدًا، فيعطيه أو يمنعه))؛ رواه البخاري[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]والأصل: أنَّ طَلَب الكَسْب لا يجب[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]على المُكَلف إلاَّ لِسَدِّ حاجته، وحاجة مَن يعول ممن تجب نفقته، وقضاء ديونه إن[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]كان عليه دَيْن؛ لقول النبي[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]-: (([/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]كفى بالمرء إثمًا أن يُضَيِّعَ مَن[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]يقوت))؛ رواه أحمد، وصَحَّحه الأرناؤوط[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وروى البخاري عن عمر - رضي الله عنه[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] -: (([/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أنَّ النبي[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]- [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]كان يبيع نخل بني النضير، ويحبس لأهله[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]قوت سَنَتهم[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot])).

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]والجمهور منَ العلماء على: أنَّ الكسب الذي لا يُقْصَد به[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]التَّكاثُر مما يزيد على حاجة المرء - أفضلُ من التَّفَرُّغ للعبادة، إذا قصد به[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]العبد التَّوسُّل إلى طاعة الله، من صلة الإخوان، والتَّعَفُّف عن وجوه الناس،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وإعانة الفقراء والمعوزينَ، وهذا من باب الاستحباب لا الوُجُوب، وقد علل الجمهورُ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ذلك بأنَّ المتعبِّدَ ينفع نفسه فقط، والمتكسب ينفع غيره بما يعينه به منَ المال،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وينفع نفسه بِنَيْل الأجر والثَّواب على ذلك، وذلك هو خير الناس؛ كما قال الرَّسول[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]-: (([/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]أحبُّ الناس إلى الله - تعالى - أنفعهم للناس))؛ رواه الطبراني في "المعجم[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الصغير"، وصَحَّحه الألباني في الصَّحيحة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الثالث: شَتْم زوجتكَ لك معصية،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]يجب عليها أن تتوبَ منها؛ فقد حَرَّم الله السَّبَّ والشَّتم بين بين بني آدم،[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]كافرِهم ومُسلمهم على وَجْه السواء؛ فقال - تعالى -: ((وقولوا للناس حسنًا))، وقال[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]تعالى -: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [الإسراء[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]: 53].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وأخرج البخاري ومسلم عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]رسول الله[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] -[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG] -: (([/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]سِبَابُ المسلم فُسُوقٌ، وقتالُهُ كُفْرٌ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot])).

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وفي[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الصَّحِيحَيْنِ، مِنْ حديث المَعْرُور بن سويد، قال: لَقِيتُ أَبَا ذَرٍّ - رضي[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الله عنه - فقال: ((إِنِّي سَابَبْتُ رجلاً، فَعَيَّرْتُهُ بِأُمِّهِ، فقال لي[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]النبي[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]-: (([/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]يا أبا ذَرٍّ، أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّه، إنكَ امْرُؤٌ فيك[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]جاهليَّة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot])).

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وأخرج البخاري من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: "لم[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]يكنِ النبي[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]- [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]سَبَّابًا، ولا فحَّاشًا، ولا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]لَعَّانًا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]".

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]وأخرج مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رسول[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الله[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] - [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Mahmoud/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/07/clip_image001.gif[/IMG]- [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]قال: ((أتدرُون منَ المُفلسُ؟))، قالُوا: المُفلسُ فينا - يا رسُول[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الله - مَن لا درهم لهُ ولا متاع، قال رسُولُ الله - صلى اللهُ عليه وسلم[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] -: (([/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]المُفلِس من أُمتي مَن يأتي يوم القيامة بصلاته وصيامه وزكاته، ويأتي قد شَتَم[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسَفَكَ دم هذا، وضرب هذا، فيقعُدُ، فيقتص هذا من[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناتُهُ قبل أن يُقتص ما عليه منَ الخطايا، أُخذ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]من خطاياهُم فطُرح عليه، ثُم طُرح في النار[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot])).

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]فإذا كان هذا النَّهي عنِ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]السَّبِّ والشَّتم قد حُرِّمَ بين الناس جميعًا؛ فكيف بمَن قال الله عن العشرة[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]بينهما: {وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم: 21[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]].

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]إنَّنا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]لنهيب بهذه الزوجة أن تدعَ ما تقع فيه مِن هجر القول، وأن تسعى قدمًا لانتقاء أطايب[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]الكلام لزوجها، كما ينتقى أطايب الثمر، ولتجعلْ شعارها في ذلك: "طاعتي لزوجي[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]واحترامي له قُربة لله[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]".

[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]ولا يَسَعُنا في ختام استشارتكَ إلاَّ أن ننصحكَ[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]بالصبر على زوجتكَ، والإحسان إليها، وخطب وُدِّها وود أبيها، الذي لم يُثَرِّب عليك[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]حينما آذيتَها بالضرب، وقدِ التمس لك العذر وغفر لك ما كان منك، وراجع في موقعنا[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot] [/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]استشارة: "هل أرجع له؟[/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=#3A4F6D][FONT=&quot]". [/FONT][/COLOR][/B][/CENTER][/CENTER]

أم كريم 04-07-2012 01:41 AM

[center][center][b][color=#3a4f6d][font=&quot]مثالية أم خرافة[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]"


[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]السؤال[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]:

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]أنا[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]طالب علم، ولله الحمد والمنة[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].
[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]لكن عندي بعض المشاكل، أُوجزُها وأريد حلاًّ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]مطوَّلاً منكم؛ ليستفيدَ الآخَرون حينما يقرؤون[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

- [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]في الحقيقة أنا أضع[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]أهدافًا وأخطِّط وأرتب، لكن للأسَف لا أُنْجز، أنا عندي علوٌّ بالهِمَّة وعندي[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]مخطَّطات وأهداف وطموحات، لكن يبدو أنِّي أدورُ في حلْقة مفرغة من الصغر، لا أعلم[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]أكنتُ مثاليًّا أم أني لا أعْرِف قُدُراتي أم أني "أكبر الجرعة" كما وصفني أحد[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الأصدقاء؟ لا أعلم، لَم أُنجز شيئًا، لا أعْلم لماذا؟[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]

- [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]دائمًا ما أُقارن[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]نفسي ببلاد العلم "شنقيط" المحاضر الموريتانيَّة وبطلاَّبهم وشيوخِهم، فيا للعجب[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]! [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]ماذا أجد؟ بونًا وفرقًا شاسعًا بيني وبينهم، بل بين علمائنا وبين[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]علمائهم[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]كيف؟[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]
[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]يَحفظون حِفْظًا عجيبًا، بل - والله - من شدَّة العجب أنَّ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]العوامَّ يقولون: لا بدَّ أن تحفظ ابنَك "مختصر خليل" في الفِقْه المالكي؛ حتَّى[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]يعبد الله على بصيرة، والقُرآن وألفيَّة ابن مالك؛ حتَّى يصونَ نفسَه عن[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]اللَّحن[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وماذا عن طلبة العِلم والشُّيوخ؟[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]
[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]فالقرآن بالقِراءات العشْر، من[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الشَّاطبيَّة وصاحبتِها، والحديث: الكتب الستَّة بأسانيدِها وطُرُقها وألفاظِها،[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]والتفسير: منظومة لديْهم أكثر من 15 ألف بيت، و... و... و....، شيء يبْهر العقولَ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]ويأخُذُ بالأبْصار[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]يا الله[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]!

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]مكتبة متنقِّلة، وأنا لا تعليق، فقد[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]احترقت[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].


[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الجواب[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]:

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وبعد[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]:
[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]مرحبًا بك - أخي الكريم - في موقع الألوكة، ونسأل الله أن يوفقك للعلم[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]النافع والعمل الصالح[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]فلا شكَّ أنَّ الجهدَ الذي تبذلُه المحاضر في[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]موريتانيا له أثرُه في حِفْظِ العُلوم والإبقاء عليْها وتَنْمِيتها، وهذا أمرٌ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]يعْرِفه كلُّ مَن له صلةٌ بالعِلْم الشَّرعي؛ لأنَّ الأصل في التعلُّم هو الحِفْظ،[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وهذا فعلاً ممَّا يعدُّ مثالاً يُقْتَدى به، وليس خرافةً يدَّعيها بعضُ الناس؛ بل[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]هو حقيقة قائمة، يبلُغها مَن وفَّقه الله - تعالى - لها، وقد نُقِل عن بعض العلماء[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]: "[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]مَن حفِظ المتون حاز الفنون"، وورد عنهم من الآثار في الحِرْص على الحفظ ما تنوءُ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]به الكتب الكبار[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].
- [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]قال حفص بن غياث: "من جلالة ابْنِ أبي ليلى: أنَّه قرأ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]القرآن على عشَرة شيوخ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]".
- [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وقال مجاهد: "صلَّيت خلف مسلمة بن مُخلَّد، فقرأ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]سورة البقرة فما ترك واوًا ولا ألفًا[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]".
- [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وكان الأعمش يعرِض القرآن فيُمْسكون[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]عليه المصاحف، فلا يخطئ في حرف واحد[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].
- [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]قال أبو داود: "أملى إسحاقُ أحدَ عشرَ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]ألفَ حديثٍ من حفظه، ثمَّ قرأها عليْنا، فما زاد حرفًا ولا نقص حرفًا[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]".
- [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وقال[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]عمر بن شبَّة: " أحفظ ستَّة عشر ألفَ أُرْجوزة[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]".

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وينبغي على طالب العلم أن[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]يبدأ أوَّلاً بحفظ القُرآن؛ فهو أساس العلوم، قال ابنُ عبدالبر - رحِمه الله[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] -: "[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]القُرآن أصل العلم، فمَن حفِظه قبل بلوغِه ثمَّ فرغ إلى ما يَستعينُ به على فهْمِه[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]من لسان العرب، كان ذلك له عونًا كبيرًا على مُراده منه، ومن سُنن رسول الله - صلى[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الله عليه وسلَّم[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]".

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وقال أيضًا: "أوَّل العلْم حفظ كتاب الله - عزَّ وجلَّ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] - [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وتفهُّمه، وكل ما يُعين على فهْمِه فواجبٌ طلَبُه معه، ولا أقول إنَّ حِفْظَه كله[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]فرض؛ ولكنِّي أقول: إنَّ ذلك شرطٌ لازم على مَن أحبَّ أن يكون عالمًا فقيهًا ناصبًا[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]نفسَه للعلم، ليس من باب الفرض[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]".

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وقال الخطيب البغدادي - رحمه الله[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] -: "[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]ينبغي للطَّالب أن يبدأ بِحِفظ كتاب الله - عزَّ وجلَّ - إذْ كان أجلَّ العلوم،[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وأولاها بالسبق والتقديم[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]".

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] -: "[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وأمَّا طلَب حِفْظِ القرآن، فهو مقدَّم على كثيرٍ ممَّا تسميه النَّاس علمًا، وهو[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]إمَّا باطل أو قليل النَّفع، وهو أيضًا مقدَّم في التعلُّم في حقِّ مَن يُريد أن[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]يتعلَّم عِلْمَ الدين من الأُصُول والفُروع، فإنَّ المشروع في حقِّ مثل هذا في هذه[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الأوْقات أن يبدأ بِحِفْظ القُرآن؛ فإنَّه أصل علوم الدين[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]".

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وقال ابن جماعة[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] - [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]رحمه الله -: "يبتدئ أوَّلاً بكتاب الله فيُتْقِنه حفظًا، ويَجتهد على إتقان[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]تفسيرِه وسائر علومِه، فإنَّه أصل العلوم وأمُّها وأهمُّها[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]".

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وممَّا يدلُّ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]على أنَّ العلماء كانوا لا يسمحون لطالبِ العلم أن يبدأَ بشيْءٍ قبل أن يَحفظ كتاب[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الله تعالى، ما ذكره الذَّهبي في "السير" عن شيخ الحرم الإمام عبدالملك بن جُرَيْج[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] - [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]رحمه الله - قال: "أتيت عطاء - يعني: ابن أبي رباح - وأنا أُريد هذا الشَّأن،[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وعنده عبدالله بن عُبيد بن عمير، فقال لي ابن عمير: قرأتَ القرآن؟ قلت: لا، قال[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]: [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]اذهب فاقرأْه، ثم اطلب العلم، فغبّرت زمانًا حتى قرأت القرآن[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]".

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وفي ترجمة[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الإمام محمَّد بن إسحاق بن خُزيمة - رحمه الله - يقول حفيدُه محمد بن الفضْل بن[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]محمد - رحمه الله -: سمعت جدي يقول: "استأذنْتُ أبي في الخُروج إلى قُتَيْبة، فقال[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]: [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]اقرأ القُرآن أوَّلاً حتَّى آذَنَ لك، فاستظْهَرتُ القُرآن، فقال لي: امكُثْ حتَّى[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]تصلِّي بالختمة، ففعلتُ، فلمَّا عيَّدنا، أَذِن لي، فخرجت إلى "مرو"، وسمعت بمرو[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الروذ من محمد بن هشام صاحب هُشيم، فنُعي إليْنا قتيبة[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]".

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]فإذا حفِظ الطَّالب[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]القُرآن الكريم، تدرَّج في طلَب العلم بالصُّورة التي درج عليْها السلف - رحِمهم[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الله - فيبدأُ بالصَّغير قبل الكبير، وبالأُصول والمعاقد قبل الفُروع والشَّوارد،[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]ويسير فيه الهوينى؛ فعن يونس بن يزيد قال: قال لي ابن شهاب: "يا يونس، لا تُكابِرِ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]العلم، فإنَّ العلم أوديةٌ، فأيها أخذت فيه، قطَع بك قبل أن تبلغَه، ولكن خذْه مع[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الأيَّام والليالي، ولا تأخُذِ العلم جُملة، فإنَّ مَن رام أخْذَه جملة، ذهب عنْه[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]جملة، ولكنَّ الشَّيء بعد الشَّيء مع الليالي والأيَّام". اهـ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وقال ابن[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]عبدالبر - رحِمه الله -: "طلَب العلم درجاتٌ ومناقل ورُتب لا ينبغي تعدِّيها، ومن[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]تعدَّاها جملة فقد تعدَّى سبيل السلف - رحمهم الله - ومن تعدَّى سبيلَهم عامدًا،[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]ضلَّ، ومن تعدَّاه مجتهدًا، زلَّ". اهـ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وقال ابن القيِّم في "مدارج[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]السالكين": "وتالله، ما امتاز عنْهم المتأخِّرون إلا بالتكلُّف والاشتِغال[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]بالأطراف، التي كانت همة القوْم مراعاة أصولها، وضبْط قواعدها، وشدّ معاقدِها،[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وهممهم مشمِّرة إلى المطالب العالية في كلِّ شيء، فالمتأخِّرون في شأن والقوم في[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]شأن! و{قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً} [الطلاق: 3[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]]". [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]اهـ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]ولتعلمْ أنَّ الناس متفاوِتون في الحِفْظ والفهم، وهذه سنَّة الله[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] - [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]تعالى - في خلقِه؛ لتفاوُت عقولِهم وأفهامِهِم، وعلى الطَّالب أن يسدِّد ويقارب،[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وأن يُوازِن بين الحفْظ والفهْم، ولا يتأتَّى له ذلك إلا بلُزُوم جَماعة طلاَّب[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]العلم وشيوخِه، مع لزوم تقْوى الله في السرِّ والعلَن[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]قال الشَّعبي ووكيع[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]بن الجرَّاح - رحمهما الله -: "كنَّا نستعين على حِفْظِ الحديث بالعمل[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]به[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]".

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]قال ابن تيمية - رحمه الله تعالى -: "لوِ اعتصم رجلٌ بالعِلْم الشَّرعي[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]من غير عملٍ بالواجب كان غاويًا" اهـ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]واللهَ نسأل أن يوفِّقَك لما يحبُّ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]ويرضى، وأن يرْزُقَك قلبًا واعيًا وعقلاً فاهمًا[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]. [/font][/color][/b][/center][/center]

أم كريم 04-07-2012 01:42 AM

[center][center][b][color=#3a4f6d][font=&quot]لماذا لا أدري لكن لماذا؟[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]"

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]السؤال[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]:

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]لا[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]أدري لماذا؟[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]
[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وضعتُ لي أهدافًا، ورسمت الخطط والبرامج، والمقدار اليومي؛ لكني لم[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]أفلح[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].
[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]يا ليتها كانت مرَّة أو مرَّتين، لكانت دروسًا أتعلَّم منها النجاح؛ لكن[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]المشكلة حينما تكون عادة[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].
[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]مرَّت عليَّ الآن أربع سنوات ونصف وأنا أدور في حلْقة[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]مفرغة، كلَّ بداية فصل أضع لي أهدافًا علميَّة وعمليَّة، من علم شرعي بفنونه،[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وتزكية للنفس بالطاعات وقيام الليل، و..و..و..و ... إلخ، وأهداف اجتماعية، ثم في[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الآخر أفشل فيها كلها، وأعود بخفَّي حنين[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].
[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]يا الله! ما أقسى[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الحياةَ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]!
[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]لماذا؟[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]
[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]هل كنت مثاليًّا - كما يقول أحد الإخوة - أم كنتُ عاليَ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الهمَّة كما اعتقدَ؟... لا أدري[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].
[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]كان هدفي الأعظم أن أكون على خُطى حبيبي محمَّد[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] - [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]صلَّى الله عليه وسلَّم - وأن أكون مثله داعيةً إلى الله، وعالمًا بشريعة ربِّه[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وعابدًا[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].
[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]لماذا؟... لا أدري[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].
[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]لماذا لم أتغير، وأنا هو أنا؟ وأنا الذي أسعى[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]للتَّغيير وأدعو الغير للتغْيير، لماذا؟... لا أدري[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].
[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]هل أنا أمشي في طريق لا[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]يصلح لي مع أني أحبه وأعشقه ومستعد للتَّضحية من أجلِه؟[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]
[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]لماذا؟... لا[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]أدري[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].
[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]ملِلت وكللتُ وتعبتُ وتعست[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].
[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]لماذا دائمًا تأتيني خواطر وأفكار تشغلني[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]عمَّا أنا فيه، وتأخذ عليَّ وقتي؟[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]
[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]لماذا؟... لا أدري[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].
[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]أكنت مثاليًّا ووضعتُ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]شيئًا فوق قدراتي وإمكاناتي؟... لا أدري[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]
[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]أكنت قليل الإخلاص وعندي حب[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]للشُّهرة؟... لا أدري[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].
[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]لماذا لم أستفد من أخطائي التي سبق أن مررْتُ بها مع هذا[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الفشل الذَّريع؟[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]
[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]لماذا؟ ولماذا؟ ولماذا؟[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]
[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]لكن، ألا يكون قدر الله شاء ألا أكون[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وأنا شئتُ أن أكون؟... لا أدري[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].
[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وَعَيْشُ المَرْءِ فِي هَمٍّ وَغَمٍّ بَلاءٌ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]لَيْسَ يُشْبِهُهُ بَلاءُ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]
[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]أتمنى أن تساعدوني وأن تدلُّوني على طريق الحقِّ فقد[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]بلغت الحلقوم[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].


[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الجواب[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]:

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الله، وبعد[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]:
[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]مرحبًا بك ابنَنا عبدَالله[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]ونسأل الله أن يمنَّ عليْك[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]بالتَّوفيق والسداد في أمورِك كلها[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]لك منِّي تحيَّة بالغة على جهودِك[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]السَّابقة في سبيل الوصول إلى العِلْم الشرعي، فقد أصغَيْتَ إلى وصيَّة السَّادة[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]العلماء في بذْل الجهد الكبير للتعلُّم، وتوجَّهت بكلِّ همَّتك لذلك - كما ذكرْتَ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] - [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]قال الحكمي في المنظومة الميميَّة في الوصايا والآداب[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]العلميَّة[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]:


[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وَاجْهَدْ بِعَزْمٍ قَوِيٍّ لا انْثِنَاءَ لَهُ لَوْ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]يَعْلَمُ المَرْءُ قَدْرَ العِلْمِ لَمْ يَنَمِ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]


[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وقد كان سلفُنا[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] - [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]رحِمهم الله أجمعين - يتفانَون في حفْظِ العلم ونقله، ببذل أوقاتِهم وأموالِهم[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وقوَّتهم، دون أن يضنُّوا من ذلك بشيء، والواجب على طالب العِلْم أن يتحيَّن الفرص[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]ويكيِّف نفسَه معها، لا أن يريد تكييف الفرَصِ على حسْب حاله هو، قال[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]أحدهم[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]:

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]إِذَا كَانَ يُؤْذِيكَ حَرُّ المَصِيفِ وَيُبْسُ الخَرِيفِ وَبَرْدُ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الشِّتَا[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]
[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وَيُلْهِيكَ حُسْنُ زَمَانِ الرَّبِيعِ فَأَخْذُكَ لِلْعِلْمِ قُلْ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]لِي: مَتَى؟[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]!

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]قالَ ابن عبَّاس - رضي الله عنه -: "ذَلَلْتُ طالبًا فعززت[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]مَطْلوبًا[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]".

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وقال أيضًا: "ما حَدَّثَني أحَدٌ قَط حَدِيثًا فاستفْهَمته،[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]فلقد كنتُ آتي باب أُبي بن كعب وهو نائم، فأقيل على بابه، ولو علِم بمكاني لأحبَّ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]أن يُوقَظَ لي؛ لمكاني من رسولِ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - ولكنِّي أكره أن[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]أُملَّه[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]".

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وقالَ يونُس بْنُ يزيد: قالَ لي ابن شهاب: "يا يونس، لا تكابر[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]العِلْم، فإنَّ العلم أودية، فأيَّها أخذتَ فيه، قَطَعَ بِكَ قَبْلَ أنْ تبلغه،[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]ولكن خُذْهُ معَ الأيامِ واللَّيالي، ولا تأخذ العِلْمَ جُمْلَة؛ فإنَّ مَنْ رامَ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]أخْذَهُ جُمْلَة، ذهب عنه جُمْلَة، ولكِنَّ الشَّيء بَعْدَ الشَّيءِ مع اللَّيالي[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]والأيَامِ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]".

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وقام رجلٌ إلى ابن المبارك، فقال: يا أبا عبدالرحمن، في أَيِّ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]شيء أجعل فَضْلَ يومي، في تعلُّمِ القرآن، أو في طلب العلم؟ فقال: "هل تقرأ من[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]القرآن ما تُقِيمُ به صلاتك؟" قالَ: نعَمْ، قَالَ: "فاجْعَلْهُ في طَلَبِ العلْمِ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الَّذي يُعْرَفُ بِه القُرْآن[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]".

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وعن فَرْقد إمام مسجد البَصْرة قَالَ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]: [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]دَخَلوا على سُفْيانَ الثَّوري في مَرَضِه الَّذِي مَات فِيه، فَحدَّثه رَجُلٌ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]بِحديثٍ فأعْجَبَه، فضَرَبَ يَدَه إلى تَحْتِ فِرَاشِه، فأخْرَجَ ألْوَاحًا له،[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]فكَتَبَ ذَلِك الحدِيث، فقالوا له: على هذه الحال منك؟ فقال: "إنَّهُ حَسَنٌ، فقَد[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]سَمِعْتُ حَسنًا، وإنْ مِتُّ، فقَدْ كَتَبْتُ حَسنًا[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]".

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]إبراهيم بن الجرَّاح[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]التميمي مولاهم - تلميذ أبي يوسف وآخِر مَن روى عنه - قالَ: أتيتُ أبا يوسف أعُوده،[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]فوجدتُه مغمًى عليه، فلمَّا أفاق قالَ لي: يا إبراهيم، أيُّهما أَفْضَلُ في رَمْي[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الجِمَارِ، أنْ يَرْميَها الرَّجُلُ راجِلاً أو راكبًا؟[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]
[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]فقلت: راكبًا، فقال[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]: [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]أخطأتَ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].
[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]قلتُ: ماشيًا، قالَ: أخطأتَ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].
[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]قلت: قُلْ فِيها - يَرْضى الله عنك[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].
[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]قَالَ: أمَّا ما يُوقف عنده للدُّعاء، فالأفضل أن يرميَه راجلاً، وأمَّا ما كان[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]لا يوقَف عنده، فالأفضل أن يرميَه راكبًا[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]قالَ أبو حاتم: قالَ لي أبو[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]زُرعة: ما رأيتُ أحْرَصَ على طَلَبِ الحديث منك يا أبا حاتم! فقلت: إنَّ عبدالرحمن[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] - [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]يعني ولده - لحريص، فقال: مَنْ أشبه أباه فما ظَلَمَ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]قَالَ الرَّقام[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] - [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]أحمد بن علي - سألتُ عبدالرحمن عن اتِّفاق كثرة السَّماع له وسؤالاته من أبيه،[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]فقال: ربَّما كان يأكُل وأقرأ عليه، ويمشي وأقرأُ عليه، ويدخل الخلاء وأقرأ عليه،[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]ويدخل البيت في طلَب شيء وأقرأ عليه، قالَ علِي بن إبراهيم: وبلغني أنَّه كان[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]يَسْأَلُ أباه أبا حاتم في مرضِه الذي توُفِّي فيه، عن أشياءَ من عِلْمِ الحديث[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وغيره، إلى وقت ذهاب لسانه، فكان يُشير إليْه بطرفه: "نَعَمْ" و"لا[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]".

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وعن[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]عمر بن حفص الأشقر قالَ: كنَّا مع البخاري بالبَصرة نكتب، ففقدْناه أيَّامًا، ثمَّ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وجدْناه في بيتٍ وهو عُرْيان، وقد نفِد ما عنده، فجمعنا له الدَّراهم حتَّى[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]اشتريْنا له ثوبًا وكسوْناه[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وهذا يحيى بن معين، كان والدُه على خراج الرَّي[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]فمات، فخلف ليحيى ابنِه ألف ألف درهم، فأنفقه كلَّه على الحديث، حتَّى لم يبقَ له[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]نعل يلبسه[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]ولو نظر النَّاظر إلى حالِهم في طلب العلم، وما بذلوه من غالٍ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]ونفيس، وما وقع لهم من صِعَابٍ - لوجد العَجَبَ العُجَاب[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وهذا ابن خِراش[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] - [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]عبدالرحمن بن يوسف بن خِراش الحافظ - يقول: شربت بَوْلي في هذا الشأن - يعني[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]: [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الحديث - خَمْسَ مَرَّات، قلتُ – أي: الخطيب -: أحْسَبُه فَعَلَ ذَلك في السَّفَرِ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]اضْطِرارًا عند عدم الماء، والله أعلم[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وعن ابن ناصِر قالَ: كان السِّلَفي[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]ببغداد كأنَّه شعلةُ نارٍ في التَّحصيل[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وفي ترجمة أبي الوفاء بن عقيل[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الحنبلي - رحمه الله - أنَّه قَالَ: "إني لأجدُ من حِرْصي على العلم، وأنا في[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]عَشْرِ الثمانين أشدَّ مما كنت أجدُه وأنا ابنُ عِشرين سنة[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]".

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وقالَ ابن[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]عَسَاكِر في ترجمة الفقيه سُلَيْم بن أيوب الرَّازي: حُدِّثتُ عنْه أنَّه كان[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]يُحاسِب نفسَه على الأنفاس، لا يدع وقتًا يمضي عليْه بغير فائدة، إِمَّا ينسخ أو[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]يُدَرِّس أو يقرأ، ولقد حدَّثني عنه شيخُنا أبو الفراج الإسفراييني أنَّه نَزَلَ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]يومًا إلى دارِه ورجع، فقال: قد قرأتُ جُزْءًا في طَرِيقي[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وقال: إنَّه كان[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]يُحرِّك شَفَتَيه إلى أن يَقُطَّ القَلَم[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]قالَ الإمام ابن القيم: وحدَّثني[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]شيخُنا - يعني: ابنَ تيمية - قالَ: "ابتدأني مرضٌ، فقال لي الطَّبيب: إنَّ مُطالعتك[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وكلامَك في العلم يزيد المرض، فقلت له: لا أصبر على ذلك، وأنا أُحاكِمك إلى علمك[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]: [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]أليست النَّفس إذا فرِحت وسُرَّت، قَوِيت الطبيعةُ، فدفعت المرضَ؟ فقال: بلى، فقلت[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]له: فإنَّ نَفْسِي تُسرُّ بالعلم، فتقوى به الطبيعةُ، فأجدُ راحةً، فقال: هذا خارجٌ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]عن علاجنا". اهـ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]قالَ ابن القيم - رحمه الله - وهو يتكلَّم عن عِشْق العلم[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]: [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وحدَّثني أخو شيخِنا – يعني: أحمد بن تيميَّة - عبدُالرحمن بن تيمية، عن أبيه[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] - [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]عبدالحليم - قالَ: "كان الجَدُّ أبو البركات إذا دخل الخلاء، يقولُ لي: اقرأْ في[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]هذا الكتاب، وارْفَعْ صَوْتَك حتى أسمع". اهـ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وإذا أردنا أن نتقصَّى أمثال[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]هذا، لوجدنا منه الكثير، وحسبُك ما حوتْه كتُب التَّراجم للأعْلام الكِبار وما فيها[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]من نفائس الأخبار والآثار[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]فلا تيأَسْ بطول طلبِك للعلم، ولا تحدّه بسنٍّ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]ينتهي عنده، فها أنت رأيتَ العُلماء يطلبونه في أحلكِ الأوقات؛ بل وحتَّى[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الممات[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وهذا الحسن بن زياد قد بدأَ طلَب العِلْم بعد أن تجاوز السبعين، وقد[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]قيل فيه[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]:

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وَلَيْسَ لِلْعِلْمِ أَوَانٌ فِي الطَّلَبْ وَابْنُ زِيَادٍ بَعْدَ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]سَبْعِينَ طَلَبْ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]واستعِنْ على الحفظ بالإخْلاص، وكثرة التكرار، والمداومة[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]على الاطِّلاع والمذاكرة والتَّلخيص، وغير ذلك ممَّا يُعين على الحِفْظ ويسهِّله،[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]فإن أدركْتَ المأمول فبِها ونعمتْ، وإن لم يقدِّر الله لك ذلك، فقدْ نِلْتَ الأجر[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]والثَّواب الذي وعد الله به مَن سعى في سبيل العِلْم[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]واللهَ نسألُ أن[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]يوفِّقَك في سبيل طلَب العلم ونشره[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]. [/font][/color][/b][/center][/center]
[b][color=#3a4f6d][font=&quot]"[/font][/color][color=#3a4f6d][font=&quot]أريد الزواج وأخشى ألا أقوم[/font][/color][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][color=#3a4f6d][font=&quot]بحقوقه[/font][/color][color=#3a4f6d][font=&quot]"



[/font][/color][/b]

أم كريم 04-08-2012 04:48 AM

[center][center][font=traditional arabic][size=6][color=green][color=red][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الصبر على مصيبة[/font][/color][/b][/color][color=red][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الطلاق[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]"

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]السؤال[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]:

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]السلام عليكم ورحمة الله،[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]
[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]أنا إنسانة أخاف[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الله كثيرًا، وبعيدة عن كلِّ المحرَّمات - والحمد لله - لكن لا أفهم ما يحصُل لي مع[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الطَّرف الآخر، أقصد الزَّوج[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]تزوَّجت المرَّة الأولى، وأحسستُ أنَّ زوْجي[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]كان لا يُطيقُ النَّظَر في وجهي، ولا يُعاملُنِي كما تُعامل الأزواج، وأسرع في[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]مُباشرة الطَّلاق بسُرعة، رغْم أنَّه يعترِف بِحسن خلقي، وهذه المرَّة الثَّانية[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]يعامِلُني فيها الزَّوج بنفْس الطَّريقة، ويسرع لمباشرة الطلاق دون أن يُخبرني[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]بالسَّبب، وأتوسَّل إليه ليحدِّثني عن المبرِّر لكنَّه يرفض الحوار، علمًا أنِّي[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]مستَحْسنة الجمال، ولا يوجد بي عيبٌ خلقي، بل الكثير يستغْرِب للأمر؛ لما وهبني[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الله من مميَّزات، جرَّبت الرُّقْية؛ لكنَّ الطَّرف الآخر[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]يرفض[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].


[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الجواب[/font][/color][/b][/color][b][color=#3a4f6d][font=&quot][color=red]:[/color]

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله،[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وبعد[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]:
[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]أهلاً ومرحبًا بك أختَنا[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] .

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]نسأل الله بدايةً أن يوفِّقك لما يُحبُّ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]ويرضى، وأن يُذْهِب عنك الهموم والغموم، وأن يرزُقَك حسن المقام مع زوجِك، شريك[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]حياتك[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]اعلمي أولاً أنَّ كلَّ شيء بقضاء وقدَر، وأنَّه لا يكون في مُلْك[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الله إلا ما أراد الله، وأنَّ ما شاء كان وما لم يشأْ لَم يكن؛ قال الله تعالى[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]: {[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]هذه هي الدعامة[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الأولى، والأساسُ الثَّابت، والقاعدة التي لا تقبل الزَّحزحة، الإيمان بقضاء الله[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وقدَره، وهذا يستلزم بالضَّرورة أنَّ كلَّ ما قضاه الله فهو خير، وإنْ كان مؤلمًا[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]بالنسبة لنا، فقد كان النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يقول في دعائه: ((والخير[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]كلُّه في يديْك، والشَّرُّ ليس إليك))؛ رواه مسلم[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]أقول لك - أختاه -: هبِي[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]أنَّ زوجَكِ قد مات، أليس ذلك بقدر الله؟[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]
[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]هبي أنَّ زوجَك قد أُصيب بحادثٍ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]يُعطِّله عن القيام بواجباته الزَّوجيَّة، أليس ذلك بقدر الله؟[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]
[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الإجابة في كلٍّ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]: [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]بلى[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وكذلك الطَّلاق الذي حصل لك قبل ذلك، نقول فيه: إنَّه بقدر الله[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]تعالى[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]لكن عليْنا مع هذا الإيمان الجازم بالنَّظَر إلى المشكلة نظرةً[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]فاحصة؛ لمعرفة أسبابِها ودواعيها، والسَّعي لإيجاد حلٍّ لها نستفيدُ منه في[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]المستقبل المُشْرِق - إن شاء الله تعالى[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]عليْكِ أن تتعلَّمي الحقوق[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الزوجيَّة الواجبة على المرأة تِجاه زوْجِها، ومعرفة أقْرب طريق يمكنها الوصول به[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]إلى قلبِه، من خلال معرفة طبائِعه وخصائصِه النفسيَّة، التي لا يُمكن أن تتَّفق معك[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]في كلِّ الجوانب؛ لأنَّها تختلِف بحسب طبيعة كلِّ إنسان وخصائصه، والواجب عليْك هو[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]التآلف معها، ومحاولة التَّقريب بينها وبين خصائصك وطبائعك[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]أكاد أُجزم وأنا[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]أحدِّثك الآن، أنَّ أيَّ امرأةٍ ترغَبُ في استِمرار حياتِها الزَّوجيَّة ثُمَّ تفشل[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]في ذلك، أنَّه لا بدَّ من وجود نوع من التَّقصير منها في حقِّ زوجِها، أو سوء الفهم[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]لطبيعته الجِبِلِّيَّة[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]لا تَحزني ولا تيْأسي؛ فالمستقْبَل مليءٌ بالأقدار[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]المُفْرِحة والأحداث السعيدة، ولعلَّ ما حصل يكونُ خيرًا لك، ألَم تقرئي قولَ الله[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]تعالى: {وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]؟[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]أختاه، قلتِ كلامًا يفيد أنَّك ألححْتِ على[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]زوجِك في أن يمسكك، وهذا أمر حسن منك وإن لم يقدِّرْه الزوج، لكنَّ الأحسن منه أن[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]تلجئي إلى الله - تعالى - أن يهيِّئ لك من أمرِك رشدًا، وأن يقسم لك من الخيْر ما[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]يكون عونًا لك على مرضاتِه، فهذا رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يدخُل على[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]زوجتِه، أمُّ حبيبة وهي تقول: "اللهم متِّعْني بزوْجي رسول الله، وبأبي: أبي سفيان،[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وبأخي معاوية"، فقال لها رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّك سألْتِ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الله لآجالٍ مضروبة، وآثارٍ موْطوءة، وأرْزاق مقسومة، لا يعجل شيئًا منها قبل حله،[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]لا يؤخر شيئًا بعد حله، ولو سألتِ الله أن يُعافيك من عذاب في النَّار وعذاب في[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]القبر، لكان خيرًا لك))؛ رواه مسلم وغيره[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]فهذا رسول الله - صلَّى الله عليه[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وسلَّم - ينصح زوجته بأن تدَع ما قُضِي أمره، وأن تهتمَّ بما لم تعلمْ نِهايته من[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]مصير، إمَّا خلود في نعيم، أو عذاب أليم[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]ثم يمكنُك هنا أن تفكِّري في أحد[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]أمرين أو فيهما معًا[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]:
[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الأوَّل: أن تفكِّري في العوْدة إلى أحد الزَّوجين[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]السابقين، لكن ليس عن طريقِك مباشرة ولكن بتوسيط أهل الخير والفضل والصلاح، وهذا[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]أمرٌ غير منْهيٍّ عنه شرعًا، بل رغَّب فيه الشرع وحثَّ عليه[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]الثاني: أن[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]تستفيدي من التجرِبَتين السَّابقتين بِحُسن الاختِيار في المرَّة القادمة، ولا يكن[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]همُّك هو مجرَّد تحصيل زوج تستظلِّين بظلِّه، فإن المرأة أحيانًا تقصِد ذلك ثُمَّ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]يتبيَّن لها أنْ لو عاشت بلا ظلٍّ لكان خيرًا لها، فبعْض الرِّجال لا يصلُح ظلاًّ[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]لنفسِه فضلاً عن أن يستظلَّ به غيره[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]وعلى كل لا تفقِدي الأمل في الحياة،[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]ولا تنظري إليها بنظَّارة قاتمة سوداء، ففي الحياة سعادة لو أدرك المرءُ حقيقتَها[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]ما رضي بغيرها بديلاً، وهي العيش مع الله وبالله وفي الله، يخدم دينَه وينفع غيره،[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]ويجتهد في سبيل الوصول إلى مراد الله منه، بكل ما أوتي من قوَّة[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot].

[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]دعائي لك[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]بِصلاح الحال والمآل، وأن يرزُقك الله الزَّوج الصالح الذي يُعينُك على الخيْر[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot] [/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]ويحضُّك عليه،، والله أعلم[/font][/color][/b][b][color=#3a4f6d][font=&quot]. [/font][/color][/b][/color][/size][/font][/center][/center]


الساعة الآن 01:06 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.