منتديات الحور العين

منتديات الحور العين (http://www.hor3en.com/vb/index.php)
-   التاريخ والسير والتراجم (http://www.hor3en.com/vb/forumdisplay.php?f=236)
-   -   ¨°o.O ( مِنْ إسبانيا .. بَعدَ فاصلٍ طويلٍ ) O.o°¨ (http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?t=35685)

أبو أنس الأنصاري 04-06-2009 05:58 AM

¨°o.O ( مِنْ إسبانيا .. بَعدَ فاصلٍ طويلٍ ) O.o°¨
 
[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][IMG]http://img86.imageshack.us/img86/4458/khaled130je6.gif[/IMG][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][COLOR=indigo]إسبانيـــــا [/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]


[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=blue]مالنـا ولإسبانيا ؟!!![/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]


[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=blue]أليست تلكَ الدولةَ الأوربيةَ التي يفصلنا عنها بحرٌ عظيمٌ ؟!!![/COLOR] [/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=red]نعم هي تلك الدولة ...[/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=blue]فما لنا ولها ؟.....[/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=red]ربما يطرأُ هذا السؤالُ على أذهاننا فعلاً ولا نعلمُ ما هي علاقتنا بإسبانيا ...[/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=darkred]ربما لأنَّ كثيراً منّـا لم يعلم بتلكَ الدولةِ الإسلاميةِ التي استمرت لما يقربُ من ثمانيةِ قرونٍ هناكَ ، وشهدت فيها أوروبا حضارةً لم يشهدها العالَـمُ بِأَسْـرِهِ على يَـدِ المسلمينَ ..[/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6]نعم ومن إسبانيا وفي إسبانيا حدث هذا ...[/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=darkred]ولكن ربما نحنُ نعلمُ الإسمَ الآخرَ الأكثرَ شهرةً ..[/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=7]ونستطيعُ أن نقولَ الأكثرُ جمالاً ..[/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=7]وهو ..[/SIZE][/FONT][/CENTER]



[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][COLOR=magenta]الأندلس ..[/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]


[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=7]آآآآآآآآهٍ[/SIZE][/FONT][/CENTER]


[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=blue]يالها من شجونٍ وأحزانٍ تعتصرُ القلبَ عندَ سماعِ هذا [/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=blue]الاسمِ ..[/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=blue]عندَ تَذَكُّرِ تلكَ الملحمةِ التاريخيةِ بما فيها من خيرٍ وشرٍّ وجراحٍ وأفراحٍ ...[/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=red]لقد مثَّلَت الأندلسُ أفضلَ صورةٍ للسننِ الكونيةِ التي لا تحابي أحداً مهما بلغَ منَ القوةِ والعظمةِ ..[/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6]" [SIZE=7][COLOR=navy]فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيْلَاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَحْوِيلَاً[/COLOR][/SIZE] "[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6].........[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6].....[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6]قِصَّةُ الأندلس .... [/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6]قصةُ أبطالٍ وخونة ... [/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6]أوفياءَ وعملاء ... [/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6]قِصَّةً لأُناسٍ عَمِلوا لدينهم تلاهم ناسٌ عَمِلوا لدنياهم فكانتِ النتيجةَ المعلومةَ ..[/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6]" [SIZE=7][COLOR=navy]نَحْنُ قَوْمٌ أَعَزَّنَا اللهُ بِالْإِسْلامِ فَمَهْمَا ابْتَغَيْنَا الْعِزَّةَ فِي غَيْرِهِ أَذَلَّنَا اللهُ[/COLOR][/SIZE] "[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6].........[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6].....[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6]حقبةٌ مِنَ التاريخِ بعضنا لا يعلمها أصلاً ، والبعضُ الآخرُ يعلمُ أجزاءَ منها ... [/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6]فمن منّا يعلمُ يوسفَ بنِ تاشفين رحمهُ اللهُ ..؟[/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6]ومن منّا يعلم اللمتوني رحمهُ اللهُ الذي فتحَ أكثرَ من خمسةَ عشرَ دولة ....؟[/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6]ومن منّا يعرفُ موسى بنِ نصير وطارقِ بنِ زيادٍ ....؟[/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6]ماذا نعرفُ عن موقعةِ العقاب ...؟ [/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6]وماذا نعرفُ عن بلاطِ الشهداء ...؟؟![/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6]كيف قامت الدولة ...؟ [/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6]وكيف سقطت ...؟[/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6]ومن كانوا سبباً في النهوضِ ، ومن كانوا سبباً في الانهيارِ ...؟![/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6]لا نَقُصُّ القصةَ من بابِ المعلوماتِ العامةِ ، ولكن لأنها سنَّةً كونيةً ثابتةً إذا فعلنا مثلما فعلوا فى البدايةِ فسنكونُ مثلهم وسنملكُ الدنيا .. وإذا تشبهنا بمن تسبَّبَ في الانهيارِ فلا حولَ ولا قوَّةَ إلا باللهِ ...![/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6]لنبدأِ الملحمةَ معاً ولنرى كيفَ كانتِ البدايةُ وكيفَ ستكونُ النهاية .. [/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Traditional Arabic][COLOR=indigo][SIZE=7]لنبدأَ في قِصَّةِ الأندلس ..[/SIZE][/COLOR][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][COLOR=indigo]ومن إسبانيا ...[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6]..[/SIZE][/FONT]
[SIZE=6][FONT=Traditional Arabic].[/FONT][/SIZE][/CENTER]

[CENTER][SIZE=6][FONT=Traditional Arabic][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/FONT][/SIZE][/CENTER]

أبو أنس الأنصاري 04-07-2009 02:23 AM

أوروبا في وقت الفتح الإسلامي للأندلس
 
[CENTER][B][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/SIZE][/FONT][/COLOR][/B][/CENTER]


[CENTER][B][COLOR=blue][FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][COLOR=red]أوروبا[/COLOR] في وقت الفتح الإسلامي [COLOR=red]للأندلس
[IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG]
[/COLOR][/SIZE][/FONT][/COLOR][/B][/CENTER]
[INDENT] [RIGHT]
[/RIGHT]
[RIGHT][B][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]مِنَ المفيدِ جداً أن نتعرفَ على حالةِ [COLOR=DarkRed]أوروبا[/COLOR] والوضعِ الذي كانت عليهِ - خاصةً بلادَ[SIZE=6][COLOR=Blue] الأندلس[/COLOR][/SIZE] - عندَ الفتحِ الإسلاميِّ، وكيفَ كانَ؟ وكيفَ تغيرَ هذا الوضعَ وهذا الحالَ بعدَ دخولِ أهلِ هذهِ البلادِ الإسلامَ ؟ [/SIZE][/FONT][/COLOR][/B]
[B][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]والواقعُ أنَّ [COLOR=DarkRed]أوروبا[/COLOR] في ذلكَ الوقتِ كانت تعيشُ فترةً من فتراتِ الجهلِ العظيمِ جداً؛ حيثُ الظلمُ هوَ القانونُ السائدِ، فالحكامُ يمتلكونَ الأموالَ وخيراتِ البلادِ، والشعوبُ تعيشُ في بؤسٍ كبيرٍ، والحكامُ بنوا القصورَ والقلاعَ والحصونَ؛ بينما عامةُ الشعبِ لا يجدُ المأوى ولا السكنَ، وإنما هم في فقرٍ شديدٍ ، بل إنهم يُباعونَ ويُشترونَ معَ الأرضِ، وبالنسبةِ للفردِ نفسهِ، فالأخلاقُ متدنيةً والحرماتُ منتهكةً، وبُعدٌ حتى عن مقوماتِ الحياةِ الطبيعيةِ؛ فالنظافةُ الشخصيةُ - على سبيلِ المثالِ - مختفيةً بالمرةِ، حتى إنهم كانوا يتركونَ شعورهم تنسدلُ على وجوههم ولا يهذبونها، وكانوا - كما يذكرُ الرحالةُ المسلمونَ الذين جابوا هذهِ البلاد في هذا الوقتِ - لا يستحِمّونَ في العامِ إلا مرةً أو مرتينِ! بل يظنونَ أن هذهِ الأوساخَ التي تتراكمُ على أجسادهم هي صحةً لهذا الجسدِ، وهيَ خيرٌ وبركةٌ لهُ!!![/SIZE][/FONT][/COLOR][/B]
[B][COLOR=black][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وكانوا يتفاهمونَ بالإشارةِ، فليست لهم لغةً منطوقةً أصلاً .. فضلاً عن أن تكونُ مكتوبةً، وكانوا يعتقدونَ بعضَ اعتقاداتِ الهنودِ والمجوسِ من إحراقِ المتوفى عند موتهِ، ومن حرقِ زوجتهِ معهُ وهيَ حيةً! أو حرق جاريتهُ معهُ! أو منْ كانَ يحبهُ منَ الناسِ، والناسُ تعلمُ وتشاهدُ هذا الأمرَ، فكانت أوروبا بصفةٍ عامةٍ قبلَ الفتحِ الإسلاميّ يسودها التخلفُ والظلمُ والفقرُ الشديدُ ، والبعدُ التامُّ عن أيِّ وجهٍ من أوجهِ الحضارةِ المدنيةِ، ولنقارن هذا بما أصبحت عليهِ [COLOR=DarkRed]أوروبا[/COLOR] وبلادَ [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلسِ[/COLOR][/SIZE] بعدَ الفتحِ الإسلاميّ.[/SIZE][/FONT][/COLOR][/B]
[/RIGHT]
[/INDENT][RIGHT]
[/RIGHT]

[CENTER][B][COLOR=black][FONT=Times New Roman][SIZE=5][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/SIZE][/FONT][/COLOR][/B][/CENTER]

أبومالك 04-07-2009 09:39 PM

دائما ما تتحفنا بتحفك
واصل وصلك الله وعلى طريق الحق سدد خطاك

أبو مصعب السلفي 04-08-2009 04:28 AM

مُتابع...
جزاك الله خيرا ياحبيب
..

أبو أنس الأنصاري 04-08-2009 07:28 PM

الحبيبينِ الغاليينِ :
أحسنَ اللهُ إليكُما على المرورِِ .

أبو أنس الأنصاري 04-08-2009 08:07 PM

[CENTER][B][COLOR=red][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/SIZE][/FONT][/COLOR][/B]


[B][COLOR=red][FONT=Traditional Arabic][SIZE=7]ما هِيَ بِلادُ [COLOR=blue]الأَنْدَلُـس[/COLOR]؟
[IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG]
[/SIZE][/FONT][/COLOR][/B][/CENTER]

[RIGHT][B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT][/B][INDENT][B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]في بدايةِ الحديثِ عن تاريخِ[SIZE=6] [COLOR=blue]الأندلسِ[/COLOR][/SIZE] نردُّ أولاً عمّا قد يُثارُ من أسئلةٍ حول معنى هذهِ الكلمةُ والمرادُ منها ، فبلادُ [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلسِ[/COLOR][/SIZE] هيَ اليومَ دولتي [COLOR=DarkRed]إسبانيا والبرتغال[/COLOR]؛ أو ما يُسمى[COLOR=blue] [COLOR=DarkRed]شبه الجزيرة الأيبيرية[/COLOR][/COLOR]، ومساحتها ( مجموع الدولتين ) ستمائة ألف كيلو متر مربع؛ أي أقل من ثُلثيّ مساحةِ [COLOR=DarkRed]مِصر[/COLOR]. [/SIZE][/FONT][/B]


[B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][SIZE=6]وَعن سبب تسميتها [COLOR=blue]بالأندلسِ[/COLOR][/SIZE].. فقد كانت هناكَ بعضُ القبائلِ الهمجيةِ التي جاءت من شمالِ[COLOR=DarkRed] إسكندنافيا[/COLOR] من بلادِ [COLOR=DarkRed]السويدِ والدنمارك والنرويجِ [/COLOR]وغيرها، وهجمت على منطقةِ [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلسِ[/COLOR][/SIZE] وعاشت فيها فترةً منذُ القرنُ الأولُ الميلاديّ ، ويُقالُ أن هذهِ القبائلَ جاءت من [COLOR=DarkRed]ألمانيا[/COLOR]، وما يهمّنا هو أن هذه القبائل كانت تسمى قبائل [COLOR=DarkRed]الفندال[/COLOR] أو [COLOR=DarkRed]الوندال[/COLOR] باللغةِ العربية؛ فسميت هذه البلاد [SIZE=6][COLOR=blue]بفاندليسيا[/COLOR][/SIZE] على اسم القبائل التي كانت تعيش فيها ، ومع الأيام حُرف إلى [SIZE=6][COLOR=blue]أندوليسيا[/COLOR][/SIZE] فـ [SIZE=6][COLOR=blue]أندلس[/COLOR][/SIZE].[/SIZE][/FONT][/B]

[B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وقد كانت هذه القبائلَ تتسمُ بالوحشيةِ والهمجيةِ حتى إن في الإنجليزية إلى الآنَ كلمةُ همجية ووحشية تعني [COLOR=DarkRed]فندليزم [/COLOR]، وتعني أيضاً أسلوب بدائي أو غير حضاري ، وهو المعنى والاعتقاد الذي رسختهُ قبائلُ[COLOR=DarkRed] الفندال[/COLOR]، وقد خرجت هذه القبائلَ منَ [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلسِ[/COLOR][/SIZE] وحَكَمَها طوائفُ أخرى من النصارى عُرفت في التاريخ باسم [COLOR=DarkRed]قبائل القوط[/COLOR] أو [COLOR=DarkRed]القوط الغربيين[/COLOR]، وظلّوا يحكمونَ ا[SIZE=6][COLOR=blue]لأندلسَ[/COLOR][/SIZE] حتى قدومَ المسلمينَ إليها.[/SIZE][/FONT][/B][/INDENT][/RIGHT]




[CENTER][B][COLOR=red][FONT=Traditional Arabic][SIZE=7]لماذا تَوَجَّهَ المسلمونَ إلى [COLOR=#0000ff]الأَنْدَلُـسِ[/COLOR] دونَ غيرها؟
[/SIZE][/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=red][FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT][/COLOR][/B]
[/CENTER]
[RIGHT]
[B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT][/B][INDENT][B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]لماذا اتجه المسلمون في فتوحاتهم إلى بلاد [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلسِ[/COLOR][/SIZE] بالذات من بلاد العالم ، وأيضاً لِمَ هذا التوقيتَ بعينهِ ؛ أي سنة اثنتينِ وتسعينَ منَ الهجرةِ ؟ [/SIZE][/FONT][/B]

[B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]المسلمونَ كانوا قد فتحوا الشمالِ [COLOR=DarkRed]الإفريقيِّ[/COLOR] كلهِ ، ففتحوا[COLOR=DarkRed] مصرَ وليبيا وتونس والجزائر والمغربَ[/COLOR]، ووصلوا إلى حدودِ [COLOR=DarkRed]المغربِ الأقصى[/COLOR] والمحيطِ الأطلسي، ومن ثَمَّ لم يكن أمامهم في سيرِ فتوحاتهم إلا أحدَ سبيلينِ ، إمّا أن يتجهوا شمالاً ، ويعبروا مضيق جبل طارق ويدخلوا بلادَ [COLOR=blue][COLOR=DarkRed]إسبانيا [/COLOR][COLOR=DarkRed]والبرتغال[/COLOR][/COLOR]؛ وهيَ بلادُ [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلسِ[/COLOR][/SIZE] آنذاك، وإمّا أن يتجهوا جنوباً صوبَ الصحراءِ الكبرى ذاتَ المساحاتِ الشاسعةِ والأعدادِ القليلةِ منَ السكانِ، والمسلمونَ بدورهم ليسَ من همّهم إلا البحثَ عن تجمعاتِ البشرِ حتى يعلمونهم دينَ اللهِ سبحانهُ وتعالى ، ولم يكن همهمُ البحثُ عنِ الأراضي الواسعةَ أو جمعُ الممتلكاتِ.[/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] وبما أن المسلمينَ وصلوا إلى الحدودِ القريبةِ من [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلسِ[/COLOR][/SIZE] مباشرةً ، واستتبَّ لهمُ الأمرُ في أواخرِ الثمانيناتِ منَ الهجرةِ فيما دونَ ذلكَ منَ البلادِ التي فتحوها - كما سيأتي تفصيلهُ بإذنِ اللهِ -[SIZE=6][COLOR=blue] فالأندلسُ[/COLOR][/SIZE] إذن هيَ البلاد التي تلي بلاد المسلمين مباشرةً ، واللهُ تعالى يقولُ في كتابهِ الكريمِ: { [COLOR=darkgreen]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ المُتَّقِينَ [/COLOR]} [ التوبة:123] . [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وعلى هذا النهجِ سارَ المسلمونَ في كل فتوحاتهم ، ويجسدُ هذا المنهجَ ذلكَ الحوارُ الذي دارَ بينَ معاذٍ بنِ جبلٍ رضيَ اللهُ عنهُ وبينَ ملكٍ من ملوكِ الرومِ قبلَ موقعةِ اليرموكِ - وكانَ رسولاً إليهِ - .[/SIZE][/FONT][/B]

[B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]سألَ ملكُ الرومِ رسولَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ معاذَ بنَ جبلٍ: [COLOR=navy]ما الذي دعاكم إلى الولوغِ في بلادنا وبلادُ الحبشةِ أسهلُ عليكم[/COLOR] - وقد كانتِ الرومُ آنذاكَ تقتسمُ العالمَ مع فارس-، فيسألُ ملكَ الرومِ متعجباً كيف تَطْرقونَ أبوابَ القوةِ العظمى وتتركونَ [COLOR=blue]الحبشةَ [/COLOR]وهيَ الأسهلُ والأيسر؟! [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]فأجابهُ معاذٌ رضيَ اللهُ عنهُ قائلاً: قالَ لنا ربُّنا في كتابهِ الكريمِ: {[COLOR=darkgreen] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ المُتَّقِينَ[/COLOR] } [التوبة:123] . [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]أنتمُ البلادُ التي تلينا ، ثم بعدَ الانتهاءِ من بلادِ ا[COLOR=DarkRed]لرومِ[/COLOR] سنجَوِّزها إلى الحبشةِ وغيرها منَ البلادِ ؛ أي أننا لم ننسَ [COLOR=DarkRed]الحبشةَ[/COLOR] ولكن أنتمُ المجاورونَ لنا، وهكذا كانَ الحالُ بالنسبةِ إلى [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلسِ[/COLOR][/SIZE]؛ حيثُ كانت هيَ التي تلي بلادِ المسلمينَ .[/SIZE][/FONT][/B][/INDENT][/RIGHT]

[CENTER]

[B][COLOR=red][FONT=Traditional Arabic][SIZE=7]
زمن فتح [COLOR=#0000ff]الأَنْدَلُـس
[/COLOR][/SIZE][/FONT][/COLOR][/B][B][COLOR=red][FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT][/COLOR][/B]
[/CENTER]
[RIGHT]
[B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT][/B][INDENT][B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]في أي زمان تم فتح [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE]؟ سؤالٌ مهمٌ جداً، ونقصدُ بهِ: مع أيِّ العصورِ الإسلاميةِ يتوافقُ تاريخُ فتحِ[SIZE=6][COLOR=blue] الأندلسِ[/COLOR][/SIZE]، وهو اثنتانِ وتسعونَ منَ الهجرةِ؟ والجوابُ أنَّ هذهِ الفترةَ كانت من فتراتِ الدولةِ الأمويةِ، وتحديداً في خلافةِ [COLOR=Red]الوليدِ بنِ عبدِ الملكِ[/COLOR] رحمهُ اللهُ تعالى .. الخليفةُ الأمويُّ الذي حكمَ من سنةِ ستٍ وثمانينَ إلى سنةِ ستٍ وتسعينَ منَ الهجرةِ، وهذا يعني أنَّ فتحَ [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلسِ[/COLOR][/SIZE] كانَ في منتصفِ خلافةِ الوليدِ الأمويِّ رحمهُ اللهُ.[/SIZE][/FONT][/B]

[B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وهذا التاريخُ يجرُّنا إلى الحديثِ عنِ الدولةِ الأمويةِ المظلومةِ في التاريخِ الإسلاميّ، تلكَ الدولةُ التي أُشيعَ عنها الكثيرَ والكثيرَ منَ الافتراءاتِ والأكاذيبِ والأحداثِ المغلوطةِ التي تشوهُ صورتها ، وبالتاليَ صورةَ التاريخِ الإسلاميِّ كلهِ ، وذلكَ حتى يتسنّى للمتربصينَ القولَ بأنَّ التاريخَ الإسلاميَّ لم يكن إلا في عهدِ أبي بكرٍ وعمرَ ، حتى وصلَ الأمرُ إلى الطعنِ في تاريخِ أبي بكرٍ وعمرَ نفسيهما مع علمِ الجميعِ بفضلهما![/SIZE][/FONT][/B]

[B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]ولا يخفى على الجميعُ المرادَ الأسمى من ذلكَ ، ألا وهوَ: لا تعتقدُ قيامَ أمةٍ إسلاميةٍ! فإذا كانَ هذا شأنُ السابقينَ القريبينَ من عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ ، إذا كانَ هذا شأنُ دولةُ بني أميةَ وبني العباسَ وغيرهما منَ الدولِ التي لم تستطع أن تقيمَ حكماً إسلامياً صالحاً ؛ فكيفَ بالمتأخرينَ؟!!! وهي رسالةً يريدونَ الوصولَ بها إلى كلِّ المسلمينَ .[/SIZE][/FONT][/B]

[CENTER][B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]لكن !!! { [SIZE=6][COLOR=darkgreen]فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ[/COLOR][/SIZE] } [الرعد:17].[/SIZE][/FONT][/B][/CENTER]
[/INDENT][/RIGHT]


[CENTER][B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/SIZE][/FONT][/B][/CENTER]

أبو أنس الأنصاري 04-10-2009 03:38 AM

[CENTER]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][B][COLOR=red][CENTER][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/CENTER]
[/COLOR][/B][/SIZE][/FONT][INDENT][RIGHT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][B][COLOR=red]بنو أمية[/COLOR] وحسناتهم[/B] [/SIZE][/FONT]
[/RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7] [/SIZE][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/FONT][RIGHT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]الدولة الأموية كغيرها من الدول الإسلامية لها يد بيضاء وفضل كبير على المسلمين في شتى بقاع الأرض ، ونظرة واحدة على عدد المسلمين الذين دخلوا الإسلام في زمن حكمها تكفي للرد على الافتراءات والمزاعم التي حيكت في حقها ؛ فهذا إقليم شمال إفريقيا بكامله دخل الإسلام في عهد بني أمية، ابتداءً من ليبيا وحتى المغرب ، وإذا كانت الفتوح الإسلامية لهذه البلاد قد بدأت في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه فإن هذه البلاد قد ارتدت على عقبها ثم فُتحت من جديد ولكن في عهد بني أمية، ومع إقليم شمال إفريقيا كانت أفغانستان وأيضا جمهوريات جنوب روسيا ، كل هذه البلدان وغيرها وصلتهم رسالة الإسلام ودخلوا فيه في زمن بني أمية ، فقد كان الجهاد في أيامهم أمرا طبيعيا جدا ، وهو في كل أيام العام صيفا وشتاء ، يخرج إليه الناس وكأنهم ذاهبون إلى أعمالهم ، وإضافة إلى ذلك أيضا فقد دُوّنت السنة النبوية في مدتهم ، وحُكِّم شرع الله وطُبّق في دولتهم .[/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]ومع كل هذا فإنا لا نقر بتبرئتهم من كل خطأ أو عيب ؛ فالنقص والخطأ شيمة البشر ، ومن المؤكد أن هناك أخطاء كثيرة في تاريخ بني أمية ، لكن - بلا شك - كل هذه الأخطاء تذوب في بحر حسناتهم ، وبحر أفضالهم على المسلمين ، فقد امتد حكم بني أمية اثنين وتسعين عاما، من سنة أربعين إلى سنة اثنتين وثلاثين ومائة من الهجرة، وكان أول خلفاء بني أمية [SIZE=6][COLOR=red]الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه[/COLOR][/SIZE] ورضي الله عن أبيه أبي سفيان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ذلك الخليفة الذي لم يسلم من ألسنة كثير من الناس ، فطعنوا في تاريخه وفي خلافته رضي الله عنه ، ولقد كذبوا ، فليتنا نصل إلى معشار ما فعله معاوية بن أبي سفيان للإسلام والمسلمين . [/B]
[/SIZE][/FONT][/RIGHT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] [/SIZE][/FONT][RIGHT][B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وإن كان هذا ليس هو مجال الحديث عن بني أمية إلا أن هذه المقدمة البسيطة قد تفيد - بمشيئة الله - في الحديث عن الأندلس ، فبعد معاوية بن أبي سفيان تتابع الحكام وكان أشهرهم عبد الملك بن مروان رحمه الله ، ومن تبعه من أولاده ، وكان منهم الوليد وسليمان ويزيد وهشام ، وقد تخللهم الخليفة الراشد المشهور عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وأرضاه ، وهو الخليفة الأموي من أبناء الدولة التي يطعنون فيها الذي ملأ الأرض عدلا ورحمة وأمنا ورخاء ، أما الجانب السيئ من تاريخ دولة بني أمية فإنه يكمن في السنين السبع الأخيرة فقط من تاريخهم ، تلك التي كان فيها كثير من المآسي ، وكثير من الاختلاف على المنهج الإسلامي ، وكسنة من سنن الله تعالى فلما فسد الأمر في بني أمية قامت دولة أخرى وهي دولة بني العباس ،[U][COLOR=darkgreen] [SIZE=6]أما الأندلس وفتح الأندلس فيبقى حسنة من حسنات بني أمية.[/SIZE][/COLOR][/U][/SIZE][/FONT][/B][/RIGHT]


[/INDENT][/CENTER]
[SIZE=5][COLOR=darkgreen]

[CENTER][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/CENTER]
[/COLOR][/SIZE]

أبو أنس الأنصاري 04-10-2009 03:57 AM

[CENTER][SIZE=5][COLOR=darkgreen]

[FONT=Traditional Arabic][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/FONT]


[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][B]فكرة فتح [COLOR=red]الأندلس [/COLOR][/B]
[B]([COLOR=darkgreen]موسى بن نصير[/COLOR] وطارق بن زياد )[/B][/SIZE]
[IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic]
[/FONT] [/COLOR][/SIZE][/CENTER]
[SIZE=5][COLOR=darkgreen]
[/COLOR][/SIZE][INDENT][RIGHT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=black]لم تكن فكرة فتح الأندلس وليدة أيام موسى بن نصير ، بل كانت فكرة قديمة جدا ، فمنذ أن استعصت القسطنطينية على الفتح زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه - وكانت الحملات الإسلامية قد وصلت إليها - قال عثمان قولته الحكيمة : [SIZE=6][COLOR=blue]إن القسطنطينية إنما تفتح من قِبَل البحر، وأنتم إذا فتحتم الأندلس فأنتم شركاء لمن يفتح القسطنطينية في الأجر .[/COLOR][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic]
[/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=black][B]فكان عثمان رضي الله عنه يعني أن المسلمين سيفتحون [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] أولاً ( غرب أوروبا ) ثم يتوجهون منها صوب القسطنطينية ( شرق أوروبا ) فيفتحونها من قِبَل الغرب لا من قِبَل الشرق، من جهة البحر الأسود في ذلك الوقت ، [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=black]لكن المسلمين لم يستطيعوا أن يصلوا إلى هذه المنطقة من المغرب العربي إلا في أيام بني أمية وفي فترة حكم موسى بن نصير على الشمال الإفريقي .[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic]
[/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=black][B]..[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=#000000]..[/COLOR][/SIZE][/FONT][SIZE=5]
[/SIZE]
[SIZE=5]
[B][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic][COLOR=black][SIZE=7]ولكي نفهم[/SIZE] الفتح الإسلامي[SIZE=6][COLOR=blue] للأندلس[/COLOR][/SIZE] لا بد أن نتعرف على طبيعة الوضع في البلاد الملاصقة لهذا البلد وهي بلاد الشمال الإفريقي ، فقد دخلها الإسلام قبل فتح [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] بسبعين سنة ، أي سنة ثلاث وعشرين من الهجرة، وكان يسكن هذا الإقليم ( إقليم الشمال الإفريقي ) قبائل ضخمة تسمى قبائل البربر - سنفصل الأمر فيها قريباً بمشيئة الله - وهذه القبائل كانت دائمة الارتداد عن دين الله سبحانه وتعالى ، فتدخل في الإسلام حيناً ، ثم ترتد ، ثم تسلم ، ثم ترتد... ودارت حروب بين هذه القبائل والمسلمين انتهت باستقرار الإسلام في هذا الإقليم أواخر سنة خمس وثمانين أو ست وثمانين من الهجرة على يد موسى بن نصير رحمه الله .
[IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/COLOR][/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic][COLOR=black]
[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/SIZE]

[FONT=Traditional Arabic][COLOR=black][SIZE=6][COLOR=blue]موسى بن نصير[/COLOR][/SIZE] ذ[SIZE=5]لك القائد المسلم البارع التقي الورع الذي ثبت أقدام الإسلام في هذه البلاد المترامية الأطراف في الشمال الإفريقي، [/SIZE][/COLOR][SIZE=5][COLOR=darkgreen][U]وهو من التابعين ، وقد روى عن بعض الصحابة .[/U][/COLOR][/SIZE][/FONT][SIZE=5]
[/SIZE]


[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic][COLOR=black][U][SIZE=6][COLOR=darkgreen]أما أبوه فهو نصير ذلك الغلام النصراني الذي أسره خالد بن الوليد رضي الله عنه[/COLOR][/SIZE][/U] في موقعة عين التمر ، وكان قبلها يتعلم الإنجيل والدراسات النصرانية في الكنيسة ، وفي الأسر عرف الإسلام وأعجب به ، فأسلم وهو ابن ثلاثة عشر أو أربعة عشر عاما ، وكان معه وعلى شاكلته سيرين أبو محمد بن سيرين التابعي المشهو ر.[/COLOR][/FONT][/SIZE]


[FONT=Traditional Arabic][COLOR=black][SIZE=5]وهنا وقفة لطيفة نشير إليها في معرض هذا الحديث ، وهي تلك الثمرة التي هي من ثمار ومن تبعات الفتوحات الإسلامية ، ومصداقاً لقوله تعالى: { [COLOR=blue][COLOR=Green]وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المُسْلِمِينَ[/COLOR] [/COLOR]} [فصِّلت:33] . تلك الثمرة التي منّ الله بها على نُصير وعلى ولده من بعده ، ومن ثم على المسلمين أجمعين. [/SIZE]

[SIZE=5]فانظر ماذا فعل الإسلام بنُصَير وغيره ؟ وماذا كان سيكون مصير نُصير إذا ظل على ما هو عليه ؟ وكيف أصبح في حسنات خالد بن الوليد رضي الله عنه وقد توفي بعده بسنوات وسنوات . وإنه لثمرة من ثمرات الجهاد الإسلامي في بلاد فارس ( وهي التي أُسر فيها نُصير ) . وإن فتح الأندلس على يد موسى بن نصير ليشاركه فيه - بإذن الله - الأجر خالد بن الوليد رضي الله عن الجميع .[/SIZE][/COLOR][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][COLOR=black]
[/COLOR][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][COLOR=black][SIZE=5]أما نُصير ، فلما أسلم ازداد حبه للإسلام ، فأخذ ينهل منه ويتعلم حتى أصبح عالما ، وفي ذات الوقت من الفرسان الأشداء والمجاهدين الأكفاء ، وظل يترقى من حال إلى حال حتى صار في زمن الدولة الأموية قائد جيوش معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ، وظل في هذه القيادة سنوات طويلة ،[/SIZE]
[SIZE=5]وفي هذا الوقت كان ابنه موسى يتربى في بيت الخلافة مع أولاد معاوية وأولاد الأمراء والخلفاء ، فنشأ موسى بن نصير على حب الجهاد في سبيل الله ونشر الدين ، حتى أصبح شابا يافعا يتقلد الرتب والمناصب، فتقلد قيادة جيوش الأمويين في مصر في عهد عبد العزيز بن مروان الأموي ، ثم بعد ذلك واليا على إفريقيا وذلك في سنة خمس وثمانين من الهجرة .[/SIZE][/COLOR][/FONT]

[/RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][COLOR=black][CENTER]
[/CENTER]
[/COLOR][/FONT]
[RIGHT][FONT=Traditional Arabic][COLOR=black][CENTER] [SIZE=7][COLOR=blue]موسى بن نُصير وتثبيت دعائم الإسلام في إفريقيا[/COLOR][/SIZE][/CENTER]
[/COLOR][/FONT]


[FONT=Traditional Arabic][COLOR=black][CENTER] [SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/CENTER]
[/COLOR][/FONT][/RIGHT]

[FONT=Traditional Arabic][COLOR=black][RIGHT] [SIZE=5]منذ أصبح موسى واليا على إفريقيا أصبح كل همه لماذا يرتد الناس بين الحين والآخر عن الإسلام بعد أن يكونوا قد دخلوا فيه ؟! بل كيف يعودون ويقاتلون المسلمين بعد أن كانوا مسلمين ؟! ومن هنا فقد أراد أن يجد حلا لهذه الأمور ، ويعمل على تثبيت دعائم الإسلام في هذا الإقليم الذي كان قد فتحه عقبة بن نافع رحمه الله ، والذي اغتيل في القيروان من هذا الإقليم على يد البربر وهو في طريق عودته من المغرب الأقصى .[/SIZE][/RIGHT]
[/COLOR][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][COLOR=black][RIGHT] [SIZE=6][COLOR=green][U]وفي بحثه عن معرفة أسباب هذه الردة المتكررة وجد موسى بن نصير خطأين وقع فيهما من سبقوه.[/U][/COLOR][/SIZE][/RIGHT]
[/COLOR][/FONT][RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][COLOR=black][RIGHT][SIZE=6][COLOR=red]الخطأ الأول :[/COLOR][/SIZE][/RIGHT]
[/COLOR][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=black][B]هو أن عقبة بن نافع ومن معه كانوا يفتحون البلاد فتحا سريعا ، ويتوغلون داخلها طمعا في فتح أماكن أخرى كثيرة ، دون أن يحموا ظهورهم في هذه المناطق التي فتحوها ، ومن ثم كانت النتيجة أن البربر فقهوا هذا الأمر واستغلوه جيدا ، فانقلبوا على عقبة وأحاطوا به وقتلوه ،[/B] [/COLOR][/SIZE][/FONT][SIZE=5][B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=black]وفي تغلبه على هذا الأمر بدأ موسى بن نصير يفتح البلاد في أناة شديدة، وفي هدوء وحذر كحذر خالد بن الوليد ، فبدأ يتقدم خطوة ثم يُؤمّن ظهره ، ثم خطوة فيؤمّن ظهره، حتى أتم فتح هذا الإقليم في سبع سنين أو في ست سنوات، بينما استغرق عقبة بن نافع في فتحه شهورا معدودات .[/COLOR][/FONT][/B][/SIZE]
[SIZE=5] [/SIZE]

[FONT=Traditional Arabic][COLOR=black][SIZE=6][COLOR=red]الخطأ الثاني :[/COLOR][/SIZE][/COLOR][/FONT]
[/RIGHT]

[FONT=Traditional Arabic][COLOR=black] [/COLOR][/FONT][RIGHT][FONT=Traditional Arabic][COLOR=black][SIZE=5]أما الخطأ الثاني فقد وجد أن سكان هذا الإقليم لم يتعلموا الإسلام جيدا ولم يعرفوه حق المعرفة ، فبدأ بتعليمهم الإسلام ؛ فكان يأتي بعلماء التابعين من منطقة الشام والحجاز ليعلموهم الإسلام ويعرفونهم به ، فأقبل السكان على الإسلام وأحبوه ودخلوا فيه أفواجا ، حتى أصبح البربر الذين يحاربون المسلمين أصبحوا جند الإسلام وأهله ، وهكذا عمل موسى على تثبيت دعائم الإسلام وتوطيده في الشمال الإفريقي ، وأتم فتح الإقليم بكامله عدا مدينة واحدة وهي مدينة سبتة ( مدينة سبتة الآن من مدن المغرب العربي التي تحتلها إسبانيا ، وتقع على مضيق جبل طارق )، فقد فتح ميناء طنجة ولم يفتح ميناء سبتة المماثل له في الأهمية ، وللموقع الاستراتيجي لمدينة سبتة ولّى موسى بن نصير على ميناء طنجة ( القريب جدا من سبتة والقريب في ذات الوقت من الأندلس ) أمهر قواده طارق بن زياد رحمه الله .[/SIZE][/COLOR][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][COLOR=black][SIZE=5][SIZE=6][COLOR=blue] وطارق بن زياد[/COLOR][/SIZE] لم يكن عربيا ، بل كان من قبائل البربر التي استوطنت الشمال الإفريقي - كما ذكرنا - والتي كان يميزها اللون الأبيض والعيون الزرقاء والشعر الأشقر، بعكس ما يُتخيل من كونهم يشبهون الزنوج ، حتى إن البعض ينسبونهم إلى أصول أوروبية ، وقد حمل طارق بن زياد القائد الفذ هذه الصفات الشكلية ، إضافة إلى ضخامته الجسمية ووسامته الشديدة ، تلك التي لم تمنعه عن الانشغال بحب الجهاد في سبيل الله ، ونشر هذا الدين .[/SIZE][/COLOR][/FONT]
[/RIGHT]
[/INDENT][SIZE=5][COLOR=darkgreen][SIZE=5][B][SIZE=5][RIGHT] [FONT=Traditional Arabic][COLOR=black]

[/COLOR][/FONT][/RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][COLOR=black]
[/COLOR][/FONT][CENTER][B][FONT=Traditional Arabic][COLOR=black][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/COLOR][/FONT][/B][/CENTER]
[/SIZE][/B][/SIZE][/COLOR][/SIZE]

أبومالك 04-11-2009 12:31 AM

ماشاء الله
واصل لا حرمك الله من الأجر .

أبو أنس الأنصاري 04-11-2009 03:46 AM

عقباتٌ في طريقِ الفتحِ
 
[CENTER]
[IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][COLOR=red]عقباتٌ في طريقِ الفتحِ[/COLOR][/SIZE][/FONT] [/CENTER]

[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][/CENTER]



[RIGHT] [INDENT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]بعد أن استتب الأمر [COLOR=red]لموسى بن نصير[/COLOR] في شمال إفريقيا ، ومِنْ قولهِ تعالى: { [COLOR=red]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ المُتَّقِينَ[/COLOR] }[التوبة:123] - كما ذكرنا سابقاً - أخذ موسى بن نصير الفكرة وهيأ نفسه لبلاد [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] تلك التي تلي الشمال الإفريقي مباشرة، وفي طريقه إليها كانت هناك عدة عقبات كان أهمها ما يلي :[/B][/SIZE][/FONT]

[RIGHT][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic][B]= وجد موسى بن نصير أن المسافة المائية التي سيقطعها بين [SIZE=6][COLOR=blue]المغرب والأندلس[/COLOR][/SIZE] لا تقل عن ثلاثة عشر كيلو مترا ، وهو ليس لديه سفنا كافية لعبور هذه العقبة المائية ، فمعظم فتوحات المسلمين - باستثناء بعض المواقع مثل ذات الصواري وفتح قبرص - كانت برية ، ومن ثم لم يكن هناك حاجة كبيرة إلى سفن ضخمة ، تلك التي احتاجوا إليها هنا لتنقل الجنود وتعبر بهم مضيق جبل طارق ليصلوا إلى الأندلس .[/B][/FONT][/SIZE][/RIGHT]

[SIZE=5] [/SIZE]
[SIZE=5] [RIGHT][FONT=Traditional Arabic][B][SIZE=6][COLOR=darkred]= العقبة الثانية :[/COLOR][/SIZE] وجود جزر [SIZE=6][COLOR=blue]البليار النصرانية[/COLOR][/SIZE] في ظهره إن دخل الأندلس ..[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT] [FONT=Traditional Arabic][B]كان موسى بن نصير قد تعلم من أخطاء سابقيه ؛ فلم يخطو خطوة حتى يأمن ظهره أولاً ، وفي شرق [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] كانت تقع جزر تسمى جزر [SIZE=6][COLOR=blue]البليار [/COLOR][/SIZE]، وهي قريبة جدا من [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] ، ومن هنا فإن ظهره لن يكون آمناً إن هو دخل [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] ، وكان عليه أولا أن يحمي ظهره حتى لو كانت هذه الجزر تابعة للرومان .[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5] [RIGHT][FONT=Traditional Arabic][B][SIZE=6][COLOR=darkred]= العقبة الثالثة :[/COLOR][/SIZE] وجود ميناء [SIZE=6][COLOR=blue]سبتة[/COLOR][/SIZE] المطل على مضيق جبل طارق في يد نصارى على علاقة بملوك الأندلس ..[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT] [FONT=Traditional Arabic][B]كان ميناء سبتة المطل على مضيق جبل طارق والذي لم يُفتح مع بلدان الشمال الإفريقي ، وكان يحكمه ملك نصراني يُدعى [SIZE=6][COLOR=red]يُليان أو جريان[/COLOR][/SIZE] ، وكان لهذا الملك علاقات طيبة بملك [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] الأسبق [SIZE=6][COLOR=red]غَيْطَشَة[/COLOR][/SIZE] ، وغيطشة هذا كان قد انقلب عليه [SIZE=6][COLOR=red]لوذريق [COLOR=black]أو[/COLOR] رودريقو[/COLOR][/SIZE] - كما يُنطق في بعض الأحيان - وتولى حكم [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس [/COLOR][/SIZE]، وكانت العقبة تكمن في خوف [SIZE=6][COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR][/SIZE] من أن ينقلب عليه [COLOR=red]يوليان صاحب ميناء سبتة[/COLOR] والذي سيكون في ظهره ويتحد مع [COLOR=red]لوزريق صاحب الأندلس[/COLOR] ، حتى وإن كان على خلاف معه ، فمن يضمن ألا يدخل [COLOR=red]يوليان مع لوزريق[/COLOR] في حربه ضد [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] نظير مقابل مادي أو تحت أي بند آخر ؟![/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5] [RIGHT][FONT=Traditional Arabic][B][SIZE=6][COLOR=darkred]= العقبة الرابعة :[/COLOR][/SIZE] قلة عدد المسلمين ..[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT] [FONT=Traditional Arabic][B]كانت العقبة الرابعة التي واجهت[COLOR=red] موسى بن نصير[/COLOR] هي أن قوات المسلمين الفاتحين التي جاءت من جزيرة العرب ومن الشام واليمن قوات محدودة جداً ، وكانت في نفس الوقت منتشرة في بلاد الشمال الإفريقي ، ومن ثم فقد لا يستطيع أن يتم فتح الأندلس بهذا العدد القليل من المسلمين ، هذا مع خوفه من أن تنقلب عليه بلاد الشمال الإفريقي إذ هو خرج منها بقواته .[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5] [RIGHT][FONT=Traditional Arabic][B][SIZE=6][COLOR=darkred]= العقبة الخامسة:[/COLOR][/SIZE] قوة عدد النصارى ..[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT] [FONT=Traditional Arabic][B]في مقابل قوة المسلمين المحدودة كانت تقف قوات النصارى بعدتها وضخامتها عقبة في طريق موسى [COLOR=red]بن نصير[/COLOR] لفتح [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] ، فكان للنصارى في الأندلس أعداد ضخمة ، هذا بجانب قوة عدتهم وكثرة قلاعهم وحصونهم ، وإضافة إلى ذلك فهم تحت قيادة[COLOR=red] لوزريق القائد القوي المتكبر[/COLOR].[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5] [RIGHT][FONT=Traditional Arabic][B][SIZE=6][COLOR=darkred]= العقبة السادسة:[/COLOR][/SIZE] طبيعة جغرافية [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] وكونها أرض مجهولة بالنسبة للمسلمين ..[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT] [FONT=Traditional Arabic][B]وقف البحر حاجزاً بين المسلمين وبين بلاد [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] ، فلم تعبر سفنهم هذه المنطقة من قبل فضلا عن أن يرتادوها أصلا ، ومن ثم فلم يكن لهم علم بطبيعتها وجغرافيتها ، الأمر الذي سيجعل من الصعوبة الإقدام على غزو أو فتح هذه البلاد ، وفضلا عن هذا فقد كانت بلاد [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] تتميز بكثرة الجبال والأنهار، تلك التي ستقف عقبة كئود أمام حركة أي جيش قادم ، خاصة إذا كانت الخيول والبغال والحمير هي أهم وسائل ذلك الجيش في نقل العدة والعتاد .[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5] [RIGHT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]ورغم هذه العقبات التي كانت موجودة بالفعل في طريق فتح[SIZE=6][COLOR=blue] الأندلس[/COLOR][/SIZE] إلا أن [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] لم يكسل ولم يقف مكبّل اليدين ، بل أصر على الفتح وعلى إتمام الطريق الذي بدأه قبله الفاتحون ، ومن هنا بدأ وفي أناة شديدة يرتب أموره ويحدد أولوياته ، فعمل على حل المعضلات السابقة على هذا النحو :[/B][/SIZE][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5] [RIGHT][FONT=Traditional Arabic][B][SIZE=6][COLOR=darkred]= عمد[/COLOR][/SIZE] [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] أول أمره في سبيل تجاوز عقبات الطريق إلى الأندلس إلى إنشاء السفن ؛ فبدأ في سنة سبع وثمانين أو ثمان وثمانين ببناء الموانئ الضخمة والتي يبنى فيها السفن ، وهذ وإن كان يعد أمراً يطول أمده إلا أنه بدأه بهمة عالية وإرادة صلبة ؛ فبنى أكثر من ميناء في الشمال الإفريقي ، كان أشهرها ميناء [COLOR=blue]القيروان [/COLOR]( المدينة التي فتحها عقبة بن نافع ).[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5] [RIGHT][FONT=Traditional Arabic][B][COLOR=darkred]= [SIZE=6]ثانياً:[/SIZE][/COLOR] تعليم البربر الإسلام[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT] [FONT=Traditional Arabic][B]وفي أثناء ذلك أيضا عمد [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] إلى تعليم البربر الإسلام في مجالس خاصة لهم كما الدورات المكثفة تماما ، حتى إنه بدأ في تكوين جيش الإسلام منهم أنفسهم ، وهذا الصنيع من الصعب إن لم يكن من المستحيل أن نجده عند غير المسلمين ؛ فلم توجد دولة محاربة أو فاتحة غير الدول الإسلامية تُغيّر من طبائع الناس وحبهم وولائهم الذي كانوا عليه ، حتى يصبحوا هم المدافعين عن دين هذه الدولة المحاربة أو الفاتحة ، خاصة وإن كانوا ما زالوا حديث عهد بهذا الفتح أو بهذا الدين الجديد ، [/B][B]فهذا أمر عجيب حقاً ، ولا يتكرر إلا مع المسلمين وحدهم ، فقد ظلت فرنسا - على سبيل المثال - في الجزائر مائة وثلاثين عاما ثم خرجت والجزائريون ظلوا كما كانوا على الإسلام لم يتغيروا ، بل زاد حماسهم له وزادت صحوتهم الإسلامية .[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT] [FONT=Traditional Arabic][B]علّم [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] البربر الإسلام عقيدة وعملا ، وغرس فيهم حب الجهاد وبذل النفس والنفيس لله سبحانه وتعالى ، فكان أن صار جُلّ الجيش الإسلامي وعماده من البربر الذين كانوا منذ ما لا يزيد على خمس سنين من المحاربين له .[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5] [RIGHT][FONT=Traditional Arabic][B][SIZE=6][COLOR=darkred]= ثالثاً:[/COLOR][/SIZE] تولية [COLOR=red]طارق بن زياد[/COLOR] على الجيش ..[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT] [FONT=Traditional Arabic][B]القائد هو قبلة الجيش وعموده ، بهذا الفهم ولّى [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] على قيادة جيشه المتجه إلى فتح بلاد الأندلس القائد البربري المحنك [COLOR=red]طارق بن زياد[/COLOR] ، ذلك القائد الذي جمع بين التقوى والورع والكفاءة الحربية وحب الجهاد والرغبة في الاستشهاد في سبيل الله ، ورغم أنه كان من البربر وليس من العرب إلا أن [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] قدمه على غيره من العرب، [U][SIZE=6][COLOR=green]وكان ذلك لعدة أسباب منها:[/COLOR][/SIZE][/U][/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5] [RIGHT][FONT=Traditional Arabic][B][SIZE=6][COLOR=red]1[/COLOR][/SIZE][/B][B][SIZE=6][COLOR=red] - الكفاءة ..[/COLOR][/SIZE][/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT] [FONT=Traditional Arabic][B]لم يمنع كون [COLOR=red]طارق بن زياد[/COLOR] غير عربي أن يوليه [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] على قيادة الجيش ؛ فهو يعلم أنه ليس لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ، ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر فضل إلا بالتقوى ، فقد وجد فيه الفضل على غيره والكفاءة في القيام بهذه المهمة على أكمل وجه ، وقد ذكرنا بعضا من صفاته قبل قليل ، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن دعوة الإسلام ليست دعوة قبلية أو دعوة عنصرية تدعو إلى التعصب وتفضل عنصرا أو طائفة على طائفة؛ إنما هي دعوة للعالمين : { [COLOR=red]وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ[/COLOR] } [SIZE=4][الأنبياء:107][/SIZE][/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5] [RIGHT][FONT=Traditional Arabic][B][SIZE=6][COLOR=red]2 - قدرته على فَهم وقيادة قومه[/COLOR][/SIZE][/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT] [FONT=Traditional Arabic][B]إضافة إلى الكفاءة فقد كان من البربر ، وذلك أدعى للقضاء على أيٍ من العوامل النفسية التي قد تختلج في نفوس البربريين الذين دخلوا الإسلام حديثا ، ومن ثم يستطيع قيادة البربر جميعا وتطويعهم للهدف الذي يصبو إليه ، ثم ولكونه بربريا فهو قادر على فهم لغة قومه ؛ إذ ليس كل البربر يتقنون الحديث بالعربية ، وكان [COLOR=red]طارق بن زياد[/COLOR] يجيد اللغتين العربية والبربرية بطلاقة ، ولهذه الأسباب وغيرها رأى [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] أنه يصلح لقيادة الجيش فولاه إياه .[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5] [RIGHT][FONT=Traditional Arabic][B][SIZE=6][COLOR=darkred]= رابعاً: فتح جزر البليار وضمها إلى أملاك المسلمين ..[/COLOR][/SIZE][/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT] [FONT=Traditional Arabic][B]من أهم الوسائل التي قام بها موسى بن نصير تمهيدا لفتح [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] وتأمينا لظهره كما كان عهده بذلك ، قام بفتح جزر البليار التي ذكرناها سابقا وضمها إلى أملاك المسلمين ، وهو بهذا يكون قد أمّن ظهره من جهة الشرق ، وهذا العمل يدل على حنكة وحكمة عظيمة لهذا القائد الذي أُغفل دوره في التاريخ الإسلامي .[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE][/INDENT][/RIGHT]
[SIZE=5]



[CENTER][FONT=Traditional Arabic][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/FONT][/CENTER]





[/SIZE]

أبومالك 04-14-2009 11:29 PM

نفع الله بك يا حبيب .

أبو أنس الأنصاري 04-16-2009 01:15 PM

[CENTER]
[FONT=Traditional Arabic][B][SIZE=7][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/SIZE][/B][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][B][SIZE=7]مشكلة[COLOR=red] سبتة[/COLOR] والعناية الإلهية[/SIZE][/B] [/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/FONT][/CENTER]


[INDENT][RIGHT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]استطاع [SIZE=6][COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR][/SIZE] أن يتغلب على قلة عدد الجيش من خلال البربر أنفسهم ، كذلك تغلب على العقبة المتمثلة في قلة السفن نسبياً ببناء موانئ وسفن جديدة ، وبقيت أرض الأندلس كما هي أرضاً مجهولةً لهُ ، وكذلك ظلت مشكلة ميناء [COLOR=red][SIZE=6]سبتة[/SIZE] [/COLOR]قائمةً لم تُحل ، وهي -كما ذكرنا - ميناءٌ حصينٌ جداً يحكمه [COLOR=red]النصراني يوليان ،[/COLOR] وقد استنفد[COLOR=red] [SIZE=6]موسى بن نصير[/SIZE][/COLOR] جهده وطاقته وفعل كل ما في وسعه ولم يجد حلاً لهاتين المشكلتين ، وهنا وفقط كان لابد للأمر الإلهي والتدبير الربانيُّ أن يتدخل [COLOR=black]: {[/COLOR][COLOR=red][COLOR=blue] إِنَّ اللهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ[/COLOR] [/COLOR][COLOR=black]} [/COLOR][SIZE=4][الحج:38][/SIZE] . { [COLOR=red]وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى[/COLOR] } [SIZE=4][الأنفال:17][/SIZE] . وهذا بالفعل ما حدث وتجسد في فعل [COLOR=red]يوليان صاحب سبتة[/COLOR] وكان على النحو التالي :[/B][/SIZE][/FONT]



[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic][B]- فكَّرَ [COLOR=red]يوليان[/COLOR] جدياً في الأمر من حوله ، وكيف أن الأرض بدأت تضيق عليه وتتآكل من قِبَل المسلمين الذين يزدادون قوة يوماً بعد يومٍ ، وإلى متى سيظل صامداً أمامهم إن هم أتوا إليه ؟[/B][/FONT][/SIZE]

[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic][B]- كان [COLOR=red]يوليان [/COLOR]مع ذلك يحمل الحقد الدفين على[COLOR=red] لذريق[/COLOR] حاكم [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس [/COLOR][/SIZE]ذلك الذي قتل [COLOR=red]غيطشة [/COLOR]صاحبه الأول ، وقد كان بينهما علاقات طيبة ، حتى إن أولاد [COLOR=red]غيطشة[/COLOR] من بعده استنجدوا [COLOR=red]بيوليان[/COLOR] هذا ليساعدهم في حرب [COLOR=red]لذريق [/COLOR]، ولكن هيهات فلا طاقة [COLOR=red]ليوليان بلذريق[/COLOR] ولا طاقة لأولاد [COLOR=red]غيطشة [/COLOR]أيضاً به ، ومن هنا فكان ثمة عداء متأصل بين صاحب [COLOR=red]سبتة [/COLOR]وحاكم [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] ؛ ومن ثم فإلى أين سيفرُّ [COLOR=red]يوليان [/COLOR]إن استولى المسلمون على [COLOR=red]ميناء سبتة[/COLOR] ؟[/B][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][B]- الأمر الأخير الذي دار في خلد [COLOR=red]يوليان[/COLOR] هو أن أولاد [COLOR=red]غيطشة[/COLOR] القريبين منه كان لهم من الضياع الضخمة في [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس [/COLOR][/SIZE]الكثير والتي صادرها وأخذها منهم[COLOR=red] لذريق[/COLOR] قاتل أبيهم ، وكان [COLOR=red]يوليان [/COLOR]يريد أن يستردها لهم ، وكان [COLOR=red]لذريق[/COLOR] أيضاً قد فرض على شعبه الضرائب الباهظة وأذاقهم الأمرّين ؛ فعاشوا في فقر وبؤس شديد بينما هو في نعيم دائم ومُلك يتصرف فيه كيف يشاء ؛ ومن هنا فكان شعبه يكرهه ويتمنى الخلاص منه .[/B][/FONT]
[/SIZE][/RIGHT]
[/INDENT][SIZE=5]

[CENTER][FONT=Traditional Arabic][B][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/B][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][B][SIZE=7][COLOR=magenta]عرضٌ ثمينٌ !![/COLOR][/SIZE][/B][/FONT][/CENTER]
[/SIZE][RIGHT]
[SIZE=5] [/SIZE][INDENT][SIZE=5][RIGHT][FONT=Traditional Arabic][B]ومن تدبير رب العالمين أن اختمرت هذه الأفكار جيدا ًفي عقل[COLOR=red] يوليان[/COLOR] - [SIZE=6][COLOR=red]وموسى بن نصير[/COLOR][/SIZE] آنذاك قد استنفد جهده وحار في أمره - فإذا به يُرسل إلى [COLOR=red]طارق بن زياد[/COLOR] والي [COLOR=red]طنجة[/COLOR] (على بعد عدة كيلو مترات من ميناء [COLOR=red]سبتة[/COLOR] ) برسل من قِبَله يعرض عليه عرضاً للتفاوض ، أما تدبير العناية الإلهية والمفاجأة فكانت في بنود هذا العرض وهذا الطلب العجيب الذي نص على ما يلي :[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT] [/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT] [FONT=Traditional Arabic][B]1 - نسلمك ميناء [COLOR=red]سبتة[/COLOR] . تلك المعضلة التي حار المسلمون أعواماً في الاهتداء إلى حل لها؛ حيث كانت فوق مقدراتهم .[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT] [FONT=Traditional Arabic][B]2 - نمدك ببعض السفن التي تساعدك في عبور مضيق جبل طارق إلى [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس [/COLOR][/SIZE]. وكأن الله سبحانه وتعالى أراد أن يقول : سأتم ما لم يستطع المسلمون إتمامه ووقفت عندهم قدراتهم ، حتى ولو كان ذلك من قِبَل أعدائهم ، وقد علمنا مدى احتياج[COLOR=red] موسى بن نصير[/COLOR] لهذه السفن .[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT] [FONT=Traditional Arabic][B]3 - نمدك بالمعلومات الكافية عن أرض ا[SIZE=6][COLOR=blue]لأندلس[/COLOR][/SIZE] .[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT] [/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT] [FONT=Traditional Arabic][B]أما المقابل فهو : ضياع وأملاك [COLOR=red]غيطشة[/COLOR] التي صادرها[COLOR=red] لذريق[/COLOR] . وكان[COLOR=red] لغيطشة[/COLOR] ثلاث آلاف ضيعة ( ضيعة تعني عقَارُ وأرضٌ مُغِلَّةُ ) ، وكانت ملكاً لأولاده من بعده ، فأخذها منهم [COLOR=red]لذريق[/COLOR] وصادرها .[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT] [/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT] [FONT=Traditional Arabic][B]وبهذا العرض فقد أراد[COLOR=red] يوليان[/COLOR] صاحب[COLOR=red] سبتة[/COLOR] أن يتنازل للمسلمين عن [COLOR=red]سبتة[/COLOR] ويساعدهم في الوصول إلى [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] ، ثم حين يحكمها المسلمون يسمع [COLOR=red]يوليان[/COLOR] ويطيع ، على أن يرد المسلمون بعد ذلك ضيعات وأملاك [COLOR=red]غيطشة [/COLOR]، فما أجمل العرض وما أحسن الطلب ! وما أعظم السلعة وما أهون الثمن ![/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT] [/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT] [FONT=Traditional Arabic][B]المسلمون لم يفكروا يوماً في مغنم أو ثروة أو مال حال فتوحاتهم البلاد ، لم يرغبوا يوماً في دنيا يملكها [COLOR=red]غيطشة[/COLOR] أو [COLOR=red]يوليان [/COLOR]أو [COLOR=red]لذريق[/COLOR] أو غيرهم ، كان جلَّ هدفهم تعليم الناس الإسلام وتعبيدهم لرب العباد ، فإذا دخل الناس في الإسلام كان لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين ، بل لو لم يدخلوا في الإسلام وأرادوا دفع الجزية فحينئذ يُترك لهم كل ما يملكون ، وسنتحدث عن الجزية في الإسلام بعد قليل .[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT] [FONT=Traditional Arabic][B]ومن هنا فكان الثمن هيناً جداً والعرض غاية الآمال ، فبعث[COLOR=red] طارق بن زياد[/COLOR] إلى [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] وكان في [COLOR=red]القيروان[/COLOR] عاصمة الشمال الإفريقي آنذاك ( وهي في [COLOR=red]تونس[/COLOR] الآن ) يخبره هذا الخبر، فسُرّ سرورا عظيما، ثم بعث [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] بدوره إلى الخليفة الأموي [COLOR=red]الوليد بن عبد الملك[/COLOR] يطلعه أيضاً الخبر ويستأذنه في فتح [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] . [/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT] [/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT] [FONT=Traditional Arabic][B]وهنا أذن له [COLOR=red]الوليد بن عبد الملك[/COLOR] إلا أنه شرط عليه شرطاً كان قد فكر فيه قبل ذلك [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] نفسه، وهو : ألا تدخل بلاد [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] حتى تختبرها بسرية من المسلمين ، فمن أدراك أن المعلومات التي سيقدمها لك[COLOR=red] يوليان[/COLOR] عن [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] ستكون صحيحة ؟ ومن يضمن لك ألا يخون [COLOR=red]يوليان[/COLOR] عهده معك أو يتفق من ورائك مع[COLOR=red] لذريق[/COLOR] أو مع غيره عليك ؟[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE][/INDENT][SIZE=5][RIGHT] [/RIGHT]
[/SIZE][/RIGHT]



[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT]

[/CENTER]

أبو أنس الأنصاري 04-16-2009 01:36 PM

[CENTER]
[SIZE=5][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/SIZE]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=+0][B][SIZE=7]بشائر[COLOR=red] الفتح[/COLOR] الإسلامي وموقعة [COLOR=red]وادى برباط[/COLOR][/SIZE][/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic]
[IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/FONT][/CENTER]
[RIGHT][INDENT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]جهز [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] بالفعل سرية من خمسمائة رجل وجعل على رأسهم [COLOR=red]طَريف بن مالك [/COLOR]- أو: " [COLOR=red]ملوك[/COLOR] " كما جاء في روايات أخرى - وكان [COLOR=red]طريف[/COLOR] أيضاً من البربر كما [COLOR=black]كان القائد[/COLOR][COLOR=red] طارق بن زياد،[/COLOR] وهذه مزية تفرد بها الإسلام كما ذكرتُ ، خاصةً وأن [COLOR=red]طريف[/COLOR] من البربر حديثي العهد بالإسلام وهو الآن وبعد أن كان يحارب الإسلام صار قائداً مدافعاً عن الإسلام وناشراً لهُ .[/B][/SIZE][/FONT]


[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]سار [COLOR=red]طريف بن مالك[/COLOR] من [COLOR=red]المغرب[/COLOR] على رأس خمسمائة من المسلمين صوب[COLOR=blue] [SIZE=6]الأندلس[/SIZE][/COLOR] ، وقد وصلها في رمضان سنة واحد وتسعين من الهجرة ، وقام بمهمته في دراسة منطقة[COLOR=blue] [SIZE=6]الأندلس[/SIZE][/COLOR] الجنوبية والتي سينزل بها الجيش الإسلامي بعد ذلك على أكمل وجه ، ثم عاد بعد انتهائه منها إلى [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] وشرح له ما رآه ، وفي أناةٍ شديدةٍ وعملٍ دؤوبٍ ظلَّ [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] عاماً كاملاً بعد عودة [COLOR=red]طريف بن مالك[/COLOR] يجهز الجيش ويعد العدة ، حتى أعد في هذه السنة سبعة آلاف مقاتل ، وبهم بدأ الفتح الإسلامي رغم الأعداد الضخمة لقوات النصارى هناك .[/B][/SIZE][/FONT]
[/INDENT][/RIGHT]
[SIZE=5][RIGHT] [FONT=Traditional Arabic]
[/FONT][/RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic]
[CENTER][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/CENTER]
[/FONT][CENTER]
[FONT=Traditional Arabic][B][SIZE=7]الصدام الأول وبدايات الفتح الإسلامي [COLOR=blue]للأندلس[/COLOR][/SIZE][/B][/FONT][/CENTER]
[FONT=Traditional Arabic][RIGHT]
[INDENT][B]في شعبان من سنة اثنتين وتسعين من الهجرة تحرك هذا الجيش المكون من سبعة آلاف فقط ، وعلى رأسه القائد [COLOR=red]طارق بن زياد[/COLOR] ، تحرك هذا الجيش وعبر مضيق [COLOR=red]جبل طارق[/COLOR] ، والذي ما سُمّ[COLOR=black]ي بهذا الاسم ([/COLOR][COLOR=red] مضيق جبل طارق [/COLOR][COLOR=black]) إلا في هذا الوقت ؛[/COLOR] وذلك لأن [COLOR=red]طارق بن زياد[/COLOR] حين عبر المضيق نزل عند هذا الجبل، وقد ظل إلى الآن حتى في اللغة [COLOR=red]الإسبانية[/COLOR] يسمى [COLOR=red]جبل طارق[/COLOR] ومضيق [COLOR=red]جبل طارق[/COLOR] .[/B]
[B] ومن [COLOR=red]جبل طارق[/COLOR] انتقل [COLOR=red]طارق بن زياد[/COLOR] إلى منطقة واسعة تسمى [COLOR=red]الجزيرة الخضراء[/COLOR] ، وهناك قابل الجيش الجنوبي [SIZE=6][COLOR=blue]للأندلس[/COLOR][/SIZE] ، وهو حامية جيش النصارى في هذه المنطقة فلم تكن قوة كبيرة ، وكعادة الفاتحين المسلمين فقد عرض [COLOR=red]طارق بن زياد[/COLOR] عليهم : الدخول في الإسلام ويكون لكم ما لنا وعليكم ما علينا ونترككم وأملاككم ، أو دفع الجزية ونترك لكم أيضا ما في أيديكم ، أو القتال ، ولن نؤخركم إلا لثلاث ، لكن تلك الحامية أخذتها العزة وأبت إلا القتال ، فكانت الحرب وكانت سجالاً بين الفريقين حتى انتصر عليهم [COLOR=red]طارق بن زياد[/COLOR] ، فأرسل زعيم تلك الحامية رسالة عاجلة إلى [COLOR=red]لذريق [/COLOR]وكان في[COLOR=red] طليطلة [/COLOR]عاصمة [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] ، يقول له فيها: أدركنا يا [COLOR=red]لذريق [/COLOR]؛ فإنه قد نزل علينا قوم لا ندري أهم من أهل الأرض أم من أهل السماء ؟![/B]

[B]حقاً فهم أناس غريبون ، فقد كان من المعروف عندهم أن الفاتح أو المحتل لبلد آخر إنما تقتصر مهمته على السلب والنهب لخيرات البلد ، والذبح والقتل في كثير من الأحيان ، أما أن يجدوا أناساً يعرضون عليهم الدخول في دينهم ويتركون لهم كل شيء ، أو أن يدفعوا لهم الجزية وأيضاً يتركون لهم كل شيء ، فهذا مما لم يعهدوه من قبل في تاريخهم وفي حياتهم ، وفضلاً عن هذا فقد كانوا في قتالهم من المهرة الأكفاء ، وفي ليلهم من الرهبان المصلين ، فلم يدري قائد الحامية في رسالته إلى [COLOR=red]لذريق[/COLOR] أهُم من [COLOR=black]أهل الأرض، أم هم من أهل السماء ؟! وصدق وهو كذوب ؛ فهم من جند الله ومن حزبه [/COLOR][/B]
[B][COLOR=red][COLOR=black]{[/COLOR] [SIZE=6]أُولَئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ المُفْلِحُونَ[/SIZE] [/COLOR][COLOR=black]} [SIZE=4][المجادلة:22[/SIZE][/COLOR][SIZE=4]][/SIZE] .[/B]
[CENTER][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/CENTER]
[RIGHT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]حين وصلت رسالة قائد الحامية إلى [COLOR=red]لذريق[/COLOR] جن جنونه ، وفي غرور وصلف جمّع جيشا قوامه مائة ألف من الفرسان ، وجاء بهم من الشمال إلى الجنوب يقصد جيش المسلمين ، كان [COLOR=red]طارق بن زياد[/COLOR] في سبعة آلاف فقط من المسلمين جلهم من الرّجّالة وعدد محدود جداً من الخيل ، فلما أبصر أمر [COLOR=red]لذريق[/COLOR] وجد صعوبة جداً في هذا القياس ، سبعة آلاف أمام مائة ألف ، فأرسل إلى [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] يطلب منه المدد ، فبعث إليه [COLOR=red]طريف بن مالك[/COLOR] على رأس خمسة آلاف آخرين رجالة أيضاً .[/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B] وصل[COLOR=red] طريف بن مالك[/COLOR] إلى[COLOR=red] طارق بن زياد[/COLOR] وأصبح عدد جيش المسلمين اثني عشر ألف مقاتل ، وبدأ [COLOR=red]طارق بن زياد[/COLOR] يستعد للمعركة ، فكان أول ما صنع بحث عن أرض تصلح للقتال حتى هداه البحث إلى منطقة تسمى في التاريخ [COLOR=red]وادي البرباط[/COLOR] ، وتسمى في بعض المصادر [COLOR=red]وادي لُقّة[/COLOR] أو [COLOR=red]لِقة[/COLOR] بالكسر، وتسميها بعض المصادر أيضا [COLOR=red]وادي لُكّة[/COLOR] .[/B][/SIZE][/FONT][/RIGHT]

[SIZE=5][RIGHT] [/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT] [/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT] [FONT=Traditional Arabic][B]ولقد كان لاختيار[COLOR=red] طارق بن زياد[/COLOR] لهذا المكان أبعاد استراتيجية وعسكرية عظيمة ، فقد كان من خلفه وعن يمينه جبل شاهق ، وبه حمى ظهره وميمنته فلا يستطيع أحد أن يلتف حوله ، وكان في ميسرته أيضا بحيرة عظيمة فهي ناحية آمنة تماما ، ثم وضع على المدخل الجنوبي لهذا الوادي ( أي في ظهره ) فرقة قوية بقيادة [COLOR=red]طريف بن مالك ؛[/COLOR] حتى لا يباغت أحد ظهر المسلمين ، ومن ثم يستطيع أن يستدرج قوات النصارى من الناحية الأمامية إلى هذه المنطقة، ولا يستطيع أحد أن يلتف من حوله ، ومن بعيد جاء[COLOR=red] لذريق[/COLOR] في أبهى زينة ، يلبس التاج الذهبي والثياب الموشاة بالذهب ، وقد جلس على سرير محلى بالذهب يجره بغلين ، فلم يستطع أن يتخلى عن دنياه حتى وهو في لحظات الحروب والقتال ، وقدم على رأس مائة ألف من الفرسان ، وجاء معه بحبال محملة على بغال ؛ لتقييد المسلمين بها وأخذهم عبيدا بعد انتهاء المعركة ، وهكذا في صلف وغرور ظن أنه حسم المعركة لصالحه ؛ فبمنطقه وبقياسه أن اثني عشر ألفا يحتاجون إلى الشفقة والرحمة ، وهم أمام مائة ألف من أصحاب الأرض مصدر الإمداد .[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT] [/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT][FONT=Traditional Arabic] [/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic] [/FONT][RIGHT][B][FONT=Traditional Arabic]وفي الثامن والعشرين من شهر رمضان سنة اثنتين وتسعين من الهجرة يتم اللقاء في[COLOR=red] وادي برباط[/COLOR][COLOR=black] ، وتدور[/COLOR] معركة هي من أشرس المعارك في تاريخ المسلمين ، [U][SIZE=6][COLOR=darkred]وإن الناظر العادي إلى طرفي المعركة ليدخل في قلبه الشفقة حقا على المسلمين الذين لا يتعدى عددهم الاثني عشر ألفا وهم يواجهون مائة ألف كاملة ، فبمنطق العقل كيف يقاتلون فضلا عن أن يَغلبوا ؟![/COLOR][/SIZE][/U][/FONT][/B][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT] [/RIGHT]
[CENTER][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/CENTER]
[/SIZE][/INDENT][/RIGHT]
[/FONT][/SIZE][SIZE=5][COLOR=darkorange][RIGHT]

[/RIGHT]
[/COLOR][CENTER][B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][COLOR=darkgreen]نظرة إلى الفريقين :[/COLOR][/SIZE][/FONT][/B][/CENTER]
[COLOR=darkgreen][RIGHT]

[/RIGHT]
[/COLOR][/SIZE][INDENT][RIGHT][FONT=Traditional Arabic][B]رغم المفارقة الواضحة جدا بين الفريقين إلا أن الناظر المحلل ليرى أن الشفقة كل الشفقة على جيش المائة ألف ، فالطرفان { [COLOR=red][SIZE=6]خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ[/SIZE] [/COLOR][COLOR=black]} [SIZE=4][الحج:19][/SIZE][/COLOR] ، وشتان بين الخصمين ، شتان بين فريق خرج طائعا مختارا ، راغبا في الجهاد ، وبين فريق خرج مُكرها مضطرا مجبورا على القتال ، شتان بين فريق خرج مستعدًا للاستشهاد ، مسترخصا الحياة من أجل عقيدته ، متعالياً على كل روابط الأرض ومنافع الدنيا ، أسمى أمانيه الموت في سبيل الله ، وبين فريق لا يعرف من هذه المعاني شيئا ، أسمى أمانيه العودة إلى الأهل والمال والولد ، شتان بين فريق يقف فيه الجميع صفا واحدا كصفوف الصلاة ، الغني بجوار الفقير ، والكبير بجوار الصغير ، والحاكم بجوار المحكوم ، وبين فريق يمتلك فيه الناس بعضهم بعضا ويستعبد بعضهم بعضا ، فهذا فريق يقوده رجل رباني [COLOR=red]طارق بن زياد[/COLOR] يجمع بين التقوى والحكمة ، وبين الرحمة والقوة ، وبين العزة والتواضع ، وذاك فريق يقوده متسلط مغرور ، يعيش مترفا مُنعّما بينما شعبه يعيش في بؤس وشقاء وقد ألهب ظهره بالسياط ، هذا جيش توزع عليه أربعة أخماس الغنائم بعد الانتصار ، وذاك جيش لا ينال شيئا ، وإنما يذهب كله إلى الحاكم المتسلط المغرور وكأنما حارب وحده ، هذا فريق ينصره الله ويؤيده ربه خالق الكون ومالك الملك سبحانه وتعالى، وذاك فريق يحارب الله ربه ويتطاول على قانونه وعلى شرعه سبحانه وتعالى ، وبإيجاز فهذا فريق الآخرة وذاك فريق الدنيا ، فعلى من تكون الشفقة إذن ؟! على من تكون الشفقة وقد قال سبحانه وتعالى: { [SIZE=6][COLOR=red]كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ[/COLOR][/SIZE] } [SIZE=4][المجادلة:21][/SIZE] . على من تكون الشفقة وقد قال سبحانه وتعالى : { [SIZE=6][COLOR=red]وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى المُؤْمِنِينَ سَبِيلًا[/COLOR][/SIZE] } [SIZE=4][النساء:141][/SIZE] . فالمعركة إذن باتت وكأنها محسومة قبلاً .[/B][/FONT][/RIGHT]

[CENTER][FONT=Traditional Arabic][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/FONT][/CENTER]
[/INDENT][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]
[RIGHT]
[/RIGHT]
[/FONT][CENTER][FONT=Traditional Arabic][B][SIZE=7][COLOR=red]وادي برباط[/COLOR] وشهر رمضان :[/SIZE][/B][/FONT][/CENTER]
[FONT=Traditional Arabic][RIGHT][INDENT][B]هكذا وفي شهر مضان بدأت معركة [COLOR=red]وادي برباط[/COLOR] الغير متكافئة ظاهرياً والمحسومة بالمنطق الرباني ، بدأت في شهر الصيام والقرآن ، الشهر الذي ارتبط اسمه بالمعارك والفتوحات والانتصارات ، ولكن وللأسف تحول هذا الشهر الآن إلى موعد مع الزمن لإنتاج أحدث المسلسلات والأفلام وغيرها ، تحول إلى نوم بالنهار وسهر بالليل لا للقرآن أو للقيام ، ولكن لمتابعة أو ملاحقة المعروضات الجديدة على الفضائيات وغير الفضائيات ، تحول إلى شهر المراوغة من العمل ، وقد كان المسلمون ينتظرونه للقيام بأشق الأعمال وأكدّها ، تحول إلى شهر الضيق وافتعال المضايقات ، وهو شهر الصبر والجهاد وتهذيب للنفس ، ففي هذا الشهر الكريم وقبل العيد بيوم أويومين - وهكذا كانت أعياد المسلمين - وعلى مدى ثمانية أيام متصلة دارت رحى الحرب ، وبدأ القتال الضاري الشرس بين المسلمين والنصارى ، أمواج من النصارى تنهمر على المسلمين ، والمسلمون صابرون صامدون .. {[/B][B][SIZE=6][COLOR=red]رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا[/COLOR][/SIZE] } [SIZE=4][الأحزاب:23][/SIZE] . [/B]
[B]وعلى هذا الحال ظل الوضع طيلة ثمانية أيام متصلة انتهت بنصر مؤزّر للمسلمين بعد أن علم الله صبرهم وصدق إيمانهم ، وقتل [COLOR=red]لذريق[/COLOR] ، وفي رواية أنه فر إلى الشمال ، لكنه اختفى ذكره إلى الأبد ، [U][SIZE=6][COLOR=darkred]وقد تمخض عن هذه المعركة عدة نتائج كان أهمها:[/COLOR][/SIZE][/U][/B]

[B]1 - طوت [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] صفحة من صفحات الظلم والجهل والاستبداد ، وبدأت صفحة جديدة من صفحات الرقي والتحضر من تاريخ الفتح الإسلامي .[/B]

[B]2 - غنم المسلمون غنائم عظيمة كان أهمها الخيول ، فأصبحوا خيّالة بعد أن كانوا رجّالة .[/B]

[B]3 - بدأ المسلمون المعركة وعددهم اثنا عشر ألفا ، وانتهت المعركة وعددهم تسعة آلاف ، فكانت الحصيلة ثلاثة آلاف شهيد رووا بدمائهم الغالية أرض [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] ، فأوصلوا هذا الدين إلى الناس ، فجزاهم الله عن الإسلام خيراً .[/B][/INDENT][/RIGHT]
[/FONT][/SIZE][SIZE=5][RIGHT]


[/RIGHT]
[CENTER][FONT=Traditional Arabic][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/FONT][/CENTER]
[/SIZE][FONT=Traditional Arabic][RIGHT]
[/RIGHT]
[/FONT][FONT=Traditional Arabic][RIGHT]

[/RIGHT]
[/FONT]

أبو أنس الأنصاري 04-17-2009 05:30 PM

[CENTER][FONT=Traditional Arabic][B][SIZE=7][COLOR=red][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/COLOR][/SIZE][/B][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][B][SIZE=7][COLOR=red]طارق بن زياد[/COLOR] وقضية[COLOR=darkorange] حرق السفن[/COLOR] !!![/SIZE][/B]
[IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/FONT][/CENTER]
[RIGHT]
[INDENT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]قبل الانتقال إلى ما بعد وادي [COLOR=red]برباط [/COLOR][U][COLOR=darkgreen]كان[/COLOR][COLOR=darkgreen] لا بد[/COLOR][COLOR=darkgreen] لنا من وقفة أمام قضية اشتهرت وذاع صيتها كثيرا في التاريخ الإسلامي بصفة عامة والتاريخ الأوروبي بصفة خاصة ، وهي قضية حرق [COLOR=red]طارق بن زياد[/COLOR] للسفن التي عَبَر بها إلى بلاد [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] قبل موقعة وادي برباط مباشرة .[/COLOR][/U][/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic] [/FONT]
[SIZE=5][COLOR=darkgreen] [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=darkgreen] [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=darkgreen] [/COLOR][RIGHT][B][FONT=Traditional Arabic]فما حقيقة ما يقال من أن [COLOR=red]طارق بن زياد[/COLOR] أحرق كل السفن التي عبر عليها ؟ وذلك حتى يحمس الجيش على القتال ، وقد قال لهم : [SIZE=6][COLOR=darkred]البحر من ورائكم والعدو من أمامكم فليس لكم نجاة إلا في السيوف .[/COLOR][/SIZE][/FONT][/B][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=red][RIGHT] [/RIGHT]
[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=red][RIGHT] [/RIGHT]
[/COLOR][RIGHT][FONT=Traditional Arabic][B]في حقيقة الأمر فإن هناك من المؤرخين من يؤكد صحة هذه الرواية ، ومنهم من يؤكد بطلانها ، [U]والحق أن هذه الرواية من الروايات الباطلة التي أُدخلت إدخالاً على تاريخ المسلمين ، وذلك للأسباب الآتية :[/U][/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic][RIGHT] [/RIGHT]
[/FONT][RIGHT][FONT=Traditional Arabic][B][SIZE=7][COLOR=red]أولاً :[/COLOR][/SIZE] أن هذه الرواية ليس لها سند صحيح في التاريخ الإسلامي ، فعلم الرجال وعلم الجرح والتعديل الذي تميز به المسلمون عن غيرهم يحيلنا إلى أن الرواية الصحيحة لا بد أن تكون عن طريق أناس موثوق فيهم، وهذه الرواية لم ترد أبدا في روايات المسلمين الموثوق في تأريخهم ، وإنما أتت إلينا من خلال المصادر والروايات الأوروبية التي كتبت عن موقعة [COLOR=red]وادي[/COLOR] [COLOR=red]برباط[/COLOR] .[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT][FONT=Traditional Arabic] [B][SIZE=7][COLOR=red]ثانياً :[/COLOR][/SIZE] أنه لو حدث فعلا إحراق لهذه السفن كان لا بد أن يحدث رد فعل من قِبَل [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] أو [COLOR=red]الوليد بن عبد الملك[/COLOR] استفسارا عن هذه الواقعة ، فكان لا بد أن يكون هناك حوار بين [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] [COLOR=red]وطارق بن زياد[/COLOR] حول هذه القضية ، ولا بد أن يكون هناك تعليق من [COLOR=red]الوليد بن عبد الملك[/COLOR] ، وأيضا لابد أن يكون هناك تعليق من علماء المسلمين : هل يجوز هذا الفعل أم لا يجوز ؟ وكل المصادر التاريخية التي أوردت هذه الرواية وغيرها لم تذكر على الإطلاق أي رد فعل من هذا القبيل ؛ مما يعطي شكا كبيرا في حدوث مثل هذا الإحراق .[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT][FONT=Traditional Arabic] [B][SIZE=7][COLOR=red]ثالثاً :[/COLOR][/SIZE] أن المصادر الأوروبيّة قد أشاعت هذا الأمر ؛ لأن الأوروبيين لم يستطيعوا تفسير كيف انتصر اثنا عشر ألفا من المسلمين الرجّالة على مائة ألف فارس من القوط النصارى في بلادهم وعقر دارهم ، وفي أرض عرفوها وألفوها ؟![/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT][FONT=Traditional Arabic] [B]ففي بحثهم عن تفسير مقنع لهذا الانتصار الغريب قالوا : إن [COLOR=red]طارقا[/COLOR] قام بإحراق سفنه لكي يضع المسلمين أمام إحدى هاتين : الغرق في البحر من ورائهم ، أو الهلاك المحدق من قبل النصارى من أمامهم ، وكلا الأمرين موت محقق ؛ ومن ثم فلم يكن هناك حلا لهذه المعادلة الصعبة إلا بالاستماتة في القتال للهروب من الموت المحيط بهم ، فكانت النتيجة الطبيعية الانتصار ، أما إذا كانت الظروف طبيعية لكانوا قد ركبوا سفنهم وانسحبوا عائدين إلى بلادهم .[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT][FONT=Traditional Arabic] [B]وهكذا فسّر الأوروبيين النصارى السر الأعظم في انتصار المسلمين في [COLOR=red]وادي برباط[/COLOR] ، وهم معذورون في ذلك ؛ فهم لم يُجربوا ولم يفقهوا القاعدة الإسلامية المشهورة والمسجلة في كتابه سبحانه وتعالى والتي تقول : [/B][B][COLOR=red][COLOR=black]{[/COLOR] [SIZE=6]كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ[/SIZE] [/COLOR][COLOR=black]} [SIZE=4][[/SIZE][/COLOR][SIZE=4][COLOR=black]البقرة[/COLOR][COLOR=black]:249][/COLOR][/SIZE] . [/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT][FONT=Traditional Arabic] [B]فالناظر في صفحات التاريخ الإسلامي يجد أن الأصل هو أن ينتصر المسلمون وهم قلة على أعدائهم الكثيرين ، بل ومن العجيب أنه إذا زاد المسلمون على أعدائهم في العدد فتكون النتيجة هي الهزيمة للمسلمين ، وذلك هو ما حدث يوم حنين { [COLOR=red][SIZE=6]وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ[/SIZE] [/COLOR][COLOR=black]}[/COLOR] [SIZE=4][التوبة:25][/SIZE] . [/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT][FONT=Traditional Arabic] [B]ومن هنا فقد حاول الأوروبيون على جهل منهم وسوء طوية أن يضعوا هذا التفسير وتلك الحجة الواهية حتى يثبتوا أن النصارى لم يُهزموا في ظروف متكافئة ، وأن المسلمين لم ينتصروا إلا لظروف خاصة جدا .[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT][FONT=Traditional Arabic] [B][SIZE=7][COLOR=red]رابعاً:[/COLOR][/SIZE] متى كان المسلمون يحتاجون إلى مثل هذا الحماس التي تُحرّق فيه سفنهم ؟! وماذا كانوا يفعلون في مثل هذه المواقف - وهي كثيرة - والتي لم يكن هناك سفن ولا بحر أصلا ؟! فالمسلمون إنما جاءوا إلى هذه البلاد راغبين في الجهاد طالبين الموت في سبيل الله ؛ ومن ثم فلا حاجة لهم بقائد يحمسهم بحرق سفنهم وإن كان هذا يعد جائزا في حق غيرهم .[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT][FONT=Traditional Arabic] [B][SIZE=7][COLOR=red]خامساً:[/COLOR][/SIZE] ليس من المعقول أن قائدا محنكا مثل [COLOR=red]طارق بن زياد[/COLOR] رحمه الله يقدم على إحراق سفنه وإحراق خط الرجعة عليه ، فماذا لو انهزم المسلمون في هذه المعركة وهو أمر وارد وطبيعي جدا ؟ ألم يكن من الممكن أن تحدث الكرة على المسلمين خاصة وهم يعلمون قوله تعالى: { [SIZE=6][COLOR=red]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ[/COLOR][/SIZE] [SIZE=4](15)[/SIZE] [SIZE=6][COLOR=red]وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المَصِيرُ[/COLOR][/SIZE] } [SIZE=4][الأنفال:15-16][/SIZE] [/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT][FONT=Traditional Arabic] [B]فهناك إذن احتمال من أن ينسحب المسلمون من ميدان المعركة ؛ وذلك إما متحرفين لقتال جديد ، وإمّا تحيزا إلى فئة المسلمين ، وقد كانت فئة المسلمين في المغرب في الشمال الأفريقي ، فكيف إذن يقطع طارق بن زياد على نفسه التحرف والاستعداد إلى قتال جديد ، أو يقطع على نفسه طريق الانحياز إلى فئة المسلمين ؟![/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT][FONT=Traditional Arabic] [B]ومن هنا فإن مسألة حرق السفن هذه تعد تجاوزا شرعيا كبيرا لا يقدم عليه من هو في ورع وعلم [COLOR=red]طارق بن زياد[/COLOR] رحمه الله ، وما كان علماء المسلمين وحكّامهم ليقفوا مكتوفي الأيدي حيال هذا الفعل إن كان قد حدث .[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT][FONT=Traditional Arabic] [B][SIZE=7][COLOR=red]سادساً :[/COLOR][/SIZE] وهو الأخير في الرد على هذه الرواية أن [COLOR=red]طارق بن زياد[/COLOR] كان لا يملك كل السفن التي كانت تحت يديه ؛ فبعضها كان قد أعطاها له[COLOR=red] يوليان[/COLOR] صاحب [COLOR=red]سبتة [/COLOR]بأجرة ليعبر عليها ثم يعيدها إليه بعد ذلك فيعبر بها هو ( [COLOR=red]يوليان[/COLOR] ) إلى[COLOR=red] إسبانيا[/COLOR] كما وضحنا سابقا ، ومن ثم فلم يكن من حق [COLOR=red]طارق بن زياد[/COLOR] إحراق هذه السفن .[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT][FONT=Traditional Arabic] [B]لكل هذه الأمور نقول : [U]إن قصة حرق السفن هذه قصة مختلقة ، وما أُشيعت إلا لتهون من فتح [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] وانتصار المسلمين .[/U][/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE][/INDENT][/RIGHT]




[CENTER][B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][U][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/U][/SIZE][/FONT][/B][/CENTER]

أبو أنس الأنصاري 04-17-2009 05:35 PM

[CENTER][B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][U][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/U][/SIZE][/FONT][/B]


[FONT=Traditional Arabic][B][COLOR=black][SIZE=7][COLOR=red]طارق بن زياد[/COLOR] بعد [COLOR=darkgreen]وادي برباط[/COLOR][/SIZE][/COLOR][/B][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/FONT][/CENTER]

[INDENT][RIGHT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]بعد النصر الكبير الذي أحرزه المسلمون في وادي برباط ورغم فقدهم [COLOR=red]ثلاثة آلاف شهيد [/COLOR]، وجد [COLOR=red]طارق بن زياد[/COLOR] أن هذا الوقت هو[U] أفضل الفرص لاستكمال الفتح وإمكان تحقيقه بأقل الخسائر ؛ وذلك لما كان يراه من الأسباب الآتية :[/U][/B][/SIZE][/FONT]



[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic][B]1 - النتيجة الحتمية لانتصار اثني عشر ألفا على مائة ألف ، وهي الروح المعنوية العالية لدى جيش المسلمين .[/B][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic][B]2 - وفي مقابل ذلك ما كان من أثر الهزيمة القاسية على القوط النصاري ، والتي جسدت انعدام تلك الروح وفقدانها تماما[/B][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic][B]3 - وإضافة إلى انعدام الروح المعنوية فقد قتل من القوط النصارى وتفرق منهم الكثير ؛ فأصبحت قوتهم من الضعف والهوان بمكان كبير.[/B][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic][B]4 - وجد طارق بن زياد أن كون لذريق المستبد بعيدا عن الناس وعن التأثير فيهم ؛ وذلك كونه قُتل أو فر، وكون الناس له كارهين - وجد أن في هذا فرصة كبيرة لأن يُعلّم الناس دين الله سبحانه وتعالى ، ومن ثم فقد يقبلوه ويدخلون فيه .[/B][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic][B]5 - لم يضمن طارق بن زياد أن يظل[COLOR=red] يوليان صاحب سبتة[/COLOR] على عهده معه مستقبلا ؛ ومن ثم فعليه أن ينتهز هذه الفرصة ويدخل بلاد الأندلس مستكملا الفتح .[/B][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic][B]ولهذه الأسباب فقد أخذ طارق بن زياد جيشه بعد انتهاء المعركة مباشرة واتجه شمالا لفتح بقية بلاد الأندلس ، فاتجه إلى[COLOR=red] إشبيلية[/COLOR] وكانت أعظم مدن الجنوب على الإطلاق ، وكانت تتميز بحصانتها وارتفاع أسوارها وقوة حاميتها ، لكن رغم كل هذا فقد تحقق فيها[COLOR=black] حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يرويه البخاري عن جَابِر بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :[/COLOR][COLOR=darkgreen][SIZE=6] أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي: نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ ، وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ، وَأُحِلَّتْ لِي الْمَغَانِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ، وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً .[/SIZE][/COLOR][/B][/FONT][/SIZE][/RIGHT]

[SIZE=5] [/SIZE]
[SIZE=5] [/SIZE]
[SIZE=5] [/SIZE]
[SIZE=5] [RIGHT][FONT=Traditional Arabic][B]ففتحت المدينة أبوابها للمسلمين دون قتال ، وصالحت على الجزية ، ولا بد هنا وقبل استكمال مسيرة الفتح من وقفة مع مصطلح الجزية لبيان كنهه وحقيقته .[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5] [RIGHT][FONT=Traditional Arabic][B]وقفة مع الجزية :[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT] [FONT=Traditional Arabic][B]لم يكن المسلمون بدعا بين الأمم حين أخذوا الجزية من البلاد التي فتحوها ودخلت تحت ولايتهم ، فإن أخذ الأمم الغالبة للجزية من الأمم المغلوبة أمر حدث كثيرا ويشهد به التاريخ ، ورغم ذلك فقد كثر الكلام حول أمر الجزية في الإسلام ، ودعوة القرآن لأخذها من أهل الكتاب ، حتى رأى البعض أن الجزية هذه ما هي إلا صورة من صور الظلم والقهر ، والإذلال للشعوب التي دخلت تحت ولاية المسلمين ، وهذا فيه إجحاف كبير ومغايرة للحقيقة ، نحن بصدد الكشف عنه وبيانه فيما يلي :[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT] [FONT=Traditional Arabic][B][SIZE=7][COLOR=red]أولاً[/COLOR][/SIZE] : تعريف الجزية[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT] [FONT=Traditional Arabic][B]الجزية في اللغة مشتقة من مادة ( ج ز ي ) بمعنى جَزاهُ بما صنع، تقول العرب : جزى يجزي ، إذا كافأ عما أسدي إليه ، والجزية مشتق من المجازاة على وزن فِعلة ، بمعنى أنهم أعطوها جزاءَ ما مُنحوا من الأمن .[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT] [FONT=Traditional Arabic][B]وهي في الاصطلاح تعني : ضريبة يدفعها أهل الكتاب بصفة عامة ، ويدفعها المجوس والمشركون في آراء بعض الفقهاء الغالبة ، نظير أن يدافع عنهم المسلمون ، وإن فشل المسلمون في الدفاع عنهم ترد إليهم جزيتهم وقد تكرر هذا في التاريخ الإسلامي كثيرا .[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT] [FONT=Traditional Arabic][B][SIZE=7][COLOR=red]ثانياً:[/COLOR][/SIZE] على مَن تُفرض الجزية ؟[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT] [FONT=Traditional Arabic][B]من رحمة الإسلام وعدله أن خص بالجزية طائفة ومنعها عن آخرين، فهي :[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT] [FONT=Traditional Arabic][B]- تؤخذ من الرجال ولا تؤخذ من النساء.[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT] [FONT=Traditional Arabic][B]- تؤخذ من الكبار البالغين ولا تؤخذ على الأطفال.[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT] [FONT=Traditional Arabic][B]- تؤخذ من الأصحاء ولا تؤخذ على المرضى وأصحاب العاهات الغير قادرين على القتال .[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT] [FONT=Traditional Arabic][B]- تؤخذ من الغني ولا تؤخذ من الفقير ، بل إن الفقير من أهل الكتاب ( النصارى واليهود ) والمجوس والمشركين قد يأخذون من بيت مال المسلمين إن كانوا في بلد يحكم فيها بالإسلام .[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT] [FONT=Traditional Arabic][B]فهي تؤخذ من القادرين الذين يستطيعون القتال فقط ، ولا تؤخذ من القادرين الذين تفرغوا للعبادة.[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT] [FONT=Traditional Arabic][B][SIZE=7][COLOR=red]ثالثاً:[/COLOR][/SIZE] قيمة الجزية :[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT] [FONT=Traditional Arabic][B]لا حظ إذن لمن طعن في أمر الجزية وقال بأنها من صور الظلم والقهر والإذلال للشعوب ، خاصة حين يعلم أنها تُدفع في مقابل الزكاة التي يدفعها المسلمون ، بل ما الخطب إذا علم أن قيمة الجزية هذه أقل بكثير من قيمة ما يدفعه المسلمون في الزكاة ؟[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT] [FONT=Traditional Arabic][B]في هذا الوقت الذي دخل فيه المسلمون الأندلس كان قيمة ما يدفعه الفرد ( ممن تنطبق عليه الشروط السابقة ) من الجزية للمسلمين هو دينارا واحدا في السنة ، بينما كان المسلم يدفع ٥ر٢% من إجمالي ماله إن كان قد بلغ النصاب وحال عليه الحول ، وفي حالة إسلام الذمي تسقط عنه الجزية ، وإذا شارك مع المسلمين في القتال دفعوا له أجره ، فالمبالغ التي كان يدفعها المسلمون في الزكاة كانت أضعاف ما كان يدفعه أهل الكتاب وغيرهم في الجزية ، تلك الزكاة التي هي نفسها أقل من أي ضريبة في العالم ؛ فهناك من يدفع 10 و 20 % ضرائب ، بل هناك من يدفع 50 وأحيانا 70 % ضرائب على ماله ، بينما في الإسلام لا تتعدى الزكاة 2.5 % ، فالجزية كانت أقل من الزكاة المفروضة على المسلمين ، وهي بهذا تعد أقل ضريبة في العالم ، بل كانت أقل بكثير مما كان يفرضه أصحاب الحكم أنفسهم على شعوبهم وأبناء جلدتهم .[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT] [FONT=Traditional Arabic][B]وفوق ذلك فقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ألا يُكلّف أهل الكتاب فوق طاقاتهم ، بل توعّد صلى الله عليه وسلم من يظلمهم أو يُؤذيهم فقال في الحديث الشريف الذي رواه أبو داود والبيهقي في سننهما : [SIZE=6][COLOR=blue][COLOR=darkgreen]أَلَا مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِدًا ، أَوْ انْتَقَصَهُ ، أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ ، أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ فَأَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ[/COLOR] [/COLOR][/SIZE]. أي أنا الذي أخاصمه وأحاجه يوم القيامة .[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[/INDENT]
[CENTER][FONT=Traditional Arabic][B][SIZE=5][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/SIZE][/B][/FONT][/CENTER]

أبو أنس الأنصاري 04-19-2009 02:34 PM

[CENTER]
[IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG]

[FONT=Traditional Arabic][B][SIZE=+0][COLOR=black][SIZE=7][COLOR=red]طارق بن زياد[/COLOR] يتجه نحو الشمال[/SIZE][/COLOR][/SIZE][/B]
[B][SIZE=6][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/B][/FONT][/CENTER]
[RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT][INDENT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]توجه [COLOR=red]طارق بن زياد[/COLOR] بعد فتح [COLOR=red]أَشبيليّة[/COLOR] إلى مدينة[COLOR=red] أَسْتُجّة ،[/COLOR] و هي أيضا من مدن الجنوب ، وفي [COLOR=red]أستجة [/COLOR]قاتل المسلمون قتالا عنيفا ، لكنه - بلا شك - أقل مما كان في [COLOR=red]وادي برباط[/COLOR] ؛ فقد فَقَدَ النصارى معظم قواتهم في موقعة [COLOR=red]وادي برباط[/COLOR] ، وقبل أن ينتصر المسلمون في آواخر المعركة فتح النصارى أبوابهم وقالوا قد صالحنا على الجزية .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic] [/FONT]
[SIZE=5] [/SIZE]
[SIZE=5] [/SIZE]
[SIZE=5] [FONT=Traditional Arabic][B]وثمة فارق كبير جدا بين أن يصالح النصارى على الجزية ، وبين أن يفتح المسلمون المدينة فتحا ؛ لأنه لو فتح المسلمون هذه المدينة فتحا ( أي بالقتال ) لكان لهم أن يأخذوا كل ما فيها ، أمّا إن صالح النصارى على الجزية ، فإنهم يظلون يملكون ما يملكون ولا يدفعون إلا الجزية ، والتي كانت تقدّر آنذاك بدينار واحد في العام كما وضحنا سابقا .[/B][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5] [/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic] [/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic] [/FONT][RIGHT][FONT=Traditional Arabic][B][U]ومن [COLOR=red]أستجة[/COLOR] وبجيش لا يتعدى التسعة آلاف رجل يبدأ [COLOR=red]طارق بن زياد[/COLOR] بإرسال السرايا لفتح المدن الجنوبية الأخرى،[/U] وينطلق هو بقوة الجيش الرئيسة في اتجاه الشمال حتى يصل إلى[COLOR=red] طُلَيْطِلة [COLOR=black]عاصمة [/COLOR][/COLOR][SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] في ذلك الزمن، فقد بعث بسرية إلى [COLOR=red]قرطبة ،[/COLOR] وسرية إلى [COLOR=red]غِرناطة ،[/COLOR] وسرية إلى[COLOR=red] مَالْقة ،[/COLOR] وسرية إلى [COLOR=red]مُرْسِيَه [/COLOR]، وهذه كلها من مدن الجنوب المنتشرة على ساحل البحر الأبيض المتوسط ، والمطلة على مضيق [COLOR=red]جبل طارق[/COLOR] ، وكان كل من هذه السرايا لا يزيد عدد الرجال فيها عن سبعمائة رجل ، ومع ذلك فقد فُتحت[COLOR=red] قرطبة[/COLOR] على قوتها وعظمتها بسرية من تلك التي لا تتعدى السبعمائة رجل [ [COLOR=blue]وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى[/COLOR] ] [SIZE=4]{الأنفال:17}[/SIZE] . ثم ظل[COLOR=red] طارق بن زياد رحمه الله[/COLOR] متوجها ناحية الشمال حتى وصل إلى مدينة [COLOR=red]جَيّان[/COLOR] وهي من مدن النصارى الحصينة جدا . [/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT][FONT=Traditional Arabic] [/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic] [/FONT][/SIZE][/INDENT][/RIGHT]
[SIZE=5][CENTER]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][B]على أعتاب [COLOR=red]طُليطلة [/COLOR]!![/B][/SIZE][/FONT]
[IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/CENTER]
[/SIZE][INDENT]
[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][RIGHT] [/RIGHT]
[/SIZE][RIGHT][B]وكان [COLOR=red]موسى بن نصير [/COLOR][COLOR=black]رحمه الله[/COLOR] - الذي اتسم بالحكمة والأناة - قد أوصى [COLOR=red]طارق بن زياد[/COLOR] ألا يتجاوز مدينة [COLOR=red]جَيّان[/COLOR] أو لا يتجاوز مدينة [COLOR=red]قرطبة [/COLOR]، و أمره ألا يسرع في الفتح في طريقه إلى العاصمة [COLOR=red]طليطلة[/COLOR] حتى لا يحوطه جيش النصارى.[/B][/RIGHT]
[/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic][RIGHT] [B]لكن [COLOR=red]طارق بن زياد[/COLOR] وجد أن الطريق أمامه مفتوحًا ، ووجد أن الطريق إلى [COLOR=red]طليطلة[/COLOR] ليس فيه من الصعوبة شيء ؛ فاجتهد برأيه ، وعلى خلاف رأي الأمير [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] وجد أن هذا هو الوقت المناسب لفتح [COLOR=red]طليطلة[/COLOR] العاصمة، وقد كانت تعد أحصن مدن النصارى على الإطلاق ، فرأى أنه إن هاجمها في هذه الفترة التي يكتنف النصارى فيها ضعفا شديدا لا يستطيعون معه مقاومة جيش المسلمين فقد يتمكن من فتحها، الأمر الذي قد يتعذر بعد ذلك فلا يستطيع فتحها .[/B][/RIGHT]
[/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic][RIGHT] [B]وكان الأفضل في هذا الأمر أن يستشير[COLOR=green] طارق بن زياد[/COLOR] [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] في المغرب ، وأن يرسل إليه ولو رسالة يشرح له فيها طبيعة الموقف ، وأن الطريق مهيأ أمامه لفتح [COLOR=red]طليطلة[/COLOR] ، ويستوضح رأيه ورده في ذلك.[/B][/RIGHT]
[/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic][RIGHT] [B]أما[COLOR=red] طارق بن زياد[/COLOR] فقد أسرع في اتجاه [COLOR=red]طليطلة[/COLOR] دون استئذان من [COLOR=red]موسى بن نصير،[/COLOR] وكان [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] قد علم بتقدم [COLOR=red]طارق[/COLOR] لفتح [COLOR=red]طليطلة[/COLOR] ، ولكن لطول المسافات لم يستطع أن يلحق به فيكون مددا له .[/B][/RIGHT]
[/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic][RIGHT] [B]كانت مدينة [COLOR=red]طليطلة [/COLOR]من أحصن مدن [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس [/COLOR][/SIZE]، بل هي أحصن مدينة في [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس [/COLOR][/SIZE]؛ فقد كانت محاطة بجبال من جهة الشمال والشرق والغرب ، أما الجهة المفتوحة وهي الجنوب فعليها حصن كبير جدا .[/B][/RIGHT]
[/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic][RIGHT] [B][SIZE=6]ومع ذلك فقد فتحت أبوابها [COLOR=red]لطارق بن زياد[/COLOR] وصالحت على الجزية !!![/SIZE][/B][/RIGHT]
[/FONT][/SIZE][/INDENT][SIZE=5]


[CENTER][B][FONT=Traditional Arabic][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/FONT][/B][/CENTER]
[/SIZE]

أبو أنس الأنصاري 04-19-2009 02:44 PM

[CENTER][SIZE=5]

[B][FONT=Traditional Arabic][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/FONT][/B]

[FONT=Traditional Arabic][B][SIZE=7][COLOR=red]موسى[/COLOR] و[COLOR=darkgreen]طارق[/COLOR][/SIZE][/B]
[IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/FONT][/SIZE][/CENTER]
[SIZE=5]
[RIGHT]
[INDENT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B][U]لم ينل تقدم [COLOR=red]طارق بن زياد[/COLOR] بهذه السرعة في بلاد ا[SIZE=6][COLOR=blue]لأندلس[/COLOR][/SIZE] قبولاً لدى [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] ؛ إذ وجد فيه تهورا كبيرا لا تُؤْمن عواقبه ،[/U] وكان قد عُرف عن [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] الأناة والحكمة والصبر في كل فتوحاته في شمال أفريقيا حتى وصل إلى المغرب ، ومن ثم فقد بعث برسالة شديدة اللهجة إلى[COLOR=red] طارق بن زياد[/COLOR] يأمره فيها بالكف عن الفتح وبالانتظار حتى يصل إليه ؛ وذلك خشية أن تلتف حوله الجيوش النصرانية .[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic] [/FONT]
[SIZE=5] [/SIZE]
[SIZE=5] [/SIZE]
[SIZE=5] [FONT=Traditional Arabic][B]وفي أثناء ذلك بدأ [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] يُعد العدة لإمداد طارق بن زياد بعد أن انطلق إلى هذه الأماكن البعيدة الغائرة في وسط [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس [/COLOR][/SIZE]، فجهز من المسلمين ثمانية عشر ألفا .[/B][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic] [/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic] [/FONT][RIGHT][FONT=Traditional Arabic][B]ولكن من أين جاءوا وقد كان جيش الفتح لا يتعدى الاثنا عشر ألفا ؟![/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT][FONT=Traditional Arabic] [B]وذلك أن الناس من مشارق الأرض و مغاربها قد انهمروا على أرض [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] حين علموا أن فيها جهادا، فقد كان جل الاثني عشر ألف مسلم الذين فتحوا [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس [/COLOR][/SIZE]مع [COLOR=red]طارق بن زياد[/COLOR] من البربر ، أما هؤلاء الثمانية عشر ألفا فهم من العرب الذين جاءوا من [COLOR=red]اليمن والشام والعراق[/COLOR] ، اجتازوا كل هذه المفاوز البعيدة حتى وصلوا إلى بلاد [COLOR=red]المغرب[/COLOR] ، ثم عبروا مع [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] إلى بلاد [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس [/COLOR][/SIZE]نصرة ومددا [COLOR=red]لطارق بن زياد[/COLOR] .[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic][CENTER] [B][SIZE=7][COLOR=red]موسى بن نصير[COLOR=black] في طريقه إلى[/COLOR] طارق بن زياد :[/COLOR][/SIZE][/B][/CENTER]
[/FONT][COLOR=red][CENTER][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/CENTER]
[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=red][CENTER] [/CENTER]
[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=red][CENTER] [/CENTER]
[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=red][CENTER] [/CENTER]
[/COLOR][RIGHT][FONT=Traditional Arabic][B]عبر [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] بجيشه إلى بلاد ا[SIZE=6][COLOR=blue]لأندلس[/COLOR][/SIZE] وكان ما توقعه ؛ فقد وجد أن النصارى قد نقضوا عهدهم مع [COLOR=red]طارق [/COLOR]في [COLOR=red]أشبيلية [/COLOR]، وهي المدينة الحصينة الكبيرة التي كانت قد صالحت[COLOR=red] طارقا[/COLOR] على الجزية ، وكانوا قد جهّزوا العدة كي يأتوا [COLOR=red]طارقا [/COLOR]من خلفه ، ولكن يُقدّر الله أن يفاجَئوا بجيش [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] رحمهُ اللهُ وهو قادم فيحاصر [COLOR=red]أشبيليه [/COLOR].[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT][FONT=Traditional Arabic] [/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic] [/FONT][RIGHT][FONT=Traditional Arabic][B]كان [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] قائدا محنّكا ، له نظرة واعية وبُعد نظر ثاقب ، ولم يكن يومًا كما يدعي أناس أنه عطّل [COLOR=red]طارق بن زياد[/COLOR] عن الفتح حسدا أن ينسب إليه وحده فتح بلاد[SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] ، ومن ثم أراد أن يُشْرَك في الأمر معه . [/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT][FONT=Traditional Arabic] [B]فإن [COLOR=red]طارق بن زياد[/COLOR] من عمال [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] ، وواليه على [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] ، وحسنات [COLOR=red]طارق بن زياد[/COLOR] تعد في ميزان [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] رحمهما الله ؛ فقد دخل الإسلام على يديه ، وقد كان أقصى مراد [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] هو النصر لجيش المسلمين وعدم الهلكة له بعيدا عن أرضه . ومن ثم فقد قدم[COLOR=red] موسى بن نصير[/COLOR] وحاصر[COLOR=red] أشبيليه[/COLOR] حصارا شديدا غاب مداه شهورا حتى فتحت أبوابها أخيرا ، ثم جوّزها [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] إلى الشمال، ولم يكن يفتح المناطق التي فتحها [COLOR=red]طارق بن زياد[/COLOR] ، وإنما اتجه ناحية الشمال الغربي وهو الاتجاه الذي لم يسلكه [COLOR=red]طارق بن زياد[/COLOR] ؛ فقد أراد استكمال الفتح ومساعدة [COLOR=red]طارق بن زياد[/COLOR] وليس أخذ النصر أو الشرف منه . [/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT][FONT=Traditional Arabic] [B]واصل [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] سيره نحو [COLOR=red]طارق بن زياد[/COLOR] وفي طريقه فتح الكثير من المناطق العظيمة حتى وصل إلى منطقة تسمى [COLOR=red]مَرْدَه [/COLOR]، كل هذا [COLOR=red]وطارق بن زياد[/COLOR] في [COLOR=red]طليطلة[/COLOR] ينتظر قدومه ، وكانت [COLOR=red]مرده[/COLOR] هذه من المناطق التي تجمّع فيها كثير من القوط النصارى ، فحاصرها [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] حصارا بلغ مداه أيضا شهورا ، كان آخرها شهر رمضان ، ففي أواخره وفي عيد الفطر المبارك وبعد صبر طويل فتحت المدينة أبوابها ، وصالح أهلها [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] على الجزية ، فهكذا كانت تمر الأعياد على المسلمين.[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT][FONT=Traditional Arabic] [B]لم يكتف [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] بذلك ، بل أرسل ابنه عبد [COLOR=red]العزيز بن موسى[/COLOR][COLOR=red] بن نصير [/COLOR][COLOR=black]رحمهمُ اللهُ الذي[/COLOR] تربى كأبيه وجده على الجهاد ؛ ليفتح مناطق أوسع ناحية الغرب ، وقد توغل [COLOR=red]عبد العزيز[/COLOR] في الغرب كثيرا ، حتى إنه في فترات معدودة فتح كل غرب [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] والتي تسمى حاليا دولة [COLOR=red]البرتغال[/COLOR] ، فقد وصل إلى [COLOR=red]لشبونة[/COLOR] وفتحها ثم فتح البلاد التي في شمالها ، وبهذا يُعد [COLOR=red]عبد العزيز بن موسى بن نصير[/COLOR] فاتح [COLOR=red]البرتغال.[/COLOR][/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE][RIGHT]


[SIZE=5][B][FONT=Traditional Arabic][U]ذكرت بعض المصادر أنه لما التقى [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] [COLOR=red]وطارق بن زياد[/COLOR] أمسك [COLOR=red]موسى بطارق[/COLOR] وعنفه ووبّخه ، بل تذكر أنه قيّده وضربه بالسوط . والحقيقة أن مثل هذا لم يأت إلا من خلال الروايات الأوروبية فقط،[/U] وهو لم يحدث على الإطلاق ، والذي حدث أن [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] قد [COLOR=red]عنّف طارق بن زياد[/COLOR] بالفعل على معصيته له بعدم البقاء في[COLOR=red] قرطبة[/COLOR] أو[COLOR=red] جيّان[/COLOR] واستمراره حتى [COLOR=red]طليطلة[/COLOR] كما ذكرنا ، وقد كان تعنيفا سريعا إلا أنه كان لقاء حارا بين بطلين افترقا منذ سنتين كاملتين ، منذ رمضان سنة اثنتين وتسعين من الهجرة وحتى ذي القعدة سنة أربع وتسعين .. فقد أخذت الحملة التي قادها [COLOR=red]طارق بن زياد[/COLOR] حتى وصل إلى [COLOR=red]طليطلة [/COLOR]عاما كاملا، وكذلك استغرقت الحملة التي قادها[COLOR=red] موسى بن نصير[/COLOR] حتى قابل [COLOR=red]طارق[/COLOR] في نفس المكان عاما كاملا.[/FONT][/B][/SIZE][/RIGHT]

[SIZE=5][RIGHT] [/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT] [/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT] [B][FONT=Traditional Arabic]وبعد اللقاء اتحدا سويا واتجها معا إلى فتح منطقة الشمال والشمال الشرقي والشمال الغربي، فبدآ بمنطقة الشمال ومرّا بمناطق عدة، كان منها على سبيل المثال منطقة[COLOR=red] برشلونة[/COLOR] ففتحاها سويا [COLOR=red]([SIZE=6][COLOR=navy] الكثير لا يعلم عن برشلونة إلا أن هذا اسم فريق كرة قدم متميز ، ولم يدر بخلده أنه في يوم ما كان قد دخلها المسلمون الفاتحون وحكّموا فيها شرع الله سبحانه وتعالى [/COLOR][/SIZE]).[/COLOR][/FONT][/B][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=red][RIGHT] [/RIGHT]
[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=red][RIGHT] [/RIGHT]
[/COLOR][RIGHT][FONT=Traditional Arabic][B]وهكذا كانت همم الأجداد المسلمين التي ناطحت السحاب، فقد اتجها بعد ذلك سويا إلى مدينة [COLOR=red]سَرَقُسْطَة[/COLOR] وهي أعظم مدن الشمال الشرقي ففتحوها ، واتجها أيضا إلى منطقة شمال الوسط ، ثم إلى الشمال الغربي.[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT][FONT=Traditional Arabic] [/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic] [/FONT][RIGHT][FONT=Traditional Arabic][B]وفي منطقة الشمال قام [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] بعمل يُحسد عليه ؛ فقد أرسل سرية خلف جبال [COLOR=red]البِرِينيه [/COLOR]، وهي الجبال التي تفصل بين [COLOR=red]فرنسا[/COLOR] وبلاد[SIZE=6][COLOR=blue] الأندلس[/COLOR][/SIZE] ، وتقع في الشمال الشرقي من بلاد [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] ، عبرت هذه السرية جبال[COLOR=red] البرينيه[/COLOR] ثم وصلت إلى مدينة تُسمّى [COLOR=red]أربونة [/COLOR]، وتقع هذه المدينة على ساحل البحر الأبيض المتوسط ، وبذلك يكون[COLOR=red] موسى بن نصير[/COLOR] قد أسس نواة لمقاطعة إسلامية سوف تكبر مع الزمان كما سيأتي بيانه بمشيئة الله .[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT][FONT=Traditional Arabic] [B]وبعد هذه السرية الوحيدة التي فتحت جنوب غرب[COLOR=red] فرنسا[/COLOR] اتجه [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] بجيشه إلى الشمال الغربي حتى وصل إلى آخره ، وقد ظل المسلمون يفتحون مدن [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس [/COLOR][/SIZE]المدينة تلو الأخرى حتى تم الانتهاء من فتح كل بلاد [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس [/COLOR][/SIZE]، إلا منطقة واحدة في أقصى مناطق الشمال الغربي وتُسمى منطقة [COLOR=red]الصخرة[/COLOR] أو [COLOR=red]صخرة بيليه[/COLOR] ، وهي تقع على خليج [COLOR=red]بسكاي[/COLOR] عند التقائه مع المحيط الأطلنطي .[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT][FONT=Traditional Arabic] [B]ففي زمن قُدّر بثلاث سنوات ونصف السنة ، ابتدأ من سنة اثنتين وتسعين من الهجرة ، وانتهى في آخر سنة خمس وتسعين من الهجرة كان قد تم للمسلمين فتح كل بلاد [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] خلا صخرة[COLOR=red] بيليه[/COLOR] هذه ، ورغم أن المسلمين حاصروها حصارا طويلا إلا أنهم لم يستطعوا أن يفتحوها ، وعزم [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] رحمه الله على أن يتم فتح هذه الصخرة ويستكمل الفتح إلى نهايته ، إلا أنه حدث ما لم يجل بخاطره .[/B][/FONT][/RIGHT]
[/SIZE]
[SIZE=5][RIGHT][FONT=Traditional Arabic] [/FONT][/RIGHT]
[/SIZE][/INDENT][/RIGHT]
[/SIZE][SIZE=5][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]
[CENTER][B][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/B][/CENTER]
[/FONT][/SIZE][CENTER]
[/CENTER]
[/SIZE]

أبو أنس الأنصاري 04-21-2009 06:39 AM

[CENTER]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7]نهاية عهد [COLOR=red]الفتوحات [/COLOR]وبداية عهد [COLOR=red]الولاة[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/CENTER]
[RIGHT]

[INDENT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]من أقصى بلاد المسلمين.. من[COLOR=red] دمشق[/COLOR] .. من أمير المؤمنين " [COLOR=red]الوليد بن عبد الملك[/COLOR] " تصل رسالة إلى [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] [COLOR=red]وطارق بن زياد[/COLOR] بأن يعودا أدراجهما إلى[COLOR=red] دمشق[/COLOR] ولا يستكملا الفتح !![/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] أمر عجيب وغريب ! حزن له [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] وأسف أشد الأسف ، لكن لم يكن بُدّا من الاستجابة والعودة كما أُمر .[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]ولنا أن نندهش مع [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] لماذا هذا الأمر الغريب ؟! ولماذا كان في هذا التوقيت بالذات ؟! إلا أن هذه الدهشة سرعان ما تتبخر حين نعلم سبب ذلك عند [COLOR=red]الوليد بن عبد الملك[/COLOR] ، وكان ما يلي : [/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]1 - كان [COLOR=red]الوليد بن عبد الملك[/COLOR] يشغله همّ توغل المسلمين بعيدا عن ديارهم ، فهو المسئول عن المسلمين الذين انتشروا في كل هذه المناطق الواسعة ، وقد رأى أن المسلمين توغلوا كثيرا في بلاد [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس [/COLOR][/SIZE]في وقت قليل ، وخشي رحمه الله أن يلتف النصارى من جديد حول المسلمين ، فإن قوة المسلمين مهما تزايدت في هذه البلاد ، فهي قليلة وبعيدة عن مصدر إمدادها ، فأراد ألا يتوغل المسلمون أكثر من هذا .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]٢- كان من الممكن [COLOR=red]للوليد بن عبد الملك[/COLOR] أن يوقف الفتوح دون عودة [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] [COLOR=red]وطارق بن زياد[/COLOR] ، لكن كان هناك أمر آخر عجيب قد سمعه [COLOR=red]الوليد بن عبد الملك[/COLOR] جعله يُصرّ على عودة [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] وطارق بن زياد إلى[COLOR=red] دمشق[/COLOR] ، وهو أنه قد وصل إلى علمه أن [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] يريد بعد أن ينتهي من فتح بلاد [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] أن يفتح كل بلاد أوروبا حتى يصل إلى [SIZE=6][COLOR=blue]القسطنطينية[/COLOR][/SIZE] من الغرب.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] كانت [COLOR=blue]القسطنطينية [/COLOR]قد استعصت على المسلمين من الشرق ، وكثيرا ما ذهبت جيوش الدولة الأموية إليها ولم تُوفّق في فتحها . وهنا فكر [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] أن يخوض كل بلاد أوروبا ، فيفتح فرنسا ثم إيطاليا ثم يوغوسلافيا ثم رومانيا ثم بلغاريا ثم منطقة تركيا ، حتى يصل إلى[SIZE=6][COLOR=blue] القسطنطينية[/COLOR][/SIZE] من جهة الغرب ؛ أي أنه سيتوغل بالجيش الإسلامي في عمق أوروبا منقطعا عن كل مدد . فأرعب هذا الأمر [COLOR=red]الوليد بن عبد الملك[/COLOR] ، وفكر فيما لو احتاج هذا الجيش إلى مدد ؟ فالمدد على بعد شهور منه ، ويفصل بينه وبين بلاد المسلمين بحار وجبال وأراض واسعة ، فخشي [COLOR=red]الوليد بن عبد الملك[/COLOR] على جيش المسلمين من الهلكة وعجل بأمر عودة [COLOR=red]موسى بن نصير وطارق بن زياد [/COLOR].[/SIZE][/FONT]
[/INDENT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] [/SIZE][/FONT]
[/RIGHT]
[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][COLOR=blue]هِمّـةٌ عاليـة !..[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/CENTER]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT][INDENT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] وهنا لا بد لنا أن نقف وقفة عند هذه الهمّة العالية التي كانت بادية عند [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] ، خاصة إذا علمنا أنه عندما كان يفكر هذا التفكير كان يبلغ من العمر خمسة وسبعين سنة !!!.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]فلله دره.. شيخ كبير ومع ذلك يجاهد في سبيل الله ويركب الخيول ويفتح المدينة تلو المدينة ، يحاصر [COLOR=red]أشبيليّة[/COLOR] شهورا ويحاصر [COLOR=red]مرده[/COLOR] شهورا ، ثم يفتح[COLOR=red] برشلونة[/COLOR] [COLOR=red]وسرقسطة[/COLOR] والشمال الشرقي ، ثمّ يتجه إلى الشمال الغربي ويتجه إلى [COLOR=red]الصخرة[/COLOR] فيحاصرها ، ثم يريد أن يفتحها ويتجه إلى فرنسا وإيطاليا وغيرها حتى يصل إلى [SIZE=6][COLOR=blue]القسطنطينيّة[/COLOR][/SIZE] .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]أي همّة هذه التي عند هذا الشيخ الكبير التي تجعله يفعل كل هذا ويؤمّل لهذا التفكير وسنهُ خمس وسبعون سنة ! إنه ليضرب المثل لرجالات المسلمين اليوم وشيوخهم الذين بلغوا سنه أو أقل منه وظنوا أنهم قد ( [U][SIZE=6]خرجوا على المعاش[/SIZE][/U] ) وانتهت رسالتهم بخروجهم هذا ، فهي رسالة واضحة لهم بأن رسالتهم في الحياة لم تنته بعد ، فمن لتعليم الأجيال ؟! ومن لتوريث الخبرات ؟! ومن لتصحيح المفاهيم ؟! [/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]فقد بدأ [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] فتح الشمال الإفريقي وقد تجاوز أكثر من ستين سنة ، أي تجاوز سن المعاش في زمننا هذا ، ثم وهو في سن الخامسة والسبعين يحزن حزنا شديدا ولكن على ماذا كان حزنه ؟ [/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] حزن أولا على أمر [COLOR=red]الوليد بن عبد الملك[/COLOR] له بتركه أرض الجهاد ، فقد كان متشوقا جدا له ؛ ليتعرض للشهادة لكنها لم تصبه . ثم حزن ثانيا حزنا شديدا لأن [COLOR=red]الصخرة[/COLOR] لم تفتح بعد ، ثم حزن ثالثا وكان حزنه أشد لأنه لم يستكمل حلم فتح [SIZE=6][COLOR=blue]القسطنطينية[/COLOR][/SIZE] من قِبَل الغرب كما كان يتمنى .[/SIZE][/FONT]
[/INDENT][RIGHT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT][/RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT][CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][COLOR=blue]عودة وأُمنية ..[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG]
[/CENTER]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][RIGHT][INDENT] لم يجد [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] إلا أن يسمع و يطيع لأمر[COLOR=red] الوليد بن عبد الملك[/COLOR] ، فأخذ [COLOR=red]طارق بن زياد[/COLOR] وعاد أدراجه إلى [COLOR=red]دمشق [/COLOR]، وعندما وصل وجد [COLOR=red]الوليد بن عبد الملك[/COLOR] في مرض الموت ، وما هي إلا ثلاثة أيام حتى مات وتولى الخلافة من بعده أخوه [COLOR=red]سليمان بن الملك[/COLOR] ، وكان على رأي أخيه في استبقاء[COLOR=red] موسى بن نصير[/COLOR] في دمشق خوفا على هلكة جيش المسلمين في توغله داخل بلاد أوروبا نحو [SIZE=6][COLOR=blue]القسطنطينية [/COLOR][/SIZE].
وبعد عام من قدوم [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] وسنة سبع وتسعين من الهجرة كان [COLOR=red]سليمان بن عبد الملك[/COLOR] ذاهبا إلى الحج ، الأمر الذي وافق اشتياقا كبيرا من قِبَل [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] ؛ فقد عاش في أرض الجهاد في شمال أفريقيا وبلاد [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] أكثر من عشر سنين لم يعد فيها مرة واحدة ، فما كان منه إلا أن رافق [COLOR=red]سليمان بن عبد الملك[/COLOR] في طريقه إلى الحج في ذلك العام .
وفي طريقه إلى هناك قال [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] : اللهم إن كنت تريد ليَ الحياة فأعدني إلى أرض الجهاد ، وأمتني على الشهادة ، وإن كنت تريد ليَ غير ذلك فأمتني في مدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم. ووصل رضي الله عنه إلى الحج ، وبعد حجه وفي طريق عودته مات في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم دفن مع الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين .[RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وهكذا كانت همم الصالحين وقلوب الموصولين برب العالمين، بلغ من العمر عِتِيّا إلا أنه قَدّم أكثر مما عاش ، ظل قلبه معلقا بحب ربه سبحانه وتعالى حتى دعاه فكانت الخاتمة وكانت الإجابة ، عاش بين الأسنّة في أقصى بلاد [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] إلا أنه مات بعد الحج في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلله دره من قائد وقدوة .[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]أما رفيق الدرب [COLOR=red]طارق بن زياد[/COLOR] فقد انقطعت أخباره كلية عند هذه المرحلة عند عودته إلى [COLOR=red]دمشق[/COLOR] مع [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] ، ولا أحد يدري هل عاد مرة أخرى إلى [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] أم بقي في[COLOR=red] دمشق[/COLOR] ؟! وإن كان هناك بعض الروايات التي لم يتوثق من صحتها تقول أنه توفي سنة مائة واثنتين أي بعد العودة من [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] بخمس أو ست سنين تقريبا ، لكن لم يعرف أفي [COLOR=red]دمشق[/COLOR] أم في غيرها .
[/SIZE][/FONT][/RIGHT]
[/INDENT][/RIGHT]
[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT][RIGHT]
[/RIGHT]
[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][COLOR=blue]الصخرة .. والدرس الصعب[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/CENTER]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT][INDENT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] عاد [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] [COLOR=red]وطارق بن زياد[/COLOR] من [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] بعد أن تخطى المسلمون بلاد[SIZE=6][COLOR=blue] الأندلس[/COLOR][/SIZE] ووصلوا بفتوحاتهم إلى غرب فرنسا ، إلا أنه كانت هناك منطقة صغيرة جدا في أقصى الشمال الغربي من بلاد [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] لم تفتح بعد ، ولم يخطر على بال أحد من المسلمين أنه سيأتي يوم ما وتكون تلك المنطقة هي نواة الممالك النصرانية التي ستنشأ فيما بعد ، وصاحبة اليد الطولى في سقوط [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] بعد ذلك بقرون .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] تلك هي منطقة [COLOR=red]الصخرة[/COLOR] التي لم يستكمل المسلمون فتحها وتهاونوا فيها ، وكان فيها طائفة كبيرة من النصارى ، و أغلب الظن أنه لو كان [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] أو [COLOR=red]طارق بن زياد[/COLOR] في هذا المكان ما تركوها ، إلا أننا نستطيع أن نقول : إن التهاون في أمر بسيط جدا قد يؤدي إلى ويلات عظيمة على مرور الزمن ، فلا بد أن يأخذ المسلمون كل أمورهم بالعزم والحزم وعدم الطمأنينة إلا في استكمال النهايات على أتمها .[/SIZE][/FONT]
[/INDENT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[CENTER][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/CENTER]
[/SIZE][/FONT]

أبو أنس الأنصاري 04-21-2009 06:43 AM

[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] [/CENTER]

[CENTER][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG]

[SIZE=6]وبهذا نكونُ قدِ انتهينا مِنَ العهدِ الأوَّلِ من عهودِ[SIZE=7][COLOR=blue] الأندلسِ ،[/COLOR][/SIZE] وهوَ عهدُ الفتحِ الإسلاميِّ ، وكما ترونَ أنّها كانت مرحلةً حافلةً بالبطولاتِ والعُظماءِ فلن نستطيعَ أن ننسى بعدَ ذلكَ من هوَ [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] الذي جاهَدَ في اللهِ حقَّ جهادِهِ حتّى استجابَ اللهُ دعوتَهُ في آخِـرِ عمـرِهِ إكراماً لهُ وأماتهُ في مدينةِ نبيهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، ولن ننسى [COLOR=red]طارقَ بنَ زيادٍ[/COLOR] الذي فتحَ الأمصارَ وهُوَ ليسَ بعربِيٍّ بل هُوَ مِنَ البربرِ ... فقيَّدَهُ اللهُ لهذا الدينِ ... [/SIZE]
[SIZE=7][COLOR=red]فهلّا تشبهنا بهؤلاءِ ؟..[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=7][COLOR=red]وهلّا بكينا أو حتى تباكينا على هذا العهدِ لعلَّ هذا يكون دافعاً لنا لاسترجاعهِ ؟!....[/COLOR][/SIZE][/CENTER]
[SIZE=6][/SIZE]
[SIZE=6]
[CENTER]
[SIZE=7][COLOR=darkred]نتوقَّـفُ قليلاً ثُـمَّ نعـودُ إلى عهـدِ الوُلاةِ إن شـاءَ اللهُ[/COLOR][/SIZE]
[/SIZE][SIZE=7][COLOR=navy]ومن إسبانيـــا[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=7][COLOR=#000080][/COLOR][/SIZE]
[IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/CENTER]
[/SIZE][/FONT]

أبو أنس الأنصاري 04-22-2009 09:19 AM

[CENTER]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][COLOR=blue][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][COLOR=blue]عَهْــدُ الْــوُلاةُ ..[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/CENTER]
[INDENT][RIGHT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]بصفةٍ إجماليةٍ فقد تميزتِ الفترة الأولى من عهدِ الولاةِ بعدةِ أمورٍ ، كانَ من أهمها : [/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6]1 - نشر الإسلام في بلاد [SIZE=7][COLOR=blue]الأندلس ..[/COLOR][/SIZE][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وذلك أن المسلمين بعد أن تمكنوا من توطيد أركان الدولة الإسلامية في هذه البلاد بدءوا يُعَلِّـمون الناس الإسلام ، ولأن الإسلام دين الفطرة فقد أقبل عليه أصحاب الفِطَر السوية من الناس عندما عرفته ، واختارته بلا تردد .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] = وجد [COLOR=red]الإسبان [/COLOR]في الإسلام ديناً متكاملاً شاملاً ينظم كل أمور الحياة ؛ وجدوا فيه عقيدةً واضحةً وعباداتٍ منتظمةٍ . وجدوا فيه تشريعات في السياسة والحكم والتجارة والزراعة والمعاملات . وجدوا فيه تواضعاً كبيراً جداً للقادةِ ، ووجدوا فيه كيفية التعامل والتعايش مع الأخ والأب والأم والزوجة والأبناء والجيران والأقرباء والأصدقاء ، وجدوا فيه كيفية التعامل مع العدو والأسير ، مع من تعرف ومن لا تعرف .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] = لقد تعود الإسبان فصلاً كاملاً بين الدين والدولة ؛ فالدين عندهم لا يعدو أن يكون مجرد مفاهيم لاهوتيه غير مفهومه ، يتعاطونها ولكن لا يستطيعون تطبيقها ، وفي التشريعات والحكم فيشرع لهم من يحكمهم وفق هواه وما يراه ، أما في الإسلام فقد وجدوا الأمر غاية في الاختلاف ؛ فلم يستطيعوا أن يتخلفوا عن الارتباط به والانتساب إليه فدخلوا فيه أفواجا .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] وفي فترة قليلة جدا أصبح عموم أهل [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس [/COLOR][/SIZE]( السكان الأصليين ) يدينون بالإسلام ، وأصبح المسلمون من العرب والبربر قلة بينهم، وأصبح أهل الأندلس هم جند الإسلام وأعوان هذا الدين ، وهم الذين اتجهوا بعد ذلك إلى فتوحات بلاد فرنسا.[/SIZE][/FONT]

[SIZE=6][FONT=Traditional Arabic]2 [/FONT][FONT=Traditional Arabic]-[/FONT][/SIZE][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][SIZE=6] نشأة جيل المولَّـدين ..[/SIZE][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] كان من جرّاء انصهار وانخراط الفاتحين بالسكان الأصليين أن نشأ جيل جديد عُرف باسم جيل المولَّدين ، فقد كان الأب عربي أو بربري والأم أندلسية .[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][SIZE=6]3 - إلغاء الطبقية ..[/SIZE][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] ألغى المسلمون الطبقية التي كانت سائدة قبل ذلك ؛ حيث جاء الإسلام وساوى بين الناس حتى كان يقف الحاكم والمحكوم سواء بسواء أمام القضاء للتحاكم في المظالم ، وعمل المسلمون في هذه الفترة على إتاحة الحريّة العقائدية للناس ، فتركوا للنصارى كنائسهم ، وما هدموها أبداً ، وما كانوا يحولونها إلى مساجد إلا إذا وافق النصارى على بيعها لهم ، وكان بيع الكنائس للمسلمين يقدّر بأثمان باهظة ، أما إن رفضوا بيعها تركها المسلمون لهم . فلنلاحظ أن ذلك والنصارى محكومون من قِبَل المسلمين ، ولنعي هذا الأمر جيداً ولنقارن صنيع المسلمين هذا بما سيفعله النصارى بعد انتهاء الحكم الإسلامي في بلاد الأندلس فيما عُرف باسم محاكم التفتيش الأسبانية .[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] [SIZE=6]4 - الإهتمام بالحضارة المادية ..[/SIZE][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] اهتم المسلمون في هذه الفترة كذلك بتأسيس الحضارة المادية أو المدنية ، فأسسوا الإدارة وأقاموا العمران وأنشأوا القناطر والكباري ، ومما يدل على براعتهم في ذلك تلك القنطرة العجيبة التي تسمى قنطرة قرطبة ، وهي من أعجب القناطر الموجودة في أوروبا في ذلك الزمن ، كذلك أنشأ المسلمون دياراً كبرى للأسلحة وصناعة السفن ، وبدأت الجيوش الإسلامية تقوى وتتعاظم في هذه المنطقة .[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] [SIZE=6]5 - تقليد الإسبان للمسلمين في كل شيء ..[/SIZE][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] كان من السمات المميّزة أيضا في هذه الفترة الأولى من عهد الولاة أن الأسبان بدءوا يقلدون المسلمين في كل شيء ، حتى أصبحوا يتعلمون اللغة العربية التي يتكلمها الفاتحون ، بل كان الأسبان النصارى واليهود يفتخرون بتعليم اللغة العربية في مدارسهم .[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] [SIZE=6]6 - اتخاذ المسلمين [COLOR=red]قرطبة [/COLOR]عاصمة لهم ..[/SIZE][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] كذلك كان من ضمن السمات المميزة لهذه الفترة أن اتخذ المسلمون [COLOR=red]قرطبة[/COLOR] عاصمة لهم ؛ فقد كانت [COLOR=red]طليطلة[/COLOR] في الشمال قبل ذلك هي عاصمة [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] ، ولكن المسلمون وجدوا أنها قريبة من [COLOR=red]فرنسا [/COLOR]وقريبة من منطقة [COLOR=red]الصخرة[/COLOR] وهما من مصادر الخطر عليهم ، فرأوا أن [COLOR=red]طليطلة[/COLOR] بذلك مدينة غير آمنة ومن ثم فلا يمكن أن تكون هي العاصمة ، فكان أن اختاروا مدينة [COLOR=red]قرطبة [/COLOR]في اتجاه الجنوب لانتفاء الأسباب السابقة ، وأيضا حتى تكون قريبة من المدد الإسلامي في بلاد المغرب .[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] [SIZE=6]7 - الجهاد في فرنسا ..[/SIZE][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]الجهاد في فرنسا كان من أهم السمات المميزة جدا لهذه الفترة الأولى من عهد الولاة ، وقد كانت له خطوات كبيرة جدا في هذه الفترة ، ونذكر هنا بعض الولاة الذين كان لهم سبق وظهور حاضر في عملية الجهاد في بلاد فرنسا ، فكان منهم على سبيل المثال :[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] [SIZE=6][COLOR=red]= السَّمْـح بن مالك الخولاني :[/COLOR][/SIZE][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]من حسنات الخليفة الخامس [COLOR=red]عمر بن عبد العزيز[/COLOR] رحمهُ اللهُ ولاية [COLOR=red]السَّمْح بن مالك الخولاني[/COLOR] رحمه الله على [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] ، فقد حكم[COLOR=red] عمر بن عبد العزيز [/COLOR]رحمهُ اللهُ المسلمين سنتين ونصف على الأكثر ، من سنة تسع وتسعين إلى سنة واحد ومائة من الهجرة ، وفي هذه الفترة الوجيزة عمّ الأمن والرخاء والعدل كل بلاد المسلمين، اختار [COLOR=red]عمر بن عبد العزيز[/COLOR] رحمه الله [COLOR=red]السمح بن مالك الخولاني[/COLOR] ، ذلك القائد الربّاني المشهور في التاريخ الإسلامي ، وهو القائد الذي انطلق إلى بلاد فرنسا مجاهداً ، كان بفرنسا مدينة إسلامية واحدة هي مدينة[COLOR=red] أربونة[/COLOR] ، تلك التي فتحها [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] رحمه الله بسرية من السرايا ، لكن [COLOR=red]السمح بن مالك الخولاني[/COLOR] فتح كل منطقة الجنوب الغربي لفرنسا ، ثم أسّس مقاطعة ضخمة جداً وهي مقاطعة [COLOR=red]سبتمانيا [/COLOR]، وتسمى الآن [COLOR=red]بساحل الريفييرا[/COLOR] ، وتعد من أشهر المنتجعات السياحية في العالم ![/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]أخذ [COLOR=red]السمح الخولاني[/COLOR] في استكمال الفتوح في جنوب غرب فرنسا ، وفي ذات الوقت أرسل يعلم الناس الإسلام ، سواء في فرنسا أو في [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] إلى أن لقي ربه شهيداً يوم عرفة سنة اثنتين ومائة من الهجرة . [/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] [SIZE=6][COLOR=red]= عنبسة بن سحيم :[/COLOR][/SIZE][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] تولى بعد [COLOR=red]السمح الخولاني[/COLOR] بعض الولاة نتجاوزهم حتى نصل إلى [COLOR=red]عنبسة بن سحيم[/COLOR] رحمه الله ، وكان [COLOR=red]عنبسة[/COLOR] قائداً تقياً ورعاً ، وهو الإداري العسكري المشهور ، كان مجاهداً حق الجهاد ، وقد حكم بلاد [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] من سنة ثلاث ومائة إلى سنة سبع ومائة من الهجرة ، وقد وصل عنبسة في جهاده إلى مدينة [COLOR=red]سانس[/COLOR] ، وهي تبعد عن العاصمة [COLOR=red]باريس[/COLOR] بنحو ثلاثين كيلو مترا ، [COLOR=red]وباريس[/COLOR] هذه ليست في وسط فرنسا وإنما تقع في أقصى الشمال منها ، وهذا يعني أن [COLOR=red]عنبسة بن سحيم[/COLOR] قد وصل إلى ما يقرب من سبعين بالمائة من أراضي فرنسا ، ويعني هذا أيضا أن سبعين بالمائة من أراضي فرنسا كانت بلاداً إسلامية ، وقد استشهد [COLOR=red]عنبسة بن سحيم[/COLOR] رحمه الله وهو في طريق عودته .[/SIZE][/FONT]





[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][CENTER] [SIZE=7][COLOR=red]عبد الرحمن الغافقي .. وبلاط الشهداء [/COLOR][/SIZE][/CENTER]
[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][CENTER] [SIZE=6][COLOR=#ff0000][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/COLOR][/SIZE][/CENTER]
[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] بعد استشهاد [COLOR=red]عنبسة [/COLOR]رحمه الله بدأت الأمور في التغير ؛ فقد تولى حكم [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] من بعده مجموعة من الولاة على غير عادة السابقين ، كان آخرهم رجل يدعى [COLOR=red]الهيثم الكلابي[/COLOR] ، وكان عربياً متعصباً لقومه وقبيلته .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] ومن هنا بدأت الخلافات تدب بين المسلمين ، المسلمون العرب من جهة والمسلمون البربر من جهة أخرى ، خلافات بحسب العرق وبحسب العنصر ، وهو أمر لم يحدث في تاريخ المسلمين منذ فتح المسلمون هذه المناطق حتى هذه اللحظة .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] لم تمر خلافات العصبيات هذه مرور الكرام ، وإنما دارت معارك ومشاحنات بين المسلمين العرب وبين المسلمين البربر ، حتى منّ الله على المسلمين بمن قضى عليها ووحّد الصفوف من جديد ، و بدأ يبث في الناس روح الإسلام الأولى التي جمعت بين البربر وبين العرب ، والتي لم تفرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى، ذلك هو [SIZE=6][COLOR=red]عبد الرحمن الغافقي[/COLOR][/SIZE] رحمه الله .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] بعد أن وحّد [COLOR=red]عبد الرحمن الغافقي[/COLOR] المسلمين وتيقن أن قوة الإيمان قد اكتملت ، توجه بهم ناحية فرنسا ليستكمل الفتح من جديد ، ودخل مناطق لم يدخلها السابقون ، فوصل إلى أقصى غرب فرنسا ، وأخذ يفتح المدينة تلو المدينة، ففتح مدينة [COLOR=red]آرل [/COLOR]ثم مدينة [COLOR=red]بودو[/COLOR] ( وهي موجودة الآن ) ثم مدينة [COLOR=red]طلوشة[/COLOR] ثم مدينة [COLOR=red]تور[/COLOR] ثم وصل إلى [COLOR=red]بواتيه[/COLOR] ، وهي المدينة التي تسبق باريس مباشرة ، والفارق بينها وبين باريس حوالي مائة كيلو متر تقريبا إلى الغرب منها ، وبينها وبين [COLOR=red]قرطبة [/COLOR]حوالي ألف كيلو متر ، أي أنه توغل كثيرًا جدًا في بلاد فرنسا في اتجاه الشمال الغربي .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] وفي مدينة[COLOR=red] بواتيه[/COLOR] عسكر [COLOR=red]عبد الرحمن الغافقي[/COLOR] في منطقة تسمى البلاط ( البلاط في اللغه [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلسية[/COLOR][/SIZE] تعني القصر ) ، عند قصر قديم مهجور كان بها ، ثم بدأ في تنظيم جيشه لملاقاة جيش النصارى ، وكان عدد جيشه يصل إلى خمسين ألف مقاتل ؛ ولذا تُعد حملة [COLOR=red]عبد الرحمن الغافقي[/COLOR] هي أكبر حملة تدخل إلى بلاد فرنسا .[/SIZE][/FONT]



[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][CENTER] [SIZE=7][COLOR=red]سلبيات قادت إلى الهزيمة :[/COLOR][/SIZE][/CENTER]
[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][CENTER] [SIZE=6][COLOR=#ff0000][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/COLOR][/SIZE][/CENTER]
[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] رغم ضخامة حملة [COLOR=red]عبد الرحمن الغافقي[/COLOR] تلك إلا إنه كانت هناك مشكلة كبيرة تكاد تفتك بها ، وهي أن هذه الحملة كانت قد فتحت مدنا كثيرة حتى وصلت إلى [COLOR=red]بواتيه[/COLOR] ، ومن ثم فقد جمعت من الغنائم الكثير الذي زاد وثقل في أيدي المجاهدين ، وهنا بدأ المجاهدون ينظرون إلى هذه الغنائم ويفتنون بهذه الأموال الضخمة التي حصّلوها .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] ونتيجة هذا فقد اشتهر بين الناس فكرة العودة إلى بلاد [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] لحفظ هذه الغنائم هناك حتى لا يحصل عليها الفرنسيون ، لكن [COLOR=red]عبد الرحمن الغافقي[/COLOR] رحمه الله جمع الناس وقال مخاطباً إياهم :[SIZE=6][COLOR=darkred] ما جئنا من أجل هذه الغنائم ، وما جئنا إلا لتعليم هؤلاء الناس هذا الدين، ولتعبيد العباد لرب العباد سبحانه وتعالى[/COLOR][/SIZE] ، وأخذ يحفزهم على الجهاد والموت في سبيل الله، ثم انطلق بالجيش إلى بواتيه رغما عن أنف الجنود .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] عندما وصل [COLOR=red]عبد الرحمن الغافقي[/COLOR] بالجيش إلى[COLOR=red] بواتيه[/COLOR] ظهرت ثمة أمور أخرى جديدة ؛ فقد تجددت العصبيات التي كانت قد اندحرت في بلاد [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] بين العرب والبربر من جديد ؛ وذلك بسبب كثرة الغنائم ، فقد اختلفوا في توزيعها رغم أنه معروف ومتفق عليه ، أخذ كلّ ينظر إلى ما بيد الآخر، وكلّ يريد الأكثر ، يقول العرب أنهم أحق لأفضليتهم ، ويقول البربر نحن الذين فتحنا البلاد ، ونسي الجميع أن الفاتحين الأوائل ما فرقوا أبدًا بين عرب وبربر ، بل وبينهم وبين من دخل الإسلام من [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلسيين[/COLOR][/SIZE] بعد ذلك .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] وإضافة إلى العصبية وحب الغنائم والحرص عليها فقد اجتمع إلى جوارهما الزهو والاغترار بالكثرة والعدد الضخم ، فخمسون ألفا من المجاهدين عدد لم يسبق في تاريخ [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] ، فأخذتهم العزة ، وظنوا أنهم لن يغلبوا بسبب كثرتهم هذه ، ومن بعيد تلوح في الأفق حُنينًا جديدة [ [COLOR=darkgreen]وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ[/COLOR] ] [SIZE=4]{التوبة:25}[/SIZE] ؛ فالمسلمون لم ينتصروا أبداً بعدتهم ولا عتادهم ، وإنما كانوا ينتصرون بطاعتهم لله ومعصية عدوهم له سبحانه وتعالى ، وللأسف الشديد فرغم وجود هذا القائد الرباني التقي الورع إلا أن عوامل الهزيمة داخل الجيش الإسلامي كانت كثيرة وأقوى منه.[/SIZE][/FONT]



[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][CENTER] [SIZE=7][COLOR=darkred]بلاط الشهداء .. من أشرس المعارك الإسلامية [/COLOR][/SIZE][/CENTER]
[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][CENTER] [SIZE=7][COLOR=darkred][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/COLOR][/SIZE][/CENTER]
[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]ما رأينا كان حال جيش المسلمين ، أما جيش النصارى فقد قَدِم من باريس بنحو أربعمائة ألف مقاتل ، أي ما يقرب من ثمانية أضعاف الجيش الإسلامي ، وكان على رأسهم رجل يسمى [COLOR=red]تشارل مارتل[/COLOR] ، ويطلقون عليه في العربية : [COLOR=red]قارله[/COLOR] ، أما [COLOR=red]مارتل[/COLOR] فهو لقبه ويعني المطرقة ، وكان لقّبه به بابا إيطاليا ؛ لأنه كان شديدًا على أعدائه ، وكان من أقوى حكام فرنسا على الإطلاق ، كانت ضخامة جيش الأعداء أمر قد اعتاد عليه المسلمون أو الفاتحون الأوائل ، فلم تكن لتهزّهم مثل هذه الأرقام التي قدم بها النصارى من باريس ، لكن جيش المسلمين كان فيه من عوامل الضعف الكثير ، وفوق ذلك فهو يبعد عن أقرب مركز إمداد له وهو [COLOR=red]قرطبة [/COLOR]بنحو ألف كيلو متر كما ذكرنا قبل قليل .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] في منطقة [COLOR=red]بواتيه[/COLOR] ، وفي موقعة من أشرس المواقع الإسلامية على الإطلاق ، التقى الجمعان ودارت رحى الحرب ، جَمْع المسلمين بما فيه من العوامل التي ذكرناها سابقا من جهة ، وجمع النصارى الذي يفوق جيش المسلمين بنحو ثمانية أضعاف كاملة من جهة أخرى ، وكانت البداية في شهر رمضان من سنة مائة وأربعة عشر من الهجرة ، واستمر القتال لمدة عشرة أيّام متصلة ، ورغم عدم تكافؤ القوتين لصالح النصارى ، إلا أن الغلبة في بداية المعركة كانت للمسلمين على قلة عددهم ، لكن النصارى في نهاية المعركة فَطِنوا إلى كمية الغنائم الضخمة التي كانت خلف الجيش الإسلامي ، فالتفوا حول الجيش وهاجموا الغنائم وبدءوا يسلبونها ، ولأن حب الغنائم كان قد أخذ موقعا في قلوب المسلمين ، فكان أن ارتبك المسلمون وأسرعوا يحموا الغنائم الكثيرة ، فحدثت هزة في وحدة صف الجيش الإسلامي وارتباك شديد ، كانت نهايته هزيمة قاسية للجيش الإسلامي في هذه الموقعة ، موقعة [COLOR=red]بواتيه [/COLOR]، أو موقعة [SIZE=6][COLOR=red]بلاط الشهداء[/COLOR][/SIZE] ( بلاط هو القصر الذي دارت عنده الحرب ، والشهداء لكثرة شهداء المسلمين في هذه المعركة ) .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] لم تذكر الروايات الإسلامية حصرا دقيقا لشهداء المسلمين في [COLOR=red]بلاط الشهداء[/COLOR] ، إلا أن بعض الروايات الأوروبية بالغت كثيرًا في أعداد قتلى المسلمين فيها ، فتذكر بعضها أن قتلى المسلمين في بلاط الشهداء بلغ خمسة وسبعين وثلاثمائة ألف مسلم ! وهو بلا شك رقم مبالغ فيه جداً ؛ لأن جيش المسلمين في الأساس لم يتعد حاجز الخمسين ألفاً .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] وفي رواياتهم يقول الأوروبيون متخوفين أنه لو كان انتصر المسلمون في [COLOR=red]بلاط الشهداء[/COLOR] على الفرنسيين لفتحت أوروبا جميعاً ، ولدُرِّس القرآن في جامعات[COLOR=red] أوكسفورد[/COLOR] وغيرها من الجامعات الأوروبية ، ووالله إنها لتعاسة لهم وخسران أن لم ينتصر المسلمون ، فلو انتصروا لكان قد انتشر الخير في هذه البلاد ، لكنهم ظلوا في ضلالتهم وظلوا في غيهم يعمهون ويعبدون غير الله سبحانه وتعالى ويشركون به .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] بعد هذه المعركة انسحب المسلمون إلى الداخل ، ومع أنهم هُزموا وانسحبوا إلا أنها لم تكن هزيمة ساحقة كما صورها الأوربيون ، بدليل أن جيش النصارى لم يتبع جيش المسلمين حيث انسحبوا ، وكان من عادة الجيوش أنها تتتبع الجيش الفار ، بل اكتفى النصارى بما أخذوه من غنائم وما قتلوه من قتلى من المسلمين .[/SIZE][/FONT]



[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][CENTER] [SIZE=7][COLOR=darkred]وقفة مع بلاط الشهداء :[/COLOR][/SIZE][/CENTER]
[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][CENTER] [SIZE=7][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/CENTER]
[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] يقول الله تعالى في كتابه الكريم: [[COLOR=darkgreen] يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الغَرُورُ[/COLOR] ] [SIZE=4]{فاطر:5}[/SIZE] . فالملاحظ أن المسلمين قد اغتروا بهذه الدنيا التي فتحت عليهم فتنافسوها ، وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن عمرو بن عوف الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [COLOR=darkgreen]فَوَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنْ أَخَشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ [/COLOR].[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] فسنة لله تعالى في خلقه أنه إن فتحت الدنيا على المسلمين وتنافسوها كما تنافسها من كان قبلهم من الأمم السابقة، فإنها ستهلكهم أيضا كما أهلكت هذه الأمم السابقة [[COLOR=darkgreen] فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَحْوِيلًا[/COLOR] ] [SIZE=4]{فاطر:43}[/SIZE] .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] أمر آخر كان في جيش المسلمين وكان من عوامل الهزيمة وهو العنصرية والعصبيّة القبليّة التي كانت بين العرب والبربر في هذه الموقعة ، ولقد شاهد الفرنسيون أثر هذا الذي نشأ بين العرب وبين البربر ، ووعت الكتب الفرنسية هذا الأمر جيداً ، وظل في ذاكرتها على مدار التاريخ حتى مرت الأيام ومرت السنوات ودخلت فرنسا بلاد الجزائر واحتلتها من سنة ألف وثمانمائة وثلاثين ، وحتى سنة ألف وتسعمائة وستين ميلادية ، فحين قامت الحركات الاستقلاليّة منذ سنة ألف وتسعمائة وعشرين وما بعدها ، وحين فكرت فرنسا في القضاء على هذه الحركات الاستقلالية الناشئة لم تجد أمامها إلا إشاعة الفتنة بين العرب والبربر وضربهم ببعضهم البعض، فكانت تشيع داخل البربر أنهم قريبون من العنصر الآري ( وهو العنصر الأوروبي ) ، وبعيدون عن العنصر السامي ( وهم العرب ) ، أي أنتم منا ونحن منكم والعرب بيننا غرباء ؛ وذلك للتشابه الكبير بين البربر والأوروبيين في الشكل الخارجي الأمر الذي لا يعترف به الإسلام ولا يقره على الإطلاق فالمعيار الوحيد في التفاضل في الإسلام هو التقوى.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] ولم تكتف فرنسا بذلك، بل قامت بتكثيف تعليم اللغة الفرنسية في مناطق البربر ، ومنعت تعليم اللغة العربية في هذه المناطق أصلا ؛ وذلك حتى يتم فصل البربر عن العرب تماما في منطقة الجزائر ، وهي وإن كانت قد نجحت في أمر اللغة بعض الشيء إلا إنها لم تفلح على الإطلاق في تحويل ديانة البربر الإسلامية إلى النصرانية ، فظل البربر على إسلامهم وإن كانت لغتهم قد تغيّرت ، في بادئ الأمر كان البربر الذين يعيشون في منطقة الجزائر تسمى قبائل [COLOR=red]الأمازيغ [/COLOR]، وكانوا يمثلون خمسة عشر بالمائة من شعب الجزائر ، ورغم أن لهم لغة خاصة بهم وهي الأمازيغية إلا أنهم كانوا يتمسكون بالعربية ، لكن حين قامت فرنسا بهذا الأمر بدأت تُذْكي الروح البربريّة في اللغة المنفردة لهذه القبائل ؛ فبدأت تعلم اللغة الأمازيغية ، حتى إنها أنشأت في فرنسا عام سبعة وستين وتسعمائة وألف أكاديمية خاصة لتعليم اللغة الأمازيغية ، وبدأت تكتب اللغة الأمازيغية بحروف لاتينية رغم أنها كانت لغة منطوقة وليست مكتوبة ، قامت فرنسا كذلك بحذف الكلمات العربية التي كانت قد دخلت هذه اللغة وأبدلتها بأخرى أصيلة في اللغة البربرية ، وبدأت بالفعل في اجتذاب الشباب من البربر لتعليمهم اللغة الأمازيغية في فرنسا ، حتى إنه في عام ثمانية وتسعين وتسعمائة وألف أنشأت ما يسمى بالأكاديمية العالمية للبربر ، فبدأت تجمع البربر من مناطق المغرب العربي وغرب إفريقيا وتعلمهم اللغة الخاصة بهم ، وكل ذلك لفصل العرب عن البربر ، تلك الجموع التي ما هي إلا جموع إسلامية ارتبطت برباط العقيدة والدين ، لكنها رأت آثار ذلك في وادي [COLOR=red]برباط[/COLOR] وما تلاها فلم تتوان ، وفي ذات الوقت الذي تعمل فيه فرنسا جاهدة على إقامة لغة غير العربية في بلد عربي ، كانت هي فرنسا التي رفضت المشروع الذي تقدم به [COLOR=red]جوسبان [/COLOR]رئيس وزرائها إلى [COLOR=red]شيراك [/COLOR]سنة تسع وتسعين وتسعمائة وألف بإقرار بعض اللغات المحلية داخل فرنسا ، والذي رد عليه شيراك بقوله: إنك بهذا تريد بلقنة فرنسا ، أي تجعلها كدول البلقان ، بلاد متفرقة بحسب العرق وبحسب العنصر ،[SIZE=7][COLOR=navy] حلالٌ على الجزائرِ حرامٌ على فرنسا !!!

[/COLOR][/SIZE][/SIZE][/FONT][CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][COLOR=blue][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[/CENTER]
[/RIGHT]
[/INDENT]

أبو أنس الأنصاري 04-23-2009 07:42 AM

[CENTER]

[IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/CENTER]



[RIGHT][CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][COLOR=red]عبد الرحمن الداخل[/COLOR] صقر قريش[/SIZE][/FONT]
[/CENTER]
[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]
[/CENTER]
[/RIGHT]
[INDENT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] بعد استشهاد [COLOR=red]عبد الرحمن الغافقي[/COLOR] رحمه الله في موقعة [COLOR=red]بلاط الشهداء[/COLOR] في منطقة [COLOR=red]بواتيه[/COLOR] وبعد هزيمة المسلمين فيها انسحب المسلمون وتوقفت الفتوحات الإسلامية في هذه المنطقة .[/SIZE][/FONT]

[/INDENT][RIGHT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][CENTER][SIZE=7]
[/SIZE][INDENT][RIGHT][SIZE=7]قصة [COLOR=red]عبد الرحمن الداخل[/COLOR][/SIZE][/RIGHT]
[/INDENT][/CENTER]
[/SIZE][/FONT][/RIGHT][INDENT][RIGHT]
[RIGHT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][CENTER] [IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/CENTER]
[/SIZE][/FONT][/RIGHT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
- لكي نفهم قصة دخول [COLOR=red]عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك[/COLOR] إلى أرض الأندلس ، نعود إلى الوراء قليلًا حتى سنة اثنين وثلاثين ومائة من الهجرة ، وهو زمن سقوط بني أمية ، فقد أعمل العباسيون السيوف قتلا وتنكيلا لكل من كان مؤهلا من الأمويين لتولي الخلافة ، فقتلوا الأمراء وأبناء الأمراء وأبناء أبناء الأمراء ( الأحفاد ) إلا قلة ممن لم تصل إليه سيوفهم .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]- كان [COLOR=red]عبد الرحمن بن معاوية[/COLOR] حفيد [COLOR=red]هشام بن عبد الملك[/COLOR] ( حكم من خمس ومائة إلى خمس وعشرين ومائة من الهجرة ) من هذه القلة التي لم تصلهم سيوف العباسيين ، وكان عمره آنذاك تسع عشرة سنة فقط ، وكان له أخ صغير لم يتجاوز عمره الثالثة عشرة ، وكلاهما مطلوبي الرأس من قِبَل العباسيين .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] - في العراق كان [COLOR=red]عبد الرحمن[/COLOR][COLOR=red] بن معاوية[/COLOR] يجلس في بيته إذ دخل عليه ابنه ابن الأربع سنين يبكي فزعاً ، وكان [COLOR=red]عبد الرحمن بن معاوية[/COLOR] مريضا معتزلا في الظلام في ركن من البيت من أثر رمد في عينه ، فأخذ يسكن الطفل بما يسكن به الأطفال إلا أن الطفل ظل فزعًا مرعوباً لم يسكن ، فقام معه [COLOR=red]عبد الرحمن بن معاوي[/COLOR]ة فوجد الرايات السود خارج البيت ( رايات الدولة العباسية ) ، وكانت تعم القرية جميعها ، فعلم أنّه مطلوب ، رجع [COLOR=red]عبد الرحمن بن معاوية[/COLOR] وأخذ أخاه [COLOR=red]الوليد بن معاوية[/COLOR] وما معه من نقود ، وترك النساء والأطفال وكل شيء ؛ لأن العباسيين لم يكونوا ليقتلوا النساء ولا الأطفال ، ولكن كانوا يقتلون كل من بلغ وكان مؤهلًا للخلافة ، ثم خرج هاربا نحو الفرات ، وعند الفرات وجد [COLOR=red]عبد الرحمن بن معاوية[/COLOR] وأخوه القوات العباسية تحاصر النهر ، فألقيا بأنفسهما فيه وأخذا يسبحان ، ومن بعيد ناداهما العباسيون أن ارجعا ولكما الأمان ، حينها كان [COLOR=red]الوليد بن معاوية[/COLOR] أخو [COLOR=red]عبد الرحمن بن معاوية[/COLOR] قد أجهد من السباحة ، فأراد أن يعود ، فناداه أخوه الأكبر أن لا تعد يا أخي وإلا فسيقتلوك ، فرد عليه إنهم قد أعطونا الأمان ، ثم عاد راجعا إليهم ، فما أن أمسك به العباسيون إلا أن قتلوه أمام أعين أخيه ![/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]- عَبَر [COLOR=red]عبد الرحمن بن معاوية[/COLOR] النهر وهو لا يستطيع أن يتكلم أو يفكر من شدة الحزن على أخيه ابن الثالثة عشرة ، ثم يمم جهة بلاد المغرب لأن أمه كانت من قبيلة من قبائل البربر ، فهرب إلى أخواله هناك ، في قصة هروب طويلة جداً عبر فيها الحجاز ومصر وليبيا والقيروان ، وصل[COLOR=red] عبد الرحمن بن معاوية [/COLOR]إلى [COLOR=red]القيروان [/COLOR]وعمره تسع عشرة سنة فقط ، وهناك وجد ثورة كبيرة للخوارج في الشمال الأفريقي كله وعلى رأسها [COLOR=red]عبد الرحمن بن حبيب[/COLOR] ، وكان قد استقل بالشمال الإفريقي عن الدولة العباسية ، ولأنه كانت هناك كراهية شديدة جدا بين الخوارج والأمويين ( حيث إن الخوارج لم يرضوا ارتضاء سيدنا[COLOR=red] علي[/COLOR] بتحكيم كتاب الله بينه وبين[COLOR=red] معاوية بن أبي سفيان[/COLOR] الأموي في موقعة صفين ، ومن ثم فقد خرجوا عليه وسموا من بعدها بالخوارج ، ومن حينها وهم يبغضون الأمويين ) فقد كان[COLOR=red] عبد الرحمن بن حبيب[/COLOR] يسعى هو الآخر للقضاء على [COLOR=red]عبد الرحمن بن معاوية[/COLOR] حين علم بأمره ، فحين قدم [COLOR=red]عبد الرحمن بن معاوية[/COLOR] إلى [COLOR=red]القيروان [/COLOR]اجتمع عليه الخوارج وكادوا أن يقتلوه ، فهرب من جديد إلى [COLOR=red]برقه[/COLOR] ( في ليبيا ) ، وفيها ظل مختبئا عند بعض أخواله هناك طيلة أربع سنوات كاملة ، حتى سنة ست وثلاثين ومائة ، وكان قد بلغ من العمر ثلاث وعشرين سنة ، وفي أمره ظل[COLOR=red] عبد الرحمن بن معاوية[/COLOR] يفكر ، أيظهر فيُقتل أم يظل مختبئا طوال العمر ؟! ففي أي قطر من بلاد المسلمين هو مطلوب الرأس ، ففي الشام في بلاد المشرق الإسلامي مطلوب من العباسيين ، وفي الشمال الإفريقي في بلاد المغرب الإسلامي مطلوب من الخوارج ، فهل يظل مختبئا طوال حياته وهو سليل الأمراء والخلفاء ؟! أو هل يظل مختبئا في مكانه والأمويون في كل مكان يُقتلون ويذبحون ؟! وهنا جال بخاطره أن يذهب إلى [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] ، وقد كانت [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] أصلح البلدان لاستقبال [COLOR=red]عبد الرحمن بن معاوية[/COLOR] ، وذلك لأنها أولا أبعد الأماكن عن العباسيين والخوارج ، ثانيا لأن الوضع في[SIZE=6][COLOR=blue] الأندلس[/COLOR][/SIZE] ملتهب جدا، وذلك على نحو ما ذكرنا في عهد [COLOR=red]يوسف بن عبد الرحمن الفهري[/COLOR] وفي نهاية الفترة الثانية من عهد الولاة ؛ ففي هذا الجو يستطيع عبد [COLOR=red]الرحمن بن معاوية[/COLOR] أن يدخل هذه البلاد ؛ ولو كانت تابعة للخلافة العباسية ما استطاع أن يدخلها ، كما أنها لو كانت على فكر الخوارج ما استطاع أيضا أن يدخلها ؛ فكانت [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] أنسب البلاد له على وعورتها واحتدام الثورات فيها .[/SIZE][/FONT]


[/RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][COLOR=red]عبد الرحمن بن معاوية[/COLOR] ودخول [COLOR=blue]الأندلس[/COLOR] [/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]
[RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] في سنة ست وثلاثين ومائة بدأ [COLOR=red]عبد الرحمن بن معاوية[/COLOR] يعد العدة لدخول[SIZE=6][COLOR=blue] الأندلس[/COLOR][/SIZE] ، فعمل على الآتي [/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] [SIZE=7]= أولاً[/SIZE] أرسل مولاه [COLOR=red]بدر [/COLOR]إلى [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس [/COLOR][/SIZE]لدراسة الموقف ، ومعرفة القوى المؤثرة في الحكم فيها .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] [SIZE=7]= ثانياً[/SIZE] راسل كل محبي الدولة الأموية في أرض [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] بعد أن علِمَهم من مولاه[COLOR=red] بدر[/COLOR] ، والحق أن كثيرا من الناس في عهد الدولة الأموية وفي غيرها كانوا يحبون الأمويين كثيرا ، فمنذ ولاية [COLOR=red]معاوية بن أبي سفيان [/COLOR][COLOR=black] على[/COLOR] الشام في خلافة [COLOR=red]عمر بن الخطاب[/COLOR] ، وفي خلافة [COLOR=red]عثمان بن عفان[/COLOR] [COLOR=red]وعلي بن أبي طالب[/COLOR] رضي الله عنهم أجمعين ، والمسلمون في أقطار الدولة الإسلامية يحبون بني أمية حبا شديدا ، فقد اشتهر بنو أمية على مر العصور بالسخاء الشديد والسياسة والحكمة ، واكتساب الناس وحسن معاملتهم ، والجهاد في سبيل الله ونشر الدين وفتح البلاد ، فكان لبني أمية داخل بلاد [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] كثير من المريدين حتى من غير بني أمية من القبائل الأخرى المختلفة .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] [SIZE=7]= ثالثاً[/SIZE] في ذكاء شديد وحرص أشد راسل عبد [COLOR=red]الرحمن بن معاوية[/COLOR] البربر ، يطلب معونتهم ومساعدتهم، وكانوا في ذلك الوقت على خلاف شديد جدا مع [COLOR=red]يوسف بن عبد الرحمن الفهري[/COLOR] ؛ لأنه فرق بينهم وبين العرب ، فهم يريدون أن يتخلصوا من حكم [COLOR=red]يوسف بن عبد الرحمن الفهري [/COLOR]الذي عاملهم بهذه العنصرية .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] [SIZE=7]= رابعاً[/SIZE] راسل كل الأمويين في كل الأماكن التي هربوا إليها يعرض عليهم فكرته ، وأنه يعزم على دخول [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] ويطلب معونتهم ومددهم .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] وبالفعل بدأ في تجميع الأعوان ، واستغرق ذلك عامين حتى قدم عليه رسول من عند مولاه [COLOR=red]بدر[/COLOR] سنة ثمان وثلاثين ومائة يقول له إن الوضع قد تجهز لاستقبالك هناك ، وحينما سأله عن اسمه فقال[COLOR=red] غالب التميمي [/COLOR]، وبدأ يعد العدة ويجهز السفينة التي أخذته منفردا إلى بلاد [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] .[/SIZE][/FONT]


[/RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][COLOR=red]عبد الرحمن الداخل[/COLOR] في [COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]
[RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] نزل [COLOR=red]عبد الرحمن بن معاوية[/COLOR] رحمه الله على ساحل [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] بمفرده، واستقبله هناك مولاه[COLOR=red] بدر[/COLOR] ، ثم انطلق معه إلى[COLOR=red] قرطبة[/COLOR] ، وكان يحكم[SIZE=6][COLOR=blue] الأندلس[/COLOR][/SIZE] في ذلك الوقت [COLOR=red]يوسف بن عبد الرحمن الفهري[/COLOR] ، وكالعادة كان في الشمال يقمع ثورة من الثورات ، ذلك الوقت الذي قال عنه المؤرخون :[SIZE=6][COLOR=darkred] كاد الإسلام أن ينتهي من بلاد الأندلس في عام ثمانية وثلاثين ومائة .[/COLOR][/SIZE][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] ويدخل [COLOR=red]عبد الرحمن بن معاوية[/COLOR] [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] ويبدأ في تجميع الناس من حوله ، محبي الدولة الأموية ، والبربر ، وبعض القبائل المعارضة [COLOR=red]ليوسف بن عبد الرحمن الفهري[/COLOR] ، وقد جاء بعض الأمويين من بقاع الأرض المختلفة ، ومع ذلك لم يجد العدد كافيا والذي يستطيع به أن يغير من الأوضاع .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] - فكر [COLOR=red]عبد الرحمن بن معاوية[/COLOR] في اليمنيين الذين كانوا على خلاف مع [COLOR=red]يوسف بن عبد الرحمن الفهري[/COLOR] الحجازي رغم كونه أيضا من الحجاز ، لكنهم رأوا أنهم ليس لهم طاقة [COLOR=red]بيوسف بن عبد الرحمن الفهري[/COLOR] ، فقبلوا أن يتحدوا مع [COLOR=red]عبد الرحمن بن معاوية[/COLOR] .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] - كان على رأس اليمنيين في ذلك الوقت [COLOR=red]أبو الصباح اليحصبي[/COLOR] ، وكان المقر الرئيسي لهم[COLOR=red] أشبيلية[/COLOR] ، وهي المدينة الكبيرة التي تعد حاضرة من حواضر الإسلام في ذلك الوقت ، فذهب[COLOR=red] عبد الرحمن بن معاوية [/COLOR]بنفسه إلى [COLOR=red]أشبيلية[/COLOR] واجتمع طويلا مع[COLOR=red] أبي الصباح اليحصبي[/COLOR] ، واتفقا على أن يقاتلا سويا ضد [COLOR=red]يوسف بن عبد الرحمن الفهري[/COLOR] .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] قبل القتال كان[COLOR=red] عبد الرحمن بن معاوية[/COLOR] قد أرسل عدة رسائل إلى [COLOR=red]يوسف بن عبد الرحمن الفهري[/COLOR] يطلب وده وأن يسلم له الإمارة ويكون[COLOR=red] الفهري[/COLOR] رجلا من رجاله في بلاد[SIZE=6][COLOR=blue] الأندلس [/COLOR][/SIZE]، بحكم أنه ([COLOR=red] عبد الرحمن[/COLOR] ) حفيد [COLOR=red]هشام بن عبد الملك[/COLOR] من رموز الخلافة الأموية ، لكن [COLOR=red]يوسف الفهري[/COLOR] رفض كل ذلك ، وجهز جيشا وجاء ليحارب [COLOR=red]عبد الرحمن بن معاوية[/COLOR] ومن معه .[/SIZE][/FONT]


[/RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7]موقعة [COLOR=red]المسارة[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT][RIGHT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] من المؤسف حقا أن يلتقي المسلمون بسيوفهم ، لكن كثرة الثورات وكثرة الفتن والانقلابات جعلت الحل العسكري هو الحل الحتمي في ذلك الوقت .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] ففي ذي الحجّة سنة ثمان وثلاثين ومائة ، وفي موقعة كبيرة عرفت في التاريخ باسم موقعة المسارة ، دار قتال شرس بين [COLOR=red]يوسف بن عبد الرحمن الفهري[/COLOR] من جهة [COLOR=red]وعبد الرحمن بن معاوية[/COLOR] الذي يعتمد بالأساس على اليمنيين من جهة أخرى .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] وقبل القتال كان [COLOR=red]أبو الصباح اليحصبي[/COLOR] (رئيس اليمنيين) قد سمع بعض المقولات من اليمنيين تقول إن [COLOR=red]عبد الرحمن بن معاوية[/COLOR] غريب عن البلاد، ثم إن معه فرس عظيم أشهب، فإن حدثت هزيمة فسيهرب من ساحة القتال ويتركنا وحدنا للفهريين .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] وصلت [COLOR=red]عبد الرحمن بن معاوية[/COLOR] تلك المقولة، فقام وفي ذكاء شديد يفوق سن الخامسة والعشرين وذهب بنفسه إلى [COLOR=red]أبي الصباح اليحصبي[/COLOR] وقال له إن جوادي هذا سريع الحركة ولا يمكّنني من الرمي، فإن أردت أن تأخذه وتعطيَني بغلتك فعلت، فأعطاه الجواد السريع وأخذ منه البغلة يقاتل عليها، حينئذ قال اليمنيون إن هذا ليس بمسلك رجل يريد الهرب، إنما هو مسلك من يريد الموت في ساحة المعركة، فبقوا معه وقاتلوا قتالا شديدا، ودارت معركة قوية جدا، انتصر فيها [COLOR=red]عبد الرحمن بن معاوية[/COLOR] ، وفَرّ [COLOR=red]يوسف الفهري[/COLOR] .[/SIZE][/FONT]

[/RIGHT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][COLOR=red]عبد الرحمن الداخل[/COLOR] وأمارات نجابة وعلم وذكاء[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]
[RIGHT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] كان عادة المحاربين في ذلك الزمن أن يتبع الجيش المنتصر فلول المنهزمين والفارين، ليقتلوهم ويقضوا عليهم، ومن ثَمّ على ثورتهم، وحين بدأ اليمنيون يجهزون أنفسهم ليتتبعوا جيش [COLOR=red]يوسف الفهري[/COLOR] منعهم [COLOR=red]عبد الرحمن بن معاوية[/COLOR] وقال لهم قولة ظلت ترن في أصداء التاريخ، أمارة على علم ونبوغ، وفهم صحيح وفكر صائب في تقدير الأمور، قال لهم : [SIZE=6][COLOR=darkred]لا تتّبعوهم ، اتركوهم ، لا تستأصلوا شأفة أعداء ترجون صداقتهم ، واستبقوهم لأشد عداوة منهم .[/COLOR][/SIZE][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] يريد رحمه الله أن هؤلاء الذين يقاتلوننا اليوم سيصبحون غدا من جنودنا، ومن ثم عونا على أعدائنا من النصارى وغيرهم في [COLOR=red]ليون[/COLOR] وفرنسا وغيرها. فهكذا رحمه الله كان ذو نظرة واسعة جدا تشمل كل بلاد [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] ، بل تشمل كل أوروبا، بل إني أراه بذلك التفكير يملك أن يعيد ملك الشام بعد ذلك أيضا إلى أملاك الأمويين ، وذلك لما يلي :[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] [COLOR=darkred][SIZE=6]أولاً[/SIZE] [/COLOR]ليس في قلبه غل ولا حقد على من كان حريصا على قتله منذ ساعات قليلة .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] [SIZE=6][COLOR=darkred]ثانياً[/COLOR][/SIZE] الفهم العميق للعدو الحقيقي وهو النصارى في الشمال .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] [COLOR=red][SIZE=6][COLOR=darkred]ثالثاً[/COLOR][/SIZE] [/COLOR]رغم كونه لم يتجاوز الخامسة والعشرين إلا إنه كان يمتلك فهما واعيا وإدراكا صحيحا ، وفقها وعلما وسعة اطلاع، علم به أنه إن جاز له شرعا أن يقاتلهم لتجميع المسلمين حول راية واحدة ، فهو في ذات الوقت لا يجوز له شرعا أن يتتبعهم ، وأن يقتل الفارين منهم ، ولا أن يجهز على جريحهم ، ولا أن يقتل أسيرهم ، لأن حكمهم حكم الباغين في الإسلام وليس حكم المشركين ، وحكم الباغي في الإسلام أنه لا يتتبع الفار منهم ، ولا يقتل أسيره ، ولا يجهز على جريحه ، بل ولا تؤخذ منه الغنائم .[/SIZE][/FONT]



[/RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7]بين [COLOR=red]عبد الرحمن الداخل[/COLOR] [COLOR=darkgreen]وأبي الصباح اليحصبي[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]
[RIGHT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] بعد انتهاء موقعة المسارة قام [COLOR=red]أبو الصباح اليحصبي[/COLOR] في اليمنيين وقال لهم لقد انتصرنا على[COLOR=red] عبد الرحمن الفهري[/COLOR] وجاء وقت النصر على غيره ، يُعرّض [COLOR=red]بعبد الرحمن بن معاوية[/COLOR] ، هذا الذي كان يقاتل معه منذ ساعات، ويرى أنه إن انتصر عليه وقتله ([COLOR=red] عبد الرحمن الداخل[/COLOR] )دانت لهم بلاد [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس [/COLOR][/SIZE]كلها .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] لكن اليمنيين لم يوافقوه على ذلك ؛ ليس حبا في [COLOR=red]عبد الرحمن الداخل[/COLOR] وإنما خوفا منه ، فقالوا له إن هذا الرجل ليس بالسهل. وتصل هذه الأنباء إلى [COLOR=red]عبد الرحمن بن معاوية[/COLOR] ، فما كان منه إلا أن أسرّها في نفسه، ولم يُبْدها لهم، ولم يُعلمهم أنه يعلم بما يضمرونه له، لكنه أصبح على حذر شديد جدا من[COLOR=red] أبي الصباح اليحصبي[/COLOR].[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] لم يرد [COLOR=red]عبد الرحمن بن معاوية[/COLOR] أن يحدث خللا في الصف المسلم في هذه الأوقات ، لم يرد أن يحدث خللا بين الأمويين ومحبي الدولة الأموية وبين اليمنيين في ذلك الوقت المليء بالثورات والمعارك الداخلية ، إنما كان كل همه هو تجميع الناس ثم حرب النصارى بعد ذلك، وبالفعل وهناك وبعد إحدى عشرة سنة من هذه الأحداث عزل [COLOR=red]أبا الصباح اليحصبي[/COLOR] عن مكانه ، واستطاع أن يتملك زمام الأمور كلها في [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] .[/SIZE][/FONT]


[/RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][COLOR=red]عبد الرحمن الداخل[/COLOR] ، وبداية فترة الإمارة الأموية[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]
[RIGHT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] بعد موقعة [COLOR=red]المسارة[/COLOR] والسيطرة على منطقة [COLOR=red]قرطبة[/COLOR] والجنوب [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلسي[/COLOR][/SIZE] لُقب [COLOR=blue]عبد الرحمن بن معاوية[/COLOR][SIZE=6][COLOR=darkgreen] بعبد الرحمن الداخل[/COLOR][/SIZE] ؛ لأنه أول من دخل من بني أمية [COLOR=blue]قرطبة [/COLOR]حاكما ، كما كان له كثير من الأيادي البيضاء على الإسلام في بلاد [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] كما سنرى . [/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] ومنذ أن تولى [COLOR=red]عبد الرحمن الداخل[/COLOR] الأمور في بلاد[SIZE=6][COLOR=blue] الأندلس[/COLOR][/SIZE] عُرفت هذه الفترة بفترة الإمارة الأموية ، وتبدأ من سنة ثمان وثلاثين ومائة من الهجرة ، وتنتهي سنة ست عشرة وثلاثمائة من الهجرة ، وسميت " إمارة " لأنها أصبحت منفصلة عن الخلافة الإسلامية ، سواء كانت في عصر الخلافة العباسية أو ما تلاها بعد ذلك من العصور إلى آخر عهود [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس [/COLOR][/SIZE].[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] بدأ [COLOR=red]عبد الرحمن الداخل[/COLOR] ينظم الأمور في بلاد [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس [/COLOR][/SIZE]، كانت هناك ثورات كثيرة جدا في كل مكان من أرض [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس [/COLOR][/SIZE]، وبصبر شديد وأناة عجيبة أخذ [COLOR=red]عبد الرحمن الداخل[/COLOR] يراوض هذه الثورات الواحدة تلو الأخرى ، وبحسب ما يتوافق معها أخذ يستميل بعضها ويحارب الأخرى .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وفي فترة حكمه التي امتدت أربعة وثلاثين عاما متصلة ، من سنة ثمان وثلاثين ومائة وحتى سنة اثنتين وسبعين ومائة كانت قد قامت عليه أكثر من خمس وعشرين ثورة ، وهو يقمعها بنجاح عجيب الواحدة تلو الأخرى ، ثم تركها وهي في فترة من أقوى فترات[SIZE=6][COLOR=blue] الأندلس[/COLOR][/SIZE] في التاريخ بصفة عامة .[/SIZE][/FONT]
[/RIGHT]
[/INDENT][CENTER][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/CENTER]

أبو أنس الأنصاري 04-23-2009 09:55 AM

[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][SIZE=7]
[IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG]

الإمارة الأموية وفتراتها[/SIZE] [/SIZE][/FONT]
[IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/CENTER][INDENT][RIGHT][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]ظل [COLOR=red]عبد الرحمن الداخل[/COLOR] يحكم [COLOR=blue]الأندلس[/COLOR] منذ سنة ثمان وثلاثين ومائة من الهجرة، وحتى سنة اثنتين وسبعين ومائة من الهجرة، أي قرابة أربعة وثلاثين عاما، وكانت هذه هي بداية تأسيس عهد الإمارة الأموية ، والتي استمرت من سنة ثمان وثلاثين ومائة من الهجرة وحتى سنة ست عشرة وثلاثمائة من الهجرة .[/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=navy]ولفهم عهد الإمارة الأموية يمكننا تقسيمه إلى فترات كما يلي ..[/COLOR][/SIZE][/FONT][/SIZE]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][SIZE=6][COLOR=navy]الفترة الأولى ،[/COLOR][/SIZE] واستمرت مائة عام كاملة من سنة ثمان وثلاثين ومائة وحتى سنة ثمان وثلاثين ومائتين من الهجرة ، وتعتبر هذه الفترة هي فترة القوة والمجد والحضارة، وكان فيها هيمنة للدولة الإسلامية على ما حولها من مناطق .[/SIZE][/FONT]


[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][SIZE=6][COLOR=navy]الفترة الثانية ،[/COLOR][/SIZE] وتعد فترة ضعف ، وقد استمرت اثنين وستين عاما ، من سنة ثمان وثلاثين ومائتين وحتى سنة ثلاثمائة من الهجرة .[/SIZE][/FONT]


[/RIGHT]
[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic][SIZE=7]الفترة الأولى من الإمارة الأموية فترة القوة[/SIZE][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/FONT][/SIZE]
[RIGHT]
[/RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]تمثل هذه الفترة عهد القوة في فترة الإمارة الأموية ، كانت البداية فيها - كما ذكرنا -[COLOR=red] لعبد الرحمن الداخل[/COLOR] رحمه الله ثم خلفه من بعده ثلاثة من الأمراء ، كان أولهم [COLOR=red]هشام بن عبد الرحمن الداخل [/COLOR][COLOR=black]، وقد[/COLOR] حكم من سنة اثنين وسبعين ومائة وحتى سنة ثمانين مائه من الهجرة .[/SIZE][/FONT][RIGHT]
[/RIGHT]
[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic][SIZE=7]عهد [COLOR=red]هشام بن عبد الرحمن الداخل[/COLOR][/SIZE][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT][/SIZE][RIGHT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]بعد فترة طويلة من الاختبارات والمشاورات كان [COLOR=red]عبد الرحمن الداخل[/COLOR] قد استقر من بين ابنيه الأكبر [COLOR=red]سليمان[/COLOR] والأصغر [COLOR=red]هشام[/COLOR] على ابنه [COLOR=red]هشام [/COLOR][COLOR=black]، فولاّه[/COLOR] العهد مع كونه أصغر من أخيه [COLOR=red]سليمان[/COLOR] ، وقد صدق حدسه فيه؛ حيث كان الناس يشبهونه بعد ذلك [COLOR=red]بعمر بن عبد العزيز[/COLOR] رضي الله عنه في علمه وعمله وورعه وتقواه .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]كان [COLOR=red]هشام بن عبد الرحمن الداخل[/COLOR] عالما محبا للعلم ، قد أحاط نفسه رحمه الله بالفقهاء ، وكان له أثر عظيم في بلاد[SIZE=6][COLOR=blue] الأندلس[/COLOR][/SIZE] بنشره اللغة العربية فيها ، وقد أخذ ذلك منه مجهودا وافرا وعظيما ، حتى لقد أصبحت اللغة العربية تُدرّس في معاهد اليهود والنصارى في داخل أرض [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] ، ثم قام أيضا بنشر المذهب المالكي بدلا من المذهب الأوزاعي ، هذا فضلا عن صولاته وجولاته الكثيرة في الشمال مع الممالك النصرانية .[/SIZE][/FONT]



[/RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7]عهد [COLOR=red]الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[SIZE=7][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE]
[RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]تولى بعد [COLOR=red]هشام بن عبد الرحمن الداخل[/COLOR] ابنه [COLOR=red]الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل[/COLOR] ، وذلك من سنة ثمانين ومائة وحتى سنة ست ومائتين من الهجرة ، كن الحكم هذا لم يكن على شاكلة أبيه ولا على شاكلة جده فكان قاسيا جدا، فرض الكثير من الضرائب، واهتم بالشعر والصيد، وقاوم الثورات بأسلوب غير مسبوق في بلاد [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] في عهد الإمارة الأموية، حيث كان يحرق بيوت الثائرين، وكان يطردهم خارج البلاد.[/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]ومن أشهر الثورات التي قمعها الحكم بن هشام ثورة [COLOR=red]الربض[/COLOR] ، وهم قوم كانوا يعيشون في منطقة جوار [COLOR=red]قرطبة[/COLOR] ، وقد ثار أهلها ثورة كبيرة جدا عليه، فأحرق ديارهم وطردهم خارج البلاد ، ورغم ما في هذا الأمر من القسوة وغيرها فإنه حين طرد [COLOR=red]الربضيين[/COLOR] خارج البلاد فقد انتقلوا إلى جزيرة [COLOR=red]كريت[/COLOR] في عرض البحر الأبيض المتوسط، وأسسوا بها مملكة إسلامية ظلت قائمة مائة عام متصلة.[/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]ورغم أفعاله تلك إلا أن [COLOR=red]الحكم بن هشام[/COLOR] لم يوقف حركة الجهاد؛ وذلك لأن الجهاد كان عادة في الإمارة الأموية سواء في بلاد الشام أو في بلاد [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] ، لكن كانت له انتصارات وهزائم في نفس الوقت، وكنتيجه طبيعية لهذا الظلم الذي كان عنده، وهذه العلاقة التي ساءت بين الحاكم والمحكوم سقطت بعض البلاد الإسلامية في يد النصارى ، فسقطت[COLOR=red] برشلونة[/COLOR] وأصبحت تُكّون إمارة نصرانية صغيرة في الشمال الشرقي عرفت في التارخ باسم إمارة [COLOR=red]أراجون[/COLOR] ، وكانت متاخمة لحدود فرنسا بجوار جبال[COLOR=red] البيرينيه[/COLOR] في الشمال الشرقي للبلاد.[/FONT][/SIZE]
[SIZE=5] [FONT=Traditional Arabic]لكن [COLOR=red]الحكم بن هشام[/COLOR] بفضل من الله ومنٍّ عليه أنه تاب عن أفعاله في آخر عهده ، ورجع عن ظلمه ، واستغفر واعتذر للناس عن ذنوبه ، ثم اختار من أبنائه أصلحهم وإن لم يكن الأكبر ليكون وليا لعهده ، وكان من حسن خاتمته أنه قام بهذا الاعتذار وهذه التوبة وهو في كامل قوته وبأسه ، وذلك قبل موته بعامين .[/FONT][/SIZE]



[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7]عهد [COLOR=red]عبد الرحمن الأوسط[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][SIZE=7][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/SIZE][/FONT]


[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]بعد [COLOR=red]الحكم بن هشام[/COLOR] تولى ابنه [COLOR=red]عبد الرحمن الثاني[/COLOR] ، وهو المعروف في التاريخ باسم[COLOR=red] عبد الرحمن الأوسط[/COLOR] فهو الأوسط بين [COLOR=red]عبد الرحمن الداخل وعبد الرحمن الناصر[/COLOR] كما سيأتي ، وقد حكم من سنة ست ومائتين وحتى آخر الفترة الأولى عهد القوة من عهد الإمارة الأموية ، وذلك سنة ثمان وثلاثين ومائتين من الهجرة ، وتعد فترة حكمه هذه من أفضل فترات تاريخ[SIZE=6][COLOR=blue] الأندلس [/COLOR][/SIZE]، فاستأنف الجهاد من جديد ضد النصارى في الشمال وألحق بهم هزائم عدة ، وكان حسن السيرة ، هادئ الطباع ، محبا للعلم محبا للناس .[/FONT][/SIZE]
[SIZE=5] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=darkslateblue]ومن أهم ما ميز عهد عبد الرحمن الأوسط الأمور الثلاثة التالية[/COLOR][/SIZE][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=darkred]= أولاً ازدهار الحضارة العلمية ..[/COLOR][/SIZE][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5] [FONT=Traditional Arabic]كان [COLOR=red]عبد الرحمن الأوسط[/COLOR] لتقديره العلم يستقدم العلماء من [COLOR=red]بغداد[/COLOR] ومن كل بلاد العالم الإسلامي ، فجاءوا إلى بلاد [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] وعظمهم وأكرمهم ورفع من شأنهم ، وأسس نواة مكتبة [COLOR=red]قرطبة [/COLOR]العظيمة ، وأشاع التعليم في كل بلاد [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] .[/FONT][/SIZE]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وقد اشتهر العلماء في هذه الفترة في كل مجالات العلوم ، وكان من أشهرهم في ذلك الوقت [COLOR=red]عباس بن فرناس[/COLOR] رحمه الله ، وهو أول من قام بمحاولة طيران في العالم ، وقد راح ضحية هذه المحاولة البكر ، وفضلا عن هذا فقد كانت له اختراعات كثيرة في شتى المجالات ، فاخترع آله لتحديد الوقت ، واخترع آله تشبه قلم الحبر ، وقد كان لهذا الاختراع أهمية كبيرة في ذلك الزمن الذي انتشر فيه العلم والتعليم ، ويعد أيضا أول من اخترع الزجاج من الحجارة .[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][SIZE=6][COLOR=darkred]= ثانياً ازدهار الحضارة المادية[/COLOR][/SIZE][/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]اهتم [COLOR=red]عبد الرحمن الأوسط[/COLOR] بالحضارة المادية العمرانية والاقتصادية وغيرها اهتماما كبيرا ، فازدهرت حركة التجارة في عهده ، ومن ثم كثرت الأموال ؛ الأمر الذي أجمع فيه المؤرخون أنه لم يكن هناك في [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] ما نسميه بـ [SIZE=6][COLOR=navy]quot ; عادة التسول[/COLOR][/SIZE] ، كانت هذه العادة منتشرة في بعض البلاد الإسلامية الأخرى لكنها لم تُعرف أصلا في بلاد [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] .[/FONT][/SIZE]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]كذلك تقدمت وسائل الري في عهده بشكل رائع ، وتم رصف الشوارع وإنارتها ليلا في هذا العمق القديم جدا في التاريخ ، الوقت الذي كانت أوروبا تعيش فيه في جهل وظلام دامس ، كما أقام القصور المختلفة والحدائق الغنّاء ، وتوسع جدا في ناحية المعمار حتى كانت المباني[SIZE=6][COLOR=blue] الأندلسية[/COLOR][/SIZE] آية في المعمار في عهده .[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][SIZE=6][COLOR=darkred]= ثالثاً وقف غزوات النورمان ..[/COLOR][/SIZE][/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic][COLOR=red]النورمان[/COLOR] هم أهل [COLOR=red]إسكندنافيا[/COLOR] ، وهي بلاد تضم [COLOR=red]الدانمارك والنرويج وفنلندا والسويد[/COLOR] ، وقد كانت هذه البلاد تعيش في همجية مطلقة ، فكانوا يعيشون على ما يسمى بحرب العصابات ، فقاموا بغزوات عرفت باسم غزوات [COLOR=red]الفايكنج[/COLOR] ، وهي غزوات إغارة على أماكن متفرقة من بلاد العالم ، ليس من هم لها إلا جمع المال وهدْم الديار .[/FONT][/SIZE]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]في عهد [COLOR=red]عبد الرحمن الأوسط[/COLOR] وفي سنة ثلاثين ومائتين من الهجرة هجمت هذه القبائل على [COLOR=red]أشبيلية[/COLOR] من طريق البحر في أربع وخمسين سفينة ، دخلوا فأفسدوا فسادا كبيرا ، فدمروا [COLOR=red]أشبيلية [/COLOR]تماما ، ونهبوا ثرواتها ، وهتكوا أعراض نسائها ، ثم تركوها إلى [COLOR=red]شذونة وألمرية ومرسيه[/COLOR] وغيرها من البلاد فأشاعوا الرعب وعم الفزع ، وشتّان بين المسلمين في فتحهم للبلاد وبين غيرهم في معاركهم .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]ما كان من [COLOR=red]عبد الرحمن الأوسط[/COLOR] رحمه الله إلا أن جهز جيشه وأعد عدته ، ولأكثر من مائة يوم كاملة دارت بينه وبينهم معارك ضارية ، أغرقت خلالها خمس وثلاثين سفينة [COLOR=red]للفايكنج [/COLOR]، ومنّ الله على المسلمين بالنصر ، وعاد [COLOR=red]النورمان [/COLOR]إلى بلادهم خاسئين .[/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]لم يجنح [COLOR=red]عبد الرحمن الأوسط[/COLOR] رحمه الله بعدها إلى الدعة أو الخمول ، وإنما عمل على تفادي تلك الأخطاء التي كانت سببا في دخول [COLOR=red]الفايكنج [/COLOR]إلى بلاده فقام بما يلي ..[/FONT][/SIZE]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=navy]= [/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][SIZE=6][COLOR=navy]أولاً[/COLOR][/SIZE] رأى أن [COLOR=red]أشبيلية[/COLOR] تقع على نهر الوادي الكبير الذي يصب في المحيط الأطلنطي ، ومن السهولة جدا أن تدخل سفن [COLOR=red]الفايكنج[/COLOR] أو غيرها من المحيط الأطلنطي إلى[COLOR=red] أشبيلية[/COLOR] ، فقام بإنشاء سور ضخم حول [COLOR=red]أشبيلية[/COLOR] ، وحصّنها تحصينا ظلت بعده من أحصن حصون [COLOR=blue]الأندلس[/COLOR] بصفة عامة .[/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=navy]= ثانياً[/COLOR][/SIZE] لم يكتف بذلك بل قام أيضا بإنشاء أسطولين قويين جدا ، أحدهما في الأطلسي والآخر في البحر الأبيض المتوسط ، وذلك حتى يدافع عن كل سواحل [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] ، فكانت هذه الأساطيل تجوب البحار وتصل إلى أعلى حدود [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] في الشمال عند مملكة [COLOR=red]ليون [/COLOR]، وتصل في البحر الأبيض المتوسط حتى إيطاليا . [/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]وكان من نتيجة ذلك أنه فتح جزر[COLOR=red] البليار[/COLOR] للمرة الثانية ، كنا قد ذكرنا أن الذي فتحها للمرة الأولى كان [COLOR=red]موسى بن نصير[/COLOR] رحمه الله وذلك قبل فتح[SIZE=6][COLOR=blue] الأندلس[/COLOR][/SIZE] سنة إحدى وتسعين من الهجرة ، ثم سقطت في أيدي النصارى في عهد الولاة الثاني حين انحدر حال المسلمين آنذاك ، وهنا وفي سنة أربع وثلاثين ومائتين من الهجرة تم فتحها ثانية .[/FONT][/SIZE]
[SIZE=5] [FONT=Traditional Arabic]كذلك كان من نتيجة هزيمة [COLOR=red]الفايكنج [/COLOR]في هذه الموقعة قدوم سفارة من [COLOR=red]الدانمارك [/COLOR]محملة بالهدايا تطلب ود المسلمين ، وتطلب المعاهدة معهم .[/FONT][/SIZE]



[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7]الفترة الثانية من الإمارة الأموية فترة الضعف[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT][/RIGHT]

[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]بوفاة [COLOR=red]عبد الرحمن الأوسط[/COLOR] رحمه الله يبدأ عهد جديد في بلاد ا[SIZE=6][COLOR=blue]لأندلس[/COLOR][/SIZE] ، وهو فترة الضعف في الإمارة الأموية ، ويبدأ من سنة ثمان وثلاثين ومائتين وحتى سنة ثلاثمائة من الهجرة ، أي حوالي اثنتين وستين سنة .[/FONT][/SIZE]
[SIZE=5] [FONT=Traditional Arabic]تولى بعد [COLOR=red]عبد الرحمن الأوسط[/COLOR] ابنه [COLOR=red]محمد بن عبد الرحمن الأوسط[/COLOR] ثم اثنين من أولاده [COLOR=red]المنذر[/COLOR] ثم [COLOR=red]عبد الله[/COLOR] ، وحقيقة الأمر أن الإنسان ليتعجب كيف بعد هذه القوة العظيمة والبأس الشديد والسيطرة على بلاد [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] وما حولها يحدث هذا الضعف وهذا السقوط وهذا الانحدار ؟![/FONT][/SIZE]
[RIGHT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][SIZE=6][COLOR=navy]أولاً انفتاح الدنيا وحب الغنائم .[/COLOR][/SIZE][/SIZE][/FONT]
[SIZE=6][FONT=Traditional Arabic][COLOR=navy]ثانياً القبلية والقومية .[/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][FONT=Traditional Arabic][COLOR=navy]ثالثاً ظلم الولاة .[/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5] [SIZE=6][FONT=Traditional Arabic][COLOR=navy]رابعاً ترك الجهاد .[/COLOR][/FONT][/SIZE][/SIZE]
[SIZE=5] [FONT=Traditional Arabic]وكل هذه الأسباب لم تنشأ فجأة ، وإنما كانت بذورها قد نشأت منذ أواخر عهد القوة من عهد الولاة أثناء وبعد موقعة بلاط الشهداء .[/FONT][/SIZE]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]إذن لكي نفهم سبب ضعف الإمارة الأموية علينا أن نرجع قليلاً ، وندرس الفترة الأخيرة من عهد القوة ، ونبحث فيها عن بذور الضعف والأمراض التي أدّت إلى هلكة أو ضعف الإمارة الأموية في هذا العهد الثاني .[/SIZE][/FONT]
[/RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT][CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][SIZE=7][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/SIZE][/SIZE][/FONT]
[/CENTER]
[/INDENT]

أبو أنس الأنصاري 04-24-2009 04:38 PM

[CENTER][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7]وقفة مع [COLOR=red]عبد الرحمن الناصر[/COLOR] وبداية حياته نحو الإصلاح[/SIZE][/FONT]
[IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG]
[/CENTER]
[RIGHT][INDENT][RIGHT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=red]
عبد الرحمن الناصر[/COLOR] وتغيير التاريخ[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] بعد تولي [COLOR=red]عبد الرحمن الناصر[/COLOR] الحكم وبهذه المؤهلات السابقة ، بهذه التربية الشاملة لكل فروع ومقومات الشخصية الإسلامية السوية ، وبهذه الثقة الشديدة بالله وبنفسه ، أقدم على تغيير التاريخ ، فقام بما يلي :[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=darkred]= أولاً[/COLOR] إعادة توزيع المهام والمناصب ، أو ما يمكن تسميته " تنظيف[COLOR=red] قرطبة[/COLOR] " ..[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]- حين تولى الحكم لم يكن يملك[COLOR=red] عبد الرحمن الناصر[/COLOR] من بلاد [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] سوى [COLOR=red]قرطبة[/COLOR] وما حولها من القرى، ورغم أنها تعد أكبر بلاد [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] وتمثل مركز ثقل كبير لكونها العاصمة ، إلا أنها لم تكن لتمثل أكثر من عشر مساحة [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] ، بدأ [COLOR=red]عبد الرحمن الناصر[/COLOR] من هذه المساحة الصغيرة يغير من التاريخ .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] - قام بتطهير المراكز المرموقة في[COLOR=red] قرطبة[/COLOR] ، من وزراء وقواد للجيش وغيرهم من رموز الفساد التي استولت عليها ، واستبدالهم بمن ينتقيهم هو ممن يتصفون بالتقوى والورع ونظافة اليد وسعة العلم ، وهكذا في كل المراكز القيادية في[COLOR=red] قرطبة[/COLOR] .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]- ثم أعلى من شأن العلماء جداً ، ورفع منزلتهم فوق منزلته نفسه ، ورضخ لأوامرهم ونواهيهم ، فطبق ذلك على نفسه أولاً قبل أن يطبقه على شعبه ، ثم طبق الشرع الإسلامي بكامله ، ولم يتنازل ولو عن نقطة واحدة من أحكام الشرع الكريم .[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][SIZE=6][COLOR=darkred]= ثانياً[/COLOR] الاتجاه إلى الثورات ومحاولة ترويضها بعد الانتهاء من الشأن الداخلي في [COLOR=red]قرطبة[/COLOR] وتهيئته تماماً ..[/SIZE] [/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]- بدأ [COLOR=red]عبد الرحمن الناصر[/COLOR] رحمه الله يتجه إلى المحيط الخارجي ، حيث الثورات المتعددة في كل أرض [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] ، هداه تفكيره إلى أن يبدأ [COLOR=red]بعمر[/COLOR] أو [COLOR=red]صمويل بن حفصون[/COLOR] ؛ وذلك لسببين .. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][SIZE=6]الأول[/SIZE] أن هذا الرجل لا يختلف اثنان على أنه يستحق القتل ؛ وذلك لأنه ارتد عن دين الله سبحانه وتعالى ومن ثم فقد أصبح قتاله فرضا على المسلمين . [/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][SIZE=6]والسبب الثاني[/SIZE] أنه يستطيع بذلك أن يحفز أهل [COLOR=red]قرطبة[/COLOR] الذين كانوا قد ألفوا الثورات في هذه الآونة ؛ حيث المعركة في منتهى الوضوح هي بين المسلمين والمرتدين .[/SIZE][/FONT]

[/RIGHT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7]في الطريق للقضاء على ثورة [COLOR=red]صمويل بن حفصون[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[SIZE=7][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE]
[RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] بعد نحو شهرين فقط من توليه الحكم قاد [COLOR=red]عبد الرحمن الناصر[/COLOR] أول حملة له لقتال المرتدين استرد فيها مدينة [COLOR=red]أَسْتُجّه[/COLOR] ، وكانت من أحصن مدن [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس [/COLOR][/SIZE]- كما علمنا عند بداية الفتوحات - ثم بعد ذلك بنحو شهرين أو ثلاثة أشهر قاد بنفسه حملة كبيرة على [COLOR=red]صمويل بن حفصون[/COLOR] استمر مداها طيلة ثلاثة أشهر كاملة ، هي شعبان ورمضان وشوال من سنة ثلاثمائة من الهجرة من نفس العام الذي تولى فيه رحمه الله فاسترد [COLOR=red]جَيّان[/COLOR] ، وهي أيضا من المدن الحصينة جدا في [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس [/COLOR][/SIZE]، ويكفي لمعرفة هذا أنه استرد فيها سبعين حصنا من حصون [COLOR=red]صمويل بن حفصون[/COLOR] .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] ما زالت قوة [COLOR=red]صمويل بن حفصون[/COLOR] كبيرة جداً ؛ فالمدد يأتيه من الشمال من دول النصارى ، ويأتيه أيضا من الجنوب من الدولة الفاطمية ، هذا فضلا عن إمدادات مدينة [COLOR=red]أشبيلية [/COLOR]والتي كان عليها حاكم مسلم من أولاد [COLOR=red]ابن حجاج[/COLOR] ، لكنه كان متمردا على سلطة [COLOR=red]قرطبة[/COLOR] ، وكان يملك جيشا مسلما كبيرا .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] فكر [COLOR=red]عبد الرحمن الناصر[/COLOR] كثيرا في كيفية قطع هذه الإمدادات على [COLOR=red]صمويل بن حفصون[/COLOR] ، اهتدى أخيرا في أن يبدأ بالهجوم على مدينة [COLOR=red]أشبيلية[/COLOR] أكبر مدن الجنوب بعد [COLOR=red]قرطبة[/COLOR] ؛ وذلك بمنطق النزعة الإسلامية التي غلبت عليه ، حيث أمّل إن هو ذهب إلى [COLOR=red]أشبيلية [/COLOR]واستطاع أن يُرغم حاكمها على الانضمام له أو الانصياع إليه بالقوة أن ينضم إليه جيش [COLOR=red]أشبيلية [/COLOR]المسلم الكبير ، وبذلك تقوى جيوش الدولة الأموية ، وتقوى شوكته .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] وبالفعل وبعون من الله كان له ما أمّل ، حيث ذهب إلى [COLOR=red]أشبيلية [/COLOR]بعد أقل من عام واحد من ولايته في سنة ثلاثمائة وواحد من الهجرة ، واستطاع أن يضمها إليه ؛ فقويت بذلك شوكته وعظم جانبه ، فعاد إلى [COLOR=red]صمويل بن حفصون[/COLOR] بعد أن قطع عنه المدد الغربي الذي كان يأتيه من [COLOR=red]أشبيلية[/COLOR] ، واسترد منه جبال [COLOR=red]رندة[/COLOR] ثم [COLOR=red]شذونة [/COLOR]ثم [COLOR=red]قرمونة[/COLOR] ، وهي جميعا من مدن الجنوب .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] تعمق [COLOR=red]عبد الرحمن الناصر[/COLOR] بعد ذلك ناحية الجنوب حتى وصل إلى مضيق [COLOR=red]جبل طارق[/COLOR] فاستولى عليه ، ويكون بذلك أيضا قد قطع الإمدادات والمساعدات التي كانت تأتيه من الجنوب من الدولة الفاطمية عن طريق مضيق [COLOR=red]جبل طارق[/COLOR] ، وسعى [COLOR=red]عبد الرحمن الناصر[/COLOR] إلى أكثر من هذا حيث قطع أيضا طريق الإمدادات التي كانت تأتيه من الدول النصرانية في الشمال عن طريق المحيط الأطلسي ، ثم مضيق[COLOR=red] جبل طارق[/COLOR] ، ثم البحر الأبيض المتوسط حتى تصله ، وبذلك يكون [COLOR=red]عبد الرحمن الناصر[/COLOR] قد قطع عن [COLOR=red]صمويل بن حفصون[/COLOR] كل طرق الإمدادات والمساعدات التي كانت تمده وتقويه .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]لم يجد [COLOR=red]صمويل بن حفصون[/COLOR] بدا من طلب الصلح والمعاهدة من [COLOR=red]عبد الرحمن الناصر[/COLOR] على أن يعطيه اثنين وستين ومائة حصنا من حصونه ، ولأن البلاد كانت تشهد موجة من الثورات والانقسامات يريد [COLOR=red]عبد الرحمن الناصر[/COLOR] أن يتفرغ لها ، فضلا عن أنه سيضمن في يده اثنين وستين ومائة حصنا وسيأمن جانبه فقد قبل المعاهدة ووافق على الصلح من [COLOR=red]صمويل بن حفصون[/COLOR] .[/SIZE][/FONT]


[/RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][COLOR=red]عبد الرحمن الناصر[/COLOR] يفجأ الجميع ويتجه نحو الشمال الغربي[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]
[RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] أصبحت قوة [COLOR=red]عبد الرحمن الناصر[/COLOR] رحمه الله تضم [COLOR=red]قرطبة وأشبيلية وجيان وأستجة[/COLOR] ، وهي جميعا من مدن الجنوب ، بالإضافة إلى حصون أخرى كثيرة - كما ذكرنا - وكل هذه المساحة كانت تمثل تقريبا سدس مساحة [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] الإسلامية في ذلك الوقت ، هذه واحدة .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] الأمر الثاني أن [COLOR=red]صمويل بن حفصون[/COLOR] ما زال يملك حصونا كثيرة ويسيطر سيطرة كاملة على الجنوب الشرقي من البلاد ، لكن قطعت عنه الإمدادات الخارجية سواء من النصارى أو الدولة الفاطمية أو أشبيلية .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] والأمر الثالث أنه كان هناك تمرد في [COLOR=red]طليطلة[/COLOR] تقع في شمال[COLOR=red] قرطبة[/COLOR] .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] ورابعا تمرد في [COLOR=red]سرقسطة[/COLOR] في الشمال الشرقي .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] وخامسا تمرد في شرق [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] في[COLOR=red] بلنسية[/COLOR] .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] وسادسا تمرد في غرب [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] يقوده [COLOR=red]عبد الرحمن الجليقي[/COLOR] .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] أي أن [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس [/COLOR][/SIZE]في عام اثنين وثلاثمائة من الهجرة كانت مقسمة إلى ستة أقسام ، قسم واحد فقط في يد [COLOR=red]عبد الرحمن الناصر[/COLOR] ، ويضم [COLOR=red]قرطبة وأشبيلية[/COLOR] وما حولها بما يقارب سدس مساحة[SIZE=6][COLOR=blue] الأندلس[/COLOR][/SIZE] كما ذكرنا ، والخمسة الأخرى موزعة على خمس متمردين ، والمتوقع - إذن - هو أن يحاول [COLOR=red]عبد الرحمن الناصر[/COLOR] من جديد مقاومة إحدى مراكز التمرد هذه إن لم تكن الأقرب إليه .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] وإن المرء ليقف فاغراً فاهُ شاخصاً بصرهُ حين يعلم أن [COLOR=red]عبد الرحمن الناصر[/COLOR] ترك كل هذه التمردات، واتجه صوب الشمال الغربي صوب مملكة[COLOR=red] ليون[/COLOR] النصرانية مباشرة . ترك [COLOR=red]عبد الرحمن الناصر[/COLOR] كل شيء وأخذ جنده من [COLOR=red]قرطبة وأشبيلية[/COLOR] وصعد في اتجاه الشمال الغربي ليقابل قوات النصارى هناك ، والتي كانت تهاجم منطقة من مناطق المتمردين غرب[SIZE=6][COLOR=blue] الأندلس[/COLOR][/SIZE] . [/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] ظل [COLOR=red]عبد الرحمن الناصر[/COLOR] في حرب مع قوات النصارى تلك في أرض المتمردين عامين كاملين ، عاد بعدها منتصرا محملا بالغنائم ، تاركا البلاد راجعا إلى [COLOR=red]قرطبة وأشبيلية[/COLOR] ، وكأنه أراد أن يعلم الناس أمرا ويرسل إليهم برسالة في منتهى الوضوح كانت قد خفيت عليهم ، مفادها الأعداء الحقيقيين ليسو المسلمين في الداخل، إنما هم النصارى في الشمال ، إنما هم في مملكة [COLOR=red]ليون[/COLOR] ، ومملكة [COLOR=red]نافار [/COLOR]، ومملكة [COLOR=red]أراجون [/COLOR].[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]بهذا العمل استطاع [COLOR=red]عبد الرحمن الناصر[/COLOR] رحمه الله إحراج المتمردين إحراجا كبيرا أمام شعوبهم .[/SIZE][/FONT]


[/RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][COLOR=red]عبد الرحمن الناصر[/COLOR] والطريق إلى راية واحدة [COLOR=blue]للأندلس[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]
[RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] لم يلتقط [COLOR=red]عبد الرحمن الناصر[/COLOR] رحمه الله أنفاسه ، وقام في سنة ثمان وثلاثمائة من الهجرة بالتحرك نحو واحدة من مراكز التمرد وهي [COLOR=red]طليطلة[/COLOR] ، تلك التي لم تستطع أن تقف أمام هذه القوة الجارفة فضمها إليه في سهولة ، بعدها أصبح الطريق آمنا نحو الشمال مباشرة ؛ حيث [COLOR=red]سرقسطة[/COLOR] في الشمال الشرقي ، [COLOR=red]وطليطلة[/COLOR] في وسط الشمال قد أصبحتا في يده .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وفي نفس العام في سنة ثمان وثلاثمائة من الهجرة ، وعمره آنذاك ثلاثون سنة فقط ، قام [COLOR=red]عبد الرحمن الناصر[/COLOR] على رأس حملة ضخمة جدا باتجاه نصارى الشمال ، فكانت غزوة[COLOR=red] موبش[/COLOR] الكبرى بين عبد الرحمن الناصر من جهة ، وجيوش [COLOR=red]ليون ونافار[/COLOR] مجتمعة من جهة أخرى ، واستمرت هذه الغزوة طيلة ثلاثة أشهر كاملة ، حقق فيها [COLOR=red]عبد الرحمن الناصر[/COLOR] انتصارات ضخمة وغنائم عظيمة ، وضم إليه مدينة [COLOR=red]سالم[/COLOR] وكانت تحت يد النصارى .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] بعد أربعة أعوام من غزوة [COLOR=red]موبش[/COLOR] وفي سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة من الهجرة قاد [COLOR=red]عبد الرحمن الناصر[/COLOR] بنفسه رحمه الله حملة ضخمة أخرى على مملكة[COLOR=red] نافار[/COLOR] ، واستطاع في أيام معدودات أن يكتسحها اكتساحا ، ويضم إلى أملاك المسلمين مدينة [COLOR=red]بمبلونة[/COLOR] عاصمة [COLOR=red]نافار[/COLOR] ، ثم بدأ بعدها يحرر الأراضي التي كان قد استولى عليها النصارى في عهد ضعف الإمارة الأموية .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] وفي سنة ست عشرة ومائة من الهجرة يقود [COLOR=red]عبد الرحمن الناصر[/COLOR] حملة أخرى على شرق [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] ويقمع التمرد الذي كان هناك ويضمها إلى أملاكه ، ثم في نفس العام حملة أخرى على غرب[SIZE=6][COLOR=blue] الأندلس[/COLOR][/SIZE] وهزيمة [COLOR=red]لعبد الرحمن الجليقي[/COLOR] ومن ثم يضم غرب [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] إلى أملاكه من جديد .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وبذلك وبعد ستة عشرا عاما من الكفاح المضني ، يكون رحمه الله قد وحّد[SIZE=6][COLOR=blue] الأندلس[/COLOR][/SIZE] كله تحت راية واحدة، وحّدها جميعا ولم يتجاوز عمره آنذاك ثمانية وثلاثين عاما بعد ، رحمه الله رحمة واسعة .[/SIZE][/FONT]


[/RIGHT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7]عهد جديد .. عهد الخلافة الأموية [/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]
[RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] نظر [COLOR=red]عبد الرحمن الناصر[/COLOR] رحمه الله إلى العالم الإسلامي من حوله فوجد الخلافة العباسية قد ضعفت ، وكان قد قُتل [COLOR=red]المقتدر بالله[/COLOR] الخليفة العباسي في ذلك الوقت على يد [COLOR=red]مؤنس المظفر التركي[/COLOR] ، وقد تولى الأتراك حكم البلاد فِعْليا وإن كانوا قد أجلسوا الخليفة العباسي [COLOR=red]القادر بالله[/COLOR] على كرسي الحكم .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]ثم نظر رحمه الله إلى الجنوب فوجد الفاطميين قد أعلنوا الخلافة وسمّوا أنفسهم أمراء المؤمنين ، فرأى أنه وقد وحّد [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس [/COLOR][/SIZE]وصنع هذه القوة العظيمة أحق بهذه التسمية وبذلك الأمر منهم فأطلق على نفسه لقب أمير المؤمنين ، وسمى الإمارة الأمويّة بالخلافة الأموية .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]ومن هنا يبدأ عهد جديد في [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] هو عهد الخلافة الأموية ، وذلك ابتداء من سنة ست عشرة وثلاثمائة وحتى سنة أربعمائة من الهجرة، أي نحو أربع وثمانين سنة متصلة ، وهو يعد عهد الخلافة الأموية استكمالا لعهد الإمارة الأموية ، مع فروق في شكليات الحكم وقوة السيطرة والسلطان لصالح الأخير .[/SIZE][/FONT]

[/RIGHT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][COLOR=red]عبد الرحمن الناصر[/COLOR] يتابع سياسته العسكرية التوسعية[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]
[RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][RIGHT] بعد ثلاث سنوات من إعلان الخلافة الأموية ، وفي سنة تسع عشرة وثلاثمائة من الهجرة يتجه[COLOR=red] عبد الرحمن الناصر[/COLOR] جنوبا نحو مضيق جبل طارق ، ويقوم بغزو بلاد المغرب ويحارب الفاطميين هناك فيضم [COLOR=red]سبتة وطنجة[/COLOR] إلى بلاد [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] ، وتتم له بذلك السيطرة الكاملة على مضيق [COLOR=red]جبل طارق[/COLOR] ، فيبدأ بإمداد أهل السنة في منطقة المغرب بالسلاح، لكنه لم يشأ أن يمدهم بالجنود تحسبا لهجمات ممالك النصارى في الشمال .[/RIGHT]
[/SIZE][/FONT][/RIGHT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وفي سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة من الهجرة تحدث خيانة من حاكم مملكة الشمال الشرقي [COLOR=red]سرقسطة [/COLOR][COLOR=red]محمد بن هشام التجيبي[/COLOR] ، حيث ينضم إلى مملكة [COLOR=red]ليون [/COLOR]النصرانية لحرب[COLOR=red] عبد الرحمن الناصر[/COLOR] ، وبكل حزم وقوة يأخذ [COLOR=red]عبد الرحمن الناصر[/COLOR] جيشا كبيرا يتصدى به لهذه الخيانة ويهاجم مدينة [COLOR=red]سرقسطة[/COLOR] ، وعند أطراف المدينة يهاجمه جيش [COLOR=red]سرقسطة[/COLOR] ، فيغزو [COLOR=red]عبد الرحمن الناصر[/COLOR] قلعة حصينة ويمسك بقوّاد هذا الجيش ، ويقوم بإعدامهم على الفور وأمام أعين الجميع في عمل لا يوصف إلا بالكياسة والحزم .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] وهنا أعلن حاكم [COLOR=red]سرقسطة[/COLOR] [COLOR=red]محمد بن هشام التجيبي[/COLOR] ندمه وعودته إلى [COLOR=red]عبد الرحمن الناصر[/COLOR] ، وكعادة الأبطال الدهاة والساسة الحكماء قبل منه رحمه الله اعتذاره ثم أعاده حاكما على [COLOR=red]سرقسطة [/COLOR]، رابحا بذلك كل قلوب [COLOR=red]التجيبيين [/COLOR]بعد أن كان قد تملك منهم ، وبمنطق الحزم وقت الحزم والعفو عند المقدرة عمل [COLOR=red]عبد الرحمن الناصر[/COLOR] ، فأطلق حكّام [COLOR=red]سرقسطة[/COLOR] بعد أن أعلنوا توبتهم وأعاد[COLOR=red] التجيبيين[/COLOR] إلى حكمهم ؛ فأثّر ذلك كثيرا في المدينة كلها ، فما ارتدت بعد ذلك على عهدها مع [COLOR=red]عبد الرحمن الناصر[/COLOR] رحمه الله .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] وفي سنة خمس وعشرين وثلاثمائة من الهجرة هجم [COLOR=red]عبد الرحمن الناصر[/COLOR] على مملكة [COLOR=red]أراجون[/COLOR] النصرانيّة في الشمال الشرقي بجوار مملكة [COLOR=red]سرقسطة [/COLOR]وضمها إلى أملاك المسلمين ، وكذلك ضم[COLOR=red] برشلونة[/COLOR] والتي كانت قد سقطت منذ سنوات كثيرة .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] وفي زلة لا تعرفها السنن الكونية راح[COLOR=red] عبد الرحمن الناصر[/COLOR] يعتقد في جيشه وقوة عدده ، ونسوا جميعا الدعاء الذي كانوا يتضرعون به لرب العالمين وهم عالة ضعفاء أن ينصرهم على أعدائهم ، وفي درسٍ قاسٍ له ولجيشه الجرار ، وفي حنين أخرى تدور واحدة من أشرس وأعنف المعارك على المسلمين أصحاب الأرقام الستة ، سميت بموقعة [COLOR=red]الخندق[/COLOR] أو موقعة سامورة .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] وإذا بالتاريخ يعيد نفسه ، وإذا[COLOR=red] بسامورة[/COLOR] تنقلب [COLOR=red]حنينا[/COLOR] ، والله سبحانه وتعالى ليس بينه وبين أحد من البشر نسبا ، فإذا أخطأ العباد وبعدوا عن ربهم سبحانه وتعالى تكون الهزيمة محققة لا محالة ، فانهزم جيش المسلمين في موقعة [COLOR=red]الخندق[/COLOR] أو موقعة [COLOR=red]سامورة[/COLOR] ، وبانتهاء المعركة كان نصف عدد الجيش خمسون ألفا بين القتل والأسر ، وفر [COLOR=red]عبد الرحمن الناصر[/COLOR] رحمه الله مع النصف الآخر عائدين بأكبر خسارة وأثقل هزيمة .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] بعد موقعة [COLOR=red]سامورة[/COLOR] لم يستسلم [COLOR=red]عبد الرحمن الناصر[/COLOR] رحمه الله ، وهو الذي رُبّي على الجهاد والطاعة لربه ولرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، فعلم مواضع الخلل ومواطن الضعف ، ومن جديد تدارك أمره وقام وقام معه العلماء والمربون يحفزون الناس ويعلمونهم الإسلام .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] ومن جديد أعادوا هيكلهم وقاموا بحرب عظيمة على النصارى في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة من الهجرة ، تلتها حملات مكثفة وانتصارات تلو انتصارات ، ظلت من سنة تسع وعشرين وثلاثمائة إلى سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة من الهجرة ، حتى أيقن النصارى بالهلكة ، وطلب ملك [COLOR=red]ليون[/COLOR] الأمان والمعاهدة على الجزية، يدفعها [COLOR=red]لعبد الرحمن الناصر[/COLOR] عن يد وهو صاغر .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]كذلك فعل ملك [COLOR=red]نافار[/COLOR] ، ومثلهما مملكة [COLOR=red]أراجون[/COLOR] النصرانية التي كانت في حوزة [COLOR=red]عبد الرحمن الناصر [/COLOR]رحمه الله فدفعوا جميعا الجزية ابتداءا من سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة إلى آخر عهده رحمه الله سنة خمسين وثلاثمائة من الهجرة .[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7]جهاد [COLOR=red]الحكم بن الناصر[/COLOR] وتوسعاته[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]
[RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] ظنت ممالك أوروبا الشمالية وممالك [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] النصرانية الشمالية أن [COLOR=red]الحكم بن عبد الرحمن الناصر[/COLOR] يهتم بالعلم على حساب الجهاد ، وعلى خلاف عهدهم الذي كانوا قد أبرموه مع [COLOR=red]أبيه عبد الرحمن الناصر[/COLOR] قاموا بمهاجمة مناطق الشمال ، فما كان من [COLOR=red]الحكم [/COLOR]إلا أن ردّ عليهم كيدهم في نحورهم ، وهاجمهم بغزوات كغزوات أبيه ، وانتصر عليهم رحمه الله في مواقع عدة ، حتى رضوا بالجزية من جديد عن يد وهم صاغرون .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][SIZE=6]ومن منطلق [COLOR=red]إسلامي[/COLOR][COLOR=red] بَحْت[/COLOR][/SIZE] بدأ [COLOR=red]الحكم عبد[/COLOR][COLOR=red] الرحمن الناصر[/COLOR] رحمه الله في حرب الدولة الفاطمية في بلاد المغرب ، كان [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلسيون[/COLOR][/SIZE] لا يملكون سوى مينائي [COLOR=red]سبتة وطنجة[/COLOR] في عهد [COLOR=red]عبد الرحمن الناصر[/COLOR] ، وفي عهد [COLOR=red]الحكم بن عبد الرحمن الناصر[/COLOR] كانت قد انضمت كل بلاد المغرب إلى [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] تحت حكم الخلافة الأمويّة .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]ظل [COLOR=red]الحكم بن عبد الرحمن الناصر[/COLOR] رحمه الله يحكم من سنة خمسين وثلاثمائة من الهجرة ، وحتى سنة ست وستين وثلاثمائة من الهجرة ، في فترة هي أقوى فترات [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس [/COLOR][/SIZE]على الإطلاق وأعظم عهودها .[/SIZE][/FONT]
[/RIGHT]
[/INDENT][/RIGHT]


[CENTER][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG]
[/CENTER]

أبو أنس الأنصاري 04-24-2009 04:40 PM

[CENTER][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][COLOR=navy]خطأٌ فادح ![/COLOR][/SIZE][/FONT]

[RIGHT][INDENT][RIGHT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]بالرغم من أنه كان من أفضل الحكام المسلمين على [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] إلا أن [COLOR=red]الحكم بن عبد الرحمن الناصر[/COLOR] في آخر عهده قد أخطأ خطأ جسيما ، فقد أصيب في آخر أيامه بالفالج ( الشلل ) فقام باستخلاف أكبر أولاده [COLOR=red]هشام بن الحكم[/COLOR] وعمره آنذاك اثنتا عشرة سنة فقط ، استخلفه على بلاد [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس [/COLOR][/SIZE]وفوقها بلاد النصارى في الشمال ومن تحتها الدولة الفاطمية في الجنوب ، وكل ممالك أوروبا تتشوق إلى الكيد بهذه القوة العظيمة وهزيمتهاوهي بلا شك زلّة خطيرة جدا من [COLOR=red]الحكم بن عبد الرحمن الناصر[/COLOR] ؛ إذ كان عليه أن ينتقي من يستخلفه لهذه المهمة الجسيمة ، ويولي رجلا آخر من بني أميّة ، يستطيع أن يقوم بالأعباء الثقيلة لمهمة حكم دولة قوية ، كثيرة الأعداء متسعة الأطراف ، ومترامية الأبعاد كدولة [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]توفي [COLOR=red]الحكم بن عبد الرحمن الناصر[/COLOR] رحمه الله سنة ست وستين وثلاثمائة من الهجرة ، مستخلفا على الحُكم ابنه الطفل الصغير [COLOR=red]هشام بن الحكم[/COLOR] ، وقد جعل عليه مجلس وصاية مكون من ثلاثة أشخاص :[/SIZE][/FONT][/RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]الأول : الحاجب : وهو [COLOR=red]جعفر بن عثمان المصحفي[/COLOR] ، والحاجب أي الرجل الثاني في الدولة بعد الخليفة مباشرة ، وهو بمثابة رئيس الوزراء حالياً .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]الثاني : قائد الشرطة : وهو [COLOR=red]محمد بن أبي عامر[/COLOR] ، وكان من اليمن .[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]الثالث : أم [COLOR=red]هشام بن الحكم[/COLOR] ، وكان اسمها ( [COLOR=red]صُبْح[/COLOR] )..[/SIZE][/FONT][/INDENT][/RIGHT]
[/CENTER]
[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]...[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]..[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5].[/SIZE][/FONT]

[IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/CENTER]

أبو أنس الأنصاري 04-24-2009 04:47 PM

[CENTER][B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][COLOR=red]عهد الدولة العامرية والفتنة[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT][/B][/CENTER]
[B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]


[/SIZE][/FONT][/B][INDENT] [RIGHT][B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][SIZE=6][COLOR=navy]كيف نشأت الدولة العامرية؟ وكيف انتهت؟[/COLOR][/SIZE] [/SIZE][/FONT][/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] [IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]يعتبر [COLOR=red]محمد بن أبي عامر[/COLOR] هو مؤسس هذه الدولة ، وتبدأ قصته عندما كان أحد الوصايا على [COLOR=red]هشام بن الحكم[/COLOR] ، وبدأ في التخلص من باقي مجلس الوصاية ، وسيطر على الخليفة صغير السن ، وبدأ يقوِّي نفوذه في الدولة ، حتى إنه عهد بالحجابة من بعده لابنه [COLOR=red]عبد الملك بن المنصور[/COLOR] .[/SIZE][/FONT][/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وتبدأ هذه الدولة فعليّاً منذ سنة 366 هـ/ 976م ، وظلت حتى سنة 399 هـ/ 1009م ولكنها كانت تابعة للدولة الأموية ؛ لأن[COLOR=red] هشام بن الحكم[/COLOR] كان ما زال يحكم ولو بشكل رمزي ، وبعد وفاة [COLOR=red]الحاجب المنصور[/COLOR] سنة 392 هـ/ 1002م تولى الحجابة بعده [COLOR=red]عبد الملك بن المنصور[/COLOR] ، وتوفي [COLOR=red]عبد الملك بن المنصور[/COLOR] سنة 399 هـ/ 1009 م ، وتولى أمر الحجابة من بعده أخوه [COLOR=red]عبد الرحمن بن المنصور[/COLOR]، ولكنه كان ظالمًا فقتله الناس، وعزلوا [COLOR=red]هشام بن الحكم[/COLOR] وتنتهي الدولة العامرية. [/SIZE][/FONT][/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=navy]انتشار الفتن بعد سقوط الدولة العامرية ويبدأ عهد يعرف باسم ملوك الطوائف .[/COLOR][/SIZE][/FONT][/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] [IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG] [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]تميزت هذه الفترة بكثرة الفتن والصراعات ، مثل التي حدثت بين [COLOR=red]المهدي[/COLOR] الذي تولى الحكم بعد [COLOR=red]هشام بن الحكم[/COLOR] وبين [COLOR=red]سليمان بن الحكم[/COLOR] الذي أعلنه البربر خليفة ، وتحدث الكثير من النزاعات لتصل إلى الدرجة التي تجعل البعض يستعين بالنصارى ، ثم يتدخل البربر ويعلنون خليفة منهم يسمى [COLOR=red]علي بن حمود[/COLOR] ، ولكن العامريين يتدخلون محاولين إعادة نفوذهم مرة أخرى ، ويعلنون أحد الأمويين ويسمى عبد [COLOR=red]الرحمن بن محمد بن عبد الله[/COLOR] خليفة ، ولقبوه [COLOR=red]بالمرتضى بالله[/COLOR] ، وتدور الكثير من الصراعات بين البربر والعامريين ، ويحاول العلماء التدخل لإصلاح هذه الأوضاع ، ويعلنون قيام مجلس شورى لكي يحكم ، وبالفعل يتولى الحكم ولكنه كان يسيطر على[COLOR=red] قرطبة[/COLOR] فقط ، أما باقي بلاد [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس [/COLOR][/SIZE]فكانت تعيش في حالة من الفوضى والدمار ، ومن ثَمَّ تنقسم[SIZE=6][COLOR=blue] الأندلس[/COLOR][/SIZE] إلى دويلات متفرقة ، ويبدأ عهد جديد يسمى " [SIZE=6]عهد ملوك الطوائف[/SIZE] ".[/SIZE][/FONT][/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] [/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=navy][U]ولكن ما أسباب التحول من القوة إلى الضعف ؟ وما مكانة المسلمين اليوم بين القيام والسقوط ؟ [/U][/COLOR][/SIZE][/FONT][/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]إن التحول من القوة إلى الضعف سنة من سنن الله سبحانه وتعالى ، فإن أية دولة تبدأ من مرحلة النمو ثم تنمو هذه الدولة لتصل إلى مرحلة القوة والازدهار ، ثم تبدأ الدولة في الانهيار تدريجيًّا حتى تصل إلى مرحلة الشيخوخة .[/SIZE][/FONT][/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]والأمة الإسلامية تنفرد بأنها أمة لا تموت ودائماً في قيام ، فإذا سقطت أتبع السقوطَ قيامٌ ، أما بالنسبة إلى الوضع اليوم في العالم الإسلامي فلا يوجد خلافة إسلامية ولا تطبيق للشرع ، ولكن ما نراه اليوم من كثرة عدد المصلين والمحجبات ، والصحوة الجهادية في البلدان المحتلة يشير إلى أن إصلاح هذه الأمة سيكون قريباً بإذن الله سبحانه وتعالى .[/SIZE][/FONT][/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] [/SIZE][/FONT][/B][B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6]فدعونا نتعرَّف سوياً على الدولةِ العامرية ، وأسبابَ النهوضِ والسقوط .[/SIZE][/FONT][/SIZE][/FONT][/B]
[/RIGHT]
[/INDENT][B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT][/B] [CENTER][B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][SIZE=7][COLOR=navy]ومن إسبانيــــا[/COLOR][/SIZE] [/SIZE][/FONT][/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=6]..[/SIZE][/FONT][/SIZE][/FONT][/B]
[B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=6].

[/SIZE][/FONT][/SIZE][/FONT][/B][B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/SIZE][/FONT][/SIZE][/FONT][/B]
[/CENTER]

أبو أنس الأنصاري 04-26-2009 09:38 PM

[CENTER]
[FONT=Traditional Arabic][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][COLOR=red]محمد بن أبي عامر[/COLOR] ت 392 هـ = 1002 م[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT][/CENTER]
[INDENT][RIGHT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]كان محمد بن أبي عامر يملك طموحات ضخمة وآمال كبيرة أطمعته في أن يكون واليًا على هذه البلاد ، ولتحقيق هذا الحلم قام بعدة أمورٍ غاية في الظلم والقسوة ؛ فعمل على الآتي :[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6]أولًا :[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]فكر في التخلص من الوصيين اللّذَيْن كانا معه على [/SIZE][SIZE=5][COLOR=red]هشام بن الحكم[/COLOR][/SIZE][SIZE=5] ، فدبر مكيدة سجن فيها الحاجب ( [/SIZE][SIZE=5][COLOR=red]جعفر بن عثمان المصحفي[/COLOR][/SIZE][SIZE=5] ) ثم قتله بعد ذلك، ثم نظر إلى أمر أم [/SIZE][SIZE=5][COLOR=red]هشام بن الحكم[/COLOR][/SIZE][SIZE=5] فوجد أن موقفها ضعيف بالنسبة له كقائد شرطة فتركها في قصرها، ثم تقلّد هو الأمور وحده، وبدأ يحكم بلاد[/SIZE][SIZE=6][COLOR=blue] الأندلس[/COLOR][/SIZE][SIZE=5] باسم الخليفة الصغير [/SIZE][SIZE=5][COLOR=red]هشام بن الحكم[/COLOR][/SIZE][SIZE=5] .[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6]ثانيًا:[/SIZE][/FONT]
[SIZE=5]
[/SIZE] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]أراد [/SIZE][SIZE=5][COLOR=red]محمد بن أبي عامر[/COLOR][/SIZE][SIZE=5] بعد ذلك أن يقوّي جانبه أكثر مما كان عليه، فتزوج من ابنة أمير الجيش [/SIZE][SIZE=5][COLOR=red]غالب بن عبد الرحمن[/COLOR][/SIZE][SIZE=5] ، وبذلك يكون قد حيّد جانب أمير الجيش، وضمن ولاء الجيش[/SIZE][SIZE=6][COLOR=blue] الأندلسي[/COLOR][/SIZE][SIZE=5] له، وحين انتبه [/SIZE][SIZE=5][COLOR=red]غالب بن عبد الرحمن[/COLOR][/SIZE][SIZE=5] (أمير الجيش ووالد زوجته) له وعلم نيّاته وخطته وأفصح له عن ذلك، دبّر [/SIZE][SIZE=5][COLOR=red]محمد بن أبي عامر[/COLOR][/SIZE][SIZE=5] له مكيدة أيضًا ثم قتله.[/SIZE][/FONT][SIZE=5]
[/SIZE]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6]ثالثًا:[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]لم يكتف [/SIZE][SIZE=5][COLOR=red]محمد بن أبي عامر[/COLOR][/SIZE][SIZE=5] بذلك، فقد قام باستدعاء [/SIZE][SIZE=5][COLOR=red]جعفر بن علي بن حمدون[/COLOR][/SIZE][SIZE=5] قائد الجيش[/SIZE] [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلسي[/COLOR][/SIZE] [SIZE=5]في المغرب ، (كانت المغرب قد ضمت إلى بلاد[/SIZE] [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] [SIZE=5]في عهد [/SIZE][SIZE=5][COLOR=red]الحكم بن عَبْد الرَّحْمَن النَّاصِر[/COLOR][/SIZE][SIZE=5] كما ذكرنا ) استدعاه إليه وقربه منه ، واستفاد كثيرًا من قوته، ثم دبّر له [/SIZE][SIZE=5]مكيدة أيضا وقتله ، وكان كلما قتل شخصا عيّن مكانه مَن يعمل برأيه وبوصاية منه، وبذلك يكون قد تملّك من كل الأمور في [/SIZE][SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس [/COLOR][/SIZE].[/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6]رابعًا:[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وبنظرة طويلة إلى الأمام بدأ [COLOR=red]محمد بن أبي عامر[/COLOR] يقنع الخليفة الصغير [COLOR=red]هشام بن الحكم[/COLOR] بالاختفاء في قصره بعيدًا عن العيون؛ وذلك - كما يزعم - خوفاً عليه من المؤامرات، وأن على الخلفاء أن يتفرغوا للعبادة ويتركوا أمور الناس لرئاسة الوزراء أو لقوة الشرطة أو غيرهما، وهكذا أقنعه، وقام هو بإدارة دفّة البلاد، ورُبّي ونشأ [COLOR=red]هشام بن الحكم[/COLOR] الطفل الصغير على هذا الفهم.[/SIZE][/FONT]

[/RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7]بروز نجم [COLOR=red]محمد بن أبي عامر[/COLOR] ( الحاجب المنصور )[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/FONT][RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]مرت السنوات ومحمد بن أبي عامر يتولى كل شيء في بلاد[/SIZE][SIZE=6][COLOR=blue] الأندلس[/COLOR][/SIZE][SIZE=5] ، [/SIZE][SIZE=5][COLOR=red]وهشام بن الحكم[/COLOR][/SIZE][SIZE=5] يكبر في السن لكنه لم يكن يعرف شيئًا عن الحكم وتحمُّل المسئولية ، وفي 371 هـ= 982 م وبعد حوالي خمس سنوات من تولي[/SIZE][SIZE=5][COLOR=red] هشام بن الحكم[/COLOR][/SIZE][SIZE=5] الأمور ووصاية [/SIZE][SIZE=5][COLOR=red]محمد بن أبي عامر[/COLOR][/SIZE][SIZE=5] عليه، كان الأمر قد استَتَبَّ [/SIZE][SIZE=5][COLOR=red]لمحمد بن أبي عامر[/COLOR][/SIZE][SIZE=5] ولقّب[/SIZE] نفسه [SIZE=6][COLOR=red]بالحاجب المنصور[/COLOR][/SIZE] .[/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وكان من عادة الخلفاء قبل ذلك أن يطلقوا على أنفسهم ألقابًا تميزهم ويُعرفون بها وعليها كانوا يؤملون، وذلك مثل: الناصر بالله، الحاكم بأمر الله، المؤيد بالله، لكن هذه هي أول مرة يقوم فيها الوصي أو رئيس الوزراء أو الحاجب بأخذ لقب لنفسه وهو [COLOR=red]المنصور[/COLOR] ، الأمر الذي تطور كثيرًا حتى أصبح يُدعى له على المنابر مع الخليفة [COLOR=red]هشام بن الحكم[/COLOR] ، ثم نقش اسمه على النقود وعلى الكتب والرسائل .[/SIZE][/FONT][SIZE=5]

[/SIZE] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وإتمامًا لذلك وكما أنشأ [COLOR=red]عَبْد الرَّحْمَن النَّاصِر[/COLOR] رحمه الله مدينة[COLOR=red] الزهراء[/COLOR] في الشمال الغربي من مدينة [COLOR=red]قرطبة [/COLOR]لتكون مركزًا لخلافته، قام [COLOR=red]محمد بن أبي عامر[/COLOR] بإنشاء مدينة جديدة في شرق[COLOR=red] قرطبة[/COLOR] سمّاها مدينة[COLOR=red] الزاهرة[/COLOR] أو مدينة [COLOR=red]العامرية[/COLOR] .[/SIZE][/FONT][SIZE=5]

[/SIZE] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وبدأ [/SIZE][SIZE=5][COLOR=red]محمد بن أبي عامر[/COLOR][/SIZE][SIZE=5] ينقل الوزارات ودواوين الحكم إلى مدينة [/SIZE][SIZE=5][COLOR=red]الزاهرة [/COLOR][/SIZE][SIZE=5]، وأنشأ له قصرًا كبيرًا هناك، وبدأ يجمّل فيها كثيرًا، حتى أصبحت مدينة[/SIZE][SIZE=5][COLOR=red] الزاهرة[/COLOR][/SIZE] أو مدينة [SIZE=5][COLOR=red]العامرية[/COLOR][/SIZE][SIZE=5] هي المدينة الأساسية في[/SIZE] [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE][SIZE=5] وبها قصر الحكم.[/SIZE][/FONT]


[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6]بعد التمهيدات السابقة وفي الطريق نحو عهد جديد من تاريخ [COLOR=blue]الأندلس[/COLOR] قام [COLOR=red]محمد بن أبي عامر[/COLOR] بعمل الآتي:[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=darkred]أولًا:[/COLOR][/SIZE] [SIZE=5]في سنة 381 هـ= 991 م قام بأمر لم يعهد من قبل في تاريخ[/SIZE] [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE][SIZE=5] ، بل في تاريخ المسلمين، حيث عهد بالحجابة من بعده لابنه [/SIZE][SIZE=5][COLOR=red]عبد الملك بن المنصور[/COLOR][/SIZE][SIZE=5] ، وكان المشهور والمتعارف عليه أن الخليفة وحده هو الذي يعهد بالخلافة من بعده.[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=darkred]ثانيًا:[/COLOR][/SIZE][SIZE=5] وتمهيدًا لإقامة مُلْك على أنقاض بني أمية ، قام في سنة 386 هـ= 996 م بتلقيب نفسه بلقب الملك الكريم ، كل هذا [/SIZE][SIZE=5][COLOR=red]وهشام بن الحكم[/COLOR][/SIZE] الخليفة يكبر في السن، لكن ليس له من الأمر شيء.[/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=darkred]ثالثًا:[/COLOR][/SIZE][SIZE=5] قام [/SIZE][SIZE=5][COLOR=red]محمد بن أبي عامر[/COLOR][/SIZE][SIZE=5] بعد ذلك بعمل خطير أدى - فيما بعد وعلى ما سنرى - إلى انقساماتٍ كثيرة في بلاد[/SIZE] [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE][SIZE=5] ، فقد كان [/SIZE][SIZE=5][COLOR=red]محمد بن أبي عامر[/COLOR][/SIZE][SIZE=5] يمنيًا، واليمنيون في [/SIZE][SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE][SIZE=5] ليسوا بكثرة، ولخشيته من الاستعانه بالقبائل المضرية وقبائل بني أمية معه في الجيش وبقية الأمور فكّر أن يستعين بعنصر آخر وهم البربر، فبدأ يعظّم من أمرهم ويرفع من شأنهم؛ حتى يضمن ولاءهم.[/SIZE][/FONT][SIZE=5]

[/SIZE] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]بدأ العامريون يكثرون في أماكن الحكم في بلاد[/SIZE] [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] [SIZE=5]، وبدأ التاريخ يسجل لهم عهدًا جديدًا سماه :[/SIZE] [SIZE=6][COLOR=blue]الدولة العامرية[/COLOR][/SIZE] [SIZE=5]، وقد بدأت فترة هذه الدولة فعليًا منذ سنة 366 هـ= 976 م، ومنذ أن تولى [/SIZE][SIZE=5][COLOR=red]محمد بن أبي عامر[/COLOR][/SIZE][SIZE=5] أمر الوصاية على [/SIZE][SIZE=5][COLOR=red]هشام بن الحكم[/COLOR][/SIZE][SIZE=5] ، وظلت حتى سنة 399 هـ= 1009 م أي أنها استمرت ثلاثًا وثلاثين سنة متصلة ، لكنها تعتبر داخلة في فترة الخلافة الأموية ؛ لأن [/SIZE][SIZE=5][COLOR=red]هشام بن الحكم[/COLOR][/SIZE][SIZE=5] الأموي لا زال هو الخليفة حتى وإن كان رمزًا أو بعيدًا عن مجريات الأمور .[/SIZE][/FONT][SIZE=5]
[/SIZE]
[/RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7]جوانب مضيئة في حياة [COLOR=red]محمد بن أبي عامر[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/FONT][RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]كما رأينا فقد تولّى [/SIZE][SIZE=5][COLOR=red]محمد بن أبي عامر[/COLOR][/SIZE][SIZE=5] الحكم منذ سنة سنة 366 هـ= 976 م وحتى وفاته رحمه الله في سنة 392 هـ= 1002 م وقد بدأ عهده كما رأينا بمكائد ومؤامرات وقتلٍ - على الأقل - لثلاثة أنفس حتى وصل إلى تولّي كافة الأمور في[/SIZE] [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] .[/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]ومن العجيب حقًا أنه - بالرغم من أفعال محمد بن أبي عامر هذه - إلا أنه كانت له محامد وجوانب مضيئة في حياته، جعلت جميع المؤرخين يتعجبون من سيرته ويقفون في حيرة من أمره، ومن هذه الجوانب ما يلي:[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=darkred]أولًا: كان مجاهدًا...[/COLOR][/SIZE] [/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]كان غريبا حقا أن يغزو [COLOR=red]محمد بن أبي عامر[/COLOR] في حياته أربعًا وخمسين غزوة لم يُهزم أبدًا في واحدة منها ، بل كان الأغرب من ذلك هو أن يصل ( [COLOR=red]الحاجب المنصور[/COLOR] أو [COLOR=red]محمد بن أبي عامر[/COLOR] ) في فتوحاته إلى أماكن في مملكة ليون وفي بلاد النصارى لم يصل إليها أحد من قبل ، بل لم يصل إليها الفاتحون الأوائل مثل [COLOR=red]موسى بن نصير وطارق بن زياد[/COLOR] ، فقد وصل [COLOR=red]الحاجب المنصور[/COLOR] إلى منطقة [COLOR=red]الصخرة[/COLOR] ، تلك المنطقة التي لم تُفتح من قِبَل المسلمين من قبل ، واستطاع رحمه الله أن يغزو النصارى في عقر دارهم ، وها هو قد وصل إلى [COLOR=red]خليج [/COLOR][COLOR=red]بسكاي[/COLOR] والمحيط الأطلسي في الشمال .[/SIZE][/FONT][SIZE=5]

[/SIZE] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وكان من المتعارف عليه قبل ذلك أن الجهاد في الصوائف فقط ، إلا إن [COLOR=red]الحاجب المنصور[/COLOR] كان له في كل عام مرتان يخرج فيهما للجهاد في سبيل الله ، عُرفت هاتان المرتان باسم الصوائف والشواتي .[/SIZE][/FONT][SIZE=5]
[/SIZE]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=indigo]وهذه صور مشرقة من حياته الجهادية :[/COLOR][/SIZE][/FONT]


[FONT=Traditional Arabic][COLOR=indigo][SIZE=6]1- يُسيّر جيشًا جرارًا لإنقاذ نسوة ثلاث[/SIZE][/COLOR][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]جاء عن [COLOR=red]الحاجب المنصور[/COLOR] في سيرة حروبه أنه سيّر جيشا كاملًا لإنقاذ ثلاث من نساء المسلمين كن أسيرات لدى مملكة [COLOR=red]نافار[/COLOR] ، ذلك أنه كان بينه وبين مملكة [COLOR=red]نافار [/COLOR]عهد، وكانوا يدفعون له الجزية ، وكان من شروط هذا العهد ألا يأسروا أحدًا من المسلمين أو يستبقوهم في بلادهم ، فحدث ذات مرة أن ذهب رسول من رسل [COLOR=red]الحاجب المنصور[/COLOR] إلى مملكة [COLOR=red]نافار[/COLOR] ، وهناك وبعد أن أدّى الرسالة إلى ملك [COLOR=red]نافار[/COLOR] أقاموا له جولة، وفي أثناء هذه الجولة وجد ثلاثا من نساء المسلمين في إحدى كنائسهم فتعجب لوجودهن ، وحين سألهن عن ذلك قلن له إنهن أسيرات في ذلك المكان .[/SIZE][/FONT][SIZE=5]

[/SIZE] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وهنا غضب [COLOR=red]رسول المنصور[/COLOR] غضبًا شديدا وعاد إلى [COLOR=red]الحاجب المنصور[/COLOR] وأبلغه الأمر ، فما كان من المنصور إلا أن سيّر جيشا جرارًا لإنقاذ النسوة ، وحين وصل الجيش إلى بلاد [COLOR=red]نافار[/COLOR] دُهش ملك[COLOR=red] نافار[/COLOR] وقال: نحن لا نعلم لماذا جئتم ، وقد كانت بيننا وبينكم معاهدة على ألا نتقاتل ، ونحن ندفع لكم الجزية . وبعزة نفس في غير كبر ردّوا عليه بأنكم خالفتم عهدكم ، واحتجزتم عندكم أسيرات مسلمات ، فقالوا: لا نعلم بهن ، فذهب الرسول إلى الكنيسة وأخرج النسوة الثلاث ، فقال ملك[COLOR=red] نافار[/COLOR] : إن هؤلاء النسوة لا نعرف بهن ؛ فقد أسرهن جندي من الجنود وقد تم عقاب هذا الجندي ، ثم أرسل برسالة إلى [COLOR=red]الحاجب المنصور[/COLOR] يعتذر فيها اعتذارًا كبيرًا، فعاد [COLOR=red]الحاجب المنصور[/COLOR] إلى بلده ومعه الثلاث نساء .[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][COLOR=indigo][SIZE=6]2- يقطع النصارى عليه الطريق ، فيُملي شروطه عليهم[/SIZE][/COLOR][/FONT]
[SIZE=5]
[/SIZE] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]مما ذُكر عن [COLOR=red]الحاجب المنصور[/COLOR] أيضًا أنه - رحمه الله - وهو في جهاده لفتح بلاد النصارى كان قد عبر مضيقًا في الشمال بين جبلين ، ونكاية فيه فقد نصب له النصارى كمينًا كبيرًا ، فتركوه حتى عبر بكل جيشه وحين همّ بالرجوع وجد طريق العودة قد قطع عليه ، ووجد المضيق وقد أغلق تمامًا بالجنود .[/SIZE][/FONT][SIZE=5]

[/SIZE] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]فما كان من أمر [COLOR=red]الحاجب المنصور[/COLOR] إلا أن عاد مرة أخرى إلى الشمال واحتلّ مدينة من مدن النصارى هناك، ثم أخرج أهلها منها وعسكر هو فيها ، ووزّع ديارها على جنده ، وتحصّن وعاش فيها فترة ، ثم اتخذها مركزًا له يقود منه سير العمليات العسكرية ، فأخذ يرسل منها السرايا إلى أطراف ممالك النصارى ، ويأخذ الغنائم ويقتل المقاتلين من الرجال ، ثم يأتي بهؤلاء المقاتلين ويرمي بجثثهم على المضيق الذي احتلّه النصارى ومنعوه من العودة منه .[/SIZE][/FONT][SIZE=5]

[/SIZE] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وهنا ضج النصارى وذهبوا مغاضبين إلى قوادهم يعرضون عليهم أن يفتحوا له الباب حتى يعود إلى بلده مرة أخرى أو يجدوا حلًا لهم في هذا الرجل، فاستجابوا لهم وعرضوا على [COLOR=red]الحاجب المنصور[/COLOR] أن يخلوا بينه وبين طريق العودة ويعود من حيث أتى، فما كان من [COLOR=red]المنصور[/COLOR] إلا أن رفض هذا العرض ، وردّ عليهم متهكمًا أنه كان يأتي إليهم كل عام مرتين ، صيفًا وشتاءً ، وأنه يريد هذه المرة أن يمكث بقية العام حتى يأتي موعد المرة الثانية ، فيقوم بالصوائف والشواتي من مركزه في هذه البلاد بدلا من الذهاب إلى [COLOR=red]قرطبة[/COLOR] ثم العودة منها ثانية .[/SIZE][/FONT][SIZE=5]

[/SIZE] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]لم يكن مفر أمام النصارى سوى أن يطلبوا منه الرجوع إلى بلده وله ما يريد ، فاشترط عليهم [COLOR=red]الحاجب المنصور[/COLOR] في سبيل موافقته على عرضهم ما يلي :[/SIZE][/FONT][SIZE=5]

[/SIZE] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=darkgreen]أولا: أن تفتحوا المضيق ولا تبقوا فيه نصرانيا واحدًا، فوافقوه على ذلك.[/COLOR][/SIZE][/FONT][SIZE=5]
[/SIZE] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=darkgreen]ثانيا: أن ترفعوا جثثكم التي ألقيناها من أمام المضيق، فبدأوا يرفعون جثث الجنود الذين قتلوا من أمام المضيق وأبعدوها عنه.[/COLOR][/SIZE][/FONT][SIZE=5]

[/SIZE] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=darkgreen]ثالثا: أن تحملوا لي جميع الغنائم من هنا إلى مقري في [COLOR=red]قرطبة[/COLOR] ، وبالفعل أجابوا إلى ذلك، وحملوا الغنائم التي حصّلها من بلادهم من [COLOR=red]ليون [/COLOR]في الشمال حتى أوصلوها إلى[COLOR=red] قرطبة[/COLOR] في الجنوب.[/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=indigo]3- يجمع ما علق على ثيابه من غبار ليدفن معه في قبره[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[SIZE=5]
[/SIZE] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]مقتديًا بحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم : [COLOR=red]لَا يَجْتَمِعُ عَلَى عَبْدٍ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَدُخَانُ جَهَنَّمَ[/COLOR] . (رواه الترمذي وهو حديث حسن صحيح). كان من عادة [COLOR=red]الحاجب المنصور[/COLOR] رحمه الله في جهاده وبعد كل معركة أن ينفض ثوبه ويأخذ ما يخرج منه من غبار ويضعه في قارورة ، ثم أمر في نهاية حياته أن تدفن معه هذه القارورة ؛ وذلك حتى تشهد له يوم القيامة بجهاده ضد النصارى .[/SIZE][/FONT]


[FONT=Traditional Arabic]إلا أنه ومع كل هذه الحروب ومع كل هذا الجهاد ، ورغم أنه غزا أربعًا وخمسين غزوة ولم يهزم في واحدة منها قط، فلم يكن سمت حروب [COLOR=red]الحاجب المنصور[/COLOR] سمتًا إسلاميًا مثل التي كانت في زمن [COLOR=red]عَبْد الرَّحْمَن النَّاصِر[/COLOR] أو الحكم بن [COLOR=red]عَبْد الرَّحْمَن النَّاصِر[/COLOR] ، فقد كان [COLOR=red]الحاجب المنصور[/COLOR] يخترق بلاد النصارى ويصل إلى عمقها، ويقتل منهم ثم يعود فقط محملًا بالغنائم ، ولم يكن من همه أبدًا أن يضم هذه البلاد إلى بلاد المسلمين ، أو أن يُعلّم أهلها الإسلام ، أو أن ينشر الدعوة في هذه البلاد ، فبقي الحال كما هو عليه ، بل إن الحمية زادت في قلوب النصارى وزاد حقدهم على المسلمين.[/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=darkred]ثانيًا: اهتمامه بالجوانب الحضارية في البلاد[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]من الجوانب الوضّاءة في حياة [COLOR=red]محمد بن أبي عامر[/COLOR] أو [COLOR=red]الحاجب المنصور[/COLOR] أيضًا اهتمامه الكبير بالجانب المادي والحضاري في البلاد ، فقد أسسّ مدينة [COLOR=red]الزاهرة [/COLOR]على أحسن ما يكون - كما ذكرنا - وزاد كثيرًا في مساحة مسجد [COLOR=red]قرطبة[/COLOR] ، حتى أضاف إليه ضعف مساحته الأصلية ، وكان يشتري هذه المساحات ممن يقطنون حول المسجد وذلك بالمبلغ الذي يرضونه .[/SIZE][/FONT][SIZE=5]

[/SIZE] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وقد ذُكر في ذلك أنه كانت هناك سيدة وحيدة تسكن في بيت فيه نخلة بجوار المسجد ، وقد أبت هذه السيدة أن تبيع بيتها هذا إلا إذا أَتى لها [COLOR=red]الحاجب المنصور[/COLOR] بمنزل فيه نخلة كالذي تملكه ، فأمر[COLOR=red] الحاجب المنصور[/COLOR] بشراء بيت لها فيه نخله كما أرادت حتى ولو أتى ذلك على بيت المال ، ثم أضاف بيتها إلى حدود المسجد .[/SIZE][/FONT][SIZE=5]

[/SIZE] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]زاد الحا[/SIZE][SIZE=5][COLOR=red]جب المنصور[/COLOR][/SIZE][SIZE=5] كثيرًا في المسجد بعد ذلك ، حتى أصبح ولفترة طويلة من الزمان أكبر من أي مسجد أو كنيسة في العالم ، وهو لا يزال إلى الآن موجودًا في [/SIZE][SIZE=5][COLOR=red]إسبانيا [/COLOR][/SIZE][SIZE=5]، ولكنه - وللأسف - قد حُوّل إلى كنيسة بعد سقوط[/SIZE] [SIZE=6][COLOR=blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] [SIZE=5]، ولا حول ولا قوة إلا بالله .[/SIZE][/FONT]
[SIZE=5]
[/SIZE] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وكذلك كانت العلوم والتجارة والصناعة وغيرها من الأمور قد ازدهرت كثيرًا في حياة [COLOR=red]الحاجب المنصور[/COLOR] ، وقد عمّ الرخاء وامتلأت خزانة الدولة بالمال ، ولم يعد هناك فقراء تمامًا كما كان الحال أيام [COLOR=red]الحكم بن عَبْد الرَّحْمَن النَّاصِر[/COLOR] أو أيام [COLOR=red]عَبْد الرَّحْمَن النَّاصِر[/COLOR] نفسه .[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=darkred]ثالثًا: عدم وجود ثورات أو خروج عليه طيلة عهده[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=darkred][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]كان الأمر اللافت للنظر أيضًا في حياة [COLOR=red]الحاجب المنصور[/COLOR] أنه ورغم طول فترة حكمه التي امتدت من سنة 366 هـ= 976 م وحتى سنة 392 هـ= 1002 م لم توجد أي ثورات مطلقا ، فلم تقم أي ثورة أو تمرّد في عهده على طول البلاد واتساعها واختلاف أمزجتها .[/SIZE][/FONT]

[SIZE=5]
[/SIZE] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]فقد كان [COLOR=red]الحاجب المنصور[/COLOR] رجلًا قويًا ، محكِمًا للأمن والأمان في البلاد ، كما كان عادلًا مع الرعية ، ومما جاء في ذلك ما ترويه بعض الروايات من أنه جاءه يومًا رجل بسيط من عامة الشعب ، يبغي مظلمة عنده ، وقال له: إن لي مظلمة وإن القاضي لم ينصفني فيها ، وحين سمع منه مظلمته أتى بالقاضي مستوضحًا منه الأمر، وكيف أنه لم ينصف الرجل في مظلمته، فقال له القاضي : إن مظلمته ليست عندي وإنما هي عند الوسيط ( بمكانة نائب رئيس الوزراء في زمننا ) ، فأحضر [COLOR=red]الحاجب المنصور[/COLOR] الوسيطَ وقال له: اخلع ما عليك من الثياب ( يقصد ثياب التميز والحكم ) واخلع سيفك ثم اجلس هكذا كالرجل البسيط أمام القاضي ، ثم قال للقاضي : الآن انظر في أمرهما ، فنظر القاضي في أمرهما وقال : إن الحق مع هذا الرجل البسيط ، وإن العقاب الذي أقضيه هو كذا وكذا على الوسيط ، فما كان من [COLOR=red]الحاجب المنصور[/COLOR] إلا أن قام بإنفاذ مظلمة الرجل ، ثم قام إلى الوسيط فأقام عليه أضعاف الحد الذي كان قد أوقعه عليه القاضي ، فتعجب القاضي وقال [COLOR=red]للمنصور[/COLOR] : يا سيدي ، إنني لم آمر بكل هذه العقوبة ، فقال [COLOR=red]الحاجب المنصور[/COLOR] : إنه ما فعل هذا إلا لقربه منا ، ولذلك زدنا عليه الحد ؛ ليعلم أن قربه منا لن يمكّنه من ظلم الرعيّة .[/SIZE][/FONT]
[/RIGHT]
[/INDENT][CENTER][FONT=Traditional Arabic][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/FONT]

[/CENTER]

أبو أنس الأنصاري 05-30-2009 02:03 AM

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT][CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]
[/CENTER]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT][CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][COLOR=DarkRed]الدولة العامرية[/COLOR] بعد [COLOR=Red]الحاجب المنصور[/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img83.imageshack.us/img83/1859/mod36mp2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT][/CENTER]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT][INDENT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] ظل [COLOR=Red]الحاجب المنصور[/COLOR] يحكم الأندلس ابتداءً من سنة 366 هـ= 976 م وحتى وفاته رحمه الله في سنة 392 هـ= 1002 م وقد استخلف على الحجابة من بعده ابنه [COLOR=Red]عبد الملك بن المنصور[/COLOR]، فتولّى الحجابة من حين وفاة والده وحتى سنة 399 هـ= 1009 م أي سبع سنوات متصلة، سار فيها على نهج أبيه في تولي حكم البلاد، فكان يجاهد في بلاد النصارى كل عام مرة أو مرتين، كل هذا وهو أيضا تحت غطاء [COLOR=Blue]الخلافة الأموية[/COLOR].[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]في هذه الأثناء وعند بداية ولاية [COLOR=Red]عبد الملك بن المنصور[/COLOR] أمر الحجابة كان الخليفة [COLOR=Red]هشام بن الحكم[/COLOR] قد بلغ من العمر ثمانية وثلاثين عاما، ومع ذلك فلم يطلب الحكم ولم يحاول قط أن يُعمل نفوذه وسلطانه في بلاد [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE]، فكان فقط قد تعود على حياة الدعة واستماع الأوامر من [COLOR=Red]الحاجب المنصور[/COLOR] ومن تلاه من أولاده.[/SIZE][/FONT]
[/INDENT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT]
[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=7]تولي [COLOR=Red]عبد الرحمن بن المنصور[/COLOR]، وانتهاء [COLOR=DarkRed]الدولة العامرية[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img83.imageshack.us/img83/1859/mod36mp2.gif[/IMG]
[/SIZE][/FONT][/CENTER]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT][INDENT][RIGHT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]في سنة 399 هـ= 1009 م من الهجرة وفي إحدى الحملات في الشمال يتوفي [COLOR=Red]عبد الملك بن المنصور[/COLOR]، ثم يتولى أمر الحجابة من بعده أخوه [COLOR=Red]عبد الرحمن بن المنصور[/COLOR]؛ حيث كان أولاد [COLOR=Red]بني عامر[/COLOR] يتملكون زمام الأمور في البلاد، وأخذ أيضًا يدير الأمور من وراء الستار، لكنه كان مختلفًا عن أبيه وأخيه، فبالإضافة إلى أن أمه كانت بنت ملك نافار وكانت نصرانية، فقد كان [COLOR=Red]عبد الرحمن بن المنصور[/COLOR] شابًا ماجنًا فاسقًا شَرّابًا للخمر فعالًا للزنا كثير المنكرات، فكان الشعب يكرهه بدرجة كبيرة، ذلك الشعب الذي كان غالبيته من المسلمين كان يكره أن يتولى أمره من جاء من أم نصرانية.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وفوق ذلك فقد قام [COLOR=Red]عبد الرحمن بن المنصور[/COLOR] بعمل لم يُعهد من قبل عند[COLOR=DarkRed] العامريين[/COLOR]، وهو أنه أقنع الخليفة [COLOR=Red]هشام بن الحكم[/COLOR] في أن يجعله وليًا للعهد من بعده، وبذلك لن يصبح الأمر من خلف ستار [COLOR=Blue]الخلافة الأموية [/COLOR]كما كان العهد حال تولي والده [COLOR=Red]محمد بن أبي عامر[/COLOR] أو أخيه [COLOR=Red]عبد الملك بن المنصور[/COLOR]، فكان أن ضجّ [COLOR=Blue]بنو أميّة [/COLOR]لهذا الأمر، وغضبوا وغضب الناس أجمعون، لكن لم تكن لهم قدرة على القيام بأي رد فعل؛ خاصة وأن [COLOR=Red]عبد الرحمن بن المنصور[/COLOR] قد جعل جميع الولايات في أيدي [COLOR=DarkRed]العامريين[/COLOR] وفي يد [COLOR=DarkRed]البربر[/COLOR] الذين هم أتباع [COLOR=DarkRed]العامريين[/COLOR] منذ أيام [COLOR=Red]الحاجب المنصور[/COLOR].[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]ومع كل هذا الفسق وهذا المجون الذي كان يعيشه [COLOR=Red]عبد الرحمن بن المنصور [/COLOR]إلا أن الشعب كان قد تعوّد حياة الجهاد، والخروج كل عام إلى بلاد النصارى، وفي إحدى المرّات خرج [COLOR=Red]عبد الرحمن بن المنصور[/COLOR] على رأس جيش من الجيوش إلى الشمال، فانتهز الناس الفرصة وأرادوا أن يغيروا من الأمر، فذهبوا إلى [COLOR=Red]هشام بن الحكم[/COLOR] في قصره وخلعوه بالقوّة وعينوا مكانه رجلًا من بني أميّة اسمه [COLOR=Red]محمد بن هشام بن عبد الجبار بن عَبْد الرَّحْمَن النَّاصِر[/COLOR] (من أحفاد [COLOR=Red]عَبْد الرَّحْمَن النَّاصِر[/COLOR])، ثم دبّروا مكيدة [COLOR=Red]لعبد الرحمن بن المنصور [/COLOR]وقتلوه، وانتهى بذلك ما يسمى في تاريخ [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] بعهد[COLOR=DarkRed] الدولة العامرية[/COLOR].[/SIZE][/FONT]
[/RIGHT]
[/INDENT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT][CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/SIZE][/FONT][/CENTER]

أبو أنس الأنصاري 05-30-2009 02:04 AM

[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7]قيام وسقوط [COLOR=Navy]الدول والحضارات[/COLOR].. وقفةٌ متأنية.[/SIZE][/FONT]
[IMG]http://img83.imageshack.us/img83/1859/mod36mp2.gif[/IMG]

[/CENTER][INDENT][RIGHT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]بعدَ الوصول إلى هذه المرحلة من الضعف والتفتت والهوان، هناك تعليقٌ عامٌ، وتحليلٌ، واستراحةٌ على طولِ طريقِ ا[SIZE=6][COLOR=Blue]لأندلس[/COLOR][/SIZE] منذ الفتح وحتى هذه المرحلة، نستجلي فيه سنةً من سننِ اللهِ سبحانهُ وتعالى في كونِهِ بصفةٍ عامة، وفي الأمةِ الإسلاميةِ بصفةٍ خاصةٍ، وهي سنّة [SIZE=7][COLOR=Green]قيام[/COLOR][/SIZE][COLOR=Green][COLOR=Teal]وسقوط[/COLOR][/COLOR] الأمم، وسنة الارتفاع والهبوط، تلك التي لوحظت بشكل لافت في الدولة الإسلامية خاصة.[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وحقيقةُ الأمرِ أنه منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا، بل حتى قيام الساعة، اقتضت سنّة اللهِ في الأمم والحضارات بصفة عامة أن تقوم ثم تسقط وتزدهر ثم تندثر، فمن سنن الله أن كانت هناك قوانين اجتماعية وإنسانية عامة تتصل مباشرة بضبط مسيرة الحياة الإنسانية ومسيرة الأمم والشعوب، فإذا ما التزمت الأمم والحضارات بهذه القواعد دامت وكانت في خير وسعادة، وإذا حادت عنها لقيت من السقوط والاندثار ما هي أهل له، قال تعالى: [[COLOR=DarkGreen]وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ[/COLOR]] [SIZE=4]{آل عمران:140}[/SIZE].[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وليست الأمة الإسلامية بمنأى عن هذه السنن الكونية، فمنذ نزول الرسالة على رسول الله صلى الله عليه وسلم والدولة الإسلامية تأخذ بأسباب القيام فتقوم، ثم تحيد عنها فيحدث الضعف ثم سقوط.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وأسباب قيام الدولة الإسلامية كثيرة على نحو ما ذكرنا فيما مضى، والتي كان من أهمّها:[/SIZE][/FONT]


[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=Navy]أولًا: الإيمان بالله سبحانه وتعالى والاعتقاد الجازم بنصرته وقدرته.[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[COLOR=Navy] [/COLOR] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=Navy]ثانيًا:الأُخوة، والوحدة، والتجمّع ونبذ الفرقة.[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[SIZE=6][COLOR=Navy] [/COLOR][/SIZE] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=Navy]ثالثًا: العدل بين الحاكم والمحكوم.[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[SIZE=6][COLOR=Navy] [/COLOR][/SIZE] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=Navy]رابعًا:العلم، ونشر الدين بين الشعوب.[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[COLOR=Navy] [/COLOR] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][SIZE=6][COLOR=Navy]خامسًا: إعداد العدة، والأخذ بالأسباب[/COLOR] [/SIZE][[COLOR=DarkGreen]وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ[/COLOR]][SIZE=4] {الأنفال:60}[/SIZE].[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]فإذا أخذ المسلمون بهذه الأسباب فإنهم سرعان ما يقومون، وغالب الأمر يكون القيام بطيئًا ومتدرجًا، وفيه كثير من الصبر والتضحية والثبات، ثم بعد ذلك يكون القيام باهرًا، ثم يحدث انتشار للدولة الإسلامية بصورة ملموسة، حتى تفتح الدنيا على المسلمين، وهنا يصبر القليل على الدنيا وزينتها ويقع الكثيرون في الفتنة، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: (( [COLOR=DarkGreen]إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةً وَفِتْنَةُ أُمَّتِي الْمَالُ[/COLOR] )).[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]ومن جديد يحدث الضعف فالسقوط، وعلى قدر الفتنة بالمادة والمدنية يكون الارتفاع والانحدار، والسقوط والانهيار.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وأمر الفتنة هذه هو الذي فقهه [COLOR=Red]عمر بن الخطاب[/COLOR] - رضي الله عنه - في سنة 17 هـ= 735 م حين أمر بوقف الفتوحات في بلاد[COLOR=Blue] فارس[/COLOR]، في عمل لم يتكرر في تاريخ المسلمين إلا لدى قليل ممن هم على شاكلته، وذلك حين فتحت الدنيا على المسلمين وكثرت الغنائم في أيديهم.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]خاف [COLOR=Red]عمر[/COLOR] - رضي الله عنه - أن تتملك الدنيا من قلوب المسلمين، وخشي أن يُفتَنوا بالدنيا ويخسروا الآخرة فيخسروا دولتهم، وكان همه أن يُدخل شعبه الجنة لا أن يُدخله بلاد [COLOR=Blue]فارس[/COLOR]، فإذا كان دخول [COLOR=Blue]فارس[/COLOR] على حساب دخول الجنة: فلتقف الفتوح، ووددت لو أن بيني وبين [COLOR=Blue]فارس[/COLOR] جبل من نار، لا أقربهم ولا يقربوني. ولم يعد رضي الله عنه إلى مواصلة الفتوح إلا بعد أن هجم الفرس على المسلمين وخاف على المسلمين الهزيمة والضياع.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]والأمة الإسلامية تنفرد بأنها أمة لا تموت ودائمًا في قيام، فإذا سقطت أتبع السقوط قيام،أما ألا يُتبَع السقوطُ قيامٌ فهذا ليس من سنن الله مع المسلمين، ولا يحدث إلا مع أمم الأرض الأخرى غير الإسلامية، تلك الأمم التي يغلب عليها سقوط واندثار لا يتبعه رجعة، حتى وإن طال أجل القيام والازدهار، ومن أصدق الأمثلة على ذلك حضارة الفراعنة، واليونان، وامبراطوريتي فارس والروم، وامبراطورية إنجلترا التي لا تغرب عنها الشمس...وهذه السُّنة الكونية يمثلها قوله تعالى: [[COLOR=DarkGreen]كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ[/COLOR]] [SIZE=4]{المجادلة:21}[/SIZE]. [[COLOR=DarkGreen]وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ[/COLOR]] [SIZE=4]{النور:55}[/SIZE]. ومما يُثبت سنة الله هذه في الدولة الإسلامية ذلك الحديث الذي رواه [COLOR=Red]أبو داود[/COLOR] في سننه وصححه [COLOR=Red]الحاكم [/COLOR]ورواه في صحيحه عن[COLOR=Red] أبي هريرة[/COLOR] رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(([COLOR=DarkGreen] إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا[/COLOR] )). فمعنى هذا أنه سيحدث سقوط، ومن بعد السقوط ارتفاع وعلو، وهذا الارتفاع سيكون على يد مجدد أو مجموعة مجددين، وهكذا إلى قيام الساعة.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]والتاريخ الإسلامي مليء بمثل هذه الفترات، ففيه الكثير من أحداث الارتفاع والهبوط ثم الارتفاع والهبوط، ولم يكن هذا خاصًّا بتاريخ [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] فقط؛ بل إن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم شاهدوا ذلك بأعينهم، فبعد وفاته - صلى الله عليه وسلم - مباشرةً حدث سقوط ذريع وانهيار مروّع، وردّة في كل أطراف جزيرة العرب التي لم يبق منها على الإسلام سوى مكة والمدينة وقرية صغيرة تسمى هَجَر ( هي الآن في [COLOR=Blue]البحرين [/COLOR]).[/SIZE][/FONT]


[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وبعد هذا السقوط يحدث قيام عظيم وفتوحات وانتصارات، كان قد جدّد أمرها وغرس بذرتها [COLOR=Red]أبو بكر [/COLOR]رضي الله عنه بعد أن أجهض على الردّة، ثم فتحت الدنيا على المسلمين في عهد سيدنا [COLOR=Red]عثمان[/COLOR] - رضي الله عنه - فحدثت الفتنة والانكسارات في الأمة الإسلامية، مما أدّى إلى مقتله - رضي الله عنه - وهو الخليفة الراشد وصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وظلّت طيلة خلافة سيدنا [COLOR=Red]علي[/COLOR] رضي الله عنه.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]ومن جديد يستتبّ الأمر وتقوم الدولة [COLOR=DarkRed]الأموية [/COLOR]وتستكمل الفتوح، ثم فترة من الزمان ويحدث سقوط آخر حين يفسد أمر [COLOR=DarkRed]بني أمية[/COLOR]، وعلى أَثَره يقوم [COLOR=DarkRed]بني العباس[/COLOR] فيعيدون من جديد المجد والعزّ للإسلام، وكالعادة يحدث الضعف ثم السقوط، وعلى هذا الأمر كانت كل الدول الإسلامية الأخرى التي جاءت من بعدها، مرورًا بالدولة [COLOR=DarkRed]الأيوبية [/COLOR]وانتهاءً بالخلافة [COLOR=DarkRed]العثمانية [/COLOR]الراشدة التي فتحت كل شرق أوروبا، وكانت أكبر قوة في زمنها.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]فهي إذن سنة من سنن الله تعالى ولا يجب أن تفُتّ في عضد المسلمين، ولا بدّ للمسلمين من قيام بعد سقوط كما كان لهم سقوط بعد قيام، وكما ذكرنا سابقًا فإنه ليس بين الله سبحانه وتعالى وبين أحد من البشر نسبًا، يَ[COLOR=DarkGreen]ا فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَلِينِي مَا شِئْتِ لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا[/COLOR].[/SIZE][/FONT]


[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]فإن ضل المسلمون الطريق وخالفوا نهج نبيهم؛ فستكون الهزيمة لا محالة، وسيكون الانهيار المرّوع الذي شاهدناه في [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE]، والذي نشهده في كل عهود المسلمين.[/SIZE][/FONT]


[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وأدعوكم لمشاهدةِ هذا الفيديو القصير الذي يختصرُ ما قيلَ في أنشودةٍ أظنُّ الكثيرَ منّا يعرفها، وهيَ رثاءُ [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلسِ[/COLOR][/SIZE] [COLOR=Red]لأبي البقاء الرنديِّ [/COLOR]رحمهُ اللهُ، بصيغة flv [/SIZE][/FONT]
[URL]http://www.megaupload.com/?d=4LCK09BU[/URL]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]ورابط مباشر لها بصيغة wmv..[/SIZE][/FONT]
[URL="http://ia341235.us.archive.org/3/items/aynal_moluk/ayna_almulook.wmv"]http://ia341235.us.archive.org/3/ite...a_almulook.wmv[/URL]
[/RIGHT]
[/INDENT]

[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/SIZE][/FONT][/CENTER]

أبو أنس الأنصاري 05-30-2009 02:05 AM

[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG]
[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7]سقوط [COLOR=DarkRed]الخلافة الأموية[/COLOR] وانتهاء [COLOR=DarkRed]الدولة العامرية[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img83.imageshack.us/img83/1859/mod36mp2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT][/CENTER][INDENT][RIGHT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][SIZE=7]كَأَنَّ[/SIZE] مقتل [COLOR=Red]عبد الرحمن بن المنصور [/COLOR]واشتعال الفتن والثورات في [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] كانا بميعاد، فمنذ أن قتل [COLOR=Red]عبد الرحمن بن المنصور[/COLOR] [COLOR=DarkRed]العامري[/COLOR] انفرط العقد تمامًا في البلاد، وبدأت الثورات تكثر والمكائد تتوالى، وبدأت البلاد تُقسّم.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]كان رأي بعض الباحثين أن سبب سقوط الدولة[COLOR=DarkRed] العامرية[/COLOR] ومن ثَمّ سقوط الخلافة [COLOR=DarkRed]الأموية [/COLOR]هو تولّي [COLOR=Red]عبد الرحمن بن المنصور[/COLOR] الحكم، ذلك الفاسق الماجن الذي أسقط [COLOR=DarkRed]بني أميّة [/COLOR]وأحدَث هذه الاضطرابات الكثيرة في البلاد.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وحقيقة الأمر أنه ليس من سنن الله سبحانه وتعالى أن تهلك الأمم لمجرد ولاية رجل فاسق لشهور معدودات، فلم يمكث [COLOR=Red]عبد الرحمن بن المنصور[/COLOR] في الحكم إلا أقلّ من عام واحد، ومهما بلغ أمره من الفحش والمجون فلا يمكن بحال أن يؤدي إلى مثل هذا الفشل الذريع والسقوط المدوي للبلاد، فلا بدّ إذن أن يكون هناك أسباب وجذور أخرى كانت قد نمت من قبل وتزايدت مع مرور الزمن حتى وصلت أوجّها في فترة [COLOR=Red]عبد الرحمن بن المنصور[/COLOR]؛ ومن ثَمّ كان هذا التفتت وذلك الانهيار.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وكما رأينا سابقًا في تحليلنا لأسباب ضعف الإمارة [COLOR=DarkRed]الأموية[/COLOR] وكيف كان لهذا الضعف أسباب وجذور تمتدّ إلى عهد قوة الإمارة [COLOR=DarkRed]الأموية[/COLOR] ذاتها، فإن هناك ثلاثة أسباب رئيسية لسقوط الدولة [COLOR=DarkRed]الأموية[/COLOR] ومن ثَمّ الدولة [COLOR=DarkRed]العامرية[/COLOR] نذكرها فيما يلي:[/SIZE][/FONT]


[/RIGHT]
[/INDENT][RIGHT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=Navy][B]= السبب الأول:[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[/RIGHT][INDENT][RIGHT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]يرجع إلى زمن[COLOR=Red] عَبْد الرَّحْمَن النَّاصِر[/COLOR] ذاته، ذلك الرجل الفذ الذي اتّسم عصره بالبذخ والترف الشديد، وكثرة إنفاق الأموال في زخرفة الدنيا، ومن ثَمّ انشغال الناس بتوافه الأمور، وكانت الدنيا هي المهلكة، وليس أدلّ على ذلك من قصر [COLOR=Magenta]الزهراء[/COLOR] الذي أنشأه[COLOR=Red] عَبْد الرَّحْمَن النَّاصِر[/COLOR] وكان آية في الروعة والجمال وأعجوبة من أعاجيب الزمان في ذلك الوقت؛ فقد كان على اتساعه وكبر حجمه مبطنًا من الداخل بالذهب، بل كان سقفه أيضا مبطنًا بخليط من الذهب والفضة، بأشكال تخطف الأبصار وتبهر العقول، ومع أن [COLOR=Red]عَبْد الرَّحْمَن النَّاصِر[/COLOR] لم يكن مُقَصّرًا في الإنفاق في أي ناحية من النواحي مثل الإنفاق على التعليم أو الجيش أو غيره، إلا أن فعله هذا يعد نوعًا من البذخ والترف المبالغ فيه، أدّى في النهاية إلى أن تتعلق القلوب بالدنيا وزخرفها.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]ومما جاء في ذلك أن القاضي [COLOR=Red]المنذر بن سعيد[/COLOR] رحمه الله دخل على [COLOR=Red]عَبْد الرَّحْمَن النَّاصِر[/COLOR] في قصره وكان على هذا الوصف السابق، فقال له [COLOR=Red]عَبْد الرَّحْمَن النَّاصِر[/COLOR]:[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]- ما تقول في هذا يا [COLOR=Red]منذر[/COLOR] (يريد الافتخار)؟ [/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]- فأجابه [COLOR=Red]المنذر[/COLOR] ودموعه تقطر على لحيته قائلا: ما ظننت أن الشيطان يبلغ منك هذا المبلغ على ما آتاك الله من النعمة وفضلك على كثير من عباده تفضيلًا حتى ينزلك منازل الكافرين.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]- فقال [COLOR=Red]عَبْد الرَّحْمَن النَّاصِر[/COLOR]: انظر ما تقول، كيف أنزلني الشيطان منازل الكافرين؟![/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] - فردّ عليه [COLOR=Red]المنذر[/COLOR]: أليس الله تعالى يقول في كتابه الكريم:[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][[COLOR=DarkGreen]وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ[/COLOR]] [SIZE=4]{الزُّخرف:33}[/SIZE].[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]فقد ذكر الله سبحانه وتعالى السُّقُف التي من فضة في هذه الآية على سبيل التعجيز، يعني لولا أن يكفر الناس جميعًا بسبب ميلهم إلى الدنيا وتركهم الآخرة لأعطيناهم في الدنيا ما وصفناه لهوان الدنيا عند الله عز وجل، لكنّا لم نجعله، إلا أن [COLOR=Red]عَبْد الرَّحْمَن النَّاصِر[/COLOR] فعله وجعل لقصره سقفًا من فضة.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وهنا وجم [COLOR=Red]عَبْد الرَّحْمَن النَّاصِر[/COLOR] بعدما سقطت عليه تلك الكلمات كالصخر، ثم بدأت دموعه رحمه الله تنساب على وجهه، وقام على الفور ونقض ذلك السقف وأزال ما به من الذهب والفضة، وبناه كما كانت تبنى السُّقُف في ذلك الزمن، إلا أنه ولكثرة الأموال ومع مرور الوقت، كان مظهر الترف يعود ويبرز من جديد حتى أصبح الإنفاق في لا شيء، وقد قال الله سبحانه وتعالى: [[COLOR=DarkGreen]وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا القَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا[/COLOR]] [SIZE=4]{الإسراء:16}[/SIZE].[/SIZE][/FONT]

[/RIGHT]
[/INDENT][RIGHT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=Navy][B]= السبب الثاني:[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[/RIGHT][INDENT][RIGHT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=Navy]توسيد الأمر لغير أهله:[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]إضافة إلى الترف والإسراف فقد كان توسيد الأمر لغير أهله من أهم الأسباب التي أدت إلى سقوط الدولة [COLOR=DarkRed]العامرية[/COLOR] والخلافة [COLOR=DarkRed]الأموية[/COLOR]، ولقد تجسد هذا العامل واضحًا جليًا حين ولّى الحكم بن [COLOR=Red]عَبْد الرَّحْمَن النَّاصِر[/COLOR] ابنه أمور الحكم في البلاد وهو ما زال طفلًا لم يتجاوز الثانية عشرة سنة بعد، فتحكم فيه الأوصياء وحدثت المكائد والمؤامرات، رغم ما كان من حياة الحَكَم الحافلة بالجهاد ونشر العلم والدين في البلاد.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك حين أجاب السائلَ عن أمارات الساعة بقوله صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن أماراتها: [COLOR=DarkGreen]أَنْ تُضَيَّعَ الْأَمَانَةُ، فقال السائل: وكيف إضاعتها فقال صلى الله عليه وسلم: إِذَا وُسِّدَ الْأَمْرُ لِغَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ[/COLOR].[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وهكذا إذا تولّى من لا يستحق منصب من المناصب، فلا بد وأن تحدث الهزة في البلاد ويحدث الانهيار، فما البال وما الخطب إذا كان هذا المنصب هو منصب الخليفة أعلى مناصب الدولة؟ فقد ضيعت الأمانة ووسد الأمر لغير أهله، فكان لا بدّ أن تقع [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] والخلافة [COLOR=DarkRed]الأموية[/COLOR] والدولة [COLOR=DarkRed]العامرية[/COLOR].[/SIZE][/FONT]




[/RIGHT]
[/INDENT][RIGHT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=Navy][B]= السبب الثالث:[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[/RIGHT][INDENT][RIGHT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=Navy]انتفاء روح الجهاد الحقيقية ليصبح مجردًا للمادة وجمع الغنائم:[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]كان أيضا من أهم أسباب سقوط الدولة[COLOR=DarkRed] العامرية[/COLOR] الملحقة بالخلافة الأموية أن الدولة [COLOR=DarkRed]العامرية[/COLOR] اعتمدت في جهادها على الناحية المادية من جند وعدد وعدة ومال ومعمار، ولم تصرف نواياها إلى رب العالمين سبحانه وتعالى ولم يجددوا تربية الشعب على الجهاد في سبيل الله طلبًا للجنة أو الموت في سبيل الله، فافتقد الشعب روح الجهاد الحقيقي ومعناه، وأصبح جلّ همّه جمع المال وعَدّ الغنائم.[/SIZE][/FONT]
[/RIGHT]
[/INDENT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT]
[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/SIZE][/FONT][/CENTER]

أبو أنس الأنصاري 06-04-2009 04:19 AM

[INDENT][FONT=Traditional Arabic]



[/FONT] [CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/SIZE]
[/FONT] [/CENTER]
[FONT=Traditional Arabic]
[/FONT] [CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][COLOR=Red]المهدي[/COLOR] وبداية الفتنة وعهد [COLOR=DarkRed]ملوك الطوائف[/COLOR][/SIZE]
[/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img83.imageshack.us/img83/1859/mod36mp2.gif[/IMG][/SIZE]
[/FONT] [/CENTER]
[FONT=Traditional Arabic]

[/FONT]
[RIGHT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]من قريب كنا نتحدث عن الجهاد والفتوحات وعصر القوة والنفوذ، وها هو التاريخ يدير لنا ظهره ويبدأ دورة جديدة من دوراته في [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE]، اتُّفق على تسميتها بعهد[COLOR=DarkRed] ملوك الطوائف[/COLOR]، فكان من سنن الله عز وجل في كونه ألا تقوم أمة إلا ويكون لها سقوط كما كان لها قيام، يطول عهدها أو يقصر بحسب قربها أو بعدها من منهج من يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير.[/SIZE][/FONT]



[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]بعد خلع [COLOR=Red]هشام بن عبد الملك بن عَبْد الرَّحْمَن النَّاصِر[/COLOR] وولاية [COLOR=Red]محمد بن هشام بن عبد الجبار بن عَبْد الرَّحْمَن النَّاصِر [/COLOR]الذي تلقب [COLOR=Red]بالمهدي[/COLOR] انفرط العقد تمامًا في [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE]، فلم يكن يملك [COLOR=Red]المهدي [/COLOR]من لقبه إلا رسمه، فكان فتى لا يحسن قيادة الأمور وليس له من فن الإدارة شيء، فكان من أول أعماله في الحكم ما يلي:[/SIZE][/FONT]



[/RIGHT]
[/INDENT][RIGHT][INDENT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][SIZE=6][COLOR=Navy]أولًا:[/COLOR][/SIZE] ألقى القبض على كثير من[COLOR=DarkRed] العامريين[/COLOR] ثم قتلهم.[/SIZE]
[/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][SIZE=6][COLOR=Navy]وثانيًا:[/COLOR][/SIZE] بدأ ينتقم من [COLOR=DarkRed]البربر[/COLOR] الذين كانوا العون الرئيس[COLOR=Red] لمحمد بن أبي عامر[/COLOR] (الرجل الأول في الدولة [COLOR=DarkRed]العامرية[/COLOR]) ولمن خلفه في الحكم من أولاده، فبدأ يقتّل أيضًا فيهم ويقيم عليهم الأحكام حبسًا وتشريدًا.[/SIZE]
[/FONT] [/INDENT][/RIGHT][INDENT][RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]أثار هذا الفعل غير الحصيف من قبل [COLOR=Red]المهدي[/COLOR] غضبًا عارمًا لدى [COLOR=DarkRed]البربر والعامريين[/COLOR]، بل وعند [COLOR=DarkRed]الأمويين[/COLOR] أنفسهم الذين لم يعجبهم هذا القتل وذاك التشريد، وهذه الرعونة في التصرف، فبدأ يحدث سخط كبير من جميع الطوائف على [COLOR=Red]المهدي[/COLOR].[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]لم يكن ليقف الأمر عند هذا الحد، فقد تجمع [COLOR=DarkRed]البربر [/COLOR]وانطلقوا إلى الشمال وهناك أتوا ب[COLOR=Red]سليمان بن الحكم بن عَبْد الرَّحْمَن النَّاصِر[/COLOR]، وهو أخو [COLOR=Red]هشام بن الحكم بن عَبْد الرَّحْمَن النَّاصِ[/COLOR]ر الخليفة المخلوع منذ شهور قليلة، فنصّبوه عليهم ولقبوه بخليفة المؤمنين، وبدأ يحدث صراع بين [COLOR=Red]سليمان بن الحكم[/COLOR] هذا ومن ورائه [COLOR=DarkRed]البربر[/COLOR] وبين [COLOR=Red]المهدي[/COLOR] في [COLOR=DarkRed]قرطبة[/COLOR].[/SIZE][/FONT]


[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6] بين[COLOR=Red] المهدي[/COLOR] و[COLOR=Red]سليمان بن الحكم[/COLOR] وحدث غريب[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]


[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وجد [COLOR=Red]سليمان بن الحكم [/COLOR]ومن معه من [COLOR=DarkRed]البربر[/COLOR] أن قوتهم ضعيفة ولن تقوى على مجابهة قوات [COLOR=Red]المهدي[/COLOR]، فقاموا بعمل لم يُعهد من قبل في بلاد [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE]، فاستعانوا بملك [COLOR=DarkRed]قشتالة[/COLOR].[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]كانت مملكة [COLOR=DarkRed]قشتالة[/COLOR] هذه هي أحد جزئي مملكة[COLOR=DarkRed] ليون[/COLOR] في الشمال الغربي بعد أن كان قد نشب فيها (مملكة [COLOR=DarkRed]ليون[/COLOR]) حرب داخلية وانقسمت على نفسها في سنة 359 هـ= 970 م إلى قسمين، فكان منها قسم غربي وهو مملكة[COLOR=DarkRed] ليون[/COLOR] نفسها، وقسم شرقي وهي مملكة [COLOR=DarkRed]قشتالة[/COLOR]، وكلمة [COLOR=DarkRed]قشتالة [/COLOR]تحريف لكلمة [COLOR=DarkRed]كاستولّة[/COLOR]، وتعني أيضًا قلعة باللغة [COLOR=DarkRed]الأسبانية[/COLOR]، فحرفت في العربية إلى[COLOR=DarkRed] قشتالة[/COLOR]، وكانت قد بدأت تكبر نسبيًا في أول عهد [COLOR=DarkRed]ملوك الطوائف[/COLOR] فاستعان بها[COLOR=Red] سليمان بن الحكم[/COLOR] [COLOR=DarkRed]والبربر[/COLOR] على حرب [COLOR=Red]المهدي[/COLOR].[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وبين [COLOR=Red]المهدي[/COLOR] من ناحية [COLOR=Red]وسليمان بن الحكم [/COLOR][COLOR=DarkRed]والبربر[/COLOR] وملك [COLOR=DarkRed]قشتالة [/COLOR]من ناحية أخرى دارت موقعة كبيرة، هُزم فيها [COLOR=Red]المهدي[/COLOR] أو[COLOR=Red] محمد بن هشام بن عبد الجبار[/COLOR]، وتولى [COLOR=Red]سليمان بن الحكم[/COLOR] مقاليد الحكم في بلاد [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE]، وبالطبع كانت فرصة من السماء لملك[COLOR=DarkRed] قشتالة [/COLOR]لضرب [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلسيين[/COLOR][/SIZE] بعضهم ببعض ووضع قاعدة لجيشه وجنده في أرض [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE]، تلك البلاد التي لطالما دفعت الجزية كثيرًا للمسلمين من قبل.[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وفي فترة مدتها اثنتان وعشرون سنة يتولى حكم المسلمين في [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس [/COLOR][/SIZE]ثلاثة عشر خليفة متتاليين، بدأت هذه الفترة [COLOR=Red]بهشام بن الحكم [/COLOR]في سنة 359 هـ= 970 م، ثم [COLOR=Red]المهدي[/COLOR]، ثم [COLOR=Red]سليمان بن الحكم بن عَبْد الرَّحْمَن النَّاصِر [/COLOR]الذي تولى الحكم ولقب نفسه [COLOR=Red]بالمستعين بالله[/COLOR] (وكان قد استعان بملك [COLOR=DarkRed]قشتالة[/COLOR]) وذلك في سنة 400 هـ= 1010 م.[/SIZE][/FONT]


[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6]بين [COLOR=Red]المهدي[/COLOR] و[COLOR=Red]سليمان بن الحكم[/COLOR] وحدث أغرب[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]


[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وتدور الأحداث بعد ذلك، حيث يفرّ [COLOR=Red]المهدي[/COLOR] الذي انهزم أمام [COLOR=Red]سليمان بن الحكم[/COLOR] أو [COLOR=Red]المستعين بالله[/COLOR] إلى الشمال حيث[COLOR=DarkRed] طرطوشة[/COLOR]، وفي [COLOR=DarkRed]طرطوشة[/COLOR] وحتى يرجع إلى الحُكم الذي انتزعه منه [COLOR=Red]سليمان بن الحكم [/COLOR]والذي لم يبق فيه غير شهور قليلية فكّر [COLOR=Red]المهدي[/COLOR] في أن يتعاون مع أحد أولاد[COLOR=Red] بني عامر[/COLOR]، ذلكم الذين كان منذ قليل يذبّح فيهم جميعًا.[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]كان [COLOR=Red]المهدي[/COLOR] قد قابل في [COLOR=DarkRed]طرطوشة[/COLOR] رجلًا من قبيلة [COLOR=Red]بني عامر[/COLOR] يدعى الفتى [COLOR=Red]واضح[/COLOR]، والذي أقنع [COLOR=Red]المهدي[/COLOR] بأنه سيتعاون معه ليعيده إلى الملك من جديد ويبقى هو على الوزارة كما كان عهد [COLOR=DarkRed]الدولة العامرية[/COLOR] من قبل، الأمر الذي وافق قبولًا لدى [COLOR=Red]المهدي[/COLOR]، فقبل عرض الفتى [COLOR=Red]واضح [/COLOR]وبدأ يتعاونان سويًا لتنفيذ مخططهما هذا.[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]في بداية الأمر وجد الفتى [COLOR=Red]واضح والمهدي[/COLOR] أنهما لن يستطيعا أن يصمدا أمام قوة كبيرة مثل التي يملكها [COLOR=Red]سليمان بن الحكم[/COLOR] [COLOR=DarkRed]والبربر [/COLOR]ومعهما ملك[COLOR=DarkRed] قشتالة[/COLOR]، فهداهما تفكيرهما في الاستعانه بأمير[COLOR=DarkRed] برشلونة[/COLOR]، [COLOR=DarkRed]وبرشلونة [/COLOR]هذه كانت ضمن مملكة [COLOR=DarkRed]أراجون[/COLOR] التي تقع في الشمال الشرقي[SIZE=6][COLOR=Blue] للأندلس[/COLOR][/SIZE]، والتي كان يدفع حاكمها الجزية [COLOR=Red]لعَبْد الرَّحْمَن النَّاصِر[/COLOR] ولابنه وأيضا [COLOR=Red]للحاجب المنصور[/COLOR]، فلما حدثت هذه الهزة في بلاد المسلمين انخلعت من هذه العباءة، وقامت من جديد، فكان أن استعان بجيشها [COLOR=Red]المهدي[/COLOR] والفتى[COLOR=Red] واضح[/COLOR] في حرب [COLOR=Red]سليمان[/COLOR] وملك [COLOR=DarkRed]قشتالة[/COLOR].[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وافق أمير [COLOR=DarkRed]برشلونة[/COLOR] على أن يساعدهم لكن على شروط هي:[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][SIZE=6][COLOR=Navy]أولًا:[/COLOR][/SIZE]مائة دينار ذهبية له عن كل يوم في القتال.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][SIZE=6][COLOR=Navy]ثانيًا: [/COLOR][/SIZE]دينار ذهبي لكل جندي عن كل يوم في القتال، وقد تطوع الكثير لحرب المسلمين، فكان عدد الجيش كبيرًا.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][SIZE=6][COLOR=Navy]ثالثًا:[/COLOR][/SIZE] أخذ كل الغنائم من السلاح إن انتصر جيش [COLOR=DarkRed]برشلونة[/COLOR] مع [COLOR=Red]المهدي[/COLOR] والفتى [COLOR=Red]واضح[/COLOR].[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][SIZE=6][COLOR=Navy]رابعًا: [/COLOR][/SIZE]أخذ مدينة [COLOR=DarkRed]سالم[/COLOR]، وكانت مدينة [COLOR=DarkRed]سالم [/COLOR]قد حررها قديما [COLOR=Red]عَبْد الرَّحْمَن النَّاصِر[/COLOR] في عهد الخلافة [COLOR=DarkRed]الأمويّة[/COLOR]، وهي بلا شك شروط قبيحة ومخزية، ولا ندري كيف يوافق مسلم على مثلها؟![/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]لكن الذي حدث هو أنهم وافقوا على هذه الشروط، وبدأت بالفعل موقعة كبيرة جدًا في شمال [COLOR=DarkRed]قرطبة[/COLOR] بين [COLOR=Red]المهدي[/COLOR] ([COLOR=Red]محمد بن هشام بن عبد الجبار[/COLOR]) ومعه [COLOR=Red]الفتى واضح[/COLOR] [COLOR=Red]العامري[/COLOR] ومعهم أمير[COLOR=DarkRed] برشلونة[/COLOR] من جهة، [COLOR=Red]وسليمان بن الحكم[/COLOR] الخليفة الملقب [COLOR=Red]بالمستعين بالله[/COLOR] ومعه [COLOR=DarkRed]البربر [/COLOR]من جهة أخرى، انتصر فيها [COLOR=Red]المهدي[/COLOR] ومن معه، وانهزم [COLOR=Red]سليمان بن الحكم [/COLOR]وفرّ ومن بقي معه من [COLOR=DarkRed]البربر[/COLOR]، وسلمت مدينة [COLOR=DarkRed]سالم[/COLOR] لأمير [COLOR=DarkRed]برشلونة[/COLOR]، ومثلها الغنائم، وتولى [COLOR=Red]المهدي[/COLOR] الحكم من جديد في [COLOR=DarkRed]قرطبة[/COLOR].[/SIZE][/FONT]


[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=Red] الفتى واضح[/COLOR] وعودة [COLOR=Red]هشام بن الحكم[/COLOR] الخليفة المخلوع[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]ولأنه زمن فتنة، فما فتئ [COLOR=Red]المهدي[/COLOR] يصل إلى الحكم في[COLOR=DarkRed] قرطبة[/COLOR] حتى انقلب عليه [COLOR=Red]الفتى واضح[/COLOR] ثم قتله، وبدأ هو في تولى الأمور.[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]كان [COLOR=Red]الفتى واضح[/COLOR] أذكى من[COLOR=Red] عبد الرحمن بن المنصور[/COLOR]، هذا الذي طلب ولاية العهد من [COLOR=Red]هشام بن الحكم[/COLOR] قبل ذلك، فقد رفض أن يكون هو الخليفة؛ حيث اعتاد الناس أن يكون الخليفة [COLOR=DarkRed]أموي [/COLOR]وليس [COLOR=DarkRed]عامري[/COLOR]، ومن ثم فإذا فعل ذلك فسيضمن ألا تحدث انقلابات عليه، وأيضا يكون محل قبول لدى جميع الطوائف.[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]ومن هنا فقد رأى [COLOR=Red]الفتى واضح[/COLOR] أن يُنصّب خليفة[COLOR=DarkRed] أموي[/COLOR] ويحكم هو من ورائه، وبالفعل وجد أن أفضل من يقوم بهذا الدور ويكون أفضل صورة لخليفة أموي هو[COLOR=Red] هشام بن الحكم[/COLOR] الخليفة المخلوع من قبل، هذا الذي ظل ألعوبة طيلة ثلاث وثلاثين سنة في يد [COLOR=Red]محمد بن أبي عامر [/COLOR]ثم في يد [COLOR=Red]عبد الملك بن المنصور[/COLOR]، ثم في يد [COLOR=Red]عبد الرحمن بن المنصور[/COLOR] على التوالي.[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]ذهب الفتى واضح إلى [COLOR=Red]هشام بن الحكم[/COLOR] وعرض عليه أمر الخلافة من جديد، وأنه سيكون رجله الأول في هذه البلاد، وعلى الفور وافق [COLOR=Red]هشام بن الحكم[/COLOR] الذي كان ملقبًا [COLOR=Red]بالمؤيد بالله[/COLOR]، وعاد من جديد إلى الحكم، لكن زمام الأمور كانت في يد [COLOR=Red]الفتى واضح[/COLOR].[/SIZE][/FONT]




[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=Red]سليمان بن الحكم[/COLOR] وأعمال يتأفف من ذكرها التاريخ[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]كان [COLOR=Red]سليمان بن الحكم[/COLOR] لم يُقتل بعد وما زال في البلاد يدبر المكائد؛ يريد أن يعود إلى الحكم من جديد، لم يجد أمامه إلا أن يعود مرة أخرى إلى ملك [COLOR=DarkRed]قشتالة[/COLOR] (المرة الأولى كان قد ساعده على هزيمة [COLOR=Red]المهدي[/COLOR] والوصول إلى الحكم) ويعرض عليه من جديد أن يكون معه ضد [COLOR=Red]الفتى واضح[/COLOR] و[COLOR=Red]هشام بن الحكم [/COLOR]حتى يصل إلى الحكم.[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]ولأن ملك [COLOR=DarkRed]قشتالة[/COLOR] ذلك الخبيث كان يطمع فيما هو أكثر مما عند [COLOR=Red]سليمان بن الحكم[/COLOR]، فقد رد عليه بأن يمهله عدة أيام حتى يعطيه الجواب، وخلال هذه الأيام كان قد ذهب ملك [COLOR=DarkRed]قشتالة[/COLOR] إلى [COLOR=Red]هشام بن الحكم [/COLOR](الحاكم في ذلك الوقت) وأخبره بما كان من أمر [COLOR=Red]سليمان بن الحكم[/COLOR] منتظرا الجواب والمقابل في عدم مساعدته له ([COLOR=Red]لسليمان[/COLOR]) في حربه إياه، وهنا كان العجب العجاب، فما كان من[COLOR=Red] هشام بن الحكم [/COLOR]إلا أن خيّر ملك[COLOR=DarkRed] قشتالة [/COLOR]بين عدة أمور، كان من بينها: إعطائه كل الحصون الشمالية التي كانت للمسلمين في بلاد [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE]، ذلك الخيار الذي قبله ملك[COLOR=DarkRed] قشتالة[/COLOR]؛ فتوسعت[COLOR=DarkRed] قشتالة [/COLOR]جدا حتى أصبحت حدودها أكبر من حدود مملكة [COLOR=DarkRed]ليون[/COLOR]، بالرغم من أنها كانت جزءا صغيرا منفصلا عن مملكة [COLOR=DarkRed]ليون[/COLOR]، وعظمت بذلك البلاد النصرانية في الشمال.[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وإنها لكارثة كبيرة قد حلت بديار الإسلام، فقد حدثت كل هذه الأحداث من القتل والمكائد والصراعات والاستعانة بالنصارى ثم دخولهم بلاد المسلمين، كل ذلك في ثلاث سنوات فقط.[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وفي سنة 403 هـ= 1012 م حيث [COLOR=Red]هشام بن الحَكم [/COLOR]على الحُكم، قام [COLOR=Red]سليمان بن الحكم[/COLOR] ومن معه من [COLOR=DarkRed]البربر[/COLOR] بعمل لم يحدث في تاريخ المسلمين من قبل وحتى هذه اللحظة، فقد هجموا على [COLOR=DarkRed]قرطبة[/COLOR] وعاثوا فيها، فسادا، وقتلا، واغتصابا للنساء، ثم من جديد يتولى [COLOR=Red]سليمان بن الحكم[/COLOR] ([COLOR=Red]المستعين بالله[/COLOR]) الحكم في بلاد [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE]، وطرد [COLOR=Red]هشام بن الحكم[/COLOR] من البلاد، ثم قتل بعد ذلك، وكان مقر الحكم آنذاك هو [COLOR=DarkRed]قرطبة[/COLOR]، لكن البلاد كانت مفككة تماما، وقد فر [COLOR=DarkRed]العامريون[/COLOR] إلى شرق [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] في منطقة[COLOR=DarkRed] بلنسية[/COLOR] وما حولها.[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]المفاجأة الكبيرة والمثيرة حقا أن كل هذه الأحداث السابقة والمليئة بالمكائد والمؤامرات، والتي حملت الأسى والألم لكل المسلمين، كانت بين أخوين لأب واحد هو القائد المظفر[COLOR=Red] الحكم بن عَبْد الرَّحْمَن النَّاصِر[/COLOR]، وكان خطأه والذي يدركه الجميع الآن هو أنه وسد الأمر لغير أهله، واستخلف على الحُكم من لا يملك مؤهلات الحُكم، وهو[COLOR=Red] هشام بن الحَكم[/COLOR].[/SIZE][/FONT]




[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=DarkRed]البربر[/COLOR] والانقلاب على [COLOR=Red]سليمان بن الحكم[/COLOR] وتأجج الصراعات[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]من سنة 403 هـ= 1012 م ظل [COLOR=Red]سليمان بن الحكم[/COLOR] يتولى الحكم، وكان غالبية جيشه من [COLOR=DarkRed]البربر[/COLOR]، وفي سنة 407 هـ= 1016 م وبعد مرور أربع سنوات على حكمه، وفي هذا الزمن المثخن بالصراعات والفتن فكر [COLOR=DarkRed]البربر[/COLOR]: لماذا لا نتملك نحن الأمور؟[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وعلى الفور أسرعوا وكونوا قوة أساسية كبيرة، واستعانوا [COLOR=DarkRed]بالبربر [/COLOR]من بلاد المغرب، ثم هجموا على [COLOR=Red]سليمان بن الحكم[/COLOR] وأخرجوه من الحكم، بل وقتلوه، وتولى الحكم في بلاد [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE][COLOR=Red]علي بن حمود [/COLOR]الذي كان من [COLOR=DarkRed]البربر[/COLOR]، وتسمى [COLOR=Red]بالناصر بالله[/COLOR].[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]استقر الأمر [COLOR=Red]لعلي بن حمود[/COLOR] في [COLOR=DarkRed]قرطبة[/COLOR] وقام بتعيين أخاه [COLOR=Red]القاسم بن حمود[/COLOR] على إ[COLOR=DarkRed]شبيلية[/COLOR] في سنة 407 هـ= 1016 م، وأصبح [COLOR=DarkRed]البربر [/COLOR]هم الخلفاء الذين يتملكون الأمور في[COLOR=DarkRed] قرطبة [/COLOR]وما حولها.[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]لم يرض [COLOR=DarkRed]العامريون[/COLOR] الذين فروا إلى شرق [SIZE=6][COLOR=Red]الأندلس[/COLOR][/SIZE] بهذا الوضع، فما كان منهم إلا أن بحثوا عن أموي آخر وهو [COLOR=Red]عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله[/COLOR]، أحد أحفاد [COLOR=Red]عَبْد الرَّحْمَن النَّاصِر[/COLOR]، ثم بايعوه على الخلافة، وقد تلقب [COLOR=Red]بالمرتضي بالله[/COLOR].[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]جاء [COLOR=DarkRed]العامريون[/COLOR] ومعهم [COLOR=Red]المرتضي بالله[/COLOR] إلى [COLOR=DarkRed]قرطبة[/COLOR] لحرب [COLOR=Red]علي بن حمود [/COLOR][COLOR=DarkRed]البربري[/COLOR]، وبالفعل دارت حرب كبيرة بين [COLOR=DarkRed]العامريين [/COLOR]وخليفتهم [COLOR=Red]المرتضي بالله[/COLOR]، [COLOR=DarkRed]والبربر[/COLOR] وعلى رأسهم [COLOR=Red]علي بن حمود[/COLOR]، كان من أعجب ما نتج عن هذه الموقعة أن قُتل الخليفتان [COLOR=Red]علي بن حمود والمرتضي بالله[COLOR=Black]،[/COLOR][/COLOR][COLOR=Black] لكن [COLOR=DarkRed]البربر[/COLOR][/COLOR] تمكنوا من الانتصار في نهاية المعركة، وتولى حكم [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] منهم[COLOR=Red] القاسم بن حمود[/COLOR] الذي كان حاكما [COLOR=DarkRed]لإشبيلية[/COLOR] من قِبَل أخيه الذي قُتل.[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]أحضر [COLOR=DarkRed]العامريون[/COLOR] أمويًا آخر، وقامت بعد ذلك صراعات كثيرة، واستمرّ الوضع على هذا الحال حتى سنة 422 هـ= 1031م.[/SIZE][/FONT]



[FONT=Traditional Arabic][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=Navy]انتهاء عهد الخلفاء والأمراء وتولّي مجلس شورى للحكم[/COLOR][/SIZE][/FONT][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]في محاولة لحل هذه الأزمة التي تمرّ بها البلاد، وفي محاولة لوقف هذه الموجة من الصراعات العارمة، اجتمع العلماء وعلية القوم من أهل [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE]، وذلك في سنة 422 هـ= 1031م، ووجدوا أنه لم يعد هناك من [COLOR=DarkRed]بني أمية [/COLOR]من يصلح لإدارة الأمور؛ فلم يعد من يأتي منهم على شاكلة من سبقوهم، فاتفقوا على عزل [COLOR=DarkRed]بني أمية[/COLOR] تمامًا عن الحكم، وإقامة مجلس شورى لإدارة البلاد. [/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وبالفعل كونوا مجلس شورى في هذه السنة، وولوا عليه أ[COLOR=Red]با الحزم بن جهور [/COLOR]لإدارة البلاد، وكان [COLOR=Red]أبو الحزم[/COLOR] هذا من علماء القوم، كما كان يشتهر بالتقوى والورع ورجاحة العقل، وظل الحال على هذا الوضع ما يقرب من ثلاث سنوات.[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]لكن حقيقة الأمر أن [COLOR=Red]أبا الحزم بن جهور[/COLOR] لم يكن يسيطر هو ومجلس الشورى الذي معه إلا على [COLOR=DarkRed]قرطبة[/COLOR] فقط من بلاد[SIZE=6][COLOR=Blue] الأندلس[/COLOR][/SIZE]، أما بقية البلاد والأقاليم الأخرى فقد ضاعت السيطرة عليها تماما، وبدأت [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس [/COLOR][/SIZE]بالفعل تُقسّم بحسب العنصر إلى دويلات مختلفة ليبدأ ما يسمى بعهد [COLOR=DarkRed]دويلات الطوائف[/COLOR]، أو عهد[COLOR=DarkRed] ملوك الطوائف[/COLOR].[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وقد ذكرنا سابقا أن مساحة [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] كانت ستمائة ألف كيلو متر مربع، فإذا طرحنا منها ما أخذه النصارى في الشمال؛ فإن النتيجة هي أربعمائة وخمسون ألف كيلو متر مربع (أقل من نصف مساحة [COLOR=DarkRed]مصر[/COLOR]) مقسمة إلى اثنتين وعشرين دولة، كل منها بكل مقومات الدولة المتكاملة من رئيس، وجيش، ووزارات، وعملة، وسفراء، فتفتت المسلمون في [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس [/COLOR][/SIZE]تفتتا لم يُعهد من قبل في تاريخهم، وفقدوا بذلك عنصرا مهما جدا من عناصر قوتهم وهو الوحدة، فكان الهبوط على أشد ما يكون، ولا حول ولا قوة إلا بالله.[/SIZE][/FONT]


[FONT=Traditional Arabic][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=Navy]المرحلة التي يعيشها المسلمون الآن وتصنيفها[/COLOR][/SIZE][/FONT][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]قد يتساءل المرءُ: ما هو تصنيفنا كمسلمين في هذا العصر وفقًا للمراحل السابقة ما بين الارتفاع والهبوط أو القيام والسقوط؟[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وواقع الأمر وكما هو واضح للعيان أن الأمة الإسلامية تمرّ الآن بمرحلة من مراحل السقوط، سقوط كبير وضعف شديد وفرقة للمسلمين، سقوط مباشر لسقوط [COLOR=DarkRed]الخلافة العثمانية[/COLOR] في عشرينات القرن الماضي، وهو أمر طبيعي ودورة طبيعية من دورات التاريخ الإسلامي، وسنّة من سنن الله تعالى كما رأينا.[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]إلا أن مرحلة السقوط الأخيرة هذه قد شابها أمران لم تعهدهما الدولة الإسلامية ولم يتكررا من قبل في مراحل سقوطها المختلفة...[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][SIZE=6][COLOR=Navy]الأمر الأول[/COLOR][/SIZE][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]هو: غياب الخلافة، إذ حدث ولأول مرة في التاريخ أن يصبح المسلمون بلا دولة واحدة تجمعهم، فرغم ما كان وما يكون من السقوط والانهيار على مدى فترات الضعف التي مرت بها الأمة الإسلامية، إلا أنه لم تكن لتغيب صورة الخلافة عن الأذهان بحالٍ من الأحوال، منذ الدولة الأموية في القرن الأول الهجري وحتى سقوط [COLOR=DarkRed]الخلافة العثمانية[/COLOR] في القرن الرابع عشر الهجري؛ حيث كان الإسلام سياسيًا (دين ودولة) طيلة أربعة عشر قرنًا من الزمان.[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=Navy]الأمر الثاني[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] وهو: غياب الشرع الإسلامي، فلم يكن أيضًا في أي من عصور السقوط السابقة للدول الإسلامية، مع ما يصل المسلمون إليه من تدنٍ وانحدار لم يكن أبدا يُلغى الشرع أو يغيب، نعم قد يُتجاوز أحيانًا في تطبيق بعض أجزائه، لكن لم يظهر على الإطلاق دعوة تنادي بتنحية الشرع جانبًا، وتطبيق غيره من قوانين البشر مما هو أنسب وأكثر مرونة على حسب رؤيتهم.[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وإن مثل هذين العاملين ليجعلان من مهمة الإصلاح والتغيير أمرًا من الصعوبة بمكان، ورغم ذلك فإنه وكما وضحنا ليس بمستحيل؛ لأن المستحيل هنا هو التعارض مع سنن الله سبحانه وتعالى التي تقول بأن دولة الإسلام في قيام حتى قيام الساعة.[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وهناك من المبشّرات نحو قيام الدولة الإسلامية الآن الكثير والكثير، فمنذ سقوط [COLOR=DarkRed]الخلافة العثمانية[/COLOR] سنة 1342 هـ= 1924 م كان قد حدث انحدار كبير - ولا شك - في معظم أقطار العالم الإسلامي إن لم يكن كله (بعد سقوط [COLOR=DarkRed]الخلافة العثمانية[/COLOR] أُقيمت الدول العربية عدا [COLOR=DarkRed]السعودية[/COLOR] على أساس علماني شبيه بالدول الغربية)، وظلّ هذا الوضع حتى أوائل السبعينيات، ثم كانت الصحوة في كل أطراف الأمّة الإسلامية في منتصف السبعينيات وإلى يومنا هذا.[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]ونظرة واحدة إلى أعداد المصلين في المساجد خاصة الشباب، وإلى أعداد المحجبات في الشوارع في كل أطراف العالم الإسلامي، وانتشار المراكز الإسلامية في كل بلاد أوروبا وفي أمريكا، والصحوة الجهادية في البلاد المحتلة مثل [COLOR=DarkRed]فلسطين والعراق والشيشان[/COLOR] وغيرها، وحال الإسلام في جمهوريات [COLOR=DarkRed]روسيا[/COLOR] السابقة بعد احتلال نصراني وشيوعي دام لأكثر من ثلاثمائة عام نظرة واحدة إلى مثل هذه الأمور وغيرها يبشر بالقيام من جديد.[/SIZE][/FONT][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وهو ولا شك قيام ينحو الخطى البطيئة المتدرجة لكنه لا ينفي العلو والانتشار المرجو منه، وهذه سنة أخرى من سنن الله عز وجل فلا يجب أن يُستعجل التمكين، ولنا فيما مضى من تاريخ [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE]، وفي التاريخ الإسلامي بصفة عامة، ومنذ أن أسّس رسول الله صلى الله عليه وسلم في أقل من عشر سنين الدولة الإسلامية التي ناطحت أكبر قوتين في زمنهما، وكان قد أوذي وطرد وهو وأصحابه من بلدهم، منذ ذلك التاريخ وحتى سقوط الخلافة العثمانية لنا خير دليل ومعين. [[COLOR=DarkGreen]فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَحْوِيلًا[/COLOR]] [SIZE=4]{فاطر:43}[/SIZE].[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic] [/FONT]
[/RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic]
[/FONT] [/INDENT]

أبو مصعب السلفي 06-07-2009 07:47 PM

أأنتهيت يارعاكَ الله..؟!

أبو أنس الأنصاري 06-07-2009 11:23 PM

لم ننتهِ بعدُ يا حبيبُ، فمازالَ المتبقي كثير.

أبو أنس الأنصاري 06-11-2009 12:33 PM

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT][CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT]
[/CENTER]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT][CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][SIZE=7][B][COLOR=Navy]عهد [/COLOR][COLOR=Teal]ملوك[/COLOR] [COLOR=Navy]الطوائف[/COLOR][/B][/SIZE][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img83.imageshack.us/img83/1859/mod36mp2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]
[/CENTER]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT][INDENT][RIGHT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B] كانت [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] في عهد [COLOR=DarkRed]ملوك الطوائف[/COLOR] مقسمة إلى عدد من الدويلات، إضافة إلى أن هذه الدويلات كانت مقسمة داخليًّا، ووصل تعداد الدويلات إلى اثنتين وعشرين دويلة، عُرفت[COLOR=DarkRed] بدول الطوائف[/COLOR] أو [COLOR=DarkRed]
ملوك الطوائف[/COLOR]. وكانت أوضاع هذه الدويلات في غاية السوء؛ فقد كانت هناك نزاعات بين الإخوة فيما بينهم، الأمر الذي تطور إلى أن يستعين البعض بالنصارى في حربه ضد المسلمين.[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=Red][B]هل كان هناك من لا يوافق على هذه الأوضاع؟![/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]والإجابة هي نعم، كان هناك من يرفض هذه الأوضاع ولا يقبل أن يدفع الجزية للنصارى، مثل[COLOR=Red] المتوكل بن الأفطس [/COLOR]وكان يحكم مملكة [COLOR=DarkRed]بطليوس[/COLOR]، ورفض دفع الجزية [COLOR=Red]لألفونسو السادس[/COLOR]، وكان هناك علماء أيضًا يرفضون هذه الأوضاع، وينادون بالإصلاح مثل الفقيه الإسلامي [COLOR=Red]ابن حزم[/COLOR]، [COLOR=Red]وابن عبد البر [/COLOR]أيضًا، وكذلك[COLOR=Red] ابن حيان[/COLOR]، [COLOR=Red]وأبو الوليد الباجي[/COLOR]، وغيرهم من أبناء [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] نفسها، ولكن كان من المستحيل جمع وتوحيد المسلمين من اثنتين وعشرين دولة في دولة واحدة بمجهودهم فقط.[/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]ولكن هل باقي أمراء [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] على نفس موقف [COLOR=Red]المتوكل بن الأفطس[/COLOR] والعلماء؟ وما نتيجة تخاذل هؤلاء الأمراء؟[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]والإجابة هي لا، فلم يكن باقي الأمراء على شاكلة[COLOR=Red] المتوكل بن الأفطس[/COLOR] ولا على شاكلة العلماء، بل كان كل هدفهم هو الدنيا والتنافس بين بعضهم البعض والاستعانة بالنصارى، وكانت نتيجة هذا التخاذل هي سقوط [COLOR=DarkRed]طُلَيْطِلَة[/COLOR]، أما النتيجة الثانية لهذا التخاذل هي حصار [COLOR=DarkRed]إشبيلية[/COLOR].[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]
[SIZE=6][COLOR=Red]ولكن حدث شيء يعطي الأمل في الإصلاح![/COLOR][/SIZE][/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]بعد محاولة [COLOR=Red]ألفونسو السادس[/COLOR] حصار [COLOR=DarkRed]إشبيلية[/COLOR] هدده[COLOR=Red] المعتمد على الله بن عباد[/COLOR] إن لم ينسحب سيستعين [COLOR=DarkRed]بالمرابطين[/COLOR]، فانسحب على الفور.
[COLOR=DarkRed]والمرابطون[/COLOR] هم أبطال مجاهدون، لا يهابون الموت، أقاموا دولة إسلامية تربّعت على[COLOR=DarkRed] المغرب العربي[/COLOR] وما تحته.[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]اتفق بعض أمراء المسلمين مثل [COLOR=Red]المعتمد على الله بن عباد[/COLOR] [COLOR=Red]والمتوكل بن الأفطس[/COLOR]، [COLOR=Red]وعبد الله بن بلقين[/COLOR] صاحب[COLOR=DarkRed] غرناطة [/COLOR]أن يرسلوا إلى دولة [COLOR=DarkRed]المرابطين[/COLOR]، ويطلبوا منها أن تأتي للقضاء على النصارى، وكان هذا جزءًا من التوجه الشعبي العام لاستدعاء [COLOR=DarkRed]المرابطين[/COLOR] لنصرتهم؛ فأرسلوا إلى [COLOR=Red]يوسف بن تاشفين[/COLOR] [SIZE=4](410- 500 هـ/ 1019- 1106م)[/SIZE] لكي يأتي ويحارب النصارى.[/B][/SIZE][/FONT]


[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][B]مزيد من التفاصيل[/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]
[/CENTER]



[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]عهد [COLOR=DarkRed]ملوك الطوائف[/COLOR] ( 400 - 484 هـ 1009 - 1091 م ) هو ذلك العهد الذي قسمت فيه بلاد [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس [/COLOR][/SIZE]إلى سبع مناطق رئيسة هي كما يلي:[/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=Navy][B]- أولًا: بنو عَبَّاد:[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]وهم من أهل [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] الأصليين الذين كان يطلق عليهم اسم [COLOR=DarkRed]المولدين[/COLOR]، وقد أخذوا منطقة [COLOR=DarkRed]إشبيلية[/COLOR].[/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=Navy][B]- ثانيًا: بنو زيري:[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]وهم من [COLOR=DarkRed]البربر[/COLOR]، وقد أخذوا منطقة [COLOR=DarkRed]غرناطة[/COLOR]، وكانت[COLOR=DarkRed] إشبيلية وغرناطة[/COLOR] في جنوب [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE].[/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=Navy][B]- ثالثًا: بنو جهور:[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]وهم الذين كان منهم [COLOR=Red]أبو الحزم بن جهور[/COLOR] زعيم مجلس الشورى، وقد أخذوا منطقة [COLOR=DarkRed]قرطبة[/COLOR] وسط [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE].[/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=Navy][B]- رابعًا: بنو الأفطس:[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]وكانوا أيضًا من [COLOR=DarkRed]البربر[/COLOR]، وقد استوطنوا غرب[SIZE=6][COLOR=Blue] الأندلس[/COLOR][/SIZE]، وأسسوا هناك إمارة [COLOR=DarkRed]بطليوس[/COLOR] الواقعة في الثغر الأدنى.[/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=Navy][B]- خامسًا: بنو ذي النون:[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]كانوا أيضًا من [COLOR=DarkRed]البربر[/COLOR]، واستوطنوا المنطقة الشمالية والتي فيها [COLOR=DarkRed]طليطلة[/COLOR] وما فوقها - الثغر الأوسط -.[/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=Navy][B]- سادسًا: بنو عامر:[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]وهم أولاد [COLOR=Red]بني عامر[/COLOR] والذين يعود أصلهم إلى [COLOR=DarkRed]اليمن[/COLOR]، استوطنوا شرق [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE]، وكانت عاصمتهم [COLOR=DarkRed]بلنسية[/COLOR].[/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=Navy][B]- سابعًا: بنو هود:[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]وهؤلاء أخذوا منطقة "[COLOR=DarkRed] سَرْقُسْطَة[/COLOR] " - الثغر الأعلى -، تلك التي تقع في الشمال الشرقي.[/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]
وهكذا قسمت بلاد [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] إلى سبعة أقسام شبه متساوية، كل قسم يضم إما عنصرًا من العناصر، أو قبيلة من [COLOR=DarkRed]البربر[/COLOR]، أو قبيلة من العرب، أو أهل [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] الأصليين، بل إن كل قسم أو منطقة من هذه المناطق كانت مقسمة إلى تقسيمات أخرى داخلية، حتى وصل تعداد الدويلات الإسلامية داخل أراضي [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] عامة إلى اثنتين وعشرين دويلة، وذلك رغم وجود ما يقرب من خمس وعشرين بالمائة من مساحة [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] في المناطق الشمالية في أيدي النصارى.[/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]وقد سادت [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] - بعد سقوط الخلافة - حالة من الارتباك والحيرة تبينت خيوطها السوداء بقيام دول متعددة فيه، عُرفت[COLOR=DarkRed] بدول الطوائف[/COLOR] ( دويلات أو ملوك أو أمراء الطوائف ).
هذه التسمية واضحة المدلول في وصف حال [COLOR=Blue][SIZE=6]الأندلس[/SIZE] [/COLOR]الذي توزعته عدة ممالك، وإن تفاوتت قوتها وأهميتها ومساحتها ودورها في أحداث [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE]، كان بعضها يتربص ليحوز ما بيد غيره من الأمراء، مثلما كانت سلطات [COLOR=DarkRed]أسبانيا[/COLOR] النصرانية تتربص بهم جميعًا، لا تميّز حتى من كانت له معها صداقة أو عهد. ذلك ديدن سلطات [COLOR=DarkRed]أسبانيا[/COLOR] النصرانية، وقبل هذه الظروف يوم كانت تتمتع [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] بالقوة؛ فكيف الآن وقد تغير ميزان القوى في الجزيرة [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلسية[/COLOR][/SIZE]، وغدت هذه السلطات هي الأقوى؟!!![/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][B]
اثنتين وعشرين [SIZE=6][COLOR=Red]دويلة[/COLOR][/SIZE]ونظرة عامة إلى [COLOR=Purple]واقع الفُرقة![/COLOR][/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]
ذكرنا سابقًا أنه بعد موت [COLOR=Red]عبد الرحمن بن المنصور العامري[/COLOR]، الحاجب الذي كان يتولّى الحجابة على [COLOR=Red]هشام بن الحكم [/COLOR]الخليفة الصورة، حدث انهيار مروّع وانفرط العقد تمامًا في أرض [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE]، وقُسّمت البلاد إلى اثنتين وعشرين دويلة، رغم تآكل مساحة [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] عليهم من قِبل النصارى في الشمال.[/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=Red][B]وإذا نظرنا إلى واقع هذه الدويلات وواقع هذا التفتت وتلك الفرقة نجد الملامح التالية:[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=Navy][B]- أولًا:[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]تلّقب كل حاكم ممن حكموا هذه الدويلات بلقب أمير المؤمنين، ليس فقط أمير مدينة ولكنه أمير المؤمنين، وكأنه يستحق أن يكون أمير المؤمنين في الأرض.[/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]فكان الرجل في هذا الوقت يسير مسيرة اليوم والليلة فيمر على ثلاثة من أمراء المؤمنين؛ لأن كل دويلة من هده الدويلات كانت مساحتها صغيرة جدا ربما لا تتجاوز مساحة محافظة من المحافظات في أي دولة الآن!، وكان لكل دويلة أمير وجيش خاص بها، وسياج من حولها وسفراء وأعلام، وهي لا تملك من مقوّمات الدولة شيء.[/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]وليت كل (أمير) بعد هذه المآسي التي ألمّت بالمسلمين ليته قد ظلّ في منطقته ولم يطمع في أرض أخيه المجاورة له، إلا أنه ورغم هذا بدأ كل منهم بافتعال الصراعات بسبب الحدود، وأصبحت المدن الإسلامية وحواضر الإسلام في [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] وللأسف تحارب بعضها بعضًا، فهذه "[COLOR=DarkRed]قرطبة[/COLOR]" تتصارع مع "[COLOR=DarkRed]إشبيلية[/COLOR]"، وهذه "[COLOR=DarkRed]بَلَنْسِيَّة[/COLOR]" تتصارع و"[COLOR=DarkRed]سراقسطة[/COLOR]"، وعلى هذا الوضع ظلّ الصراع بين المالك الإسلامية في هذه الفترة.[/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]وإنه لأمر يدعو إلى الدهشة ويجعل المرء ليتساءل: إذا كان هذا الأمير الذي يحارب أخاه شريرًا، ورجلًا خارجًا عن القانون، وبعيدًا عن تعاليم الشرع، ويحارب من أجل الدنيا، فأين شعب هذا الأمير؟! أين الجيش الذي هو من عامة الشعب؟! وكيف زُيّن للشعوب أن يحاربوا إخوانهم المسلمين المجاورين لهم؟!!![/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B][COLOR=Red]وفي محاولة لتحليل هذا الوضع نقول:[/COLOR] كانت هناك أمور مخجلة في المجتمع [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلسي[/COLOR][/SIZE] في ذلك الوقت، فالإعلام السائد في هذه الفترة وهو الشعر الذي يمجّد فيه الشعراءُ القادة أو الأمراء، ويصورونهم وكأنهم أنصاف آلهة، فهم أهل الحكمة والتشريع، وأهل العظمة والبأس، وأهل النخوة والنجدة، وهم (الأمراء) أهل الإنجازات الضخمة والأموال العظيمة، فيُفتن الناس والشعوب بمثل هذه الصفات وهذا العلوّ في الأرض فيتبعونهم فيما يقولون [[COLOR=DarkGreen]فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ[/COLOR]] [SIZE=4]{الزُّخرف:54}[/SIZE].[/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]وهناك أيضا تحكُّم وضغط شديدين من قِبل الجيوش التي تتبع الحكام على الشعوب، فكانوا يحكمونهم بالحديد والنار؛ فلا يستطيعون أن ينبثوا بمخالفة أو اعتراض أمام الطواغيت.[/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]وبالإضافة إلى هذا فقد ظهر أيضًا في هذه الفترة الفتاوى الخاصة والتي تصرّح لهؤلاء الأمراء بفعل ما يحلو لهم، ففتوى تصرح [COLOR=DarkRed]لقرطبة[/COLOR] غزو [COLOR=DarkRed]إشبيلية[/COLOR]، وأخرى تصرح [COLOR=DarkRed]لإشبيلية[/COLOR] غزو [COLOR=DarkRed]بطليوس[/COLOR]، وثالثة تصرح [COLOR=DarkRed]لبطليوس[/COLOR] غزو ما حولها.[/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=Navy][B]- ثانيًا:[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]كان هناك أيضا كارثة محققة وجريمة كبرى اقترفها أمراء بعض هذه الدويلات، وظلت ملمحًا رئيسيًا في هذه الفترة، وهي استجداء النصارى والاستقواء بهم، فقد كانت كل دويلة ذات جيش لكنه جيش ضعيف البنية قليل السلاح، ومن ثَمّ فلا بد لهم من معين يستقوون به في حربهم ضد إخوانهم، فتزلّفوا إلى النصارى في شمال [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس [/COLOR][/SIZE]يتخذونهم أولياء ونصراء على إخوانهم، فمنهم من توجه إلى أمير "[COLOR=DarkRed]قشتالة[/COLOR]"، ومنهم من توجّه إلى أمير "[COLOR=DarkRed]أراجون[/COLOR]"، وأيضا إلى أمير "[COLOR=DarkRed]ليون[/COLOR]".[/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]هذه الممالك النصرانية التي لم تكن تمثّل أكثر من 24 % فقط من أرض [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE]، وكانت تدفع الجزية إلى[COLOR=Red] عبد الرحمن الناصر [/COLOR]و[COLOR=Red]الحكم بن عبد الرحمن الناصر[/COLOR] ومن بعده [COLOR=Red]الحاجب المنصور[/COLOR].[/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=Navy][B]- ثالثًا:[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]وأشد وأنكى مما سبق فقد بدأ أمراء المؤمنين في هذه الفترة يدفعون الجزية للنصارى، فكانوا يدفعون الجزية [COLOR=Red]لألفونسو السادس[/COLOR] حاكم إمارة "[COLOR=DarkRed]قشتالة[/COLOR]"، تلك التي توسعت على حساب المسلمين في هذا العهد (عهد [COLOR=DarkRed]ملوك الطوائف[/COLOR]) وضمّت إليها أيضًا مملكة "[COLOR=DarkRed]ليون[/COLOR]"، فأصبحت "[COLOR=DarkRed]قشتالة[/COLOR]" و"[COLOR=DarkRed]ليون[/COLOR]" مملكة واحدة تحت زعامة[COLOR=Red] ألفونسو السادس[/COLOR] أكبر الحكام النصارى في ذلك الوقت.[/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]فكان أمراء المؤمنين -!! - يدفعون الجزية حتى يحفظ لهم [COLOR=Red]ألفونسو السادس[/COLOR] أماكنهم وبقاءهم على الحكم في بلادهم، كانوا يدفعون له الجزية وهو يسبّهم في وجوههم فما يزيدون على أن يقولوا له: ما نحن إلا جباة أموال لك في بلادنا على أن تحافظ لنا على مكاننا في هذه البلاد حاكمين.[/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]وكأن قول الله تعالى: [[COLOR=DarkGreen]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا اليَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ. فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ[/COLOR]] [SIZE=4]{المائدة:51،52}[/SIZE].
كأنه قد نزل في أهل [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] في ذلك الوقت؛ حيث يتعلّلون ويتأولّون في مودة وموالاة النصارى بالخوف من دائرة تدور عليهم من قبل إخوانهم.[/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]وهنا يعلّق سبحانه وتعالى بقوله: [[COLOR=DarkGreen]فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ[/COLOR]] [SIZE=4]{المائدة:52}[/SIZE].[/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]وهو بعينه الذي سيحدث في نهاية هذا العهد كما سنرى حين يكون النصر فيُسِرّ هؤلاء في أنفسهم ما كان منهم من موالاة النصارى في الظاهر والباطن، ويندمون حين يفضحهم الله ويظهر أمرهم في الدنيا لعباده المؤمنين، وذلك بعد أن كانوا مستورين لا يدرى أحدٌ كيف حالهم.[/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]وإنها لعبرة وعظة يصورها القرآن الكريم منهج ودستور الأمة في كل زمان ومكان: [[COLOR=DarkGreen]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ[/COLOR]] [SIZE=4]{المائدة:57}[/SIZE].[/B][/SIZE][/FONT]


[/RIGHT]
[/INDENT][CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][/CENTER]

أبو أنس الأنصاري 06-11-2009 12:35 PM

[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT]
[/CENTER]

[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B][SIZE=7]صور عابرة من أوضاع [COLOR=DarkRed]الطوائف[/COLOR] والدويلات[/SIZE][/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img83.imageshack.us/img83/1859/mod36mp2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]
[/CENTER]
[RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] [/SIZE][/FONT][INDENT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][B][COLOR=Navy]أولًا:[/COLOR] أنفة وعزّة في زمن عزَّ أن تُشُمّ رائحتهما!!![/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]


[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B] كما رأينا حال وواقع كل الممالك وأمراء المؤمنين في هذه الفترة، وكلٌّ يدفع الجزية إلى [COLOR=Red]ألفونسو السادس[/COLOR] ومن معه، إلا أنه كان هناك رجل واحد يملك عزّة وأنفًا، ولم يرضَ بدفع الجزية، وهو "[COLOR=Red]المتوكل بن الأفطس[/COLOR]" أمير مملكة "[COLOR=DarkRed]بطليوس[/COLOR]".[/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]فرغم ذلك الجو المليء بالذل والخزي، ورغم أن مملكة "[COLOR=DarkRed]بطليوس[/COLOR]" هذه كانت صغيرة جدًا، إلا إن "[COLOR=Red]المتوكل بن الأفطس[/COLOR]" لم يكن يدفع الجزية للنصارى، وبالطبع فقد كان النصارى يعلمون أن هذا الرجل مارق وخارج عن الشرعية، تلك التي كانت تحكم البلاد في ذلك الوقت؛ حيث خرج عن المألوف واعتزّ بإسلامه ولم يقبل الذلّ كغيره من أبناء جلدته.[/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]وهنا أرسل له [COLOR=Red]ألفونسو السادس[/COLOR] رسالة شديدة اللهجة يطلب فيها منه أن يدفع الجزية كما كان يدفعها إخوانه من المسلمين في الممالك الإسلامية المجاورة، فكان من نبأ "[COLOR=Red]المتوكل بن الأفطس[/COLOR]" أنه أرسل له ردًا عجيبًا، أرسل إليه برسالة حفظها التاريخ ليعلم الناس جميعًا أن المؤمن وهو في أشد عصور الانحدار والانهيار إذا أراد أن تكون له عزّة فهي كائنة لا محالة، يقول[COLOR=Red] المتوكل بن الأفطس[/COLOR] في رسالته:[/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B](([SIZE=6] وصل إلينا من عظيم الروم كتاب مدعٍ في المقادير وأحكام العزيز القدير، يرعد ويبرق، ويجمع تارةً ثم يفرق، ويهدد بجنوده المتوافرة وأحواله المتظاهرة، ولو علم أن لله جنودًا أعز بهم الإسلام وأظهر بهم دين نبيه محمد عليه الصلاة والسلام أعزّة على الكافرين، يجاهدون في سبيل الله لا يخافون، بالتقوى يُعرفون وبالتوبة يتضرعون، ولإن لمعت من خلف الروم بارقة فبإذن الله وليعلم المؤمنين، وليميز الله الخبيث من الطيب ويعلم المنافقين.[/SIZE][/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B][SIZE=6]أما تعييرك للمسلمين فيما وهى من أحوالهم فبالذنوب المركومة، ولو اتفقت كلمتنا مع سائرنا من الأملاك لعلمت أي مصاب أذقناك كما كانت آباؤك تتجرعه، وبالأمس كانت قطيعة[/SIZE][SIZE=6][COLOR=Red] المنصور[/COLOR][/SIZE][SIZE=6] على سلفك لما أجبر أجدادك على دفع الجزية حتى أهدى بناته إليه. وكان ملك " [/SIZE][SIZE=6][COLOR=DarkRed]نافار[/COLOR][/SIZE][SIZE=6]" جد " [/SIZE][SIZE=6][COLOR=Red]ألفونسو السادس[/COLOR][/SIZE][SIZE=6]" قد أرسل ابنته هديه إلى [/SIZE][SIZE=6][COLOR=Red]المنصور[/COLOR][/SIZE][SIZE=6] حتى يأمن جانبه، وهي[/SIZE][SIZE=6][COLOR=Red] أم عبد الرحمن بن المنصور[/COLOR][/SIZE][SIZE=6] الذي انتهت بحكمه الدولة [/SIZE][SIZE=6][COLOR=DarkRed]العامرية[/COLOR][/SIZE][SIZE=6] كما ذكرنا[/SIZE] )).[/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]ويضيف "[COLOR=Red] المتوكل بن الأفطس[/COLOR]" قائلًا:(([SIZE=6] أما نحن فإن قلّت أعدادنا وعُدم من المخلوقين استمدادنا، فما بيننا وبينك بحر نخوضه ولا صعب نروضه، ليس بيننا وبينك إلا [COLOR=Black]السيوف، تشهد بحدها [/COLOR][COLOR=Black]رقاب قومك[/COLOR]، وجلاد تبصره في نهارك وليلك، وبالله تعالى وملائكته المسوّمين نتقوى عليك ونستعين، ليس لنا سوى الله مطلب، ولا لنا إلى غيره مهرب، وما تتربصون بنا إلا إحدى الحسنيين، نصر عليكم فيا لها من نعمة ومنة، أو شهادة في سبيل الله فيا لها من جنة، وفي الله العوض مما به هددت، وفرج يفرج بما نددت ويقطع بما أعددت [/SIZE])).[/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]ما كان من " [COLOR=Red]ألفونسو السادس[/COLOR] " إلا أن وجم ولم يفكر ولم يستطع أن يرسل له جيشًا، فقد غزا كل بلاد المسلمين في [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس [/COLOR][/SIZE]خلا "[COLOR=DarkRed]بطليوس[/COLOR]"، لم يتجّرأ على أن يغزوها، فكان يعلم أن هؤلاء الرجال لا يقدر أهل الأرض جميعهم على مقاومتهم، فأعزّ الإسلامُ ورفع من شأن "[COLOR=Red]المتوكل بن الأفطس[/COLOR]" ومن معه من الجنود القليلين حين رجعوا إليه، وبمجرد أن لوّحوا بجهاد لا يرضون فيه إلا بإحدى الحسنيين، نصر أو شهادة.[/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][B][COLOR=Navy]ثانيًا:[/COLOR] ضعف وخور وذل وهوان[/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]لم يكن عموم الوضع في أرض [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] على شاكلة الصورة السابقة في موقف [COLOR=Red]المتوكل بن الأفطس[/COLOR] من[COLOR=Red] ألفونسو السادس[/COLOR]، ونحن لسنا في معرض الخوض في تفاصيل باقي الدويلات الاثنتين والعشرين؛ إذ هي موجودة في كتب التاريخ، ولكن نعرض لبعض الصور من باقي هذه الدويلات، تكفي لتصور الوضع في هذه الفترة، ومدى التدني الذي وصل إليه المسلمون في[SIZE=6][COLOR=Blue] الأندلس[/COLOR][/SIZE] آنذاك.[/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]والصورة الأولى من الشمال الشرقي[SIZE=6][COLOR=Blue] للأندلس[/COLOR][/SIZE] وبالقرب من فرنسا، وبالتحديد في "[COLOR=DarkRed]سرقسطة[/COLOR]" التي كان يحكمها كما ذكرنا [COLOR=DarkRed]بنو هود[/COLOR]، فحين وافت حاكم " [COLOR=DarkRed]سرقسطة [/COLOR]" المنيّة أراد أن يستخلف من بعده، وكان له ولدان، الكبير، وكان الأولى لكبره كما هي العادة في توارث الحكم، والصغير، وهو الأنجب والأفضل من الكبير، ولئلا يظلم أيًا منهما كما خُيّل له فقد قام الأب الحاكم بعمل غريب لم يتكرر في التاريخ؛ [SIZE=6][COLOR=Red]حيث قسم الدويلة، الأرض والشعب والجيش، كل شيء إلى نصفين لكل منهما النصف!!![/COLOR][/SIZE][/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]يموت الأب وتمرّ الأيام ويختلف الأخوان على الحدود فيما بينهما، فيقوم أحدهما بالهجوم على أخيه لتحرير حقه وأرضه المسلوبة، ولأنه لم يكن له طاقة بالهجوم لأن الجيش مقسّم والكيان ضعيف، فما كان من هذا الأخ إلا أنه [SIZE=6][COLOR=Red]استعان بملك نصراني ليحرر له أرضه من أخيه المسلم!![/COLOR][/SIZE][/B][/SIZE][/FONT]


[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]لم يستمع هذا الأخ ما قيل له من أن هذا الملك النصراني سيأخذ هذه الأرض ويضمها إلى أملاكه، فكان اعتقاده أن ملك [COLOR=DarkRed]برشلونة[/COLOR] (مملكة [COLOR=DarkRed]أراجون[/COLOR]) رئيس دولة صديقة، ويستطيع أن يأخذ له حقه من أخيه، وكان كل همّه أن يظل ملكًا على دويلته، وملكه لا بدّ وأن يعود إلى حوزته.[/B][/SIZE][/FONT]



[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=DarkRed][B]مأساة بربُشْتَر[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]جاء النصارى بالفعل ودخلوا البلاد، وفي مملكة "[COLOR=DarkRed] سرقسطة [/COLOR]" أحدثوا من المآسي ما يندّ له الجبين، ومن أشهر أفعالهم فيها ما عرف في التاريخ بمأساة [SIZE=6][COLOR=DarkRed]بربُشْتَر[/COLOR][/SIZE].[/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]دخل النصارى على [COLOR=DarkRed]بربُشْتَر[/COLOR] ( مدينة عظيمة في شرقي [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] من أعمال [COLOR=DarkRed]بربَطَانية [/COLOR]) البلد المسلم ليحرروه ويعطوه للأخ المسلم الذي ادعى أن أخاه قد اغتصبه منه.[/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B] بدأ الأمر بالحصار وذلك في جمادى الآخرة سنة[SIZE=4] 456 هـ= مايو 1064 م[/SIZE] وظل مداه طيلة أربعين يومًا، والمسلمون في الداخل يستغيثون بكل أمراء المؤمنين في كل أرض [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE]، ولكن لا حراك، فالقلوب تمتلئ رهبة من النصارى، وأمراء المسلمين يعتقدون بأنهم ليس لهم طاقة بحربهم أو الدفاع عن إخوانهم ضدهم، وفكروا بأن يستعينوا بدولة أخرى غير تلك الدولة الصديقة المعتدية، وظلوا الأربعين يومًا يتفاوضون ويتناقشون حتى احتل النصارى [COLOR=DarkRed]بربُشْتَر[/COLOR].[/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]ما إن دخل النصارى [COLOR=DarkRed]بربُشْتَر[/COLOR]، وفي اليوم الأول من دخولهم قتلوا من المسلمين أربعين ألفًا، ( من رواية [COLOR=Red]ياقوت الحموي[/COLOR]، وهناك رواية أخرى تزيدهم إلى مائة ألف ) وسبوا سبعة آلاف فتاة بكر [SIZE=6][COLOR=Red]منتخبة[/COLOR][/SIZE] ( أجمل سبعة آلاف فتاة بكر في المدينة ) وأعطين هدية لملك [COLOR=DarkRed]القسطنطينية[/COLOR]، وأحدثوا من المآسي ما تقشعر منه الأبدان وتنخلع منه القلوب؛ إذ كانوا يعتدون على البكر أمام أبيها وعلى الثيًب أمام زوجها، والمسلمون في غمرة ساهون!!![/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]ومثل هذه الصورة لا نعدمها عبر التاريخ في حقل الصراع بين المسلمين والنصارى حتى عصرنا الشاهد، وليس ببعيد عنا ما قام به النصارى وإخوانهم اليهود في [COLOR=DarkRed]البوسنة والهرسك[/COLOR]، حيث اغتصاب [SIZE=6]لخمسين ألف فتاة[/SIZE] وقتل [SIZE=6]مائتين وخمسين ألف مسلم[/SIZE]، غير ما حدث في [COLOR=DarkRed]كشمير وكوسوفا[/COLOR]، وما يقومون به اليوم في [COLOR=DarkRed]فلسطين والعراق[/COLOR] وغيرها من بلاد المسلمين الممتحنة.[/B][/SIZE][/FONT]



[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=DarkRed][B]مأساة بَلَنْسِيَّة[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]ومثلها أيضًا كانت مأساة [COLOR=DarkRed]بَلَنْسِيَّة[/COLOR] في سنة [SIZE=4]456 هـ= مايو 1064 م سنة 456 هـ= مايو 1064 م[/SIZE]، حيث قتل [SIZE=6]ستون ألف مسلم[/SIZE] في هجوم للنصارى عليها. ولم يتحرك من المسلمين أحد.[/B][/SIZE][/FONT]

[RIGHT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=Red][B][SIZE=7]أووااااااااهُ يا أُمَّـــةَ الإســـلامِ!!![/SIZE][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]



[/RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=Navy][B]غنى فاحش وأموال في غير مكانها[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]رغم ما كان من صور الضعف والمآسي السابقة وأمثالها الكثير والكثير إلا إن أمراء المسلمين كانوا لاهين غير عابئين بما يدور حولهم، فقد كانوا يملكون من المال الكثير، والذي شغلهم بدنياهم عن دينهم، ومما جاء في ذلك أن زوجة حاكم [COLOR=DarkRed]إشبيلية[/COLOR] [COLOR=Red]المعتمد على الله بن عباد[/COLOR] كانت تقف ذات مرة في شرفة قصرها فشاهدت الجواري وهن يلعبن في الطين خارج القصر، فاشتهت نفسها أن تفعل مثلهن وتلعب في الطين، فما كان من حاكم [COLOR=DarkRed]إشبيلية[/COLOR] ( [COLOR=Red]المعتمد على الله [/COLOR]) إلا أن صنع لها طينًا خاصًا، فاشترى كميات كبيرة من المسك والعنبر وماء الورد، وخلطها وجعلها طينًا خاصًا بالملوك، حتى وإن كان من أموال المسلمين، لعبت زوجة الملك بهذا الطين ثم سأمت منه، ومرت الأيام وضاع ملك [COLOR=DarkRed]المعتمد على الله[/COLOR]، وحدث شجار مع زوجته تلك في أحد الأيام فقالت له كعادة من يكفرن العشير:[SIZE=6][COLOR=Red] ما رأيت منك من خير قط، فرد عليها واثقًا: ولا يوم الطين؟! [/COLOR][/SIZE][/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]فسكتت واستحيت خجلًا من الأموال ( أموال المسلمين ) التي أُنفقت عليها في لُعبة كانت قد اشتهتها.[/B][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]ورغم ذلك فقد كان هناك الشعر الذي يصف " ا[COLOR=Red]لمعتمد على الله بن عباد[/COLOR] " بكل صفات العزة والكرامة والعظمة والمجد والبأس، وغيرها مما هو مخالف للواقع، وبما يعكس صورة الإعلام المقلوبة في ذلك الوقت وفي كل وقت يعلو فيه الظلم وترتفع رايات الباطل وتتبدل فيه الموازيين.


[/B][/SIZE][/FONT] [/INDENT][/RIGHT]
[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/B][/SIZE][/FONT][/CENTER]

أبو أنس الأنصاري 06-14-2009 04:17 AM

[INDENT][RIGHT][CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B]

[IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/B][/SIZE]

[/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][B][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR] بعد حصار [COLOR=DarkRed]إِشْبِيلِيّة
[IMG]http://img83.imageshack.us/img83/1859/mod36mp2.gif[/IMG]
[/COLOR][/B][/SIZE][/FONT][/CENTER]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[B]في سنة[SIZE=4] 478 هـ= 1085 م[/SIZE] - كما ذكرنا - كانت قد سقطت [COLOR=DarkRed]طُلَيْطِلَة[/COLOR]، ومنذ سقوطها في ذلك التاريخ لم تُعد للمسلمين حتى الآن، ثم حوصرت[COLOR=DarkRed] إِشْبِيلِيّة[/COLOR] مع أنها كانت تقع في الجنوب الغربي [SIZE=6][COLOR=Blue]للأندلس[/COLOR][/SIZE] وبعيدة عن مملكة "[COLOR=DarkRed]قشتالة[/COLOR]" النصرانية التي تقع في الشمال، وكاد [COLOR=Red]المعتمد على الله بن عباد[/COLOR] أن يحدث معه مثلما حدث مع [COLOR=DarkRed]بربشتر[/COLOR] أو [COLOR=DarkRed]بلنسية[/COLOR] لولا أن مَنّ الله عليه بفكرة الاستعانة أو التلويح بالاستعانة [SIZE=6][COLOR=DarkRed]بالمرابطين[/COLOR][/SIZE].[/B]

[B]وحيال ذلك فكّر أمراء المؤمنين في[SIZE=6][COLOR=Blue] الأندلس[/COLOR][/SIZE] في تلك الكارثة التي حلّت بدارهم، وكانوا يعلمون أنه إن عاجلًا أو آجلًا ستسقط بقية المدن، فإذا كانت[COLOR=DarkRed] طُلَيْطِلَة[/COLOR] واسطة العقد قد سقطت فمن المؤكد أن تسقط [COLOR=DarkRed]قرطبة وبطليوس وغرناطة وإِشْبِيلِيّة[/COLOR] والكثير من حواضر الإسلام في [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE]، فاتفقوا على عقد مؤتمر القمة[SIZE=6][COLOR=Blue] الأندلسي [/COLOR][/SIZE]الأول، وكان أول مؤتمر يجتمعون فيه للاتفاق على رأي موحّد تجاه هذا الوضع.[/B]

[B]كان أول قرارات ذلك المؤتمر هو التنديد بشدة بالاحتلال [COLOR=DarkRed][COLOR=Sienna][COLOR=Purple]القشتالي[/COLOR] [/COLOR]لطُلَيْطِلَة[/COLOR]، [COLOR=Purple]فقشتالة [/COLOR]دولة صديقة كيف تقدم على هذا الفعل غير العادي، لا بدّ أن تُشتكى [COLOR=Purple]قشتالة [/COLOR]لدولة محايدة من دول المنطقة، حتى لا نكون محاربين لدولة صديقة، فنحن نريد السلام العادل والشامل في المنطقة كلها وهو خيارنا الوحيد خاصّة وأننا نمرّ بمنعطف خطير يهدد أمن البلاد وسلامتها والحرب لا يأتي منها إلا الدمار والخراب...[/B]

[B]ولأن الخير لا يُعدَم أبدًا في كل مكان وزمان، فقد اجتمع الأمراء ومعهم العلماء، وكان العلماء يفهمون حقيقة الموقف ويعرفون الحلّ الأمثل له فأشاروا بالجهاد، وهم يعلمون أن في التاريخ ما يثبت أن المسلمين إذا ما ارتبطوا بربهم وجاهدوا في سبيله كان النصر حتمًا حليفهم وإن كانوا قلة، فـ [ [COLOR=DarkGreen]كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ[/COLOR] ] [SIZE=4]{البقرة: 249}[/SIZE][/B]

[B]قُوبل هذا الرأي بالرفض تمامًا، ورُدّ عليه بأنهم يريدون وقف نزيف الدماء، أهم ما في الأمر أن نوقف الحرب ونحاول حل الموقف بشيء من السلام مع " [COLOR=DarkRed]قشتالة [/COLOR]"، نجلس مع " [COLOR=Red]ألفونسو السادس[/COLOR] " على مائدة المفاوضات، فربما تكون في نيته فرصة في أن يترك "[COLOR=DarkRed] طُلَيْطِلَة [/COLOR]"، أو يأخذ جزءًا منها ويترك الباقي، ثم نعيش جنبًا إلى جنب في سلام وأمان، وكانت هذه إشارات مترجمة لحال الأمراء الرافضين لحل العلماء السابق.[/B]

[B]رأى العلماء استحالة الجهاد، حيث الذل والهوان قد استبدّ بالناس فألفوه، وظلوا لأكثر من سبعين سنة يدفعون الجزية ولا يتحرّجون من هذا العار، فمن الصعب أن يَدَعُوا الدنيا ويحملوا السلاح ويجاهدوا في سبيل الله، فأشار عليهم العلماءُ برأيٍ آخر يستبعدُ الجهاد وهو أن يرسلوا إلى دولة [SIZE=6][COLOR=DarkRed]المرابطين[/COLOR][/SIZE]، ويطلبوا منها أن تأتي وتقاوم النصارى وتهاجمهم في موقعة فاصلة تبعدهم بها عن أرضهم.[/B]

[B]ورغم عقلانية هذا الرأي إلا أن الأمراء لم يقبلوا به أيضًا؛ خوفًا من أن تسيطر دولة [SIZE=6][COLOR=DarkRed]المرابطين[/COLOR][/SIZE] القوية على أرض [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] بعد أن تهزم النصارى، وبعد جدال طويل فيما بينهم أنعم الله سبحانه وتعالى على رجل منهم وهو " [COLOR=Red]المعتمد على الله بن عباد [/COLOR]"، والذي كان منذ قليل قد لوّح باسم المرابطين ففكّ " [COLOR=Red]ألفونسو السادس[/COLOR] " الحصار عنه، فلم يجد مانعًا يمنعه - إذن - من الاستعانة بهم بالفعل...[/B]

[B][SIZE=7]قال صاحب [COLOR=Navy]نفح الطيب[/COLOR]:[/SIZE]
[IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG]
[/B]
[B]وفشا في [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] توقيع[COLOR=Red] ابن عباد[/COLOR] - أي توقيعه على ظهر رسالة[COLOR=Blue] ألفونسو[/COLOR]: والله لئن لم ترجع لأروحنّ لك بمروحة من [SIZE=6][COLOR=DarkRed]المرابطين[/COLOR][/SIZE] - وما أظهر من العزيمة على جواز [COLOR=Red]يوسف بن تاشفين[/COLOR]، والاستظهار به على العدو، فاستبشر الناس، وفرحوا بذلك، وفتحت لهم أبواب الآمال. وأما ملوك طوائف [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] فلما تحققوا عزم[COLOR=Red] ابن عباد[/COLOR] وانفراده برأيه في ذلك، اهتموا منه - أي صاروا مهمومين مما عزم عليه - ومنهم من كاتبه، ومنهم من كلمه مواجهة، وحذروه عاقبة ذلك، وقالوا له: الملك عقيم، والسيفان لا يجتمعان في غمد واحد، فأجابهم [COLOR=Red]ابن عباد[/COLOR] بكلمته السائرة مثلاً: [SIZE=6][COLOR=Teal]رعي الجمال خير من رعي الخنازير[/COLOR][/SIZE]، ومعناه أن كونه مأكولاً[COLOR=Red] ليوسف بن تاشفين[/COLOR] أسيراً له يرعى جماله في الصحراء خير من كونه ممزقاً [COLOR=Red]للأذفونش[/COLOR] أسيراً له يرعى خنازيره في[COLOR=DarkRed] قشتالة[/COLOR].
وقال لعذاله ولوامه:[SIZE=6] يا قوم إني من أمري على حالتين: حالة يقين، وحالة شك، ولا بد لي من إحداهما، أما حالة الشك فإني إن استندت إلى [/SIZE][SIZE=6][COLOR=Red]ابن تاشفين[/COLOR][/SIZE][SIZE=6] أو إلى[/SIZE][SIZE=6][COLOR=Red] الأذفونش [/COLOR][/SIZE][SIZE=6]ففي الممكن أن يفي لي ويبقى على وفائه، ويمكن أن لا يفعل، فهذه حالة الشك، وأما حالة اليقين فإني إن استندت إلى [/SIZE][SIZE=6][COLOR=Red]ابن تاشفين [/COLOR][/SIZE][SIZE=6]فأنا أرضي الله، وإن استندت إلى [/SIZE][SIZE=6][COLOR=Red]الأذفونش [/COLOR][/SIZE][SIZE=6]أسخطت الله تعالى، فإذا كانت حالة الشك فيها عارضة، فلأي شيء أدع ما يرضي الله وآتي ما يسخطه فحينئذ قصر أصحابه عن لومه.[/SIZE][/B]

[B]زلزل هذا الخطاب قلوب البعض وحرّك فيهم مكامن النخوة، فقام " [COLOR=Red]المتوكل بن الأفطس[/COLOR] "، وهو الرجل الوحيد الذي لم يدفع الجزية طيلة حياته - كما ذكرنا ورأينا رسالته في ذلك - قام ووافق " [COLOR=Red]المعتمد على الله[/COLOR] " على هذا الأمر، ومن بعده قام " [COLOR=Red]عبد الله بن بلقين[/COLOR] " صاحب [COLOR=DarkRed]غرناطة [/COLOR]ووافقه أيضًا، فأصبحت ( [COLOR=DarkRed]غرناطة وإشبيلية وبطليوس[/COLOR] ) الحواضر الإسلامية الضخمة متفقة على الاستعانة [SIZE=6][COLOR=DarkRed]بالمرابطين[/COLOR][/SIZE]، في حين رفض الباقون، ووصفوا خطبة[COLOR=Red] المعتمد على الله ابن عباد [/COLOR]بالحماسية المنفعلة.[/B]

[B]وفور موافقة الأمراء الثلاثة جعلوا منهم وفدًا عظيمًا مهيبًا، يضمُّ العلماء والوزراء، ليذهب إلى بلاد المغرب العربي، ويطلب العون من زعيم المرابطين هناك لينقذهم من النصارى المتربصين...[/B]

[B][SIZE=7]دور [COLOR=Indigo]الشعوب[/COLOR] في تحقيق[COLOR=DarkRed] [COLOR=Magenta]النصر[/COLOR][/COLOR][/SIZE]
[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/B][/SIZE]
[/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[B]لم يكن الأمراء هم أصحاب السبق في فكرة استدعاء [SIZE=6][COLOR=DarkRed]المرابطين[/COLOR][/SIZE] لنصرة المسلمين وحمايتهم من بطش النصارى بل سبقهم إلى ذلك العلماء والشعوب وكانت استجابة الأمراء جزءًا من التوجه الشعبي العام لاستدعاء [SIZE=6][COLOR=DarkRed]المرابطين [/COLOR][/SIZE]لنصرتهم، وقبل هذا الوفد الذي بعثه أمراء ([COLOR=DarkRed] غرناطة وإشبيلية وبطليوس [/COLOR]) كانت الوفود الأخرى من عموم الشعب ومن العلماء قد ذهبت إلى [COLOR=Red]يوسف بن تاشفين[/COLOR] ( [SIZE=4]410 - 500 هـ= 1019 - 1106 م [/SIZE]).
قال صاحب [SIZE=6][COLOR=Magenta]الروض المعطار في خبر الأقطار[/COLOR][/SIZE]: وكان [COLOR=Red]يوسف بن تاشفين[/COLOR] لا يزال يفد عليه وفود ثغور [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] مستعطفين مجهشين بالبكاء ناشدين الله والإسلام مستنجدين بفقهاء حضرته ووزراء دولته، فيستمع إليهم ويصغي إلى قولهم وترق نفسه لهم...[/B]

[B][SIZE=7]مصلحون ولكن!!![/SIZE]
[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/B][/SIZE]
[/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[B]كسنّة من سنن الله أيضًا في المسلمين فإن أعمال الخير والدعوات الإصلاحية لم تُعدم ولن تُعدم إلى قيام الساعة برغم ما يحدث مما هو في عكس طريقها؛ فقد كانت هناك محاولات إصلاحية في هذا العهد، وأخرى تبدي عدم موافقتها لهذا الوضع المزري في البلاد، لكنها كانت دعوات مكبوتة، لم تستطع أن ترى النور.[/B]

[SIZE=6][COLOR=Navy][B]يقول أحد الشعراء واصفًا هذه الفترة:[/B][/COLOR][/SIZE]
[SIZE=6]
[/SIZE][SIZE=6][COLOR=Magenta][B]مِمَّا يُزَهِّدُنِي فِي أَرْضِ أَنْدَلُسٍ أَلْقَـابُ مُعْتَضِـدٍ فِيهَـا وَمُعْتَمِدِ[/B]

[B]أَلْقَابُ مَمْلَكَةٍ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهَا كَالهِرِّ يَحْكِي انْتِفَاخًا صَُورَةَ الْأَسَدِ[/B][/COLOR][/SIZE]

[B]فقد كان في كل بلد من بلاد[SIZE=6][COLOR=Blue] الأندلس[/COLOR][/SIZE] [COLOR=Red]قادر بالله ومعتمد على الله ومعتضد بالله ومعتصم بالله ومستكفٍ بالله ومؤيد بالله[/COLOR]، وكلهم يدفعون الجزية لألفونسو السادس بما فيهم حاكم إشبيلية ([COLOR=Red]المعتمد على الله[/COLOR]) والتي تقع في أقصى الجنوب الغربي من بلاد [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE]، والتي تبعد كثيًرا جدًا عن مملكة "[COLOR=DarkRed]قشتالة[/COLOR]".[/B]

[B]كان من المصلحين في هذا العهد الفقيه الإسلامي المشهور [COLOR=Red]ابن حزم[/COLOR]، وأيضًا[COLOR=Red] ابن عبد البر[/COLOR]، وكذلك[COLOR=Red] ابن حيان[/COLOR]، [COLOR=Red]وأبو الوليد الباجي[/COLOR]، وغيرهم الكثير من أبناء [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] نفسها، والحق أنهم حاولوا قدر استطاعتهم أن يُخرجوا الشعوب من هذا الموقف الحرج، ويجمّعوا الناس ويوحدوا الصفوف، لكن كان من المستحيل جمع وتوحيد المسلمين من اثنتين وعشرين دولة في دولة واحدة بمجهودهم فقط.[/B]

[B]فمن الممكن الاتفاق على مبدأ الوحدة والتجمع، لكن العقبة عند الأمراء كانت تكمن فيمن سيكون الرئيس الأوحد، هل هو حاكم [COLOR=DarkRed]قرطبة[/COLOR] أم هو حاكم [COLOR=DarkRed]إشبيلية[/COLOR]، أم هو كل من يرى نفسه الأولى والأجدر؟![/B]

[B]فإن كان الظاهر هو الاتفاق لكن الواقع الغالب كان رفض الوحدة، حتى في وجود مثل هؤلاء الأفاضل من علماء المسلمين؛ ففرطوا في واحدة من أعظم نعم الله تعالى على المسلمين، يقول تعالى: [[COLOR=DarkGreen] وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ[/COLOR] ] [SIZE=4]{آل عمرن:103}[/SIZE].[/B]

[B]تلك النعمة التي حذّر من التهاون فيها سبحانه وتعالى فقال: [ [COLOR=DarkGreen]وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [/COLOR]] [SIZE=4]{الأنفال:46}،[/SIZE] وقال أيضا: [ [COLOR=DarkGreen]وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ[/COLOR] ] [SIZE=4]{آل عمران:105}.[/SIZE][/B]

[B]وإنها لأسئلة يوجهها لسان الحال إلى هؤلاء الأمراء المنقسمين على أنفسهم: أما سمعتم عن عزّة الإسلام والمسلمين زمن[COLOR=Red] عبد الرحمن الناصر[/COLOR] في الدولة الإسلامية الموحدة، وكيف كانت؟! لماذا تفرطون في مثل هذه العزة في الدنيا وذاك الثواب العظيم في الآخرة؟! أمن أجل أيام معدودات على مدينة من مدن المسلمين تحكمونها؟! أم من أجل الاستكبار وعدم الرغبة في أن تكونوا تحت إمرة رجل واحد من المسلمين؟! أم من أجل التزلّف والاستعباد لملك من ملوك النصارى؟![/B]

[B][SIZE=7]سقوط [COLOR=DarkRed]طُلَيْطِلَة[/COLOR].. والبقية تأتي![/SIZE]
[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/B][/SIZE]
[/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[B]ما زلنا في عهد [COLOR=DarkRed]ملوك الطوائف[/COLOR] وقد تصاعدت المأساة كثيرًا في بلاد [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE]، ففي سنة[SIZE=4] 478 هـ= 1085م[/SIZE] تسقط "[COLOR=DarkRed]طُلَيْطِلَة[/COLOR]"...[/B]

[B]يسقط الثغر الإسلامي الأعلى في بلاد [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] تلك المدينة العظيمة التي كانت عاصمة [COLOR=DarkRed]للقوط[/COLOR] قبل دخول المسلمين في عهد " [COLOR=Red]موسى بن نصير[/COLOR] " و" [COLOR=Red]طارق بن زياد[/COLOR] " رحمهما الله.[/B]

[B]"[SIZE=6][COLOR=DarkRed]طُلَيْطِلَة[/COLOR][/SIZE]" التي فتحها طارق بن زياد بستة آلاف، فتحها بالرعب قبل مسيرة شهر منها...[/B]

[B]"[SIZE=6][COLOR=DarkRed]طُلَيْطِلَة[/COLOR][/SIZE]" الثغر الذي كان يستقبل فيه [COLOR=Red]عبد الرحمن الناصر[/COLOR] الجزية من بلاد النصارى، ومنه كان ينطلق هو ومن تبعه من الحكام الأتقياء لفتح بلادهم في الشمال...[/B]

[B]"[SIZE=6][COLOR=DarkRed]طُلَيْطِلَة[/COLOR][/SIZE]" المدينة العظيمة الحصينة التي تحوطها الجبال من كل النواحي عدا الناحية الجنوبية.[/B]

[B]وكان قد سبق سقوط "[COLOR=DarkRed]طُلَيْطِلَة[/COLOR]" استقبالٌ لملك من ملوك النصارى مدة تسعة أشهر كاملة، حيث كان قد فرّ هاربًا من جرّاء خلاف حدث معه في بلاد النصارى، ومن ثَمّ فقد لجأ إلى (صديقه) [COLOR=Red]المقتدر بالله[/COLOR] حاكم "[COLOR=DarkRed]طُلَيْطِلَة[/COLOR]"، والذي قام بدوره (حاكم[COLOR=DarkRed] طُلَيْطِلَة[/COLOR]) في ضيافته على أكمل وجه، فأخذ يتجول به في كل أنحاء البلد، في كل الحصون وكل المداخل، وعلى الأنهار الداخلة لمدينة "[COLOR=DarkRed]طُلَيْطِلَة[/COLOR]".[/B]

[B]وحين عاد الرجل النصراني إلى بلاده حاكمًا كان أول خطوة خطاها هي الهجوم على[COLOR=DarkRed] طُلَيْطِلَة[/COLOR]، فقام بفتحها وضمها إلى بلاده، وقد كان معاونًا وصديقًا قبل ذلك، فكان كما أخبر سبحانه وتعالى: [[COLOR=DarkGreen] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ [/COLOR]] [SIZE=4]{الممتحنة:1}.[/SIZE][/B]

[B]فَضَلَّ [COLOR=Red]المقتدر بالله[/COLOR] سواء السبيل، وأَسَرَّ لملك النصارى بأسرارها، فسقطت [SIZE=6][COLOR=DarkRed]طُلَيْطِلَة![/COLOR][/SIZE][/B]

[B]وبسقوط [COLOR=DarkRed]طُلَيْطِلَة[/COLOR] اهتزّ العالم الإسلامي في الشرق والغرب، وحدث إحباط شديد في كل بلاد [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE]، وفي تصوير بارع لهذا الإحباط نرى [COLOR=Red]ابن عسّال[/COLOR] أحد الشعراء المعاصرين لهذا السقوط يقول:[/B]
[SIZE=6]
[COLOR=Magenta][SIZE=6][B]شُدُّوا رَوَاحِلَكُمْ يَا أَهْلَ أَنْدَلُسِ فَمَـا الْمَقَـامُ فِيهَـا إِلَّا مِـنَ الْغَلَطِ[/B]

[B]الثَّـوْبُ يَنْسَـلُّ مـِنْ أَطْرَافِهِ وَأَرَى ثَوْبَ الْجَزِيرَةِ مَنْسُولًا مِنَ الْوَسَطِ[/B]

[B]مَنْ جَاوَرَ الشَّرَّ لَا يَأْمَنْ بَوَائِقَهُ كَيْفَ الْحَيَـاةُ مَـعَ الْحَيَّاتِ فِي سَفَطٍ[/B][/SIZE]
[/COLOR][/SIZE]
[B]وهي صورة عجيبة ينقلها ذلك الشاعر (إعلام ذلك الوقت) المحبط، حتى لكأنه يدعو أهل [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] جميعًا بكل طوائفه ودويلاته إلى الهجرة والرحيل إلى بلاد أخرى غير [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE]؛ لأن الأصل الآن هو الرحيل، أما الدفاع أو مجرد البقاء فهو ضرب من الباطل أو هو (الغلط) بعينه، ولقد سانده وعضد موقفه هذا أن من الطبيعي إذا ما انسلّت حبة من العقد مثلا فإن الباقي لا محالة مفروط، فما الحال إذا كان الذي انسلّ من العقد هو أوسطه "[COLOR=DarkRed]طُلَيْطِلَة[/COLOR]" أوسط بلاد [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE]، فذاك أمر ليس بالهزل، بل وكيف يعيشون بجوار هؤلاء (الحيّات) إن هم رضوا لهم بالبقاء؟! فما من طريق إلا الفرار وشدّ الرّحال.


[/B][/SIZE][B][SIZE=7]حصار [COLOR=DarkRed]إِشْبِيلِيّة[/COLOR][/SIZE][/B]
[/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/B][/SIZE]


[B][SIZE=5]مع هذا الحدث السابق المؤسف تزامن حصار [/SIZE][SIZE=5][COLOR=DarkRed]إِشْبِيلِيّة[/COLOR][/SIZE][SIZE=5]، وإن تعجب فعجب لماذا تُحاصر [/SIZE][SIZE=5][COLOR=DarkRed]إِشْبِيلِيّة[/COLOR][/SIZE][SIZE=5] وحاكمها يدفع الجزية [/SIZE][SIZE=5][COLOR=Red]لألفونسو السادس[/COLOR][/SIZE][SIZE=5]، وهي أيضًا بعيدة كل البعد عن مملكة [/SIZE][SIZE=5][COLOR=DarkRed]قشتالة[/COLOR][/SIZE][SIZE=5]، حيث تقع في الجنوب الغربي من[/SIZE] [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR]؟![/SIZE][/B]

[SIZE=5][B]وإن العجب ليكمن خلف قصة هذا الحصار، حيث أرسل " [COLOR=Red]ألفونسو السادس [/COLOR]" حاكم "[COLOR=DarkRed]قشتالة[/COLOR]" وزيرًا يهوديًا على رأس وفد إلى [COLOR=DarkRed]إِشْبِيلِيّة [/COLOR]لأخذ الجزية كالمعتاد، فذهب الوفد إلى ا[COLOR=Red]لمعتمد على الله بن عباد [/COLOR]وحين أخرج له الجزية وجد الوزير اليهودي يقول له متبجحًا: إن لي طلبًا آخر غير الجزية، فتساءل ([COLOR=Red]المعتمد على الله [/COLOR]) عن هذا الطلب، وفي صلف وغرور وإساءة أدب أجابه الوزير اليهودي بقوله: إن زوجة "أ[COLOR=Red]لفونسو السادس[/COLOR]" ستضع قريبًا، [COLOR=Red]وألفونسو السادس[/COLOR] يريد منك أن تجعل زوجته تلد في مسجد[COLOR=DarkRed] قرطبة[/COLOR]!!![/B][/SIZE]
[SIZE=5]
[B]تعجب [COLOR=Red]المعتمد على الله[/COLOR] وسأله عن هذا الطلب الغريب الذي لم يتعوده، فقال له الوزير اليهودي في ردّ يمثل قمّة في التحدي ولا يقل إساءة وتبجحًا عن سابقه: لقد قال قساوسة "[COLOR=Red]قشتالة[/COLOR]" [COLOR=Red]لألفونسو السادس[/COLOR] إنه لو ولد لك ولد في أكبر مساجد المسلمين دانت لك السيطرة عليهم.[/B]

[B]وكعادة النفوس التي قد بقي بها شيء من عوالق الفطرة السوية أخذت الغيرة [COLOR=Red]المعتمد على الله[/COLOR]، فرفض هذا الطلب المزري ووافق على دفع الجزية فقط، وبطبيعته فما كان من الوزير اليهودي إلا أن أساء الأدب وسبّه في حضرة وزرائه.[/B][/SIZE]

[SIZE=5][B]وبنخوة كانت مفقودة قام [COLOR=Red]المعتمد على الله[/COLOR] وأمسك بالوزير اليهودي وقطع رأسه، ثم اعتقل بقية الوفد، ثم أرسل رسالة إلى [COLOR=Red]ألفونسو السادس [/COLOR]مفادها أنه لن يدفع الجزية ولن يحدث أن تلد زوجتك في مسجد[COLOR=DarkRed] قرطبة[/COLOR].[/B]

[B]جنّ جنون [COLOR=Red]ألفونسو السادس[/COLOR]، وعلى الفور جمع جيشه وأتى بحدّه وحديده، فأحرق كل القرى حول حصن [COLOR=DarkRed]إِشْبِيلِيّة [/COLOR]الكبير، وحاصر البلاد، وطال الحصار فأرسل إلى [COLOR=Red]المعتمد على الله[/COLOR]: إن لم تفتح سأستأصل خبركم.[/B][/SIZE]
[SIZE=5]
[B]طاول "[COLOR=Red]المعتمد على الله[/COLOR]" في التحصن خوفًا من نتيجة فكّ هذا الحصار، وفي محاولة لبثّ الهزيمة النفسية في قلوب المسلمين والفتّ في عضدهم أرسل [COLOR=Red]ألفونسو السادس[/COLOR] رسالة قبيحة أخرى إلى [COLOR=Red]المعتمد على الله بن عباد[/COLOR] يقول فيها: إن الذباب قد آذاني حول مدينتك، فإن أردت أن ترسل لي مروحة أروح بها عن نفسي فافعل.[/B][/SIZE]

[SIZE=5][B]يريد وبكل كبرياء وغرور أن يخبره أن أكثر ما يضايقه في هذا الحصار هو الذباب أو البعوض، أما أنت وجيشك وأمتك وحصونك فهي أهون عندي منه.[/B]

[B]وبنخوة أخرى وفي ردّ فعل طبيعي أخذ "[COLOR=Red]المعتمد على الله بن عباد[/COLOR]" الرسالةَ وقلبها وكتب على ظهرها ردًا وأرسله إلى "[COLOR=Red]ألفونسو السادس[/COLOR]"...[/B]

[B]لم يكن هذا الردّ طويلًا، إنه لا يكاد يتعدى السطر الواحد فقط، وما إن قرأه "[COLOR=Red]ألفونسو السادس[/COLOR]" حتى تَمَلّكهُ الخوف والرعب والفزع وأخذ جيشه، ورجع من حيث أتى...[/B]
[/SIZE]
[B][SIZE=6][COLOR=Magenta]تُـرى مـا هـو هـذا الـردّ؟!![/COLOR][/SIZE][/B]

[B][SIZE=5]في بداية عهد جديد من عهود[/SIZE][SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] [SIZE=5]ودورة أخرى من دورات التاريخ بعد هذا الضعف وذاك السقوط، كانت رسالة "[/SIZE][SIZE=5][COLOR=Red]المعتمد على الله[/COLOR][/SIZE][SIZE=5]" إلى "[/SIZE][SIZE=5][COLOR=Red]ألفونسو السادس[/COLOR][/SIZE][SIZE=5]" - والتي أثارت الرعب والفزع في قلبه بمجرد أن قرأها فأخذ جيشه وعاد إلى "[/SIZE][SIZE=5][COLOR=DarkRed]قشتالة[/COLOR][/SIZE][SIZE=5]" - كانت تلك الرسالة هي مهد ذلك العهد وبداية تلك الدورة الجديدة.[/SIZE][/B][SIZE=5]

[/SIZE][B][SIZE=5]فحين أرسل "[/SIZE][SIZE=5][COLOR=Red]ألفونسو السادس[/COLOR][/SIZE][SIZE=5]" رسالته المهينة إلى "ا[/SIZE][SIZE=5][COLOR=Red]لمعتمد على الله بن عباد[/COLOR][/SIZE][SIZE=5]" يطلب منه متهكمًا مروحةً يروّح بها عن نفسه، أخذها "[/SIZE][SIZE=5][COLOR=Red]المعتمد على الله[/COLOR][/SIZE][SIZE=5]" وقلبها ثم كتب على ظهرها:[/SIZE] [SIZE=6][COLOR=Magenta]والله لئن لم ترجع لأروحنّ لك بمروحة من [COLOR=DarkRed]المرابطين.[/COLOR][/COLOR][/SIZE][/B]

[B][SIZE=5]لم يكن أمام [/SIZE][SIZE=5][COLOR=Red]المعتمد على الله[/COLOR][/SIZE][SIZE=5] غير أسلوب التهديد هذا، فقط لوّح بالاستعانة [/SIZE][SIZE=6][COLOR=DarkRed]بالمرابطين[/COLOR][/SIZE][SIZE=5]، وقد كان "[/SIZE][SIZE=5][COLOR=Red]ألفونسو السادس[/COLOR][/SIZE][SIZE=5]" يعلم جيدًا من هم [/SIZE][SIZE=6][COLOR=DarkRed]المرابطون[/COLOR][/SIZE][SIZE=5]، فهو مطّلع على أحوال العالم الخارجي، فما كان منه إلا أن أخذ جيشه وانصرف.[/SIZE][/B]

[B][SIZE=5]تُرى من هم [/SIZE][SIZE=6][COLOR=DarkRed]المرابطون[/COLOR][/SIZE] [SIZE=5]الذين كانوا بمجرد أن تذكر أسماؤهم تتغير كل الأوضاع؟
[/SIZE] [/B]
[SIZE=5][B]إنهم أبطال مجاهدون، لا يهابون الموت.[/B]
[B] أقاموا دولة إسلامية تملّكت كل مقوماتِ القوّة، تربّعت على المغرب العربي وما تحته.[/B]
[B] وقبل أن نتحدث عن دولتهم تلك؛ نتعرف أولًا على أحوال بلاد الأندلس بعد حصار [COLOR=DarkRed]إشبيلية[/COLOR]؛ حتى نعي الوضع جيدًا قبل بداية عهدهم.


[/B][/SIZE][/FONT] [CENTER][FONT=Traditional Arabic][B][SIZE=7]ومـــن إسبانيــــا[/SIZE]
[/B]
[SIZE=6]..
.[/SIZE]



[/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/B][/SIZE]
[/FONT] [/CENTER]
[FONT=Traditional Arabic]

[/FONT] [/RIGHT]
[/INDENT]

أبو أنس الأنصاري 07-15-2009 09:56 AM

[CENTER][FONT=Traditional Arabic][B][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/B][/FONT]
[/CENTER]
[FONT=Traditional Arabic]




[/FONT][INDENT][CENTER][INDENT][INDENT][FONT=Traditional Arabic][B][SIZE=7]دولة [COLOR=Green]المرابطين[/COLOR][/SIZE][/B][/FONT]
[/INDENT][/INDENT][/CENTER]
[/INDENT][FONT=Traditional Arabic]
[/FONT][INDENT][INDENT][FONT=Traditional Arabic][IMG]http://img83.imageshack.us/img83/1859/mod36mp2.gif[/IMG][/FONT]
[/INDENT][/INDENT][FONT=Traditional Arabic]

[/FONT][INDENT][INDENT][RIGHT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=7]ماذا تعني كلمة [COLOR=Green]المرابطين[/COLOR]؟ وما أصلهم؟[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]
[/RIGHT]

[RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]تعني القيام باتخاذ خيامًا على ثغور المسلمين لحمايتها والدفاع عنها، ومن هنا أطلق عليهم اسم [COLOR=Green]المرابطين[/COLOR]. ويُنسب [COLOR=Green]المرابطون[/COLOR] إلى قبيلة جدالة بموريتانيا.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6]
[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6]كيف تحولوا من قمة الفساد إلى هذا الصلاح؟ وكيف بلغت هذه القوة؟[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]


[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]كانت أوضاع[COLOR=DarkRed] جدالة[/COLOR] في منتهى الفساد والانحلال، ففكر قائدهم [COLOR=Red]يحيى بن إبراهيم[/COLOR]: ماذا يفعل ليصلح أحوال قبيلته؟
[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]فاستدعى رجلاً يدعى[COLOR=Red] عبد الله بن ياسين[/COLOR] لكي يعظ هؤلاء الناس، وتنشأ دولة[COLOR=Green] المرابطين[/COLOR] من هذه الدعوة.
[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وبعد وفاة [COLOR=Red]عبد الله بن ياسين [/COLOR]في سنة 451 هـ/ 1059م، يتولى [COLOR=Red]أبو بكر بن عمر اللمتوني[/COLOR] زعامة [COLOR=Green]المرابطين[/COLOR] بعد أن كان قد انضم هو وقبيلته إلى [COLOR=Green]المرابطين[/COLOR]، ويزداد أعداد [COLOR=Green]المرابطين [/COLOR]في عهده، وتتوسع الدولة، وينيب عنه ابن عمه [COLOR=Red]يوسف بن تاشفين[/COLOR] زعيمًا على [COLOR=Green]المرابطين[/COLOR]، ويذهب لنشر الإسلام في [COLOR=DarkRed]السنغال [/COLOR]وغيرها من بقاع إفريقيا. أما [COLOR=Red]يوسف بن تاشفين[/COLOR] فلقد حارب [COLOR=Red]حاييم بن[/COLOR][COLOR=Red]منّ الله[/COLOR]، وحارب [COLOR=Red]صالح بن طريف[/COLOR]؛ لأنهم ادَّعوا النبوة، وبدأ ينشر الإسلام، حتى عاد [COLOR=Red]أبو بكر بن عمر اللمتوني[/COLOR]، فلما وجد [COLOR=Red]يوسف بن تاشفين [/COLOR]وقد نشر الإسلام وحارب أعداء الدين؛ فتنازل له عن الحكم وذهب إلى إفريقيا لنشر الإسلام، وقبل وفاته كانت دولة [COLOR=Green]المرابطين[/COLOR] تسيطر على ثلث إفريقيا.[/SIZE][/FONT]


[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT]
[/RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][SIZE=7][COLOR=Green]المرابطون[/COLOR][/SIZE][SIZE=7][COLOR=Blue] بالأندلس[/COLOR][/SIZE]
[/SIZE][/FONT][RIGHT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT][/RIGHT]

[RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]في سنة 478 هـ/ 1085م يعبر [COLOR=Red]يوسف بن تاشفين [/COLOR]إلى [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس [/COLOR][/SIZE]ويتحد مع [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلسيين [/COLOR][/SIZE]ويهزم [COLOR=Red]ألفونسو السادس[/COLOR] في موقعة "[COLOR=DarkRed]الزَّلاَّقة[/COLOR]" من أشهر مواقع التاريخ الإسلامي، ويوحد [COLOR=DarkRed]المغرب[/COLOR] و[SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] تحت راية واحدة، وبعد وفاة [COLOR=Red]يوسف بن تاشفين[/COLOR] حرر المسلمون الكثير من الأراضي الإسلامية المحتلة.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT]
[/RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][SIZE=7]ولكن هل تنتهي دولة [COLOR=Green]المرابطين[/COLOR]؟[/SIZE]
[/SIZE][/FONT][RIGHT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT][/RIGHT]

[RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]نعم، كان لا بد من نهاية لهذه الدولة، ويعود السبب في ذلك إلى الفتنة بالدنيا والأموال، وانشغال[COLOR=Green] المرابطين [/COLOR]بالأمور الخارجية عن الأمور الداخلية، وكثرة الذنوب سواء في بلاد [COLOR=DarkRed]المغرب[/COLOR] أو في[SIZE=6][COLOR=Blue] الأندلس[/COLOR][/SIZE]، وتعمق العلماء في الفروع دون الأصول. ومن العوامل المسئولة عن الانهيار أيضًا حدوث أزمة اقتصادية في آخر عهد [COLOR=Green]المرابطين[/COLOR]؛ بسبب البعد عن الطريق الصحيح. [/SIZE][/FONT][/RIGHT]
[/INDENT][/INDENT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [CENTER][FONT=Traditional Arabic][B][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/B][/FONT]
[/CENTER]
[FONT=Traditional Arabic]
[/FONT][FONT=traditional arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [CENTER]
[/CENTER]
[RIGHT][CENTER][INDENT][CENTER][FONT=traditional arabic][SIZE=7]مَنْ هُم [COLOR=Green]المُرَابِطُون[/COLOR]؟[/SIZE][/FONT]
[/CENTER]
[/INDENT][CENTER][INDENT][INDENT][FONT=Traditional Arabic][IMG]http://img83.imageshack.us/img83/1859/mod36mp2.gif[/IMG][/FONT] [/INDENT][/INDENT][/CENTER]
[/CENTER][INDENT][INDENT][FONT=traditional arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT][/INDENT][FONT=traditional arabic][SIZE=7]قبيلة [COLOR=DarkRed]جُدَالة[/COLOR] وأصل[COLOR=Green] المرابطين[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]

[FONT=traditional arabic][SIZE=5]كان التاريخ هو سنة 478 هـ= 1085 م، حيث سقطت [COLOR=DarkRed]طُلَيْطِلَة[/COLOR]، وحوصرت[COLOR=DarkRed] إِشْبِيلِيّة[/COLOR]، وعُقد مؤتمر القمة، ومن هذا التاريخ نعود إلى الوراء ثمانية وثلاثين عامًا، وبالتحديد في 440 هـ= 1048 م حيث أحداث "[COLOR=DarkRed]بربشتر[/COLOR]" و"[COLOR=DarkRed]بلنسية[/COLOR]" السابقة، لنكون مع بداية تاريخ [COLOR=Green]المرابطين[/COLOR].[/SIZE][/FONT]
[FONT=traditional arabic][SIZE=5]وكما غوّرنا في أعماق التاريخ، نعود ونغوّر في أعماق صحراء [COLOR=DarkRed]موريتانيا[/COLOR] البلد الإسلامي الكبير، وبالتحديد في الجنوب القاحل، حيث الصحراء الممتدة، والجدب المقفر، والحرّ الشديد، وحيث أناس لا يتقنون الزراعة ويعيشون على البداوة.[/SIZE][/FONT]
[FONT=traditional arabic][SIZE=5]في هذه المناطق كانت تعيش قبائل [COLOR=DarkRed]البربر[/COLOR]، ومن قبائل [COLOR=DarkRed]البربر[/COLOR] الكبيرة كانت قبيلة "[COLOR=DarkRed]صنهاجة[/COLOR]"، وكانت قبيلتي "[COLOR=DarkRed]جُدَالَة ولَمْتُونة[/COLOR]" أكبر فرعين في "[COLOR=DarkRed]صنهاجة[/COLOR]"...[/SIZE][/FONT]
[FONT=traditional arabic][SIZE=5]كانت "[COLOR=DarkRed]جُدَالة[/COLOR]" تقطن جنوب موريتانيا، وكانت قد دخلت في الإسلام منذ قرون، وكان على رأس [COLOR=DarkRed]جدالة [/COLOR]رئيسهم [COLOR=Red]يحيى بن إبراهيم الجدالي[/COLOR]، وكان لهذا الرجل فطرة سوّية وأخلاق حَسَنة.[/SIZE][/FONT]
[FONT=traditional arabic][SIZE=5]نظر [COLOR=Red]يحيى بن إبراهيم[/COLOR] في قبيلته فوجد أمورًا عجيبة (كان ذلك متزامنًا مع مأساة [COLOR=DarkRed]بربشتر وبلنسية[/COLOR])، وجد الناس وقد أدمنوا الخمور، وألِفوا الزنى، حتى إن الرجل ليزني بحليلة جاره ولا يعترض جاره، تمامًا كما قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: [[COLOR=Green]وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ المُنْكَرَ[/COLOR]] [SIZE=4]{العنكبوت:29}[/SIZE].[/SIZE][/FONT]

[FONT=traditional arabic][SIZE=6]ولماذا يعترض الجار وهو يفعل نفس الشيء مع جاره؟![/SIZE][/FONT]

[FONT=traditional arabic][SIZE=5]فقد فشى الزنى بشكل مريع في جنوب [COLOR=DarkRed]موريتانيا[/COLOR] في ذلك الزمن، وكثر الزواج من أكثر من أربعة، والناس ما زالوا مسلمين ولا ينكر عليهم أحد ما يفعلونه، فالسلب والنهب هو العرف السائد، القبائل مشتتة ومفرقة، القبيلة القوية تأكل الضعيفة، والوضع شديد الشبه بما يحدث في دويلات [COLOR=DarkRed]الطوائف[/COLOR]، بل هو أشدّ وأخزى.[/SIZE][/FONT]

[FONT=traditional arabic][SIZE=5]((وكان [COLOR=DarkRed]المغرب الأقصى[/COLOR] في ذلك الوقت في محنة سياسية ودينية، حيث ظهرت دعوات منحرفة عن الإسلام وحقيقته وجوهره الأصيل، واستطاعت بعض الدعوات الكفرية أن تشكل كيانًا سياسيًا تحتمي به))...[/SIZE][/FONT]
[FONT=traditional arabic][SIZE=5]لقد كانت هذه الأوضاع سواء في بلاد [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] أو في [COLOR=DarkRed]موريتانيا[/COLOR] أشد وطأةً مما نحن عليه الآن، فلننظر كيف يكون القيام، ولنتدبّر تلك الخطوات المنظّمة والتي سار أصحابها وفق منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بناء الدولة وإصلاح أحوال الأمة...[/SIZE][/FONT]


[FONT=traditional arabic][SIZE=7] [COLOR=Red]يحيى بن إبراهيم[/COLOR] وهم المسلمين[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]كان [COLOR=Red]يحيى بن إبراهيم الجُدالي[/COLOR] صاحب الفطرة النقيّة يعلم أن كلّ ما يفعله قومه من المنكرات، لكنه لم يكن بمقدوره التغيير؛ فالشعب كله في ضلال وعمى، وبعيد كل البعد عن الدين، كما أن الرجل نفسه لا يملك من العلم ما يستطيع به أن يغيّر الناس.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وبعد حيْرة وتفكّر هداه ربُّه لأن يذهب إلى الحج، ثم وهو في طريق عودته يُعرّج على حاضرة الإسلام في المنطقة وهي مدينة [COLOR=DarkRed]القيروان[/COLOR] (في[COLOR=DarkRed] تونس[/COLOR] الآن)، فيكلّم علماءَها المشهورين بالعلم لعلّ واحدًا منهم أن يأتي معه فيُعلّم قبيلته الإسلام.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وبالفعل ذهب إلى الحج وفي طريق عودته ذهب إلى [COLOR=DarkRed]القيروان[/COLOR]، وقابل هناك[COLOR=Red] أبا عمران موسى بن عيسى الفاسي[/COLOR] [SIZE=4](368 - 430 هـ= 979 - 1039 م )[/SIZE]، وهو شيخ المالكية في مدينة [COLOR=DarkRed]القيروان[/COLOR] (كان المذهب المالكي هو المنتشر في كل بلاد الشمال الإفريقي وإلى عصرنا الحاضر، كما كان هو المذهب السائد في بلاد [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE])، قال عنه [COLOR=Red]الحميدي[/COLOR] صاحب [COLOR=Teal]جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس[/COLOR] - [SIZE=4](جـ 1 / صـ 121)[/SIZE] [COLOR=Red]موسى بن عيسى بن أبي حاج[/COLOR] واسم أبي حاج: يحج [COLOR=Red]أبو عمران الفاسي[/COLOR]، فقيه ا[COLOR=DarkRed]لقيروان[/COLOR]، إمام في وقته دخل [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] وله رحلة إلى المشرق، وصل فيها إلى [COLOR=DarkRed]العراق[/COLOR]، فمن مشايخه [SIZE=6][COLOR=Blue]بالأندلس [/COLOR][/SIZE][COLOR=Red]أبو الفضل أحمد بن قاس بن عبد الرحمن[/COLOR] صاحب [COLOR=Red]قاسم بن أصبغ[/COLOR]، و[COLOR=Red]أبو زيد عبد الرحمن بن يحيى العطار[/COLOR]، [COLOR=Red]وأبو عثمان سعيد بن نصر[/COLOR]، وسمع [COLOR=DarkRed]بالقيروان [/COLOR]من[COLOR=Red] أبي الحسن علي بن محمد بن خلف القابسي[/COLOR] وغيره، [COLOR=DarkRed]وبمصر[/COLOR] من [COLOR=Red]أبي الحسين عبد الكريم بن أحمد ابن أبي جدار[/COLOR] وغيره، [COLOR=DarkRed]وبمكة[/COLOR] من[COLOR=Red] أبي القاسم عبيد الله بن محمد بن أحمد السفطي[/COLOR] وغيره، [COLOR=DarkRed]والعراق[/COLOR] من [COLOR=Red]أبي الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري[/COLOR] وغيره؛ وكان مكثراً عالماً...[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وقال عنه [COLOR=Red]الحِميري[/COLOR] صاحب [COLOR=Teal]الروض المعطار في خبر الأقطار[/COLOR] - [SIZE=4](جـ 1 / ص 435) [/SIZE]: الفقيه الإمام المشهور بالعلْم والصلاح...[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وقال عنه [COLOR=Red]ابن فرحون[/COLOR] صاحب[COLOR=Teal] الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب[/COLOR] - [SIZE=4](جـ 1 / ص 172) [/SIZE]قال [COLOR=Red]حاتم بن محمد[/COLOR]: كان [COLOR=Red]أبو عمران[/COLOR] من أحفظ الناس وأعلمهم جمع حفظ المذهب المالكي إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم ومعرفة معانية وكان يقرأ القرآن بالسبع ويجوده مع معرفته بالرجال وجرحهم وتعديلهم.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]أخذ عنه الناس من أقطار[COLOR=DarkRed] المغرب[/COLOR] [SIZE=6][COLOR=Blue]والأندلس[/COLOR][/SIZE] واستجازه من لم يلقه وله كتاب التعليق على المدونة كتاب جليل لم يكمل وغير ذلك وخرج من عوالي إلى حديث نحو مائة ورقة.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]قال [COLOR=Red]حاتم[/COLOR]: ولم ألق أحداً أوسع علماً منه ولا أكثر رواية.... هـ.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]فلما التقى به [COLOR=Red]يحيى بن إبراهيم الجدالي[/COLOR] حكى له قصته وسأله عن الدواء، فما كان من[COLOR=Red] أبي عمران الفاسي[/COLOR] إلا أن أرسل معه شيخًا جليلًا يعلّم النّاس أمور دينهم.[/SIZE][/FONT]


[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7]تُرى من هوَ هذا الشيخ؟![/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]كان الشيخ[COLOR=Red] عبد الله بن ياسين[/COLOR] ( الزعيم الاول[COLOR=Green] للمرابطين[/COLOR]، وجامع شملهم، وصاحب الدعوة الإصلاحية فيهم. [SIZE=4]ت451 هـ= 1059 م[/SIZE])[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]من شيوخ المالكية الكبار، له طلاب علم كثيرون في أرض [COLOR=DarkRed]المغرب والجزائر وتونس[/COLOR]، كانوا يأتون إليه ويستمعوه منه، وكان يعيش في حاضرة من حواضر الإسلام على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وها هو الذي قبِل القيام بهذه المهمة الكبيرة، وفضّل أن يُغوّر في الصحراء ويترك كل ما هو فيه ليعلم الناس الإسلام، ويقوم بمهمة الرسل، وهي الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]لم يكن [COLOR=Red]عبد الله بن ياسين[/COLOR] فقيهًا فحسب وإنما استوعب العلوم والمناهج التي كانت في زمانه من أصول وفقه وحديث ولغة وغير ذلك وعاش تجارب كثيرة وأحاط بالكثير من مجريات الأمور التي تدور حوله، إضافة إلى ذلك اتصف[COLOR=Red] ابنُ ياسين[/COLOR] رحمه الله بالكثير من الصفات الأخلاقية والقيادية منها ما كان فطريًا ومنها ما اكتسبه بمجاهدته لنفسه وطول عبادته لربه، وهذه الأمور مجتمعةً جعلته أهلًا لأن يحمل هذه الأمانة العظيمة وجعلته حريًا أن يختاره شيوخه للقيام بهذه المهمة العظيمة في ذلك الوقت العصيب من تاريخ تلك المنطقة لتصبح بعد سنواتٍ قليلة منبعَ الخير للأمة كلها ومحضنَ المجاهدين وقبلة الراغبين في الجنة...[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]ومن أهمّ ما يميّز الشيخ أيضًا فهمه للواقع وأخذه بفقه الأولويات ومعرفة هدفه والعمل له بجدٍ واجتهادٍ وهمةٍ عاليةٍ وعزيمة صادقة، دون الصدام مع من يريدون لدعوته الفناء حرصًا على مصالح شخصية ومنافع دنيوية وأهداف دنيئة...[/SIZE][/FONT]


[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][COLOR=Red]عبد الله بن ياسين [/COLOR]ومهمة [COLOR=Indigo]الأنبياء[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]اتجه الشيخ [COLOR=Red]عبد الله بن ياسين[/COLOR] صوب [COLOR=DarkRed]الصحراء الكبرى[/COLOR]، مخترقا جنوب[COLOR=DarkRed] الجزائر[/COLOR] وشمال[COLOR=DarkRed] موريتانيا[/COLOR] حتى وصل إلى الجنوب منها، حيث قبيلة[COLOR=DarkRed] جدالة[/COLOR]، وحيث الأرض المجدبة والحر الشديد، وفي أناة شديدة، وبعد ما هاله أمر الناس في ارتكاب المنكرات أمام بعضهم البعض ولا ينكر عليهم منكر، بدأ يعلم الناس، يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر.[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]ولكن - وللأسف - فقد ثار عليه أصحاب المصالح والشعب وجميع الفصائل، فالكل يريد أن يعيش شهواته وملذاته ودون قيد أو حجْر، وأصحاب المصالح هم أكبر مستفيد مما يحدث، فبدأ الناس يجادلونه ويصدونه عما يفعل، ولم يستطع [COLOR=Red]يحيى بن إبراهيم الجدالي[/COLOR] زعيم القبيلة أن يحميه، وذلك لأن الشعب كان لا يعرف الفضيلة، وفي ذات الوقت كان رافضا للتغيير، ولو كان أصر [COLOR=Red]يحيى بن إبراهيم الجدالي[/COLOR] على موقفه هذا لخلعه الشعب ولخلعته القبيلة![/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]لم يقنط الشيخ [COLOR=Red]عبد الله بن ياسين[/COLOR]، وحاول المرة تلو المرة، فبدأ الناس يهددونه بالضرب، وحين استمر على موقفه من تعليمهم الخير وهدايتهم إلى طريق رب العالمين، قاموا بضربه ثم هددوه بالطرد من البلاد أو القتل.[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]لم يزدد موقفه إلا صلابة، ومرت الأيام وهو يدعو ويدعو حتى قاموا بالفعل بطرده من البلاد، ولسان حالهم [SIZE=6][COLOR=Navy]دعك عنا، اتركنا وشأننا، ارجع إلى قومك فعلمهم بدلاً منا، دع هذه البلاد تعيش كما تعيش فليس هذا من شأنك!!![/COLOR][/SIZE][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وكأنّا نراهُ رأي العين وهو يقف خارج القبيلة، تنحدر دموعه على خده، ويقول بحسرة تقطع قلبه [[COLOR=Green]يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُون[/COLOR]] {يس26}.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]يريد أن يغيّر ولا يستطيع، أنفس تتفلت منه إلى طريق الغواية والحيدة عن النهج القويم ولا سبيل إلى تقويمها، حزّ في نفسه أن يولد الناس في هذه البلاد فلا يجدون من يعلمهم ويرشدهم، فأراد أن يبقى، ولكن كيف يبقى؟ أيدخل [COLOR=DarkRed]جدالة [/COLOR]من جديد؟ لكنه سيموت، ولو كان الموت مصلحًا فأهلا بالموت، لكن هيهات ثم هيهات.[/SIZE][/FONT]


[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][COLOR=Red]عبد الله بن ياسين [/COLOR]ونواة دولة[COLOR=Green] المرابطين[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]جلس رحمه الله يفكر ويفكر ثم هداه ربه سبحانه وتعالى، فما كان منه إلا أن تعمّق في الصحراء ناحية الجنوب، وبعيدا عن الحواضر والمدنية، حتى وصل إلى شمال [COLOR=DarkRed]السنغال[/COLOR] (لا نعرف عن [COLOR=DarkRed]السنغال[/COLOR] سوى فريقها القومي، رغم كونها بلدًا إسلاميًا كبيرًا، حيث أكثر من تسعين بالمائة من سكانه من المسلمين).[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وهناك وفي شمال[COLOR=DarkRed] السنغال[/COLOR] وعلى مصب نهر من الأنهار في غابات[COLOR=DarkRed] أفريقيا[/COLOR] يصنع خيمة بسيطة له ويجلس فيها وحده، ثم يبعث برسالة إلى أهل [COLOR=DarkRed]جدالة[/COLOR] في جنوب [COLOR=DarkRed]موريتانيا[/COLOR]، تلك التي أخرجه أهلها منها يخبرهم فيها بمكانه، فمن يريد أن يتعلم العلم فليأتني في هذا المكان.[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]كان من الطبيعي أن يكون في [COLOR=DarkRed]جدالة[/COLOR] بعض الناس خاصة من الشباب الذين تحركت قلوبهم للفطرة السوية ولهذا الدين، لكن أصحاب المصالح ومراكز القوى في البلاد كانوا يمنعونهم من ذلك، فحين علموا أنهم سيكونون بعيدين عن قومهم، ومن ثم يكونون في مأمن مع شيخهم في أدغال[COLOR=DarkRed] السنغال[/COLOR]، تاقت قلوبهم إلى لقياه، فنزلوا من جنوب[COLOR=DarkRed] موريتانيا[/COLOR] إلى شمال[COLOR=DarkRed] السنغال[/COLOR]، وجلسوا مع الشيخ [COLOR=Red]عبد الله بن ياسين[/COLOR] ولم يتجاوز عددهم في بادئ الأمر الخمسة نفر واحدا بعد الآخر.[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وفي خيمته وبصبر شديد أخذ الشيخ [COLOR=Red]عبد الله بن ياسين [/COLOR]يعلمهم الإسلام كما أنزله الله سبحانه وتعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وكيف أن الإسلام نظام شامل متكامل ينتظم كل أمور الحياة، وبدأ يعلمهم العقيدة الصحيحة، والجهاد في سبيل الله، وكيف يركبون الخيل ويحملون السيوف، وكيف يعتمدون على أنفسهم في مطعمهم ومشربهم، وكيف ينزلون إلى الغابات فيصطادون الصيد ويأتون به إلى الخيمة يطبخونه ويأكلونه ولا يستجدون طعامهم ممن حولهم من الناس.[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]ذاق الرجال معه حلاوة الدين، ثم شعروا أن من واجبهم أن يأتوا بمعارفهم وأقربائهم وذويهم، لينهلوا من هذا المعين، ويتذوقوا حلاوة ما تذوقوه، فذهبوا إلى [COLOR=DarkRed]جدالة[/COLOR] - وكانوا خمسة رجال - وقد رجع كل منهم برجل فأصبحوا عشرة، ثم زادوا إلى عشرين، وحين ضاقت عليهم الخيمة أقاموا خيمة ثانية فثالثة فرابعة، وبدأ العدد في ازدياد مستمر.[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]هذا ولم يمل الشيخ [COLOR=Red]عبد الله بن ياسين[/COLOR] تعليمهم الإسلام من كل جوانبه، وكان يكثر من تعليمهم أنه إذا ما تعارض شيء مع القرآن أو السنة فلا ينظر إليه، وأنه لا بد من المحافظة على هذه الأصول كي تبني ما تريد وتصل إلى ما تبغي.[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7]بداية [COLOR=Green]المرابطين[/COLOR]، وبداية الرسول صلى الله عليه وسلم[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]مع كثرة الخيام وازدياد العدد إلى الخمسين فالمائة فالمائة وخمسين فالمائتين، أصبح من الصعب على الشيخ توصيل علمه إلى الجميع، فقسمهم إلى مجموعات صغيرة، على كل منها واحد من النابغين، وهو نفس منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم بداية من دار [COLOR=Red]الأرقم بن أبي الأرقم[/COLOR]، وحين كان يجلس صلى الله عليه وسلم مع صحابته في [COLOR=DarkRed]مكة[/COLOR] يعلمهم الإسلام، ومرورا ببيعة العقبة الثانية حين قسم الاثنين والسبعين رجلاً من أهل[COLOR=DarkRed] المدينة المنورة[/COLOR] إلى اثني عشر قسمًا، وجعل على كل قسم (خمسة نفر) منهم نقيبًا عليهم، ثم أرسلهم مرة أخرى إلى [COLOR=DarkRed]المدينة المنورة[/COLOR] حتى قامت للمسلمين دولتهم.[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وهكذا أيضا كان منهج الشيخ [COLOR=Red]عبد الله بن ياسين[/COLOR]، حتى بلغ العدد في سنة أربع وأربعين وأربعمائة من الهجرة، بعد أربعة أعوام فقط من بداية دعوته ونزوحه إلى شمال [COLOR=DarkRed]السنغال[/COLOR] إلى [SIZE=6][COLOR=Magenta]ألف نفس مسلمة[/COLOR][/SIZE] [[COLOR=Green]نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ المُؤْمِنِينَ[/COLOR]] {الصَّف13}.[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]فبعد أن طرد الرجل وأوذي في الله وضرب وهدد بالقتل، إذا به ينزل بمفرده إلى أعماق الصحراء حتى شمال [COLOR=DarkRed]السنغال[/COLOR] وحيدًا طريدًا شريدًا، ثم في زمن لم يتعدى الأربع سنوات يتخرج من تحت يديه ألف رجل على أفضل ما يكون من التبعية والتعليم.[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وفي قبائل [COLOR=DarkRed]صنهاجة[/COLOR] المفرقة والمشتتة توزع هؤلاء الألف الذين كانوا كما ينبغي أن يكون الرجال، فأخذوا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، يعلمون الناس الخير ويعرفونهم أمور دينهم، فبدأت جماعتهم تزداد شيئا فشيئا، وبدأ الرقم يتخطى حاجز الألف إلى مائتان وألف ثم إلى ثلاثمائة وألف، يزداد التقدم ببطء لكنه تقدم ملموس جدا.[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7]معنى [COLOR=Green]المرابطون[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]أصل كلمة الرباط هي ما تربط به الخيل، ثم قيل لكل أهل ثغر يدفع عمن خلفه رباط، فكان الرباط هو ملازمة الجهاد، وهو في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (([COLOR=Green] رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا[/COLOR] )).[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]ولأن [COLOR=Green]المرابطين [/COLOR]أو [COLOR=Green]المجاهدين[/COLOR] كانوا يتخذون خيامًا على الثغور يحمون فيها ثغور المسلمين، ويجاهدون في سبيل الله، فقد تَسمى الشيخ [COLOR=Red]عبد الله بن ياسين[/COLOR] ومن معه ممن كانوا يرابطون في خيام على نهر[COLOR=DarkRed] السنغال[/COLOR] بجماعة [COLOR=Green]المرابطين[/COLOR]، وعُرفوا في التاريخ بهذا الاسم.
[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]كما تطلِق عليهم بعض المصادر الملثمين فيُقال أمير [COLOR=Green]الملثمين [/COLOR]ودولة [COLOR=Green]الملثمين[/COLOR]، ويرجع سبب هذه التسمية كما يذكر [COLOR=Red]ابن خلّكان[/COLOR] في [COLOR=Teal]وفيات الأعيان[/COLOR] إلى أنهم قوم يتلثمون ولا يكشفون وجوههم، فلذلك سموهم [COLOR=Green]الملثمين[/COLOR]، وذلك سنّة لهم يتوارثونها خلفاً عن سلف، وسبب ذلك على ما قيل أن "[COLOR=DarkRed]حمير[/COLOR]" كانت تتلثم لشدة الحرّ والبرد يفعله الخواص منهم، فكثر ذلك حتى صار يفعله عامتهم. وقيل كان سببه أن قوماً من أعدائهم كانوا يقصدون غفلتهم إذا غابوا عن بيوتهم فيطرقون الحي فيأخذون المال والحريم، فأشار عليهم بعض مشايخهم أن يبعثوا النساء في زي الرجال إلى ناحية ويقعدوا هم في البيوت ملثمين في زي النساء، فإذا أتاهم العدو ظنّوهم النساء فيخرجون عليهم، ففعلوا ذلك وثاروا عليهم بالسيوف فقتلوهم، فلزموا اللثام تبركاً بما حصل لهم من الظفر بالعدو.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وقال شيخنا [COLOR=Red]الحافظ عز الدين ابن الأثير[/COLOR] في[COLOR=Teal] تاريخه الكبير[/COLOR] ما مثاله: وقيل إن سبب اللثام لهم أن طائفة من[COLOR=DarkRed] لَمْتونة[/COLOR] خرجوا مغيرين على عدو لهم فخالفهم العدو إلى بيوتهم، ولم يكن بها إلا المشايخ والصبيان والنساء، فلما تحقق المشايخ أنه العدو أمروا النساء أن تلبس ثياب الرجال ويتلثمن ويضيقنه حتى لا يعرفن، ويلبسن السلاح، ففعلن ذلك، وتقدم المشايخ والصبيان أمامهن واستدار النساء بالبيوت، فلما أشرف العدو رأى جمعاً عظيماً فظنه رجالاً وقالوا: هؤلاء عند حريمهم يقاتلون عنهن قتال الموت، والرأي أن نسوق النعم ونمضي، فإن اتبعونا قاتلناهم خارجاً عن حريمهم، فبينما هم في جمع النعم من المراعي إذ أقبل رجال الحي، فبقي العدو بينهم وبين النساء، فقتلوا من العدو وأكثروا وكان من قبل النساء أكثر، فمن ذلك الوقت جعلوا اللثام سنّة يلازمونه فلا يُعرف الشيخ من الشاب ولا يزيلونه ليلاً ولا نهاراً.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]ومما قيل في اللثّام:[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=Magenta]قومٌ لهم درك العلا في حمير وإن انتموا صنهاجة فهم هم[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=Magenta]لما حووا إحراز كل فضيلة غلب الحيـاء عليهم فتلثمو. هـ[/COLOR][/SIZE][/FONT]




[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7]كيف كانتِ الحياة في الرباط؟[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]كان هذا الرباط الذي أقامه الداعية الرباني الفقيه [COLOR=Red]عبد الله بن ياسين [/COLOR]بمثابة جامعة عظيمة تخرّج فيها الكثير من القادة والمربين على يد هذا الشيخ الجليل وعلى يد من تربوا على يديه، ولنقترب أكثر من الشيخ وتلامذته في هذا الرباط لنرى حياتهم عن قرب ونعيش بعض مواقفهم ونعرف أسلوب حياتهم في هذا المكان...[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][SIZE=6][COLOR=Navy]أولًا:[/COLOR][/SIZE] كان المقبلون على الشيخ في هذا المكان البعيد عن العمران هم الصفوة من بين أهل تلك البلاد التي رفض أهلها بقاء الشيخ بينهم، ورفضوا دعوته اتباعًا لأهوائهم وإيثارًا لدنياهم على آخرتهم، فكان هؤلاء الصفوة الذين انقطعوا إلى الشيخ وتركوا أهلهم وذويهم أهلًا لأن يتربوا على يد هذا المربى العظيم، بل كانوا أهلًا لأن يكون أساتذةً لجيل المرابطين المجاهدين بعد ذلك...[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][SIZE=6][COLOR=Navy]ثانيًا:[/COLOR][/SIZE] بدأ الشيخ المربي العظيم [COLOR=Red]عبد الله بن ياسين[/COLOR] يعلّم هؤلاء الصفوة ويربيهم على الأسس الإسلامية الصحيحية وعلى الفهم الشامل العميق للإسلام، وكانت تربيته عملية لا نظرية فهم يطبّقون ما يتعلمونه على الفور، وكان الشيخ بفهمه الواضح ونظرته الثاقبة يعرف أولولياته ويرتّبها ولا يستعجل الخطى بل يسير مع تلامذته في أناة شديدة حتى يكون النضج على أحسن ما يكون.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][SIZE=6][COLOR=Navy]ثالثًا: [/COLOR][/SIZE]عاش هذا الجيل من [COLOR=Green]المرابطين[/COLOR] في هذا المكان - الرباط - حياة الجهاد والتقشف وكان يعتمدون إلى حدٍّ كبير على الصيد ويقتسمون بينهم ما يرزقهم الله به ويؤثرون بعضهم بعضًا، وربما آثر أحدهم أن ينام جائعًا ويطعم أخاه، فقد أصّل الشيخ فيهم معاني الإيثار والحب في الله والأخوة الإسلامية...قال صاحب كتاب ([COLOR=Teal]دولة المرابطين[/COLOR]): "[COLOR=Purple]وكان أهل الرباط في قمة من الصفاء الروحي، ويعيشون حياة مثالية في رباطهم فيتعاونون على قوتهم اليومي معتمدين على ما توفره لهم جزيرتهم من الصيد البحري يقنعون بالقليل من الطعام، ويرتدون الخشن من الثياب[/COLOR]".[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وإن هذه النماذج لتذكرنا بالجيل الأول الذي رباه الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم والذين قال الله فيهم: [[COLOR=Green]لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ[/COLOR]]{الحشر 8} ولا عجب فإن [COLOR=Red]عبد الله بن ياسين[/COLOR] رحمه الله قد اتّبع في تّرْبية تلاميذه من[COLOR=Green] المرابطين[/COLOR] المنهج النبوي العظيم الذي اتبعه الرسول صلى الله عليه وسلم فكانت تلك ثمرته المرجوّة، ومتى اتبع المربّون والمعلّمون هذا المنهج في بناء الأجيال الإسلامية فليس هناك من شك أن هذه الأجيال سترفع راية الإسلام عالية خفّاقة على ربوع العالم كله وسيُعيد المسلمون كل ما افتقدوه من أرض ومقدسات، فهل من مجيب؟![/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][SIZE=6][COLOR=Navy]رابعًا:[/COLOR][/SIZE] جمع الشيخ في تربيته [COLOR=Green]للمرابطين[/COLOR] بين تربيته لنفوسهم وأرواحهم على الصفاء والنقاء والطاعة لله وبين تربية أجسادهم على القوة والمتانة وتحمّل الصعاب وذلك لأنه يعدّهم لأمر مهم وخطب جلل لا يصلح له إلا من تربى عقلُه على العلم والفقه وروحه على الصفاء والنقاء وجسدُه على الخشونة وقوّة التحمّل.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][SIZE=6][COLOR=Navy]خامسًا:[/COLOR][/SIZE] تدرّج الشيخ - رحمه الله - في بناء القوة في تلامذته [COLOR=Green]المرابطين [/COLOR]فبدأ بتأصيل العقيدة الصحيحة في نفوسهم ولم يكن الشيخ يكثر في ذلك من مطالعة العلوم الكلامية والخلافات بين الفرق والتقعّر والتعمّق في أمور لا طائل من ورائها وإنما كان يربي عندهم العقيدة السليمة من خلال التفكر في خلق الله ونعمِهِ ومن خلال العبادة الدائمة من ذكر وصيام وقيام وتهجد وتلاوة للقرآن...وفي خطٍ موازٍ لتأصيل العقيدة الصحيحة في النفوس كان الشيخ - رحمه الله - يبني في جانب آخر من جوانب القوة ألا وهو قوة الإخاء والحب فيما بين المرابطين وهو جانب لا يستهان به بحال من الأحوال، فقوة الأخوة في الله ينبني عليها الكثير من مقوّمات النصر والتمكين، ويحسنُ بها الترابط بين الجنود فيؤثر كل منهم صاحبه على نفسه، ويفتديه بما يستطيع، ويسمع له ويطيع - إن أُمّر عليه - في المنشط والمكره انطلاقًا من هذا الحب وتلك الأخوة...[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]ومع هاتين القوتين اللّتين حرص الشيخ على بنائهما في جنوده المرابطين لم يكن - رحمه الله - ليُغفل جانبًا مهمًّا من جوانب القوّة ألا وهو قوّة الساعد والسلاح فقد كان الشيخ - رحمه الله - وكما ذكرنا سابقًا يربى تلامذته على الخشونة في المطعم والملبس كما كانوا يتدربون أيضًا على فنون القتال المختلفة استعدادًا لما ينتظرهم من أمور عظيمة، بها عزّ الإسلام ونصرة المسلمين.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وقد انطلق الشيخ - رحمه الله - في كل هذه الأمور من قول الله تعالى [[COLOR=Green]وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ [/COLOR]] {الأنفال 60}[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]يقول الأستاذ[COLOR=Red] سيد قطب[/COLOR] رحمهُ اللهُ: [COLOR=Purple]يجب على المعسكر الإسلامي إعداد العدة دائماً واستكمال القوة بأقصى الحدود الممكنة؛ لتكون القوة المهتدية هي القوة العليا في الأرض؛ التي ترهبها جميع القوى المبطلة؛ والتي تتسامع بها هذه القوى في أرجاء الأرض، فتهاب أولاً أن تهاجم دار الإسلام؛ وتستسلم كذلك لسلطان الله فلا تمنع داعية إلى الإسلام في أرضها من الدعوة، ولا تصد أحداً من أهلها عن الاستجابة، ولا تدّعي حق الحاكمية وتعبيد الناس، حتى يكون الدين كله لله...[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]إن من يقرأ عن الشيخ[COLOR=Red] عبد الله بن ياسين[/COLOR] [COLOR=Green]والمرابطين[/COLOR] الذين كانوا معه قراءة عابرة يظن أنهم جماعة من الناس اعتزلوا قومهم ليعبدوا الله بعيدًا عن ضوضاء العمران ومشاكل الناس فحسب، ولم يكن الأمر كذلك على الإطلاق بل كان هذا الاعتزال جزءًا من خطة كبيرة يتم تنفيذها خطوة بعد خطوة بفهم سليم وعمق في التفكير ودقة في التخطيط وبراعة في التنفيذ.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]ومما يلفت النظر كذلك في هذا الرباط المبارك الدقة العالية في التنظيم والتي اتبعها الشيخ ونفذها في هذا الرباط فقد قسّم الشيخ مَن معه إلى مجموعات كثيرة جعل على كلٍ منها واحدًا يعلمهم ويفقههم ويربيهم وعن طريقه تصل إليهم تعليمات الشيخ وتوجيهاته، كما تم تقسيم قادة هذه المجموعات إلى مجموعات أخرى على كلٍ منها أحد النابغين الأذكياء وهكذا يكبر هذا الهرم ليكون في قمّته الشيخ المربي - رحمه الله - يصدر تعليماته فتصل إلى الجميع في انسياب وسهولة دون تعقيد أو تغيير...[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]كوّن الشيخ - رحمه الله - من نجباء تلاميذه مجلسًا للشورى، كما شكّل إدارات متعددة لتقوم بأمر الرباط [COLOR=Green]والمرابطين[/COLOR]، خاصة بعد أن أن صاروا من الكثرة بمكان...[/SIZE][/FONT]




[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][SIZE=7]بين [COLOR=Green]المرابطينَ[/COLOR] في الثغور[COLOR=Green] والمرابطينَ [/COLOR]في مرج الزهور[/SIZE][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]تذكرنا نشأة [COLOR=Green]المرابطين[/COLOR] هذه بقضيتنا المعاصرة - قضية [COLOR=DarkRed]فلسطين[/COLOR] - فعندما أبعد الصهاينة في ديسمبر 1992 م ما يزيد على أربعمائة من إخواننا في فلسطين، من بينهم أكثر من 200 من خطباء المساجد ومن بينهم أساتذة جامعات، وأطباء، ومهندسون، وصيادلة، ومدرسون، وطلاب...[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]لقد أراد اليهود بإبعاد هؤلاء الصفوة أن يفرّغوا فلسطين من رجالاتها حتى تصفو لهم وطنًا، وحتى لا يعكّر حياتهم هؤلاء المجاهدون، فتآمروا لإبعادهم إلى [COLOR=DarkRed]لبنان [/COLOR]ومن ثَمّ تلحق بهم أسرهم وأهليهم وتكون الخطة الصهيونية قد نجحت، ولكن المجاهدين فقهوا الأمر جيدًا وأبوا أن يدخلوا لبنان وعسكروا في مكان سمّوه "[COLOR=DarkRed]مرج الزهور[/COLOR]" وهي أقرب قرية إلى المكان الذي تم إبعادهم إليه - وكانت القرية السنيّة الوحيدة في تلك المنطقة - وكانت تلك المنطقة معسكرًا سابقًا للجيش اليهودي وكان المكان مزودًا بالطرق والشوارع المرصوفة، وبالقرب منه عين ماء وهو في منطقة في غاية الروعة والجمال...[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]يقول أحد الذين كانوا مع المبعدين: كان مخيم المبعدين أشبه بالدولة المصغرة فقد قسم للجان مختلفة منها: اللجنة الإعلامية التي يترأسها د. [COLOR=Red]عبد العزيز الرنتيسي[/COLOR]- رحمه الله- المتحدث باسم المبعدين باللغة العربية والدكتور [COLOR=Red]عزيز دويك[/COLOR] المتحدث باللغة الإنجليزية، وكانت مهمة هذه اللجنة الحديث مع وسائل الإعلام العربية والعالمية، وهناك أيضا اللجنة المالية واللجنة الاجتماعية واللجنة الرياضية ولجنة الدعوة وغيرها من اللجان الفاعلة، وقمنا كذلك بتأسيس جامعة تضم مختلف العلوم أسميناها "[COLOR=DarkRed]جامعة ابن تيمية[/COLOR]"، وكان هناك دورات التجويد وحفظ القرآن ودورات الكراتية والخط والخطابة ودورات باللغة الإنجليزية وغيرها الكثير من الخبرات والعلوم التي تلقينها أثناء فترة الإبعاد والتي ساهمت بإكسابنا العديد من المهارات والعلوم الدينية والدنيوية.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]أما عن المبعدين فقد كانوا من مختلف الشرائح الاجتماعية منهم الطبيب والمهندس والشيخ والعامل والموظف والقاضي والتاجر، وكانت تضم خيرة أبناء شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وقال العائدون من مرج الزهور: إن رحلة الإبعاد عادت عليهم بالخير الكبير على عكس ما أراد الاحتلال، ويذكر الأستاذ [COLOR=Red]حسني البوريني[/COLOR] ذلك بالقول: "[COLOR=Purple]أرادت الحكومة (الإسرائيلية) من عملية الإبعاد إيقاف المقاومة وأضعاف الحركة الإسلامية بإبعاد رجالاتها، إلا أن إرادة الله فوق كل اعتبار فحولنا المنحة إلى محنة زادت من رصيد الحركة الإسلامية ليست الفلسطينية فحسب بل العالمية، فقد دخل بعض زوار المخيم من الصحفيين في الإسلام من خلال حسن تعاملنا، ومن خلال عملية الإبعاد وصل صوت الحركة الإسلامية إلى أكثر من 100 دولة من خلال جيش الصحفيين والتي كانت الوفود منهم يومية، فعرضنا وجهة نظرنا وأسمعنا العالم صوتنا، وعرف العالم حقيقة الحكومة الصهيونية التي تدعي حماية حقوق الإنسان.[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]ويتذكر الشيخ [COLOR=Red]داود أبو سير[/COLOR] عدداً كبيراً من رفاق رحلة الإبعاد الذين هم الآن إما شهداء مثل الشيخين [COLOR=Red]جمال سليم [/COLOR]و[COLOR=Red]جمال منصور وصلاح دروزة[/COLOR] والدكتور [COLOR=Red]عبد العزيز الرنتيسي[/COLOR] والعشرات غيرهم، وإما أسرى في سجون الاحتلال مثل الشيخ [COLOR=Red]أحمد الحاج علي[/COLOR]، و[COLOR=Red]جمال أبو الهيجاء[/COLOR] و[COLOR=Red]حسن يوسف[/COLOR]، ويجمع المتحدثون على أن أكثر الشخصيات التي تأثروا بها هي شخصية الدكتور[COLOR=Red] عبد العزيز الرنتيسي[/COLOR] الذي كان يستقبل الوفود الأجنبية والعربية، وكان ذو روح مرحة، يوصل الليل بالنهار لخدمة إخوانه...[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]نعود مرة أخرى من فلسطين إلى الشمال الإفريقي...[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][COLOR=Red]يحيى بن عمر اللمتوني[/COLOR] و[COLOR=Green]المرابطون[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وفي سنة خمس وأربعين وأربعمائة من الهجرة يحدث ما هو متوقع وليس بغريب عن سنن الله سبحانه وتعالى فكما عهدنا أن من سنن الله سبحانه وتعالى أن يتقدم المسلمون ببطء في سلم الارتفاع والعلو، ثم يفتح الله عليهم بشيء لم يكن هم أنفسهم يتوقعونه، وكما حدث للمسلمين - كما ذكرنا - في عهد[COLOR=Red] عبد الرحمن الناصر[/COLOR] من دخول [COLOR=DarkRed]سرقسطة[/COLOR] وموت[COLOR=Red] عمر بن حفصون[/COLOR]، أيضا في هذه البلاد تحدث انفراجة كبيرة، ويقتنع بفكرة الشيخ[COLOR=Red] عبد الله بن ياسين[/COLOR] وجماعته من شباب قبيلة [COLOR=DarkRed]جدالة[/COLOR][COLOR=Red] يحيى بن عمر اللمتوني[/COLOR] زعيم ثاني أكبر قبيلتين من قبائل [COLOR=DarkRed]صنهاجة[/COLOR] - القبيلة الأولى هي [COLOR=DarkRed]جدالة [/COLOR]كما ذكرنا - وهي قبيلة [COLOR=DarkRed]لمتونة[/COLOR].[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]فدخل في جماعة [COLOR=Green]المرابطين[/COLOR]، وعلى الفور وكما فعل[COLOR=Red] سعد بن معاذ[/COLOR] رضي الله عنه حين دخل الإسلام وذهب إلى قومه وكان سيدًا عليهم وقال لهم إن كلام رجالكم ونسائكم وأطفالكم عليّ حرام، حتى تشهدوا أنه لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، قام [COLOR=Red]يحيى بن عمر اللمتوني [/COLOR]وفعل الأمر نفسه، وذهب إلى قومه وأتى بهم ودخلوا مع الشيخ [COLOR=Red]عبد الله بن ياسين[/COLOR] في جماعته، وأصبح الثلاثمائة وألف سبعة آلاف في يوم وليلة، مسلمون كما ينبغي أن يكون الإسلام.[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وفي مثال لحسن الختام وبعد قليل من دخول قبيلة [COLOR=DarkRed]لمتونة [/COLOR]في جماعة[COLOR=Green] المرابطين[/COLOR] يموت زعيمهم الذي دلهم على طريق الهداية الشيخ[COLOR=Red] يحيى بن عمر اللمتوني[/COLOR]، ثم يتولى من بعده زعامة [COLOR=DarkRed]لمتونة [/COLOR]الشيخ[COLOR=Red] أبو بكر بن عمر اللمتوني[/COLOR].[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]دخل الشيخ[COLOR=Red] أبو بكر بن عمر المتوني[/COLOR] بحماسة شديدة مع الشيخ [COLOR=Red]عبد الله بن ياسين[/COLOR]، وبدأ أمرهم يقوى وأعدادهم تزداد، وبدأ[COLOR=Green] المرابطون[/COLOR] يصلون إلى أماكن أوسع حول المنطقة التي كانوا فيها في شمال [COLOR=DarkRed]السنغال[/COLOR]، فبدءوا يتوسعون حتى وصلت حدودهم من شمال [COLOR=DarkRed]السنغال[/COLOR] إلى جنوب [COLOR=DarkRed]موريتانيا[/COLOR]، وأدخلوا معهم[COLOR=DarkRed] جدالة[/COLOR]، فأصبحت [COLOR=DarkRed]جدالة ولمتونة[/COLOR] وهما القبيلتان الموجودتان في شمال [COLOR=DarkRed]السنغال[/COLOR] وجنوب [COLOR=DarkRed]موريتانيا[/COLOR] جماعة واحدة تمثل جماعة [COLOR=Green]المرابطين[/COLOR].[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]أما الشيخ[COLOR=Red] عبد الله بن ياسين[/COLOR] ففي إحدى جولاته وهو يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر في إحدى القبائل، حاربوه وقاتلوه حتى استشهد رحمه الله سنة إحدى وخمسين وأربعمائة من الهجرة، وبعد أحد عشر عاما من الدعوة، خلّف على إثرها اثنا عشر ألف رجل على منهج صحيح في فهم الاسلام.[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][COLOR=Red]أبو بكر بن عمر اللمتوني[/COLOR] وزعامة دولة [COLOR=Green]المرابطين[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]بعد الشيخ [COLOR=Red]عبد الله بن ياسين[/COLOR] يتولى الشيخ[COLOR=Red] أبو بكر بن عمر اللمتوني[/COLOR] زعامة جماعة [COLOR=Green]المرابطين[/COLOR]، وفي خلال سنتين من زعامته لهذه الجماعة الناشئة يكون قد ظهر في التاريخ ما يعرف بدويلة [COLOR=Green]المرابطين[/COLOR]، وأرضها آنذاك شمال [COLOR=DarkRed]السنغال[/COLOR] وجنوب[COLOR=DarkRed] موريتانيا[/COLOR]، وهي بعد لا تكاد تُرى على خريطة العالم.[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وبعد سنتين من تولي الشيخ[COLOR=Red] أبو بكر بن عمر اللمتوني [/COLOR]زعامة [COLOR=Green]المرابطين[/COLOR]، وفي سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة من الهجرة يسمع بخلاف قد نشب بين المسلمين في جنوب [COLOR=DarkRed]السنغال[/COLOR] في منطقة بعيدة تماما عن دويلة [COLOR=Green]المرابطين[/COLOR]، وبعلمه أن الخلاف شر وأنه لو استشرى بين الناس فلن يكون هناك مجال للدعوة، فينزل بعجالة ليحل هذا الخلاف رغم أن الناس ليسوا في جماعته وليسوا من قبيلته، لكنه وبحكمة شديدة يعلم أنه الحق ولا بد له من قوة تحميه.[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وفي السنة المذكورة كان قد وصل تعداد ا[COLOR=DarkRed]لمرابطين [/COLOR]قرابة الأربعة عشر ألفا، فأخذ نصفهم وجاب أعماق [COLOR=DarkRed]السنغال[/COLOR] في جنوبها ليحل الخلاف بين المتصارعين هناك، تاركا زعامة [COLOR=DarkRed]المرابطين[/COLOR] لابن عمه [COLOR=Red]يوسف بن تاشفين [/COLOR]رحمه الله.[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]يستطيع [COLOR=Red]أبو بكر بن عمر اللمتوني[/COLOR] أن يحل الخلاف الذي حدث في جنوب [COLOR=DarkRed]السنغال[/COLOR]، لكنه يُفاجأ بشيء عجيب، فقد وجد في جنوب[COLOR=DarkRed] السنغال[/COLOR] وبجانب هذه القبائل المتصارعة قبائل أخرى وثنية لا تعبد الله بالكلية، وجد قبائل تعبد الأشجار والأصنام وغير ذلك، وجد قبائل لم يصل إليها الإسلام بالمرة.[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]حزّ ذلك في نفسه رحمه الله حيث كان قد تعلم من الشيخ [COLOR=Red]عبد الله بن ياسين[/COLOR] أن يحمل همّ الدعوة إلى الله، وأن يحمل همّ هداية الناس أجمعين حتى إن لم يكونوا مسلمين، وأن يسعى إلى التغيير والإصلاح بنفسه، فأقبل الشيخ [COLOR=Red]أبو بكر بن عمر اللمتوني[/COLOR] بالسبعة آلاف الذين معه يعلمونهم الإسلام ويعرفونهم دين الله، فأخذوا يتعلمون ويتعجبون كيف لم نسمع بهذا الدين من قبل! كيف كنا بعيدين عن هذا الدين الشامل المتكامل! حيث كانوا يعيشون في أدغال[COLOR=DarkRed] أفريقيا [/COLOR]ويفعلون أشياء عجيبة، ويعبدون أصناما غريبة، ولا يعرفون لهم ربًا ولا إلهًا.[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وبصبر شديد ظل[COLOR=Red] أبو بكر بن عمر اللمتوني[/COLOR] يدعوهم إلى الإسلام، فدخل منهم جمع كثير وقاومه جمع آخر؛ ذلك لأن أهل الباطل لا بد وأن يحافظوا على مصالحهم، حيث هم مستفيدون من وجود هذه الأصنام، ومن ثم فلا بد وأن يقاوموه، فصارعهم أيضا والتقى معهم في حروب طويلة.[/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]ظل الشيخ [COLOR=Red]أبو بكر بن عمر اللمتوني[/COLOR] يتوسع في دعوته ويتنقل من قبيلة إلى قبيلة، ثم في سنة ثمان وستين وأربعمائة من الهجرة، وبعد خمس عشرة سنة كاملة من تركه جنوب [COLOR=DarkRed]موريتانيا[/COLOR] وهو زعيم على دويلة [COLOR=Green]المرابطين[/COLOR]، يعود رحمه الله بعد مهمة شاقة في سبيل الله عز وجل يدعو إلى الله على بصيرة، فيُدخل في دين الله ما يُدخل، ويحارب من صد الناس عن دين الله سبحانه وتعالى حتى يرده إلى الدين أو يصده عن صده[/SIZE][/FONT].
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5](([COLOR=Purple]لقد كان أبو بكر بن عمر من أعظم قادة المرابطين، واتقاهم وأكثرهم ورعًا ودينًا وحبًا للشهادة في سبيل الله، وساهم في توحيد بلاد المغرب، ونشر الإسلام في الصحارى القاحلة وحدود السنغال والنيجر، وجاهد القبائل الوثنية حتى خضعت وانقادت للإسلام والمسلمين، ودخل من الزنوج أعداد كبيرة في الإسلام، وساهموا في بناء دولة المرابطين الفتيّة، وشاركوا في الجهاد في بلاد الأندلس وصنعوا مع إخوانهم المسلمين في دولة المرابطين حضارة متميّزة[/COLOR])) د. الصلابي - الجوهر الثمين بمعرفة دولة المرابطين[/SIZE][/FONT][INDENT]
[CENTER][FONT=Traditional Arabic][B][IMG]http://img90.imageshack.us/img90/685/andlos3nv7.gif[/IMG][/B][/FONT]
[/CENTER]

[/INDENT][/INDENT][/RIGHT]

أبو أنس الأنصاري 07-16-2009 06:35 AM

[INDENT][RIGHT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT][/RIGHT]
[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][COLOR=Red]يوسف بن تاشفين[/COLOR] ومهام[COLOR=Magenta] صعبة![/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]
[RIGHT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img83.imageshack.us/img83/1859/mod36mp2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]



[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]قال "[COLOR=Red]الذهبي[/COLOR]" في "[COLOR=Teal]سير أعلام النبلاء[/COLOR]":[COLOR=Purple] كان ابن تاشفين [/COLOR][SIZE=4][COLOR=Purple](410 - 500 هـ= 1019 - 1106 م ) [/COLOR][/SIZE][COLOR=Purple]كثير العفو، مقربًا للعلماء، وكان أسمر نحيفًا، خفيف اللحية، دقيق الصوت، سائسًا، حازمًا، يخطب لخليفة العراق...[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]ووصفه "[COLOR=Red]ابن الأثي[/COLOR]ر" في "[COLOR=Teal]الكامل[/COLOR]" بقوله:[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=Purple]كان حليمًا كريمًا، دينًا خيرًا، يحب أهل العلم والدين، ويحكّمهم في بلاده، ويبالغ في إكرام العلماء والوقوف عند إشارتهم، وكان إذا وعظه أحدُهم، خشع عند استماع الموعظة، ولان قلبُه لها، وظهر ذلك عليه، وكان يحب العفو والصفح عن الذنوب العظام...[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]= منذ أن ترك الشيخ [COLOR=Red]أبو بكر بن عمر اللمتوني[/COLOR] دويلة [COLOR=Green]المرابطين[/COLOR] في جنوب [COLOR=DarkRed]موريتانيا[/COLOR] وشمال [COLOR=DarkRed]السنغال[/COLOR] في سنة 453 هـ= 1061 م والشيخ [COLOR=Red]يوسف بن تاشفين[/COLOR] ينتظر وصوله، مرّ يوم ويومان وشهر وشهران ولم يرجع، وحين علم أنه قد توغّل في[COLOR=DarkRed] أفريقيا[/COLOR] ما كان منه رحمه الله إلا أن بدأ ينظر في الشمال باحثًا عمن ابتعد عن دين الله يعلّمه ويردّه إليه.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]نظر[COLOR=Red] يوسف بن تاشفين[/COLOR] في شمال[COLOR=DarkRed] موريتانيا[/COLOR] (المنطقة التي تعلوه) وفي جنوب [COLOR=DarkRed]المغرب العربي[/COLOR] فرأى من حال البربر الذين يعيشون في هذه المنطقة وبالتحديد في سنة 453 هـ= 1061 م رأى أمورًا عجبًا، هذه بعض منها:[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=Navy]أولًا: قبيلة غمارة:[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]هي من قبائل البربر وقد وجد فيها رجلًا يُدعى [COLOR=Red]حاييم بن منّ الله [/COLOR]يَدّعي النبوة وهو من المسلمين، والغريب أنه لم ينكر نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم بل قال إنه نبي على دين الإسلام، ثم أخذ يُشرّع للناس شرعًا جديدًا وهم يتبعونه في ذلك ويظنون أن هذا هو الإسلام.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]فرض [COLOR=Red]حاييم بن منّ الله[/COLOR] على قبيلته صلاتين فقط في اليوم والليلة، إحداها في الشروق والأخرى في الغروب، وبدأ يؤلّف لهم قرآنًا بالبربرية، ووضع عنهم الوضوء، ووضع عنهم الطُّهر من الجنابة، كما وضع عنهم فريضة الحج، وحرّم عليهم أكل بيض الطيور وأحلّ لهم أكل أنثى الخنزير، وأيضا حرّم أكل السمك حتى يُذبح.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وإنه لخلط وسَفه بَيّنٌ خاصة حين يَدّعي أنّه من المسلمين، كما أنه من العجب أن يتبعه الناس على هذا الأمر ويعتقدون أن هذا هو الاسلام.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=Navy]قبيلة برغواطة:[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]هي قبيلة أخرى من قبائل البربر في تلك المنطقة، على رأسها كان رجل يُدعى[COLOR=Red] صالح بن طريف بن شمعون[/COLOR]، ذلك الذي لم يكن بصالح ادّعى أيضًا النبوة، وفرض على الناس خمس صلوات في الصباح وخمس في المساء، وفرض عليهم نفس وضوء المسلمين بالإضافة إلى غسل السُّرّة وغسل الخاصرتين، كما فرض عليهم الزواج من غير المسلمات فقط، وجوّز لهم الزواج بأكثر من أربعة، وأيضًا فرض عليهم تربية الشعر للرجال في ضفائر وإلا أثموا، ومع كل هذا فقد كان يدّعي أنه من المسلمين.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]



[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=Navy]قبيلة زناتة:[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]كانت قبيلة [COLOR=DarkRed]زناته[/COLOR] من القبائل السنيّة في المنطقة، وكانت تعرف جزءًا من الإسلام، هو جانب العبادات وأمور العقيدة، فقد كانوا يصلون كما ينبغي أن تكون الصلاة، ويزكون كما يجب أن تكون الزكاة، لكنهم كانوا يسلبون وينهبون مَنْ حولهم، والقوي فيهم يأكل الضعيف، فَصَلُوا الدين تماما عن أمور الدنيا وسياسة الحياة العامة، فلم يكن الدين عندهم إلا صلاة وصيام وحج، وفي غير ذلك من المعاملات افعل ما بدا لك ولا حرج.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]كان من هذا القبيل الكثير والكثير الذي يكاد يكون قد مرق من الدين بالكلية، وقد كانت هناك قبيلة أخرى تعبد الكبش وتتقرب به إلى رب العالمين، وبالتحديد في جنوب المغرب، تلك البلاد التي فتحها [COLOR=Red]عقبة بن نافع[/COLOR] ثم [COLOR=Red]موسى بن نصير[/COLOR] رضي الله عنهما.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]


[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][COLOR=Red]يوسف بن تاشفين [/COLOR]وصناعة النصر والحضارة[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]شق ذلك الوضع كثيرًا على [COLOR=Red]يوسف بن تاشفين[/COLOR] رحمه الله فأخذ جيشه وانطلق إلى الشمال ليدعو الناس إلى الإسلام، دخل معه بعضهم لكن الغالب قاومه وحاربه، فحاربه [COLOR=Red]حاييم بن منّ الله[/COLOR]، وحاربه [COLOR=Red]صالح بن طريف[/COLOR]، وحاربته كل القبائل الأخرى في المنطقة، حتى حاربته قبيلة [COLOR=DarkRed]زناتة [/COLOR]السنية، فحاربهم بالسبعة آلاف رجل الذين تركهم معه[COLOR=Red] أبو بكر بن عمر اللمتوني[/COLOR] رحمه الله، وبمرور الأيام بدأ الناس يتعلمون منه الإسلام ويدخلون في جماعته المجاهدة.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وبعد رجوع الشيخ [COLOR=Red]أبو بكر بن عمر اللمتوني[/COLOR] في سنة 468 هـ= 1076 م وبعد خمس عشرة سنة من الدعوة - كما ذكرت - في جنوب[COLOR=DarkRed] [/COLOR][COLOR=DarkRed]السنغال[/COLOR] وأدغال[COLOR=DarkRed] أفريقيا[/COLOR]، يرى [COLOR=Red]يوسف بن تاشفين [/COLOR]رحمه الله الذي كان قد تركه فقط على شمال [COLOR=DarkRed]السنغال[/COLOR] وجنوب [COLOR=DarkRed]موريتانيا[/COLOR] في سنة 453 هـ= 1061 م يراه أميرًا على: [COLOR=DarkRed]السنغال[/COLOR] بكاملها، [COLOR=DarkRed]وموريتانيا[/COLOR] بكاملها، [COLOR=DarkRed]والمغرب[/COLOR] بكاملها،[COLOR=DarkRed] والجزائر[/COLOR] بكاملها،[COLOR=DarkRed] وتونس [/COLOR]بكاملها، وعلى جيش يصل إلى مائة ألف فارس غير الرجالة، يرفعون راية واحدة ويحملون اسم [COLOR=Green]المرابطين[/COLOR].[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وجد[COLOR=Red] أبو بكر بن عمر اللمتوني[/COLOR] كذلك أن هناك مدينة قد أُسست على التقوى لم تكن على الأرض مطلقا قبل أن يغادر، وتلك هي مدينة "[COLOR=DarkRed]مراكش[/COLOR]"، والتي أسسها الأمير[COLOR=Red] يوسف بن تاشفين[/COLOR]، وكان أول بناء له فيها هو المسجد الذي بناه بالطين والطوب اللبن، تمامًا كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يحمل بنفسه الطين مع الناس تشبهًا أيضًا بالرسول صلى الله عليه وسلم وهو الأمير على مائة ألف فارس.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وكذلك وجد الشيخ[COLOR=Red] أبو بكر بن عمر اللمتوني[/COLOR] رجلًا قد أسس حضارة لم تُعرف في المنطقة منذ سنوات وسنوات، ثم هو بعد ذلك يراه زاهدا متقشفًا ورعًا تقيًا، عالمًا بدينه طائعًا لربه، فقام الشيخ [COLOR=Red]أبو بكر بن عمر اللمتوني [/COLOR]بعمل لم يحدث إلا في تاريخ المسلمين فقط، حيث قال[COLOR=Red] ليوسف بن تاشفين[/COLOR]: أنت أحق بالحكم مني، أنت الأمير، فإذا كنتُ قد استخلفتُك لأجلٍ حتى أعود فإنك تستحق الآن أن تكون أميرًا على هذه البلاد، أنت تستطيع أن تجمع الناس، وتستطيع أن تملك البلاد وتنشر الإسلام أكثر من ذلك، أما أنا فقد ذقت حلاوة دخول الناس في الإسلام، فسأعود مرة أخرى إلى أدغال [COLOR=DarkRed]أفريقيا [/COLOR]أدعو إلى الله هناك.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]


[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][COLOR=Red]أبو بكر بن عمر[/COLOR] [COLOR=Red]اللمتوني[/COLOR] رجل الجهاد والدعوة[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]نزل الشيخ[COLOR=Red] أبو بكر بن عمر اللمتوني[/COLOR] رحمه الله مرة أخرى إلى أدغال [COLOR=DarkRed]أفريقيا[/COLOR] يدعو من جديد، فأدخل الإسلام في[COLOR=DarkRed] غينيا بيساو[/COLOR] جنوب [COLOR=DarkRed]السنغال[/COLOR]، وفي [COLOR=DarkRed]سيراليون[/COLOR]، وفي[COLOR=DarkRed] ساحل العاج[/COLOR]، وفي [COLOR=DarkRed]مالي[/COLOR]، وفي [COLOR=DarkRed]بوركينا فاسو[/COLOR]، وفي [COLOR=DarkRed]النيجر[/COLOR]، وفي [COLOR=DarkRed]غانا[/COLOR]، وفي [COLOR=DarkRed]داهومي[/COLOR]، وفي[COLOR=DarkRed] توجو[/COLOR]، وفي [COLOR=DarkRed]نيجريا [/COLOR]وكان هذا هو الدخول الثاني للإسلام في [COLOR=DarkRed]نيجريا[/COLOR]؛ حيث دخلها قبل ذلك بقرون، وفي [COLOR=DarkRed]الكاميرون[/COLOR]، وفي [COLOR=DarkRed]أفريقيا الوسط[/COLOR]ى، وفي[COLOR=DarkRed] الجابون[/COLOR].[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]فكانت أكثر من خمس عشرة دولة أفريقية قد دخلها الإسلام على يدِ هذا المجاهد البطل الشيخ [COLOR=Red]أبو بكر بن عمر اللمتوني[/COLOR] رحمه الله هذا الرجل الذي كان إذا دعا إلى الجهاد في سبيل الله - كما يذكر[COLOR=Red] ابن كثير[/COLOR] في البداية والنهاية - كان يقوم له [SIZE=6]خمسمائة ألف مقاتل[/SIZE]، أي نصف مليون من المقاتلين الأشداء غير من لا يقومون من النساء والأطفال، وغير بقية الشعوب في هذه البلاد من أعداد لا تحصى قد هداها الله على يديه.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وما من شك أنه كلما صلى رجل صلاة في[COLOR=DarkRed] النيجر[/COLOR] أو في [COLOR=DarkRed]مالي[/COLOR] أو في [COLOR=DarkRed]نيجريا[/COLOR] أو في[COLOR=DarkRed] غانا[/COLOR]، كلما صلى رجل صلاة هناك، وكلما فعل أحد منهم من الخير شيئا أُضيف إلى حسنات الشيخ[COLOR=Red] أبو بكر بن عمر اللمتوني[/COLOR] ومن معه رحمهم الله.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]قال[COLOR=Red] الحافظ ابن كثير[/COLOR] في[COLOR=Teal] البداية والنهاية[/COLOR]: "[COLOR=Purple]أبو بكر بن عمر أمير الملثمين كان في أرض فرغانة، اتفق له من الناموس ما لم يتفق لغيره من الملوك، كان يركب معه إذا سار لقتال عدو خمسمائة ألف مقاتل، كان يعتقد طاعته، وكان مع هذا يقيم الحدود ويحفظ محارم الاسلام، ويحوط الدين ويسير في الناس سيرة شرعية، مع صحة اعتقاده ودينه، وموالاة الدولة العباسية، أصابته نشابة في بعض غزواته في حلقه فقتلته...[/COLOR]"[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]ها هو رحمه الله وبعد حياة طويلة متجردة لله سبحانه وتعالى يستشهد في إحدى فتوحاته في سنة 480 هـ= 1087 م، وما استمتع بملكٍ قط بل كان يغزو في كل عام مرتين، يفتح البلاد ويعلّم الناس الإسلام، لتصبح دولة[COLOR=Green] المرابطين[/COLOR] قبل استشهاده رحمه الله ومنذ سنة 478 هـ= 1085 م متربعة على خريطة العالم ممتدة من[COLOR=DarkRed] تونس[/COLOR] في الشمال إلى [COLOR=DarkRed]الجابون[/COLOR] في وسط أفريقيا، وهي تملك أكثر من ثلث مساحة [COLOR=DarkRed]أفريقيا[/COLOR].[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]لذلك حين قرأ "[COLOR=Red]ألفونسو السادس[/COLOR]" رد "[COLOR=Red]المعتمد على الله بن عباد[/COLOR]" أمير [COLOR=DarkRed]إشبيلية[/COLOR] المحاصرة من قِبل الأول:[SIZE=6][COLOR=Purple] لأروحنّ لك بمروحة من المرابطين[/COLOR][/SIZE]، علم أنه سيواجه ثلث [COLOR=DarkRed]أفريقيا[/COLOR]، وعلم أنه سيقابل أقوامًا عاشوا على الجهاد سنوات وسنوات، فقام من توّه بفكّ الحصار ثم الرحيل.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]


[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=7]دولة [COLOR=Teal]المرابطين[/COLOR] و[COLOR=Red]يوسف بن تاشفين[/COLOR] أمير المسلمين وناصر الدين[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]كانت بداية حديثنا عن تاريخ[COLOR=Green] المرابطين[/COLOR] هو سنة 440 هـ= 1048 م وكانت البداية برجل واحد فقط هو الشيخ [COLOR=Red]عبد الله بن ياسين[/COLOR]، ثم كان الصبر والتربية المتأنية في الدعوة إلى الله على النهج الصحيح القويم ليصل عدد المرابطين وينتشرون بهذا الحجم الذي أشرنا إليه، والذي يمثّل الآن أكثر من عشرين دولة أفريقية.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]فقط كان ذلك بعد ثمان وثلاثين سنة، وتحديدًا في سنة 478 هـ= 1085م، ويصبح[COLOR=Red] يوسف بن تاشفين[/COLOR] رحمه الله زعيم هذه الدولة العظيمة، ويسمي نفسه: أمير المسلمين وناصر الدين، وحين سُئِل لماذا لا تتسمى بأمير المؤمنين؟ أجاب: هذا شرف لا أدّعيه، هذا شرف يخصّ [COLOR=Red]العباسيين[/COLOR] وأنا رجلهم في هذا المكان.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]كان [COLOR=Red]العباسيون [/COLOR]في هذه الفترة لا يملكون سوى[COLOR=DarkRed] بغداد[/COLOR] فقط، وكان [COLOR=Red]يوسف بن تاشفين[/COLOR] يريد للمسلمين أن يكونوا تحت راية واحدة، ولم يُرِد رحمه الله أن يشق عصا الخلافة، ولا أن ينقلب على خليفة المسلمين، وكان يتمنى أن لو استطاع أن يضم قوته إلى قوة[COLOR=Red] الخليفة العباسي[/COLOR] هناك، ويصبح رجلًا من رجاله في هذه البلاد فقال مجمّعا مؤمّلا: وأنا رجلهم في هذا المكان، وهذا هو الفقه الصحيح والفهم الشامل للإسلام...[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][COLOR=Red]يوسف بن تاشفين [/COLOR]ووفد[COLOR=Blue] الأندلس[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]في سنة 478 هـ= 1085م وفي [COLOR=DarkRed]مراكش[/COLOR] يستقبل [COLOR=Red]يوسف بن تاشفين [/COLOR]الوفد الذي جاء من قِبل بعض [COLOR=DarkRed]ملوك الطوائف [/COLOR]- كما ذكرنا - يطلبون العون والمساعدة في وقف وصدّ هجمات النصارى عليهم، وإذا به رحمه الله يتشوّق لمثل ما يطلبون، حيث الجهاد في سبيل الله ومحاربة النصارى، فيالها من نعمة، ويالها من أمنية.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]ما كان منه رحمه الله إلا أن انطلق معهم وبنحو سبعة آلاف فقط من المجاهدين، رغم أن قوته في الشمال الأفريقي مائة ألف مقاتل، وكان لديه في الجنوب خمسمائة ألف، وقد كان هذا ملمح ذكاءٍ منه؛ إذ لم يكن رحمه الله وهو القائد المحنك ليخرج ويلقِي بكل قواته في [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE]، ويتحرك بعشوائية تاركًا وراءه هذه المساحات الشاسعة في شمال وجنوب أفريقيا بلا حراسة ولا حماية، ومن ثَمّ فقد رأى أن يظلّ أحد الجيوش رابضًا في [COLOR=DarkRed]تونس[/COLOR] وآخر في[COLOR=DarkRed] الجزائر [/COLOR]ومثله في [COLOR=DarkRed]المغرب[/COLOR] وهكذا في كل البلاد [COLOR=DarkRed]الإفريقيه[/COLOR] التي فُتحت.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]أعدّ العدة رحمه الله وجهّز السفن، وبينما يعبر مضيق [COLOR=Red]جبل طارق[/COLOR]، وفي وسطه يهيج البحر وترتفع الأمواج وتكاد السفن أن تغرق، وكما كان قائدًا يقف هنا قدوة وإمامًا، خاشعًا ذليلًا، يرفع يديه إلى السماء ويقول:[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=Purple]اللهم إن كنت تعلم أن في عبورنا هذا البحر خيرا لنا وللمسلمين فسهّل علينا عبوره، وإن كنت تعلم غير ذلك فصعّبه علينا حتى لا نعبره[/COLOR]، فتسكن الريح، ويعبر الجيش، وعند أول وصول له، والوفود تنتظره ليستقبلونه استقبال الفاتحين، يسجد لله شكرًا أن مكنّه من العبور، وأن اختاره ليكون جنديًا من جنوده سبحانه وتعالى ومجاهدًا في سبيله.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]


[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][COLOR=Red]يوسف بن تاشفين[/COLOR] وقدوة كانت قد افتقدت وغُيّبت![/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]يدخل [COLOR=Red]يوسف بن تاشفين[/COLOR] أرض [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE]، ويدخل إلى إشبيلية والناس يستقبلونه استقبال الفاتحين، ثم يعبر في اتجاه الشمال إلى ناحية مملكة "[COLOR=DarkRed]قشتالة[/COLOR]" النصرانية، تلك التي أثارت الرعب في قلوب كل الأمراء الموجودين في بلاد [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] في ذلك الوقت، يتجه إليها في عزّة نفس ورباطة جأش منقطعة النظير بسبعة آلاف فقط من الرجال.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]كان الأندلسيون ومنذ أكثر من سبعين سنة، في ذلّ وهوان وخنوع يدفعون الجزية للنصارى، وحينما شاهدوا هؤلاء الرجال الذين ما ألِفوا الذلّ يومًا، وما عرفوا غير الرباط في سبيل الله، حينما شاهدوهم يعبرون القفار ويتخطون البحار حاملين أرواحهم على أكفّهم من أجل عزِّ الإسلام وإعلاء كلمة الله ورفعة المسلمين، حينما شاهدوهم على هذه الحال تبدّلوا كثيرًا، وتاقت نفوسهم إلى مثل أفعالهم، فأقبلوا على الجهاد، وأذّنوا بحي على خير العمل.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]قال [COLOR=Red]المقري[/COLOR] في [COLOR=Teal]نفح الطيب[/COLOR]: [COLOR=Purple]واجتمع بالمعتمد بن عباد بإشبيلية، وكان المعتمد قد جمع عساكره أيضاً، وخرج من أهل قرطبة عسكر كثير، وقصده المطوعة من سائر بلاد الأندلس، ووصلت الأخبار إلى الأذفونش فجمع عساكره، وحشد جنوده، وسار من طليطلة...[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وبدأ يلحق بركب[COLOR=Red] يوسف بن تاشفين[/COLOR] الرجل من [COLOR=DarkRed]قرطبة[/COLOR] والرجل من [COLOR=DarkRed]إشبيلية[/COLOR]، وآخر من[COLOR=DarkRed] بطليوس[/COLOR]، وهكذا حتى وصل الجيش إلى [COLOR=DarkRed]الزَّلَّاقة [/COLOR]في شمال البلاد الإسلامية على حدود "[COLOR=DarkRed]قشتالة[/COLOR]"، وعدده يربو على الثلاثين ألف رجل.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]ولا نعجب فهذه هي أهمية القدوة وفعلها في المسلمين وصورتها كما يجب أن تكون، تحركت مكامن الفطرة الطيبة، وعواطف الأخوّة الصادقة، والغيرة على الدين الخاتم، تلك الأمور التي توجد لدى عموم المسلمين بلا استثناء، وتحتاج فقط إلى من يحرّكها من سباتها.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]


[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=7]بين جيش [COLOR=Red]المسلمين [/COLOR]وجيش [COLOR=DarkSlateBlue]النصارى[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]تحرّك الثلاثون ألف رجل بقيادة [COLOR=Red]يوسف بن تاشفين[/COLOR] ليصلوا إلى [COLOR=DarkRed]الزَّلَّاقَة[/COLOR]، وهو ذلك المكان الذي دارت فيه موقعة هي من أشهر المواقع الإسلاميه في التاريخ، وذلك المكان الذي لم يكن يُعرف بهذا الاسم قبل ذلك، لكنه اشتهر به بعد الموقعة، وسنعرف قريبًا لماذا سُمَّيتْ [COLOR=DarkRed]بالزّلاقة[/COLOR].[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]في الوقت الذي يصل فيه [COLOR=Red]يوسف بن تاشفين[/COLOR] وجيشه إلى[COLOR=DarkRed] الزلاقة [/COLOR]يصله نبأ مفزع من بلاده [COLOR=DarkRed]بالمغرب[/COLOR]، إنه يحمل مصيبة قد حلت به وبداره، فابنه الأكبر قد مات، لكنه ورغم ذلك فلم تفتّ هذه المصيبة في عضدِه، ولم يفكر لحظة في الرجوع، ولم يرض أن يرسل قائدًا من قوّاده ويرجع هو، بل ذهب وهو الأمير على ثلث أفريقيا وأخذ معه أكبر قوّاد [COLOR=Green]المرابطين[/COLOR] وهو [COLOR=Red]داود بن عائشة[/COLOR]، وأرسل وزيره ليحكم البلاد في غيابه.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]كان النصارى قد استعدّوا لقدوم [COLOR=Red]يوسف بن تاشفين[/COLOR] بستين ألفًا من المقاتلين، على رأسهم "[COLOR=Red]ألفونسو السادس[/COLOR]" بعد أن جاءه العون من [COLOR=DarkRed]فرنسا وإيطاليا وإنجلترا وألمانيا[/COLOR]، وبعد أن أخذ وعودًا من البابا وصكوكًا بالغفران لكل من شارك في هذه الحرب ضد المسلمين.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]قدم "[COLOR=Red]ألفونسو السادس[/COLOR]" يحمل الصلبان وصور المسيح وهو يقول: [COLOR=Purple]بهذا الجيش أقاتل الجن والإنس وأقاتل ملائكة السماء وأقاتل محمدًا وصحبه[/COLOR]، فهو يعرف تمامًا أنها حرب صليبية ضد الإسلام.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]


[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=7]الرسائل [COLOR=DarkSlateBlue]والحرب[/COLOR] الإعلامية[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وكعادة الجيوش في ذلك الوقت في تبادل الرسائل، أرسل [COLOR=Red]يوسف بن تاشفين[/COLOR] برسالة إلى "[COLOR=Red]ألفونسو السادس[/COLOR]" يقول له فيها: [COLOR=Purple]بلغنا أنك دعوت أن يكون لك سفنًا تعبر بها إلينا، فقد عبرنا إليك، وستعلم عاقبة دعائك، وما دعاء الكافرين إلا في ضلال، وإني أعرض عليك الإسلام، أو الجزية عن يد وأنت صاغر، أو الحرب، ولا أؤجلك إلا لثلاث.[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]تسلم "[COLOR=Red]ألفونسو السادس[/COLOR]" الرسالة وما إن قرأها حتى اشتاط غضبًا، إذ كيف يدفع الجزية وقد أخذها هو من المسلمين، ومن قبله آباؤه وأجداده؟! فأرسل[COLOR=Red] ليوسف بن تاشفين[/COLOR] متوعدًا ومهددًا:[COLOR=Purple] فإني اخترت الحرب، فما ردّك على ذلك[/COLOR]؟ وعلى الفور أخذ[COLOR=Red] يوسف بن تاشفين[/COLOR] الرسالة، وقلبها وكتب على ظهرها:[COLOR=Purple] الجواب ما تراه بعينك لا ما تسمعه بأذنك، والسلام على من اتبع الهدى.[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]فلما وقف "[COLOR=Red]ألفونسو[/COLOR]" على هذا الجواب ارتاع له، وعلم أنه بُلي برجل لا طاقة له به.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]قال صاحب "[COLOR=Teal]الروض المعطار في خبر الأقطار[/COLOR]": [COLOR=Purple]ولما تحقق ابن فرذلند - ألفونسو السادس - جواز يوسف استنفر جميع أهل بلاده وما يليها وما وراءها، ورفع القسيسون والرهبان والأساقفة صلبانهم ونشروا أناجيلهم، فاجتمع له من الجلالقة والافرنجة وما يليهم ما لا يحصى عدده، وجعل يصغي إلى أنباء المسلمين متغيظاً على ابن عباد حانقاً ذلك عليه متوعداً له، وجواسيس كل فريق تتردد بين الجميع، وبعث - ألفونسو السادس - إلى ابن عباد أن صاحبكم يوسف قد تعنى من بلاد بعيدة وخاض البحور، وأنا أكفيه العناء فيما بقي، ولا أكلفكم تعباً، أنا أمضي إليه وألقاكم في بلادكم رفقاً بكم وتوفيراً عليكم، وقال لأهل وده ووزرائه: إني رأيت إن أمكنتهم من الدخول إلى بلادي فناجزوني بين جدرها ربما كانت الدائرة علي فيكتسحون البلاد ويحصدون من فيها في غداة واحدة، لكن أجعل يومهم معي في حوز بلادهم، فان كانت علي اكتفوا بما نالوه ولم يجعلوا الدروب وراءهم إلا بعد أهبة أخرى، فيكون في ذلك صون لبلادي وجبر لمكاسري، وإن كانت الدائرة عليهم كان مني فيهم وفي بلادهم ما خفت أنا أن يكون منهم في وفي بلادي إذا ناجزوني في وسطها. ثم برز بالمختار من أنجاد جموعه على باب دربه وترك بقية جموعه خلفه، وقال حين نظر إلى ما اختاره من جموعه: بهؤلاء أقاتل الجن والإنس وملائكة السماء، فالمقلل يقول: كان هؤلاء المختارون من أجناده أربعين ألف دارع، ولا بد لمن هذه صفته أن يتبعه واحد واثنان، وأما النصارى فيعجبون ممن يزعم ذلك ويقوله، واتفق الكل أن عدة المسلمين كانت أقل من عدة المشركين.[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]ورأى -[COLOR=Red] ألفونسو السادس[/COLOR] - في نومه كأنه راكب على فيل يضرب نقيرة طبلٍ فهالته رؤياه وسأل عنها القسوس والرهبان فلم يجبه أحد، ودس يهودياً عن من يعلم تأويلها من المسلمين فدل على عابر فقصها عليه ونسبها إلى نفسه، فقال له العابر:[COLOR=Purple] كذبت، ما هذه الرؤيا لك، ولا بد أن تخبرني عن صاحبها وإلا لم أعبرها لك[/COLOR]، فقال: اكتم ذلك، هو [COLOR=Red]الفنش بن فرذلند[/COLOR] -[COLOR=Red] ألفونسو[/COLOR] - فقال العابر: [COLOR=Purple]قد علمت أنها رؤياه، ولا ينبغي أن تكون لغيره وهي تدل على بلاء عظيم ومصيبة فادحة تؤذن بصلبه عما قريب، أما الفيل فقد قال الله تعالى: [/COLOR]" [COLOR=Green]ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل[/COLOR] " [COLOR=Purple]وأما ضرب النقيرة فقد قال الله تعالى:[/COLOR] "[COLOR=Green] فإذا نقر في الناقور[/COLOR] "، فانصرف اليهودي إلى [COLOR=Red]ألفونسو السادس[/COLOR] وجمجم له ولم يفسرها له...[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وفي محاولة ماكرة لخديعة المسلمين أرسل "[COLOR=Red]ألفونسو السادس[/COLOR]" يحدد يوم المعركة، فأرسل أن غدًا الجمعة، وهو عيد من أعياد المسلمين ونحن لا نقاتل في أعياد المسلمين، وأن السبت عيد اليهود وفي جيشنا كثير منهم، وأما الأحد فهو عيدنا، فلنؤجل القتال حتى يوم الإثنين.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]استلم [COLOR=Red]يوسف بن تاشفين[/COLOR] الرسالة، وبوعي تام وبقيادة تعلم خبايا الحروب وفنون مقدماتها لم يُعلِم جيشه هذه الرسالة، إذ إنه يعلم أن هذا الرجل مخادع، كيف وهم يكذبون على الله فيكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله، وكيف والله قال فيهم: [[COLOR=Green]أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ[/COLOR]] {البقرة:100}.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]


[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=7]تجهيز الجيش ورؤيا [COLOR=Red]ابن رمُيْلَة[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]بحذر تام لم يلتفت [COLOR=Red]يوسف بن تاشفين[/COLOR] إلى ما جاء في رسالة [COLOR=Red]ألفونسو السادس[/COLOR]، وقام بتعبئة الجيش وتجهيزه يوم الخميس، ووضعه على أتمّ الاستعداد، وفي ليلة الجمعة كان ينام مع الجيش شيخ كبير من شيوخ المالكية في قرطبة، وهو [COLOR=Red]ابن رُمَيْلَة[/COLOR] ( الفقيه الناسك [COLOR=Red]أبو العباس أحمد ابن رميلة القرطبي[/COLOR] ) قال [COLOR=Red]ابن بشكوال[/COLOR] في [COLOR=Teal]الصلة:[COLOR=Purple] [/COLOR][/COLOR][COLOR=Purple]أحمد بن محمد بن فرج الأنصاري يعرف: بابن رميلة من أهل قرطبة، يكنى: أبا العباس. كان معتنياً بالعلم، وصحبة الشيوخ وله شعر حسن في الزهد. وكان كثير الصدقة وفعل المعروف. قال لي شيخنا أبو محمد بن عتاب رحمه الله: كان أبو العباس هذا من أهل العلم والورع والفضل والدين، واستشهد بالزلاقة مقبلاً غير مدبر سنة تسع وسبعين وأربع مائة.... هـ[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]فلم تكن مهمّة الشيخ يومها هي مجرد الجلوس في المسجد أو إلقاء الدروس أو تعليم القرآن فقط، فقد كان هذا الشيخ يفقه أمور دينه ويعلم أن هذا الجهاد هو ذروة سنام هذا الدين.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]في هذه الليلة يرى [COLOR=Red]ابن رُمَيْلَة[/COLOR] هذا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول له: يا[COLOR=Red] ابن رمُيْلَة[/COLOR]، إنكم منصورون، وإنك ملاقين.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]يستيقظ [COLOR=Red]ابنُ رُمَيْلَة[/COLOR] من نومه وهو الذي يعلم أن رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام حق؛ لأن الشيطان لا يتمثل به صلى الله عليه وسلم ففي البخاري بسنده عن أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "[COLOR=Green]مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَخَيَّلُ بِي وَرُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ[/COLOR]"[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]يقوم الشيخ فرحًا مسرورًا، لا يستطيع أن يملك نفسه، فقد بشّره رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسيموت في سبيل الله، فالْحُسْنَيَيْن أمام عينيه، نصر للمؤمنين وشهادة تناله، فيالها من فرحة، وياله من أجر.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وعلى الفور يذهب [COLOR=Red]ابن رُمَيْلَة [/COLOR]رحمه الله في جنح الليل فيوقظ [COLOR=Red]يوسف بن تاشفين[/COLOR]، ويوقظ [COLOR=Red]المعتمد على الله بن عبّاد[/COLOR] الذي كان يقود وحدة كبيرة من قوات [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE]، ويوقظ [COLOR=Red]المتوكل بن الأفطس[/COLOR] و[COLOR=Red]عبد الله بن بلقين[/COLOR]، ويوقظ كل قوّاد الجيش، ويقصّ عليهم رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]هزّت تلك الرؤيا[COLOR=Red] يوسف بن تاشفين[/COLOR] وكلّ قواد الجيش، وقاموا من شدة فرحهم وفي منتصف الليل وأيقظوا الجيش كله على صوت: رأى[COLOR=Red] ابن رُمَيْلَة[/COLOR] رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له: [SIZE=6][COLOR=Green]إنكم لمنصورون وإنك ملاقين.[/COLOR][/SIZE][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وفي لحظة لم يتذوقوها منذ سنوات وسنوات في أرض [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE]، يعيش الجيش كله أفضل لحظات السعادة، وتتوق النفوس إلى الشهادة، ويأمر [COLOR=Red]يوسف بن تاشفين [/COLOR]بقراءة سورة الأنفال، ويأمر الخطباء بتحفيز الناس على الجهاد، ويمرّ هو بنفسه رحمه الله على الفصائل ينادي ويقول: [COLOR=Purple]طوبى لمن أحرز الشهادة، ومن بقي فله الأجر والغنيمة.[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=Purple]
[/COLOR]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]قال في [COLOR=Teal]الروض المعطار[/COLOR]: [COLOR=Purple]ووعظ يوسف وابن عباد أصحابهما، وقام الفقهاء والعباد يعظون الناس ويحضونهم على الصبر ويحذرونهم الفرار...[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]


[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=7]مخابرات [COLOR=Red]ابن عباد[/COLOR] تراقب الموقع[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]ولما ازدلف بعضهم إلى بعض أذكى[COLOR=Red] المعتمد [/COLOR]عيونه في محلات الصحراويين خوفاً عليهم من مكايد[COLOR=Red] ابن فرذلند[/COLOR] إذ هم غرباء لا علم لهم بالبلاد، وجعل يتولى ذلك بنفسه حتى قيل إن الرجل من الصحراويين - ا[COLOR=Green]لمرابطين[/COLOR] - كان يخرج عن طرق محلاتهم لبعض شأنه أو لقضاء حاجته فيجد[COLOR=Red] ابن عباد[/COLOR] بنفسه مطيفاً بالمحلة بعد ترتيب الكراديس - الكُرْدُوْسُ الخَيْلُ العَظِيْمَةُ - من خيل على أفواه طرق محلاتهم، فلا يكاد الخارج منهم عن المحلة يخطئ ذلك من لقاء [COLOR=Red]ابن عباد[/COLOR] لكثرة تطوافه عليهم...[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]


[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=7]المخابرات الإسلامية تنقل الأخبار بسرعة ودقة[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]جاء في الليل فارسان من طلائع[COLOR=Red] المعتمد[/COLOR] يخبران أنهما أشرفا على محلة "[COLOR=Red]ألفونسو[/COLOR]" وسمعا ضوضاء الجيوش واضطراب الأسلحة ثم تلاحق بقية الطلائع محققين بتحرك [COLOR=Red]ابن فرذلند[/COLOR] - [COLOR=Red]ألفونسو[/COLOR] - ثم جاءت الجواسيس من داخل محلات [COLOR=Red]ابن فرذلند[/COLOR] يقولون: استرقنا السمع الساعة، فسمعنا [COLOR=Red]ابن فرذلند[/COLOR] يقول لأصحابه:[COLOR=Red] ابن عباد[/COLOR] مسعر هذه الحروب، وهؤلاء الصحراويون وإن كانوا أهل حفاظ وذوي بصائر في الجهاد، غير عارفين بهذه البلاد وإنما قادهم [COLOR=Red]ابن عباد[/COLOR]، فاقصدوه واهجموا عليه، وإن انكشف لكم هان عليكم هؤلاء الصحراويون بعده ولا أرى [COLOR=Red]ابن عباد[/COLOR] يصبر لكم إن صدقتموه الحملة. وعند ذلك بعث [COLOR=Red]ابن عباد [/COLOR]كاتبه[COLOR=Red] أبا بكر بن القصيرة[/COLOR] إلى [COLOR=Red]يوسف[/COLOR] يعرفه بإقبال[COLOR=Red] ابن فرذلند[/COLOR] ويستحث نصرته، فمضى[COLOR=Red] ابن القصيرة[/COLOR] يطوي المحلات حتى جاء [COLOR=Red]يوسف بن تاشفين[/COLOR] فعرفه جلية الأمر...[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]


[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=7]الجيش الإسلامي وخطة الإعداد والهجوم[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]بعد ترتيب الجيش وصلاة فجر يوم الجمعة الموافق 12 من شهر رجب 479 هـ= 23 من أكتوبر 1086 م، لم تكن مفاجأة [COLOR=Red]ليوسف بن تاشفين[/COLOR] أن يخالف "[COLOR=Red]ألفونسو السادس[/COLOR]" طبيعته وينقض عهده ويبدأ بالهجوم في ذلك اليوم، إذ الغدر والخيانة ومخالفة العهود هو الأصل عندهم، وهو ما يجب أن نعلمه جميعًا.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]أما المفاجئة فأصابت "[COLOR=Red]ألفونسو السادس[/COLOR]" الذي وجد الجيش الإسلامي على أتمّ تعبئة وأفضل استعداد، وبخطة محكمة، كان [COLOR=Red]يوسف بن تاشفين[/COLOR] قد قسّم الجيش إلى نصفين، نصف أمامي ونصف خلفي، أما النصف الأمامي فقد طلب[COLOR=Red] المعتمد على الله بن عبّاد[/COLOR] أن يكون على قيادته على من معه من [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلسيين[/COLOR][/SIZE]، يريد بذلك أن يكون بين المسلمين وبين النصارى، يريد أن يغسل عار السنين السالفة، يريد أن يمحو الذل الذي أذاقه إياه [COLOR=Red]ألفونسو السادس[/COLOR]، إنه يريد أن يتلقى الضربة الأولى من جيش النصارى.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]في نصف عدد الجيش، وفي خمسة عشر ألف مقاتل يقف [COLOR=Red]المعتمد على الله بن عبّاد[/COLOR] في مقدمة الجيش ومن خلفه [COLOR=Red]داود بن عائشة[/COLOR] كبير قوّاد[COLOR=Green] المرابطين[/COLOR]، أما النصف الثاني أو الجيش الخلفي ففيه[COLOR=Red] يوسف بن تاشفين[/COLOR] رحمه الله يختفي خلف أحد التلال البعيدة تمامًا عن أرض المعركة، ويضم أيضًا خمسة عشر ألف مقاتل، ويستبقي من الجيش الثاني أو الخلفي الذي فيه [COLOR=Red]يوسف بن تاشفين [/COLOR]أربعة آلاف مقاتل، فيبعدهم أكثر عن هذا الجيش الخلفي، وقد كان هؤلاء الأربعة آلاف من رجال [COLOR=DarkRed]السودان[/COLOR] المهرة، يحملون السيوف الهندية والرماح الطويلة، وكانوا أعظم المحاربين في جيش[COLOR=Green] المرابطين[/COLOR]، فاستبقاهم [COLOR=Red]يوسف بن تاشفين[/COLOR] في مؤخرة الجيش.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]أصبح جيش المسلمين مقسمًا إلى ثلاث فرق، الفرقة الأولى وهي المقدمة بقيادة ا[COLOR=Red]لمعتمد على الله[/COLOR] وتضم خمسة عشر ألف مقاتل، والفرقة الثانية خلف الأولى وعلى رأسها[COLOR=Red] يوسف بن تاشفين[/COLOR] وتضم أحد عشر ألف مقاتل، ومن بعيد تنتظر الفرقة الثالثة وتضمّ أربعة آلاف مقاتل هم من أمهر الرماة والمحاربين.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]لم تكن خطة [COLOR=Red]يوسف بن تاشفين[/COLOR] رحمه الله جديدة في حروب المسلمين، فقد كانت هي نفس الخطة التي استعملها [COLOR=Red]خالد بن الوليد [/COLOR]رضي الله عنه في موقعة [COLOR=DarkRed]الولجة[/COLOR] في فتوح[COLOR=DarkRed] فارس[/COLOR]، وهي أيضا نفس الخطة التي استعملها[COLOR=Red] النعمان بن مقرن[/COLOR] رضي الله عنه في موقعة [COLOR=DarkRed]نهاوند[/COLOR] في فتوح فارس أيضا، فكان رحمه الله رجلا يقرأ التاريخ ويعرف رجالاته ويعتبر بهم.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]


[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][COLOR=DarkRed]الزَّلَّاّقةُ[/COLOR] ومعركة الوجود الإسلامي في [COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]لما كان يوم الجمعة الموافق 12 من شهر رجب 479 هـ= 23 من أكتوبر 1086 م هجم "[COLOR=Red]ألفونسو السادس[/COLOR]" بستين ألفًا من النصارى على الجيش الأول للمسلمين المؤلّف من خمسة عشر ألف فقط، وقد أراد[COLOR=Red] يوسف بن تاشفين[/COLOR] من وراء ذلك أن تحتدم الموقعة فتُنْهك قوى الطرفين حتى لا يستطيعان القتال، وكما يحدث في سباق الماراثون فيقوم هو ويتدخل بجيشه ليعدل الكفة لصالح صف المسلمين.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وأمام أمواج تتلوها أمواج وأسراب تتبعها أسراب، يصبر المسلمون أمام ستين ألفا من النصارى...[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]


[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][SIZE=7][COLOR=Red]المعتمد بن عباد[/COLOR] في قلب المعركة[/SIZE]
[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]مال [COLOR=Red]ألفونسو السادس[/COLOR] على [COLOR=Red]المعتمد[/COLOR] بجموعه وأحاطوا به من كل جهة فاستحر القتل فيهم، وصبر[COLOR=Red] ابن عباد[/COLOR] صبراً لم يعهد مثله لأحد، واستبطأ[COLOR=Red] يوسف[/COLOR] وهو يلاحظ طريقه، وعضته الحرب واشتد البلاء وأبطأ عليه الصحراويون، وساءت ظنون أصحابه، وانكشف بعضهم وفيهم ابنه [COLOR=Red]عبد الل[/COLOR]ه، وأثخن[COLOR=Red] ابن عباد[/COLOR] جراحات وضرب على رأسه ضربة فلقت هامته حتى وصلت إلى صدغه، وجرحت يمنى يديه وطعن في أحد جانبيه وعقرت تحته ثلاثة أفراس كلما هلك واحد قدم له آخر وهو يقاسي حياض الموت يضرب يميناً وشمالاً، وتذكر في تلك الحال ابناً له صغيراً كان مغرماً به، كان تركه [COLOR=DarkRed]بإشبيلية[/COLOR] عليلاً اسمه [COLOR=Red]المعلى[/COLOR] وكنيته [COLOR=Red]أبو هاشم[/COLOR] فقال:[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=Magenta]أبا هاشـم هشـمتني الشـفار فلله صبري لذاك الأوار[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=Magenta]
[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=Magenta]ذكرت شخيصك تحت العجاج فلم يثنـني ذكره للفرار[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]ثم كان أول من وافى[COLOR=Red] ابن عباد[/COLOR] من قواد [COLOR=Red]ابن تاشفين[/COLOR]، [COLOR=Red]داود بن عائشة[/COLOR]، وكان بطلاً شهماً فنفس بمجيئه عن[COLOR=Red] ابن عباد[/COLOR]...[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وهناك وبعد عصر ذلك اليوم يشير [COLOR=Red]يوسف بن تاشفين[/COLOR] إلى من معه أن انزلوا وساعدوا إخوانكم، وذلك بعد أن كانت قد أُنهكت قوى الطرفين من المسلمين والنصارى، وبعد طول صبر ينزل[COLOR=Red] يوسف بن تاشفين [/COLOR]بالأحد عشر مقاتلًا الذين كانوا معه وهم في كامل قوتهم، فيحاصرون الجيش النصراني.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]قسّم [COLOR=Red]يوسف بن تاشفين[/COLOR] الجيش الذي كان معه إلى قسمين، فالأول يساعد مقدمة المسلمين، والثاني يلتفّ خلف جيش النصارى، وكان أول فعل له خلف جيش النصارى هو أن حرّق خيامهم، وذلك حتى يعلم النصارى أن [COLOR=Red]يوسف بن تاشفين[/COLOR] ومن معه من ورائهم وهم محيطون بهم، فقد كان يعلم رحمه الله أن مثل هؤلاء الناس لا يهمهم من الدنيا إلا أن يظلوا أحياء، وأن ينجوا بأنفسهم.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]حين علم النصارى أن المسلمين من ورائهم وأنهم محاصرون دبّت الهزيمة في قلوبهم، وبدأ الخلل يتغلغل في صفوفهم، وبالفعل بدأ الانسحاب التدريجي التكتيكي الذي يحاول أقل خسارة ممكنة، وقد التفّ الناس حول[COLOR=Red] ألفونسو السادس[/COLOR] يحمونه، ثم حدثت خلخلة عظيمة في جيشهم.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وفي الضربة الأولى [COLOR=Red]ليوسف بن تاشفين[/COLOR] يُقتل من النصارى عشرة آلاف رجل، وفي وصف لهذا القائد في تلك المعركة يقول المؤرخون بأن[COLOR=Red] يوسف بن تاشفين[/COLOR] وهو الأمير على ثلث[COLOR=DarkRed] إفريقيا[/COLOR] كان في هذه الموقعة يتعرض للموت ويتعرض للشهادة ولا يصيبها، يلقي بنفسه في المهالك، رحمه الله ورضي عنه وعن أمثاله.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]تزداد شراسة الموقعة حتى قبيل المغرب، ثم ومن بعيد يشير[COLOR=Red] يوسف بن تاشفين[/COLOR] إلى الأربعة آلاف فارس أو الفرقة الثالثة والأخيرة، والتي كانت من رجال السودان المهرة، فيأتون فيعملون القتل في النصارى ويستأصلونهم.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وتنجلي الحقيقة المروّعة لأعداء الله عن قتل [SIZE=6][COLOR=Red]خمسين وخمسمائة وتسع وخمسين ألفًا[/COLOR][/SIZE] من النصارى من مجموع[SIZE=6][COLOR=Red] ستين ألفا[/COLOR][/SIZE] منهم، ممن كانوا سيهزمون الإنس والجن والملائكة، في موقعة كانت تنزلق فيها أقتاب الخيول وأرجل الفرسان من كثرة الدماء في هذه الأرض الصخرية، حتى سُمّيت من بعدها [SIZE=6][COLOR=DarkRed]بالزلَّاقة[/COLOR][/SIZE].[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وكان قد بقي من النصارى أربعمائة وخمسون فارسًا فقط، منهم [COLOR=Red]ألفونسو السادس[/COLOR] الذي نجا من الموت بساق واحدة، ثم انسحب في جنح الظلام بمن معه إلى [COLOR=DarkRed]طليطلة[/COLOR]، وقد مات منهم في الطريق من أثر الجراح المثخنة ثلاثمائة وخمسون فارسا، وهناك دخل[COLOR=DarkRed] طليطلة[/COLOR] بمائة فارس فقط.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=6]فكانت [COLOR=DarkRed]الزلاقة[/COLOR] دون مبالغة [COLOR=DarkRed]كاليرموك[/COLOR] و[COLOR=DarkRed]القادسية[/COLOR]...[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=Green]

[SIZE=7]لا نريد منكم جزاءً ولا شكورًا[/SIZE][/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]بعد هذه المعركة جمع المسلمون من الغنائم الكثير، لكن [COLOR=Red]يوسف بن تاشفين[/COLOR] وفي صورة مشرقة ومشرّفة من صور الإخلاص والتجرد وفي درس عملي بليغ لأهل [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] عامة ولأمرائهم خاصة يترك كل هذه الغنائم لأهل [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE]، ويرجع في زهدٍ عجيب وورع صادق إلى بلاد [COLOR=DarkRed]المغرب[/COLOR]، لسان حاله: [[COLOR=Green]لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورً[/COLOR]] {الإنسان:9}.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]قال [COLOR=Red]المقري[/COLOR] في [COLOR=Teal]نفح الطيب[/COLOR]: [COLOR=Purple]وأقامت العساكر بالموضع أربعة أيام، حتى جمعت الغنائم، واستؤذن في ذلك السلطان [COLOR=Red]يوسف[/COLOR]، فعفّ عنها، وآثر بها ملوك [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE]، وعرفهم أن مقصده الجهاد والأجر العظيم، وما عند الله في ذلك من الثواب المقيم، فلما رأت ملوك [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] إيثار[COLOR=Red] يوسف [/COLOR]لهم بالغنائم استكرموه، وأحبوه وشكروا له ذلك.[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]يعود رحمه الله إلى بلاد[COLOR=DarkRed] المغرب[/COLOR] ليس معه إلا وعودًا منهم بالوحدة والتجمع ونبذ الفرقة، والتمسك بكتاب الله وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد نصحهم باتباع سنة الجهاد في سبيل الله، وعاد [COLOR=Red]يوسف بن تاشفين [/COLOR]البطل الإسلامي المغوار وعمره آنذاك تسع وسبعون سنة!![/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]!

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]كان من الممكن له رحمه الله أن يرسل قائدا من قواده إلى أرض [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] ويبقى هو في بلاد[COLOR=DarkRed] المغرب[/COLOR]، بعيدا عن تخطي القفار وعبور البحار، وبعيدا عن ويلات الحروب وإهلاك النفوس، وبعيدا عن أرض غريبة وأناس أغرب، لكنه رحمه الله وهو الشيخ الكبير يتخطى تلك الصعاب ويركب فرسه ويحمل روحه بين يديه، لسان حاله: أذهب إلى أرض الجهاد لعلّي أموت في سبيل الله، شعاره هو:[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[SIZE=6][COLOR=Magenta]
[/COLOR][/SIZE][/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=Magenta]إِذَا غَامَرْتَ فِي شَرَفٍ مَرُومٍ فَلَا تَقْنَعُ بِمَا دُونَ النُّجُومِ[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=Magenta]

[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=Magenta]فَطَعْمُ الْمَوْتِ فِي أَمْرٍ حَقِيرٍ كَطَعْمِ الْمَوْتِ فِي أَمْرٍ عَظِيمٍ[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]لكنه رحمه الله لم يمت هناك، فلا نامت أعين الجبناء.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]واستشهد في ذلك اليوم جماعة من الفضلاء والعلماء وأعيان الناس، مثل [COLOR=Red]ابن رميلة [/COLOR]صاحب الرؤية المذكورة، وقاضي مراكش[COLOR=Red] أبي مروان عبد الملك المصمودي[/COLOR]، وغيرهما، رحمهما الله تعالى...[COLOR=Teal] نفح الطيب[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]



[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][COLOR=Red]المعتمد على الله بن عباد[/COLOR] وشرف [COLOR=Magenta]الجهاد[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]ولما دخل[COLOR=Red] ابن عباد[/COLOR][COLOR=DarkRed] اشبيلية[/COLOR] جلس للناس وهُنئ بالفتح، وقرأت القراء وقامت على رأسه الشعراء فأنشدوه، قال [COLOR=Red]عبد الجليل بن وهبون[/COLOR]: [COLOR=Purple]حضرت ذلك اليوم وأعددت قصيدة أنشده إياها فقرأ القارئ: [[COLOR=Green]إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ[/COLOR]] [COLOR=Black]{التوبة 40}[/COLOR] فقلت: بعداً لي ولشعري، والله ما أبقت لي هذه الآية معنى أحضره وأقوم به؛ واستشهد في هذا اليوم جماعة من أعيان الناس [COLOR=Red]كابن رميلة[/COLOR] المتقدم الذكر وقاضي مراكش[COLOR=Red] أبي مروان عبد الملك المصمودي[/COLOR] وغيرهما، وطار ذكر [COLOR=Red]ابن عباد[/COLOR] بهذه الوقيعة وشهر مجده، ومالت إليه القلوب، وسالمته[COLOR=DarkRed] ملوك الطوائف[/COLOR]، وخاطبوه جميعاً بالتهنئة، ولم يزل ملحوظاً معظماً إلى أن كان من أمره مع[COLOR=Red] يوسف[/COLOR] ما كان[/COLOR]... [COLOR=Teal]الروض المعطار في خبر الأقطار[/COLOR] -[COLOR=Red] الحِميري[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]



[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=7]مصير [COLOR=Red]ألفونسو السادس[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]لما بلغ - [COLOR=Red]ألفونسو السادس[/COLOR] - إلى بلاده وسأل عن أبطاله وشجعانه وأصحابهم ففقدهم ولم يسمع إلا نواح الثكلى عليهم، اهتمّ ولم يأكل ولم يشرب حتى هلك هماً وغمًا، فكان مصيره جهنم وبئس المصير...[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]


[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=7]صراعات [COLOR=DarkRed]ملوك الطوائف[/COLOR] وعودة [COLOR=Red]يوسف بن تاشفين[/COLOR] من جديد[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]بعد عودة [COLOR=Red]يوسف بن تاشفين[/COLOR] إلى أرض[COLOR=DarkRed] المغرب[/COLOR]، حدثت الصراعات بين أمراء المؤمنين الموجودين في بلاد[SIZE=6][COLOR=Blue] الأندلس[/COLOR][/SIZE] بسبب الغنائم وتقسيم البلاد المحرّرة.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وهنا ضج علماء [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] وذهبوا يستنجدون[COLOR=Red] بيوسف بن تاشفين[/COLOR] من جديد، لا لتخليصهم هذه المرة من النصارى، وإنما لإنقاذهم من أمرائهم...[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]يتورّع [COLOR=Red]يوسف بن تاشفين[/COLOR] عن هذ الأمر، إذ كيف يهجم على بلاد المسلمين وكيف يحاربهم؟! فتأتيه رحمه الله الفتاوى من كل بلاد المسلمين تحمّله مسئولية ما يحدث في بلاد [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] إن هو تأخر عنها، وتحذّره من ضياعها إلى الأبد، وتطلب منه أن يضمها إلى أملاك المسلمين تحت دولة واحدة وراية واحدة، هي دولة[COLOR=Green] المرابطين[/COLOR].[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]فجاءته الفتوى بذلك من بلاد الشام من[COLOR=Red] أبي حامد الغزالي[/COLOR] صاحب "[COLOR=Teal]إحياء علوم الدين[/COLOR]"، وقد كان معاصرًا لهذه الأحداث، وجاءته الفتوى من[COLOR=Red] أبي بكر الطرطوشي[/COLOR] العالم المصري الكبير، وجاءته الفتوى من كل علماء المالكية في شمال[COLOR=DarkRed] أفريقيا[/COLOR].[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]لم يجد [COLOR=Red]يوسف بن تاشفين[/COLOR] إلا أن يستجيب لمطلبهم، فقام في سنة 483 هـ= 1090 م وبعد مرور أربعة أعوام على موقعة [COLOR=DarkRed]الزَلَّاقة[/COLOR]، وجهّز نفسه ودخل [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE].[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5](([COLOR=Purple]الواقع يقول أن [/COLOR][COLOR=Purple][COLOR=Red]ابن تاشفين[/COLOR] لم يطمع في[COLOR=Blue] [/COLOR][/COLOR][SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE][COLOR=Purple] وتردد كثيرًا قبل العبور، وعف عن الغنائم بعد ذلك وتركها[/COLOR][COLOR=Purple][COLOR=Red] للمعتمد[/COLOR] ولأمراء [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس [/COLOR][/SIZE]ولم يأخذ منها شيئًا، وكان عودته، ثم يعود في الجواز الثاني بسبب اختلافات[/COLOR][COLOR=Purple] [COLOR=DarkRed]ملوك الطوائف[/COLOR]، وتحالف بعضهم مع عدو الإسلام، وكان الجواز الثالث لوضع حد لمهزلة[COLOR=DarkRed] [/COLOR][/COLOR][COLOR=Purple][COLOR=DarkRed]ملوك الطوائف[/COLOR]، لقد آن - وباسم الإسلام - لهذه الدويلات الضعيفة المتناحرة المتحالف بعضها مع الأعداء أن تنتهي...[/COLOR]))..[COLOR=Teal].الزلاقة[/COLOR] -[COLOR=Red] د. شوقي أبو خليل[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]


[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][COLOR=Red]يوسف بن تاشفين[/COLOR] ودولة واحدة على [COLOR=DarkRed]المغرب[/COLOR] و[COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]لم يكن دخول [COLOR=Red]يوسف بن تاشفين[/COLOR] الأندلس أمرًا سهلًا، فقد حاربه الأمراء هناك بما فيهم [COLOR=Red]المعتمد على الله بن عبّاد[/COLOR]، ذلك الرجل الذي لم يجد العزّة إلا تحت راية[COLOR=Red] يوسف بن تاشفين[/COLOR] رحمه الله قبل وبعد الزلاقة، قام [COLOR=Red]المعتمد على الله[/COLOR] بمحاربته وأنّى له أن يحارب مثله...[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5](( استعرت نار الحرب بين [COLOR=Green]المرابطين[/COLOR] و[COLOR=DarkRed]ملوك الطوائف[/COLOR] وانتهت بضم كل ممالك[SIZE=6][COLOR=Blue] الأندلس[/COLOR][/SIZE] لدولة [COLOR=Green]المرابطين[/COLOR] إلا "[COLOR=DarkRed]سرقسطة[/COLOR]" التي حكمها [COLOR=Red]أحمد بن هود[/COLOR]، والذي كان كالشوكة في حلق النصارى، فقد قاومهم زمنًا طويلًا، وتراجع النصارى أمام صمود [COLOR=Red]بني هود[/COLOR] البطولي، وأظهر[COLOR=Red] بنود هود [/COLOR]مقدرة فائقة على قتال النصارى مما جعل[COLOR=Green] المرابطين [/COLOR]يحترمونهم، وتوطدت العلاقة الودية بين الأمير[COLOR=Red] يوسف[/COLOR] والأمير[COLOR=Red] احمد بن هود[/COLOR] الذي كان وفيًا في عهوده، ومخلصًُا في جهاده، وحريصًا على أمته، ورضي [COLOR=Green]المرابطون[/COLOR] ببقاء[COLOR=Red] أحمد بن هود[/COLOR] حاكمًا تابعًا لهم، وبذلك أصبحت[SIZE=6][COLOR=Blue] الأندلس[/COLOR][/SIZE] ولاية تابعة لدولة[COLOR=Green] المرابطين[/COLOR]، وتوارت العناصر والزعامات الهزيلة وانهار سلطان العصبيات الطائفية.)) [COLOR=Teal]الأندلس في عصر المرابطين ص 112[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]فاستطاع [COLOR=Red]يوسف بن تاشفين[/COLOR] أن يضمّ كل بلاد [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] تحت لوائه، وأن يحرّر "[COLOR=DarkRed]سرقسطة[/COLOR]"، تلك التي كان النصارى قد أخذوها بعد أن قسّمها أميرها بين ولديه - كما ذكرنا - واستطاع أن يضمّها إلى بلاد المسلمين، وقد أصبح أميرًا على دولة تملك من شمال[SIZE=6][COLOR=Blue] الأندلس[/COLOR][/SIZE] وبالقرب من[COLOR=DarkRed] فرنسا[/COLOR] وحتى وسط [COLOR=DarkRed]أفريقيا[/COLOR]، دولة واحدة اسمها دولة [COLOR=Green]المرابطين[/COLOR].[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]ظلّ هذا الشيخ الكبير يحكم حتى سنة 500 هـ= 1106 م وكان قد بلغ من الكبر عتيًا، وتوفي رحمه الله بعد حياة حافلة بالجهاد وقد وفّى تمام المائة، منها سبع وأربعين سنة في الحكم، وكان تمام ستين سنة على ميلاد دولة[COLOR=Green] المرابطين[/COLOR]، تلك التي أصبحت من أقوى دول العالم في ذلك الزمان.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]


[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=7]الموقف بعد [COLOR=DarkRed]الزلاقة[/COLOR] وقفة تحليلية[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]كانت الزلاقة- كما ذكرنا- في 12 من شهر رجب 479 هـ= 23 من أكتوبر 1086 م، وبعدها بما يقارب الثلاثة أشهر مات كمدًا وحزنًا "[COLOR=Red]ألفونسو السادس[/COLOR]" قائد النصارى في هذه المعركة بعد تلك الهزيمة الساحقة التي نالته، والتي راح ضحيتها تقريبًا كل الجيش الصليبي، وبترت فيها ساقُه.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وقبل موته استخلف [COLOR=Red]ألفونسو السادس[/COLOR] ابنه على الحكم، ومع أن الاستخلاف كان سريعا إلا أن النصارى لم يستطيعوا أن يقيموا لهم قوة لمدة عشرين سنة تالية أو أكثر من ذلك؛ حيث لم تحدث مواقع بين المسلمين وبين النصارى إلا بعد سنة خمسمائة من الهجرة، أي بعد حوالي اثنتين وعشرين سنة من [COLOR=DarkRed]الزلاقة[/COLOR].[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وعلى الجانب الآخر فقد ظل[COLOR=Red] يوسف بن تاشفين[/COLOR] رحمه الله في الحكم حتى وفاته سنة خمسمائة من الهجرة عن مائة عام كاملة، وقد استُخلف على دولة[COLOR=Green] المرابطين[/COLOR] من بعده ابنُه [COLOR=Red]عليّ بن يوسف بن تاشفين[/COLOR].[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]حاول [COLOR=Green]المرابطون[/COLOR] بعد دخولهم [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] تحرير الأراضي [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلسية [/COLOR][/SIZE]التي أُخذت من المسلمين على مدار السنوات السابقة، فحاربوا في أكثر من جبهة، واستطاعوا أن يحرروا "[COLOR=DarkRed]سرقسطة[/COLOR]" في الشمال الشرقي من بلاد[SIZE=6][COLOR=Blue] الأندلس[/COLOR][/SIZE] ويضموها إلى بلاد المسلمين، وقد اقتربت حدود دولة [COLOR=Green]المرابطين[/COLOR] من [COLOR=DarkRed]فرنسا[/COLOR].[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]كما حاولوا كثيرا تحرير "[COLOR=DarkRed]طُلَيْطِلة[/COLOR]" (وكانت كما ذكرنا من قبل أنّها من أكثر وأشد مدن [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] حصانة على الإطلاق) لكنهم فشلوا في هذا الأمر وإن كانوا قد أخذوا معظم القرى والمدن التي حولها.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]


[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][COLOR=Green]المرابطون[/COLOR] ومواصلة الانتصارات[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]بعد موت [COLOR=Red]يوسف بن تاشفين[/COLOR] بعام واحد، وفي سنة 501 هـ= 1107 م وبعد ما يقرب من اثنتين وعشرين سنة من[COLOR=DarkRed] الزلاقة[/COLOR]، تدور واحدة من أضخم المواقع بين المسلمين وبين النصارى، وهي التي سميت في التاريخ بموقعة[COLOR=DarkRed] أقليش[/COLOR]، وقد تولى القيادة فيها على المسلمين [COLOR=Red]عليّ بن يوسف بن تاشفين[/COLOR] ( 477 - 537 هـ= 1084 - 1143م) وتولى القيادة على الصليبيين ابن[COLOR=Red] ألفونسو السادس[/COLOR]، وانتصر المسلمون أيضًا انتصارًا ساحقًا في هذه الموقعة، وقُتل من النصارى ثلاثة وعشرون ألفًا.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]توالت انتصاراتُ المسلمين بعد هذه المعركة، ففي عام 509 هـ= 1115 م استطاع المسلمون أن يفتحوا[COLOR=DarkRed] جزر البليار[/COLOR]، تلك التي كانت قد سقطت من جديد في عهد [COLOR=DarkRed]ملوك الطوائف[/COLOR]، وقد أصبح المسلمون يسيطرون على جزء كبير من أراضي [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] تحت اسم دولة [COLOR=Green]المرابطين[/COLOR].[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=Navy]لقد مرت سياسة [COLOR=Green]المرابطين[/COLOR] في[COLOR=Blue] الأندلس[/COLOR] بمراحل ثلاث:[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]1 - مرحلة التدخل من أجل الجهاد وإنقاذ المسلمين، وقد انتهت بانسحاب [COLOR=Green]المرابطين[/COLOR] بمجرد انتصار[COLOR=DarkRed] الزلاقة[/COLOR].[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]2 - مرحلة الحذر من [COLOR=DarkRed]ملوك الطوائف[/COLOR]، بعد أن ظل وضعهم وضع التنافر والتحاسد والتباغض، ولم يفكروا في الاندماج في دولة واحد، بل فضل بعضهم التقرّب إلى الأعداء للكيد ببعضهم.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]3 - مرحلة ضم ا[SIZE=6][COLOR=Blue]لأندلس [/COLOR][/SIZE]إلى [COLOR=DarkRed]المغرب[/COLOR]، فوضعوا حدًا لمهزلة[COLOR=DarkRed] ملوك الطوائف[/COLOR].))
الصلابي - الجوهر الثمين بمعرفة دولة المرابطين 136[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وفي سنة 512 هـ= 1118 م تحدث في داخل بلاد[COLOR=DarkRed] المغرب[/COLOR] وفي عقر دار [COLOR=Green]المرابطين[/COLOR] ثورة تؤدي بأثر سلبي إلى هزيمتين متتاليتين لهم في بلاد [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE]، كانت الأولى هزيمة [COLOR=DarkRed]قاتندة[/COLOR]، والثانية هزيمة [COLOR=DarkRed]القُليّعة[/COLOR].[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]


[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][COLOR=Green]المرابطون[/COLOR] الهزيمة والانحدار.. وقفة متأنية[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]على إثر قيام ثورة في[COLOR=DarkRed] المغرب[/COLOR] في عقر دار [COLOR=Green]المرابطين[/COLOR]، وعلى إثر هزيمتين متتاليتين لهم في [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] من قِبل النصارى، يحق لنا أن نتساءل: لماذا تقوم الثورة في هذا الوقت في دولة [COLOR=Green]المرابطين[/COLOR]؟! ولماذا هذا الانحدار وتلك الهزائم المتتالية؟![/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وفي تحليلٍ موضوعيّ لهذه الأحداث نعود بالتاريخ إلى بداية نشأة دولة [COLOR=Green]المرابطين[/COLOR] وقيامها، ففي سنة 440 هـ= 1048 م حيث قَدِم الشيخ [COLOR=Red]عبد الله بن ياسين[/COLOR]، ظلت الأمور بعده تتدرج ببطء حتى دخل [COLOR=Red]أبو بكر بن عمر اللمتوني[/COLOR] رحمه الله مع الشيخ [COLOR=Red]عبد الله بن ياسين[/COLOR] وحدثت انفراجة قليلة للمسلمين كانت غير متوقعة في ذلك الوقت، حدث بعدها انتشار بطيء ثم انتشار سريع، ثم فتح عظيم وتمكين، ثم دنيا وسلطان وعزّ كبير للمسلمين، حتى عام 509 هـ= 1115 م كما رأينا سابقًا.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]ومن خلال واقع دراستنا تلك، ومن خلال واقع تاريخ المسلمين قبل ذلك، ما الذي يمكن أن نتخيله بعد هذا؟![/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]فمنذ سنة سنة 440 هـ= 1048 م ولمدة سبعين سنة، وحتى سنة 509 هـ= 1115 م حيث الانتصارات المتتالية، وحيث العلو والارتفاع، وحيث الأموال والغنائم والقصور، وحيث الدنيا التي فتحت على المسلمين، والتي وصلوا فيها إلى درجة عالية من العزّ والسلطان والتمكين، فما هو المتوقع بعد ذلك، وما هي الأحداث الطبيعية التي من الممكن أن تحدث كما سبق ورأينا؟![/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]لا شكّ أن الشيء الطبيعي والمتوقع حدوثه هو حصول انكسار من جديد للمسلمين، وحدوث فتنة من هذه الدنيا التي فتحت على المسلمين، وفتنه من هذه الأموال التي كثرت في أيديهم.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وقد يتساءل البعض: هل من المعقول بعد انتصارات[COLOR=Red] أبو بكر بن عمر اللمتوني[/COLOR]، وانتصارات وأعمال[COLOR=Red] يوسف بن تاشفين[/COLOR]، وبعد [COLOR=DarkRed]الزلّاقة[/COLOR]، هل من المعقول بعد كل هذا أن يحدث انكسار للمسلمين؟![/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وفي معرض الردّ على هذا نقول: كيف نتعجب من حدوث هذا الانكسار الذي حدث بعد وفاة [COLOR=Red]يوسف بن تاشفين[/COLOR]، ولا نستغربه وقت أن حدث بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم متجسدًا في الردّة الكبيرة التي حدثت بين المسلمين؟! وهو بلا شكّ أعظم تربية وأقوى أثرًا من [COLOR=Red]يوسف بن تاشفين[/COLOR] ومن على شاكلته، وخاصة إذا كانت هناك شواهد بيّنة لهذا الانكسار وتلك الرجعة.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]


[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=7]شواهد الانكسار وعوامل السقوط في [COLOR=Green]دولة المرابطين[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]كدورة طبيعية من دورات التاريخ، ومما لا يعدّ أمرًا غريبًا أو غير متوقع، كانت هناك شواهد بيّنة لانكسار وتراجع دولة ا[COLOR=Green]لمرابطين [/COLOR]عما كانت عليه قبل ذلك، نستطيع أن نجملها فيما يلي:[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=Navy]أولًا: فتنة الدنيا وإن ظلّ أمر الجهاد قائمًا[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]بالرغم من عدم توقف الجهاد، وبالرغم من صولات وجولات علي بن [COLOR=Red]يوسف بن تاشفين[/COLOR] التي كانت له مع النصارى وفي أكثر من موقعة، إلا أن [COLOR=Green]المرابطين [/COLOR]كانوا قد فُتنوا بالدنيا، وهو يعدّ في بادئ الأمر شيء غريب جدًا، وفي تحليل لمنشأ هذا الشاهد وُجد أن سببه خطأ كبير كان قد ارتكبه المسلمون في دولة [COLOR=Green]المرابطين[/COLOR] وهم عنه غافلون، وليتنا نأخذ العظة والعبرة منه، فقد جعلوا جلّ اهتمامهم التركيز على جانب واحد من جوانب الإسلام وتركوا أو أهملوا الجوانب الأخرى، فقد انشغل [COLOR=Green]المرابطون[/COLOR] في أرض [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] وفي بلاد [COLOR=DarkRed]المغرب[/COLOR] وما حولها من البلاد، انشغلوا بالجهاد في سبيل الله عن تعليم الناس وتثقيفهم أمور دينهم، ومهمّة التعليم بالذات مهمّة شاقة خاصة في هذا الزمن؛ فالناس بطبيعتهم متفلّتة من التعلم ومن الالتزام بتعاليم الدين، ولا يحبون من يأتي لهم بقوانين وبرامج تربوية يعتقدون أنهم في غنى عنها، ومن ثَمّ كان لا بد وأن يتضاعف المجهود الضخم الذي يُبذل من أجل هذه المهمة، حتى تتعلم الأمة أمور دينها، وتعرف ما يجوز وما لا يجوز، وتعرف الواجبات من المحرمات من المستحبات، وقد انشغل[COLOR=Green] المرابطون[/COLOR] بالجهاد في سبيل الله عن غيره من المهمات ذات الأولوية المطلقة مثل قضية التعليم تلك، ولم يعد الأمر مثل ما كان عليه عهد [COLOR=Red]عبد الله بن ياسين[/COLOR] و[COLOR=Red]يوسف بن تاشفين[/COLOR] من حرصهم على تعليم الناس وتفقيههم أمور دينهم، وجعلهم جميعًا في رباط وفي مهمة منوطة بهم عليهم أن يؤدوها.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]شُغل[COLOR=Green] المرابطون[/COLOR] بالجهاد عن إدارة الحكم وعن السياسة داخل البلاد، شُغلوا بالأمور الخارجية عن الأمور الداخلية، والإسلام بطبيعته دين متوازن ونظام شامل لا يغلّب جانبًا على جانب، وقد رأينا مثالًا واضحًا لهذا الأمر في تلك الدولة المتوازنة التي أقامها [COLOR=Red]عبد الرحمن الناصر [/COLOR]رحمه الله في نواحي العلم والجهاد والاقتصاد والقانون والعمران والعبادة، وكل شيء، حيث الدولة التي تسدّ حاجات الروح والجسد، فسادت وتمكنّت وظلّت حينًا من الدهر، ومثلها أيضًا كانت بداية دولة[COLOR=Green] المرابطين[/COLOR] وإقامة الجماعة المتوازنة على يد الشيخ [COLOR=Red]عبد الله بن ياسين[/COLOR]، تلك التي اهتم في قيامها بكل جوانب الحياة وعوامل ومقومات الدولة المتكاملة، التي تعطي كل جانب من مقومّاتها قدرًا مناسبًا من الجهد والوقت والعمل، فتعلّموا أن يكونوا فرسانًا مجاهدين ورهبانًا عابدين، كما تعلّموا أن يكونوا سياسيين بارعين، ومتعاونين على منهج صحيح من الإسلام وأصوله، لكن أن يوجِه المسلمون كل طاقاتهم إلى الجهاد في سبيل الله في سنة خمسمائة من الهجرة وما بعدها، ثم يتركون أمور السياسة الداخلية وتثقيف الناس وتعليمهم أمور دينهم، فتلك هي قاصمة الظهر...[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=Navy]ثانيًا: كثرة الذنوب رغم وجود العلماء[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]كثرت الذنوب والمعاصي في دولة[COLOR=Green] المرابطين[/COLOR]، سواء أكان ذلك في [COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR] أم في أرض[COLOR=DarkRed] المغرب[/COLOR]، وهذا مع وجود العلماء الكثيرين في ذلك الوقت، وكثرة الذنوب كان أمرًا طبيعيًا خاصّة بعد أن فُتحت البلاد وكثرت الأموال؛ وذلك لأن معظم الذنوب تحتاج إلى أموال كثيرة جدًا لاقترافها، فالخمر والمخدرات والملاهي الليلية، ذنوب تحتاج إلى كثير مال للحصول عليها واقترافها، تلك الأموال التي لو كثرت ما برحت هذه الذنوب تكثر وتصير إلفًا بين الأقران، وأصحاب النفوس الضعيفة الذين كانوا يقطنون في دولة [COLOR=DarkRed]المرابطين [/COLOR](في [COLOR=DarkRed]المغرب[/COLOR]) كانوا يفكرون في الذنوب لكن لا يقدرون عليها، أما الآن وقد فُتحت الدنيا عليهم وكثرت الأموال في أيديهم، فتحرّكت هذه النفوس الضعيفة ناحية الذنوب، وبدأت ترتكب من الذنوب والكبائر ألوانًا وأشكالًا.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]ولا شكّ أنه كان هناك الغني الشاكر، لكن الحق أن هذا هو الاستثناء وليس القاعدة، والأصل أن الناس جميعًا يُفتنون بالدنيا ويقعون في الذنوب إذا كثر المال في أيديهم، يقول سبحانه وتعالى في معرض قصة نوحٍ عليه السلام: [[COLOR=Green]فَقَالَ المَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ[/COLOR]] {هود:27}. والأراذل هم ضعاف الناس وبسطاء القوم وفقراؤهم، وهم الذين اتبعوا نوحًا عليه السلام، واتبعوا الرسل من بعده، واتبعوا كل الدعاة إلى يوم القيامة، ومن هنا فإن كثرة الذنوب أمر طبيعي ومتوقع كنتيجة مباشرة لكثرة الأموال، لكن أين العلماء الكثيرون المنتشرون في بلاد [SIZE=6][COLOR=Blue]الأندلس[/COLOR][/SIZE] وبلاد [COLOR=DarkRed]المغرب [/COLOR]العربي في ذلك الوقت؟![/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]كيف يُفتن الناس بالدنيا وراية الجهاد خفّاقة، وكيف تُكثر الذنوب رغم وجود العلماء الأجلّاء؟![/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وواقع الأمر أن العلماء هم الذين يقع على عاتقهم العبء الأكبر من هذا التدني وذاك الانحدار، إذ نراهم وقد انشغلوا بفرعيات الأمور وأغفلوا أساسياتها، لقد طرقوا أمورًا وتركوا أمورًا أولى وأهمّ منها، أخذوا يؤلّفون المؤلفات ويعقدون المناظرات ويقسّمون التقسيمات في أمور لا ينبني عليها كثير عمل ولا كثير جدوى، بينما أغفلوا أمورًا ما يصحّ لهم أبدًا أن يتركوها أو يغفلوها، شغلوا أنفسهم بوضع اليد أثناء الصلاة، هل توضع على الصدر أم على البطن؟ وإذا كانت على الصدر ففي أي مكان منه؟ وكيف يكون وضع السبابة أثناء التشهد؟ هل تُرفع من بداية التشهد أم من منتصفه؟ وهل ترفع ساكنة أم متحركة؟ وإذا كانت متحركة فهل حركتها رأسية أم هي دائرية؟ ثم ما هو معدل الحركة أسريع هو أم بطيء؟[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وهذا بخلاف المناظرات والمجادلات الحادّة والطويلة في أمر الخوارج والشيعة والمرجئة والمعطلة والمشبهة والمجسمة، وغيرها من الأسماء والفرق التي ما كان يراها المسلمون أو يسمعون عنها، أخذوا يُنقّبون في الكتب ويبحثون عن كل غريب من أجل هذه المناظرات وتلك المجادلات التي لا نهاية لها...[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]


[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][SIZE=7]النتائج التي ترتبت على تعمق العلماء في الفروع دون الأصول[/SIZE]
[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][IMG]http://img89.imageshack.us/img89/9021/anyaflower221tc2.gif[/IMG][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]كان اتّجاه العلماء في ذلك الوقت إلى التعمق في الفروع وإهمال الأصول كمن ترك لُجّة البحر واتجه إلى القنوات الفرعية، فأنى له الوصول وأنى لعمله الفائدة المرجوة منه؟! فكان ونتيجة طبيعية لذلك أن نتج عن هذا القلب الخاطئ وذاك التعمق في الفروع تلك الأمور الخطيرة التالية:[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=Navy]أولًا: جدال عظيم عقيم بين العلماء والعامّة[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وذلك أن العلماء لم يفهموا أو لم يستطيعوا أن يتفهموا حاجة العامة، كما لم تعرف العامة ما يتنطع به العلماء، وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم وهو أعلم البشر وأحكم الخلق يتكلم بالكلمة فيفهمه علماء الصحابة ويفهمه الأعرابي البسيط، كما كان يفهمه الرجل وتفهمه المرأة والكبير والصغير كل على حد سواء.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=Navy]ثانيًا: عزلة العلماء عن مجتمعاتهم[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]باتجاه العلماء إلى دقائق الأمور من الفروع لم يعد يشغلهم حال مجتمعاتهم، ولم يعودوا هم يعرفون شيئا عما يدور فيها وما يحلّ بها من مصائب وذنوب، فتوسّعت الهوّة كثيرًا بينهم وبين مجتمعاتهم، وحدثت بذلك عزلة خطيرة لهم في العهد الخير[COLOR=Green] للمرابطين[/COLOR]، فكانت الخمور تُباع وتُشترى بل وتُصنّع في البلاد ولا يتكلم أحد، وكانت الضرائب الباهظة تُفرض على الناس غير الزكاة وبغير وجه حق ولا يتكلم من العلماء أحد، وكان الظلم من الولاة لأفراد الشعب ولا يتكلم من العلماء أحد، وكانت هناك ملاهي الرقص لا تتستر بل تعلن عن نفسها بسفور ولا يتكلم من العلماء أحد، وإنه لعجب والله أن تحدث مثل هذه الأمور في هذا الزمن (من بعد سنة خمسمائة من الهجرة) وتلك الدولة [COLOR=DarkRed]المرابطية[/COLOR]، فقد كانت النساء تخرج سافرات بلا حجاب والعلماء لاهون بالحديث عن أمور الجدال العقيمة والمقيتة، ويعتقدون أن مثل هذه الأمور هي التي يجب أن يُشغَل بها المسلمون، وغيرها هي الأقل أهمية من وجهة نظرهم.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=Navy]ثالثًا: أزمة اقتصادية حادة[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]كان من بين شواهد الانكسار الأخرى في نهاية دولة [COLOR=Green]المرابطين[/COLOR]، وبعد فتنة الدنيا والمال، وغياب الفهم الصحيح لتعاليم الإسلام، وكثرة الذنوب، وجمود الفكر عند العلماء وانعزالهم عن المجتمع كان فوق كل هذه الأمور أن حدثت أزمة اقتصاديّة حادة في دولة المرابطين؛ حيث غاب المطر لسنوات وسنوات، فيبست الأرض وجفّ الزرع وهلكت الدواب، وقد يرى البعض أن هذا من قبيل المصادفة البحتة والعجيبة في نفس الوقت، لكنها والله ليست مصادفة بل هي في كتاب الله عز وجل ومن سننه الثوابت، يقول تعالى في كتابه الكريم: [[COLOR=Green]وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ[/COLOR]] {الأعراف:96}.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وهذا كلام نوح عليه السلام في حديثه لقومه حيث يقول: [[COLOR=Green]فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا[COLOR=Black](10)[/COLOR]يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا[COLOR=Black](11)[/COLOR]وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا[COLOR=Black](12)[/COLOR]مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ للهِ وَقَارً[/COLOR]ا] {نوح:10،11،12،13}.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]فالله سبحانه وتعالى يبتلي المؤمنين دائمًا بالقحط وبالأزمات الاقتصادية الحادة عندما يبتعدوا عن طريقه وعن نهجه القويم الذي رسَمَهُ لهم، ومن هنا فلو لوحظ تدهور في الحالة الاقتصادية لأحد البلدان أو المجتمعات، وبدأت الأموال تقلّ في أيدي الناس، وبدءوا يعملون لساعات وساعات ولا يحصل لهم ما يكفي لسدّ رمقهم أو ما يكفي لعيشهم عيشة كريمة، فاعلم أن هناك خللاً في العلاقة بين العباد وربهم سبحانه وتعالى، وأن هناك ابتعاد عن منهجه وطريقه المستقيم؛ إذ لو كانوا يطيعونه لبارك لهم سبحانه وتعالى في أقواتهم وأرزاقهم.[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]

[/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وبالطبع أعقب هذه الأحداث التي وقعت في بلاد المرابطين هزائم متعددة من قِبل النصارى، فكانت كما ذكرنا موقعة[COLOR=DarkRed] قاتندة[/COLOR] في سنة 514 هـ= 1120 م والتي هُزم فيها المسلمون هزيمة منكرة، ومثلها وبعدها أيضا كانت موقعة [COLOR=DarkRed]القُليّعة[/COLOR] في سنة 523 هـ= 1129 م والتي مُني فيها المسلمون أيضًا بالهزيمة المنكرة.[/SIZE][/FONT][/RIGHT]
[/INDENT]

د. حازم 07-21-2009 02:07 PM

متابعة متأخرة قليلا
وفقك الله ورعاك وأحسن أليك

أبو أنس الأنصاري 07-21-2009 06:32 PM

لا عليكَ أخي الحبيبُ.
أسعدني مروركَ ومتابعتكَ.
وسنواصلُ قريبًا بإذنِ اللهِ تعالى.

مع الله 07-31-2009 01:32 PM

[size=5][color=blue][b]جزاكم الله خيراً[/b][/color][/size]
[size=5][color=blue][b]موضوع طويل للغاية لكنه شيق جداً[/b][/color][/size]
[size=5][color=blue][b]لنا عودة للتكملة بإذن الله[/b][/color][/size]
[size=5][color=blue][b]نفع الله بكم[/b][/color][/size]


الساعة الآن 06:56 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.