كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
كلاما حول مخالطة الناس
قال الإمام البحر "ابن القيم " رحمه الله في كتابه الماتع : بدائع الفوائد " ج 2 ص 298 وما بعدها ..
" كلاما حول مخالطة الناس مفاده ما يلي :" إن فضول المخالطة هي الداء العضال الجالب لكل شر وكم سلبت المخالطة والمعاشرة من نعمة وكم زرعت من عداوة وكم غرست في القلب من حزازات تزول الجبال الراسيات وهي في القلوب لا تزول ففضول المخالطة فيه خسارة الدنيا والآخرة وإنما ينبغي للعبد أن يأخذ من المخالطة بمقدار الحاجة ويجعل الناس فيها [ أربعة أقسام ] متى خلط أحد الأقسام بالآخر ولم يميز بينهما دخل عليه الشر . أول هذه الأقسام هو: مَنْ مخالطتُه كالغذاء ؛ لا يستغنى عنه في اليوم والليلة ، فإذا أخذ حاجتَهُ منه تركَ الخلطة ، ثم إذا احتاج إليه خالطه ... هكذا على الدوام . وهذا الضرب أعز منالكبريت الأحمر وهم : العلماء بالله تعالى ... الناصحون لله تعالى ولكتابه ولرسوله ولخلقه . فهذا الضرب في مخالطتهم الربح كله . القسم الثاني : مَنْ مخالطته كالدواء يحتاج إليه عند المرض فما دمت صحيحا فلا حاجة لك في خلطته وهم من لا يستغنى عنه مخالطتهم في مصلحة المعاش وقيام ما أنت محتاج إليه من أنواع المعاملات والمشاركات والإستشارة والعلاج للأدواء ونحوها . القسم الثالث : وهم مَنْ مخالطته كالداء على اختلاف مراتبه وأنواعه وقوته وضعفه. فمنهم من مخالطته كالداء العضال والمرض المزمن وهو من لا تربح عليه في دين ولا دنيا ، ومع ذلك فلا بد من أن تخصر عليه الدين والدنيا أو أحدهما فهذا إذا تمكنت مخالطته واتصلت فهي مرض الموت المخوف ومنهم من مخالطته : كوجع الضرس يشتد ضربا عليك فإذا فارقك سكن الألم . - ثم قال رحمه الله تعالى - : " ويذكر عن الشافعي رحمه الله أنه قال ما جلس إلى جانبي ثقيل إلا وجدت الجانب الذي هو فيه أنزل من الجانب الآخر . القسم الرابع : مَنْ مخالطته الهلاك كله ومخالطته بمنزلة أكل السم فإن اتفق لأكله ترياق وإلا فأحسن الله فيه العزاء وما أكثر هذا الضرب في الناس لا كثرهم الله وهم أهل البدع والضلالة الصادون عن سنة رسول الله الداعون إلى خلافها الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا فيجعلون البدعة سنة والسنة بدعة والمعروف منكرا والمنكر معروفا إن جردت التوحيد بينهم قالوا تنقصت جناب الأولياء والصالحين وإن جردت المتابعة لرسول الله قالوا أهدرت الأئمة المتبوعين وإن وصفت الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله من غير غلو ولا تقصير قالوا أنت من المشبهين وإن أمرت بما أمر الله به ورسوله من المعروف ونهيت عما نهى الله عنه ورسوله من المنكر قالوا أنت من المفتنين وإن اتبعت السنة وتركت ما خالفها قالوا أنت من أهل البدع المضلين وإن انقطعت إلى الله تعالى وخليت بينهم وبين جيفة الدنيا قالوا أنت من المبلسين وإن تركت ما أنت عليه واتبعت أهواءهم فأنت عند الله تعالى من الخاسرين وعندهم من المنافقين فالحزم كل الحزم التماس مرضاة الله تعالى ورسوله بإغضابهم وأن لا تشتغل بإعتابهم ولا باستعتابهم ولا تبالي بذمهم . ولا بغضبهم فإن عين كمالك كما قال : وإذا أتتك مذمتي من ناقص ... فهي الشهادة لي بأني كامل وقال آخر : وقد زادني حبا لنفسي أنني ... بغيض إلى كل امريء غير طائل
|
#2
|
|||
|
|||
بارك الله فيكي
|
#3
|
|||
|
|||
|
#4
|
|||
|
|||
وهم مَنْ مخالطته كالداء على اختلاف مراتبه وأنواعه وقوته وضعفه.
فمنهم من مخالطته كالداء العضال والمرض المزمن وهو من لا تربح عليه في دين ولا دنيا ، سلمت الانامل التي خطت هذا الكلام ’,’ رائع ’رائع ,.,
|
#5
|
|||
|
|||
بارك الله فيك على الموضوع القيم
|
#6
|
|||
|
|||
اقتباس:
شكر الله لكِ اخيه
|
#7
|
|||
|
|||
وفيكم بارك الرحمن ونفع بكم
|
#8
|
|||
|
|||
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم كل عام وانت طيبون |
#9
|
|||
|
|||
اقتباس:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أحسن الله اليكم عيدكم مبارك
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
مخالطة, الناس, حول, كلاما |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|