هل يجوز للعلماء توقيف كلام النبى وعدم العمل به لأى سبب؟؟

[أبو سيف]

 

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" خير صفوف الرجال أولها وشر صفوف الرجال آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشر صفوف النساء أولها"أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلمالان يقول بعض العلماء بان خير صفوف النساء أولها مثل الرجال وذلك لأن علة الخيرية فى الصف الخير زالت الان مثل عدم الاختلاط النساء بالرجال وغيرها من العلل التى بالطبع تعرفونهاوالسؤالهل يصح ان نبطل العمل بكلام النبى فى هذا الحديث لانتفاء العله الظنية التى رجحها العلماء مثل ما اوضحت سابقا؟؟؟ أم أن كلام النبى صلى الله عليه وسلم فى هذا الحديث يأخذ على علته ؟؟؟؟بمعنى ادق : ما هو الأفضل للمراة الصف الأول ام الاخير....
أعتذر عن الاطالة فى السؤال ولكنى اردت ايضاح وجهة النظر التى تشغلنى منذ فترة بعيده فى هل يجوز للعلماء توقيف كلام النبى وعدم العمل به لأى سبب؟؟؟؟؟

الإجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد ...
فعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، اعلمي - رحمك الله - أن الشريعة لم تأت بالألفاظ والمباني دون المقاصد والمعاني ، بل أتت بالألفاظ والمعاني والمقاصد والمباني ، وقامت على درء المفاسد وتقليلها وجلب المصالح وتكثيرها كما قرر ذلك وحرره أتم تحرير الإمام الشاطبي - رحمه الله تعالى - في "الموافقات" ، وقد تقرر كذلك عند فقهاء الملة أن الحكم الشرعي يدور مع علته وجودا وعدما ، إلا إذا دل الدليل على بقائه مع انتفاء علته ، كبقاء الرَمَل في الطواف مع انتفاء العلة التي شُرع من أجلها ، أو كانت العلة غير معتبرة شرعا عند المحققين على ما هو مفصل فى كتب الأصول ، والعلة فى سؤال السائلة - حفظها الله - بينها النووي - رحمه الله – بقوله : " وإنما فضل آخر صفوف النساء الحاضرات مع الرجال لبعدهن من مخالطة الرجال ورؤيتهم ، وتعلق القلب بهم عند رؤية حركاتهم وسماع كلامهم ونحو ذلك ، وذم أول صفوفهن لعكس ذلك" "شرح مسلم تحت الحديث رقم 131/439" وهذه علة بينة ، لا يخالف فيها أحد ، ولذا قال النووي في الموضع نفسه : " أما صفوف النساء فالمراد بالحديث صفوف النساء اللواتي يصلين مع الرجال ، وأما إذا صلين متميزات لا مع الرجال فهن كالرجال ، خير صفوفهن أولها وشرها أخرها " انتهى كلامه رحمه الله تعالى ، هذا والله تعالى أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب.