انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقيات علوم الغاية > القرآن الكريم

القرآن الكريم [أفلا يتدبرون القرءان أم على قلوبٍ أقفالها] .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-24-2009, 06:02 PM
العائد إلى الله حسن العائد إلى الله حسن غير متواجد حالياً
عضو ماسي
 




I15 في ظـلال آية ...... تفكـرفي كلام الله...لحـظـات إيمانية...إلتفاتة إلى كتاب الله

 





في ظـلال آية ... لحـظـات إيمانية
فيظـلال آية ...إلتفاتة إلى كتاب الله
في ظـلال آية ... تفكـرفي كلام الله
في ظلال آية ... لتطمئن القلوب الحائرةبذكر الله (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ... وترسو النفوس الحائرة على شواطيءالإيمان الآمنة.

في ظـلال آية ... جرعة إيمانية يومية (أو شبه يومية) نتناولفيها آية من كتاب الله نتفيأ ظلالها الوارفة ونستنير بهديها المنير ونسير علىصراطها القويم ونتفكر في معانيها السامية ومضاميتها الإيمانية... نقرأ كلامالمفسرين حولها لنفهم مراد الله منها فليس كمثل كلام كلام وليس بعد بيانهبيان.
الآية من كتاب الله الكريم والتفسير من كتب التفسير المعتبرة ... ودوريسيقتصر فقط على الإختيار وقليل من التعليق لربط جوانب الموضوع ولن آتي بشئ من عندي ... أعدكم أن أجعلها مختصرة قدر الإمكان وسأحاول أن لاتتجاوز العشرة الأسطر ... أسأل الله أن يطرح فيها البركة وأن يسهل لها طريقاً إلى قلوبكم ... ولقاؤنا غـداًإن شاء الله مع الحلقة الأولى.
والسـلام عليكم ورحمة اللهوبركاته.
إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليلوالنهار

قالالله تعالى: "إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأوليالألباب الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السمواتوالأرض ربنا ماخلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار سبحانك فنا عذاب النار".
روي أن عائشة أم المؤمنينرضي الله عنها سئلت عن أعجب ما رأته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكت ثم قالت: كان كل أمره عجباً، أتاني في ليلتي التي يكون فيها عندي، فاضطجع بجنبي حتى مس جلديجلده، ثم قال: ياعائشة ألا تأذنين لي أن أتعبد ربي عز وجل؟ فقلت: يارسول الله: والله إني لأحب قربك وأحب هواك- أي أحب ألاّ تفارقني وأحب مايسرك مما تهواه- قالت: فقام إلى قربة من ماء في البيت فتوضأ ولم يكثر صب الماء، ثم قام يصلي ويتهجد فبكىفي صلاته حتى بل لحيته، ثم سجد فبكى حتى بلّ الأرض، ثم اضطجع على جنبه فبكى، حتىإذا أتى بلال يؤذنه بصلاة الفجر، رآه يبكي فقال يارسول الله: مايبكيك وقد غفر اللهلك ماتقدم من ذنبك وماتأخر؟ فقال له: ويحك يابلال، ومايمنعني أن أبكي وقد أنزل اللهعليّ في هذه الليلة هذه الآيات : (إن في خلق السموات والأرضواختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ....) فقرأها إلى آخر السورة ثم قال: ويل لمن قرأها ولم يتفكرفيها.
هذه الآيات التي أبكت نبيناصلى الله عليه وسلم أيها الأحبة وأقضت مضجعه ولم تجعله يهنأ بالنوم في ليلته تلكفكان يقرأها في صلاته ويبكى قائماً وساجداً وبكى وهو مضطجعاً، نعم إنها لآيات عظيمةتقشعر منها الأبدان وتهتز لها القلوب ، قلوب أولى الألباب الذين يذكرون اللهقياماً وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض وليست كل القلوب كذلك ! فهلا تفكرنا في ملكوت الله ؟ وهلا أكثرنا من ذكر الله ؟ واستشعرنا عظمته سبحانهوتعالى ؟ لو فعلنا ذلك لبكينا من خشية الله عند سماع أو قراءة هذه الآيات ولكن للهالمشتكى من قسوة في قلوبنا وغفلة في أذهاننا. اللهم أنر قلوبنا بنور القرآن ، اللهمإنا نسألك قلباً خاشعا ولساناً ذاكرا وقلباً خاشعاً وعلماً نافعاً وعملاًصالحاً.
أيهاالأحبة بقى أن أذكركم أنهذه الآيات هي الآيات العشر الأخيرة من سورة آل عمران وهذه الآية التي أوردناها هيأول آية فيها.
ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون

يقول الله تعالى : "ولاتحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهمليوم تشخص فيه الأبصار. مهطعين مقنعي رؤوسهم، لايرتد إليهم طرفهم، وأفئدتهمهواء.".
آية تهديد ووعيد ولكن ماأعظم مافيها من شفاء لقلوب المظلومين وتسلية لخواطر المكلومين، فكم ترتاح نفسالمظلوم ويهدأ خاطره حينما يسمع هذه الآية ويعلم علم اليقين أن حقه لن يضيع وأنهسوف يقتص له ممن ظلمه ولو بعد حين.
وأنه مهما أفلت الظالم من العقوبة في الدنيا فإنجرائمه مسجله عند من لاتخفى عليه خافيه ولايغفل عن شئ .
والموعد يوم الجزاءوالحساب، يوم العدالة، يوم يؤخذ للمظلوم من الظالم، ويقتص للمقتول من القاتل " اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لاظلم اليوم" ولكن اللهيمهل للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته " إنما يؤخرهم ليوم تشخصفيه الأبصار" أي تبقى أبصارهم مفتوحة مبهوتة، لاتتحرك الأجفان من الفزعوالهلع، ولاتطرف العين من هول ماترى، "مهطعين مقنعي رؤوسهمرؤوسهم، لايرتد إليهم طرفهم، وأفئدتهم هواء" أي مسرعينلايلتفتون إلى شئ ممن حولهم، وقد رفعوا رؤوسهم في ذل وخشوع لايطرفون بأعينهم منالخوف والجزع وقلوبهم خاوية خالية من كل خاطر من هول الموقف.
ماأعظم بلاغة القرآنوماأروع تصويره للمواقف حتى كأنك ترى المشهد ماثلاً أمامك.
أخي الحبيب تخيل وأنت تقرأهذه الآية مصير الطغاة الظلمة ممن انتهكوا أعراض المسلمات وسفكوا دماء الأبرياءوقتلوا الأطفاء وشردوا النساء ، وهدموا المساجد والمنازل تذكر من عاثوا بأرضالبوسنة والهرسك والشيشان الفساد ومن أذاقوا أخواننا في فلسطين صنوف العذاب والقهروالظلم ، وتذكر الطغاة الذين يعذبون الدعاة في السجون ويسيمونهم سوء العذاب من أجلأنهم قالوا ربنا الله، تذكر أن الله فوقهم وأنه سوف يقتص منهم وسيرينا فيهم مايثلجصدورنا إن شاء الله ويتحقق لنا موعود ربنا تبارك وتعالى إذ يقول:" فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون، على الآرائك ينظرون ،هل ثوبالكفار ماكانوا يفعلون".
اللهم اغفر ذنوبنا ويسرأمورنا واستر عيوبنا وآمن روعاتنا واغفر زلاتنا ، وانصرنا على أعدائنا، وثبتنا علىدينك ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.




ومن الناس من يشري نفسه

قال اللهتعالى:"ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات اللهوالله رؤوف بالعباد".
نزلت هذه الآية الكريمة فيصهيب الرومي رضي الله عنه، حينما تخلى للمشركين في مكة عن كل مايملك مقابل أن يخلونسبيله ليلحق بالرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، احتجزوه ومنعوه منالهجرة وقال قائلهم ياصهيب جئتنا صعلوكاً لاتملك شيئاً، وأنت اليوم ذو مال كثير - يساومونه- فقال لهم رضي الله عنه: أرأيتم إن دللتكم على مالي هل تخلون سبيلي؟ قالوا : نعم . فدلهم على ماله بمكة ثم انطلق مهاجراً في سبيل الله لايلوي على شيء تاركاًكل مايملك خلف ظهره وهاجرا إلى الله ورسوله ، فلما وصل المدينة دخل على رسول اللهصلى الله عليه وسلم ، فقال له عليه الصلاة والسلام مهنئاً له على حسن صنيعه: "ربحالبيع أبا يحيى ربح البيع " فلله در صهيب شرى نفسه طلباً لرضوان الله تعالى. هكذاتكون التضحية وإلا فلا !
هذا صهيب وهذا فعله الذي غدا قرآناً يتلى إلى يوم القيامةفماذا قدمت أنا؟
وماذا قدمت أنت أخي الحبيب طلباً لمرضات الله؟ ماذا قدمنا منأموالنا في سبيل الله ؟
ماذا قدمنا من أوقاتنا في سبيل الله؟
هل تنازلنا عن شيء ولويسيرمن شهواتنا وملذاتنا من أجل الله؟ بل كم قد تنازلنا عن إيماننا من أجل دنيانا ؟أنرقع دنيانا بتمزيق ديننا؟!
كيف لوخيرنا بين أموالنا وبين ديننا؟
أو بين أهليناوبين إيماننا؟
اللهم سترك ياستير ،اللهم لاتفضحنا؟ ولا تمتحنا في إيماننا وتولنا برحمتك ياأرحم الراحمين. هذا حالناأيها الأخوة ونحن نرجو الجنة ونطمع في نعيم الآخرة ونطمح إلى الدرجات العلىوالمنازل الرفيعة بجوار الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين ولانريد أن نقدم ولوجزءً يسيراً من الثمن.
يقول الله تعالى: الم، أحسب الناس أنيتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون، ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذينصدقوا وليعلمن الكاذبين.
وصلى الله على محمد وعلىآله وصحبه وسلم تسليما كثيراً.
ومن يتق الله يجعل له مخرجا

قال الله تعالى: ومن يتق الله يجعل له مخرجاً، ويرزقه من حيث لايحتسب
هذا كلام الله تعالى الذيلايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وليس قول أحد من البشر، وهو سبحانه وتعالىإذا قال فإن قوله الحق.
هذه الآية العظيمة جاءت على سياق شرطي فعل شرط وجواب شرط: من يتق الله يكون جزاؤه أن يجعل الله له مخرجاً وأيضاً يرزقه من حيث لايعلمولايحتسب.
فمتى ماتحقق فعل الشرط وهو التقوى تحقق جوابه وجزاؤه. وياله من جزاء عظيمومكسب كبير ولكن كيف الطريق إلى التقوى أيها الأخوة؟
بل ماهي التقوى أولاً؟
إنهابعبارة مختصرة : كلمة جامعة لكل خير، هي امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه والوقوفعند حدوده.
لذا كانت التقوى هي وصية الله للأولين والآخرين ووصية كل رسول لقومه إناتقوا الله لأن فيها السعادة في الدنيا والآخرة وفيها النجاة والمخرج من الشدائدوالأزمات.
أوصى النبي صلى الله عليهوسلم بها الصحابي الجليل أبا ذر رضي الله عنه فقال له:" اتق الله حيثما كنت وأتبعالسيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن".
والتقوى لاتتقيد بمكان ولازمان ولكنالمحك الحقيقي لها في الخلوات فالتقي هو من يصرف بصره عن الحرام ولو لم يره أحدوالتقي من يتعفف عن أكل الحرام ولو لم يطلع عليه أحد لأنه يعلم علم اليقين أن اللهيراه ولأن مراقبة الله وتقوى الله حاضرة في ذهنه في كل حين .
والتقوى موضعها القلبيقول صلى الله عليه وسلم: التقوى هاهنا ويشير إلى صدره" وتظهر آثارها على الجوارحبعمل الطاعات وإجتناب المحرمات.
فليفتش كل منا عن تقواهوليزن نفسه بميزان التقوى فعلى قدر تقواه وخوفه من الله وخشيته له يكون إيمانه.
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. اللهم أت نفوسنا تقواها وزكها أنتخير من زكاها أنت وليها ومولاها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبهوسلم.


أحسب الناس أن يتركوا أنيقولوا آمنا وهم لا يفتنون

يقول الله تعالى : " الم. أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايُفتنون . ولقد فتناالذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين"
نعم أننا نحسب أننا لانفتن ! إن لميكن هذا بلسان المقال فلسان الحال يقول ذلك ، والدليل على ذلك أن أعمالنا ( إلا منرحم الله ) لاتدل على أننا نخشى أن نفتن في ديننا ولم يظهر علينا أننا قد أعددناالعدة لذلك ، لذا فإن هذه الآية تقشعر لها جلود الذين يخشون ربهم ، كيف لا ؟

فمنمنا يأمن أن لايخذله إيمانه ساعة أن يفتن فيزل ويخسر دينه وآخرته ويكون والعياذبالله من الخاسرين وذلك هو الخسران المبين .

أخي الكريم أنه لامنجي من الفتنة إلاالإيمان بالله والصدق في التوجه والقصد والإخلاص لله تعالى والإستعداد لتحمل المشاقفي سبيل ذلك والتضحية بالغالي والنفيس من أجل هذه العقيدة التي تحملها بين جنبيكولو كان الثمن روحك التي هي أغلى لديك من كل شيء.

ولأن الجائزة هي الجنة ، والجنةغالية فلا بد أن يكون الثمن غالٍ ولايمكن أن ينالها إلا من يستحقها وقد قضى اللهسبحانه تعالى على عباده أن يمتحنهم فيكافيء صادقي الإيمان بالجنة ويبعد أصحاب الهوىوالشهوة وعباد الدنيا عنها وهذا الإبتلاء والتمحيص والإختبار هو المدار الذي تدورعليه الحياة قال تعالى : تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيءقدير ، الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا.

. والشاهد قوله : ليبلوكمأي ليمتحنكم وليمحصكم .

قد يكون هذا الإبتلاءفي الحياة الدنيا بالفتن : فتنة المال أو فتنة النساء أو فتنة الأبناء أو فتنةالمنصب أو الجاه وقد يكون الإبتلاء بالتباس الحق بالباطل فلا يستطيع ضعيف الإيمانأن يفرق بينهما فيقع في الباطل ويزل أو قد يكون الإفتتان ساعة الإحتضار حينما يتهيأالشيطان للإنسان على هيئة أمه أو أبيه -كما ورد في الحديث - ويحاول أن يصرفه عندينه يقول له أنا أبوك مت على النصرانية أو اليهودية فهي الدين الحق ولايزال به حتىيصرفه عن الدين الحق فإن كان صعيف الأيمان فقد يموت على غير دين الإسلام والعياذبالله.

ونعود الآن إلى تفسير الآيات : ألم : وتقرأ : ألف لآم ميم : والحروف المتقطعة في أوائلالسور تأتي للتنبه على إعجاز القرآن.

أحسبالناسأن يتركوا أنيقولوا آمنا وهم لايفتنون : إستفهام إنكاري أي أظن الناس أن يتركوا من غيرافتتنان لمجرد قولهم باللسان آمنا ؟

كلا لابد من الإيتلاء والتمحيص.

وفي بيان هذاالأمر تطمين للمؤمنين كي يوطنوا أنفسهم على الصبر على البلاء والأذى وأن يثبتوا علىالإيمان

. ولقد فتنا الذين من قبلهم : أيولقد اختبرنا وامتحنا من سبقهم بأنواع التكاليف والمصائب والمحن ، قال البيضاوي : والمعنى أن ذلك سنة قديمة ، جارية في الأمم كلها ، فلاينبغى أن يتوقع خلافه.

فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين : أي فليميزن الله بين الصادقين في دعوى الإيمان وبينالكاذبين .
فماذا أعددت ياعبدالله لهذاالإمتحان الذي هو آتٍ لامحالة ؟
هل أعددت له إيماناً راسخاً كرسوخ الجبال ؟
أماعددت له يقيناً صادقاً صلباً كالحديد لايلين ؟
أم هل أعددت لذلك الإمتحان قلباًعامراً بذكر الله مشرقاً بنور القرآن ولساناً تالياً لآيات الله آناء الليل وأطرافالنهار؟
أم قد استعديت له بصيام الهواجر وقيام الليل ؟
أم بالصدقة والسعي علىالفقراء والأرامل والأيتام والمحتاجين ؟
إذا كان هذا شأنك فهنيئاً لك بالنجاحوالفوز بالجنة إن شاء الله ، وإن لم يكن عندك شيء من ذلك فتدارك نفسك فإنك على خطرعظيم.
اسأل الله العظيم رب العرش الكريمأن يمن علينا بعمل صالح يرضيه عنا ويكتب لنا به النجاة من عذابه والفوز بجناته وأنيثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة وأن يرينا الحق حقاً ويزقنااتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه وأن لايجعله ملتبساً علينا فنضلإنه ولي ذلك والقادر عليه

. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبهأجمعين.
إذ جاء تكم جنودٌ فارسلنا عليهم ريحاًوجنواً لم تروها وكان الله بماتعملون بصيرا

يقول الله تعالى : " ياأيها الذين آمنوا اذكروا نعمة اللهعليكم إذ جاء تكم جنودٌ فارسلنا عليهم ريحاً وجنواً لم تروها وكان الله بماتعملونبصيرا . إذ جاؤكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجروتظنون بالله الطنونا. هتالك أبتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديدا "
كان هذا هو يوم الأحزاب ، يوم أن تحزبتأمم الكفر من المشركين واليهود والوثنيين على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابهالكرام فتنادوا من كل حدب وصوب ، فاجتمع كفار مكة مع غطفان وبني قريضة وأوباش العربعلى حرب المسلمين وجاؤا بجيوشهم الجرارة وبعددهم وعتادهم وكانوا زهاء إثني عشرألفاً جاؤا ليقضوا على الإسلام ويمحوه من الوجود ، وربما كانوا يخططون لفرض نظامٍعالمي جديد ! وأحاطوا بالمسلمين إحاطة السوار بالمعصم وضيقوا عليهم الخناق فيالمدينة ودب الرعب والذعر في الناس وظن كثيرون أن الهلاك واقع لامحالة وأنه لاقبللأحد من المسلمين بهذه الأعداد ، ولكن المؤمنين كانوا واثقين من نصر الله فكانالنصر العظيم من عند الله ، نصر جنده بمعجزة من عنده لم تصمد لها تلك الألوفالمؤلفة ولم تستطع الوقوف في وجهها، فولت الأدبار وكان النصر للمؤمنين دون إراقةدماء ولا فقد أرواح ، فقد أرسل الله تعالى ريحا من عنده اقتلعت بيوتهم وكفأت قدورهموأرسل عليهم الملائكة فزلزلتهم وألقت الرعب في قلوبهم ( ومايعلم جنود ربك إلا هو) .
سبحان الله ! هكذا نصر الله يأتي في لحظة العسر ولحظة الشدةوالضيق وبأهون الأسباب بل بما لايخطر على بال أحد ... ولكن أين الإيمان ؟؟
ياهل ترىهل تستطيع أكبر القوى وأعظم الجيوش والدول بما أوتيت من تكنولوجيا وأسلحة نوويةوجرثومية وعابرات للقارات وأقمار تجسس ، هل تستطيع أن تثبت على سبيل المثال أمامطوفان يرسله الله عليهم فيغرقهم هم وأسلحتهم ومعداتهم ؟!
أو ريحا عاتية ذات أعاصيرفتقتلعهم وتهلكهم ؟ أو حشرة صغيرة تفتك بهم فتلقيهم صرعى ؟!! إن الله قوي عزيزلايعجزه شيء في الأرض ولا في السماء .
ثم عد إلى الآيات لترى التصوير القرآني البليغ في وصف حالةالخوف والهلع التي بلغت بالمسلمين في ذلك اليوم العصيب حينما تكالبت قوى الشروتحالفت على حرب المسلمين وهم قلة لايتجاوز عددهم ثلاثة آلاف مجاهد أمام إثني عشرمقاتل جاؤا من كل حدب وصوب
وإذ زاغت الأبصار ) أيمالت حيرةً وشخوصاً لشدة الهول والرعب (وبلغت القلوبالحناجر) أي زالت عن أماكنها من الصدور حتى كادت تخرج من الحناجر ( وتظنون بالله الظنونا) أي وكنتم في تلك الحالة الشديدة تظنونالظنون المختلفة وهي مجرد خواطر وإلا فهم مؤمنون بوعد الله ، ولكن المنافقين كانوايظنون ظن السوء ويقولون ماوعدنا الله ورسوله إلا غرورا. (هنالكابتلي المؤمنون) أي امتحنوا واختبروا ليتميز الصادق من المنافق ( وزلزلوا زلزالاً شديدا) أي وحركوا تحريكا شديداً حتى كأنالأرض تتزلزل تحت أقدامهم ، ولكنهم ثبتوا وسلموا أمرهم لله وقدموا أرواحهم فداءًلدين الله ، فلما علم الله صدق إيمانهم نصرهم بنصر من عنده ( وماالنصر إلا من عندالله ) .
وإن ينصركم الله فلاغالب لكم.
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يمن علىالمسلمين بنصر من عنده وأن يثبت أقدام المجاهدين في سبيله وأن ينصر الفئة القليلةعلى الطغمة الكافرة وأن يرد كيد الظالمين في نحورهم وأن يجعل الدائرة عليهم وأنيجعل بأسهم بينهم شديد وأن يرينا فيهم عجائب قدرته ، اللهم يامنزل السحاب وياهازمالأحزاب اهزم أحزاب الكفر، اللهم شتت شملهم وفرق جمعهم ، اللهم إنهم لايعجزونكفاهزمهم شر هزيمة ياعزيز ياقوي ، اللهم لاترفع لهم راية واجعلهم لمن خلفهم آية ،اللهم أعلي راية الجهاد وأدحض أهل الزيغ والفساد ، اللهم امنن علينا بنصر تقر لهعيوننا وتشف به صدور قوم مؤمنين إنك سميع مجيب وبالإجابةجدير.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبهأجمعين.
إن الله وملائكته يصلون علىالنبي

قال الله تعالى: " إن الله وملائكته يصلون على النبي ، ياأيها الذين آمنوا صلوا عليهوسلموا تسليماً
اللهم صل على محمد وعلى آلمحمد كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم،إنك حميدٌ مجيد
روى الإماممسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من صلىعلي صلاة صلى الله عليه بها عشراً
وعن ابن مسعودرضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أولىالناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة. حديث حسن
وعن أوس بن أوسرضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : : إنمن أفضل أيامكم يوم الجمعة فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضةعلي. قالوا يارسول الله وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت قال يقول : بليتقال "إن الله حرم على الأرض أجساد الأنبياء" رواه أبوداؤد بإسناد صحيح
وعن أبي هريرةرضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رغم أنف رجلٍ ذكرت عنده فلم يصل عليَ" رواه الترمذيوقال: حديث حسن
وعنه رضي اللهعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لاتجعلواقبري عيداً وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم" رواه أبوداؤد بإسنادصحيح
وعنه أن رسولالله صلى الله عليه وسلم قال: "مامن أحدٍ يسلم علي إلا ردالله علي روحي حتى أرد عليه السلام" رواه أبوداؤد
وعن علي بن أبيطالب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " البخيل من ُذكرت عنده فلم يصل علي" رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح.

وعن أبي مسعودالبدري رضي الله عنه قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس سعد بنعبادة رضي الله عنه ، فقال له بشير بن سعد : أمرنا الله أن نصلي عليك فكيف نصليعليك؟
فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله ثم قال : قالرسول الله صلى الله عليه وسلم قولوا : اللهم صل على محمدوعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آلإبراهيم، إنك حميدٌ مجيد، والسلام كما قد علمتم" رواه مسلم
فالله الله أخيالحبيب في هذا الفضل العظيم في هذا الذكر البسيط الذي يوجب قرب المنزلة من النبيالحبيب محمد صلى الله عليه وسلم في الجنة.

والحذر الحذر من البخل الذي يتمثل فيعدم الصلاة على الحبيب عند ذكره عليه الصلاة والسلام

ولعل من المفيد أن نذّكر بأنمعنى الصلاة من الله تعالى الرحمه ومن العباد الدعاء.

اللهم أكسبناحبك وحب نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وأرزقنا مرافقته في الجنة .

اللهم وابعثهالمقام المحمود الذي وعدته إنك لاتخلف الميعاد
وصلى الله علىنبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
إن زلزلة الساعة شئ عظيم

يقولالله تعالى : "ياأيها الناس اتقوا ربكمإن زلزلة الساعة شيءٌ عظيم . يوم ترونها تذهل كل مرضعةٍ عما أرضعت وتضع كل ذات حملٍحملها وترى الناس سكارى وماهم بسكارى ولكن عذاب الله شديد "
أخي الكريم عد معي بالذاكرة قليلاً إلى الوراء، إلى إسبوع مضى إلىتلك الأحداث والمشاهد التي لاشك أنها لم تبرح مخيلتك بعد ، وكيف كان شعورك وأنتتنظر إلى تلك المناظر وكيف كان الرعب والخوف يتملك قلبك وأنت على بعد آلاف الأميالمنها، وهكذا كان حال معظم من شاهدها من جميع أقطار المعمورة ، وكيف كان حالالقريبين من موقع الحدث ورأيت بعينيك ماصاحب تلك الأحداث من مشاهد الخوف والفزعوالهلع الذي أصابهم وقد تملكهم الخوف وانطلقوا في كل حدب وصوب لايلوون على شيء فيمنظر مرعب مخيف ، سحب الدخان الداكن الكثيف تنتشر بسرعة وألسنة للهب مثل الجبالوالناس يتساقطون من أعالي المباني والهدم والدمار والصراخ والعويل.
أخي الكريم : هل ذكرك ذلك المشهد بمشهد يوم القيامة الذي جاء وصفهفي كتاب الله وفي أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم وبالتحديد هل وقفت مرة عند هذهالآية وتأملتها وتخيلت المشاهد التي جاءت فيها ؟ إن ماشاهدناه من صور مرعبة وأحداثمهولة لاتعدل معشار أهوال يوم القيامة وأحداثها.
كيف لا ؟ هذا دمار محدود ويومالقيامة سوف يكون الدمار في كل أرجاء الكون ، الأرض سوف تتزلزل من تحتالأقدام، المباني الشاهقة سوف تسقط وتتهدم ، والمصانع القائمة سوف تشتعل فيهاالنيران، والبحار وماأدراك مالبحار سوف تتحول إلى نيران مشتعلة ، والجبال الراسيةسوف تكون كالعهن المنفوش وهو القطن المتطاير في الهواء. يالها من مشاهد تتقطعالقلوب من ذكرها فمابالك بمشاهدتها ومعايشتها ؟
اللهم رحماك رحماك يارب .. ويكفيوصف الله تبارك وتعالى لتلك الزلزلة بأنها شيء عظيم : إن زلزلةالساعة شيء عظيم ،يحذرنا سبحانه وتعالى وهو العالمبأحوالنا الرحيم بنا يحذرنا من شر ذلك اليوم ويوجه الخطاب إلى الناس وليس للمؤمنينفحسب بل لكل البشر : ياأيها الناس اتقوا ربكمأي خافواعذاب الله وأطيعوه بإمتثال أوامره واجتناب نواهيهإنزلزلة الساعة شيءٌ عظيم : تعليل للأمر بالتقوى أي أنالزلزال الذي يكون بين يدي الساعة أمر عظيم وخطب جسيميوم ترونها : أي في ذلك اليوم العصيب الذيتشاهدون فيه تلك الزلزلة وترون هول مطلعهاتذهل كل مرضعةٍ عما أرضعت : أي تغفل وتذهل مع الدهشة وشدة الفزع كل أنثى مرضعة عن رضيعها ‘ فإذارأت ذلك المنظر نزعت ثديها من فم طفلها وفرت عن أحب الناس إليها وهو طفلها الرضيع !!
وتضع كل ذات حملٍ حملها : وتسقط الحامل مافيبطنها من هول الفاجعة وشدة الواقعة ،وترى الناس سكارىوماهم بسكارى: أي تراهم يترنحون ترنح السكران من هولمايدركهم من الخوف والفزع وماهم على الحقيقة بسكارى من الخمرولكن عذاب الله شديد : أي أن أهوال الساعة وشدائدهاأطارت عقولهم وسلبت أفكارهم.
أخي الكريم : دعنا نتساءل (أنا وأنت ) ماذا أعددنا لأهواليوم القيامة ؟
أم أن عندنا شك في هذا الكلام ؟
كلا ، إنه كلام ربنا الحق الذيلايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه ووالله أن ماذكره لنا في كتابه وماصوره لنامن تصوير ووصفه لنا من وصف سوف يقع بتفاصيله وصوره لامحالة ، فالله الله في العملوالإستعداد لتلك الأهوال ، فلا منجي والله إلا الله ولا ينفع الإنسان إلا ماقدم ،إن خيراً فخير وإن شراً فشر.
الأيام تمضي والساعات تمر والعمر يتقدم والساعة تقتربوعلاماتها الصغرى قد اكتملت والكبرى بوادرها على الأبواب وإذا جاءت أولاها تلتهاأخواتها كما تنخرط حبات المسبحة إذا ماانفرط عقدها، فماذا أعددنا لها ؟
كم هو موجعهذا السؤال ولكنه مفيد مادمنا في ساعة الفسحة وزمن المهلة !
نعم ماذا أعددنا لها منأعمال صالحة ؟
جاء رجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم قال يارسول الله متى الساعة ؟
قال: ماذا أعددت لها ؟... نعم إي والله ماذا أعددنا لها ؟!
أعمارنا محسوبة وأيامنامعدودة وكل ساعة محاسبون عليها فماذا أعددنا ؟
هل ننتظر حتى يداهمنا الموت (وماأقربالموت) حتى نبدأ العمل ؟إذن اسمع قولالحق تبارك وتعالى : حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب إرجعون لعلي أعملصالحاً فيما تركت ، كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوميبعثون.
اللهم إنا نسألك توبة قبل الموت وراحة عند الموت ونسألك الفوزبالجنة والنجاة من النار ، اللهم آمن روعاتنا واغفر زلاتنا وتجاوز عن سيئاتنا وتبعلينا واجعلنا اللهم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ،وصلى الله علىنبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهمفتنة

يقول الله تعالى : "لاتجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً ، قد يعلم الله الذينيتسللون منكم لواذاً ، فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهمعذابٌ أليم"
كم قرأنا هذه الآية في كتاب الله وكمسمعناها؟
ولكن هل وعيناها؟
وهل تنبهنا إلى مافيها من تحذير ؟ نعم .. إنه تحذير شديداللهجة ، مصدره ليس أحد من البشر ولا حتى نبي من الأنبياء بل هو صادر عن ربالعالمين تبارك وتعالى ، ومن ماذا يحذرنا ؟
إنه يحذرنا من مخالفة أمر نبيه محمد صلىالله عليه وسلم.
فللنظر كيف تعاملنا مع هذا التحذير الإلهي العظيم !
وكيف كانموقفنا منه ؟
هل توقفنا عن مخالفة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم وهل اتبعنا هديهفي كل ماجاء به ؟
فوقفنا عند حدود مانهى عنه وامتثلنا بما أمر به ؟
وقبل الجوابعلى هذا السؤال دعونا نجري مقارنة بسيطة : تسير بسيارتك في الطريق فإذا بلوحة مكتوبعليها تحذير : منعطف خطير ! فهل تستمر أم تهدئ من سرعتك حتى لاتقع في المنحدر ؟
مثال آخر : تجد لوحة مكتوب عليها تحذير : خطر تيار عال ! فهل تقترب منه وتلمسه بيدك؟! كلا ..
إذن مابالنا أخي في الله نقرأ تحذيرعلام الغيوب الذي لاتخفى عليه خافية في الأرض ولافي السماء ومع ذلك نصم آذانناونغمض عيوننا ونستمر في طريقنا غير آهبين بما حذرنا منه ؟ !!
إن هذا لهو الجنونوالتهور والسفه ! أما من كان في رأسه ذرة من عقل فإنه بلاشك سيتوقف عند هذا التحذيربدل المرة الواحدة ألفا من المرات.
كم من المخالفات لأوامر الرسول صلى اللهعليه وسلم في حياتنا اليوم ؟ .. أخي الكريم اسأل نفسك هذا السؤال وحاسبها قبل أنتحاسب واعلم أن المولى تبارك وتعالى ماكان ليحذر من شئ إلا وفيه خطر علينا فيدنيانا وأخرانا ..
يقول تعالى: فليحذر الذين يخالفون عن أمرهأن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذابٌ أليم،أي تنزل بهم محنةعظيمة في الدنيا أو ينالهم عذاب شديد في الآخرة.
ولعل هذا المخالف يفتتن عند موتهساعة الإحتضار ساعة التنمحيص ساعة أن يتسلط عليه الشيطان فلا يصمد أمام هذه الفتنةفيموت على غير شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فيختم له بشر فيخسر الخسران المبين ،وقد لايصمد إذا ما أفتتن في قبره وجاءه الملكان يسألانه من ربك ؟ مادينك ؟ ومن نبيك؟ فينهار أمام هذه الفتنة فلايجيب ... أعاذنا الله وإياكم من فتنة المحياوالممات.
فلابد لكل عقل أن يتفقد نفسه وأن ينظرحوله ويتفحص نهجه وطريقه هل هو موافق لهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم أم أنه فيوادٍ وهدى خير العباد في وادٍ آخر ؟
الأمر جد خطير والنتيجة لاتظهر إلا في ساعةالعسر والشدة فلا يغتر عاقل باستقرار الأمور وهدوء الأحوال فالعبرة بالمآل ومتابعةالصراط المستقيم ، المحجة البيضاء التي أخبرنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلمأنه تركنا عليها وأنها بيضاء واضحة ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك.
فتش أخي في الله عن أوامر المصطفي صلىالله عليه وسلم في حياتك وانظر كم من المخالفات قد وقعت فيها : انظر في صلاتك ! وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم : صلوا كما رأيتموني أصلى ، انظر في هيئتك ، لباسك ؟
كم فيها من المخالفات ماأسفل من الكعبين من الإزار ففي النار .
تفكر في بصرك : وانظر ماذا نهيت أن تنظر إليه من الحرام.
تفكر في سمعك : وانظر ماذا نهيت أن تستمعإليه من الحرام.
تفكر في لسانك: الغيبة النميمة قول الزور، وهكذا سائر أعمالكوتعاملاتك من بيع وشراء وأخذ وعطاء وتعامل مع الأهل والأرحام والجيران والخدموالسائقين وفي كل أحوالك .. تفكر في هذه الأمور وحاسب نفسك في ظل هذه الآية واعملفيها فكرك فما خلق الله لنا العقول إلا لنتفكر بها ونتهتدي بها إلى الحق والصواب
. نسأل الله السلامة من كل إثم والفوز بالجنة والنجاة من النار ونسأله أن يجعلأقوالنا وأعمالنا موافقة لهدى المصطفى عليه الصلاة والسلام وأن يجعلنا على هديهسائرين وبسنته متمسكين وعلى أثره مقتفين إنه سميع مجيب .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آلهوصحبه أجمعين.




قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا

قال الله تعالى: "قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن اللهيغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم"
يقول العلماء هذه أرجأ آية في كتابالله ! كيف لا ؟ وهي قد أشرعت أبواب الأمل في وجوه البائسين وضمنت خط العودةللتائهين.

لاإله إلا الله ، ماأرحم الله بعباده وماأحنه عليهم ,وماأوسع رحمته، جاءفي الحديث الذي رواه الإمام مسلم" لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكمكان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرةفاضطجع في ظلها وقد أيس من راحلته فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده بخطامها ،ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك!

أخطأ من شدة الفرح".

وعن عمر بنالخطاب رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي فإذا امرأة منالسبي تسعى إذ وجدت صبياً في السبي أخذته فألزقته ببطنها فأرضعته. فقال رسول اللهصلى الله عليه وسلم: (أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار ؟) قلنا: لا والله. فقال: ( الله أرحم بعباده من هذه بولدها) متفق عليه.

أيها الأخوة إنا ربنا رحيم غفور ودودلايريد أن يعذبنا، خلق من أجلنا الجنة وزينها ووعدنا فيها بحياة طيبة وإقامة دائمةفي نعيم وحبور ولكننا نحن الظالمون لأنفسنا نحن المفرطون في جناب الله، الأمرلايحتاج منا سوى إلى توبة صادقة وندم على الذنوب وعودة إلى الله فيبدل الله السيئاتإلى حسنات ويعفو عن الخطايا والزلات ولكننا غافلون مسوفون مؤملون، يقول صلى اللهعليه وسلم : الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك .
كل هذه المغرياتوكل هذه التسهيلات إلا أننا نسوف ونؤجل ونؤمل في الحياة وكأننا مخلدون وكأن الموتبعيد عنا.

التحرر من الذنوب في الدنيا سهل ميسور ولكنه بعد الموت عسير.

باستغفاروتوبة إلى الله يغفر الله لك آلاف السيئات ولكن بعد الممات لو أنفقت مافي الأرضجميعا من أجل أن تمحى عنك سيئة لم تمح.

عبدالله ماحجتك إذا جئت يوم القيامة ووزنتأعمالك فرجحت كفة سيئاتك، من يحاججك عنك أمام الله ؟ ماذا سيكون عذرك ؟ كيف يكونندمك؟ كيف تتصور وقتها أنك فرطت في كل هذه الفرص ورحلت محملا بالذنوب ؟

اسأل نفسكهذا السؤال؟ وتفكر في موقفك يوم الحساب واعلم أنه لايحول بينك وبين الآخرة سوى انيقال فلان مات.

وماأسهل أن يقال، فكم من صحيح خرج من داره في الصباح ولم يعد لها فيالمساء.

وكم من معافى نام على فراشه ولم يصحو من منامه.

وكم وكم والقصص والعبرتقرع آذاننا كل يوم فهل من معتبر وهل من متعظ ؟!

والله إنه الله لايهلك على اللهإلا هالك.

ووالله أنه لاحجة لمذنب أمام الله. فالتوبة التوبة أخي في الله قبل فواتالأوان واليقظة اليقظة من الغفلة ! كن على أهبة الإستعداد للسفر الطويل وأرهف سمعكلسماع نداء الإقلاع لرحلتك التي قد يعلن عنها في أي لحظة.
الأمر يسير مادمت في زمنالتيسير، ولكنه بعد الموت عسير عسير .
تذكر إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيءالنهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل.

فلا تظلم نفسك ولاتحرمها من عفو الله

. ونختم بفائدة حول شروط التوبة كما قررها العلماء وهي أربع :

أولها أن يقلع عنالمعصية

والثاني: أن يندم على فعلها،

والثالث: أن يعزم ألا يعود إليها أبداً

والرابع: أن يبرأ من حق صاحبها إن كانت تتعلق بحق آدمي كمال أو عرض ونحوهم

اللهمإنا نسألك التوبة من كل ذنب والعفو عند الحساب والمغفرة من كل إثم ونسألك الفوزبالجنة والنجاة من النار ياعزيز ياغفار.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آلهوصحبه وسلم

لا خير في كثير من نجواهم

يقول الله تعالى : " لاخـيرفي كثيرٍ من نجواهم إلا من أمر بصدقةٍ أو معروفٍ أو إصلاحٍ بين الناس ، ومن يفعلذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً"
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديثالذي رواه الإمام الترمذي عن أبي الدرداء رضي الله عنه : ( ألا أخبركم بأفضل مندرجة الصيام والصلاة والصدقة ؟ قالوا : بلى ، قال : إصلاح ذات البين فإن فساد ذاتالبين هي الحالقة، لاأقول تحلق لشعر ولكن تحلق الدين).
فالله أكبر ماأعظم أجر وثواب الإصلاح بين عبادالله المتخاصمين الذين نزق الشيطان بينهم فأوغر صدروهم وأحل العداوة محل الأخوةوالقطيعة مكان الوصل.

إخوتي : إن هذا العمل العظيم قد جهل فضله كثير منالمسلمين اليوم، فنجد الخصومات تستمر بالشهور بل السنين العديدة بين الأهل والأخوانوالجيران ولاتجد من يسعى للصلح بينهم، كلٌ مكتفٍ بشأنه وكلٌ مشغول بنفسه.

فيتركونالمتخاصمين للشيطان يوقد نار الفتنة بينهما ويزيدها إشتعالاً حتى يستفحل الأمر وتقعالطامة ، بينما الصالحون غافلون عن هذا السبيل ، هذا العمل الجليل الذي زكاه اللهمن فوق سبع سماوات وامتدحه من بين سائر الأعمال ، والذي هو أفضل من درجة الصياموالصلاة والصدقة كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم وهي من أفضل الأعمال وأجلهابلاشك ولكن الصلح خير وأعظم.

وكم من صائم قائم مصل ولكنه لايسعى للإصلاح بينالمتخاصمين من أهله وجيرانه وماعلم أن ذلك أفضل من عبادته لإن عبادته خيرها مقتصرعلى نفسه أما إصلاحه بين الناس فخيره عام ومتعد إلى غيره.
وقد ذم الله تعالى الخصومة والقطيعة بين المسلمينلأنها تتنافى مع مبدأ الأخوة الإسلامية : إنما المؤمنون أخوة.

وتوعد المتقاطعين بأنلايغفر لهم ولايقبل منهم عملاً حتى يصطلحا ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قالرسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تُعرض الأعمال في كل أثنين وخميس فيغفر الله لكلأمريء لايشرك بالله شيئاً، إلا إمرءاً بينه وبين أخيه شحناء فيقول : اتركوا هذينحتى يصطلحا) رواه مسلم .

وأمرنا معاشر المؤمنين بالسعي في الأصلاح: فأصلحوا بينأخويكم.
فهلا نظرنا أخوتي فيمن حولنا من زملائنا أوأخواننا أو جيراننا ممن نزق الشيطان بينهم وأوقع بينهم القطيعة والبغضاء فسعينابينهم بالصلح ؟
فإن تم الصلح على يدينا فلله الحمد والمنة على توفيقه وهنيئاً لنابموعود الله ورسوله وإن لم يكتب لنا التوفيق في مهمتنا فقد أدينا ماعلينا وسلمنا منالإثم.

ولله در القائل :
إن المكـارم كلها لو حصلت ...... رجـعت جمـلتهاإلى شـيئين
تعظيم أمر الله جـل جـلاله ...... والسعي في إصلاحذات البين

اللهم ارزقنا علماً نافعاً وعملاً متقبلاً ورزقاًواسعاً وقلباً خاشعاً ولساناً ذاكراً وإيماناً خالصاً وهب لنا إنابة المخلصين وخشوعالمخبتين وأعمال الصالحين وأصلح ذات بيننا وإجمع قلوبنا على الخير ياأفضل من رجيوقصد وأكرم من سئل، اللهم اغفر لنا ولوالدينا وجميع المسلمين برحمتك ياأرحمالراحمين.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبهوسلم.
لا يسخر قوم من قوم عسىأن يكونوا خير منهم

يقول الله تعالى : " ياأيها الذين آمنوا لايسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراًمنهم ولانساءٌ من نساءٍ عسى أن يكن خيراً منهن ولاتلمزوا أنفسكم ولاتنابزوابالألقاب بئس الإسم الفسوقبعد الإيمانومن لم يتب فأولئك هم الظالمون "

سبحان الله العظيم ... الذي يرىحالنا لايكاد يصدق أن هذه آية في قرآننا نزلت علينا نحن المسلمين بكل ماتحمل منتحذير ونهي شديد عن هذه السلوكيات الذميمة ولا يكاد يصدق أننا نتلوها فلانتأملهاوتطرق أسماعنا ولكن لانعيها بكل أسف.

أقول لايكاد يصدق وهو يرى مانحن فيه من مخالفةصريحة لهذا النهي الإلهي فهاهم المسلمون يسخر بعضهم من بعض وينتقص بعضهم بعضاً ، كلأهل بلد يرون أنهم أفضل من أهل البلاد الأخرى ، وكل أبناء قبيلة يرون أنهم أفضل منبقية القبائل الأخرى.

ومن هنا تنشأ السخرية والتعالي والنظرة المتنقصة وكثيرامانسمع كلمات الهمز واللمز والنكت والتعليقات الجارحة تطلق على قبيلة أوقبائل معينةأوعلى جنسية من الجنسيات ، فجماعة تسخرون من جماعة أخرى ويطلقون عليهم النكاتوالتعليقات التي يتهمونهم فيها بالغباء ، وآخرون يعتبرون أنفسهم أفضل من أهل البلدالفلاني لأنهم أغنى منهم وأولئك فقراء وأولئك يسخرون من هؤلاء بأنهم بدو جهلة غيرمتعلمين وآخرون ينتقصون أقواماً بسبب أنهم يرون أنهم أفضل منهم حسباً ونسباً وآخرونيسخرون من أناس بسبب ألوانهم وغيرها من المسببات الواهية التي لاتولد إلا الكرهوالبغض والحقد والحزازيات التي تزيد الفرقه وتشق الصف وتورث البغضاء بين المسلمينالذين ينبغي أن يكونوا أمة واحدة على قلب رجل واحد يسعى بذمتهمأدناهم.

ونظراً لأن هذا الأمر خطير وأنعاقبتهم سيئة فقد حذرنا ربنا تبارك وتعالى منه ونادانا بنداء الإيمانياأيها الذين آمنوا : نداء تلطف ورحمة أييامن اتصفتهم بهذه الصفة العظيمة التي اجتمعتم عليها وانطويت تحت لوائها صفةالإيمان لاالحسب ولاالنسب ولاالمال ولاالجاه ولااللون ولاغيرهالايسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراًأي لايهزأ جماعة بجماعة ، ولايسخر أحد من أحد فقد يكون المسخور منهخيراً عند الله من الساخرولانساءٌ من نساءٍ عسى أن يكنخيراً منهنوأيضا لايسخر نساءٌ من نساءٍ فعسى أن تكونالمحتقرة خيراً عند الله وأفضل من الساخرةولاتلمزواأنفسكم ولاتنابزوا بالألقابأي ولايعب بعضكم بعضاولايدع بعضكم بعضاً بلقب السوء وإنما قال أنفسكم لأن المسلمين كنفس واحدةبئس الإسم الفسوق بعد الإيمانأي بئس أن يسمى الإنسان فاسقاً بعد أن صار مؤمناً، قال البيضاوي وفيالآية دليل على أن التنابز فسق وأن الجمع بينه وبين الإيمان مستقبح وفي الحديث : (يامن آمن بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه لاتغتابوا المسلمين ولاتتبعوا عوراتهمفإنه من يتبع عورة أخيه يتبع الله عورته ومن يتّبع الله عورته يفضحه ولو في جوفبيته) أخرجه الحافظ .

وختم الآية بقوله تعالى: ومن لم يتبفأولئك هم الظالمونأي ومن لم يتب عن اللمز والتنابز فأولئك هم الظالمون حيثأنهم قد ظلموا أنفسهم بتعريضها للعذاب بسبب إقحامها في معصية الله وارتكاب ماحرمعليها.

نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يحرم أجسادنا وأجسادكم ولحومنا ولحومكمعلى النار وأن يعف ألسنتنا عن أعراض المسلمين وأن يحفظ ألسنتنا من الغيبة والنميمةومساوئ الأخلاق وأن يعفو عن خطأنا ونسياننا وأن يلهمنا رشدنا ويغفر ذنوبنا ويسترعيوبنا في الدنيا والآخرة.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آلهوصحبه أجمعين.

لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد

يقول الله تعالى : " لايغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد ، متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد.لكن الذين أتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلاً من عند الله وماعند الله خير للأبرار".

حينما يتسلل الإحباط واليأس إلى نفس المؤمن وهو يرى ماعليه الكفار اليوم من التمكين في الأرض ومايملكونه من القوة والهيمنة ، وعندما يرى جيوشهم وعددهم وعتادهم، ويرى صناعاتهم وتقنيتهم فينتابه شعور بالنقص إزاء ماحققه القوم من رقي وتقدم في عالم الحضارة والمدنية ويصبح متأرجح التفكير في حاضر ماثل للعيان يجسد ضعف أمة الإسلام وهوانها بين الأمم ، تأتي هذه الآية الحكيمة كالبلسم الشافي تعيد إلى نفس المؤمن توازنها وتشعره بالعزة وتضع الأمور في نصابها في بيان حقيقة ومصير أولئك القوم ومآلهم الذين سيصيرون إليه فتتحقق له الطمأنينة ويستشعرعزة الإسلام ونعمة الإيمان التي أمتن الله بها عليه يوم أن جعله مؤمناً بالله موحداً له ومنزهاً له عن الشرك.

إنهم مهما بلغوا من الرقي ومن التطور ومهما ملكوا من الدنيا فإنه ... متاع قليل .. هكذا سماه رب العالمين العليم الخبير .. متاع وقليل أيضا .. نعم إنه متاع إذا ماقورن بنعيم الآخرة الذي سيحرمون منه . هبهم حازوا الدنيا بأكملها جوها وبرها وبحرها وبسطوا نفوذهم على أقطارها وتنعموا بملذاتها وتمتعوا بشهواتها دونما منغصات أو كوارث ، هبهم عمروا فيها مئات السنين ! ثم ماذا بعد ذلك ؟ جهنم وبئس المهاد !

أليس إذن ماكانوا فيه إنما هو مجرد متاع قليل سرعان ماتذهب لذته وتزول شهوته .. لقد خسروا بكفرهم كل شيء ولن يغني عنهم ماهم فيه في الدنيا شيئاً يوم القيامة ، يقول تعالى: (إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهباً ولو افتدى به أولئك لهم عذاب أليم ومالهم من ناصرين)

ويقول تعالى :( ولو أن للذين ظلموا مافي الأرض جميعاً ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون).

أفبعد هذا يغبطهم عاقل على ماهم فيه من التنعم ورغد العيش وماهم فيه من القوة والسيطرة والتمكين رغم مايشوب ذلك كله من المنغصات والمكدرات ؟!

وهذا ليس من قبيل الدعوة إلى الركون إلى الكسل والدعة والتخاذل عن السعي للكسب ولعمارة الأرض ولكن القصد منه رفع معنويات المؤمن وتبصيره بحقيقة الأمور وأنه أعز وأكرم عند الله وإن ناله شيء من الذل والهوان والضعف في الحياة الدنيا.

إن الحياة الحقيقية هي حياة الآخرة وأن النعيم الحقيقي هو نعيم الجنة والفوز الحقيقي هو الفوز بالجنة والنجاة من النار فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور.

ثم تُختم الآية الكريمة بما تننشرح له نفوس المؤمنين وتسر أفئدتهم له وتزهدهم بمافي أيدي أعدائهم وتزيدهم شوقاُ إلى ماعند الله والدار الآخرة وتحفزهم على العمل من أجل النعيم الحقيقي في الحياة الحقيقية فيقول تعالى : لكن الذين أتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلاً من عند الله وماعند الله خير للأبرار.

رضينا ربنا رضينا .. اللهم لاعيش إلا عيش الآخرة ولاحياة إلا حياة الآخرة . اللهم إجعلنا من أبناء الآخرة ممن لاخوف عليهم ولاهم يحزنون وارزقنا اللهم من العمل ماتبلغنا به جنتك ومن اليقين ماتهون به علينا مصائب الدنيا ومتعنا اللهم بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا أبداً ماأحييتنا وأجعله الوارث منا.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق

يقول الله تعالى " وقال الشيطان لماقضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وماكان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلاتلوموني ولوموا أنفسكم، ماأنا بمصرخكم وماأنتم بمصرخي، إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذابٌ أليم".

هذه الآية تسمى خطبة إبليس ذكر الحسن كما في القرطبي: أن إبليس يقف يوم القيامة خطيباً في جهنم على منبر من نار يسمعه الخلائق جميعاً.

وقيل أنه يخطب خطبته هذه بعدما يسمع أهل النار يلومونه ويقرعونه على أن أغواهم حتى دخلوا النار. فيقول لهم: إن الله وعدكم وعد الحق أي وعدكم وعداً حقاً بإن يثيب المطيع ويعاقب العاصي فوفى لكم وعده، ووعدتكم فأخلفتكم أي وعدتكم ألا بعث ولاثواب ولاعقاب فكذبتكم وأخلفتكم الوعد، وماكان لي عليكم من سلطان أي لم يكن لي قدرة وتسلط عليكم إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي أي بالوسوسة والتزيين فاستجبتم لي باختياركم، فلاتلوموني ولوموا أنفسكم أي لاترجعوا باللوم علي اليوم ولكن لوموا أنفسكم فالذنب ذنبكم ، ماأنا بمصرخكم وماأنتم بمصرخي أي ماأنا بمغيثكم ولاأنتم بمغيثي من عذاب الله، إني كفرت بماأشركتمون من قبل أي كفرت بإشراككم لي مع الله في الطاعة، إن الظالمين لهم عذاب أليم أي أن المشركين لهم عذاب مؤلم.

هكذا يكشف إبليس عن عداوته لإبن آدم ويعترف بخذلانه له ليزيده حسرة وندماً.

عبادالله إن ربنا تبارك وتعالى حذرنا من هذا العدو الغرور الخداع وآيات الكتاب المبين مليئة بالآيات التي تحذرنا من الشيطان ومن وسوسته وتزيينه للفواحش والمعاصي ومع ذلك ماأكثر مايخدعنا وماأكثر ماننجرف في طريقه.

هذه جملة من الآيات التي تحذرنا من إبليس يقول الله تعالى :"

إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير"....

"ولايصدنكم الشيطان إنه لكم عدو مبين "....

" ولاتتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين" ...

"يعدهم ويمنيهم ومايعدهم الشيطان إلا غرورا" ...

"يابني آدم لايفتتنكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ...

" كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير" ...

"استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان إلا إن حزب الشيطان هم الخاسرون" .

وغيرها كثير. فهلا اتعظنا عباد الله بواعظ القرآن ونذير الرحمن، إنه كلام علام الغيوب، الله رب العالمين، وليس على كلام الله مزيد بيان.

اللهم إنا نعوذ بك أن نظل أو نُظل أو نزل أو نُزل، اللهم إنا نعوذ بك من شرور أنفسنا ومن همزات الشيطان.

اللهم اعصمنا من الشيطان ومن وسوسته وهمزه ولمزه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه


ولا يزال الذين كفروا تصيبهم قارعة بماصنعوا

يقولالله تعالى : " ..ولايزال الذين كفرواتصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريباً من دارهم حتى يأتي وعد الله إن الله لايخلفالميعاد"
صدق الله العظيم : مافرطنا في الكتاب من شيء ..سبحان الله كأن هذه الآية ما أنزلت إلا في القومومايعيشونه من أحداث في هذه الساعات!.
ولاغرو فكتاب الله صالح لكل زمان ومكان.
هاهيالنكبات والرزايا تتوالى عليهم ، تنال مصالحهم في الخارج وتقع قريبا من ديارهم هناوهناك وأخيرا هاهي تقع في عقر دارهم قارعة داهية منذرة فهل يستيقظون وهل يتنبهونإلى عاقبة ظلمهم وعدوانهم ومساندتهم للظالم المعتدي على المظلوم البريء ؟
أميستمرون في غيهم وجبروتهم وطغيانهم حتى يأتي وعد الله ؟
إن الله لايخلفالميعاد.
لا إله إلا الله من يصدق ماجرى ؟ ومن كان يتوقع أن يقع ماوقع ؟ ولكنلعلها دعوة مظلوم من أرض الإسراء والمعراج ، من يدري ؟
لعلها دعوة حرى صدرت من قلبأب مكلوم على فقد فلذة كبده، جفاه الكرى وأقض مضجعه الفراق، فقام في آخر الليل يصليويدعو ، أو لعلها زفرة أم ثكلى بفقد وليدها، تفطر فؤادها من البكاء وسالت دموعهاكالأنهار فلم تجد لها ناصراً إلا الله ولم تكن لها حيلة إلا الدعاء فانطلقت منها فيجنح الظلام دعوة من القلب ممزوجة بالدموع والآهات فصادفت ساعة استجابة فكان ماكان .. ألم يخبر الصادق المصدوق الذي لاينطق عن الهوىعليه الصلاة والسلام : أن دعوةالمظلوم ليس بينها وبين الله حجاب. من يدري ربما يكون هذا هو السبب في ماجرى؟!
ولكن هل يعي القوم هناك أن هذا بسبب ماجنته أيديهم وأقترفته أسلحتهمالتي يمدون بهذا الباغي المعتدي ليقتل الأبرياء ؟
هل يتعظون بعد أن ذاقوا ألم الظلم ساعة من نهار ؟
لاشك أن ماوقعلأولئك القوم الذين ذهبت أرواحهم إنما هو من الظلم .. لأنهم أبرياء لاذنب لهم - ولكن ماأكثر المظلومين في العالم وماأكثر الظالمين وأعوانهم !
هل يتعظون بعد أن تجرعوا هذا الدرس القاسي وشربوا من نفس الكأسوعانوا من ألم المأساة ؟ فيكفوا عن نصرة الظلمة من أبناء القردة والخنازير ؟
نعم إنه درسٍ قاسٍ ولكن من الآن فصاعداً سوف يكون من السهل على كلأم فقدت وحيدها في هذه المأساة أن تتذكر أم محمد الدرة وأن تتخيل كيف نامت تلكالليلة، ليلة فراق فلذة كبدها ..وأن تحس بمعاناة أم الطفلة إيمان البريئة التي لمتتجاوز شهورها الستة وأن تعرف كيف كانت تصارع الأحزان .. آه ماأصعب الظلم!
ومن الآن لن يكون من الصعب على اولئك الذين ناموا في العراء أنيحسوا بمأساة المشردين في أنحاء العالم .. وغيرها من المآسي التي كانت بلادهمضليعةً فيها ..إن تهديم المنازل .. والبكاء .. والفراق .. والترمل .. واليتم ..والجنائز ..والدماء .. والموت .. والعزاء .. كلها من مفردات الظلم والقهر .. مرتبالقوم ليلة وذاقوا مرارتها .. فهل يتذكرون أنها أصبحت جزءً من حياة أقوام هناوهناك تنام حيث ينامون وتقيل حيث يقيلون .. يتسلى العالم بمشاهدة أخبارهم علىالقنوات كما يتسلى برؤية الأفلام دون أن يحرك ساكنا أو ينطق بكلمة حق على أقل تقدير .
فهل يتحرك الآن بعد أن عايش المشهد على وجه الحقيقة؟!
ألا لعنة الله على اليهود ماأكثر ماعاثوا في الأرض الفساد ..
إنهمأسباب المآسي في العالم ..
أججوا العنف وأذكوا روح العداء بين الشعوب وأحلوا الدمارمكان البناء واشاعوا الخوف بدل الأمن ..
وصدق الله القائل : لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داؤد وعيسى بن مريم بماعصواوكانوا يعتدون.
اللهم إنا نسألك العفو العافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنياوالآخرة ، اللهم من أرادنا وأراد المسلمين بسوء فاجعل كيده في نحره وأجعل تدبيره فيتدميره ، اللهم عليك بالظالمين فإنهم لايعجزونك اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر وأجعلبأسهم بينهم شديد وأرنا فيهم عجائب قدرتك ياقوي ياعزيز.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبهأجمعين.

ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجنوالإنس

يقول اللهتعالى: ( ولقد ذرأنا لجنهم كثيراً من الجن والإنس، لهم قلوبلايفقهون بها ، ولهم أعين لا يبصرون بها ، ولهم آذان لايسمعونبها، أولئك كالأنعام، بل هم أضل أولئك هم الغافلون.

تهديد ووعيدللغافلين عن الله ، اللاهثين خلف أهوائهم وشهواتهم ، الذين آثروا الحياة الدنياوباعوا آخرتهم الباقية بدنيا فانية الذين جعلوا الآخرة خلف ظهورهم والدنيا نصبأعينهم ، هي قبلتهم وغاية آمانيهم، يوالون ويعادون من أجلها ، حبها تمكن من قلوبهموذكرها يجري على ألسنتهم آناء الليل وأطراف النهار ولايذكرون الله إلا قليلاَ.

تطربأسماعهم لسماع أخبارها وإذا ذكر الله اشمأزت قلوبهم، جند بالنهار ركبان بالليل ولكنليس في سبيل الله ، همم عالية وطموحات دونها الثريا ولكن ليس في ذات الله. وإذا أتتوقت الطاعة وساعة العبادة رأيتهم أكسل الخلق . أولئك هم حطب جهنم .. نعوذ بالله منالغفلة
فياعبد اللهيامن تنام عن الصلوات المكتوبات يامن تؤخر الظهر إلى العصر والمغرب إلى العشاءوالفجر إلى مابعد طلوع الشمس إلى متى الغفلة؟

إلى متى الغفلة؟

أما قرع قلبك وعيدالله : ويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون؟
وياعبد اللهيامن تظلم الخلق وتأكل حقوق الناس بالباطل إلى متى الغفلة؟

يامن تأكل الربا وتستحلالحرام إلى متى الغفلة؟

ويا من تطلقبصرك في الحرام وتقلب نظرك في وجوه الحسان إلى متى الغفلة؟

يامن أرخيتسمعك للمعازف وتعلق قلبك بالطرب وسماع الغناء إلى متى الغفلة؟

ويامن خلاقلبه من ذكر الله وسماع كلام الله إلى متى الغفلة؟

يامن هجرت كتاب الله متى تعودإليه؟

ويامن تقرأهذا الكلام وتعترف كما أعترف أنا بالتقصير دعني اسأل نفسي واسألك إلى متىالغفلة؟

اللهم إنانسألك التوبة والعودة إليك ، اللهم ردنا إليك رداً جميلاً . اللهم أيقظ قلوبنا منغفلتها، اللهم لاتجعل الدنيا أكبر همنا ولامبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا. اللهمحرم جلودنا وأجسادنا على النار

وصلى اللهعلى نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


ووضع الكتاب ... فترى المجرمين مشفقين مما فيه

يقول الله تعالى: " ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون ياويلتنا مال هذا الكتاب لايغادر صغيرة ولاكبيرة إلا أحصاها ووجدوا ماعملوا حاضراً ولايظلم ربك أحداً"

مشهد من أعظم مشاهد الحساب يوم القيامة
اليوم الموعود ، اليوم المنتظر ، اليوم العصيب، اليوم الذي لابد كلنا سنلقاه ، يوم الجزاء والحساب، يوم يقوم الناس لرب العالمين، يوم يتمنى الإنسان لو لم يكن شيئاً مذكوراً ويوم يقول الكافر ياليتني كنت تراباً.

لاإله إلا الله ... كيف سيكون ذلك اليوم؟

وكيف ستكون ساعات الترقب ياترى؟

أحدنا لوكان ينتظر إعلان نتيجة إمتحان أو مسابقة يشعر ساعتها أن قلبه يكاد يخرج من صدره من شدة القلق والخوف ! فكيف بنتيجة يترتب عليها جنة أو نار !

نعيم مقيم أو عذاب سرمدي أجارنا الله وإياكم..

لاإله إلا الله .. اللهم رحماك.. رحماك يارب ...

تخيل نفسك أخي الحبيب أنك الآن تقف ذلك الموقف المهيب وتترقب صحيفة أعمالك والناس من حولك في ذهول وهلع يتلقفون صحفهم ، ففرح سعيد حاملاً صحيفته بيمينه يكاد يطير من شدة الفرح يطوف بين الناس ويصيح بأعلى صوته : هآؤم إقرأوا كتابيه ، إني ظننت أني ملاق حسابيه فهو في عيشة راضية في جنة عالية قطوفها دانيه كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية ... يالسعادته.. يالسعادته .. يالسعادته ...فاز ورب الكعبة وسعد سعادة لاشقاء بعدها ...

وآخر ممسك صحيفته بشماله وجهه مسود يبكي من حسرة وندامة على سواد صحيفته وحق له والله أن يبكي بدل الدموع دماً .. كيف لا؟ والمصير النار والمستقر سقر .. اللهم أجرنا منها: وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول ياليتني لم أوت كتابيه ولم أدر ماحسابيه، ياليتها كانت القاضية، ماأغنى عني ماليه، هلك عني سلطانية. خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه ...
أخي الحبيب هل يرضيك ساعتها أنك عصيت الله طرفة عين ؟

وهل يرضيك ساعتها أنك قصرت في فرض من فروض الله ؟

هل يرضيك أنك تكاسلت أو نمت عن صلاة مكتوبة ؟
عصيت وتماديت في المعاصي كثيرا فهل بقى من لذة المعصية شيء ؟

لوعرضت أمامك في تلك اللحظة امرأة جميلة أو صورة فاتنة هل كنت ستنظر إليها ؟

هل يطيب لك ساعتها أن تتلذ بسماع مغن أو مغنية ؟

هل يرضيك ساعتها أنك تكلمت في عرض فلان أو علان ؟

بل هل يرضيك ساعتها أنك اضعت دقيقة من عمرك في غير طاعة الله؟

إذن فاعلم: أن كل صغيرة وكبيرة مسجلة عليك وسوف تحاسب عليها قال تعالى : فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره .

فأعد العدة ياأخي مادمت في زمن المهلة واعلم أن اليوم عمل ولاحساب وغداَ حساب ولاعمل.

ولايغرنك طول الأمل فالموت يأتي بغتةً والقبر صندوق العمل ، واعلم يارعاك الله أن لذة المعصية تذهب ولكن أثرها يبقى مكتوباً في صحيفتك .

وتعب الطاعة يذهب أيضا وثوابها يبقى.. وسيجزى كلٌ بعمله .. يقول الله تعالى في الحديث القدسي: (ياعبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلايلومن إلا نفسه) .

فكن أخي الكريم كيساً فطناً لاتورد نفسك موارد الهلاك واقسرها على الخير قسراً فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني.

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه. اللهم إنا نسألك علماً نافعاً وعملاً صالحاً وقلباً خاشعاً ولساناً ذاكراً.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظرنفس ما قدمت لغد

قال الله تعالى : " ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ماقدمت لغدٍ واتقوا اللهإن الله خبير بما تعملون"
هذه وصية الله لنا معاشر المؤمنين، وصيةمن هو أرحم بنا من أمهاتنا، وأحن علينا من أنفسنا : ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله : أي خافوا الله واحذروا عقابه، بامتثال أوامره واجتناب نواهيه . ولتنظر نفس ماقدمتلغدٍ. أي ليوم القيامة، قال بن كثير: انظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمالالصالحة وسمي يوم القيامة غداً لقرب مجيئه ( وماأمر الساعة إلا كلمح البصر) واتقواالله : كررها للتأكيد ولبيان منزلة التقوى التي هي وصية الله تعالى للأولينوالآخرين (ولقد وصينا الذين أتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله).
ولنقف اليوم مع : ولتنظر نفس ماقدمت لغدٍ، الغد هو المستقبل الذي نخطط منأجله. ونسعى ونجد ونجتهد ونكدح ليل نهار، وحين نسأل لماذا ؟ يكون الجواب : من أجلتأمين المستقبل، ولكن أي مستقبل هذا الذي نخطط؟!! كلنا يعرف الجواب ! ولااعتراض على أن يخطط الإنسان ويسعى من أجل مستقبله في حياتة الدنيا، ولكن أليسمستقبله الحقيقي هو الآخر جدير بالتخطيط والعمل ؟! كم نمضي من أعمارنا من سنوات علىمقاعد الدراسة لتحصيل الشهادات من أجل تأمين المستقبل ؟ وكم نمضي في العمل والوظيفةمن أجل جمع المال للمستقبل ؟ ومقابل ذلك كم خصصنا من أوقاتنا من أجل تأمين حياةالآخرة التي هي أطول وأبقى؟ وهي الحياة الحقيقية ؟ أما تستحق منا أن نخطط لها وأننبدأ في التحضير لها من الآن ؟ أما تستحق أن نبذل من أجلها الوقت والجهد والمال ؟فواعجباً لإبن آدم يخطط للمستقبل الذي قد لايأتي وينسى مستقبله الآتي لامحالة !
تجد من الناس من نذر نفسه للوظيفةمخلصاً في عمله مجتهداً بكل ماأوتي من قوة يسابق الطير في بكورها ولايخرج إلامتأخراً يعمل بلا كلل ولاملل يشار إليه بالبنان في الجد والإجتهاد ويضرب به المثلفي الدوام والإنضباط ولكن إذا بحثت عنه في المسجد لم تجده ! وإذا فتشت عنه بينالصائمين لم تعثر له على أثر ! وإن تحسسته في الصدقة وأعمال الخير من كفالة يتيم أونصرة مجاهد أو رعاية محتاج أو إيواء مسكين أو إطعام جائع أو كسوة عار لم تجد لهفيها سهماً ولادرهما ولاديناراً.
نعوذ بالله من الخسران ومن الذلوالهوان.
ولنعد إلى الآية الكريمة ونتأمل لفظولتنظر: إن النظر يقتضي الفكر والفكر يقتضي التخطيطوالتخطيط يقود إلى العمل والمقصود بالعمل هنا العمل من أجل الآخرة والآخرة خيروأبقى كما أخبر ربنا تبارك وتعالى... فياأخي في الله هل امتثلنا لأمر ربنا وهوالعالم بما يصلح حالنا ومآلنا ؟ وهل وقفنا مع أنفسنا وقفة تأمل في لحظة محاسبةوتفكرنا في أعمالنا كم منها نعمله من أجل الآخرة ؟ وهل بإمكاننا أن نقدم أكثروأكثر؟ هل تفكرنا في أعمال الخير ووضعنا لنا برنامجاً بحيث نضرب في كل مجال منهابسهم. كم قدمنا لآخرتنا من قيام الليل ؟ وكم قدمنا من قراءة القرآن - كنز الحسنات - كل حرف منه بحسنة والحسنة بعشر أمثالها ؟ كم قدمنا من الصدقات ؟ كم قدمنا من الصيام؟ من صام يوماً في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا. كم حجينا وكماعتمرنا ؟ كم ذكرنا الله ؟ كم هللنا وسبحنا الله وحمدناه وكبرناه في اليوم والليلة؟ وكم وكم من أبواب الخير وأعمال الآخرة التي كلها سهلة وميسورة وفي متناول الفقيرقبل الغني والوضيع قبل الوزير ؟ولكن أين المشمرون؟ أين طلاب الآخرة؟
فاليقظة اليقظة ياعبدالله !! لايأتيكالموت وأنت غافل ساهٍ تركض في حياتك الدنيا تجري وراء متاعها الزائل غافلٌ عنالآخرة والآعمال الصالحة .. حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب إرجعون لعلي أعمل صالحافيما تركت ، كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون.
اللهم لاتجعل الدنيا أكبر علمنا ولامبلغعلمنا ولاإلى النار مصيرنا، اللهم بصرنا بعيوبنا ونور أبصارنا واصلح أحوالنا واهدناإلى صراطك المستقيم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آلهوصحبه وسلم
وإلى اللقاء في وقفة أخرى مع آية منكتاب إلى الله
أبو أنس
يا أيها الذين آمنوا اذكروا اللهكثيرا

قال الله تعالى: ياأيها الذين آمنوا اذكرواالله ذكراً كثيراً، وسبحوه بكرة وأصيلا
هذه الآية وغيرها من عشرات الآيات في كتاب الله تحض على الذكر،وفي السنة النبوية عشرات بل مئات الآحاديث في فضل الذكر والحث عليه فماهو السببياترى؟ ولماذا أولى الله تعالى ورسوله الذكر كل هذا الإهتمام وهذه العناية ؟ قبلالإجابة على هذا السؤال المهم دعونا نستعرض بعضا من الآيات والآحاديث التي وردت فيالذكر. يقول الله تعالى: واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون. ويقول تعالى: ولذكر الله أكبر. ويقول تعالى: واذكر ربك إذا نسيت . ويقول تعالى: ألا بذكر الله تطمئن القلوب. ويقولتعالى: وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ومن الليل فسبحه وأدبارالنجوم. ويقول تعالى: ياأيها الذين آمنوا لاتلهكمأموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله. ومن الآحاديث قولالمصطفى صلى الله عليه وسلم : ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعهافي درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهمويضربوا أعناقكم" قالوا : بلى يارسول الله. قال: " ذكر الله عز وجل" رواه أحمد فيالمسند وقال عليه الصلاة والسلام " ماعمل آدمي عملاً قطُ أنجى له من عذاب الله منذكر الله عز وجل". رواه أحمد في المسند أيضاً. وفي الترمذي أن رجلاً قال يارسولالله أن شرائع الإسلام قد كثرت عليَ، وأنا قد كبرت، فأخبرني بشيء أتشبث به. قال: لايزال لسانك رطباً بذكر الله تعالى". هذا غيض من فيض من الآيات والآحاديث في فضلالذكر والحث عليه ولنقرأ الآن ماقاله الإمام ابن القيَم حول موضوع الذكر لنتبين سببأهميته يقول رحمه الله "" في القلب قسوة لا يذيبها إلا ذكر الله تعالى فينبغي للعبدأن يداوي قسوة قلبه بذكر الله تعالى. وقال رجل للحسن البصري رحمه الله : يا أباسعيد أشكو إليك قسوة قلبي قال أذبه بالذكر. وهذا لأن القلب كلما اشتدت به الغفلةاشتدت به القسوة ، فإذا ذكر الله تعالى ذابت تلك القسوة كما يذوب الرصاص في النار ،فما أذيبت قسوة القلوب بمثل ذكر الله عز وجل و " الذكر شفاء القلب ودواؤه ، والغفلةمرضه وشفاؤها ودواؤها في ذكر الله تعالى قال مكحول ذكر الله تعالى شفاء ، وذكرالناس داء " إذن أيها الأخوة سر الإهتمام بالذكر هو لأنه حياة القلوب فيه به تكونحية ومن غيره فهي موات لاخير فيها. والقلب هو أهم مافي الإنسان لأنه محلالإيمان. جاء في الحديث: ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدتفسد الجسد كله إلا وهي القلب. فبالذكر يحيا القلب ويصلح ويصبح مهيأ لتلقى أوامرالله واتباع هديه فيكون في ذلك سعادة ابن آدم . والسؤال الآهم : كيف حالنا معالذكر؟ هل نحن من الذاكرين الله تعالى كثيراً ؟ وينبغى أن نركز على كلمة كثيراًكثيراً. ! هل لنا أوراد في الصباح وفي المساء نداوم عليها كل يوم؟ هل نحفظ شيئاً منأذكار النبي صلى الله عليه وسلم نرددها في أوقاتها؟ هل لنا حزب يومي من كتاب اللهنحرص على تلاوته ولايلهينا عنه شغل أو لهو؟ هل نسبح ونهلل ونكبر ونحمد الله إذاكنا في خلواتنا؟ إذا كانت نعم فالله الحمد والمنة وإن كانت الأخرى فمتى اليقظة منالغفلة ياعبد الله؟إلى متى؟إلى متى؟ أترضى أن تكون كالميت؟ يقول الرسول صلى اللهعليه وسلم: مثل الذي يذكر ربه والذي لايذكر ربه مثل الحي والميت-رواهالبخاري
اللهم إنا نسألك قلباً خاشعاً ولساناً ذاكرا وعلماً نافعاً وعملاًصالحاً ،اللهم اجعلنا من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات إنك سميع مجيب الدعوات
وإلى اللقاء مع وقفة أخرى في ظلال آية من كتاب الله
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ملحوظة: أرجو أن ترسلهالمن تحب فالدال على الخير كفاعله.
أبو أنس

إنها إن تك مثقال حبة من خردل

قال الله تعالى على لسان لقمان الحكيم : "يابني إنها إن تك مثقال حبة من خردلٍ فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأت بها الله إنّ الله لطيف خبير".
تشبيه بليغ وصورة بلاغية رائعة في أسلوب بديع يؤدب لقمان الحكيم إبنه مبيناً له سعة علم الله عز وجل وإحاطته بجميع الأشياء صغيرها وكبيرها دقيقها وجليلها. وأن الله تبارك وتعالى مطلع على دقائق الأمور كلها لاتخفى عليه خافية ولايعجزه شيء في الأرض ولا في السماء. فلو أن حبة خردل متناهية في الصغر وكانت في بطن صخرة صماء أو كانت في أرجاء السموات أو في أطراف الأرض لعلم مكانها وأتى بها سبحانه وتعالى . فلا إله إلا الله أحاط علمه بكل شيء. يرى دبيب النملة السوداء على الصفاة السوداء في الليلة الظلماء ويرى مخ ساقها وجريان الدم في عروقها. يعلم خائنة الأعين وماتخفي الصدور فأين يختبيء منه العاصي إذا أراد أن يعصيه ؟ كيف يزني الزاني وهو يعلم أن الله ينظر إليه ومطلع على حركاته وسكناته!؟ لو كان أبوه أو أمه أو أحد من الناس ولو طفل صغير ينظر إليه أكان يجرؤ على مواقعة المعصية أمامهم ؟ لا والله ، فسبحان الله .. أهان الله في نظره حتى أصبح أهون الناظرين إليه ! جاء في الحديث لايزني الزاني حين يزني وهو مؤمن أي أنه لايكون في قلبه شيء من الإيمان في تلك اللحظة وإلا لأستشعر نظر الله إليه وإطلاعه عليه وهو في تلك الحالة .
لقد هانت خشية الله في قلوب كثير من الناس . تجد بعض المخدنين لايدخن في حضرة أبيه أو حضرة مسؤول كبير توقيرا وإحتراما لهم !
ترى من يسمع الأغاني أو يشاهد الأفلام إذا رأى شيخاً أو داعية أقفل الجهاز !
والله تعالى يقول: أتخشون الناس والله أحق أن تخشوه.
ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب.
مايكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولاخمسة إلا هو سادسهم ولاأدنى من ذلك ولاأكثر إلا هو معهم أين ماكانوا ثم ينبئهم بماعملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم.
عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال، سواءٌ منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار.
وربك يعلم ماتكن صدورهم ومايعلنون.
فياعبدالله ... اجعل مراقبة الله وخشيته في قلبك في كل حين وتمثل نظره إليك في أي ساعة من ليل أو نهار.
إذا ماخلوت بريبة في ظلمة ...... والنفس داعية إلى االعصيان
فاخش من نظرالإله وقل لها ...... إن الذي خلق الظلام يراني
اللهم أرزقنا خشيتك في السر والعلن وحل بيننا وبين معاصيك ، اللهم نور قلوبنا بنور الإيمان وقوي إيماننا بمخافتك والحياء منك. اللهم إنا نعوذ بك من قلب لايخشع وعين لاتدمع ولسانٍ لايذكر ونفسٍ لاتشبع. اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وإلى اللقاء في ظلال آية أخرى من كتاب الله.
ملحوظة: أرجو أن ترسلها بعد قرائتها لمن تحب فالدال على الخير كفاعله.
أبو أنس
يومئذٍ تحدث أخبارها

يقول الله تعالى : "يومئذ تحدث أخبارها"
يخبر تبارك وتعالى أنه في ذلك اليومالعصيب -يوم القيامة- تتحدث الأرض وتخبر بما عُمل عليها من خير أو شر ، وتشهد علىكل إنسان بما صنع على ظهرها، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قرأ رسول الله صلىالله عليه وسلم :"يومئذ تحدث أخبارها" فقال : أتدرونماأخبارها ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم. قال: أخبارها أن تشهد على كل عبدٍ أو أمةٍبما عمل على ظهرها، تقول: عمل يوم كذا ، كذا وكذا ، فهذه أخبارها . أخرجه الترمذيوقال حسن صحيح. وفي الحديث الآخر : تحفظوا من الأرض فإنها أمكم ، وأنه ليس من أحدٍعاملٍ عليها خيراً أو شراً إلا وهي مخبرة به. أخرجه الطبراني في معجمه.
ياله من موقف عظيم ولحظات عصيبة في ذلكاليوم الفضيع الذي تتقطع من شدة أهواله القلوب الأبصار شاخصة والقلوب وجلة والأجسادعارية والشمس دانية من الرؤوس _ تقول عائشة رضي الله عنها يارسول الله الرجالوالنساء ينظر بعضهم إلى بعض ؟ قال : ياعائشة الأمر أفضع من أن ينظر بعضهم إلى بعض .
لا إله إلا الله والله أكبر تخيل ذلك المشهد يوم تتحدث فيه الأرضوكيف سيكون المشهد ؟ لاشك أنه مشهد مخيف .. سبحان الله .. يوم تأتي ساحات الجهادتشهد للمجاهدين بذل أرواحهم في سبيل الله ويوم تأتي المساجد تشهد لروادها منالمؤمنين ركوعهم وسجودهم ويوم تأتي منى وعرفات تشهد للحجاج وقوفهم على عرصاتهاودعاءهم وبكاءهم وتضرعهم .... ولا إله إلا الله .. يوم تأتي المراقص ونوادي الليلتشهد على روادها ماصنعوا على ظهرها من خنا وفجور وسكر وعربدة ويوم تأتي الشواطيءتشهد بماجرى على ظهرها من عري وسفور وزنا وخمور.
يومها ينكشف الستار وتزول الحجب يوم الفضائح ... يومها كيف يكونحال ذلك المسكين الذي كان يجوب الأرض شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً ، يرتكب في كلبقعة معصية ويقارف في كل زاوية فاحشة وكأن الله هناك غير مطلع عليه وأن الأرض هناكليست أرض الله ؟
عبدالله يامن فرطت في صلاة الجماعةوتكاسلت عن الذهاب إلى بيوت الله تذكر ذلك اليوم .. تذكر : يوم تحدث أخبارها ماذاستخبر عنك؟ ماذا ستشهد به لك أو عليك؟
ماذا تتمنى وقتها أخي الكريم حينما ترىالمساجد تشهد لأصحابها وتشفع لهم أمام رب العالمين يارب شفعني فيه لقد كانقلبه معلق بي، لقد كان من روادي ليل نهار ، يارب طالما سجد فيّ وركع وقام وقعد وقرأالقرآن ، ماتزال تحاج عنه حتى تشفع فيه ويدخل الجنة . هل تتمنى وقتها أنك كنت منروادها في حياتك الدنيا؟ إذن اغتنم مابقي من عمرك من أيام وقدم لآخرتك مايسرك ويبيضوجهك يوم تبيض وجوه وتسود وجوه قبل أن تندم وتدرك كم كنت مفرطاً، وتتمنى لو تعودإلى الحياة الدنيا من جديد ولكن هيهات هيهات ، يومئذ لايفيد الندم ولاينفع الإنسانإلا ماقدم. فالبدار البدار مادمت في زمن المهلة قبل أن تصبح مرتهن بعملك تحت أطباقالثرى تنتظر الساعة والساعة أدهى وأمر .. أخيًه .. أن الأمر جد لاهزل فيه، وصدقلامراء فيه، فقم مقام الجد ودع عنك الأماني الخادعة وبادر بالأعمال الصالحة واحذرمن التسويف فإن سوف من جند إبليس.
اسأل الله لي ولك ولكل المسلمين حسنالختام وطيب المقام وصحبة الأخيار من الأنبياء والأبرار والصالحين الأطهار واسألهتعالى أن يلهمنا رشدنا وأن يفقهنا في ديننا ويرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه وأنيرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آلهوصحبه أجمعين.
وإلى اللقاء في وقفة قادمة مع آية اخرى من كتابالله.
ملحوظة: أرجو أن ترسلها بعدقرائتها لمن تحب فالدال على الخير كفاعله.
أبو أنس
إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

يقول الله تعالى : " .. إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم وإذا أراد الله بقومٍ سوءً فلا مرد له ومالهم من دونه من والٍ"
إن لله تعالى سنناً لاتتغير وقوانين لاتتبدل : سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلاً . وهذه سنة وقاعدة اجتماعية سنها الله تعالى ليسير عليها الكون وتنتظم عليها أسس البنيان: إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم : أي أن الله تبارك وتعالى إذا أنعم على قوم بالأمن والعزة والرزق والتمكين في الأرض فإنه سبحانه وتعالى لايزيل نعمه عنهم ولايسلبهم إياها إلا إذا بدلوا أحوالهم وكفروا بأنعم الله ونقضوا عهده وارتكبوا ماحرم عليهم. هذا عهد الله ومن أوفى بعهده من الله ؟ فإذا فعلوا ذلك لم يكن لهم عند الله عهد ولا ميثاق فجرت عليهم سنة الله التي لاتتغير ولاتتبدل فإذا بالأمن يتحول إلى خوف والغنى يتبدل إلى فقر والعزة تؤل إلى ذلةٍ والتمكين إلى هوان.
أيها الأخ الكريم إن المتأمل اليوم في حال أمة الإسلام وماأصابها من الضعف والهوان وماسلط عليها من الذل والصغار على أيدي أعدائها بعد أن كانت بالأمس أمة مهيبة الجناح مصونة الذمار ليرى بعين الحقيقة السبب في ذلك كله رؤيا العين للشمس في رابعة النهار . يرى أمةً أسرفت على نفسها كثيراً وتمادت في طغيانها أمداً بعيداً واغترت بحلم الله وعفوه وحسبت أن ذلك من رضى الله عنها ونسيت أن الله يمهل ولايهمل ، وما الأمة إلا مجموعة أفراد من ضمنهم أنا وأنت . تجول أخي الحبيب في ديار الإسلام (إلا من رحم الله) واخبرني ماذا بقي من المحرمات لم يرتكب وماذا بقي من الفواحش لم يذاع ويعلن ، الربا صروحه في كل مكان قد شيدت وحصنت حرباً على الله ورسوله، والزنا بيوته قد أعلنت وتزينت في كل شارع وناصية، والسفور قد حل محل الستر والخنا قد حل محل الطهر والعفاف. والخمر ( أم الخبائث) صارت لها مصانع ومتاجر. المعروف أصبح منكراً والمنكر غدا معروفاً. أرتفع الغناء (صوت الشيطان) ووضع القرآن (كلام الرحمن). حكمٌ بغير ماأنزل الله وقوانين ماأنزل الله بها من سلطان. وقبل ذلك كله تخلينا عن الجهاد وركنا إلى الدنيا وتبايعنا بالعينة وتتبعنا أذناب البقر ، أفبعد هذا نرجوا نصر الله وعزته وتمكينه ؟ أبعد هذا نتساءل لماذا حل بنا هذا الهوان ؟ أفبعد هذا نستغرب ماأصابنا من الذل على أيدي أعدائنا من شرار الخلق من اليهود والنصارى والهندوس والبوذيين وغيرهم ؟ نعم والله إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم .. إننا لن نخرج ممانحن فيه من الذل والصغار ولن ننال العزة والكرامة إلا إذا عدنا إلى ديننا وتمسكنا بإسلامنا فكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله.
أخي الكريم : إن الأمة لن تتغير إلا إذا تغير أفرادها ‘ إلا إذا غيرت أنا وأنت وهو وهي ، إذا غيرنا أسلوب حياتنا بما يوافق شرع الله وقلنا لربنا سمعاً وطاعة واتبعنا هدي نبينا عليه الصلاة والسلام : وماآتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا. عندها نصبح أفراداً وأمة أهلاً لموعود الله بإن يغير الله ذلنا إلى عزة وضعفنا إلى قوة وهواننا إلى تمكين. نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يردنا جميعاً إلى دينه مرداً حسناً وأن يلهمنا رشدنا ويفقهنا في ديننا ويرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه وأن يمكن لأمة الإسلام ويعيد لها عزتها ومكانتها وأن ينصرها على أعدائها إنه سميع مجيب. وصلى الله علىنبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وإلى اللقاء في وقفة قادمة مع آية اخرى من كتاب الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة

يقول الله تعالى : " وماكان لمؤمنٍ ولامؤمنةٍ إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً "
هذه الآية من آيات البلاء والإمتحان والتمحيص ، تضع المؤمن على المحك الحقيقي لإيمانه ليتميز الصادق من الدعي ، والكيّس من العاجز... يالها من آية عظيمة تكشف حقيقة الإيمان عندما يصطدم أمرالشرع مع هوى النفس وعندما يكون أمر الله ورسوله في كفة وحظوظ النفس وشهواتها في كفة.
كلنا نحب الإسلام ... وكلنا نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وكلنا نطمع في رضوان الله وجنتة ... وكلنا يتمنى أن يكون مؤمناً صادق الإيمان. ولكن هل المسألة بالتمنى والإدعاء أم بالعمل والإخلاص ، هل نريد الإيمان بلاعمل ونرجوه بلاثمن؟! ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله هي الجنة.
أخي الكريم : إنها أية تستحق منا التوقف عندها وتأمل كلماتها واستيعاب مدلولاتها ثم مقارنتها بالواقع الذي نحياه والنهج الذي نعيشه. إن هذه الآية تحمل معنى الإسلام ألا وهو الإستسلام لله والإنقياد له والخضوع له بالطاعة . فهو استسلام وانقياد وخضوع ولامجال فيه للإختيار بين قبول ورفض ولا بين أخذ ورد. إذا جاء أمر الله ورسوله في مسألة من المسائل فليس غير السمع والطاعة. لااعتبار وقتها لهوى النفس ولالعادات المجتمع ولا لأي اعتبار آخر ، هذا هو معنى الإستسلام لله والإنقياد له أما إذا تخيرنا من شرع الله مايوافق أهواءنا ورغباتنا وعاداتنا وجئنا به على أنه دين خالص لله وفي نفس الوقت تركنا مايخالف أهواءنا وعاداتنا وتقاليدنا بحجج واهية وأعذار ملفقة فذلك هي الخيرة التي لم يرتضيها لنا ربنا سبحانه وتعالى بنص الآية الكريمة.
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم المبلغ عن ربه تبارك وتعالى كما أمرنا بالصلاة والصيام والزكاة أمرنا بغض البصر وحفظ الفرج وصلاة الجماعة وطاعة الوالدين وصلة الأرحام وإرخاء اللحى وحجاب النساء ونهانا عن الغيبة والنميمة وأكل الربا والإسبال وأذى الجار وسماع الغناء وغيرها من الأوامر والنواهي مما لايخفى على مسلم ولامسلمة. فليقف أخي الكريم كل منا مع نفسة وقفة محاسبة في ساعة صدق مع النفس وليسأل نفسه : هل أنا ممن يأخذ من دين الله مايوافق هواه ويترك ماعدا ذلك ؟ فمن وجد خيراً فليحمد الله وليسأله الثبات ومن وجد غير ذلك فليثب إلى رشده وليقصر نفسه على الحق قسراً. فالأمر جد لاهزل فيه وحق لامراء فيه. والموعد: يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم، والموعود: جنة نعيم أو عذاب مقيم. اللهم إنا نسألك عملاً صالحاً ونية صادقة وقلباً خاشعاً ولساناً ذاكراً وعلماً نافعاً ، اللهم إنا نسألك الإخلاص في القول والعمل وحسن القصد والتوكل وصلى الله علىنبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وإلى اللقاء في وقفة قادمة مع آية اخرى من كتاب الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زين للناس حب الشهوات

قال الله تعالى " زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطيرالمقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة و الأنعام والحرث، ذلك متاع الحياةالدنيا، والله عنده حسن المآب. قل أؤنبئكم بخير من ذلكم؟ للذين اتقوا عند ربهم جناتتجري من تحتها الأنهار ، خالدين فيها، وأزواج مطهرة، ورضوان من الله والله بصيربالعباد".
في هذه الآية العظيمة مقارنةلطيفة بين متاع زائل وبين نعيم دائم ، بين دنيا فانية وأخرى باقية، إنه امتحانولكنه مكشوف الأوراق ومحدد النتائج ، أمامك اختياران الأول: متاع الحياة الدنياوالثاني: التقوى (للذين اتقوا). والأمر لايحتاج إلى كثير تفكير فأي عاقللابد أن يختار الخيار الثاني لأن النتيجة هي: جنات تجريمن تحتها الأنهار ، خالدين فيها، وأزواج مطهرة، ورضوان من الله .
أفهذا خير أم متاع زائلوشهوة عابرة ونشوة زائلة؟! ولكن بما أن المسألة بهذا الوضوح فلماذا يفشل كثير منالناس في هذا الإمتحان؟ لابد أن في الأمر سر. والسر هو في أول كلمة في الآية : زين. فمن المزين ولماذا هذا التزين؟ يرى بعض المفسرين أن المزين هوالشيطان وذلك بوسوسته للإنسان وتحسنه الميل لهذه الشهوات، قالوا ويؤيد ذلك قولهتعالى: "وزين لهم الشيطان أعمالهم.." ويرى البعض أنالمزين هو الله تعالى وذلك للإمتحان والإبتلاء، ليظهرعبد الشهوة والهوى من عبدالله ويؤيد ذلك قوله تعالى: "إنا جعلنا ماعلى الأرض زينة لهملنبلوهم أيهم أحسن عملاً" وكلا القولين له وجه. ومن رحمة الله بنا أنه لمينهنا عن التمتع بتلك الشهوات بالكلية ولكنه نهانا عن أن نتعلق بها فتشغلنا عنالعمل للآخرة ونهانا عن أن نؤثر حبها على حب الله والدار الآخرة فتعمي أبصارناوتطغينا فنتجاوز حدود الله ونرتكب الآثام من أجلها ونبيع ديننا لتحصيلها.قال تعالى : " فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى وأمامن خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى". ولفتة أخيرةوهي أن في تعداد هذه الشهوات دون غيرها وبالترتيب الوارد في الآية الكريمة لفت نظرلنا وتأكيد على خطر هذه الشهوات المعددة في الآية لنتنبه لها ونحذر منها أشد منغيرها وهي : النساء، والأبناء، والذهب، والفضة، والخيل الأصيلة، والإبل، والبقر،والغنم، والحرث، والزرع. فاللهم لاتجعل الدنيا أكبر همنا ولامبلغ علمنا ولا إلىالنار مصيرنا واجعل الجنة هي دارنا ومآلنا.
وإلى اللقاء غداً في ظلالآية أخرى .
وصلى الله على نبينا محمدوعلى آله وصحبه أجمعين.
أبو أنس
ياأيها الإنسان ماغرك بربك الكريم؟!

ياأيها الإنسان ماغرك بربك الكريم ؟!
يالهامن آية عظيمه وياله من نداء تهتز له القلوب وتقشعر منه الأبدان.
يوم ينادى عليكأيها الإنسان الفقير الضعيف ماغرك بربك الكريم ؟
ماالذي خدعك حتى عصيت الواحدالقهار ؟
ماالذي خدعك فاقترفت الآثام بالليل والنهار؟
ماالذي خدعك ففرط فيحدود الله ؟
ماالذي خدعك فتهاونت في الصلاة ؟
ماالذي خدعك فأطلقت بصرك فيالحرام ؟
ماالذي خدعك فلم تخش الله كما كنت تخشى الأنام ؟
أهي الدنيا؟ أماكنت تعلم أنها دار فناء؟ وقد فنيت!
أهي الشهوات؟ أما تعلم أنها إلى زوال؟ وقدزالت!
أم هو الشيطان ؟ أما علمت أنه لك عدو مبين ؟
إذن ماالذي خدعك ؟ أجب ...أجب ... لاعذر اليوم.
لا إله إلا الله ...
أخي الحبيب .. أرأيت ؟ إنهالآية عظيمة وتذكرة مبينة لمن وعاها... كررها بينك وبين نفسك .. قم بها في جوف الليلإذا هجع الأنام وغارت النجوم كررها في ركعتين تلذذ فيهما بمناجاة ربك وكرر ياأيهاالإنسان ماغرك بربك الكلام وتمثل نفسك ماذا تجيب ، تذكر ذنوبك وابك على تفريطك .
أخي الحبيب ... تخيل معي هذا المنظر كأنك تراه واعلم أنه واقع لامحالة وتخيلهذا المشهد المهيب:
إذا السماء انفطرت، وإذا الكواكب انتثرت، وإذا البحار فجرت،وإذا القبور بعثرت، علمت نفس ماقدمت وأخرت، ياأيها الإنسان ماغرك بربك الكريم، الذيخلقك فسواك فعدلك، في أي صورة ماشاء ركبك.
وإلى اللقاء مع وقفة أخرى في ظلالآية.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ملحوظة: أرجو أن ترسلهالمن تحب فالدال على الخير كفاعلهياأيها الإنسان ماغرك بربك الكريم؟!




قل إن كان آبائكم وأبنائكم..... أحبإليكم من الله ورسوله

يقول الله تعالى : " قل إنكان آباؤكم وأبناؤكم واخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشونكسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتيالله بأمره والله لايهدي القوم الفاسقين"
كلما اقرأ هذه الآية أشعر بالخوف والرهبة من هذاالوعيد الشديد. واسأل نفسي هل حبي لله ورسوله وللجهاد في سبيل الله أكبر من حبيلهؤلاء الذين جاء ذكرهم في الآية : الآباء والأبناء والإخوان والزوجة والعشيرة ؟أرد وأقول نعم إننى أحب الله ورسوله وأحب الجهاد أكبر ولكن هل هذا هو فعلاً واقعالأمر أم أنه مجرد إدعاء؟
هنا تكمن المشكلة ويكمن الخطر الداهم الذي ربمايكون سبباً في تحقق وعد الله فينا : فتربصوا حتى يأتي اللهبأمره!
أيها الأخوة ... كيف نحب الله تعالى ورسوله ؟ يقولالعلماء اعرف الله حتى تحبه . فكلما زادت معرفة العبد بربه زاد حبه له. وكلما فكرفي نعم الله عليه قوي حبه لربه لأن النفوس مجبولة على حب من أحسن إليها. وإذا أردناأن نعرف كيف يأتي حب الله في قلوبنا فلننظر كيف جاء حب الدنيا في قلوبنا. لقد تمكنحب الدنيا من قلوبنا بسبب انشغالنا بذكرها آناء الله وأطراف النهار حتى تعلقتقلوبنا بزخرفها وزينتها ومباهجها فتمكن حبها من قلوبنا.... مجالسنا تدور الأحاديثفيها حول الدنيا وطرق تحصيلها وأنواع متاعها والجديد من أخبارها وفي المقابل لانذكرالله إلا قليلاً ، كم من أوقاتنا أمضيناه مع كتاب الله وتدبر آياته وتدارس تفسيره ؟وكم من الوقت أمضيناه في استعراض سير الأنبياء والصالحين وحياة الزهاد والعباد منالصحابة والتابعين ؟ وكم من الوقت أمضيناه في التفكر في نعيم الجنة وحياة القبروالآخرة ... قارن هذا بهذا تجد الجواب ساطعاً سطوع الشمس في رابعة النهار. فهل بعدهذا نلوم أنفسنا لماذا تتعلق بالدنيا وتزهد في الآخرة وتؤثر متاعها الزائل على حبالله ورسوله والدار الآخرة ؟ هل نلوم أنفسنا بعد ذلك لماذا لاتحب قيام الليلولاتشتاق إلى الجهاد ولاتحب الإنفاق في سبيل الله ولا قراءة القرآن ولاولاولا ...منأعمال الخير.
إنها الدنيا .. لايتمع حبها مع حب الآخرة في قلبواحد لذا حذرنا منها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم كثيرا ، من ذلك ما جاء عنابن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: كن فيالدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل. وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيت فلاتنتظر الصباح وإذاأصبحت فلا تتنظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك . رواه البخاري وقالعيسى بن مريم عليه السلام: الدنيا قنطرة فاعبروها ولاتعمروها. وفي الترمذي عن سهلبن سعد الساعدي قال: كنت مع الركب الذين وقفوا على السخلة الميته فقال رسول اللهصلى الله عليه وسلم: أترون هذه هانت على أهلها حتى ألقوها قالوا: ومن هوانها ألقوهايارسول الله. قال فالدنيا أهون على الله من هذه على أهلها.
نأسى على الدنيا وما من معشر .............. جمعـتهم الدنيـا فلم يتفـرقوا
أين الأكاسـرة الجبابـرة الألى .............. كنزوا الكنوز فما بقين ولابقوا
من كل من ضاق الفضاء بجيشه .............. حتى ثوىفحـواه لحد ضيق
فالموت آت والنفـوس نفـائس ............... والمستغر بما لديه الأحمـق
اللهم اجعلنا من حزبك المفلحين وعبادك الصالحينالذين أهلتهم لخدمتك وجعلتهم ممن قبلت أعمالهم وأصلحت نياتهم وأحسنت آجالهم ياربالعالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وإلى اللقاء في ظلال آية أخرى من كتابالله.
ملحوظة: أرجو أن ترسلها بعدقرائتها لمن تحب فالدال على الخير كفاعله.



رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 05:06 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.