انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-12-2009, 01:44 AM
أم حبيبة السلفية أم حبيبة السلفية غير متواجد حالياً
« عَفَا الله عنها »
 




Islam ::: أين المفر ؟!!!

 

أين المفر ؟!!!


:::::::::::



كتبه /الشيخ سعيد عبد العظيم



بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد ،،،

فأين المفر من الموت وسكرته والقبر وضمته والصراط وحدته ، أين المفر من أيام ولحظات ولت وأدبرت انتهت لذتها وبقيت حسرتها وتبعتها أين المفر من ذنوب عملناها , وحقوق نسيناها ,وفرائض أضعناها , أين المفر ؟ فالموت في رقابكم والنار بين أيديكم فتوقعوا قضاء الله في كل يوم وليلة لقد فضح الموت الدنيا فلم يترك لذي عقل فرحا ، فلا تغرنكم الحياة الدنيا فإنها دار بالبلاء محفوفة ، وبالفناء معروفه وبالغدر موصوفة ، وكل ما فيها إلى زوال وهى بين أهلها دول وسجال لا تدوم أهوالها ، ولن يسلم من شرها نزالها ، بينما أهلها منها في رخاء وسرور إذا هم منها في بلاء وغرور أحوال مختلفة ، وأنتم فيها على سبيل من قد مضى ، كانوا أطول منكم أعماراً ، واشد منكم بطشاً ، واعمر دياراً وابعد أثاراً ،فأصبحت أموالهم هامدة ، وأجسادهم باليه ، وديارهم خالية ،و أثارهم عافيه ، فاستبدلوا بالقصور المشيدة ، الصخور والأحجار في القبور ، فاصبحوا بعد الحياة أمواتاً ، وبعد نضارة العيش ، رفاتاً فجع بهم الأحباب ، وسكنوا التراب وارتحلوا فليس لهم إياب وهيهات هيهات كلا إنها كلمة هو قائلها { وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } " المؤمنون : 100 " ، وكأن قد صرتم إلى ما صاروا إليه من البلى ، والوحدة في دار المثوى ، وارتهنتم في ذلك المضجع ، وضمكم ذلك المستودع ، فكيف بكم لو قد تناهت الأمور ، وبعثرت القبور ، وحصل ما في الصدور ، ووقفتم للتحصيل ، بين يدي الملك الجليل ، فطارت القلوب لإشفاقها من سالف الذنوب ، وهتكت عنكم الحجب والأستار ، وظهرت منكم العيوب والأسرار هنا لك { َ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ } " غافر : 17
" { لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أساءوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى } " النجم : 31 " { وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا } " الكهف :49 "

أين المفر فان الله لم يخلقكم عبثا ولم يدع شيئا من أمركم سدي ، وإن لكم معاداً فخاب وخسر من خرج من رحمة الله وحرم الجنة التي عرضها السموات والأرض واشترى قليلا بكثير وفانياً بباق ، وخوفاً بأمن ألا ترون أنكم في أسلاب الهالكين وسيخلفها من بعدكم الباقون ، كذلك حتى تردوا إلى خير الوارثين , في كل يوم وليلة تشيعون غادياً ورائحاً إلى الله عز وجل ، قد مضى نحبه ، وانقضى أجله ، ثم تضعونه في صدع من الأرض غير ممهد ولا موسد ، قد خلع الأسباب ، وفارق الأحباب ، وسكن التراب ، وواجه الحساب مرتهناً بعمله ، فقيراً إلى ما قدم ، غنياً عما ترك .

أين المفر، أراحل أنت أم مقيم وإذا كنت مرتحلاً ، فإلى أين أإلى جنه أم إلى نار, فالحياة بغير الله سراب { يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ } " النور : 39 " ، لا تدرى بماذا ينادى عليك غداً , أيقال : يا عبد الله سعدت سعادة لا شقاء بعدها أبداً , أم يقال شقيت شقاء لا سعادة بعده أبداً ، فأنصف من نفسك فرحالك تشد وأنفاسك تعد , والعارية ترد , والتراب من بعد ذلك ينتظر الخد و على أثر من سلف يمشى من خلف وما عقبى الباقي غير اللحاق بالماضي ، وما ثم إلى أجل مكتوب وأمل { مكذوبً كُلُّ نَفْسٍ ذائقة الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ } " آل عمران : 185 " , ولو دامت لغيرك ما انتقلت إليك ، وأنت وهى سترتحلان إلى الله { إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُون } " مريم : 40 " , فلما الاغترار , وهل الدنيا إلا مركب ركبته أو ثوب لبسته أو امرأة أصبتها ؟ إن المؤمنين لم يطمئنوا إلى الدنيا لبقاء فيها ، ولم يأمنوا قدوم الآخرة عليهم ، ولم يصمهم عن ذكر الله ما سمعوا بآذانهم من الفتنة ، ولم يعمهم عن نور الله ما رأوا بأعينهم من الزينة ، ففازوا بثواب الأبرار , إن أهل التقوى أيسر أهل الدنيا مؤونة ، وأكثرهم لك معونة ، إن نسيت ذكروك ، وإن ذكرت أعانوك قوالين بحق الله , قوامين بأمر الله ، فأنزل الدنيا كمنزل نزلت به ، وارتحلت منه , أو كمال أصبته في منامك فاستيقظت وليس معك منه شئ , واحفظ الله تعالى ما استرعاك من دينه وحكمته . وقل لنفسك : أنا ذلك العبد المذنب المسيئ أمرتني فلم أأتمر , وزجرتني فلم أنزجر ، هذا عبدك بين يديك ولا أعتذر .

أين المفر ، والعبد مسئول عن لفظه ، ويحصى عليه ذلك كله ، أحصاه الله ونسوه ، ويوضع ذلك في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحداً , فإذا تكلمت فاذكر سمع الله إليك ، وإذا هممت فاذكر علمه بك ، وإذا نظرت فاذكر نظره إليك ، وإذا تفكرت فاذكر اطلاعه عليك فانه يقول { إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً } " الإسراء : 36 " , تطوى الصحف وترفع الأعمال وسهام الليل لا تخطئ ودعوة المظلوم ترفع دون الغمام ، ويقول الله وعزتي وجلالى لأجيبنك ولو بعد حين ، وضمة القبر تنسى ليلة العرس وعند الله تجتمع الخصوم قال تعالى : { وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ } " الأنبياء : 47 " . أين المفر من يوم عظيم قال عنه سبحانه { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَاد } " آل عمران : 30 " { يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } " عبس : 37 " { وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا } " الفرقان : 27-29 " { يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ } " الحج : 2 " , وتأتى نفس تقول { يَا حسرتي علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ } " الزمر : 56 " , وتقول الأخرى { هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ } " الشورى : 44 " , و ثالثة تقول { يا ليتنا نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ } " الأعراف : 53 " , فاعمل عمل رجل لا ينجيه إلا عمله وتوكل توكل رجل لا يصيبه إلا ما كتب له , وأحذر ما كان يحذره الأفاضل { وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ } " الزمر : 47 " , واعلم أنك موقوف بك بين يدي الله , و مسئول عن شبابك فيما أفنيته , وعمرك فيها أمضيته , ومالك من أين أخذته وفيما أنفقته ، ومن نوقش الحساب عذب , فأعد للسؤال جواباً , وإن كنت ممن خرب آخرته وعمر دنياه ، فراجع نفسك ، وأحسن ما بينك وبين ربك , يحسن لك ما بينك وبين الخلق , و لمصانعه وجه واحد أيسر من مصانعه الوجوه كلها .

أين المفر , وأنت تسئل في قبرك عن ربك ودينك وماذا تقول في الرجل الذي بعث فيك , فإن كنت مؤمناً أجبت بلسان فصيح : ربى الله وديني الإسلام والرجل الذي بعث فينا هو محمد صلى الله عليه وسلم آمنت به وصدقت , ما تحتاج لملقن { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ } " فصلت : 30 " , وإن كان العبد فاجراً قال : هاه هاه سمعت الناس يقولون شيئا فقلت ، فيقال له لا دريت ولا تليت ويضرب بمرزبة لو سمعها الثقلان لصعقوا ، فحياتك و لحظاتك وأنفاسك ، يجب أن تكون إجابة على هذه الأسئلة الثلاثة ، واصدق فالصدق منجاة ، قبور خرقت الأكفان ومزقت الأبدان مصت الدم وأكلت اللحم ، ترى ما صنعت بهم الديدان محت الوجوه وكسرت الفقار و أبانت الأشلاء , ومزقت الأعضاء , ترى أليس الليل والنهار عليهم سواء أليس هم في مد لهمة ظلماء كم من ناعم وناعمة أصبحت وجوههم بالية وأجسادهم عن أعناقهم نائية , قد سالت الحدق على الوجنات وامتلأت الأفواه دماً وصديداً ، ثم لم يلبثوا والله إلا يسيراً حتى عادت العظام رميماً , وتخيل نفسك أثناء المرور على الصراط , وهو دحض مذلة ، ولا بد لك من نور ، ومن الخلائق من يمر عليه بسرعة البرق أو الريح ، ومنهم من يمشى مشياً ومنهم من يحبو حبواً و منهم من تخطفه كلاليب جهنم فتهوى به في قعرها ، ويعطى المنافقون نوراً على قدر عملهم الظاهر فإذا توسطوا الجسر أطفي ما بأيديهم من مصابيح ، فيقولون لركب الإيمان : إنظرونا نقتبس من نوركم , فيقولون لهم ارجعوا وراءكم فالتمسوا نوراً ، فيضرب بينهم وبين المؤمنين بسور له باب , باطنه الذي يلي المؤمنين فيه الرحمة ، وظاهره الذي يلي المنافقين فيه العذاب ، فتهوى بهم كلاليب جهنم في قعرها ، فتخوف على نفسك النفاق ، واعلم أنك من الورود على يقين ومن النجاة في شك { إِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا } "مريم : 71-72 " , كان ابن عمر- رضى الله عنه - يقول : لو أعلم أن الله تقبل منى سجدة لكان فرحى بالموت أشد من فرح الأهل بقدوم الغائب , وذلك لقوله تعالى : { إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ } " المائدة : 27 " . أين المفر : أنفر من مهاد و وهاد إلى جبال وقلاع وحصون , أنفر من بلد إلى بلد ؟! نحن نفر من قدر الله إلى قدر الله والفرار الحق يجب أن يكون إلى الله { فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } "الذاريات : 50 " , لقد خوطب الجيش يوماً وقيل له : البحر أمامكم والعدو ورائكم ، فكان لابد من جهاد كبير وطلب لإحدى الحسنين ، إما النصر و إما الشهادة ، فإذا قيل لك أين المفر ، فقل{ وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى } " طه : 84 " , فلست تخرج من سلطانه إلى سلطان غيره ، ولا من ملكه إلى ملك غيره ، فخف من الله على قدر قربه منك وعلى قدر قدرته عليك .

إذا خلوت الدهر يوماً فلا تقل :. خلوت ولكن قل على رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة ولا أن :. ما يُخفَى عليه يغيب


أين المفر آية وردت في سورة القيامة وسبقها قوله تعالى : { فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ وَخَسَفَ الْقَمَرُ وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ يَقُولُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ } " القيامة : 7-10 " , وتلاها قو له تعالى : { كَلَّا لَا وَزَرَ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَر يُنَبَّأُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّر َبَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَه } " القيامة : 11 – 15 " , فما الذي عملته منذ جرى عليك قلم التكليف { أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ } " فاطر : 37 " , جاءك النذير بالمشيب أو بلوغك سن الأربعين , وأعذر الله إلى رجل بلغ به ستين سنة ، فتذكر انه لا ملجأ ولا منجا من الله إلا إليه ، ولا عاصم من أمر الله إلا من رحم , وما ربك بظلام للعبيد ، وتذكر أيضاً تطاير الصحف , فمن الناس من يأخذ كتابه بيمينه , ومنهم من يتناوله بشماله { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ} " الحاقة : 19 – 32 " . الخاتمة مطوية والحال مريب , وكان أبو الدرداء – رضى الله عنه – يقول : ثلاث أضحكتني حتى أبكتني : طالب دنيا والموت يطلبه ، وضاحك ملئ فيه ولا يدرى أأرضى ربه أم أسخطه ، وغافل ليس بمغفول عنه " توهم نفسك { يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ } " المطفيين : 6 " وقد علاك العرق و أطبق عليك الغم وضاقت نفسك في صدرك من شدة الفزع والرعب ، والناس معك منتظرون لفصل القضاء { فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ } " الشورى : 7 " , و دعوى الخلائق يومئذ رب سلم سلم ، وينشغل أولوا العزم من الرسل بأنفسهم ، كلهم يقول نفسي نفسي { يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا} " النحل ( 111 ) ولا يجيبهم يومئذ إلا النبي صلى الله عليه وسلم ، لتعجيل عرضهم والنظر فى أمورهم فبادروا بالأنفاس فلو حبست انقطعت عنكم أعمالكم وانتم بحاجة لحسنة تثقل الميزان بحاجة لتسبيحه أو تحميده أو استغفاره ، ولعل الكلمة التى تتناول بها كتابك بيمنك غدا لم تقلها بعد ، والروِّية فى كل أمر خير إلا ما كان من أمر الآخره .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

التعديل الأخير تم بواسطة أم هارون السلفية ; 03-19-2009 الساعة 06:57 AM سبب آخر: تنسيق الخط ,, بارك الله فيكِ
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-19-2009, 06:58 AM
أم هارون السلفية أم هارون السلفية غير متواجد حالياً
مالي إلا أنت يا خالق الورى
 




افتراضي

جزاكِ الله خيراً اخيتي ..
التوقيع

أما جاءكم عن ربكم: (وَتَزَوَّدُوْا) .. فما عُذر من وافاهُ غيرَ مُزَوِّدِ ..!!
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-22-2009, 12:37 AM
منةمحمود منةمحمود غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

اللهم ارزقنا حسن الخاتمة وهوّن علينا سكرات الموت واغفر لنا وارحمنا ولا تعذبنا 0
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 05:34 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.