انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟!

كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #31  
قديم 09-26-2008, 06:22 AM
ابو عبيد الله ابو عبيد الله غير متواجد حالياً
الفقير إلى ربه
 




افتراضي

قيام إبي إسحاق السبيعى

العالم الكوفي و المحدث الرباني أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعى
قال عن نفسه: " قلَّ ما مرت بي ليلةٌ إلا أقرأ فيها ألف آية وإني لأقرأ البقرة في ركعة "
ولما كبرت سنه قال: " ذهبت الصلاة منى وضعفت وإنى لأصلى، فما أقرأ وأنا قائم إلا البقرة وآل عمران ".
فأنظر رحمك الله إلى هذا التابعي الجليل الذى عاش ثلاثاً وتسعين سنة كيف قضاها في الاجتهاد والعبادة ؟!
حتى لما ضعف وأدركته الشيخوخة لم يدع صلاته وقرآنه، ذلك لأنها خالطت روحه ودمه وسيطرت على حسه ومشاعره
وهذا أبو بكر بن عياش الإمام الكبير يروى عن أبي إسحاق ويقول: سمعت أبي إسحاق يقول: ما أقلت عيني غمضاً منذ أربعين سنة
أى لم يستغرق في نومه منذ أربعين سنة هذه هي الرجولة والفتوة فأين نحن من هؤلاء ؟! فشتان ما بين الأرض والسماء.
شتان بين أقوام همتهم في العلياء وآخرين يعيشون كالبهائم العجماء، قد رضوا من الحياة الدنيا بالمتاع الزائل ولم يروا خيراً ما فيها قال صلى الله عليه وسلم:" الدنيا ملعونه ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالم أو متعلم " رواه الترمذى وابن ماجه.
وصدق من قال :

قد هيأوك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهَمَل
توفى أبو إسحاق بعد هذا العمر الطويل إلا أن سيرته تبقى على مر الزمان واحداً من الرجال الذين عرفوا الله وسارو على درب الهدى والخير عالماً إماماً قدوة مقتدياً بهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم.
يتبع ان شاء ربى
رد مع اقتباس
  #32  
قديم 10-06-2008, 03:25 AM
ابو عبيد الله ابو عبيد الله غير متواجد حالياً
الفقير إلى ربه
 




افتراضي

العابد أبو يزيد الربيع بن خثيم الثوريُّ الكوفيُّ
تلميذ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، كان إذا رآه قال: " يا أبا يزيد لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك، وما رأيتك إلا ذكرت المخبتين ".
وكفى بهذا شهادة من الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضى الله عنه، ولقد كان الربيع رحمه الله يستحق هذا . ولقد روى عن بعضهم أنه قال: صحبت الربيع عشرين عاما ما سمعت منه كلمة تعاب . وسيرته مع الليل تضيء ظلام القلوب التي امتلأت بحب الدنيا والركون إليها.
فعن ابنةٍ للربيع قالت: كنت أقول يا أبتاه ألا تنام ؟
فيقول: كيف ينام من يخاف البيات؟
وفي رواية أخرى قال: إن النار لا تدع أباك ينام.
وعن عبد الرحمن بن عجلان قال: بتُّ عند الربيع بن خثيم ذات ليلة، فقام يصلى، فمر بقوله تعالى { أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُون } [الجاثية:21] فمكث ليلته حتى أصبح ما جاوز هذه الآية إلى غيرها ببكاء شديد.
فهذه هي معادن الصدق ، ولله دره من تلميذ نجيب لصحابي مهيب، وقد رباه ابن مسعود رضى الله عنه على عينه.
وقد قال الشعبي (أمير المؤمنين في الحديث في زمنه): ما رأيت قوماً قط أكثر علماً ولا أعظم حلماً ولا أكفَّ عن الدنيا من أصحاب عبد الله، ولولا ما سبقتهم به الصحابة ما قدمنا عليهم أحداً.
ومن المواقف العجيبة في سيرة الربيع أنه اشترى فرساً بثلاثين ألفاً فغزا عليها، ثم أرسل غلامه يسار يحتشُّ وقام يصلى، وربط فرسه فجاء الغلام فقال: يا ربيع أين فرسك؟! قال: سُرقت يا يسار. قال: وأنت تنظر إليها؟
قال: نعم يا يسار، إنى كنت أناجى ربي عز وجل فلم يشغلنى عن مناجاة ربي شيء.
اللهم إنه قد سرقني ولم أكن لأسرقه، اللهم إن كان غنياً فاهده وإن كان فقيراً فاغنه، قال ذلك ثلاث مرات.
فسبحان الذي اصطفى من خلقه عباداً وأعطاهم من فضله وكرمه حسنَ الأخلاق وصفاء الطبيعة وحلاوة السريرة { وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَار } [القصص:68].

بتبع ان شاء ربى
رد مع اقتباس
  #33  
قديم 10-06-2008, 03:29 AM
ابو عبيد الله ابو عبيد الله غير متواجد حالياً
الفقير إلى ربه
 




افتراضي

قيام أبي الصهباء صلة بن أشيم العدوى

أحد العباد الأتقياء والزهاد العلماء.
هو درة من درر التابعين وعابد صادق من الصالحين، ملأ ليله بالصلاة ونهاره بالجهاد حتى لقي ربه غاز في سبيل الله وهو يقلتل الترك في سجستان
ويروى أنه لما أهديت إليه زوجته معاذة العدوية ، أدخله ابن أخيه الحمام ثم أدخله بيت العروس ، وكان بيتا مطيبا ، فقام صلة يصليوقامت زرجته تصلي معه ، فلم يزالا يصليان حتى برق الصبح
لم يدع صلة بن أشيم صلاته ولا عبادته حتى في هذه الليلة التي كثيرا ما يغفل فيها الغفلون.
وهذه هي شهادة زوجته عليه ، تقول عنه زوجته معاذة العدوية العابدة العالمة: كان أبو الصهباء يصلى حتى ما يستطيع أن يأتى فراشه إلا زاحفاً
هذه لذته في الطاعة فكيف اجتنابه للمعصية ؟!
هذا العابد التقى لما حضر قتال الترك بسجستان قال لابنه وكان معه : ارجع إلى أمك، فقال يا أبة، تريد الخير لنفسك وتأمرنى بالرجوع ؟ فتقدم بين يديه، فقاتل حتى قتل، ثم قاتل صلة حتى قتل رحمه الله، فاجتمعت النساء عند معاذة فقالت لهم: مرحباً إن كنتن جئتن لتهنئنني وإن كنتن جئتن لغير ذلك فارجعن.
رحم الله أهل هذا البيت الصالح ورضي عنهم
طوبى لقلوب ملأتها خشيتك، واستولت عليها محبتك، فمحبتك مانعة لها من كل لذة غير مناجاتك، والاجتهاد في خدمتك، وخشيتك قاطعة لها عن كل معصية خوفاً لحلول سخطك ووقوع غضبك

بكى الباكون للرحمن ليــلاً وباتوا دمعهم لا يسأمونا
بقاع الأرض من شوق إليهم تحنُّ متى عليها يسجدونا
ما أحوج الأمة اليوم لهؤلاء الصالحين الذين يعرفون الله تعالى ويعرفون طريق النجاة في زمان الفتن، نسأل الله العفو والعافية وحسن الختام، ورحم الله صلة بن أشيم وأحسن إليه .


يتبع ان شاء الله
رد مع اقتباس
  #34  
قديم 10-17-2008, 06:11 AM
أبو عمر الأزهري أبو عمر الأزهري غير متواجد حالياً
الأزهر حارس الدين في بلاد المسلمين
 




افتراضي


ماشاء الله .. اللهم بارك يارب العالمين
أسأل الله أن ينفع بجهدكَ وأن يجعله زاداً لكَ في موازين حسناتك أخي الحبيب
لي عودة ثانية بإذن الله تعالى لإتمام القراءة والانتفاع من هذه الدُّرَر
نفعَ الله بكَ وأحسن إليكَ وجزاكَ خيرَ جزاءٍ أخي الحبيب
موفق ومسدد بإذن الله تعالى .
رد مع اقتباس
  #35  
قديم 11-26-2008, 10:12 PM
ابو عبيد الله ابو عبيد الله غير متواجد حالياً
الفقير إلى ربه
 




افتراضي

قيام المنصور بن المعتمر

در القائل:


لها أحاديث من ذكراك تشغلها * عن الطعام وتلهيها عن الزاد
كان منصور بن المعتمر يصلى في سطحه فلما مات قال غلام لأمه: يا أُمَّهْ الجذع الذى في سطح آل فلان ليس أراه [ يعني آل منصور ]
قالت: يا بنى ليس ذلك جذعاً، ذاك منصور قد مات.
رحم الله منصوراً، كان صواماً قواماً – ذلكم العابد طويل القيام كثير الصيام المشغول بربه المهموم بحاله.
يقول سفيان الثورى: لو رأيت سفيان يصلى لقلت يموت الساعة.
وكان يبكي فتقول له أمه: يا بني قتلت قتيلاً؟ فيقول: أنا أعلم بما صنعت بنفسي، فإذا كان الصبح، كحل عينيه ودهن رأسه وفرق شفتيه وخرج لنا.
فسبحان الله .... أى إخلاص وصدق مع الله تعالى كان هؤلاء الرجال؟! إنهم صدقوا في معاملتهم لبارئهم فاستحقوا الثناء والذكر الحسن. قد انشغلوا بالله تعالى عن كل شيء فألبسهم الله تعالى من نوره وكساهم من فضله وجوده وهو أعلم بهم سبحانه وتعالى.
قال عطاء بن جَبَلة: سألوا أم منصور بن المعتمر عن عمله فقالت: كان ثلث الليل يقرأ وثلثه يبكى وثلثه يدعو.
 وفي رواية أخرى قال زائدة بن قدامة: كان منصور بن المعتمر إذا رأيته قلت: رجل قد أصيب بمصيبة، منكس الطرف، منخفض الرأس، رطب العينين، ولقد قالت له أمه يوماً: ما هذا الذى تصنع بنفسك؟ تبكى عامة الليل لا تكاد تسكت، لعلك يا بني أصبت نفساً لعلك قتلت قتيلاً قال: فيقول: يا أماه أنا أعلم ما صنعت بنفسي.
رحم الله الزاهد العابد منصور بن المعتمر نسيج وحده في العبادة والصلاة


يتبع ان شاء ربى
رد مع اقتباس
  #36  
قديم 12-02-2008, 05:58 AM
ابو عبيد الله ابو عبيد الله غير متواجد حالياً
الفقير إلى ربه
 




افتراضي

قيام حفصة بنت سيرين

أم الهذيل الفقيهة الأنصارية
قال حكيم الأمة إياس بن معاوية: " ما أدركت أحداً أفضله عليها، قرأت القرآن وهي ابنة ثنتي عشر ".
قال مهدي بن ميمون: " مكثت حفصة بنت سيرين ثلاثين سنة لا تخرج من مصلاها إلا لقائلة أو قضاء حاجة ".

عن هشام بن حسان قال: " كانت حفصة تدخل في مسجدها فتصلي الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح، ثم لا تزال فيه حتى يرتفع النهار، وتركع ثم تخرج فيكون عند ذلك وضوؤها ونومها حتى إذا حضرت الصلاة عادت إلى مسجدها إلى مثلها.

كذلك الفخر يا همم الرجال تعالي فانظري كيف التعالي.
اشترت حفصة جارية فقيل لها: كيف رأيت مولاتك؟ فقالت: إنها امرأة صالحة إلا أنها أذنبت ذنباً عظيماً فهي الليل كله تبكي وتصلي.

لو أنك أبصرت أهل الهوى إذا غابت الأنجم الطلع
فهـذا ينـوح على ذنبـه وهذا يصلي وذا يركع

ومن لم يكن له مثل تقواهم لم يدر ما أبكاهم، ومن لم يشاهد جمال يوسف لم يدر ما الذي آلم قلب يعقوب.
سئل بعضهم عن حاله فأنشد:

من لم يبت والحب حشو فؤاده لم يدر كيف تفتت الأكباد
قال عبد الكريم بن معاوية: ذكر لي عن حفصة أنها كانت تقرأ نصف القرآن كلّ ليلة، وكانت تصوم الدهر، وتفطر العيدين وأيام التشريق.

رحمها الله وجزاها الكرامة في دار الكرامة، وما ذلك على الله بعزيز فقد وهبها في دار المهانة كرامة.
فعن هشام بن حسان قال: " كانت حفصة بنت سيرين تسرج من الليل ثم تقوم في مصلاها فربما طفئ السراج فيضيء لها البيت حتى تصبح.
حقا ...
وجوه عليها للقبول علامة وليس على كل الوجوه قبول


يتبع ان شاء ربى
رد مع اقتباس
  #37  
قديم 12-02-2008, 06:05 AM
ابو عبيد الله ابو عبيد الله غير متواجد حالياً
الفقير إلى ربه
 




افتراضي

قيــام تميــم الــداري

صاحب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أبو رقية تميم بن أوس بن خارجة. أحد من جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكفى بذلك شرفًا.

قال الذهبي: " كان عابداً تلاَّءً لكتاب الله "

وعن عبد الله بن المبارك قال: " ما بلغني عن أحد من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من العبادة ما بلغني عن تميم الداريّ ".

ولقد "صدَّق الخَبَرَ الخُبْرُ"، فعن جعفر بن عمرو قال: " كنا فئة من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قلنا: إن آباءنا قد سبقونا بالهجرة وصحبة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهلموا نجتهد في العبادة لعلنا ندرك فضائلهم أو كما قال، قال: عبد الله بن الزبير ومحمد بن أبي حذيفة ومحمد بن أبي بكر ومحمد بن طلحة، ومحمد بن عبد الرحمن بن يغوث قال: فاجتهدنا في العبادة بالليل والنهار وأدركنا تميماً الداري شيخا فما قمنا له ولا قعدنا في طول الصلاة ".

ولعل هذا كافيك وتقول: مَهْلاً ! فقد أبلغت أسماعي.
ولكن ما يمنعنا أن نزيدك، فعن أبي المهلب قال: " كان تميم يختم القرآن في سبع ". وعن ابن سيرين قال: " كان تميم يقرأ القرآن في ركعة "، وقال مسروق: " قال لي رجل من أهل مكة: هذا مقام أخيك تميم الداريّ صلى ليلة حتى أصبح أو كاد يقرأ آية يردِّدها ويبكي: ﴿ أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ ﴾ ... [الجاثية:21].

وعن صفوان بن سليم قال: قام تميم الداري في المسجد بعد أن صلى العشاء فمرّ بهذه الآية: ﴿ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ﴾ ... [المؤمنون:104]، فما خرج منها حتى سمع أذان الصبح.

وهل هذا إلا هدى نبويّ كان لتميم منه نصيب، فقد روى النسائي وغيره عن أبي ذر أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ قام حتى اصبح بآية يرددها وهي قوله تعالى: ﴿ إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ ... [المائدة:118].


منع القرآن بوعـده ووعيـده مقـل العيـون بليلها لا تهجعُ
فهموا عن الملك الكريم كلامـه فهماً تذل له الرقاب وتخضـعُ
قيل لرجل لم لا تنام؟ قال: " إن عجائب القرآن قد أطرن نومي ".
ومن عجيب حرصه رضي الله عنه على القيام أنه نام ليلة ولم يقم يتهجد، فقام سنة لم ينم فيها عقوبة للذي صنع. وكيف لا يعاقب نفسه ويسهر عينيه وقد فاته فضل عظيم، فهو الذي روى عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم: ( من قرأ مئة آية في ليلة كتب له قنوت ليلة ) ...[أخرجه أحمد عنه]. ترى يا أخي إن كان عقوبة عين نامت ليلة بلا قيام سهر سنة، فكم عقوبة عين نامت أياماً بلهْ أسابيع، وسنين .... أترى تكون العقوبة كم؟!

فمالي بعيد الدارِ لا أقرب الحمى وقد نصبت للساهرين خيـام
علامة طردي طول ليلي نائـم وغيري يرى أن المنام حـرام

وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: " كان تميم إذا قام من الليل دعا بسواكه ودعا بطيب ولبس حلة كان لا يلبسها إلا إذا قام من الليل يتهجد".
نور على نور ... لباس التقوى ولباس الزينة، وقد قال تعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ﴾ ... [الأعراف:31] أي عند كل صلاة وعبادة ﴿ وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ﴾ ... [الأعراف:26].

قيل للحسن: ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجوهاً؟ قال: " لأنهم خلو بالرحمن فألبسهم نوراً من نوره ".

لا يميلون إلى النوم ولا يستعذبوه فكأن النـوم شيء لم يكونوا يعرفوه
لبسوا ثوباً من الخدمة حتى خلعوه مع جلباب من الحزن فما إن نزعوه

مع كل ما تقدم من بلوغ أسمى مراتب العبّاد فقد كان ـ رضي الله عنه ـ مقتصداً مخلصاً غير متنطع ذا فهم ثاقب وفقه صائب حريصاً على إخفاء عمله وتعبده.
فقد قال بعضهم: أتيت تميماً الداري فحدثنا فقلت: كم جزؤك؟ قال لعلك من الذين يقرأ أحدهم القرآن ثم يصبح فيقول: قرأت في هذه الليلة. فوالذي نفسي بيده لأن أصِّلي ثلاث ركعات نافلة أحب إلى من أن أقرأ القرآن في ليلة ثم أصبح فأخبر به.
ثم قال: " خذ من نفسك لدينك، ومن دينك لنفسك حتى يستقيم لك الأمر على عبادة تطيقها "

رضي الله عن أبي رقية ما أنصحه لأمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ!
رد مع اقتباس
  #38  
قديم 12-15-2008, 06:01 AM
ابو عبيد الله ابو عبيد الله غير متواجد حالياً
الفقير إلى ربه
 




افتراضي

قيام داوود الطائي

الولى الرباني والزاهد الراضي أبو سليمان داود بن نصير الطائي
كان رحمه الله من كبار أئمة الفقه والرأي، وممن برع في العلم بأبي حنيفة رحمه الله إلا أنه أقبل على شأنه ولزم الصمت وترك الشهرة .
وكان سفيان الثورى يعظمه ويقول : أبصر داود أمره ، وقال عبد الله بن المبارك : هل الأمر إلا ما كان عليه داود .
نعم ... أراد أن يفر بدينه من الفتن، وخاف على نفسه العجب ورؤية النفس، فانشغل بنفسه يؤدبها ويربيها ويعالج بالليل والقرآن ما يختلج في نفسه .
يقول داود : كفى باليقين زهدا،ً وكفى بالعلم عبادة، وكفى بالعبادة شغلاً، ولقد صدق في قوله وعمله رحمه الله
وهذه جارة له يقال لها أم سعيد بن علقمة تقول : كان بيننا وبين داود الطائي جدار قصير ، فكنت أسمع حنينه عامة الليل لا يهدأ، وربما ترنم في السحر بشيء من القرآن، فأرى أن جميع نعيم الدنيا جمع في ترنمه تلك الساعة .
وصدقت الله ـ هذا هو النعيم الذي لا تنغيص فيه . ورحم الله إبراهيم بن أدهم حينما قال : نحن في لذة لو يعلمها الملوك وأبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف.
كان داود الطائى يقول : ما حسدت أحداً على شيء إلا أن يكون رجلاً يقوم الليل.
نعم هكذا تكون المحبة :

ما عنك يشغلني مالاً ولا ولد
نسيت باسمك ذكر المال والولدِ
فلو سفكتُ دمى في التراب لانكتبت
به حُرُوفُكَ لم تنقصُ ولم تَزدِ

كان داود يحي الليل صلاة ثم يقعد بحذاء القبلة فيقول :
يا سواد ليلة لا تضيء، ويا بعد سفر لا ينقضى، ويا خلوتك بي تقول : داود ألم تستح ؟!!
مناجاة ودعاء وتضرع ... جعلت داود الطائي شديد الأنس بالله، فلا يرى الراحة والسعادة إلا في جواره كما قال ابن السماك حينما رثاه قال:

آنسُ ما تكون إذا كنت بالله خالياً
وأوحش ما تكون آنسُ ما يكون الناس
فالعبرة هنا كل العبرة ـ فالنجاة لمن يريد النجاة تكمن في الصمت وحفظ اللسان، والأنس بالله وكف الأذي عن الناس، ولن يقدر على ذلك إلا من ربى نفسه على قيام الليل والوقوف بين يدى المولى تبارك وتعالى، والصبر على الطاعة
هذا هو درب السالكين إلى جنان رب العالمين، رحم الله داود الطائي وأسكنه فسيح جناته ؛؛؛


يتبع ان شاء ربى
رد مع اقتباس
  #39  
قديم 12-15-2008, 06:03 AM
ابو عبيد الله ابو عبيد الله غير متواجد حالياً
الفقير إلى ربه
 




افتراضي

وهب بن منبه
هو الإمام العلامة الأخباري القصصى وهب بن منبه بن كامل اليماني الصنعاني أخو همام بن منبه.
ولد في زمان عثمان سنة 34 هـ وأخذ عن جماعة من الصحابة كابن عباس وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري وغيرهم.
وأكثر ما يرويه من العلم في الإسرائيليات وصحائف أهل الكتاب، ومن كلامه قال: احفظوا عني ثلاثاً: إياكم وهوى متبعاً وقرين سوء وإعجاب المرء بنفسه.
وقال: العلم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والعقل دليله، والعمل قيِّمه، والصبر أمير جنوده، والرفق أبوه، واللين أخوه.
وقال أيضاً: استكثر من الإخوان ما استطعت، فإن استغنيت عنهم لم يضروك وإن احتجت إليهم نفعوك.
توفى رحمه الله سنة عشر ومائة من الهجرة النبوية الكريمة.


يتبع ان شاء ربى
رد مع اقتباس
  #40  
قديم 12-15-2008, 06:07 AM
ابو عبيد الله ابو عبيد الله غير متواجد حالياً
الفقير إلى ربه
 




افتراضي

قيام يزيد بن هارون

أبو خالد يزيد بن هارون أحد أئمة السلف ـ كان رأساً في العلم والعمل، ثقة، حجة، كبير الشأن وهو أحد شيوخ الإمام أحمد بن حنبل،
ومن فضله وأثره خوف المأمون من إظهار القول بخلق القرآن، وما أظهر هذا القول إلا بعد وفاة يزيد بن هارون.
قال على بن المديني : ما رأيت رجلاً قط أحفظ من يزيد بن هارون .
هكذا كان فضله في العلم فكيف كان حاله في العمل ؟!
يقول أحمد بن سنان : ما رأيت عالماً قط أحسن صلاةً من يزيد بن هارون، يقوم كأنه إسطوانة ، وكان يصلى بين المغرب والعشاء والظهر والعصر، لم يكن يفتر من صلاة الليل والنهار.
كان يزيد بن هارون معروفاً يطول الصلاة بالليل والنهار.
قال عاصم بن على : كان يزيد بن هارون إذا صلى العتمة (أي العشاء) لا يزال قائماً حتى يصلى الغداة (أي الفجر) بذلك الوضوء نيفاً وأربعين سنة .
نعم ... هذا مهر (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)
هؤلاء هم أتباع محمد صلى الله عليه وسلم الذين حفظوا سنته، وذبوا عنها، حتى وصلت إلينا نقية طيبة على ما هي عليه بفضل الله تعالى.
ويزيد بن هارون واحد من كثير ممن نسمع عنهم، ظل كذا وكذا سنة يداوم على العبادة ـ ولا عجب ، فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .
يسأله رجل فيقول : كم حزبك ؟ فيرد عليه يزيد متعجباً : وأنام من الليل شيئاً ؟ إذا لا أنام الله عينى ـ يستنكر على هذا السائل أن يكون له ورد ثم ينام .
لا : إن يزيد يعبد الله تعالى الليل كله ولا ينام .
ظل يزيد يبكى حتى ذهبت عيناه وكان من أحسن الناس عيناً .
يقول الحسن بن عرفة : رأيت يزيد بن هارون بواسط، وهو من أحسن الناس عينين، ثم رأيته بعين واحدة، ثم رأيته وقد ذهبت عيناه، فقلت : يا أبا خالد : ما فعلت العينان الجميلتان ؟! فقال : ذهب بهما بكاء الأسحار .
لله درك يا أبا خالد ، وما أصدق من قال فيك :

فلل دَرَّ العارف النَّــــدب إنّه تفيض لفرط الوجد أجفانه دمـا
يقيم إذا مـــا الليل مدَّ ظلامـه على نفسه من شدة الخوف مأتما
فصــار قرين الهم طول نهـاره أخا السُّهد والنجوى إذا الليل أظلما
يقول حبيبي أنت سؤلى وبغيــتى كفى بك للراجين سـؤلا ومغـنما
ألست الذي غذيتني وهديتنـــى ولا زلت منَّــانا عـلى ومنعما
ففي يَقْظتي شوقٌ وفي غفوتي منىً تُلاحِقُ خطوي نَشْـوَةً وتــرنُّما

شوق وحب ومنية وجميل ظن وحسن رجاء ـ معانٍ مستولية على قلب العارف الندب، تطير به إلى جنان رضوان الواحد الديان، رحم الله يزيد بن هارون .... وأسكنه فسيح الجنات .


يتبع ان شاء ربى
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 10:15 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.