انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-07-2008, 06:46 AM
ابو عبيد الله ابو عبيد الله غير متواجد حالياً
الفقير إلى ربه
 




افتراضي رهبان الليل ::عندما تبكي النجوم!::

 

الحمد لله والصلاه والسلام على رسول الله
اما بعد
الاخوة الافاضل والاخوات الفضليات
تعالوا نشاهد بقلوبنا كيف كان قيامهم فى

الصلاه
قيام أبي بكر الصديق ( رضي الله عنه )

صديق الأمة وخليفة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصاحبه في الغار ، وفضله في الإسلام معلوم لا ينكره إلا جاحد ، تواترت بذلك الأخبار ، وشهدت بذلك الآثار .
روى البخاري ـ رحمه الله ـ بإسناده عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : ( خرج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في مرضه الذي مات فيه عاصبٌ رأسه بخرقةٍ فقعد على المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : إنه ليس من الناس أحدٌ أَمَنَّ علىَّ في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة ، ولو كنت متخذاً من الناس خليلاً لاتَّخذتُ أبا بكر خليلاًً ولكن خُلَّة الإسلام أفضلُ سُدُّوا عني كل خوخة في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر) .
هكذا كانت منزلة أبي بكر في قلب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ، وله في قلب كل مسلم سُني حب جارف وود وارف .
فإذا سألت عن صلاة أبي بكر وقيامه ، فدونك أخبار هذا الولي الصادق تشع فيض إخبات وإنابة ، وصدق وعبادة .
فلقد كان رضي الله عنه رجلاً بكاءً غزير الدمعة ، قريب العَبْرة ، وهذا شأن المحب ، لا راحة له في الدنيا، إن أحس َّ الحجاب بكى على البعد ، وإن فتح باب القرب خاف الطرد .
فيبكي إن نأوا شوقاُ إليهم ويبكي إن دنوا خوف الفراق

وهذه عائشة بنت الصديق أبي بكر ـ رضي الله عنهما ـ تحكي عن أبيها ، وتقول : ( بدا لأبي بكر فابتنى مسجداً بفناء داره فكان يصلي فيه ويقرأ القرآن، فيقف عليه نساء المشركين وأبناؤهم يعجبون منه وينظرون إليه ، وكان أبو بكر رجلاً بكاءً لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن) [رواه البخاري].
إنها رقة أبي بكر التي أعطته منزلة ( أرحم أمتي بأمتي أبو بكر ) كما قال ـ صلى الله عليه وسلم [رواه الترمذي]
ولما مرض النبي ـ صلى الله عليه وسلم قال : مروا أبا بكر فليصل بالناس ، وكانت عائشة تعرف أباها فقالت : إن أبا بكر رجل أسيف [ أي : شديد الحزن رقيق القلب ] إن يقم مقامك يبكي فلا يقدر على القراءة فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم : ( مروا أبا بكر فليصل بالناس ) [رواه البخاري ]
هكذا كان أبو بكر ـ رضي الله عنه مع الصلاة ومع القرآن رأساً في العبادة والتأله والزهد والتنسّثك .
صدق المرسَـل إيماناً بـه ولحا في الله من كان كقرْ
ثـم بالغـار لـه منقبــة خصه الله بها دون البشرْ

(ثاني اثنين) وقول المصطفى معنا الله فلا تُبدي الحذَرْ
رضي الله عن أبي بكر الصديق فقد طار والله بعنائها ، وفاز بحبائها ، وذهب بفضائلها ، فكيف يدرك حاله وعبادته ؟!

منقول
يتبع باذن الله
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-07-2008, 06:55 AM
ابو عبيد الله ابو عبيد الله غير متواجد حالياً
الفقير إلى ربه
 




افتراضي

قيام الفاروق عمر رضي الله عنه

القانتون المخبتون لــربهـم الناطقون بأصدق الأقـوال
يحيون ليلهم بطاعة ربهــم بتلاوة ، وتضرع، وسؤال
وعيونهم تجري بفيض دموعهم مثل انهمال الـوابل الهطَّال
في الليل رهبان، وعند جهادهم لعدوهـم من أشجع الأبطال
و إذا بدا علم الرِّهان رأيتهـم يتسابقون بصالح الأعمـال
بوجوههم أثر السجود لربهـم وبها أشعة نـوره المتلالي
مهما سطر القلم وخطّ المداد ، ومهما أوتينا من لسان وفصاحةٍ فلن نوفِّيَ أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حقهم وصدق الله تعالى إذ يقول : ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ﴾ … (التوبة: من الآية100) .

قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( والذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحدٍ ذهباً ما أنفق مدَّ أحدهم ولا نصيفه ) . رواه البخاري ومسلم

وقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم : ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )

أخرجه الحاكم في المستدرك والترمذي في سننه وصححه الألباني في صحيح الجامع

وقال عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ( إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته ، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ) .

نعم ، كانوا خير هذه الأمة، أبرها قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً ، فكم فيهم من أوَّاهٍ تالي … بل كلهم أواه متهجد تالي … كل فرد منهم نسيج وحده في التهجد والعبادة … وما المتهجد فيمن بعدهم إلا كاللاعب .

وهاهو عمر بن الخطاب فاروق الإسلام آية وحده في العبادة والتنسك

قال الحسن: " تزوج عثمان بن أبي العاص امرأة من نساء عمر بن الخطاب، فقال: والله ما نكحتها رغبةً في مال ولا ولد، ولكني أحببت أن تخبرني عن ليل عمر فسألتها، فقلت: كيف كانت صلاة عمر بالليل ؟! قالت كان يصلى العشاء ثم يأمرنا أن نضع عند رأسه تَوراً فيه ماء فيتعارَّ (يتقلب) من الليل فيضع يده في الماء فيمسح وجهه ويديه ثم يذكر الله عز وجل حتى يُغفى، ثم يتعارَّ حتى تأتي الساعة التي يقوم فيها.

وقال لمعاوية بن خديج وقد دخل عليه في وقت الظهيرة فظنه قائلاً[أي نائماً]: قال: بئس ما قلت، أو بئس ما ظننت، لئن نمت بالنهار لأضيعن الرعية، ولئن نمت بالليل لأضيعن نفسي فكيف بالنوم مع هذين يا معاوية ؟!

ولذا كان ينعس وهو قاعد فقيل له: ألا تنام يا أمير المؤمنين ؟! فيقول: كيف أنام ؟! إن نمت الليل ضيعت حظي مع الله.

لله درك يا فاروق الإسلام خفقات برأسك فقط ولا تركن إلى الفراش.

يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله: " وكان يصلى بالناس العشاء ثم يدخل بيته فلا يزال يصلى إلى الفجر ".

وقال أسلم مولى عمر رضي الله عنه: " قدم المدينة رِفقة من تجار، فنزلوا المصلى فقال عمر لعبد الرحمن بن عوف: هل لك أن نحرسهم الليلة ؟ قال: نعم، فباتا يحرسانهم ويصليان "

وعن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب كان يصلي من الليل ما شاء الله حتى إذا كان من آخر الليل أيقظ أهله للصلاة يقول لهم: " الصلاة الصلاة " ثم يتلو هذه الآية: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾(طـه:132).

وورد عن عمر رضى الله عنه أنه قال: " لولا ثلاث لما أحببت البقاء، لولا أن أحمل على جياد الخيل في سبيل الله، ومكابدة الليل ومجالسة أقوام ينتقون أطيب الكلام كما ينتقى أطايب التمر ".

رضى الله عنك يا فاروق الإسلام ……… كان في وجهه خطان أسودان مثل الشراك من البكاء وكان يمر بالآية من ورده فيبكى حتى يسقط ويبقى في البيت حتى يُعَاد للمرض.

نعم …… فمن يجارى أبا حفص وسيرتَه … أو من يحاول للفاروق تشبيها

" صدقت أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها لما قالت: إذا شئتم أن يطيب المجلس فعليكم بذكر عمر بن الخطاب "

ولما توفي عمر رضى الله عنه قال على بن أبي طالب رضى الله عنه: " ما خَلَّفتُ أحداً أحبُّ أن ألقى الله بمثل عمله منك يا عمر ".

وبعدُ يا داعية الإسلام:

إن من جَدَّ وجد وليس من سهر كمن رقد.

وهاهي أعلام القيام منشورة، ورايات الصلاة والصيام مرفوعة، فاقصُد ساحاتها، واغش باحاتها

هيا يا أخي ... أغلق باب الراحة، وافتح باب الجهد

أغلق باب النوم، وافتح باب السهر

هيا إلى صحبة الساهرين مع النجوم، الآنفين من الهجود

وليكن نشيدك:

صبراً على لأوائها والموعد الله.

يتبع ان شاء ربى
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-07-2008, 06:58 AM
ابو عبيد الله ابو عبيد الله غير متواجد حالياً
الفقير إلى ربه
 




افتراضي

قيام عثمان بن عفان (رضي الله عنه)
أمير المؤمنين وثالث الخلفاء الراشدين ، وأحد السابقين الأولين ، صاحب الهجرتين ، وزوج الابنتين ، الملقب بذي النورين ـ رضي الله عنه ـ صدق فيه قول القائل:
ولا عيب في أخلاقه غير أنها فرائـد در مالهـا من نظـائـر
يُقرُّ لها بالفضل كل منـازع إذا قيل يوم الجمع هل من مفاخر
وأعمال عثمان في الإسلام لا يحصرها العد وليس لها حد
إلا أن عبادته كانت مضرب المثل ـ رضي الله عنه ـ وفيه قال حسان بن ثابت شاعر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :
ضَحَّوا بأشمط عُنوان السجود به يُقطِّع الليل تسبيحاً وقرآناً

قال الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله : وقد روى من غير وجه أنه صلى بالقرآن العظيم في ركعة واحدة عند الحجر الأسود أيام الحج ، وقد كان هذا من دأبه ـ رضي الله عنه ـ ولهذا روينا عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أنه قال في قوله تعالى { أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ } (الزمر: من الآية9) قال : هو عثمان بن عفان .
فمن يطيق ما كان يطيقه هذا الولي العابد …… يصلي بالقرآن كله في ركعة واحدة ؟! فسبحان من يؤتي الفضل لمن يشاء ، وهو ذو الفضل العظيم .
قال محمد بن سيرين : قالت امرأة عثمان حين قتل : " لقد قتلتموه ، وإنه ليحيي الليل كله بالقرآن في ركعة ".
ولا عجب أن مات مقتولاً فقد بشره النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالشهادة حينما اهتز جبل أحد وكان عليه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأبو بكر وعمر وعثمان فقال عليه الصلاة والسلام : ( اثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان ) رواه البخاري والترمذي وغيرهما
فهنيئاً بالشهادة لك يا عثمان ، وسحقاً لمن ظلم نفسه بسفك دمك ، وعند الله تجتمع الخصوم .
وكيف تكون الخصومة مع رجل يقوم الليل كله ، يصلي لله تعالى ، فرضي الله عن الإمام الشهيد ( المبشر بالجنة ) الذي كانت الملائكة تستحي منه .

رضي الله عن عثمان بن عفان ،،
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 09-07-2008, 07:01 AM
أبو أنس الأنصاري أبو أنس الأنصاري غير متواجد حالياً
II كَانَ اللهُ لَهُ II
 




افتراضي


صبراً على لأوائها والموعد الله.
متابعٌ معكَ يا حبيب .
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 09-07-2008, 07:02 AM
ابو عبيد الله ابو عبيد الله غير متواجد حالياً
الفقير إلى ربه
 




افتراضي

قيام على بن أبي طالب رضى الله عنه
أمير المؤمنين الخليفة الراشد، الحامد الساجد، الولى العابد، وأول من أسلم من الصبيان
أبو الحسن على بن أبي طالب رضي الله عنه.
كان من أعبد الناس وأكثرهم صلاة وصدقاً، ومن ذا يصف عبادة واجتهاد على رضى الله عنه وهو الولى السابق الزاهد الصادق الذي تشتاق إليه الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسـلم: ( اشتاقت الجنة إلى ثلاثة: إلى على وعمار وبلال )
رواه الترمذى وإسناده حسن
واسمع إلى وصف ضرار بن ضمرة الكنانى لعلي رضي الله عنه، حينما سأله عن ذلك أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان فقال: "يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل وظلمته، وأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه، وقد أرخى الليل سدوله، وغارت نجومه، يميل في محرابه قابضاً على لحيته، يتململ تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين فكأني أسمعه الآن وهو يقول: ياربنا ياربنا ـ يتضرع إليه ثم يقول للدنيا ـ إلىَّ غررت، و إلىَّ تشوفتَّ، هيهات هيهات غُرى غيري، قد تبتك ثلاثاً، فعمرك قصير، ومجلسك حقير، وخطرك يسير، آه آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق "
هذه ـ إخوتاه ـ مناجاة المحبين في سواد الليل، لا تضيئه إلا دموعهم، ولا يؤنسه إلا تضرعـهم فلله درهم، ولقد عرفهم على بن أبي رضي الله عنه، فاسمع لوصفهم من لسانه الذي عرف بالحكمة، وكيف لا ؟ وهو من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم . يقول الإمام على رضى الله عنه: " ألا إن لله عباداً كمن رأى أهل الجنة في الجنة مخلدين وأهل النار في النار معذبين، شرورهم مأمونة، وقلوبهم محزونة، وأنفسهم عفيفة، وحوائجهم خفيفة، صبروا أياماً قليلة، لعقبى راحة طويلة، أما الليل فصافَّون أقدامهم، تجرى دموعهم على خدودهم، يجأرون إلى الله في فكاك رقابهم، وأما النهار فظماء حلماء، بررة أتقياء، كأنهم القداح، ينظر إليهم الناظر ويقول مرضى، وما بالقوم من مرض، قد خالطهم أمر عظيم ".
نعم أمر عظيم قد خالط قلوبهم وعقولهم، إنه أمر الآخرة ولقاء ربهم ومولاهم، وياله من أمر يستحق المعاناة والصبر وهو النعيم في الدنيا والآخرة.
رحم الله علياً أبا تراب ورضي عنه وعن آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم

يتبع ان شاءالله
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 09-07-2008, 07:13 AM
ابو عبيد الله ابو عبيد الله غير متواجد حالياً
الفقير إلى ربه
 




افتراضي

قيام عبد الله بن مسعود رضى الله عنه
الإمام الحبر الفقيه أبو عبد الرحمن الهذلي المكي المهاجرى البدرى، من السابقين الأولين والنجباء العالمين، قال عن نفسه : ما نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت وفيما نزلت.
وقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: [ من سرَّه أن يقرأ القرآن رطباً كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد ] رواه أحمد وغيره
ولما ضحكت الصحابة من دقة ساقيه وقد رأوه وهو يصعد شجرة، قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: [ لهما في الميزان يوم القيامة أثقل من أحد ] رواه أحمد في المسند
كان هذا العابد الطاهر إذا هدأت العيون قام فيُسمع له دوى كدوى النحل وقال رضي الله عنه: " لا ألفين أحدكم جيفة ليل قُطرُبَ نهار "
وقال أيضاً " فضل صلاة الليل على صلاة النهار كفضل صدقة السر على صدقة العلانية " وكيف لا يكون ابن مسعود من القوامين بالليل؟ وهو الذي متعه الله بالقرآن، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يسمع منه القرآن، وهو القائل رضى الله عنه: " ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس يفطرون، وبحزنه إذا الناس يفرحون وببكائه إذا الناس يضحكون، وبخشوعه إذا الناس يختالون "
فهذا هو وصف حامل القرآن الصادق المحب، له مع الليل أحوال وأحوال، لسان حاله يقول:

ألا يا عين ويحك أسعديني بطول الدمع في ظلم الليالي
لعلك في القيامة أن تفوزي بخير الدهر في تلك العلالي
أما أهل زماننا فقد توعَّر عليهم الطريق، وقل السالكون، وهُجرت الأعمال، وقَلَّ الراغبون فيها، وقَلَّ الحق، ودَرَسَ هذا الأمر فلا نراه إلا في لسان كل بَطَّال ينطق بالحكمة، ويفارق الأعمال، قد افترش الرخصة، وتمهد للتأويل، واعتلَّ بزلل العاصين، وسكنت القلوب إلى روح الدنيا، وانقطعت عن روح ملكوت السماوات، وإنا لله وإنا إليه راجعون.



يتبع ان شاء ربى
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 09-07-2008, 07:16 AM
ابو عبيد الله ابو عبيد الله غير متواجد حالياً
الفقير إلى ربه
 




افتراضي

بارك الله فيك اخى الحبيب ابو انس رمضان مبارك عليك اخى الحبيب

نسال الله ان يرزقنا الاخلاص فى القول والعمل
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 09-07-2008, 07:49 AM
ابو عبيد الله ابو عبيد الله غير متواجد حالياً
الفقير إلى ربه
 




افتراضي

قيام عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
الصحابي الجليل والإمام القدوة شيخ الإسلام أبو عبد الرحمن القرشي العدوى
روى علماً كثيراً عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبيه وكثير من الصحابة رضي الله عنهم.
ولقد كان لابن عمر رضي الله عنه مع الليل وقفات طويلة منذ سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( نعم الرجل لو كان يقوم الليل) .
وأصل الحكاية أن الرجل في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى رؤيا قصَّها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقول ابن عمر رضى الله عنه: وكنت غلاماً عزباً شاباً فكنت أنام في المسجد، فرأيت كأن ملكين أتياني، فذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطوية كطي البئر، ولها قرون كقرون البئر، فرأيت فيها ناساً قد عرفتهم، فجعلتُ أقول: أعوذ بالله من النار، فلقينا ملك فقال: لن تراع فذكرتها لحفصة، فقصتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل ) يقول سالم بن عبد الله بن عمر: فكان بعد لا ينام من الليل إلا قليلاً. [رواه البخاري ومسلم واللفظ له وأحمد في مسنده]
فهذا والله هو الصدق الذي ملأ قلب عبد الله بن عمر رضى الله عنه فكانت كلمات النبي صلى الله عليه وسلم طريقاً يسير عليه، لا يتخطاه ولا يتعداه، عرف الطريق فلزمه، وصدق فيه قول القائل:
من لم يَبِت والحبُّ حَشو فؤاده لم يَدْرِ كيف تَفتَّت الأكباد
يروي أبو غالب مولى خالد بن عبد الله القرشي فيقول: كان ابن عمر ينزل علينا بمكة، وكان يتهجد من الليل، فقال لي ذات ليلة قبل الصبح: يا أبا غالب ألا تقوم فتصلى ولو تقرأ بثلث القرآن؟ فقلت: يا أبا عبد الرحمن قددنا الصبح فكيف أقرأ بثلث القرآن؟ قال: إن سورة الإخلاص { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ }[الإخلاص:1] تعدل ثلث القرآن.
ويحدثنا نافع مولى عبد الله بن عمر رضى الله عنهما فيقول: كان ابن عمر يحي الليل صلاةً ثم يقول: يا نافع أسحرنا؟ فيقول لا، فيعاود ـ أي يعاود للصلاة ـ وإذا قال نعم، يستغفر الله حتى يصبح.
وعن سعيد بن جبير قال: قال ابن عمر رضي الله عنهما حين حضرته الوفاة: "ما آسى على شيء من الدنيا إلا ظمأ الهواجر ومكابدة الليل"
نعم … لا يعرف الشوق إلا من يكابده، ولا الصبابة إلا من يعانيها، رضى الله عن عبد الله بن عمر المتعبد المتهجد نزيل الحصباء والمساجد.




يتبع ان شاء الله
مع اعلام الزهد والورع
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 09-08-2008, 06:11 AM
ابو عبيد الله ابو عبيد الله غير متواجد حالياً
الفقير إلى ربه
 




افتراضي

قيام عبد الله بن عباس رضى الله عنهما.
قيام إمام التفسير ترجمان القرآن وحبر الأمة عبد الله بن عباس رضى الله عنهما.
هو الذى دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعلمه تأويل القرآن، فكان ابن عباس رضى الله عنه من أعلم الصحابة بما في كتاب الله تعالى.
ولقد تربى ابن عباس ـ وهو بَعدُ لم يجاوز العاشرة ـ في مدرسة النبوة، في مدرسة الليل، فقام رضى الله عنه وهو ابن عشر سنين مع النبي صلى الله عليه وسلم، وأعد له وضوءه من الليل.
فعن ابن عباس رضى الله عنه قال: " صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم فقمت إلى جنبه عن يساره فأخذني فأقامنى عن يمينه " رواه أحمد بإسناد صحيح
وفي رواية أخرى أنه بات عند خالته ميمونه زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهمه أن لا ينام حتى ينظر ما يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل، وهكذا كانت همة الصبيان، ولقد خشى أن يغلبه النوم فأوصى خالته بالأمر كما جاء في الحديث: " فقلت لميمونة: إذا قام رسول الله فأيقظيني" وانظر إلى أدبه رضي الله عنه حينما قال: " فقمت فتمطيت كراهة أن يرى أني كنت أرقبه " فواعجباً لهذا الأدب والخلق الكريم ، لقد خشى ابن عباس أن يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض عمله لما جرى من عادته أنه كان يترك بعض العمل خشية أن يفرض على أمته ـ
قام ابن عباس وهو صغير السن وكبَّر ليصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشفق عليه النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه، وانظر إلى رأفة النبي ورحمته بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم، يقول ابن عباس عن رسول الله ـ " وضع يده اليمنى على رأسي، وأخذ بأذني اليمنى يفتلها، فجعل يمسح بها أذني، فعرفت أنه إنما يصنع ذلك ليؤنسنى بيده في ظلمة الليل "
فلله درهم من طين، عجن بماء الوحي، وغرس بماء الرسالة، فهل يفوح منها إلا مسك الهدى وعنبر التقوى، ولذلك كان ابن عباس رضي الله عنه لا يترك القيام في حضر ولا في سفر، فقد ورد عن عبد الله بن أبي مليكة قال: صحبت ابن عباس رضي الله عنه من مكة إلى المدينة فكان إذا نزل قام شطر الليل، قال: قرأ {وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق:19] فحعل يرتَّل ويكثر في ذلكم النشيج (أي البكاء).
فرضي الله عنه من إمام وعالم ورباني.

يتبع ان شاء ربى
مع اكثرمن خمسون شخصيه من اعلام الزهدوالورع
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 09-08-2008, 06:17 AM
ابو عبيد الله ابو عبيد الله غير متواجد حالياً
الفقير إلى ربه
 




افتراضي

قيام عبد الله بن الزبير بن العوام

رجال من الأحباب تاهت نفوسهم ينادونه خوفاً ويدعونه قصداًوقاموا بليل والظلام مُغَلِّـــلُ إلى منزل الأحباب فاستعملوا الكدَّاأولئك قاموا في العبادة أخلصوا فتاهوا به شوقاً وماتوا به وجدا

نعم: هو واحد من هؤلاء الذين أنجبتهم عزائم الإيمان، هو المحَّنك بريق النبوة، والمبجَّل لشرف الأمومة والأبوة، ابن حوارىِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابن ذات النطاقين، أسماء بنت أبي بكر الصدبق رضى الله عنهما، وقد شهدت شهادتها وهي الصادقة بنت الصديق فقالت رضى الله عنها: " كان ابن الزبير قوام الليل صوام النهار"
وكان يسمى حَمَام المسجد، فسبحان الله لهذا الولىَّ الرباني ـ كان إذا قام إلى الصلاة كأنه عود وكان يقال ذلك من خشوعه وثباته وعدم حركته، وطول سكونه بين يدى ربه سبحانه وتعالى، وقد روى سالم بن عبد الله بن عمر رضى الله عنهم قال: " كان ابن الزبير لا ينام الليل، وكان يقرأ القرآن في ليلة، وكان يحي الدهر أجمع، فكان يحي ليلة قائماً حتى يصبح وليلة يحييها راكعاً حتى الصباح وليلة يحييها ساجداً حتى الصباح "
فلله درك يا أبا خبيب.
يقول مجاهد: ما كان باب من العبادة يعجز عنه الناس إلا تكلفه ابن الزبير، ولقد جاء سيل طبَّق البيت فطاف سباحة.
ويروى أحدهم فيقول: ركع ابن الزبير يوماً ركعة، فقرأنا بالبقرة وآل عمران والنساء والمائدة وما رفع رأسه.
ومن أعجب ما يروى في ذلك أنه كان يصلى في بيته فسقطت حية على ابنه هاشم فصاحوا: الحية الحية ثم رموها فما قطع صلاته.
فواعجباً أيُّ رجال كانوا ؟! كانوا بحق نجوم الهدى ورجوم العدا فرضى الله عن ابن الزبير وآله.
يتبع ان شاء ربى
مع اكثرمن خمسون شخصيه من اعلام الزهدوالورع
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 03:20 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.